23-11-2024 01:29 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 20-10-2015: ارتباك مستقبلي.. الحريري على خط الاتصالات وبري يتدخّل

الصحافة اليوم 20-10-2015: ارتباك مستقبلي.. الحريري على خط الاتصالات وبري يتدخّل

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 20-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي بكل تشعباته وملفاته من الحوار الى الحكومة فمجلس النواب..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 20-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي بكل تشعباته وملفاته من الحوار الى الحكومة فمجلس النواب..

السفير
الحريري على خط الاتصالات.. وبري يتدخّل
ارتباك في «المستقبل»: توقّف الحوار يقود إلى التأزيم

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لا يملك «تيار المستقبل» حتى الآن تصوراً حاسماً حول مصير الحوار الثنائي بينه وبين «حزب الله»، حتى أن الفريق المحاور لا يعلم ما إذا كان سيذهب الى الجلسة العشرين في 27 من الشهر الجاري، أم أن هذا الحوار ستطوى جلساته، وذلك بانتظار قرار من الرئيس سعد الحريري الذي من المفترض أن يكون على اتصال مباشر مع اجتماع «كتلة المستقبل» اليوم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى تماس مباشر مع سلسلة اجتماعات جانبية من المفترض أن تعقد للبحث في ما آلت إليه الأمور بعد الخطاب العنيف لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والرد الأعنف من قبل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.

وفيما دخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على خط اتصالات التهدئة، بعد عودته أمس من زيارته إلى كل من رومانيا وسويسرا، فإن قيادات «المستقبل» حاولت التخفيف من وقع كلام المشنوق بإعطائها تفسيراً مختلفاً لكلام وزير الداخلية، وهو ما كشف عن ارتباك واضح في أوساط «المستقبل» الذي بذل قياديون فيه جهوداً كبيرة خلال اليومين الماضيين لوقف الانزلاق في الاشتباك مع «حزب الله»، وهو ما أوحى بوجود اتجاه قوي داخل «المستقبل» للملمة آثار خطاب المشنوق.

في المقابل، فإن بعض صقور «تيار المستقبل» يعتبرون أن 19 جلسة من الحوار الثنائي لم تسفر عن أية نتيجة إيجابية، ولم يتمكن الطرفان من التوافق على أي قرار يمكن أن يساهم في دفع عمل مؤسسات الدولة وتفعيلها، وفي مقدمتها الحكومة التي دخلت في موت سريري، أو حل أي من الأزمات المعيشية القائمة، لا سيما على صعيد النفايات، في حين أن تنفيس الاحتقان في الشارع بات عنوانا عريضا، حيث هدأت بعض التوترات، لكن التشنجات في النفوس نتيجة بعض المواقف السياسية الحادة تزداد يوما بعد يوم.

ويعتقد قياديون في «تيار المستقبل» أن الوزير نهاد المشنوق لم يخطئ في الكلام الذي قاله في احتفال الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، بل هو قال أكثر من ذلك في خطاب الذكرى الثانية في العام الفائت ولم يكن هناك ردات فعل كالتي شاهدناها هذه المرة.

وتلفت هذه القيادات الانتباه الى أن ما قاله المشنوق هو توصيف دقيق لبعض الأمور لجهة عدم تعاون «حزب الله» في الحكم ولا في الأمن ولا في رئاسة الجمهورية، لذلك فقد عبر عن انزعاج مما يجري، وأشار الى أنه إذا كان الحزب مصراً على نهجه وسلوكه بهذا الاتجاه، فكأنه يقول لـ «المستقبل» لا نريد شراكتك ولا الحوار معك، وبالتالي من حق «تيار المستقبل» أن يطرح إمكانية انسحابه من هذه الشراكة القائمة فقط على الإملاءات، وعلى التهديد في كل مرة بالانسحاب إذا لم يصر الى تنفيذ طلبات الحزب وطلبات حلفائه.

وتشير القيادات المستقبلية الى أنه «تم التوافق على خطة أمنية لمنطقة بعلبك ـ الهرمل خلال جلسات الحوار السابقة، وبعد ذلك قامت الدنيا ولم تقعد، وانفلت الوضع الأمني من عقاله في تلك المنطقة، ما دفع بالمواطنين الى التظاهر لوضع حد لهذا الانفلات، وتمّ تشكيل لواء القلعة الذي يضم العديد من المطلوبين الذي سارعوا الى مبايعة حزب الله وأمينه العام، وهذا أمر مرفوض، ولا يجوز أن يتجزأ الأمن أو أن يكون على منطقة دون أخرى».

