تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 13-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن المحلي من سقوط تسوية الترقيات وما سيليها من خطوات إلى كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الحكومة والحوار..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 13-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن المحلي من سقوط تسوية الترقيات وما سيليها من خطوات إلى كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الحكومة والحوار..
السفير
«حزب الله» يوسّع انخراطه في الميدان السوري
«السوخوي» لبنانياً: جهوزية من بيروت.. إلى الجرود
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "فرضت «عاصفة السوخوي» جهوزية أمنية في الداخل اللبناني، تحسباً لأية أعمال إرهابية يمكن أن تلجأ اليها بعض المجموعات الإرهابية لإرباك الساحة الداخلية، وذلك بالتزامن مع نصائح تلقتها مراجع رسمية لبنانية من بعض «أصدقاء لبنان» برفع مستوى الحذر في هذه المرحلة.
في هذا السياق، يأتي «الجهد الأمني» المكثّف للمؤسسات العسكرية والأمنية بإلقاء القبض على عشرات المتورطين مع المجموعات الإرهابية، وبينهم، أمس، أحد أبرز أفراد «جبهة النصرة» المدعو ابراهيم مطاوع الذي القى الجيش القبض عليه في عرسال، فيما نجح الأمن العام بإلقاء القبض على أحد المنتمين الى «داعش» قبل مغادرته مطار بيروت باتجاه تركيا.
في السياق نفسه، تأتي جهوزية الوحدات العسكرية في الداخل وعلى الحدود اللبنانية السورية، واستهداف تجمّعات المسلحين، وإيقاع قتلى في صفوفهم، وبينهم قيادي في «جبهة النصرة» من آل التلي، وهو قريب امير «النصرة» في القلمون ابو مالك التلي، بحسب ما اكد مرجع امني لـ «السفير».
هذه الجهوزية، لطالما اكد عليها قائد الجيش العماد جان قهوجي، بوصفها تترجم قرار القيادة العسكرية بالاستمرار في مواجهة الارهاب والانتصار عليه مهما كلف ذلك من تضحيات، «فقرار الجيش حاسم: لا تهاون مع الارهاب، ومع كل ما من شأنه ان يزعزع الاستقرار ويعرّض مسيرة السلم الأهلي للخطر».
بالتزامن مع ذلك، عزز «حزب الله» الاجراءات الامنية الاحترازية في مناطق لبنانية معينة أبرزها الضاحية الجنوبية، وذلك في موازاة انخراطه الأوسع من نوعه في الحرب السورية، حيث بادر الحزب في الايام القليلة الماضية الى نقل آلاف من المقاتلين «عاليي التدريب والتجهيز والخبرة القتالية»، من لبنان نحو «الشمال الادلبي»، في سياق معركة يعول عليها الجيش السوري وحلفاؤه لاسترداد ادلب وجسر الشغور وحلب وإقفال الحدود السورية مع تركيا.
وتبعا لذلك، استبعد مرجع أمني واسع الاطلاع، اقتراب «عاصفة السوخوي» من الحدود اللبنانية، وقال إن الروس يعطون أولوية لحماية الساحل السوري ودمشق ولتكثيف الضغط على المجموعات الارهابية قرب الحدود التركية والعراقية، ولم يستبعد توسيع نطاق الضربات الجوية لكن ليس في المدى القريب.
واذا كانت الانجازات العسكرية التي حققها «حزب الله» والجيش السوري في جرود عرسال والقلمون والزبداني، وكذلك انجازات الجيش اللبناني على الحدود، قد اسقطت «الامارة التكفيرية» امتدادا من القلمون وصولا الى البحر والشمال اللبناني، فإن الخطر بحسب مرجع امني، لا يزال قائما في جرود عرسال والقلمون في مواجهة «داعش» و«جبهة النصرة».
الا ان هذا الخطر الكامن، وفق المرجع نفسه، «ليس بالقوة التي كان عليها قبل بدء معركة اجتثاثه في جرود عرسال والقلمون والزبداني، وبالتالي يبقى بلا فعالية وقابلا للاحتواء وربما الانهيار في أي ظرف، كونه اصبح بين فكي كماشة، فمن جهة «حزب الله» والجيش السوري، ومن جهة ثانية «عاصفة السوخوي» التي يبدو انها فرضت على المجموعات الإرهابية نقل بعض مجموعاتها من جرود القلمون لتعزيز الشمال الادلبي.
ويقول مصدر أمني معني: «عندما تضرب رأس الأفعى يصبح من السهل ضرب الذنب، ومن هنا جاءت مبادرة «حزب الله» لإرسال الاف المقاتلين الى الشمال الادلبي، وهم يشاركون في القتال للمرة الأولى، واما الهدف الاساس في هذه المعركة، فهو استرداد ادلب والمحيط، وهذا انتصار معنوي كبير للجيش السوري، والأهم في كل ذلك، هو استرداد جسر الشغور سريعا، كونها تشكل نقطة استراتيجية شديدة الاهمية بوصفها عقدة مواصلات الى اللاذقية وحماه وادلب وخط حماه ـ حلب».
هنا ينبري السؤال التالي، امام هذا الواقع القتالي الجديد، هل سيكون لبنان على موعد مع موجة نزوح سورية جديدة؟
تستبعد مراجع رسمية ذلك «لأن المناطق الساخنة حاليا بعيدة عن الحدود اللبنانية، وبالتالي فإن النزوح السوري المحتمل، سيذهب بكليّته نحو تركيا مباشرة، وأما في اتجاه لبنان.. فسيكون محدودا».
وأبلغ مرجع امني «السفير» أن تطورات الميدان السوري، فرضت رفع الجهوزية العسكرية والامنية للجيش اللبناني على امتداد الحدود اللبنانية السورية وكل نقاط انتشار الوحدات العسكرية في الداخل.
