تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 17-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن السوري وتقدم الجيش السوري على أكثر من جبهة وخاصة في منطقة حلب وفلسطينياً حيث استمرّت الانتفاضة وتواصل ارتقاء الشهداء.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 17-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن السوري وتقدم الجيش السوري على أكثر من جبهة وخاصة في منطقة حلب وفلسطينياً حيث استمرّت الانتفاضة وتواصل ارتقاء الشهداء،وفي بيروت حيث تحولت ذكرى وسام الحسن إلى منصّة ردود على التعطيل وتلويح بالاستقالة.
السفير:
خمسة شهداء في الضفة وغزة.. والفشل يلاحق إسرائيل
«يوم غضب» فلسطيني وانحياز أميركي للمحتل
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "يبدو أن الفلسطينيين سلكوا طريق اللاعودة في الهبّة الجماهيرية ضد جرائم الاحتلال الاسرائيلي، الذي أخفقت كل محاولاته القمعية. وتوّج الفلسطينيون، يوم امس، أسبوعاً مفصلياً في «انتفاضة السكاكين»، حين تحدوا جنود الاحتلال بـ «يوم غضب»، موسعين دائرة المواجهة ضد اسرائيل، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وعلى طول الشريط الأمني بين قطاع غزة والأراضي المحتلة في العام 1948، والتي أسهم أهلها بالنضال اليومي، إسهاماً غير مسبوق، حتى خلال الانتفاضتين الاولى والثانية".
وفي ظل الفشل الأمني الذي يلاحق حكومة اليمين في اسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو، ومع فشل محاولات التهدئة التي تبذلها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، لم يخرج الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي، امس، بأيّ جديد، كما كان متوقعاً، وذلك في الوقت الذي يبدو فيه الإرباك واضحاً على مستوى الإدارة الأميركية، التي تراجعت وزارة خارجيتها عن انتقاداتها لإسرائيل، على خلفية «استخدام القوة المفرطة»، وتأكيدها أن «من حق إسرائيل أن تحمي مواطنيها من السكاكين»، في موقف ترافق مع اتصال «عاجل» بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، اتفقا خلاله على اللقاء في برلين الأسبوع المقبل.
وفي «جمعة الغضب»، توّج الفلسطينيون أسبوعاً آخر من هبّتهم الجماهيرية، حيث خرج الآلاف في مسيرات غاضبة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، تلبية لدعوات الفصائل والفعاليات الشعبية، رداً على تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية والإعدامات الميدانية التي يقوم بها جيش الاحتلال، والتي كان آخرها قيام جنود الاحتلال بقتل شاب جريح بدم بارد بعد طعنه جندياً في الضفة الغربية.
وقدّم الفلسطينيون، يوم امس، خمسة شهداء على مذبح الوطن، فيما أصيب المئات، في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، على محاور عدة ونقاط التماس في الضفة الغربية وغزة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في غزة، استشهاد ثلاثة أشخاص، وإصابة 244 آخرين، في المواجهات على الجانب الشرقي والشمالي للشريط الأمني بين قطاع غزة وأراضي 48.
والشهداء هم يحيى عبد القادر فرحات (24 عاماً)، ومحمود حاتم حميد (22 عاماً)، وكلاهما من مدينة غزة، أما الشهيد الثالث فيُدعى شوقي جمال جبر عبيد (37 عاماً) من مخيم جباليا للاجئين، وقد توفي متأثراً بجروح أصيب بها في المواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز بيت حانون يوم الجمعة الماضي.
كما استشهد إياد خليل العواودة من دورا قضاء الخليل، بعدما أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه إثر إقدامه على طعن جندي في منطقة رأس الجورة في مدينة الخليل. وبحسب قوات الاحتلال فإنّ الشاب كان منتحلاً صفة مصور صحافي، «الأمر الذي سمح له بالاقتراب من الجنود»، وفق متحدث إسرائيلي. وتظهر الصور أن العواودة كان مصاباً وملقى على الأرض عندما أجهز عليه جنود الاحتلال.
وفي نابلس شمال الضفة، استشهد الشاب إيهاب حنني (19 عاماً) خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز بيت فوريك.
وقمعت قوات الاحتلال عشرات الشبان الذين تجمَّعوا قرب الشريط الأمني في مناطق شرق خزاعة وشرق عبسان الكبيرة شرق خانيونس، وشرق مخيم البريج وسط غزة، وقبالة حاجز بيت حانون شمال القطاع، وعند موقع ناحل عوز شرق غزة.
وأصيب العشرات بجروح مختلفة في مواجهات اندلعت في ست نقاط مواجهة مع قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من رام الله، فيما شهد المدخل الشمالي لمدينة البيرة المقابل لمستوطنة بيت ايل، أعنف المواجهات. ووقع اشتباك مسلح في بلدة سلواد شمال رام الله، ما دفع بقوات الاحتلال الى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدخل الغربي للبلدة. كما أصيب ستّة شبّان بالرصاص الحيّ وعشرة آخرون بالرصاص المطاطي، في مواجهات في مدينة الخليل وبلدة بيت أمّر، شمال الخليل.
كذلك اندلعت مواجهات عنيفة في منطقة رأس الجورة في مدخل الخليل الشمالي، عقب قمع قوّات الاحتلال بعنف مسيرة حاشدة دعت إليها حركة «حماس».
مواجهات أخرى اندلعت عند مدخل مدينة بيت لحم الشمالي، وغيرها في بلدة تقوع شرق المحافظة، أطلق خلالها الاحتلال القنابل الغازية والصوتية.