وتتهم هذه القيادات «حزب الله» بأنه يتعاطى في السياسة بمزاجية، فحينا يكون متعاونا الى أقصى الحدود مع «تيار المستقبل»، وأحيانا يكون رافضا لكل شيء، لافتة الانتباه الى إمكانية أن تكون هذه المزاجية مرتبطة بالتطورات الاقليمية.

وتخاطب هذه المصادر «حزب الله» بالقول: «ما بدها هالقد، والأمور لا تستأهل كل هذا الانفعال، والقصة مش حرزانة، وما يشهده لبنان والمنطقة يحتاج الى كثير من الوعي والتروي والتعاون من أجل الحفاظ على البلد وعلى الأمن فيه».

إلا أن عضو طاولة الحوار الثنائي النائب سمير الجسر يؤكد لـ «السفير» أنه «لم يتغير شيء بالنسبة لموضوع الحوار الثنائي حتى اليوم، وهناك اجتماع للكتلة واجتماعات أخرى ستعقد وستكون الاتصالات مفتوحة مع الرئيس سعد الحريري لاتخاذ القرار المناسب، علما أننا لن نقوم بأي خطوة إلا إذا كانت لمصلحة لبنان واللبنانيين، لأننا أكثر الناس حرصا على هذه المصلحة».

يجزم الجسر بأن الوزير نهاد المشنوق لم يعلن الانسحاب من الحكومة ولا الانسحاب من الحوار، «بل طرح الأمور كما هي، وأن أي توجه من هذا النوع يكون بقرار كبير يصدره الرئيس سعد الحريري، علما أن هذا الحوار كان عبارة عن تنفيسة للاحتقان السني ـ الشيعي، وأن توقفه يعني إغلاق هذه التنفيسة، ما سيؤدي حتما الى مزيد من التأزيم والتجاذب، وستكون له انعكاسات سلبية جدا على الشارع اللبناني».


النهار
الجيش يُسدِّد ضربة خاطفة للنصرة في عرسال
المجلس "يعود" اليوم: تجديد ولا تشريع

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "كان ممكناً ان تشكل "عودة" مجلس النواب الى الانعقاد اليوم بعد غياب قسري طويل فسحة انفراج نسبي لو يتجاوز مفعول هذه العودة الاطار الشكلي والروتيني الذي يمليه افتتاح العقد الثاني العادي للمجلس باعادة التجديد لهيئة مكتبه واللجان النيابية الى الشروع عملياً في جلسات التشريع. بيد أن التطور المأمول في فك أسر العمل التشريعي اسوة بالنشاط الحكومي يبدو صعب المنال نظراً الى استمرار التعقيدات والاشتراطات المتعارضة التي حاصرت المجلس كما تحاصر الحكومة، والتي يبدو واضحاً انها مضت في الايام الاخيرة الى مزيد من التعقيد، الامر الذي سيحصر على الارجح نتائج الجلسة النيابية اليوم باعادة التجديد للجان فقط. ويعزز هذه الخلاصات ان مواقف الكتل من تشريع الضرورة لا تزال على حالها، كما ان التعقيدات السياسية الطارئة في ظل احتدام التوتر الاخير بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" سيدفع رئيس المجلس نبيه بري الى "المشي على البيض" والبعض يقول في حقل الألغام لئلا تتفاقم الأمور من حيث زيادة التوتر في حال حصول تغييرات مفاجئة على مستوى اللجان النيابية. وتبعاً لذلك، علمت "النهار" ان الرئيس بري، الذي عاد والوفد المرافق له مساء أمس من زيارتيه لرومانيا وجنيف، لم يتناول التوتر الناشئ بين "المستقبل" و"حزب الله" أمس، من قريب ولا من بعيد بعدما كان تفرغ في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، لهذا المؤتمر كما للمؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي انتخبه رئيساً للمرة الثانية، ولم تعرف تالياً طبيعة الاتصالات التي يعتقد انه أجراها في الشأن الداخلي بعد عودته مساء. ولكن بالنسبة الى الجلسة النيابية اليوم، علمت "النهار" ان بري يميل الى ابقاء اسماء رؤساء اللجان ومقرريها كما هي منعاً للوقوع في أي مشكلة جديدة وخصوصاً بين تيار "المستقبل" و"تكتل التغيير والاصلاح"، علماً أنه بات في حكم المؤكد ان أي مقاطعة لجلسة اليوم لن تحصل وستحضر جميع الكتل بما فيها "تكتل التغيير والاصلاح".