ولفت المرجع الانتباه الى تحركات مريبة تقوم بها المجموعات الإرهابية في بعض النقاط الحدودية، عزّزت الخشية من أن تقدم على تنفيذ اعمال ارهابية في الداخل اللبناني تزامنا مع الضربات الجوية الروسية.
وبحسب المرجع نفسه، فإن تلك التحركات تجلت في عودة المجموعات الإرهابية الى استهداف بعض النقاط العسكرية الامامية بمدفعية الهاون، ومن مسافة بين أربعة الى خمسة كيلومترات، وأدت الى اصابة بعض العسكريين بجروح طفيفة، وقد رد الجيش بقصف عنيف لنقاط تجمع تلك المجموعات. وكذلك في محاولة ادخال مواد متفجرة الى الداخل اللبناني، وقد احبطها الجيش بعد ضبط سيارة «بيك آب» كانت تنقل المتفجرات من الجرود الى بلدة عرسال.كما تزامنت مع تفجير العبوة الناسفة قبل ايام قرب شتورا اثناء مرور حافلة ركاب على متنها عناصر حزبية متوجهة نحو الاراضي السورية.
وكشف المرجع عن إحباط محاولات بعض العناصر الإرهابية الانتقال من لبنان الى سوريا عبر شبعا، بعد تلقيهم اوامر عاجلة من امرائهم بالتوجه الى سوريا «لقتال الروس»!
النهار
معادلة "الشلل الكامل" بعد سقوط الترقيات؟
بري: وضع الحكومة محروق والأمل في الحوار
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "من بداية الاسبوع الجاري الى الثلثاء المقبل، موعد الجلسة التي يعقدها مجلس النواب ايذانا بافتتاح العقد الثاني العادي والتي يعيد فيها التجديد للجانه، اجازة سياسية تضاف الى البطالة النيابية والحكومية القسرية التي تعطل مجلسي الوزراء والنواب بحجج جاهزة ومعلبة تارة ومفبركة ومصنعة على عجل طورا. هذا التمادي في النهج التعطيلي الذي أخذ بطريقه خطة معالجة أزمة النفايات ايضا من طريق محاصرتها والالتفاف عليها وأخر تنفيذها، وسع بيكار الشلل الحكومي بما يصعب معه تجاهل الربط الضمني المحكم بين حلقات التعطيل التصاعدي . وجاء سقوط تسوية الترقيات العسكرية ليثبت ان قوى التعطيل تمضي قدما في الدفع نحو فرض معادلة الشلل الكامل بدليل ان احتمالات عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع تبخرت بالتزامن مع موعد احالة العميد شامل روكز اليوم على التقاعد وسط حديث عن اتجاه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح " العماد ميشال عون الى اتخاذ مواقف تصعيدية في الساعات المقبلة سواء في الاجتماع الدوري للتكتل بعد ظهر اليوم أم في مقابلة تلفزيونية ستجرى معه مساء.
وبازاء الدوران في حلقات التعطيل هذه استغربت مصادر بارزة في قوى 14 آذار عبر "النهار" ان تتوقف دورة المحاولات السياسية لاحداث الثغرة المطلوبة في جدار التعطيل على ترقب موقف تصعيدي عوني من هنا او تغطية لـ"حزب الله" لهذا التصعيد المنهجي من هناك . وحملت على عون بشدة قائلة انه بلغ ذروة ما يمكنه القيام به من خلال ارتضائه لنفسه دور التعطيل المطلق بالاصالة عن طموحاته الشخصية والعائلية وبالوكالة عن السياسات المحورية الاقليمية لحليفه "حزب الله" بدليل تصاعد النغمة الجديدة التي تشي برهانات الفريقين الحليفين على التدخل الروسي في سوريا. واذ تحدثت هذه المصادر عن تسرع وتبسيط يكتنفان هذه الرهانات تساءلت بسخرية "هل يظن الحليفان فعلا ان فلاديمير بوتين جاء بطيرانه الحربي الى سوريا لفرض رئيس للبنان موال للنظام السوري المتهالك؟ ام تراهما سيتمكنان فعلا من اقناع اللبنانيين بان بوتين جاء لكسر 14 آذار كهدف استراتيجي له؟". ولاحظت ان الحليفين يغطيان لعبة التعطيل التي يتناوبان عليها بازدواجية بل في تناقض في الخطاب السياسي. ففي حين لا ينفي العماد عون انه يعطل المؤسسات ولو برر ذلك بدوافع معروفة يدأب على تكرارها ينبري في المقابل "حزب الله" الى تحميل قوى 14 آذار تبعة هذا التعطيل الذي يعترف عون به جهارا وبصراحة تامة.
في أي حال وبعد اخماد محركات الوساطات وتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس في جولة تشمل رومانيا وجنيف انحصر التحرك الحكومي بملف النفايات اذ عقد اجتماع آخر في السرايا برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام وحضور وزير الزراعة اكرم شهيب ووزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر صرح على اثره شهيب لـ"النهار" ان اجتماعا آخر مماثلا سيعقد مساء اليوم مكتفيا بالقول "للبحث صلة" وتوقع الحصول على جواب نهائي خلال 24 ساعة من القوى السياسية في البقاع الشمالي في شأن استحداث موقع للمطمر الثاني للنفايات في المنطقة .
وعلمت "النهار" أن المجتمعين بحثوا في معطيات "تدعو الى التفاؤل" في شأن المطمر الثاني للنفايات في البقاع، كما أبلغ الوزير شهيّب المجتمعين. وأوضحت مصادر شاركت في الاجتماع لـ"النهار" ان "تفاؤل" وزير الزراعة يستند الى اجوبة إيجابية تلقاها في شأن هذا المطمر وهو سيواصل إتصالاته اليوم تمهيدا لنقل نتائجها الى الرئيس سلام الذي سيحدد الخطوة التالية على هذا الصعيد.