وعلى حاجز حوارة جنوب نابلس، اندلعت، عصراً، مواجهات عنيفة، عندما خرج المئات للمشاركة في مسيرة حاشدة في إطار «جمعة الغضب»، ما أدى الى إصابة عشرة أشخاص على الأقل.
من جهتها، طالبت حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» بحماية «الهبة الشعبية في الضفة الغربية والقدس»، والعمل على دعمها وإسنادها فلسطينياً وعربياً، في مسيرة مشتركة لهما، في مخيم جباليا شمال القطاع غزة.
وفي تطور آخر، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أنَّ عشرات الشبان اقتحموا «قبر يوسف» المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس، وأضرموا النار فيه، مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما أدى إلى احتراقه من الداخل بالكامل.
وعلى الأثر، ندَّدت الأمم المتحدة بإضرام النار في «قبر يوسف»، وذلك في مستهل اجتماع لمجلس الأمن الدولي خُصّص لبحث الوضع في الضفة والقدس، فيما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس إضرام النار في القبر بـ «العمل المدان والمرفوض»، طالباً «تشكيل لجنة تحقيق فورية في ما جرى، والبدء في إصلاح الأضرار».
أمّا مساعد الممثل الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة دافيد رويت، فكرَّر أمام مجلس الأمن، أنَّ إسرائيل «لن تقبل بأيّ وجود دولي» في المسجد الأقصى، معتبراً أنَّ ذلك «سيشكل تغييراً في الوضع القائم» حالياً في الأماكن المقدسة.
وطالب ممثل دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي بـ «سرعة التدخل لوقف العدوان الغاشم من قبل الاحتلال العسكري الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين ضدّ الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وقال السفير الفلسطيني، إنَّ «مجلس الأمن سبق أن اعتمد القرار 904 بعد مذبحة الخليل على يد مستوطن إرهابي، وقد طالب القرار بتوفير الحماية في أرضنا وبوجود دولي، كما طالب القرار بسحب السلاح من أيدي المستوطنين، ونحن نطالب مجدداً بتنفيذ هذا القرار».
ويلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع المقبل، في برلين، كلاً من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وأوضح بيان للمتحدث باسم المستشارة الالمانية، أنَّ ميركل ونتنياهو «سيناقشان الأوضاع الأمنية في إسرائيل والمنطقة»، بعدما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قرّر تأجيل زيارته التي كانت متوقعة في الثامن من الشهر الحالي.
وأعلن السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر، يوم أمس، أنَّ نتنياهو سيلتقي كيري في برلين الأسبوع المقبل. وقال لشبكة «سي ان ان» الأميركية: «أعلم أنهما كانا يحاولان القيام بشيء ما، لأن رئيس الوزراء سيتوجه إلى ألمانيا لإجراء محادثات مع ميركل، ووزير الخارجية كيري سيتوجه إلى هناك للقائه».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد أشارت إلى أنَّ الجانبين ناقشا، هاتفياً، التصعيد القائم في الأراضي الفلسطينية. وقالت إنَّ نتنياهو وكيري اتفقا خلال المكالمة على إجراء لقاء في العاصمة الألمانية برلين.
وبحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو، فإنَّ كيري «أقرّ أثناء المحادثة الهاتفية مع نتنياهو، بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في مواجهة العمليات التي تشهدها القدس وباقي المدن الإسرائيلية»، مضيفاً أن وزير الخارجية الأميركي أطلع نتنياهو على ما دار في المكالمة التي أجراها مع محمود عباس، أمس الأول، والتي طالبه خلالها، وفق البيان، بـ «وقف التحريض ضدّ إسرائيل، وإدانة العمليات التي تستهدفها».
الرئيس الأميركي باراك أوباما يشعر من جهته، بالقلق حيال استمرار «أعمال العنف». وقال في مؤتمر صحافي «نحن قلقون للغاية حيال اندلاع العنف». وأضاف «ندين بأشد العبارات العنف الذي يطاول الأبرياء ونعتقد أن من حق إسرائيل أن تحفظ القانون والنظام الأساسيين وتحمي مواطنيها من الهجمات بالسكاكين والعنف في الشوارع». وتابع «نعتقد كذلك أنَّ من المهم أن يحاول نتنياهو والمسؤولون الإسرائيليون المنتخبون والرئيس الفلسطيني وغيره من الأشخاص في مواقع السلطة، وقف الخطاب الذي يمكن أن يغذّي العنف أو الغضب أو سوء الفهم».
النهار :
ذكرى وسام الحسن منصّة ردود على التعطيل تلويح بالاستقالتين... ونداء لعودة الحريري
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول " لم تكن مجموعة الرسائل – الردود التي طبعت إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات سابقاً في قوى الأمن الداخلي اللواء الشهيد وسام الحسن سوى انعكاس بديهي للموقف المحوري لقوى 14 آذار عموماً وتيار "المستقبل" خصوصاً، من "هجمة" التقييد الجديدة للحكومة من جهة والمناخ السياسي برمته من جهة أخرى تحت وطأة مسلسل الاشتراطات المستحيلة التي تعاقب طرحها في الاسابيع الاخيرة من الفريق الآخر".
ذلك ان مجمل المعطيات والمعلومات المتوافرة عن الاتجاهات السياسية لفريق الثنائي "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" تؤكد ان هذه الاتجاهات ماضية نحو احكام الحصار على الحكومة واجهاض كل المحاولات المبذولة لتفعيلها حتى ان بعض الرهانات على امكان احداث ثغرة محدودة في عملية الحوار بدأ يتراجع أمام ملامح التصعيد المتدحرج".
