عادت قضية مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال في القدس وفي الضفة لتتصدر واجهة الأحداث من جديد, بعدما كان العدو الإسرائيلي يستفيد من حالة تراجع اهتمامات العرب والمسلمين بقضية فلسطين ويمضي في سياسة القضم والاستيطان
رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أنه لا يمكن مواجهة سياسات الافقار والإذلال التي تمارسها دول الإستكبار بحق الشعوب المستضعفة إلا بالعمل والنشاط والجد والاجتهاد والعلم والمعرفة وتفجيرالطاقات وأخذ المبادرات والإنتاج والإبداع في مختلف المجالات.
وحول ما يجري في الضفة والقدس من مواجهات مع الإحتلال اشار: الى إنقلاب المشهد الفلسطيني حيث عادت قضية مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال في القدس وفي الضفة لتتصدر واجهة الأحداث من جديد, بعدما كان العدو الإسرائيلي يستفيد من حالة تراجع اهتمامات العرب والمسلمين بقضية فلسطين ويمضي في سياسة القضم والاستيطان والتهويد مطمئناً وليس هناك من يبالي حتى باعتداءاته وتهديداته للمسجد الأقصى.
وأضاف: بعدما كانت الشعوب العربية والمسلمة والفلسطينيون يعيشون حالة من الإحباط واليأس والإنكشاف أمام السياسات والاعتداءات الإسرائيلية بسبب نسيان القضية الفلسطينية وخروجها من دائرة اهتمامات وحسابات وأولويات الأنظمة، جاءت الهبة الشعبية الفلسطينية في القدس والضفة لتشكل بارقة أمل في مواجهة حالة اليأس والإحباط, ولتوفر فرصة مهمة ينبغي على فصائل المقاومة الاستفادة منها لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية التي يجري العمل لنسيانها وتجاهلها وشطبها على الصعيد الدولي والعربي.
أما فيما يتعلق بالوضع السوري, فقد رأى الشيخ دعموش: أن الضربات الروسية للإرهابيين في سوريا أحرجت الأمريكيين لانها فضحت التحالف الأمريكي وكشفت زيف الضربات الأمريكية لداعش وعدم جديتها. وإلا كيف نفسر أن 3500 غارة للتحالف الأمريكي على داعش في سوريا والعراق لم تفعل ما فعلته الضربات الروسية في الأيام الأولى لانطلاقتها؟.
نص الخطبة :
في الحديث عن الإمام الباقر(ع): الكسلُ يضرُّ بالدينِ والدُنّيا. الكسل مرضٌ وآفة من الآفات التي يبتلي بها الإنسان الفرد وقد يبتلي بها المجتمع والأمة، وهو يعني: الخمول والتّراخي وعدم الرغبةِ في النشاطِ والعمل والحركة. والكسول هو الذي يمارس العمل من دون اندفاع وشوق ورغبة، ويتعاطى معه بتثاقل، ويبحث عن أي فرصة للهروب منه.
والكسل يكون في مجالات عديدة:
يكون في القضايا الروحية, في أمور الدين والعبادة والطاعة, فيكسل الإنسان عن أداء واجباته الدينية, يكسل عن القيام بالعبادات والمستحبات, يتثاقل عن القيام من النوم لصلاة الصبح, يكسل عن قراءة القرآن, وعن صلاة النوافل, وعن صلاة الليل, يكسل ويتثاقل عن فعل الطاعات التي تقربه الى الله وعن التزود بالأعمال الصالحة التي تنفعه في الآخرة. ويكون الكسل في القضايا المادية وفي أمور الدنيا والعمل وطلب الرزق وتحصيل لقمة العيش, فيتحول الكسول الى إنسان بطّال عاطل عن العمل وغير منتج, ويصبح عباءاً على والديه أو على إخوته وعائلته وعلى الآخرين.
ويكون الكسل أيضاً في تحصيل العلم واكتساب المعرفة, فيتكاسل الطالب في دراسته وتعلمه في المدرسة أو في الثانوية أو في الجامعة والكلية وهكذا..والكسل في كل هذه المجالات وغيرها من أكبر العوائق التي تعيق الإنسان عن النجاح والتقدم والفوز في الدنيا والآخرة ، ومن أفتك الأمراض التي تصيب الإنسان والمجتمعات, وتضعف الإرادة والعزم, وتعيق عن الإقدام والمبادرة نحو الأعمال النافعة والمفيدة، ولذلك كان النبي (ص) يكثر من التعوذ من الكسل والضجر .