بري
في غضوم ذلك، تخوف الرئيس بري من ان تؤدي المراوحة في أزمة النفايات الى تعميم المحارق في المناطق. وقال عن الوضع الحكومي في دردشة على الطائرة التي نقلته الى بوخارست أمس:"في الاصل وضع الحكومة لا تحسد عليه وهو محروق"، لكنه على رغم ذلك بدا "مطمئنا" الى ان الرئيس سلام لن يقدم على الاستقالة واعتبر ان الحوار "الماشي بين الافرقاء هو الذي يشكل بارقة أمل فضلا عن الحوار المتواصل بين تيار المستقبل وحزب الله ومن وجهة نظري يجب استمرار الحوارين نظراً الى الايجابيات التي تنتج منهما حيث يوفران مناخات من الاستقرار".
باسيل
وعلمت "النهار" أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيزور طهران في نهاية الاسبوع الجاري تلبية لدعوة رسمية لإجراء محادثات تتناول العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة. وتأتي هذه الزيارة للوزير باسيل بعد انتخابه رئيسا لـ"التيار الوطني الحر".
ويشار الى ان السفير الايراني محمد فتحعلي الذي زار أمس وزير العمل سجعان قزي قال ردا على ما يقال من أن الملف الرئاسي في لبنان لن يتحرك جدياً الا بعد الاتفاق الايراني – السعودي: "نحن قلنا مراراً وتكراراً إن هذا الموضوع شأن داخلي، ونعتقد ان الساحة النخبوية في لبنان في امكانها تلبية هذه الحاجة، ونأمل ان نرى في لبنان رئيساً قوياً".
الموقوفون
وسط هذه الاجواء، أفرج قاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا أمس عن خمسة موقوفين في تظاهرة الحراك المدني مساء الخميس الماضي التي ادت الى مواجهة بين المتظاهرين والقوى الامنية، فيما اصدر مذكرات وجاهية بتوقيف خمسة آخرين بجرم الشغب وتخريب ممتلكات ومعاملة عناصر الامن بالشدة في وسط المدينة . ورد الحراك المدني مشدداً على الحق في حرية التظاهر، معتبراً ان هناك "إرادة منهجية لردع المواطنين عن التظاهر ومنعهم من التعبير عن آرائهم"، واتهم القوى الامنية بتهيئة الاجواء لحصول مواجهات الخميس. كما شدد على ان تمسكه بدخول ساحة النجمة يكتسب "رمزية بالغة الاهمية لان الشعب مصدر السلطات" وشدد ايضا على رفضه المحاكمات العسكرية.
بعلبك والفلتان
في سياق آخر، حصلت حركة احتجاج مفاجئة أمس في مدينة بعلبك عكست اتساع التململ الشعبي من حال الفلتان الامني التي تسود المنطقة اذ اقدم اصحاب المحال التجارية على اقامة سواتر ترابية في بعض شوارع بعلبك احتجاجاً على تقاعس الاجهزة الامنية عن تنفيذ وعودها بضبط الامن في المدينة واتخاذ اجراءات حاسمة في حق العابثين بالامن. واثار ذلك استياء الاهالي من قطع الطرق فخرجت اعداد منهم الى السوق التجارية وسط شلل الحركة التجارية وعولج الوضع لاحقا بانتشار القوى الامنية التي سهلت عمل الجرافات في ازالة السواتر.
الأخبار
برّي: لا استقالة للحكومة ولا انتخابات بلا نسبية
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "ينهي العميد شامل روكز اليوم خدمته العسكرية، ليُعلن رسمياً فشل كل المبادرات التي سعت إلى إبقاء الحكومة على قيد الحياة. وبخروج روكز، ينضم مجلس الوزراء إلى خانة المؤسسات العاطلة عن العمل، فيما عاد رئيسه تمام سلام إلى التلويح بالاستقالة
رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الحكومة «في وضع لا تحسد عليه»، إلا أنه استبعد استقالتها بإقدام رئيسها على خطوة كهذه، وقال إن «الحوار يجب أن يستمر، وهو بارقة أمل في البلاد وضمان الاستقرار. تخيّلوا لو لم تكن هناك طاولة حوار في ظل هذا التعطيل والاحتقان؟».
وعن مواصفات الرئيس الجديد للجمهورية التي طرحها على طاولة الحوار، قال: «سألني المتحاورون في الحوار رأيي في هذا الموضوع، فأجبت بأن مواصفاتي للرئيس المقبل هي ما تتفقون عليه». وشدّد على «ما كررته (أمام المتحاورين) أن لا أحد يفكر في انتخابات نيابية من دون نسبية في قانون الانتخاب. سبق أن تقدمت بمشروع قانون انتخاب يزاوج بينها وبين الاكثري مناصفة في المقاعد النيابية، وهو يعطي المسيحيين 52 مقعداً ينتخبهم المسيحيون، ويستطيعون التأثير في مقاعد أخرى. لا يفكرّن أحد بقانون بلا نسبية».
وعبّر بري عن امتعاضه ممّا حدث في التظاهرة الاخيرة للحراك المدني. في الطائرة، في طريقه الى رومانيا، في زيارة تستمر حتى الخميس، يتوجه بعدها الى سويسرا، قال، في انتقاد لما باتت عليه تحركات حملات المجتمع المدني: «ويا للأسف لم يأخذوا بالنصائح التي أسديت اليهم. ما جرى في التظاهرة الاخيرة من أعمال تخريب في الممتلكات العامة والخاصة غير مقبول. لا أفهم سبب تخريب الارصفة في شارع المصارف». وتطرق الى ملف النفايات قائلاً: «قصة الزبالة صارت زبالة.