وأبدت مصادر سياسية لـ"النهار" تخوفها من انعكاس سلبي لانسداد الأفق السياسي على الوضع الأمني وخصوصاً في ضوء تصاعد التوتر بطابع مذهبي في المنطقة وآخر تجلياته الهجوم على حسينية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بعد كل ما خلفته حادثة منى من ترددات.
وأشارت المصادر في هذا السياق الى تدابير حماية استثنائية اتخذتها أخيراً القيادات الرئيسية في قوى 14 آذار بناء على تحذيرات تلقتها من احتمال تعرضها لاعتداءات، وكذلك الى الاجراءات التي تحول اجزاء واسعة من الضاحية الجنوبية منطقة مقفلة مدى ساعات كل يوم، وأيضاً توافد شخصيات ووفود أمنية ايرانية الى لبنان بما يتقاطع مع المخاوف على الوضع الأمني. وذكر في هذا السياق ان رئيس لجنة الامن والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي أفصح امام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته السريعة أمس لبيروت عن تحذيرات من امكان انعكاس التطورات الميدانية الجارية في سوريا تدفق مزيد من "الارهابيين" الى لبنان.
ذكرى الحسن
وسط هذا المناخ، اتسم الاحتفال الذي أقامته "مؤسسة اللواء وسام الحسن" في مسرح قصر الاونيسكو أمس في الذكرى الثالثة لاغتياله بدلالات بارزة اكتسبتها كلمتا كل من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق متحدثاً باسم الرئيس سعد الحريري والنائب مروان حماده متحدثاً باسم عائلة اللواء الحسن. وإذ رسمت مواقف المشنوق خط الرد الواضح على المسار التعطيلي للحكومة والخطط الامنية في البقاع بالاضافة الى رد مباشر على مواقف رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون من ملف الرئاسة، تميزت مواقف حماده بالدعوة الملحة الصريحة الى عودة الرئيس الحريري الى لبنان كمفتاح أساسي لمسار الحل وتحرير البلاد من أزماتها الدستورية والسياسية.
وعاد المشنوق في سياق إثارته للوضع الحكومي الى "قاعدة ربط النزاع مع حزب الله" ليقول: "ها هي الحصيلة أمامكم: لا مؤسسات تعمل ولا الامن مصون في البقاع ولا الخدمات تقدم للمواطنين... وإذ بنا نعود الى المربع الاول مربع التعطيل وخطف المؤسسات ورهن الدستور للاجندات الشخصية ومغامرات الحاق لبنان بكل ما يناقض مصالحه وهويته وعروبته". وشدد على ان الرئيس الحريري "لن يقبل ولن نقبل معه بأن يتحول ربط النزاع الى ربط للوطنية وللضمير وربط للالسن عن قول الحق والحقيقة". واذ لفت الى الخطة الامنية في البقاع "لا تزال حبراً على ورق ووعودا في الفضاء" حذر من "دفع الناس الى خيارات التطرف". وأعلن ان بقاء الوضع على ما هو عليه "هو الخطوة الاولى نحو الاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار الذي اردناه صونا لسلم أهلي فاذا بنا نتحول الى شهود زور على حساب مسؤولياتنا الوطنية". وتوجه الى العماد عون قائلاً: "ان ابواب النظام اللبناني يا دولة الرئيس الصديق لا تفتح بمنطق الكسر والخلع".
اما حماده الذي وجه رسالة حادة الى "حزب الله" بقوله: "هل ننتظر من الولي الفقيه ان يرأف بنا بعد اغتيال ابرز رموزنا؟"، فخاطب الرئيس الحريري قائلاً: "عد الى لبنان أنت الحبيب القائد بل انت الثورة قبل الثروة. وجودك بين محبيك في لبنان ثروة طائلة. عد لنقنع الخصم بأن مغامراته الحربية انتهت ومسيرته لا بد من ان تعود سلمية... ان عدت نختار رئيساً ونحيي حكومة وننتخب مجلساً وتعود الثقة الى شعب لبنان والعالم بمستقبل لبنان".
جنبلاط
وفي أول تعليق لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على زيارته للمملكة العربية السعودية، قال مساء أمس لـ"النهار" ان العاهل السعودي "الملك سلمان حريص على لبنان الذي يعرفه جيداً، وهو حريص على شؤون لبنان ولا يميز بين احد، لكن في الوقت نفسه يحرص على توصل اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية من اجل الخروج من هذا المأزق".
وأضاف: "العاهل السعودي من كبار المحبين للبنان، وكان لي شرف اللقاء معه مرات عدة، عندما كان أميراً للرياض، وتذكر جيداً في اجتماعي الاخير معه العلاقات التي ربطته وجمعته مع والدي كمال جنبلاط".
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت "النهار" من مصادر وزارية التقت أمس رئيس الوزراء تمام سلام أن ملف النفايات متقدم في ضوء ضمانات قدمها "حزب الله" لإنشاء مطمر في البقاع الشمالي غير الحدودي ويتصف بالامان ويحظى بتأييد شعبي، إضافة الى ان مطمر سرار في عكار بات جاهزاً بنسبة 90 في المئة. وأوضحت المصادر انه إذا لم تحصل مفاجآت حتى مساء غد الاحد، فإن جلسة لمجلس الوزراء ستعقد الثلثاء المقبل. ولفتت الى أن انعقاد الجلسة يأتي في ظل وضع حكومي غير قابل للاستمرار. وإذا لم تعقد جلسة النفايات لأي سبب من الاسباب فإن الرئيس سلام ذاهب الى استخلاص العبر ليعلن أنه لن يقبل أن تظل الحكومة سجينة أهواء ونزوات، وهو موقف سبق له ان ادلى به في آخر جلسات الحوار النيابي.