الدين لا يريد للمؤمنين أن يكونوا من الكسالى والتنابل والخاملين وعديمي النشاط والحركة والفاعلية والإنتاج.
الإسلام حذر من الكسل واعتبره أمراً يضر بالدين والدنيا, فقد ورد عن الإمام الباقر(ع): الكسلُ يضرُّ بالدينِ والدُنّيا.
وعن الإمام علي(ع): إياك والكسل والضجر, فإنهما يمنعانك من حظك من الدنيا والآخرة.فلا ينبغي للإنسان ان يتثاقل عن العمل, والسعي لطلب الرزق وتدبير وتأمين ما يحتاجه وتحتاجه عائلته وأولاده في الحياة, فعن الإمام الباقر(ع): إني لأبغض الرجل ان يكون كسلاناً عن أمر دنياه. كذلك لا ينبغي للإنسان ان يتكاسل عن أداء الواجبات والفرائض والعبادات فقداستنكر القرآن الكريم على المنافقين كسلهم حين القيام للصلاة فقال تعالى:﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى﴾ .
البعض قد يعتقد أنه اذا تكاسل في شؤون الدنيا ولم يعمل ولم يسعى لطلب الرزق فإنه ينشط في العبادة ويتفرغ للطاعات والعبادات.. وهذا وهم! فالإمام الباقر (ع) يقول: (من كان عن أمرِ دُنياهُ كسلاناَ فهو عن أمرِ آخرتِهِ أكسل. فالذي يتكاسل في طلب الرزق وشؤون الحياة فهو في العبادات والطاعات ووامور الآخرة سيكون أكسل, لأن ما يعتاده الإنسان في أمور ينسحب على أمور أخرى.
من نتائج الكسل وآثاره في حياة الإنسان أنه يؤدي الى عجز الإنسان عن أداء حقوق الآخرين, فعن الإمام الصادق (ع): إياكَ وخِصلتين: الضجَّرِ والكسل، فإنّك إنْ ضجرتَ لمْ تصبُر على حقٍ, وإنْ كسلتَ لم تؤدِ حقاً. والكسل يؤدي أيضاً الى التقصير في أداء الواجبات والفرائض , فعن الإمام علي(ع): إياكم والكسل, فإنه من كسل لم يؤد حق الله عزوجل.
وكذلك فإن الكسل يؤدي الى الفقر, بل الفقر هو نتيجة طبيعية للكسل, فعن أمير المؤمنين(ع):إن الأشياء لما ازدوجت ازدوج الكسل والعجز , فنتج بينهما الفقر.لذلك كله الإسلام, يرفض الكسل ويدعو إلى العمل والجد والنشاط والفاعلية والحيوية والحركة والمبادرة.الإسلام يريد أن يكون المؤمن فاعلاً وعاملاً ومعطاءاً ومنتجاً ومبدعاً في كل المجالات. الإسلام يريد من المؤمنين أن يندفعوا للعمل بهمة ونشاط وحرص ورغبة وشوق من دون تفريق بين عمل عبادي وعمل دنيوي. هناك تلازم بين النشاط في العبادات والنشاط في الأعمال الدنيوية.
فالإسلام الذي أمرنا ببعض الأعمال العبادية يأمرنا بأن نهتم بأمورنا الحياتية, والإنسان المؤمن الذي يهتم بدينه ينبغي أن يهتم بشؤون حياته ويعمل على تأمين حاجاته وحاجات أُسرتة المعيشية, من أجل تحسين ظروف الحياة وجعل الحياة حياة كريمة لا يحتاج فيها لأحد.النصوص والروايات تركز على العمل والحركة والنشاط، وتحفز الإنسان المؤمن بأن يملأ أوقات حياته بالعمل والحركة والطاعة لله سبحانه, ففي دعاء كميل نقرأ: واجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة. الإسلام يربي الإنسان المؤمن على النشاط والفاعلية في مختلف شؤون وأبعاد حياته الروحية والمادية.
ولذلك فهو يحث الإنسان في الجانب الروحي على أن يجتهد في العبادة والطاعة لله, وأن يبقى لسانه دائم الذكر لله سبحانه, وأن يستثمر كل لحظة من لحظات حياته في العمل الصالح والطاعة والعبادة لأن ذلك هو الذي يقرب الإنسان من الله ويجعل له مقاماً كبيراً عنده. كما يحث الإسلام في الجانب المادي على العمل وطلب الرزق والمال, ويحرض الإنسان على أن يكون حرفة وصنعة ومهنة يعتاش منها وتدر عليه المال والرزق.