كان هناك أكثر من مشروع واقتراح لتجاوز الاعتراضات على خطة معالجة النفايات، الا أنها باءت كلها بالفشل. إذا استمر الوضع على هذا المنوال فسيتحول وضع النفايات في البلدات الى حال مشابهة لوضع المولدات في الاحياء».
وكان بري وصل الى بوخارست بعد ظهر أمس حيث استقبله في المطار نظيره الروماني. وأشاد رئيس المجلس بالعلاقات اللبنانية ــ الرومانية «التي تعود على الصعيد التجاري الى حوالى مئة عام، والعلاقات الديبلوماسية بدأت قبل خمسين عاماً، وما بين البرلمانين عشرات السنين». وأمل في توقيع اتفاق تفاهم بين المجلسين «للتنسيق في شتى الميادين». وأشار الى «تواصل مستمر بين البلدين حيث يوجد أكثر من خمسة آلاف خريج درسوا في هذا البلد، الى جالية لبنانية مهمة على صعيد النشاط التجاري، إذ يصل عدد الشركات اللبنانية في رومانيا الى أكثر من ثلاثة آلاف».
في المقابل، يتصرف الرئيس تمام سلام كما لو أن الحكومة قد خرجت من الخدمة فعلياً. وهو إذ أبلغ زواره بأنه لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء قبل «نضوج» خطة النفايات، فإنه عاد إلى الحديث عن خيار الاستقالة. ورغم ان سلام يعرف ان الاستقالة شكلية في ظل الشغور الرئاسي، فإنه يقول إن استمرار عجز الحكومة عن الانعقاد والإنتاج يجعل بقاءها بلا أي معنى. ويضيف سلام، بحسب مصادر وزارية مقربة منه، أنه عندما ألمح سابقاً إلى إمكان الاستقالة، تدخل ممثلو القوى السياسية والدول الكبرى والدول العربية لثنيه عن خطوة كهذه، لكن أياً من تلك الدول لم تتدخل للضغط على القوى السياسية الممثلة في الحكومة لجعلها تقدّم تنازلات تؤدي إلى تفعيل عمل مجلس الوزراء.
لكن يبدو ان قوى 8 آذار غير مقتنعة بأن سلام لا يملك خيار الاستقالة، تماماً كما انها لم تقتنع بأن الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان وفريقه الوزاري تمكّنا من «الصمود» في وجه «الضغوط» التي قيل إن سفيري الولايات المتحدة والسعودية مارساها عليهما. وترى قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر ان من يتحمّل مسؤولية فشل التسوية ليس سوى تيار المستقبل والقوى الدولية والإقليمية الراعية له، وان سليمان وفريقه الوزاري لم يكونا سوى واجهة عملية إفشال هذه التسوية. وفي هذا الإطار، ينهي القائد السابق لفوج المغاوير شامل روكز خدمته في المؤسسة العسكرية اليوم، قبل إحالته على التقاعد فجر الخميس (اليوم هو يومه الأخير في العمل، بما ان غداً الأربعاء هو يوم عطلة رسمية). وفي انتظار موقف العماد ميشال عون الذي يطل في مقابلة على قناة «أو تي في» مساء اليوم، تؤكد مصادر تكتل التغيير والإصلاح أن الذين اتخذوا قرار عدم ترقية روكز «سيقعون في الحفرة التي حفروها لنا عندما اعتقدوا أنهم تخلصوا من شامل روكز». وأكّدت المصادر أن مجلس الوزراء لن ينعقد في جلسة عادية إن لم تكن التعيينات بنداً أول على جدول أعماله.
ويبدو أن الشلل الذي يتهدد الحكومة ينسحب، بنسبة أقل على طاولة الحوار، من دون ان يعني ذلك عدم انعقادها. ورغم ان معظم المشاركين فيها يرونها «لزوم ما لا يلزم»، فإن هذا الرأي لا يعني مقاطعتهم لها، قياساً على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل الذي ثبت بالملموس أنه ليس سوى قناة اتصال بين الطرفين تهدف إلى تخفيف الاحتقان، من دون ترتيب أي نتائج سياسية عملية عليها.
على صعيد آخر، زار لبنان نهاية الأسبوع الماضي مسؤول فرنسي، ليتابع مع قيادة الجيش تفاصيل ملف هبة الثلاثة مليارات دولار أميركي المقدمة من السعودية إلى الجيش اللبناني ثمناً لأسلحة فرنسية. وأتت هذه الزيارة في ظل جمود استكمال تنفيذ هذه الهبة لأسباب مجهولة. وفيما يتابع الطرفان الفرنسي واللبناني تواصلهما لعرض الشق التقني المتعلق بتنفيذ الهبة، توقف الطرف السعودي عن استكمال دفع المبالغ التي جرى توقيع اتفاقيات بشانها مع الجانب الفرنسي. وبعدما استفسرت قيادة الجيش عن سبب تجميد التنفيذ، ردّ الفرنسيون بشكل رسمي، مؤكدين أن الاتفاق لا يزال سارياً وأن تنفيذه سيُستكمل.
أمنياً، أوقف الجيش بعد ظهر أمس قيادياً في «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــــ جبهة النصرة»، في بلدة عرسال البقاعية. وبحسب المعلومات الأمنية، فإن الموقوف إبراهيم م. ضابط فار من الجيش السوري، ومطلوب للقضاء اللبناني للاشتباه في تورطه بتنفيذ أعمال ارهابية والمشاركة في هجمات ضد مواقع الجيش اللبناني ودورياته في عرسال وجرودها.