الأخبار :
«معركة حلب الكبرى»: الطوق يُرسم جنوباً... ويساهم في عزل ادلب
كما تناولت الأخبار الشأن السوري وقالت" خططُ الجيش وحلفائه في حلب لم تعد مقتصرةً على محاولة فرض «طوق» حولها. العمليّة التي فُتحت أمس انطلاقاً من الريف الجنوبي تتناغم استراتيجيّاً مع عمليّات الجيش في ريفي حماة واللاذقية، وتسعى إلى عزل إدلب عن محيطها. في الوقت نفسه يواصل الجيش تقدّمه نحو مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي".
صهيب عنجريني
حلب | من الجنوب بدأت معركة حلب. وخلافاً لكل العمليّات السابقة التي حاولت رسم نصف قوس محكمٍ من الشمال، عَكسَ الجيش السوري وحلفاؤه مسار الطوق هذه المرّة، في تأكيد لما أوردته «الأخبار» في عددها الصادر أمس. الخطوة لا تعني بالضرورة صرف النظر عن جبهات الريف الشمالي، بقدر ما تعني أنّ غرفة العمليات العسكريّة قد أخذت في الحسبان جملة اعتبارات أدّت إلى إدخال تعديلات جوهريّة على خطط المعارك في حلب.
أبرز ما يستوجب الوقوف عنده في هذا السياق هو تكامل مسار العمليّة التي انطلقت أمس مع معارك حماة واللاذقيّة سعياً إلى تحقيق هدف أساسي هو «عزل إدلب». وخلافاً لما كانت عليه الحال على امتداد الحرب، بات من الواضح أن عمليات الجيش السوري في المرحلة الراهنة تحاول السير وفقَ استراتيجيّة مركزيّة تتولى تخطيط وتنسيق العمليات على جبهاتٍ عدّة في آن واحد. ورغمَ أنّ الكثير من المصادر أشار إلى «فتح الطريق الدولي بين حلب ودمشق» بوصفه الدافع وراء عمليات الجيش جنوب وجنوب غرب حلب، غيرَ أنّ تحقيق هذا الهدف سيغدو مجرّد تحصيل حاصلٍ إذا أفلحت العمليات في عزل إدلب. وكانت سيطرة «جبهة النصرة» وحلفائها في «جيش الفتح» على محافظة إدلب في آذار الماضي واحداً من أبرز المنعطفات في مسار الحرب السوريّة، وأتاحت الفرصة أمام «جيش الفتح» لتهديد مناطق سيطرة الدولة السوريّة في كل من حماة واللاذقية بشكل متسارع. كذلك لحظت الخطط المستجدّة التي وُضعت لـ«فتح حلب» دوراً أساسيّاً لريفي إدلب الجنوبي والشرقي، خاصة بعد سقوط مطار أبو الظهور. ورغم الخلافات التي تنشب كلّ فترة بين مكوّنات «جيش الفتح»، غيرَ أنّ قبض اللاعب التركي على زمام الأمور في إدلب قد حوّلها إلى ما يمكن وصفه بـ«أكبر غرفة عمليّات أجنبيّة» داخل الأراضي السوريّة، تسهم في ذلك عوامل عدّة، أبرزُها أنّ المناطق الحدوديّة فيها لا تخضعُ لتداخلاتٍ أخرى كما هي الحال في ريف حلب مثلاً، حيثُ يحضر الأكراد بقوّة في عدد من النقاط. كذلك فإنّ خروج عدد كبير من مناطق ريف إدلب عن سيطرة الدولة السورية منذ بواكير الأزمة قد أتاحَ للمجموعات المسلّحة رفد صفوفها بكوادر يوفّرهم خزّان بشري كبير حدّد اصطفافَه منذ سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ سيطرة المجموعات المسلّحة على مناطق ملاصقة لأرياف إدلب قد أتاحت لها على الدّوام استقدام التعزيزات لدى الحاجة من محافظة إلى أخرى. ولعلّ أبرز الأمثلة في هذا السياق استقدام «النصرة» غيرَ مرّة لتعزيزات من ريف إدلب الشرقي إلى ريف حلب الغربي المُتلاصقين. ويُشكّل ريف حلب الغربي في واقع الأمر أبرز أهداف تحرك الجيش السوري الأخير في حلب. ويبدو الالتفاف نحو الريف الغربي عبر الريف الجنوبي أكثر أمناً وسهولةً من الالتفاف عبر الريف الشمالي، الذي تحضر فيه المجموعات المسلّحة بقوّة. أمّا جنوباً فتمنح سيطرة الجيش المستقرّة على عدد من النقاط الاستراتيجيّة أفضليّة في استقدام الأرتال والتعزيزات، خاصةً في ظل وجود معامل الدفاع في الواحة (على مقربة من السفيرة، في الريف الجنوبي الشرقي).
كذلك فإنّ تمركز الحشود العسكريّة الجديدة التي وصلت حلب أخيراً في المنطقة ذاتها، أعطى زخماً إضافيّاً لأي عملية يشنّها الجيش وحلفاؤه هناك. ويبدو لافتاً حرصُ الجيش على توسيع نقاط السيطرة انطلاقاً من السفيرة في اتجاهين متزامنين: غرباً وشرقاً. ويُمهّد كلّ من التوسّعين لمعركة كبرى تبدو العمليات الراهنة مجرّد نزهةٍ إذا ما قيست بهما. فنجاح الجيش وحلفائه في توسيع السيطرة غرباً سيدقّ الساعة الصفر لفتح معركة ريف حلب الغربي (خان العسل ومن خلفها أورم الكبرى فالأتارب)، حيث تتمركز مجموعاتٌ كبيرةٌ مثل «حركة نور الدين الزنكي»، و«جبهة أنصار الدين» القاعديّة، و«جبهة النصرة».
