تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 14-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن المحلي خاصة حديث العماد ميشال عون وقراره مقاطعة جلسات الحكومة حتى إقرار التعيينات الأمنية..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 14-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن المحلي خاصة حديث العماد ميشال عون وقراره مقاطعة جلسات الحكومة حتى إقرار التعيينات الأمنية..
السفير
هل وجهت واشنطن تحذيراً للرياض «من خسارة لبنان»؟
الحكومة «تتقاعد».. وعون يتوعّد وجنبلاط لا ييأس
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن بعد الخمسمائة على التوالي.
مع إحالة قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني العميد شامل روكز منتصف هذه الليلة إلى التقاعد، تصبح حكومة الرئيس تمام سلام بحكم المستقيلة، ولو أنها لن تجد من تقدم له استقالتها ولا من يقبلها.
الاستقالة ستصبح واقعا عمليا وليس دستوريا، ذلك أن احتمال عقد جلسات حكومية استثنائية أو أكثر، موضوع في الحسبان، خصوصا للبت بملفات عاجلة كملف النفايات أو الرواتب أو غيرهما، لكن الحكومة بمعناها السياسي، أصبحت «منتهية الصلاحية» أو أنها «كان يجب أن ترحل من زمن طويل» كما يردد العماد ميشال عون.
العودة عن هذا المسار المتدحرج «ستكون مكلفة لمن منعوا ترقية شامل روكز»، ذلك أن عون قرر الذهاب الى ما يسميه «بيت القصيد»، وهو ما أعلنه، ليل أمس، عبر شاشة «او تي في» بأنه لن يعود الى الحكومة الا بتعيين قائد جديد للجيش ومجلس عسكري جديد ومدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي، معتبرا أن هذه المواقع كلها غير شرعية، مؤكدا أنه هو من سيسمي قائد الجيش الجديد كونه يمثل الكتلة المسيحية الأكبر في مجلس النواب، على ان توافق عليه البقية لاحقا.
واللافت للانتباه أن عون ذهب في السياسة أبعد من ذلك عندما حذر من أن تجاهل مطالبه من قبل الآخرين سيؤدي الى تصادم، وقال «نحنا مقاتلين مش قلال». وعندما قال له الزميل جان عزيز «هذا كلام كبير»، أجابه «هذا كلام كبير نعم ويمكن أن يكبر أكثر». وشنّ هجوما على «تيار المستقبل» وقيادته المقيمة والمغتربة وعلى «14 آذار» والرئيس ميشال سليمان، وقال انهم جميعا «يمثلون بلوكا واحدا، لكنهم يتوزعون الأدوار»، معتبرا أن ارتباطاتهم الخارجية «تفرض عليهم ذلك». ولوحظ أنه حافظ على نبرة هادئة مع الرئيس نبيه بري، بينما وصف مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة بأنها كانت ممتازة وتعبر عن واقعية وحكمة.
لم تأت مواقف عون من الفراغ. بدا أنه يتكئ على «فائض قوة» مستمد الى حد كبير من عناصر عدة، أبرزها خارجيا المشهد الروسي المستجد في سوريا، «لأن ما بعد التدخل الروسي غير ما قبله»، وتوقع أن تتغير خريطة المنطقة والعالم.
أما داخليا، فان «الجنرال» قد تحرر من قضية شامل روكز بتقاعده، وقبلها نجح في تأمين وراثة سلسة في قيادة «التيار» لمصلحة جبران باسيل، وأعاد تأكيد حضوره في الشارع، ناهيك عن وجود رافعة سياسية كبيرة اسمها «حزب الله» الذي تبنت قيادته ترشيح عون رئاسيا وباقي خياراته السياسية في الحكومة والمجلس النيابي كما في قانون الانتخاب والترقيات العسكرية.
على ماذا يستند «الجنرال» في قرار تعطيل الحكومة؟
يقول المحيطون بالجنرال ان الأميركيين أبلغوا السعوديين كلاما واضحا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مفاده التحذير من الذهاب في الملف اللبناني الى حيث يتكرر السيناريو اليمني أو السوري، «فتخسرون نفوذكم.. ولبنان»!
يأتي هذا الموقف الأميركي على خلفية اجهاض تسوية الترقيات العسكرية التي باركها الأميركيون ولكنهم لم يتمكنوا من تمريرها بسبب ما جرى من «توزيع أدوار» بين عدد من «صقور 14 آذار» والرئيس ميشال سليمان والنائب سامي الجميل.
ومن كان قريبا من اجتماعات نيويورك يشير الى أن السعوديين استمعوا جيدا الى النصائح الأميركية لبنانيا، ولذلك، هم مقتنعون بأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن «يمكن أن يوفر على لبنان مطبات كثيرة».
غير أن أبواب الرئاسة في بيروت مقفلة ولا أحد في الخارج على استعداد لتقديم عروض ومقايضات، وثمة من نقل عن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل أن انتخاب رئيس لبناني أسهل من التفاهم على قانون انتخابي في ظل هذا التباعد في المواقف ازاء الصيغ المطروحة للتقسيمات الانتخابية، ناهيك عن عدم استعداد الحزبين اللبنانيين الأساسيين للانتخابات وهما «حزب الله» بسبب انخراطه المتزايد في الأزمة السورية، و «تيار المستقبل» بسبب أزمته المالية وغياب قيادته والتحديات التي يواجهها السعوديون في معظم ملفات المنطقة.
في هذا السياق، تأتي زيارة النائب وليد جنبلاط الأولى من نوعها الى الرياض لاجراء محادثات سياسية وليس القيام بواجبات اجتماعية. هذه الزيارة استوجبت انتظارا طويلا ومقدمات سياسية واعتماد لغة الصمت في المقاربة الجنبلاطية لملفات كثيرة أبرزها الملف اليمني برغم قناعة الزعيم الدرزي بأن الخيار العسكري سيصل الى حائط مسدود.
