22-11-2024 10:52 AM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: فليتقدَّم جمهور الحسين في مواجهة الَّذين يعيثون فساداً

فضل الله: فليتقدَّم جمهور الحسين في مواجهة الَّذين يعيثون فساداً

شدَّد العلامة السيّد علي فضل الله على أن يتقدَّم جمهور الإمام الحسين(ع) السّاحات في وجه الذين يعيثون فساداً ويستأثرون بالمال العام

فضل الله: فليتقدَّم جمهور الحسين في مواجهة الَّذين يعيثون فساداًشدَّد العلامة السيّد علي فضل الله على أن يتقدَّم جمهور الإمام الحسين(ع) السّاحات في وجه الذين يعيثون فساداً ويستأثرون بالمال العام، معتبراً أنّ الَّذين يسيئون إلى الإسلام ويشوّهون صورة أهل البيت(ع) من خلال مغالاتهم، يطعنون الإسلام في الصّميم، ويسيئون إلى الحسين(ع) وثورته.

حاضر سماحته في مسجد الحسنين(ع) في حارة حريك حول معاني عاشوراء، مؤكّداً أنَّ قيمة عاشوراء لا تقاس بحجم الدّموع الَّتي تذرف، بل بالتفاعل مع الحسين(ع)، والتزام منظومة القيم والمبادئ التي انطلق للدّفاع عنها.

وقال: "لقد استطاع الحسين(ع) أن يحقّق هدفه، وهو إيقاظ الناس، فهو لم يوقظ المسلمين فقط بل كان مدرسة وقدوة لكلّ الثائرين. ويبقى علينا، نحن جمهور الحسين(ع) ونحن في مجلسه، أن نعي مسؤوليَّتنا في أن نكون معنيين بالواقع السّياسيّ... بسياسات الحاكم.. أن نتابع الحاكم، أن نراقبه، أن نحاسبه، وأن نعتبر أنَّ ذلك من الدين، وأنه جزء من مسؤوليتنا أمام الله أولاً، وأمام الناس ثانياً، أن لا نؤيّد ظالماً ولا فاسداً ولا مفسداً ولو بشطر كلمة، وأن لا نضعه في الصّدارة، فلا بدَّ من أن يرى الفاسدون والظالمون استنكاراً لظلمهم وفسادهم باللسان وباليد، وعلى الأقل بالقلب".

وحذَّر من أن نُخدع بالَّذين يتفنّنون بدغدغة مشاعرنا بعناوين وطنيَّة وقوميَّة، أو بالعناوين الطّائفيَّة والمذهبيَّة، لنقبل بهم ونلتحق بمشاريعهم، أو لنحفظ مواقعهم إذا هدَّدها الآخرون.وأضاف: "إنَّ بعض النّاس قد يبرّرون للظالم ظلمه وللفاسد فساده، بحجَّة أنه وقف هذا الموقف الحقّ أو ذاك... إنَّ علينا أن نثمّن موقفه المحقّ هذا أو ذاك... ولكن علينا أن لا نبرّر له ظلمه وفساده، لأنَّ لكلّ موقف حسابه، ولأنَّه لا يجوز لنا أن ندين من يكيل بمكيالين، فيما نحن نكيل بمكيالين مثله...".

وتابع: "لا بدّ لجمهور الحسين من أن يتقدَّم السّاحات في وجه الَّذين يعيثون في البلد فساداً، أو يستأثرون بالمال العام لمصالحهم الخاصَّة، أو يعبثون بمتطلّبات الناس وحاجاتهم، حتى لا يسمحوا للمتسلّقين على الآم الشّعب وجراحاته بأن يصلوا أو يحقّقوا أهدافهم على أكتافنا جميعاً. والحديث عن الظّلم والفساد لا يحصره الحسين(ع) في إطار الفساد الماليّ أو السياسيّ، فقد أكَّد الإمام(ع) مواجهة الفساد الفكريّ عندما تحدَّث عن الَّذين يحرّمون حلال الله ويحلّون حرامه".

وتابع: "وهنا نقول لكلّ هؤلاء الَّذين يسيئون إلى الإسلام ويشوّهون صورة أهل البيت(ع) من خلال مغالاتهم أو عدم تقديمهم بالصّورة المشرقة الّتي كانوا عليها... إنكم تطعنون الإسلام في الصَّميم، إنكم تطعنون الحسين مجدَّداً، لأنَّ طعن الحسين ليس في الجسد فقط، بل في تشويهكم المبادئ التي أطلقها واستشهد لأجلها...".

وأكَّد أنَّ إخلاصنا للحسين لن يكون حقيقياً إلا عندما يكون صوتنا مسخّراً للحقّ؛ نطلقه في وجه ظالم جائر ومستبيح لأموال الناس ومقدّراتهم ومصادر لمستقبلهم، أو في وجه عالم يشرّع الضَّلال والكفر والانحراف بعنوان الإسلام.