وهذه المعركة هي المعوّل عليها فعليّاً لعزل المجموعات عن عمقها الاستراتيجي في ريف إدلب الشرقي، ومن خلفه الحدود التركيّة. ويعزّز هذا الاحتمال أن الجيش زامن أمس تقدّمه في كلّ من قرية عبطين وكتيبة الدبابات في قرية السابقيّة وحدّداين الغربيّة والكسّارات ومداجن الزيتونة وقرية مليحة (الريف الجنوبي) وتل الشهيد المشرفة على قرية الصبيحية مع غارات جويّة استهدفت العيس والحاضر والزربة (الريف الجنوبي الغربي) وصولاً إلى الأتارب في الريف الغربي. أمّا شرقاً فحقّق الجيش أمس تقدّماً مهمّاً عبر السيطرة على الناصريّة (شرق السفيرة، وجنوب شرق مطار كويرس العسكري) وهو تقدّم يقرّب استحقاق كسر حصار المطار، وهي معركة لها ما بعدَها، إذ تنقل الجيش من الدفاع إلى الهجوم إذا ما قرّر فتح الجبهات مع تنظيم «داعش». وتتيح السيطرة المستقرّة على كويرس (المنطقة، وليس المطار فحسب) وضعَ الجيش السوري على تخوم منطقة الباب (أحد أبرز معاقل «داعش» في ريف حلب الشرقي) من جهة الجنوب، إضافة إلى جهة الغرب (المقصود غرب الباب) حيث يتمركز الجيش في الشيخ نجّار حاليّاً.
اللواء :
هجوم جديد للنظام في حلب وتركيا تسقط طائرة بدون طيّار
أوباما لبوتين: لن تفرِض السلام في سوريا بالقنابل
وكتبت اللواء تقول "في واقعة، هي الاولى من نوعها منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا،تسلط الضوء على مخاطر تعدد العمليات القتالية الجوية فوق سوريا، أسقطت تركيا طائرة بدون طيار في الوقت الذي بدأت فيه قوات النظام السوري وحلفاؤها هجوما قرب مدينة حلب مدعومة بطائرات حربية روسية".
في الاثناء حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس روسيا من انها لن تستطيع الوصول الى حل سلمي في سوريا بـ«ضرب القنابل» مكررا القول بأن دعم الرئيس بشار الاسد محكوم بالفشل.
واوضح اوباما انه لا يوجد «اي تقارب من وجهة النظر الاستراتيجية» بين واشنطن وموسكو حول الوضع في سوريا.
واضاف: «لن يستطيعوا التقدم من خلال ضرب القنابل الى وضع سلمي في سوريا». وجاء كلام اوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هاي التي تزور واشنطن.
وقال ايضا ان ايران «تقوم بكل بساطة بما كانت تقوم به خلال السنوات الخمس الماضي وتماما كما روسيا ولكن نظريتهما لحل المشكلة في سوريا لم تنجح ولن تنجح».
ميدانيا قال الجيش التركي إن طائراته أسقطت طائرة بلا طيار مجهولة الهوية في المجال الجوي التركي قرب سوريا امس.
وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تعتقد أن الطائرة تابعة لروسيا بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن كل طائراتها في سوريا عادت بسلام إلى قواعدها وإن كل الطائرات بدون طيار تعمل «وفقا لما هو مخطط».
وذكر الجيش التركي أن الطائرة التي أسقطها واصلت التحليق على الرغم من تحذيرها ثلاث مرات بما يتماشى مع قواعد الاشتباك التركية.
وشكت تركيا بالفعل من انتهاك المقاتلات الروسية لمجالها الجوي على الحدود مع سوريا في وقت سابق هذا الشهر.
ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها في وقت لاحق امس إنها أجرت اتصالات مباشرة مع الجيش التركي لتجنب وقوع حوادث مع الطائرات الحربية قرب الحدود.
وقالت الوزارة ايضا إنها اتفقت على كل المسائل الفنية اللازمة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة عن سلامة الطلعات الجوية فوق سوريا وإن مذكرة نهائية ستوقع قريبا.
في هذا الوقت، بدأالنظام السوري مدعوما من حزب الله ومقاتلين إيرانيين هجوما جنوبي مدينة حلب حيث يوسع جيش النظام نطاق هجوم في غرب البلاد بدعم من ضربات جوية روسية.
وقال مصدر عسكري حكومي كبير عن الهجوم الذي يدعمه مئات من مقاتلي حزب الله والقوات الإيرانية والذي قال إنه حقق بعض المكاسب على الأرض «هذه هي المعركة الموعودة».
ووفق الناشط الاعلامي في حلب محمد الخطيب «هناك تقدم للنظام، ولكن ليس سيطرة، الامر عبارة عن معارك كر وفر»، مشيرا الى ان مقاتلي المعارضة يستخدمون صواريخ تاو الاميركية فيما «ينزح السكان الى الريف الغربي او المخيمات القريبة من الحدود التركية بسبب القصف الروسي المكثف».
وقال مصدران إقليميان بارزان هذا الأسبوع إن إيران أرسلت آلاف الجنود لسوريا لدعم الهجوم الحالي في محافظة حماة واستعدادا لهجوم حلب.
