22-11-2024 01:34 AM بتوقيت القدس المحتلة

"هبّة القدس"...المسار والمصير

حرب السكاكين أو هبة القدس أو الانتفاضة الثالثة.جميعها توصيفات أُطلقت على العمليات الفردية التي ينفذها فلسطينيون ضد جنود ومستوطني العدو في الاراضي المحتلة رداً على اعمال التهويد والاعتداءات الصهيونية حيال المقدسات في الق


حرب السكاكين أو هبة القدس أو الانتفاضة الثالثة. جميعها توصيفات أُطلقت على العمليات الفردية التي ينفذها فلسطينيون ضد جنود ومستوطني العدو في الاراضي المحتلة رداً على اعمال التهويد والاعتداءات الصهيونية حيال المقدسات في القدس المحتلة.

القدس...اولاً واخيراً

هي القدس التي شكلت ولا تزال بوصلة المقاومة والانتفاضات ضد سياسات الاحتلال قدرها ان تكون الشعلة الدائمة التي تُضيء درب المنتفضين المقاومين ، وهي مرة جديدة تفاجئ البعض وتُخيب آمال اخرين في العالمين العربي والاسلامي ممن شكلوا رافعة سياسية للمخططات التهويدية حيال المسجد الأقصى ، بدوا متضررين من صمود الشعب الفلسطيني.

المُلاحظ في الهبة الفلسطينية في أسبوعها الثاني أخذها منحى تصاعدياً مع تنوعها بين عمليات الطعن والتصدي لاقتحامات العدو في مختلف مدن الضفة الغربية. والاهم هو مساندة قطاع غزة لاخوانهم في الضفة بالدم ، فيما بدا ان فصائل المقاومة تتحسب لرد اوسع في حال اراد قادة الاحتلال الذهاب نحو مواجهة مفتوحة مع الفلسطينيين.

كما ان المُراقب لطريقة التعاطي الرسمي الصهيوني يلحظ تخبطاً حول كيفية التصدي لعمليات الطعن التي أثارت ذعراً كبيراً في اوساط المستوطنين حيث اضحوا يعيشون هاجساً امنياً بعد كل عملية طعن او دهس فلسطينية ، فيما الوسط السياسي يعيش تخبطاً واضحاً حيال طريقة التعاطي مع العمليات الفلسطينية.

وللتأكيد على هذا الاستنتاج يقول المحلل العسكري في صحيفة هآرتس الاسرائيلية عاموس هارئيل ان "التقديرات السائدة لدى جهاز الأمن الإسرائيلي هي أن الهبة الحالية قد تستمر لفترة طويلة، لأن أجهزة الأمن الإسرائيلية تواجه صعوبة بالتوصل إلى رد فعل على ظاهرة عمليات الطعن التي ينفذها أفراد، ليس لديهم ماض أمني".

ورأى هارئيل "أن التطورات في الأيام المقبلة متعلقة بقدر كبير بأحداث موضعية، مثل نجاح فلسطيني وحيد في إخراج حملة (قتل دموية) إلى حيز التنفيذ، ورد فعل إسرائيلي مبالغ به أو عملية دموية ينفذها متطرفون إسرائيليون".

وأضاف هارئيل "أنه بمفهوم معين، الهزة في العالم العربي وصلت، متأخرة، إلى المناطق (أي الضفة والقدس). وتم أخذ قسم على الأقل من قوة وتأثير القيادة وأجهزة الأمن لديهم وعادت إلى أيدي المواطن الوحيد في الشارع. ولأن هذا المواطن يائس، محبط أو أنه يتعرض أحيانا لغسيل دماغ ودعاية دينية فإن احتمالات استمرار التصعيد عالية".

كلام يعكس تخوفات القسم الاغلب من المحللين الصهاينة من تصاعد الهبة الفلسطينية الحالية التي تتنوع المشاركة فيها بين الاطفال والنساء والرجال والمسنين وحتى عائلات بأكملها شاركت في عمليات التصدي للإعتداءات الاسرائيلية.
في المقابل يتحدث الكثير من المحللين الفلسطينيين والعرب عن ضغوط عربية على القوى الفلسطينية للعمل على التهدئة ومنع تصعيد الامور وصولاً الى انتفاضة ثالثة تهدف الى استرداد الحقوق ومجابهة العدوان.

وفي هذا الاطار يسخر الكاتب عبد الباري عطوان في مقالة له في صحيفة رأي اليوم من لجوء "بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الاستعانة باصدقائه العرب، وطلب نجدتهم من اجل التدخل لتهدئة الاوضاع الملتهبة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومنع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة".

ويرى عطوان ان نتنياهو يريد من هؤلاء “الاصدقاء” و”الحلفاء” الخُلّص، ان يمارسوا ضغوطاً على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للدفع بقواته الامنية الى الشوارع جنباً الى جنب مع قوات الاحتلال الاسرائيلي لاطلاق النار على الشباب الثائرين وقتل المزيد منهم ، على حد قول عطوان.

في وقت يصعُب فيه التكهن بمستقبل الهبة الجديدة ومدى تطورها ، لكن من المؤكد ان ارادة الفلسطينيين صامدة رغم محاولات العرب وبعض الانظمة الاقليمية ادخال اليأس الى النفوس تحت عناوين التسويات الفاشلة والحلول المؤقتة التي اثبتت عدم جدواها . كما تُعتبر الهبة الحالية فرصة ثمينة للفلسطينيين للنيل من مخططات الاحتلال وفرض واقع جديد على الصهاينة ، ولكن يخشى من محاولات عربية وغربية لإحتواء الهبة واعادتها الى مربع هضم الحقوق وانتهاك المقدسات!