ويدرك جنبلاط في هذه اللحظة السياسية المفصلية في لبنان والمنطقة أن أية «دعسة ناقصة» يمكن أن تهدد الاستقرار الأمني، ولذلك، كان حاسما عندما رفض تحول الرئيس فؤاد السنيورة الى «مدقق حسابات وصياغات سياسية» (على طريقة ابن حنبل) على هامش طاولة الحوار، وقال له «أنا أوقع على العمياني على سلة التسوية لأنها تسوية سياسية وليست دستورية».
هي آخر المحاولات قبل أن تقرع ساعة تقاعد شامل روكز منتصف هذه الليلة، برغم قول ميشال عون أن المكتوب يُقرأ من عنوانه، ولذلك، طلب من روكز أن يودع رفاقه، وذكّره بأنه كان في طليعة من زكوا ترشيح العماد جان قهوجي قائدا للجيش في الرابية في العام 2008 غداة اتفاق الدوحة!
النهار
عون يُقاطع حكومة دخلت "في موت سريري"
تقرير فاتيكاني يُحذّر من "إضعاف" بكركي!
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "لم يعد واضحاً ما اذا كان اشتداد الأزمة الداخلية يقود الى انفراج وفق المقولة المعروفة، أو إنه سيؤدي الى "انفلاج" مع استمرار التعقيدات واستفحال المعوقات. فـ"الحكومة في موت سريري" في رأي الوزير اشرف ريفي، ولا جلسة لمجلس الوزراء بعدما أعلن العماد ميشال عون ان وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" لن يعودوا الى الحكومة قبل تعيين قائد جديد للجيش "ولي الارجحية المسيحية في تعيينه"، وتالياً فان التوقعات ان يدعو الرئيس تمام سلام الى جلسة الجمعة أو الاسبوع المقبل لحل مشكلة النفايات دخلت في علم الغيب، في ظل اعتبار عون ان لا حاجة الى الجلسة ما دام مجلس الوزراء أقر خطة الوزير أكرم شهيب في وقت سابق، مما يعطي الضوء الاخضر لتنفيذ الخطة التي اعتمدت "الشركة الحقيقية" كما صرّح الوزير شهيب لـ"النهار". وأضاف: "ان فاعليات البقاع الشمالي أبدت تعاوناً باقتراحهما أكثر من موقع تعمل اللجنة الفنية على دراستها بيئيا وجغرافيا، على ان ترفع تقريرها بتحديد الموقع المناسب لاعتماده مطمراً". وأشار الى ان العمل جار لتذليل العقبات من امام مطمر سرار في عكار.
وعلمت "النهار" أن المعطيات التي برزت في الاجتماع تفيد ان "حزب الله" قرر تسهيل مهمة الحكومة وأبلغ المعنيين عن موقعين لاختيار أحدهما مطمراً في البقاع، على ان تبدأ اليوم الدراسة البيئية في الموقعين المقترحين تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب غداً في اجتماع جديد للجنة النفايات يعقده الرئيس سلام استكمالا للبحث الذي جرى أمس.
مجلس النواب
وفي ساحة النجمة، لن تتعطل الثلثاء المقبل جلسة التجديد لهيئة مكتب مجلس النواب ولجانه بعد غياب تعدى السنة وأربعة أشهر. ومن المرجح التجديد لكل اللجان، والتغيير الوحيد في رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بناء على رغبة رئيسها النائب عبد اللطيف الزين الذي لم تعد تسعفه صحته لاداء مهماته. ومن المتوقع ان يحل النائب علي بزي مكانه.
عون
أما العماد عون الذي أطلّ ليل أمس عبر قناة "أو تي في"، فسجّل مواقف عدة منها: ما طوّر المشكلة هو التمديد لقائد الجيش مرة ثانية. (الوزير سمير) مقبل ومعلمه لا يعرفان كيف تحصل الترقية في الجيش ولو كان يعرف بالقانون لما كان مدّد لقائد الجيش. (الرئيس) ميشال سليمان و(النائب سامي) الجميّل هما الواجهة المسيحية لتعطيل التعيينات العسكرية. أضع ميشال سليمان وتيار المستقبل و14 آذار في خانة واحدة و هم يوزعون الأدوار في ما بينهم.
تقرير فاتيكاني
وفي موضوع غير متصل، سألت "النهار" مصدراً في البطريركية المارونية عن مضمون التقرير الذي نشرته "المركزية"، فأجاب بأنه لم يطلع عليه، ولا علم له به. وان ثمة كرادلة يزورون لبنان في مناسبات مختلفة وهم يعدون تقارير عن زياراتهم.
وكانت "المركزية" نقلت عن مصادر سياسية مطلعة أن أحد كبار الكرادلة في الفاتيكان المطلّع على الملف اللبناني زار بيروت أخيراً واجتمع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والزعماء الموارنة وقيادات لبنانية، رفع على الاثر تقريراً الى البابا فرنسيس عن نتائج اجتماعاته واتصالاته في بيروت، أطلقت عليه تسمية "التقرير الاسود" نسبة إلى ما تضمن من أجواء سوداوية عن أوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة والشغور الرئاسي طوال أكثر من سنة ونصف سنة، وفيه اشارة واضحة الى "تغييب دور بكركي واضعافها على مستوى القرار الوطني المسيحي أمام تقدم واضح للقادة الموارنة الذين يتخطونها بسبب غياب الموقف والرؤية والحزم وانحلال العصب المسيحي لدى الزعماء الموزّعي الولاء بين المكونين الطائفيين السني والشيعي وبين المحاور الاقليمية الممثلة بسوريا وايران والسعودية، مما أفقد المسيحيين دورهم الفاعل وحضورهم المميز على المستوى الوطني العام".