واعلن مسؤول اميركي امس ان ما يناهز الفي ايراني او من القوات التي تدعمها ايران يشاركون قرب حلب في هجوم على مقاتلين معارضين.
قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة وقعت قرب منطقة جبل عزان على بعد نحو 12 كيلومترا جنوبي مدينة حلب.
وذكر أن الجيش استعاد السيطرة على قرية عبطين من قبضة مقاتلي المعارضة فضلا عن قاعدة لكتيبة دبابات بقرية السابقية. وتقع القريتان على مقربة من جبل عزان.
وقال المرصد إنه تم «إعطاب دبابة لقوات النظام بصاروخ تاو اميركي».
من جهة ثانية اعلن قائد العمليات في الجيش الروسي الجنرال اندريه كارتابولوف امس ان الطيران الروسي شن غارات جوية على 456 هدفا لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا منذ بدء حملته العسكرية في 30 ايلول.
وقال المسؤول العسكري الروسي الكبير في بيان انه بعد اكثر من اسبوعين من التدخل «قمنا بـ669 طلعة جوية (...) وفي المحصلة تم تدمير 456 هدفا ما يشكل ضربة قاسية للبنية التحتية (...) ولانظمة الامداد والقيادة للمجموعات الارهابية» وبينها تنظيم الدولة الاسلامية.
البناء :
قديروف ورؤساء دول الاتحاد الروسيّ يقترحون على بوتين حشداً برياً
الجيش السوريّ يواصل التقدّم وحلب إلى الواجهة... وفلسطين في مجلس الأمن
أما صحيفة البناء فكتبت بدورها "أعلن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف عزمه التشاور مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إمكانية المشاركة بقوات برية في الحرب على الإرهاب، كاشفاً عن وجود نيات مشابهة لدى رؤساء دول الاتحاد الروسي للخلاص السريع من كابوس الإرهاب الذي يهدّد دول الاتحاد، وتتشكّل قاعدته في سورية والعراق، ويأتي كلام قديروف في وقت تتمسّك موسكو بثابتتين في الحرب التي تخوضها في سورية منذ مطلع الشهر الحالي، كما تقول مصادر إعلامية بارزة في روسيا، الأولى عدم التفرّغ للردّ على السجالات الاستفزازية، حيث تعبّر موسكو أنها تردّ بالأفعال لا بالأقوال، وأنّ عليها أن تكتفي بالردّ على الذين يتصرفّون كأنّ حربها هي ورطة في مستنقع أنها ستحسم الحرب في شهور بالتعاون مع حلفائها، ومن جهة مقابلة تهتمّ موسكو بتثبيت حقيقة أنّها جزء من حلف وليست مجرد دولة عظمى جاءت تساند حليفها، بل إنّ التمسك بصيغة غرفة عمليات بغداد وتوسيع المشاركين فيها يشكل أحد أبرز عناوين الاستراتيجية الروسية للحرب على الإرهاب، وما بعد الحرب على الإرهاب، في صياغة خارطة استقرار الشرق الأوسط الذي انتهى عهد التفرّد الأميركي فيه بوجود شريكين جديدين هما إيران وروسيا وثالث يستعدّ على الطريق هو الصين، التي تبدو الشريك الاقتصادي الأول الذي يتهيّأ لمراحل إعادة الإعمار في سورية والعراق".
في الميدان السوري واصل الجيش السوري إنجازاته على جميع الجبهات المفتوحة، شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً، وكان أبرزها ما بدا أنه سيتصدّر المشهد العسكري، في جنوب غرب حلب، حيث التقدّم الواسع للجيش السوري يؤشر إلى اقتراب معركة العاصمة السورية الثانية، حلب، التي بدأت تظهر فيها ملامح تبدّلات في مواقع الجماعات المسلحة ومواقفها، بعدما قامت الجماعات الكردية في حي الشيخ مقصود بطرد الجماعات المحسوبة على الأتراك والسعودية، والعودة إلى صيغة التفاهم المعمول بها سابقاً مع الجيش السوري من تبادل الشراكة الدفاعية في وجه الجماعات الأخرى. وفي قلب هذه الجماعات عاد الذين كانوا قبل تحوّلات إدلب وريفها يفاوضون على التسويات، ليتحدّثوا مجدداً عن فرص حقيقية لتجنيب أحيائهم مواجهات هي بغنى عنها، بينما يتصرّف المسلحون الأجانب المستجلَبون وكأنهم ينتظرون قراراً بالرحيل، ما يعني أنّ معطيات الحرب في حلب تقترب ويؤكد إعلاميون مقيمون في حلب أنّ أصوات الغارات والقذائف المتساقطة على المناطق القريبة تفعل فعلها في خلق المناخ النفسي للحرب، ومعلوم أنّ حسم حلب يعني حسم جزء كبير من مستقبل الحرب السورية.
فلسطينياً استمرّت الانتفاضة وتواصل ارتقاء الشهداء، واستمرّ الاحتلال بوحشية مستوطنيه وجنوده بحق المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء الذين قال تقرير الأمم المتحدة الذي عرض أمام أعضاء مجلس الأمن أنهم أكثر من ثلاثة أرباع ضحايا الرصاص «الإسرائيلي». وكان يوم فلسطين الأول في مجلس الأمن فرصة لظهور درجة الضعف والهزال العربيّين من جهة، والحماية الأميركية لـ«إسرائيل» وجرائمها من جهة مقابلة، بينما كان لافتاً، ما صدر عن المندوب الروسي من دعوة إلى التفكير بالحماية الدولية للفلسطينيين، خصوصاً في القدس إذا تعثّر طويلاً الحلّ السياسي الذي يقوم على فكرة الدولتين، مقابل إعلان «إسرائيلي» بالرفض المطلق، ومن جهة ثالثة محاولة فرنسية للتميّز بموقف وسطي يفتح باب البحث عن دور في إعادة إطلاق المسار التفاوضي.