اللواء
إجتماع حاسم للجنة النفايات اليوم: عدالة في المطامر أو لا خطة
عون يطوي صفحة ترقية روكز .. تعطيل الحكومة ولا سحب للوزراء
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "يضغط ملف النفايات على البلاد والعباد: فبين هبة باردة، فيها رياح التفاؤل، وهبة ساخنة فيها رياح المخاوف من الأمراض والاوبئة والاختناق، تعود لجنة النفايات الوزارية إلى الاجتماع اليوم، على أمل ان يكون وزير الزراعة المكلف بالملف اكرم شهيب تبلغ جواباً ايجابياً من مسؤول وحدة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا بشأن المطمر المقترح في منطقة حام قرب بعلبك.
ولم يستبعد مصدر وزاري لـ«اللواء» في حال سارت الأمور باتجاه الحلحلة ان تتقدّم جلسة مجلس الوزراء على ما عداها، الأمر الذي يمكن ان يفتح الباب بعيداً عن المقايضات والتسويات لمجلس الوزراء باستئناف جلساته، بعدما بات «متخماً جداً» باكثر من 500 بند، وفقاً لما كشفه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» الذي أكّد ان «المسائل اليومية للمواطنين لا يجوز لنا ولا يبنغي ان نرتكب اثم تعطيلها، مضيفاً ان التعطيل هو ليس على فئة بعينها من الشعب اللبناني، بل على الشعب كلّه وعلى الدولة وعلى المعطلين انفسهم».
في هذه الأجواء يحرص الرئيس تمام سلام على انتزاع التوافق السياسي، في ما خص إنهاء ملف النفايات الذي دخل في سباق مع تراكم غير مسبوق تعدى القدرة على استيعاب النفايات المرمية في الشوارع، ومع احتمالات سقوط الأمطار في أي وقت، قبل الدعوة إلى عقد مجلس الوزراء حتى تكون الجلسة منتجة ويصبح بالإمكان البدء بتنفيذ الخطة التي أقرّتها الحكومة قبل أسابيع.
ورداً على سؤال، استبعد مصدر وزاري ان يكون حزب الله يحاول اجراء مقايضة ربع الساعة الأخيرة، بين مطمر البقاع وترقية العميد شامل روكز، واصفاً هذه المقايضة بأنها «حديد بقضامة»، مكرراً بأن ترقية روكز ليست بيد الحكومة بل بيد وزير الدفاع.
وكان جواب حزب الله المتوقع أمس، لم يتبلغه الوزير شهيب على المطمر فتأخر لأسباب بقيت مجهولة، مع العلم ان قيادة حزب الله على ارفع المستويات انشغلت طوال يوم أمس بترتيبات تشييع أحد القادة الميدانيين الكبار في سوريا حسن محمّد حسن الحاج الذي سقط في الحرب الدائرة في سوريا.
واعرب الوزير شهيب عن أمله بتنفيذ خطة النفايات، مؤكداً لـ«اللواء» ان لا خيار امامنا سوى المطامر واننا لم نفقد الأمل بإيجاد مطمر ثاني بالتوازي مع مطمر «سرار» في عكار، داعياً الشراكة بين الجميع لحمل هذا الملف.
وفي سياق متصل، أكّد مصدر بلدي لـ«اللواء» ان مطمر سرار لن يفتح قبل إيجاد مطمر آخر في البقاع الشمالي، ودعا المصدر الدولة إلى حزم امرها على قاعدة العدالة في توزيع المطامر، معتبراً ان المشاريع الإنمائية في عكار لا يجوز ان ترتبط بحل قضية النفايات.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال شق الطرق إلى مطمر سرار بقيت متوقفة بعد أن اعترضت الشاحنات صباحاً مجموعات من الحراك العكاري، رافضة رمي النفايات على عواهنها بمعزل عن خطة واحدة متزامنة في كل المطامر من الناعمة إلى البقاع فعكار فجبل لبنان.
الرابية والترقيات
وأفادت مصادر تعمل على خط الوساطة بين الرابية والمقرّات الأخرى في بيروت، أن الجهد يتركز الآن على عدم الربط بين حل قضية النفايات وإقناع التيار العوني المشاركة في الجلسة التي من الضروري أن تعقد وقضية الترقيات التي لا شأن للحكومة بها مباشرة، باعتبار أنها في يد وزير الدفاع الذي أعلن أنه لن يقبل التعرّض لضغوط وأن قضية الترقيات أصبحت وراءه.
وقالت هذه المصادر أن المسألة بقيت مسألة ساعات قليلة قبل أن يعقد تكتل الإصلاح والتغيير إجتماعه الأسبوعي بعد ظهر اليوم، وقبل الإطلالة التلفزيونية للنائب ميشال عون عبر محطة O.T.V مساءً.
ودعت هذه المصادر إلى عدم تحميل لبنان تبعات إضافية لتصفية الحسابات بين القيادات السياسية المسيحية، ونقل الشلل والتعطيل من الشغور الرئاسي إلى مجلس النواب والحكومة، الأمر الذي قد لا تسلم منه المؤسسات العسكرية والأمنية.
واتفقت مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف مشاربها أن العميد شامل روكز سيغادر اليوم في قيادة فوج المغاوير، وربما من دون تسلّم وتسليم مع العقيد مارون القبياتي، على أن يغادر في إجازة إلى مدينة بوسطن الأميركية تستمر لأسابيع، ومن ثمّ العودة إلى لبنان لتأسيس مركز للأبحاث الاستراتيجية، إلا إذا حدثت مفاجأة غير متوقعة حظوظها قليلة، وفقاً لمصدر معني.
تصعيد.. لا تصعيد
ومع ذلك، بقيت الأنظار مشدودة إلى ما سيقوله عون اليوم سياسياً، بعدما اكتفى في تظاهرته أمام القصر الجمهوري ملامسة أبوابه، من دون أن يعلق شيئاً على مستوى التوقعات، سواء بالنسبة إلى وضع وزارته في الحكومة، أو من الحوار، أو حتى من اتفاق الطائف، علماً أن مسألة سحب وزرائه من الحكومة من شأنها أن تريح خصومه الذين يطالبون الرئيس سلام بالخروج من تردده والدعوة إلى عقد جلسات فورية للحكومة للتصدي للمسائل المعيشية والحياتية للمواطنين، على حدّ ما جاء في بيان حزب الكتائب أمس.