وبعدما يصف التقرير الوضع بدقته وتفاصيله، يقدم جملة مقترحات وخطوات عملية للحد من تغييب دور مسيحيي الشرق، تبدأ بتدعيم وضع الكنيسة المارونية لجهة استعادة دورها وتأثيرها في الشارع المسيحي والقادة السياسيين من خلال تفعيل هذا الدور والعمل السريع على انتخاب رئيس ماروني من نبض الشارع يتمتع بالعصب المسيحي والنظافة والكفاية، رؤيوي من خارج الاصطفافات السياسية ونادي القادة الاربعة، رئيس مقبول من الجميع قادر على اعادة تثبيت الحضور المسيحي في لبنان وانعكاسه على سائر دول المنطقة، وازالة حال الاحباط التي تولدت في جانب منها نتيجة العجز عن انتخاب رئيس للبنان.
واستناداً الى هذا التقرير، كثف الكرسي الرسولي اتصالاته مع فرنسا وروسيا وبعض الدول المؤثرة من أجل تسهيل انتخاب رئيس. وأثار البابا فرنسيس الموضوع مباشرة كما تقول المصادر مع الرئيس الاميركي باراك أوباما أثناء اجتماعه به في واشنطن، حيث استند في مقاربته الى مضمون التقرير المشار اليه وخطورته.
ورجحت مصادر مارونية لـ"النهار" ان يكون معد التقرير هو الكاردينال دومينيك مامبرتي الذي زار بيروت على رأس وفد فاتيكاني موفداً من البابا فرنسيس في ايار الماضي للاطلاع على الاوضاع اللبنانية وعلى سير عمل المحاكم الروحية المسيحية في لبنان.
اعتصامان
أمنياً، انتقل الحراك المدني من وسط بيروت الى محيط المحكمة العسكرية حيث تجمع أهالي الناشطين الموقوفين وأصدقاؤهم، وعمد بعضهم بعد قرار رد طلبات تخلية الى قطع الطريق بعض الوقت. وصودف مرور سيارة عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي في المحلة، فقرر بعض الناشطين منعها من اكمال طريقها. ولاحقا استقدم الناشطون خيمة ونصبوها امام المحكمة، مؤكدين استمرار الاعتصام الى حين إطلاق الموقوفين.
من جهة أخرى، بدا ان التدخل الروسي في سوريا يجد صداه في الشارع اللبناني، وقد دعت "هيئة العلماء المسلمين" الى اعتصام قبل ظهر اليوم أمام السفارة الروسية في بيروت "احتجاجاً على قتل الطيران الروسي مدنيين سوريين".
الأخبار
عون: لا عودة الى الحكومة من دون تعيين قائد للجيش
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "فشلت كل مبادرات تسوية الأزمة السياسية، فخرج العماد ميشال عون عن صمته، ليسمّي الأمور بأسمائها: من مدّد لقائد الجيش كاذب وسعدان جاهل، والسنيورة لا يريد الشراكة إلا بالزبالة
يبدو أن «الهدوء النسبي» الذي ساد خطاب الجنرال ميشال عون في ذكرى 13 تشرين الاول 1990، في بعبدا الاحد الماضي، لم يكن سوى تمهيد لرفع السقف السياسي عالياً، في المقابلة التي أجراها مع عون الزميل جان عزيز على قناة «أو تي في». فليل أمس، رسم عون موقفه بوضوح: لا عودة إلى الحكومة من دون تعيين قائد للجيش ومجلس عسكري. حتى خطة النفايات، لن يشارك تكتل التغيير والإصلاح في تغطيتها. رفع سقف خطابه إلى حدّ نعته الرئيس فؤاد السنيورة بـ»أخو الشليتة»، في إطار استنكاره مطالبة رئيس كتلة المستقبل بمشاركة جميع المناطق والقوى في حل أزمة النفايات، فيما هو يرفض المشاركة في تعيين قائد للجيش.
ودعا عون إلى الانتقال من الوضع غير الشرعي في التعيينات الأمنية إلى الوضع الشرعي، معتبراً أن المشكلة تطورت «بسبب التمديد لقائد الجيش مرة ثانية». ونعت عون من مدّد لقهوجي بـ»السعدان». ووصف وزير الدفاع سمير مقبل بأنه «لا يفهم بالقانون العسكري ولا بكيفية حصول الترقيات العسكرية». ورأى أن ما فعله مقبل «كذبة كبيرة»، إذ «يمكن تأخير التسريح في 3 حالات، حالة حرب أو حالة طوارئ أو حينما يتسلم الجيش الامن على الاراضي اللبنانية»، موضحاً أن «ما حصل مناورة كاذبة ولا صلاحية لوزير الدفاع وهو لقيط في السياسة». ورأى أن «سليمان ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل شكّلا الواجهة المسيحية لتعطيل التعيينات العسكرية أو التسوية، نتيجة ارتباطاتهما بالخارج، ولا أحد لديه قرار حر».
وعن عودته للمشاركة في جلسات الحكومة، أعلن عون أن لا أحد من وزرائه سيشارك في الجلسات قبل تعيين قائد للجيش وأعضاء المجلس العسكري. وأضاف: «أنا مسيحي أريد تعيين قائد جيش مسيحي، وأنا أتكلم من منطلق حقوقي وواجباتي، ولا أطالب بصلاحيات أحد».
وفي إطار حديثه عن العميد شامل روكز، قال رئيس تكتل التغيير والإصلاح إن «الجميع في لبنان يخاف من الرجل النظيف لأنهم ليسوا أقوياء»، طارحاً عدداً من من التساؤلات: «معركة عبرا من قام بها وأنهاها؟ شامل روكز. من حارب في عرسال؟ شامل روكز. من دخل الى باب التبانة وأنهى الأزمة؟ شامل روكز. وهو أيضاً نجح في تهدئة الامور في عكار». واتهم عون الرئيس سعد الحريري بمحاولة «خلق مشكلة بيني وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر مستشاره غطاس خوري الذي قال لي إن المشكلة هي عند بري، فقلت لخوري أنت لم تكن صادقاً معي».