لبنانياً كان الحدث زيارة رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي لبيروت آتياً من دمشق، وقد علمت «البناء» أنه إضافة للمواقف التي أطلقها بروجردي عن الاستقرار في لبنان ودعم لغة الحوار والشراكة، كانت الزيارة واحدة من آليات تثبيت الحلف الرباعي الذي يربط إيران وروسيا مع سورية والعراق من جهة، ومنع التأويلات التي توحي بضعف ومنافسة بين أركان هذا التحالف من جهة ثانية. لكن والأهمّ التأكيد من جهة ثالثة، على مكانة حزب الله كشريك كامل في هذا الحلف.
بروجردي: زيارتنا المقبلة في بعبدا
طغت زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي للبنان على المشهد الداخلي القاتم في ظل غياب أي مؤشر إلى حلول قريبة قد تفرج عن الملفات العالقة، نتيجة الخلافات السياسية المستحكمة في الداخل وتعقيدات الوضع الإقليمي.
وعلى وقع التطورات الميدانية في سورية والإنجازات النوعية للجيش السوري وقوى المقاومة في مختلف الجبهات، حطّ بروجردي في بيروت، وجال على عدد من المسؤولين اللبنانيين، حيث التقى مساء أول من أمس الخميس، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بحضور السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي، حيث جرى التداول حول التطورات الحاصلة في المنطقة، وخصوصاً في سورية ولبنان.
كما التقى أمس، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الكبير ووزير الخارجية جبران باسيل، وأكد بروجردي «دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل للحوار السياسي الوطني البنّاء الذي يجري حالياً بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين»، معرباً عن أمله أن «يؤدي هذا الحوار في المستقبل القريب إلى تحقيق كل الأهداف التي يتفق عليها الجميع لتحقيق المصلحة الوطنية اللبنانية العليا ونأمل في زيارتنا المقبلة أن تتاح لنا الفرصة لزيارة القصر الجمهوري في بعبدا».
تأكيد متانة الحلف المقاوم
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «زيارة بروجردي إلى المنطقة مرتبطة بتطورات الوضع الميداني في سورية والخطط المشتركة التي وضعت لمواجهة الإرهاب، وتؤكد على الموقف الإيراني الداعم لسورية والعراق في ظل الغطاء الروسي الجوي لعمليات الجيش السوري والمقاومة، وتشدّد على انخراط إيران بالجبهة السورية وعلى قوة ومتانة الحلف الذي يجمع سورية وإيران والعراق وحزب الله لمواجهة الإرهاب بدعم روسي».
كما رجّحت المصادر أن يكون بروجردي قد حمل رسالة خاصة من القيادة الإيرانية إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت إلى أن «الزيارة أعقبت انطلاق عمليات التحالف الروسي السوري العراقي في سورية والعراق، ما يعني التناغم الكبير بين العملية العسكرية والسياسة وللوقوف على آخر المستجدات وللدفع باتجاه رفع مستوى التنسيق في مكافحة الإرهاب وفي إطار سعي إيران لتعزيز الاتصالات والتواصل مع جميع الدول المعنية والمتأثرة بما يجري في سورية».
وكشفت المصادر أن «بروجردي أبدى خلال لقاءاته ارتياح إيران على صعيد مكافحة الإرهاب بعد تشكيل الجبهة الرباعية التي كشفت فشل تحالف واشنطن وزيفه، وأكد أن العمليات العسكرية في سورية داعمة للحل السياسي وستؤدي إلى التخفيف من مخاطر تهديد أمن المنطقة الإقليمي وشدّد على دعم إيران الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية ولدول وقوى المقاومة في المنطقة».
جهوز الدعم الإيراني للبنان
وقالت مصادر عليمة لـ«البناء» إنه لا يمكن لبروجردي أن يأتي إلى سورية من دون أن يزور لبنان، ووضعت الزيارة إلى سورية ولبنان ضمن ثلاثة اتجاهات، أولاً «رسمي نحو الحكومة، للتأكيد على العروض الإيرانية للدولة اللبنانية وجهوزية إيران للمساعدة على كافة الصعد، الاقتصادية والعسكرية والبنية التحتية ولجهة تسليح الجيش اللبناني، وتشديد على أن إيران في هذه المرحلة تحديداً تولي أهمية لتعزيز الوضع الداخلي في لبنان وقوته كعامل استقرار وتوازن في المنطقة. ثانياً تأكيد أهمية دور حزب الله في المواجهة مع الإرهاب والمشروع الأميركي «الإسرائيلي» والتشاور معه وتأكيد الدعم الإيراني له في مهمته لمواجهة الإرهاب إلى جانب الجيش السوري وإيران وروسيا. ثالثاً، تأكيد دور اللبنانيين بحل ملفاتهم الداخلية من دون انتظار تدخلات وضغوط خارجية».
وأشارت المصادر إلى أن بروجردي أكد أيضاً «التكامل والتعاون والتنسيق الروسي – الإيراني لمكافحة الارهاب، بعد الإشاعات التي تحدثت عن انقسامات وتنافس بين الدورين الروسي والإيراني في المنطقة، كما تخلل الزيارة استعراض لملفات المنطقة والنجاحات الميدانية التي تحققت في سورية».