وتعتقد المصادر القريبة من السراي أن التصعيد حاصل وبات أمراً محققاً من خلال التعطيل الذي يمارسه عون من خلال منع الحكومة من الانعقاد وبالتالي فإن سحب الوزراء سيكون لمصلحة خصومه، في حين أن تجاهل عون ومعه حزب الله يعتبر نوعاً من مغامرة قد تكون نتائجها غير محسوبة على البلد.
أما مصادر الرابية، فتوقعت ألا يخرج عون عن سياق المواقف التي أعلنها مؤخراً، لكنها لفتت إلى أن المقابلة التلفزيونية المفتوحة مع عون ستشكل مناسبة له للإجابة على أسئلة تتصل بالوضع الحكومي والانتخابات الرئاسية والحوار وإفشال مسعى ترقيات الضباط، نافية وجود إتجاه نحو التصعيد إلا في إطار شرح المواقف التي يتمسك بها.
وأفادت أن أي لقاء محتمل بين عون والنائب وليد جنبلاط وارد في أي لحظة، وهو يأتي في سياق التواصل الدائم بينهما، مذكّرة بأن النائب جنبلاط الموجود حالياً خارج البلاد كان يؤيّد مسعى الترقيات لإفساح المجال أمام استئناف العمل الحكومي والتشريعي.
الحراك المدني
وعلى صعيد الحراك المدني، يعود ناشطون اليوم إلى التجمّع أمام المحكمة العسكرية تزامناً مع جلسات استجواب الموقوفين، بعدما قرّر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا ترك خمسة موقوفين من الحراك الذين أوقفوا خلال تظاهرة الخميس الماضي، والإبقاء على خمسة آخرين موقوفين.
والذين تمّ الإفراج عنهم أمس هم: محمّد الترك، محمود موسى، فرح حلاوي، خضر أبو حمد وخلدون جابر، أما الموقوفون فهم: بيار حشاش، زين إبراهيم، وارف سليمان، رامي محفوظ وفايز ياسين.
البناء
الاتحاد الأوروبيّ والأطلسيّ: روسيا والأسد محور الحلّ والحرب على الإرهاب
دي ميستورا لجمع السعودية وإيران في لجنة سورية... وانتفاضة فلسطين مستمرّة
عون يدقّق الخطوات... والحكومة والحوار في إجازة إعادة الحسابات بغياب بري
صحيفة البناء كتبت تقول "لم تعد أنباء التطورات الميدانية في سورية موضع تساؤل حول وجهتها، التي باتت مرسومة باتجاه واحد واضح مع بدء العمليات الجوية للقوات الروسية، هو اتجاه التقدم لحساب الجيش السوري، بينما تعيش المجموعات المسلحة تحت ضغط عسكري واضح يفرض عليها التراجع من جهة، ويفرض على عناصرها وقادتها التفكير الجدّي بالنزوح من الحرب من جهة مقابلة، وعلى السوريين من عناصرها البحث عن وسيلة اتصال بمن يمكن أن يضمّهم إلى مشروع تسوية الأوضاع الذي تقدّمه الأجهزة الأمنية للمسلحين، بينما البنى المنظمة الرمادية والتي تتخذ موقفاً في منتصف الطريق من تنظيم «القاعدة» وكانت تتماهى معه نفاقاً وتكسّباً لدور وسلاح ومال، فصارت تبحث عن فرص شطب أسمائها من لوائح الاستهداف الروسية، بتقديم أوراق اعتمادها للمشاركة في الحرب على «داعش» والتبرّؤ من تنظيم «القاعدة» وفكره وقادته، والسعي للمشاركة في صيغة تضمن لها مقعداً إلى موائد التفاوض، خصوصاً بعدما صار أمر «جبهة النصرة» محسوماً على اللوائح المشتركة بين روسيا وأميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسقطت آخر محاولات حصر الحرب بـ»داعش»، ومع «النصرة» «أحرار الشام» وتنظيمات تشبههما.
الاستعداد لترك ريفَي إدلب وحلب يطغيان على أحاديث قادة الكثير من المجموعات المسلحة، فمن ينتمي للتنظيمات المستهدَفة يفكّر بالرحيل عبر الحدود إلى تركيا، ومَن ينتمي للرمادي من التشكيلات يفكر بالنزوح نحو حدود الرقة أملاً بتبنّيه ضمن المعادلات الجديدة.
الفرز الذي عجز عن القيام به البنتاغون خلال عام من الاتصالات، ورصد له ميزانية خمسمئة مليون دولار، تنجزه طائرات السوخوي في عشرة أيام.
الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي في اجتماعين منفصلين على مستوى وزراء الخارجية وقادة الأركان، توصلا، رغم ما قاله قادتهما من كلام عن تصعيد روسي خلط الأوراق، إلى أنّ روسيا صارت محور الحلّ السياسي في سورية ومحور الحرب على الإرهاب، ولا مناصَ من التفاهم مع موسكو لضمان أمن أوروبا ودول الناتو، فهذا التفاهم وحده يضمن السير بحلّ سياسي جدّي وواقعي في سورية، ويضمن في المقابل حرباً ذات أفق على الإرهاب، وأنه بعد التطورات الأخيرة لم يعد ممكناً تخيّل الحلّ والحرب كمسارَين متوازيين ومتلازمين من دون شراكة الرئيس السوري بشار الأسد.