وطالب بإقرار قانون انتخابي نسبي على أساس تقسيم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، لافتاً إلى أن النائب وليد جنبلاط وحزب الله والرئيس بري يؤيدون النسبية.
وكان لافتاً حديثه بإيجابية عن علاقته بكل من بري وجنبلاط، في مقابل تأكيده وجود تباعد مع حزب الكتائب، متّهماً قيادة الحزب بالتسبّب في هذا الجفاء، إذ «لا تعرف ماذا يزعجهم وماذا يفرحهم».
ولفت إلى «اننا موجودون بحالة استثنائية، فلا يمكن الانسحاب من الحكومة لأننا لا نستطيع ايقافها كونها تحل محل رئيس الجمهورية». وأشار إلى «أننا نستطيع أن نعطل بعض الامور، والموضوع نفسه يتعلق بمجلس النواب»، مشدّداً على أنه «محكوم علينا بالبقاء في مجلسي النواب والوزراء»، ومعتبراً أنه «قد نصل الى مرحلة الانسحاب، ولكن عندها العلاقة ستتغير على الارض، وقد نصل الى صدام، والشيطان في داخلي سيصحو يوماً ما، ولا أعرف ماذا سيفعل».
على صعيد آخر، يبدو أن كل المبادرات التسووية تعطّلت. ونفت مصادر «وسطية» أن تكون زيارة النائب وليد جنبلاط (يرافقه ابنه تيمور والوزير وائل أبو فاعور والنائب نعمة طعمة) إلى السعودية تهدف إلى إطلاق مبادرة سياسية ما بشأن الوضع الداخلي اللبناني. وأكدت المصادر أن زيارة جنبلاط متصلة بعلاقته بحكام الرياض، وخاصة بعد الاستياء الذي عبّر عنه إثر الاستقبال «الرئاسي» الذي حظي به رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
اللواء
عون يستبدل التفاهم بالتصادم ولن يُشارك بالجلسات قبل التعيينات الأمنية
جنبلاط في الرياض.. وحزب الله يبلغ شهيّب الموافقة على مطمر بالبقاع الشمالي
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "وضع النائب ميشال عون خيار التصادم خياراً متقدماً على الأجندة السياسية الخاصة به، والتي تبدأ بعدم المشاركة في أي جلسة لمجلس الوزراء ما لم يعين قائد جديد للجيش والمجلس العسكري ومدير عام قوى الأمن الداخلي مع مجلس القيادة، مشترطاً ان يسمي هو الضابط الذي سيكون قائداً للجيش، مشيراً إلى انه لن يُشارك في جلسة مجلس الوزراء الخاصة بالنفايات، لكنه لن يعرقلها، مبدياً حيرة إزاء مشاركته في الجلسة المقبلة للحوار الوطني بعد أسبوعين.
وجاءت مواقف النائب عون في اطلالته التلفزيونية من على محطة O.T.V المملوكة لتياره على خلفية ان هناك خلافاً كبيراً في البلد، وأن أوّل الغيث مقاطعة جلسات الحكومة.. بانتظار ما ستسفر عنه المعارك بالمدافع والطائرات في سوريا.
وإذا كان من المبكر اعتبار ان البلاد دخلت امام مشهد جديد، مع مغادرة العميد شامل روكز الذي ينظم له العونيون اجتماعاً تضامنياً غداً الخميس في ساحة الشهداء، مقر قيادة فوج المغاوير، فإن زيارة النائب وليد جنبلاط للمملكة العربية السعودية التي وصلها أمس يرافقه نجله تيمور ووزير الصحة وائل أبو فاعور، للقاء القيادة السعودية، يدرجها البعض بأنها محاولة قد تكون أخيرة للتباحث في التحولات السياسية المتوقعة على مسرح الأحداث في لبنان، في ضوء المتغيّرات الإقليمية والدولية وتعثر الحكومة والمخاطر المحدقة بطاولة الحوار كفرصة أخيرة لاحتواء تلك التداعيات أو للحفاظ على الاستقرار اللبناني، ريثما ينجلي غبار المعارك في سوريا، وتتوضح المعادلات الجديدة في المنطقة وسط عمليات غير مسبوقة لتحول المنطقة إلى ترسانة من الأسلحة المتطورة، وساحة مفتوحة على الحروب التي لا يبدو ان هناك أفاقاً لقرب توقفها اوانتهائها.
تجدر الإشارة هنا، إلى ان الرئيس نبيه برّي الموجود حالياً في رومانيا في إطار زيارة رسمية طلب من النائب جنبلاط مواصلة مساعيه لإيجاد تسوية توقف اندفاعة عون بالاتجاه السلبي، ولا تؤدي إلى شل الحكومة بالكامل أو الاطاحة بطاولة الحوار.
ويعتقد مصدر على خط الوساطات ان اشادة عون في مقابلته التلفزيونية بالنائب جنبلاط ووصف ادائه «بالحكمة» والكشف انه بات أقرب إلى السير في خيار النسبية على أساس تقسيم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، وهو الاقتراح الذي يتمسك به عون، تعد بمثابة إعطاء فرصة، في ما يوصف عادة في لبنان بأنه تسوية ربع الساعة الأخيرة.
ومع ذلك، فإن عون ابقى خيار التصادم قائماً، ومعه الشلل الحكومي، إذ أعلن «اننا «مزروكين» في حالة استثنائية، فلا يمكن الانسحاب من الحكومة، باعتبار اننا لا نستطيع ايقافها لأنها تحل مكان رئيس الجمهورية، لكننا نستطيع ان نعطل بعض الأمور، والموضوع نفسه يتعلق بمجلس النواب، إلاَّ انه المح إلى اننا قد نصل إلى مرحلة الانسحاب سواء من الحكومة أو من المجلس النيابي، لكن عندها ستتغير العلاقة على الأرض، وقد نصل إلى صدام، مشيراً إلى ان «الشيطان في داخلي سيصحى يوماً ما ولا اعرف ما سيفعل».
