"اتينا اليوم من المعهد لنعبر عن قضية عاشوراء بالفن، المميز بالمرسم انه لكل الاعمار وكل شخص يعبر حسب ما يراه بعاشوراء و الصورة المرسوخة في ذهنه، وهذه التجمعات جدا مهمة لانها وسيلة للتعبير عن الرأي."
عادت مواسم الهجرة من جديد.. حاملة ترانيم الشوق والحنين .. خطتها خفقات قلوب الوالهين .. وجادت بها مع الأنين .. إلى حيث زينب .. والأكبر.. والعباس .. والرضيع .. رسمتها قطرات دمع تناثرت على وجوه المحبين .. ولهجت بها ألسن الذاكرين "حب الحسين أجنني"..
حب الحسين جمعهم..عشق تجسد في ريشة وقلم ...بين أيد كرست حركتها لكربلاء...
ففي بلدية برج البرادجنة التقوا صباحا ليبدأ النهار الذي كَرَسُوه للحسين(ع).
في المرسم العاشورائي الخامس لجمعية إبداع و بلدية برج البراجنة، اشترك عدد من الأطفال وطلاب مدارس ومعاهد وجامعات وفنانين مخضرمين ناهز عددهم 2000 مشارك، فلم تتسع الصالات الثلاث الداخلية ولا الباحات الخارجية لهذا العدد من المحبين والمبدعين حتى اصبح المدخل الرئسي كصف يمتلئ بالطلاب والكراسي و الطاولات .
افتتح المرسم بجولة لرئيس بلدية برج البراجنة الاستاذ "زهير جلول" ورئيس جمعية إبداع الشاعر "علي عباس"وممثل تجمع المعلمين في بيروت ورئيس لجنة التربية في البلدية حسن عمار
رئيس ابداع قال في مستهل الجولة : " نريد لهذا المرسم أن يكون منبراً للضوء واللون والحب تحت ظلال كبرياء الامام الحسين" واضاف ما يهمنا في المرسم أن نفسح المجال لكل هذا الجيل يعبر برهافة قلبه وحبه عن ولائه للمسيرة الحسينية" وأكد ان الفن كتعبير وجداني وانساني يستطيع ان يجد الادوات المناسبة للحضور في تاريخ ومستقبل واقعة عاشوراء كوقفة عز واقتدار في مواجهة الظلم والقهر والتخلف .
وختم بالقول : " مرسم ابداع العاشورائي الخامس شهقة ظل تحت ظلال الحياة".
في مقابلة خاصة مع رئيس بلدية برج البراجنة الاستاذ "زهير جلول" عبر قائلا": "نحن مع جمعية ابداع ليس النشاط الاول بل هناك نشاطين ثابتين سنويا ،المرسم العاشورائي المفتوح والذي نحن في صدده الآن ومرسم المقاومة و التحرير في 25 ايار. هذا المرسم العاشورائي يتم فيه الدعوة وهو مفتوح، يتم فيه دعوة كل من يرغب بالمشاركة، صغيرا كان ام كبيرا محترفا" ام هاويا، ضمن مؤسسات و مدارس وفنانين وغيرهم...يتميز المرسم هذا العام بإدخال الخط اليه ...ان الهدف من المرسم ليس الرسم بحد ذاته بل الرسم كوسيلة للتعبير عما تكنه القلوب لمحبة و ايمان لخط الإمام الحسين(ع)هذا الحط الذي خرج منه نهج المقاومة، نأكد على هذا الموضوع نظرا" لأهميته كي يرسخ في ذهن الطفل قبل الكبير ان الحسين مدرسة تعلمنا معنى الاباء وقول الحق والمقاومة ضد الظالم ترسخ في ذهنه هذه الرسمة.هذا المرسم هو محطة سنوية ثابتة سوف تبقى لانها كرستها بلدية برج البراجنة مع ابداع."
منسقة الفنون في جمعية ابداع ايفا هاشم : " سيتم التنسيق بالختام حسب الأعمار وقدراتهم ،الطفل يستطيع التعبير عن افكاره أكثر بواسطة الرسومات لانه بالكلام لا يستطيع التعبير بالشكل الصحيح بل بالرسمات يعبر عن احاسيسه وعواطفه ونتفاجئ دائما بالافكار الموجوده لديهم تكون غريبة وجديدة حين نرى رسوماتهم وإنهم يعبرون أكثر من الكبار برسوماتهم.اما بالنسبة للرسومات فهي تتحسن عاما بعد عام لان المعلمات و الاساتذة في المدارس يشعون اكثر الاطفال على هذا اليوم واصبح هناك مباريات تتحضر قبل فيصبح الطفل مهيئ لهذا اليوم هذا ما رفع مستوى الرسمات من اول مشاركة الى هذا اليوم .وبهذه الطريقة نكون قد زرعنا البذرة في الأطفال لحب اهل البيت والامام الحسين."
الفنانة التشكيلية رباب مهدي: "الرسم لدية دور كبير خاصة ان الثورة تكون بالقلم، بالكلمة للسياسين، بالوقف و بالرسم، الرسم يؤثر بالنفوس، وأهنئ جمعية إبداع على هذا المشروع الإستثنائي والرائع والمواقف التي نسجلها من خلال لوحاتنا مهمة جدا" تجعل كل انسان يرى الإمام الحسين من خلال اللوحات وتنتج القضية ومن خلال الواننا نحاول اخراج شيىء لعلنا نقدر توصيل الرسالة للجميع."
القائد الكشفي حسن عليق: " نحن في كشافة الامام المهدي نشجع المواهب عند الاطفال و نحاول ان ننميها وجمعية ابداع تلاقت معنا في هذا الهدف فأتينا ليقدم الطفل ما يرغب بتقديمه عن الامام الحسين وما هي فكرته عن عاشوراء والسبايا وعن المأساة العاشورائية ، الأجواء كانت مريحة جدا واستطاع الاطفال التعبيرعن افكارهم بكل راحة وتأمنت كل اللوازم المطلوبة لهم."
معهد السيدة سكينة: مريم سليم : "اتينا اليوم من المعهد لنعبر عن قضية عاشوراء بالفن، المميز بالمرسم انه لكل الاعمار وكل شخص يعبر حسب ما يراه بعاشوراء و الصورة المرسوخة في ذهنه، وهذه التجمعات جدا مهمة لانها وسيلة للتعبير عن الرأي."
وبعد ساعات متواصلة من الرسم والخط والنحت اختتمت فعاليات المرسم بتسليم المشاركين نتاجاتهم الى المعنين. كما وسيعرض عن أفضل اللوحات المرسومة ضمن حفل ومعرض تكريمي سيحدد لاحقا.
هي القلوب ستبقى عطشى إلى قطرة حب من قلبه الكبير.. تروي ظمأ عشقنا.. حياتنا.. أحلامنا.. فتسيل ينابيع صفائنا.. وتزهر وريقات أملنا.. وتتلألأ أعيننا بأنوار القادم وتشرق أيامنا بصباحات الحضور ..
تقرير : زهراء عياد
تصوير : ايهاب شمص ، زينة ناصر الدين وسارة قعيق