ويؤكد الإسلام أيضاً على الاجتهاد في الدراسة, والجد والمثابرة في تحصيل العلم والمعرفة (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) .لا يمكن التقدم والرقي والتطور وتحقيق الإنجازات إلا بالعلم والمعرفة والجد والنشاط. لا يمكن مواجهة سياسات الافقار والإذلال التي تمارسها دول الإستكبار بحق الشعوب المستضعفة إلا بالعمل والنشاط والجد والاجتهاد والعلم والمعرفة وتفجير الطاقات وأخذ المبادرات والإنتاج والإبداع في مختلف المجالات.لا يمكن معالجة الأزمات والمشكلات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو معيشية إلا بالمتابعة الجدية والعزم والإرادة الصادقة.
اليوم تراخي الحكومة عن معالجة الأزمات المعيشية والحياتية للبنانيين وعرقلة حزب المستقبل للحلول المطروحة حول بعض القضايا يفاقم المشكلات ويعقد الأزمات ويعطل مؤسسات الدولة.لا يمكن مواجهة الاحتلال والإرهاب أيضاً سواء كان إرهاباً صهيونياً أو أرهاباً تكفيرياً بالتقاعس والتراخي والتخاذل بل بالعمل والجهاد والمواجهة والمقاومة.
اليوم وبعد ما كان العدو الإسرائيلي يستفيد من حالة تراجع اهتمامات العرب والمسلمين بقضية فلسطين ويمضي في سياسة القضم والاستيطان والتهويد مطمئناً وليس هناك من يبالي حتى باعتداءاته وتهديداته للمسجد الأقصى, انقلب المشهد وعادت قضية مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال في القدس وفي الضفة لتتصدر واجهة الأحداث من جديد.
اليوم وبعدما كانت الشعوب العربية والمسلمة والفلسطينيون يعيشون حالة من الإحباط واليأس والإنكشاف أمام السياسات والاعتداءات الإسرائيلية بسبب نسيان القضية الفلسطينية وخروجها من دائرة اهتمامات وحسابات وأولويات الأنظمة، جاءت الهبة الشعبية الفلسطينية في القدس والضفة لتشكل بارقة أمل في مواجهة حالة اليأس والإحباط, ولتوفر فرصة مهمة ينبغي على فصائل المقاومة الاستفادة منها لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية التي يجري العمل لنسيانها وتجاهلها وشطبها على الصعيد الدولي والعربي أيضاً.
أما الوضع السوري فإن الضربات الروسية للإرهابيين في سوريا أحرجت الأمريكيين لانها فضحت التحالف الأمريكي وكشفت زيف الضربات الأمريكية لداعش وعدم جديتها. وإلا كيف نفسر أن 3500 غارة للتحالف الأمريكي على داعش في سوريا والعراق لم تفعل ما فعلته الضربات الروسية في الأيام الأولى لانطلاقتها؟.
لقد انكشف أن الأمريكي ومن معه لا يريدون محاربة الإرهاب, وهم يصرون أمام الروسي على ضرب داعش فقط دون بقية التنظيمات الإرهابية مثل النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح وأجناد الشام وغيرها مع أن كل هذه المجموعات لا تختلف في المنهج التكفيري ولا في المنحى والسلوك الإرهابي عن داعش, لماذا ذلك؟.ببساطة لأن داعش خرجت عن سيطرة الأمريكيين إلى حد كبير وخرجت نسبياً عن سيطرة الأتراك.. بخلاف بقية الجماعات الإرهابية فإنها لا زالت تحت سيطرة الأمريكي والدول الإقليمية والخليجية وهؤلاء يريدون الحفاظ على هذه الجماعات والعصابات لتبقى في وجه النظام السوري وفي وجه إيران وحزب الله.
لكن إيران وسوريا والعراق وحزب الله ومعهم كل الشرفاء في هذه المنطقة لن يسمحوا لهذه الجماعات أن تسيطرعلى هذه المنطقة, أو أن تستبيح دولها، وستقاتل هذه العصابات حتى النهاية لكي لا يكون لها مستقبل في هذه المنطقة.