زاسيبكين: الحل السوري مفتاح نظام عالمي جديد
وفي غضون ذلك، وخلال لقائه وفداً من هيئة التنسيق لـ«لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» في السفارة الروسية في بيروت، شدّد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين، على أن «أهمية حل الأزمة السورية تكمن في أنها المفتاح الرئيس الذي بواسطته سيُعاد تكوين النظام العالمي الجديد على أسس تقوم على تعدد الأقطاب، لا على القطب الواحد، كما كان الوضع حينما كانت الولايات المتحدة تهيمن على العالم».
جلسة حكومية مطلع الأسبوع
حكومياً، يبقى تحديد موعد لجلسة خاصة بالنفايات من أجل إقرار آلية التنفيذ التي وضعها وزير الزراعة أكرم شهيب، رهن الاتصالات والاجتماعات المتواصلة وفور نضوجها سيوجه رئيس الحكومة تمام سلام الدعوة التي طال انتظارها ومن المرجح أن تكون يوم الاثنين أو الثلاثاء.
وفي إطار المشاورات حول الوضع الحكومي المعقّد، زار وفد وزراء الكتائب: رمزي جريج وسجعان قزي وألان حكيم السراي للتشاور مع الرئيس سلام، وتحدث الوزراء الثلاثة بعد اللقاء عن أجواء إيجابية في ما يتعلق بملف النفايات.
وأكد مصدر وزاري لـ«البناء» أن «الأجوبة من المعنيين بالنسبة لمطمر البقاع أتت أمس إيجابية، لكن لم يتحدد الموقع بانتظار الدراسات التقنية والجيولوجية الجارية في مواقع عدة، ونقل المصدر عن سلام تيقنه من أن نتائج الدراسات ستكون جيدة».
وأضاف المصدر: «أما بالنسبة لمطمر عكار، فهناك بعض العقبات يجري العمل لتذليلها وخلال 48 ساعة يكون المطر جاهزاً لاستقبال النفايات، وتوقع المصدر أن يدعو سلام لجلسة يومي الثلاثاء او الأربعاء المقبلين لبت خطة النفايات».
وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أن «الحكومة لم تتقاعد سياسياً كما يُقال، ورفض الشروط المسبقة التي توضع لحضور بعض الأطراف جلسات الحكومة»، وأكد أن «تعيين قائد للجيش يتم في مجلس الوزراء ضمن اللعبة الديمقراطية ولا تجوز مقاطعة الجلسات».
وإذ اعتبر أن هناك مشكلة سياسية في الحكومة، جزم جريج بأن سلام سيتخطاها بالاتصالات التي يجريها مع الأطراف كافة، لا سيما مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدائم تواصله مع سلام. ودعا جريج إلى «تفاهم والتزام جديدين على مقاربة العمل داخل الحكومة التي تم الاتفاق عليها سابقاً».
الحراك مستمرّ تصعيداً
على صعيد الحراك الشعبي، أطلق قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، سراح 3 موقوفين من الحراك المدني مقابل كفالة مالية رمزية. وأبقى رهن التحقيق وارف سليمان وبيار الحشاش استناداً إلى أفلام الشغب في تظاهرات وسط بيروت، إلا ان القرار جوبه بعاصفة غضب من ناشطي الحراك أمام المحكمة العسكرية، وقطعوا الطريق بمستوعبات النفايات وما لبثوا أن أعادوا فتحها.
وأكد محامو الحراك بعد خروجهم من المحكمة أن «الملف أصبح سياسياً وأن الاعتصام المفتوح مستمر امام المحكمة ودعوا إلى المشاركة في خطوات تصعيدية. وفي الأثناء، أقدم الناشط محمد حرز على إحراق نفسه خلال مشاركته بالاعتصام أمام المحكمة العسكرية.
وحمّلت حملة «طلعت ريحتكم» في بيان «الحكومة مسؤولية رفضها الإصغاء إلى المطالب المحقة للشعب اللبناني، وانتهاجها سياسة القمع والاعتقال بحق الشباب المنتفِض، ما أوصد كافة أبواب التعبير المتاحة ودفع بالشاب محمد حرز إلى إحراق نفسه لعله يُسمع صوته».
كما حمّلت حملة «بدنا نحاسب» في بيان «السلطة السياسية أولاً والقضاء ثانياً مسؤولية إيصال الأوضاع إلى حافة الانفجار».
وأشار الناشط في الحراك المدني أيمن مروة لـ«البناء» أن «محامي الحراك قدموا طلبين إلى المحكمة العسكرية لإخلاء سبيل موقوفين لكنها رفضت الطلبين»، وأكد أن «المعتقلين متَّهمين بإزالة الشريط الشائك في ساحة الشهداء»، وتساءل مروة: إذا كانت هذه تهمة، فماذا نقول عن إطلاق الرصاص الكثيف في المناسبات والفساد والسرقة وانتهاك حقوق المواطنين وضرب العدالة؟
واشار إلى أن إحراق الناشط حرز نفسه، هو رسالة للقضاء العسكري للإفراج الفوري عن المعتقلين، متوقعاً أن يتجه الحراك إلى التصعيد وتنفيذ تحركات جديدة في الايام المقبلة، الا أنه شدد على أن قضية المعتقلين هي جزء من اهتمامات الحراك وأن النفايات لا زالت الهدف الأول والأساس، وجدد رفض الحراك لخطة السلطة في معالجة النفايات وبسياسة المطامر، موضحاً أن تطبيق الخطة رهن بموافقة أهالي المناطق ونحن نؤيدهم وندعمهم».