بالتوازي كان المبعوث الأممي للحلّ السياسي في سورية ستيفان دي ميستورا يعلن بدء اتصالاته في ضوء التفاهمات الناشئة بين موسكو وواشنطن، وبعد المحادثات الروسية السعودية، عن توافر الظروف المناسبة لتحريك لجنة التواصل حول سورية التي تضمّ إضافة إلى روسيا وأميركا، كلاً من إيران والسعودية ومصر وتركيا، وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أعلن قبل أسبوعين توقعه دعوة هذه اللجنة في النصف الثاني من الشهر الحالي للاجتماع، بعد تثبيت مفاعيل الحلّ في أوكرانيا، وهو ما تؤكد التقارير الأوروبية أنه يحقق تقدّماً ملموساً وواضحاً.
فلسطين واصلت بالدم انتفاضتها، بينما وحشية جنود الاحتلال دخلت مرحلة الجنون والهستيريا وسجلت أمس عمليات قتل بدم بارد لشباب وصبايا بعمر الورود، لا زالوا أطفالاً في منطوق القانون، وذلك لمجرد صرخة كاذبة من مستوطن أنّ تلميذة في الخامسة عشرة من عمرها تقصد مدرستها فاتهمها بأنها تحمل سكيناً لتسقط مضرجة بدمائها برصاص جنود الاحتلال، ومثلها شاب قتل مرات عديدة برصاص الجنود وهو يستغيث وما من مُغيث، لكن كلّ ذلك زاد شباب الانتفاضة صلابة وثباتاً ولم يفتّ في عضدهم فتواصلت مواجهتهم في كلّ أنحاء الضفة الغربية وأحياء القدس. وبرزت في غزة حالة تململ في صفوف المقاتلين من قرار حركة حماس منع إطلاق الصواريخ دعماً للانتفاضة.
في لبنان الإجازة تبدو لأسبوع مقبل مع استمرار سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعجز القوى المشاركة في الحكومة والحوار عن ترتيب تفاهمات مقابل عجزها عن تحمّل مسؤولية نعي الحكومة والحوار منفردين أو مجتمعين، بينما العماد ميشال عون يُعيد ترتيب أوراقه بعد حشده الشعبي أمام القصر الجمهوري، والمواقف التي أطلقها بانتظار تجميع ردود الأفعال وتقييمها وبلورة رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة مع الحلفاء.
خيوط رفيعة ممسكة باستقرار هشّ
يتواصل الحديث عن مخاطر تستهدف لبنان وتوتر أمني وانهيار مؤسسي، ورغم ذلك يبقى هناك نوع من الخيوط الرفيعة الممسكة بحالة الاستقرار الهش الذي يعيشه لبنان من دون أن يذهب ذلك باتجاه هزّ عرش الاستقرار الحالي، فالغرب إذا كان يريد أن يدفع باتجاه مخطط لبناني، فسيكون الخاسر الأكبر.
وبانتظار عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأسبوع المقبل من جنيف ورومانيا التي وصلها في زيارة رسمية أمس، يُجري خلالها جولة من اللقاءات والمحادثات مع كبار المسؤولين الرومانيين تتناول العلاقات الثنائية وتطوير التعاون البرلماني بين البلدين، بالإضافة إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط ، يبدو أنّ استمرار الحوار يتوقف على تفعيل عمل مجلس الوزراء الذي ينتظر الموافقة على خطة النفايات. وفي السياق عينه جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيد «أهمية الحوار واستمراره»، واصفاً أنه «بارقة الأمل في البلاد»، وأعرب عن «خيبته مما انتهى إليه ملف النفايات حتى الآن»، مبدياً «خشيته من الوصول إلى وقت يصبح فيه لكلّ منطقة مشروعها في هذا المجال».
إلى ذلك لم يكشف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أول أمس في بعبدا أوراقه دفعة واحدة، فهو يعتمد السياق الزمني ويجري في الوقت نفسه مشاورات مع حلفائه ويترقب المشهد الإقليمي في سورية، وينتظر الوقت المناسب لذلك، ولذلك لا يريد أن يستعجل في روزنامة التصعيد من دون التفاهم مع حلفائه، بخاصة أن «وضع الحكومة بات صعباً جداً ومحرجاً».
ووضعت مصادر مطلعة لـ«البناء» عدم التصعيد لإبقاء الأبواب مفتوحة أمام الحلول والمساعي الجارية، لكي يبقى الحوار مستمراً ويتم التوصل إلى تفاهمات في الأمور الأساسية». وشدّدت المصادر على «أنّ الجنرال اتخذ مواقف في المستوى المطلوب وكان خياره الخيار الأنسب، صحيح أنه خسر جولة غير أنّ جولات أخرى تنتظره أبرزها جولة الانتخابات الرئاسية الأمر الذي يستدعي أن يتريّث في التعاطي والردّ على تيار المستقبل، على عكس الرئيس سليمان الذي «ما بيحرز أنو يشاغب في وجهه»، فهو «لا يمثل أيّ وزن في السياسة».
وأكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية «أنّ تمسك الجنرال ميشال عون بالرئاسة لا يزعجنا أبداً، والكلام عن تنازله لا يعني أنّ سليمان فرنجية سيصبح رئيس جمهورية بل سيقولون إننا نعرقل ونعطل والى ما هنالك، فارتاحوا إذاً من هذه الناحية ولا تقلقوا أو تدخلوا في متاهة ما».
الوقت لحلّ أزمة النفايات لن يطول وحزب الله يختار مطمر البقاع الشمالي
إلى ذلك، انتهى اجتماع السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام المخصّص للبحث في ملف النفايات بتأكيد وزير الزراعة أكرم شهيّب أنّ الوقت للحلّ لن يطول لثلاثة عوامل، هي: الكمية والطقس وثبات المواقف.