إنفراج في النفايات
وعلى الرغم من الغيوم السياسية الضاغطة على الوضع اللبناني، فإن بارقة أمل لاحت أمس، وتمثلت بتقدّم المساعي بعقد جلسة لمجلس الوزراء تبحث بإطلاق خطة النفايات، بعدما تبلّغ الوزير أكرم شهيّب أن «حزب الله» نقل إليه اقتراحاً باختيار واحد من ثلاثة أماكن في البقاع الشمالي ليكون مطمراً بالتوازي مع مطمر سرار.
وكانت اللجنة الوزارية التي تبحث ملف النفايات عقدت اجتماعها الثاني في السراي الكبير، أمس، برئاسة الرئيس سلام ومشاركة الوزيرين نهاد المشنوق وشهيّب ورئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر.
وعلمت «اللواء» أن الوزير المشنوق سيكثف في غضون الـ48 ساعة المقبلة لقاءاته واتصالاته مع أهالي وفعاليات عكار تمهيداً لفتح مطمر سرار بعدما تكون الدراسات الجيولوجية قد وفّرت الإمكانية لاختيار المطمر الممكن استحداثه في البقاع الشمالي، قبل أن تعاود اللجنة اجتماعاتها مساء غد الخميس، على الرغم من أن حملة «عكار لعيونك توحّدنا» ما تزال متمسكة برفض إنشاء مطمر في «سرار»، مشيرة إلى أن خيمة الاعتصام مستمرة في العبودية، وأن الاستنفار ما زال قائماً لمنع الجرافات من الوصول إلى سرار.
وعلمت «اللواء» أيضاً أن المواقع المقترحة في سهل البقاع لإقامة مطمر هي بعيدة عن السلسلة الشرقية وعن عنجر، وفي منطقة غير مأهولة وصالحة جداً لإقامة مطمر.
وأوضح شهيّب أن الرئيس سلام سيدعو إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، ما أن يعتمد موقع البقاع من قبل اللجنة غداً، وذلك من أجل إتمام كل الترتيبات الإدارية والقانونية للبدء بالعمل بالخطة في شكلها النهائي، ومنها عملية إتمام نقل النفايات..
غير أن مصدراً وزارياً، أكد أنه بعد موافقة «حزب الله» على إنشاء مطمر في البقاع الشمالي، فإن خطة النفايات باتت مكتملة، وبالتالي لا حاجة لعقد جلسة لمجلس الوزراء لبحث هذا الموضوع، مشيراً إلى أن الرئيس سلام سيوجّه دعوة لعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل لبحث المواضيع المتراكمة على جدول أعماله والتي بلغت أكثر من 600 بند، ومعظمها تتعلق بشؤون حياتية أساسية تعني المواطنين.
وكشفت مصادر معنية أن هناك الكثير من المشاريع والمنح والهبات خسرها لبنان بسبب الشلل الحكومي والنيابي، علماً أن عدد المراسيم التي تحتاج إلى تواقيع الوزراء في مجلس الوزراء بلغت قرابة 400 مرسوم.
وفي السياق، كشف وزير الإقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» عن زيارة سيقوم بها وزراء حزب الكتائب بعد غد الجمعة إلى السراي الكبير للقاء الرئيس سلام، في إطار مطالبته بعقد جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة ملف النفايات ومصالح المواطنين.
ولفت حكيم إلى أنه كان بإمكان المجلس أن ينعقد لتحديد الأماكن الخاصة لإقامة مطامر صحية في البقاع، خصوصاً وأن الحكومة تضم فريقاً سياسياً في إمكانه أن يُبدي رأيه في هذا المجال، مشيراً إلى أنه كان علينا منذ بداية المشكلة أن نسعى الى بذل جهد في موضوع ترحيل النفايات إلى الخارج ودراسة الأسعار، ملاحظاً أنه بعد مرور أشهر حصل تأخير مما يدفعنا إلى التساؤل ما إذا كانت هذه النفايات صالحة للتصدير أم لا.
عاشوراء
أمنياً، مع بدء إحياء ليالي عاشوراء عند السابعة والنصف من مساء اليوم في الضاحية الجنوبية، استنفر حزب الله كل الأجهزة الأمنية لوضع خطة أمنية رديفة تمنع حصول أي اختراق من شأنه أن يستهدف التجمعات التي سيدعو إليها الحزب مُـدّة الليالي العشر، قبل الاحتفال المركزي في الضاحية حيث سيكون هناك كلمة للأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله الجمعة في 23 تشرين الحالي.
النازحون
من جهة ثانية، كشف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أنه سيتوجه إلى الأردن ولبنان أواخر الشهر الحالي، في إطار مهمة ترمي إلى التحضير لاستقبال 400 لاجئ سوري في فرنسا، بينهم 200 من لبنان و200 من الأردن، مشيراً إلى أن العملية تهدف إلى إثبات قدرتنا على توفير شروط جيدة لاستقبال لاجئين موجودين في مخيمات في الجهة الأخرى من المتوسط، شرط أن يكون هؤلاء مسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وكانت فرنسا قد تعهدت بأن تأخذ على عاتقها إسكان 2375 شخصاً موجودين حالياً في مخيمات في تركيا ولبنان والأردن في إطار إتفاق أوروبي للإسكان، إضافة إلى 30752 مرشحاً للجوء يجري انتقاؤهم في مراكز إستقبال في إيطاليا أو اليونان.
البناء
المقاومة الفلسطينيّة تبدأ في القدس عمليّات الثأر للشهداء... والاحتلال يكلِّف الجيش
بدءُ تنفيذ التفاهم النووي... والحلّ الأوكرانيّ... وحلب تلاقي إدلب وحماة في البر
سقوط تسوية روكز يُسقط لبننة الاستحقاقات ويجمّد الحكومة... ولبنان ساحة إقليميّة
صحيفة البناء كتبت تقول "مع إقرار البرلمان الإيراني للتفاهم النووي قبيل تصويت الكونغرس الأميركي عليه وثبات الرئيس الأميركي باراك أوباما عند تعهّده بتصديق التفاهم، مهما كانت نتيجة تصويت الكونغرس، ومع بدء سحب صواريخ الباتريوت الأميركية من تركيا، وبدء سحب الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس في أوكرانيا، وبدء تبادل الأسرى بإشراف روسي أوروبي، تفقد كلمات التصعيد على المحاور الكبرى بين روسيا وأميركا من جهة وإيران وأميركا من جهة أخرى معناها الكبير، وتصير مجرد تجاذبات مسقوفة بالتفاوض لتحسين الشروط في الساحات التي لا تزال جراحاتها مفتوحة، من دون وهم الذهاب إلى المواجهات المفتوحة بين القوى الكبرى دولياً وإقليمياً، ما يجعل التصعيد في فلسطين وسورية ولبنان، تعبيراً عن سعي كلّ من «إسرائيل» والسعودية للإمساك بأوراق قوة تتيح تعطيل الحلول لفرض أدوار لم تسمح مواقع كلّ منهما بالحصول عليها في جبهات ورهانات سابقة، كالحرب السعودية في اليمن والرهان «الإسرائيلي» السعودي على جبهة النصرة في سورية، فتصير المواجهة مع الفلسطينيين في الداخل وعلى كلّ الجبهات وبلا سقف دموي، رهاناً «إسرائيلياً» على جذب الاهتمام الدولي لاستدراج عروض التفاوض، أو تسخيناً مفيداً لبلوغ درجة الغليان وصرفها في ساحة حرب تفتح ملفات المنطقة بعضها على البعض الآخر وتجعل جنيف ساحة لمؤتمرات متوازية لوضع خريطة المنطقة برمّتها دفعة واحدة على بساط البحث.
في فلسطين كان الردّ المقاوم والسريع في ظلّ ارتباك التنظيمين الأكبر فتح وحماس، مفاجئاً مع وقوع عمليتَيْ القدس وسقوط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى «الإسرائيليين» ثأراً لشهداء الانتفاضة، بينما عمّ الإضراب الأراضي المحتلة العام 1948، وشهدت بلدات ومدن الجليل والضفة تظاهرات حاشدة تبشر بتصاعد الانتفاضة، ليكون ردّ حكومة الاحتلال المزيد من التصعيد بقرارها الاستعانة بالجيش وتفويضه إطلاق النار، حيث يرى ذلك ضرورياً، ما يعني اندلاع المزيد من المواجهات وسقوط المزيد من الدماء.
في سورية نقلت وكالات الأنباء معلومات عن حشود متقابلة للجيش السوري وحلفائه من جهة وجماعات «جبهة النصرة» الممثل الرسمي لتنظيم «القاعدة» وحلفائها في المقابل، في جبهات حلب بعد كلّ من إدلب وحماة، بحيث قالت مصادر عسكرية إنّ الأيام التي تفصلنا عن نهاية الشهر ستشهد المعارك التي تحسم مصير الشمال السوري بعد التقدّم الواسع الذي أحرزه الجيش السوري في سهل الغاب وريف اللاذقية.
في لبنان بدا واضحاً أنّ تسريح العميد شامل روكز من الجيش اللبناني مع فشل التسوية التي كانت قد بلغت نهاياتها قبل أسبوع أسقط آخر فرصة للبننة الاستحقاقات، بحيث جرت إطاحة التسوية في ظروف كانت مفتوحة على تنشيط العمل في كلّ من مجلس النواب والحكومة، وبات مستحيلاً الرهان على مناخات إيجابية قبل تسوية كبرى يبدو محسوماً أنها فوق قدرة الأطراف المحلية، حتى بدا أنّ إسقاط التسوية قرار بجعل لبنان ساحة إقليمية وإسقاطاً نهائياً لفرص اللبننة.
لبنان في الكوما السياسية
دخل لبنان في الكوما السياسية، حيث جمُدت التسويات والصفقات والعلاقات الرضائية لحفظ مصالح عامة أو تسيير المرافق، والاتجاه الغالب هو البحث عن صيغة بديلة للنظام السياسي القائم.
وعلى رغم أن تيار المستقبل يُصر على المكابرة والسير قدماً باتفاق الطائف مراهناً على انتصار السعودية في مشروعها الإقليمي والذي يبدو مع التدخل الجوي الروسي الذي بدأ في سورية، والإيراني المرتقب، وصمود الجيش السوري والمقاومة، من سابع المستحيلات، فإن الأفرقاء الآخرين كافة يبدون أو يضمرون قناعتهم بأن هناك تغييراً سيسري على النظام السياسي اللبناني في ما يتعلق باستعادة المسيحيين موقعهم في النظام السياسي، وبثبات المقاومة كركن وطني وإقليمي استراتيجي يؤثر في لبنان والخارج، وبقانون الانتخاب. وكان واضحاً رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما أكد أول من أمس أن لا انتخابات إلا على أساس النسبية، ويبدو أن أي صيغة مستقبلية لن تستطيع أن تتجاوز الثوابت الثلاثة.
لا مساومة في الملف الرئاسي
وأمس أطلّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عبر قناة الـ»أو تي في» ليجدّد تأكيد مواقفه من ملفات وطنيةٍ وإقليمية ودولية، ومن الأحداث والمستجدّات في لبنان والمنطقة.