وتردّدت معلومات أنّ العقار الذي اعتمد أخيراً كمطمر في البقاع الشمالي ويقع في منطقة حدودية بين لبنان وسورية، اختاره حزب الله، على ما قالت المصادر لـ«البناء» وأبلغ وزير الزراعة أكرم شهيّب موافقته عليه، لكونه «لا يشكل حساسية أمنية لا على حزب الله ولا على الجيش السوري».
وجزمت المصادر أنّ خطة شهيّب ستطبق وستعتمد المطامر الثلاثة وفقاً للخطة في نهاية المطاف، ولكن ما يجري من هرج ومرج وتأخير حول هذا الموضوع ما هو إلا امتصاص الحكومة لغضب بعض المواطنين الرافضين لإقامة هذه المطامر».
وأكدت مصادر بقاعية لـ«البناء» أنه تمّ استبدال الموقع الأول الذي تمّ اختياره كمطمر في سلسلة جبال لبنان الشرقية بموقعٍ آخر مجاور له وذلك بعد أن تبيّن وفقاً لخبراء جيولوجيين أنّ الموقع الأول يختزن آباراً جوفية للمياه تربط مياه نبع شمسين، ونتيجة رفض إقامة المطمر الأول شكلت لجنة من خبراء بيئيين لدراسة موقع آخر في منطقة عقارية قريبة من بلدة كفرسلوان، لكن تبيّن أن هذا الموقع ذات تربة رخوة قابلة لتسرّب عصارة النفايات إلى المياه الجوفية فتمّ اختيار عقار آخر في سلسلة جبال لبنان الشرقية ذات غلاف مانع لامتصاص عصارة النفايات».
كتاب سليمان إشارة سعودية
وسلّم الرئيس السابق ميشال سليمان منذ أيام، بحسب «وكالة الأنباء المركزية» سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون رسالة للرئيس فرنسوا هولاند عنوانها العريض القضايا اللبنانية العالقة المرتبطة بالحلّ السوري والواجب بتّها دولياً مع بدء هذا الحلّ. وتتألف من أربع نقاط أساسية هي: ترسيم الحدود اللبنانية – السورية، نشر مراقبين دوليين على الحدود، وضع ملف النازحين السوريين لجهة إعادتهم إلى بلادهم في قائمة أولويات الدول العاملة على الحلّ وإعادة النازحين الفلسطينيين من سورية إليها منعاً للتوطين أما النقطة الرابعة فاقتطاع جزء من الأموال التي ستخصص دولياً لإعادة إعمار سورية للبنان نسبة لحجم الأضرار التي تكبّدها جراء الأزمة وأقرّتها مجموعة الدعم الدولية في اجتماعها الأول في نيويورك العام 2013، على «أن يسلّم سفراء دول مجموعة الدعم الدولية والأعضاء في مجلس الأمن رسائل مماثلة».
وأكدت مصادر في فريق 8 آذار لـ«البناء» أنّ الرئيس سليمان الذي جاء بالصدفة خلافاً للدستور، والذي مدّدت له الصدفة موقعاً في السلطة عبر الوزراء سمير مقبل وأليس شبطيني وعبد المطلب الذين لا يمثلون أحداً من الشعب أو المكوّنات الحزبية أو الطائفية، يظن أنه شخصية أساسية في لبنان، بينما الواقع أنه عندما كان رئيساً للجمهورية، كان لا شيء. وكما وصفه وزير الدفاع السابق الياس المر أنه أضعف ضابط ماروني بين الضباط في ذلك الحين، ووصفه السياسيون أنه «أسوأ رئيس جمهورية ويعادل الفراغ».
وتضيف مصادر 8 آذار: رغم ذلك يظن سليمان أنه شيء، في حين أنه خلال السنوات الست في رئاسة الجمهورية جلّ ما قام به هو سياسة سياحية إلى 63 بلداً وتجميع ثروة طائلة». وتتابع المصادر «الآن إرسال سليمان الكتاب لن يقدّم أو يؤخّر. فهو لا يمثل شيئاً، فالمتغيّرات الدولية جعلت قدرة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على التأثير معدومة بالمطلق». وشدّدت المصادر على أن كتاب سليمان جاء بناء لإشارة سعودية ترافقت مع المتغيّرات في الميدان السوري، مع العلم أنّ سليمان بات في الآونة الأخيرة الناطق باسم المملكة في لبنان».
روكز يغادر اليوم موقعه وسليمان خَرَق الأقدمية والدستور
يغادر العميد شامل روكز الذي يُحال إلى التقاعد بعد غد الخميس، موقعه اليوم في قيادة فوج المغاوير من دون حفل تسليم وتسلّم مع خلفه العقيد الركن مارون القبياتي، الذي صدر قرار تعيينه منذ أيام، بسبب العطلة الرسمية في ذكرى رأس السنة الهجرية يوم غد. وفيما بات مؤكداً أنّ أبواب تسوية الترقيات سدّت بالكامل نتيجة تعنّت سليمان بادّعاء حماية الجيش اللبناني». استغربت أوساط سياسية لـ«البناء» موقف الرئيس السابق الذي عندما تمّ الاتفاق على تعيينه قائداً للجيش بقرار سوري، وضع جانباً التراتبية والأقدمية وغضّ النظر عن ذلك، على رغم وجود 77 ضابطاً أقدم منه، 5 ألوية في المجلس العسكري و66 عميداً في الجيش، ولم يحترم الدستور الذي ينصّ على وجوب الاستقالة من قيادة الجيش قبل 6 اشهر من انتخابه رئيساً للجمهورية، ليكون سليمان في قيادة الجيش خرق الأقدمية وخرق الدستور عندما انتخب رئيساَ».
أمنياً، أوقف الجيش اللبناني في بلدة عرسال أحد أعضاء «جبهة النصرة» البارزين إبراهيم مطاوع، وهو مطلوب لتورّطه بأعمال إرهابية ومعارك ضد الجيش اللبناني.