وفي موقفه من الحكومة، كشف عون أن وزراءه لن يعودوا إلى الحكومة قبل تعيين قائد جديد للجيش، متهماً الرئيس السابق ميشال سليمان ورئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل بأنهما الواجهة المسيحية لتعطيل التعيينات العسكرية والتسوية، واضعاً سليمان وتيار «المستقبل» و«14 آذار» في خانة واحدة، ومشيراً إلى أنهم يتوزعون الأدوار في ما بينهم. وكرّر عون انتقاده للتمديد للمجلس العسكري، معتبراً «أن ما فعله وزير الدفاع سمير مقبل هو كذبة كبيرة ولا صلاحية لوزير الدفاع وهو لقيط في السياسة، إذ يمكن تأخير التسريح في 3 حالات: الحرب، الطوارئ، وعندما يتسلّم الجيش الأمن على الأراضي اللبنانية».
وشدّد على أننا «نعيش حالة استثنائية ولا يمكن إسقاط الحكومة الآن لأنها تحلّ محل رئيس الجمهورية وعندما نكون داخل الحكومة يمكننا تعطيل القرارات السيئة»، مضيفاً: أما في مجلس النواب فالوضع مشابه للحكومة، لذلك نحن مصرّون على أولوية بندَي استعادة الجنسية وقانون الانتخابات في أي جلسة تشريعية وإذا استقلنا من المجلس فسيكملون باتخاذ القرارات من دوننا».
وحذّر عون من أنه «إذا وصلنا لمرحلة ترك الحكومة والمجلس النيابي فعندها ستصبح الأمور مختلفة والتعاطي على الأرض سيختلف، فلستُ مجبراً أن أبقى ملاكاً في الوقت الذي يتعاطون فيه معنا بكل هذه النيات السيئة». وجزم بأن «لا مساومة في الموضوع الرئاسي»، معرباً عن اعتقاده بأن خارطة الطريق الأسرع للحل اليوم هي تعديل المادة 49 من الدستور وانتخاب رئيس من الشعب أو وضع قانون انتخابي نسبي».
وحول العلاقة مع سورية، أشار عون إلى «أنها المدخل الوحيد للبنان على كل الدول العربية»، لافتاً إلى أن «هناك مصالح مشتركة مع سورية ومن الضروري حصول الوفاق بين البلدين».
الحكومة رهن الاتفاق المرن
وأكد مصدر مطلع مقرّب جداً من الرابية لـ«البناء» أن نواب التكتّل سوف يشاركون في جلسة انتخاب رؤساء وأعضاء اللجان النيابية. ويندرج هذا الموقف من ضمن إجراءات الضّرورة، فتشكيل اللجان النيابية في مجلس نواب قائم على علّاته ينطبق عليه تشريع الضرورة».
وفي موضوع الحكومة أكد المصدر أن التيار الوطني الحر لا يزال على موقفه من البند المتعلق بآلية عمل الحكومة التي لا تقبل الجدل او اللبس، ونحن نصرّ على ما سُمّي الاتفاق المرن الذي ينص على أن المراسيم العادية تحتاج إلى توقيع 24 وزيراً، وأن على الوزراء أن يطلعوا على جدول الأعمال قبل الجلسة بـ 72 ساعة، وأن أي مكوّنين داخل الحكومة يمكنهما أن يسحبا بنداً من جدول الأعمال ويمكنهما أيضاً أن يجمّدا قراراً»، مشيراً في الوقت نفسه إلى «أن التعيينات العسكرية والأمنية لا تزال البند الأساس بالنسبة لنا على جدول أعمال مجلس الوزراء».
وفي شأن الحوار، أكد المصدر «أن العماد عون سيحدّد موقفه من المشاركة في طاولة الحوار أو عدمها في ضوء ما سينتظرنا من اليوم حتى 26 من الشهر الجاري». وتابع «أصبح لدى الجنرال عون ورقة اسمها الشرعية الشعبية ومنها سينطلق».
ورداً على سؤال عن الزيارة المرتقبة للنائب وليد جنبلاط إلى الرابية، شدّد المصدر على «أن الزيارة قد تحصل في أي حين، فالنائب جنبلاط الذي أجرى قراءة للواقع الوطني في ضوء إقصاء متعمَّد للعماد عون، وقراءة للحراك المدني، وللتطورات الإقليمية أدرك أن أي اضطهاد أو عزل سوف يؤدي إلى انفجار».
إلى ذلك، غادر النائب جنبلاط، يرافقه وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور ونجله تيمور، مساء أمس، إلى الرياض.
تحرك دبلوماسي الأسبوع المقبل
في سياق آخر، أكدت مصادر في 14 آذار لـ«البناء أن «لبنان سيشهد الأسبوع المقبل تحركاً دبلوماسياً عربياً ودولياً لإعطاء نوع من الاستقرار في لبنان».
من ناحية أخرى، ينتهي وزير الزراعة أكرم شهيب اليوم من دراسة الخيارين اللذين قُدّما للجنة كموقعين محتملين لإقامة مطمر في البقاع، بعدما عقد في السرايا الحكومية اجتماعاً للجنة المكلفة معالجة ملف النفايات ترأسه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بحضور شهيب ووزير الداخلية نهاد المشنوق، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر.
وأشار شهيب بعد الاجتماع إلى أنه تمّ تحديد أكثر من موقع في البقاع لإقامة مطمر، موضحاً أنه ما إن يُعتمد الموقع فإن سلام سيدعو إلى عقد جلسة للحكومة من أجل إتمام الترتيبات القانونية والإدارية للبدء بالخطة بشكلها النهائي.
وأشارت مصادر بقاعية لـ«البناء» إلى أن حزب الله هو الذي أتى بالموافقة السورية على مطمر البقاع الذي اعتمد في خطة شهيب والذي يقع في جرود مجدل عنجر الشرقية مع سورية، وتمّ اعتماده بعد دراسة أعدّتها لجنة خبراء جيولوجيين تبين أن مكان المطمر ذات تربة دلغانية مانعة لتسرّب عصارة النفايات إلى جوف الأرض وكما ستعمل الشركة المتعهدة على إضافة طبقة عازلة.
ونقلت المصادر عن أعلى مرجعية دينية في البقاع متابعة لهذا الملف «أنّها تقف عند خاطر اللجان الفنية والتقنية التي تتولى اختيار مكان المطمر»، ولفتت المصادر إلى «أن هذه المرجعية تولي مصلحة الناس الأهمية، لكنها ستوافق على ما يترتب عن اجتماعات ودراسات اللجنة الفنية بناءً على معطيات مؤكدة على توافر الشروط البيئية والصحية».
وتحدّثت المصادر عن مبلغ خصص للبلديات المحيطة بالمطمر كحوافز مالية تبلغ 150 مليار ليرة، أي أن كل بلدية سيُخصص لها 150 مليون ليرة.
ويتواصل الوزير المشنوق في الساعات المقبلة مع أهالي عكار للتوصل إلى حل لمطمر سرار ولتذليل كل الاعتراضات لتسهيل تنفيذ خطة النفايات.
وأشارت مصادر مطلعة في عكار لـ«البناء» إلى «أن مطمر سرار في عكار عمره عشرون عاماً ويعمل بطريقة عشوائية والآن عندما قررت الدولة تحويله إلى مطمر صحي وبيئي علت الأصوات الرافضة لذلك»، ولفتت المصادر إلى «أن الخلاف الذي حصل بين بعض أهالي المنطقة وبين متعهد العمل وصاحب الأرض وهو من آل مرعب، هو العائق أمام اعتماد المطمر بشكلٍ نهائي»، وكشفت «أن النائب خالد الضاهر يحرض المواطنين على رفض هذا المطمر وافتعال الإشكالات بسبب خلافه مع المستقبل، كما أن هناك فريقاً متضرراً وله مصالح مالية لا يريد إقامة هذا المطمر».
وأبدت المصادر ترحيبها باعتماد المطمر إذا ما انطبقت عليه المواصفات الدولية والشروط البيئية والصحية، لأن منطقة عكار يجب أن تتحمّل وزر مشاكلها البيئية.
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» أن جلسة مجلس الوزراء المخصصة للبحث في أزمة النفايات لن يدعو إليها رئيس الحكومة إذا لم تكن منتجة. وإذا استغرب إعلان التيار الوطني الحر عدم حضور وزيريه جلسة «النفايات»، اعتبر قزي «أن عدم المشاركة تعني أخذ البلد إلى مكان آخر، إلى مزيد من التأزم»، داعياً «الجميع إلى التفاهم لإيجاد مخرج يأخذ بعين الاعتبار معادلة لا غالب ولا مغلوب إلا في القانون والدستور». وشدّد قزي على «أن المطلوب من جميع الأفرقاء استخلاص العبر وتفعيل عمل الحكومة».
الحراك ينقل المعركة إلى «العسكرية»
ونقل الحراك المدني المعركة إلى مقرّ المحكمة العسكرية، حيث نصبت الخيم، مع رد قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا طلبات إخلاء سبيل الموقوفين من الحراك المدني خلال تظاهرة الخميس الماضي، وسط انقسام ساد بين الناشطين في هذا الشأن وسرعان ما أُعيد فتح الطريق التي أقفلها عدد منهم بعدما تم إقناعهم بعدم جدواها.
وأكدت مصادر في الحراك المدني لـ«البناء» «أن خمسة ناشطين لا يزالون موقوفين في المحكمة العسكرية، وأنه سيتم تقديم طلب إخلاء سبيلهم يوم غد على أن يعين لهم لاحقاً جلسات استماع في المحكمة العسكرية». وأشارت المصادر إلى «أنه جرى الادعاء على هؤلاء الموقوفين بتهمة قطع الشريك الشائك الذي وضعته القوى الأمنية أمام مبنى النهار، خلال تظاهرة الخميس الماضي، والذي يُعتبر كعتاد عسكري، وأوضحت أنه ثبت من خلال التحقيقات التي أجريت مع الموقوفين أن لا نية جرميّة أو إرهابية للموقوفين، بل الفعل مرتبط بالمشاركة بتظاهرة في إطار حرية التعبير عن الرأي». واستنكرت المصادر محاولة البعض تشويه صورة الحراك، معتبرة أن لهذا الحراك مطالب محقة ومن مسؤوليته حماية الناشطين والمواطنين الذين يشاركون في أي تظاهرة أو نشاط، لأنه إذا ضربت حرية التعبير فإن أي مطلب ينادي به الحراك لن يتحقق».
وأبدت المصادر «حرص القيّمين على الحراك بعدم اللجوء إلى أي خطوة تضرّ بمصالح المواطنين وبالأملاك العامة، لكنها أوضحت أن ما حصل أمس أمام المحكمة العسكرية هو ردة فعل من بعض الأهالي والأصدقاء الغاضبين على استمرار توقيف الموقوفين وليس انقساماً بين حملات الحراك».
وكشفت المصادر عن «معلومات بنيّة القضاء استدعاء 13 ناشطاً جديداً باتهامات مختلفة إلى المحكمة العسكرية».
سلسلة توقيفات للأجهزة الأمنية
أمنياً، إنجازات أمنية جديدة سجلتها الأجهزة الأمنية، أمس، تمثلت بسلسلة توقيفات لإرهابيين. فقد تسلمت مخابرات الجيش، أحد أنصار أحمد الأسير المدعو عبد القدوس شمندر على حاجز الجيش عند مدخل عين الحلوة، كما أوقفت في صيدا، المدعو شراع ضرار بدر وهو شقيق المتشدد الإسلامي بلال بدر، أحد أهم المطلوبين في مخيم عين الحلوة.
وأوقفت المديرية العامة للأمن العام السوري ف.م. لانتمائه إلى تنظيم «داعش» الإرهابي واشتراكه مع آخرين في القتال إلى جانبه في جرود عرسال، كما أوقفت السوري م.ق. لنشاطه مع جماعات أصولية متطرفة في مجالي التفجير والأعمال الإرهابية، لا سيما تفخيخ وتفجير 3 سيارات في بئر العبد والرويس ووادي عطا.