الحكومة والاشتباك السياسي
في غضون ذلك، لا تبرز على الضفة الحكومية أي مؤشرات مشجعة لتوقع أي حلحلة جزئية ولو في ملف النفايات الذي لا يزال عرضة لتموجات المد والجزر اليومية حيال استكمال خريطة المطامر التي تتنازعها ردود الفعل الشعبية والغموض الدائم في تعامل بعض الافرقاء معها باسلوب ازدواجي على غرار عقدة ايجاد مطمر في البقاع الشمالي. وكشفت مصادر وزارية لـ"النهار" ليل امس ان ملف النفايات عاد الى دائرة التعقيد مجدداً وتالياً تأجلت الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع. ولفتت الى تداعيات خطاب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي لوح فيه بالاستقالة من الحكومة والانسحاب من الحوار مع "حزب الله"، ورد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عليه لا يزال يتفاعل. ولوحظ في هذا السياق ان وزير الصحة وائل ابو فاعور كاد ينعى احتمالات انعقاد مجلس الوزراء حين اعتبر أمس ان الحكومة ستدخل في غيبوبة لن تستفيق منها الا لمعالجة ملف النفايات. كما أكد ان لا اتصالات جارية يمكن ان تنقذ الحكومة من حال الشلل التي تتجه اليها.

وقالت مصادر نيابية بارزة لـ"النهار" مساء أمس إن مناخ التوتر الذي أثاره السجال الاخير بين بعض شخصيات "المستقبل" و"حزب الله" قد لا يكون بالخطورة التي يجري تصويرها وامكانات احتوائه بقصد العودة الى مرحلة "ربط النزاع " الحكومية والاستمرار في الحوار الثنائي بين الفريقين لا تزال معقولة ومفتوحة. لكنها لم تستبعد ان تتأخر عملية الاحتواء بعض الوقت نظراً الى رفع السقوف الذي ميز رد الحزب على خطاب المشنوق من جهة والانزعاج الشديد الذي عبر عنه السيد نصرالله في موضوع تحميل الحزب تبعة فشل الخطة الامنية في البقاع الشمالي من جهة أخرى. وأوضحت انه من الممكن جداً ان يضطر الرئيس بري في وساطته الجديدة لمنع توقف الحوار الثنائي بين الفريقين في عين التينة الى اعادة صياغة اطار متجدد لهذا الحوار اذا وافق الفريقان على معاودته. وفي هذا الاطار تنتظر المصادر نفسها ما سيصدر اليوم عن كتلة "المستقبل" النيابية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لتبين الاتجاهات الواضحة للكتلة والرئيس سعد الحريري عقب هذا الاشتباك السياسي الجديد مع "حزب الله".

ضربة للنصرة
وسط هذه الأجواء المأزومة سياسياً، برز انجاز ميداني جديد للجيش تمثل في نجاحه في توجيه ضربة موجعة الى "جبهة النصرة" امس في عمق جرود عرسال. وإذ تكتم الجيش على العملية وتفاصيلها العملانية تجنباً لكشف الطرق التي اتبعها في توجيه الضربة، افادت المعلومات المتوافرة لـ"النهار"عن الضربة ان صاروخاً دوى في أعالي جرود عرسال وبعيداً من مخيمات النازحين السوريين استهدف تجمعاً لمسلحي "جبهة النصرة" المنتشرين في المنطقة الجردية، وتبين ان الصاروخ موجّه ولم يعرف ما اذا كان اطلق من الجو أو من البر. وجاء في معلومات مؤكدة ان ثمانية مسلحين من النصرة قتلوا في العملية وان هناك عدداً آخر من الجرحى سقط في صفوفهم، علماً ان الجيش كان يرصد المجموعات المسلحة في المنطقة التي استهدفتها العملية منذ وقت غير قصير.

كاغ في عكار
الى ذلك، قامت أمس المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بزيارة هي الأولى لها لعكار للاطلاع على أوضاع المنطقة وتداعيات أزمة اللاجئين السوريين عليها. وجالت كاغ على محطات عدة في منيارة والكواشرة ووادي خالد وثكنة الجيش في شدرا.


الأخبار
كلام المشنوق لا يبدّل حرفاً في مطالبة عون بالتعيينات

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "عودة التوتر الكلامي بين تيار المستقبل وحزب الله لا تلغي أن هناك فريقاً لا يزال عند موقفه مهما بلغت حدة التراشق. العماد ميشال عون غير معني إلا بمطالبه من الحكومة: التعيينات الأمنية.

التصعيد الكلامي من جهة المستقبل وردّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عليه، أثارا مجموعة من الاسئلة، في الساعات الاخيرة، حول المستفيد من هذا التصعيد ومن هو الفريق الذي يريد رفع السقف الى هذا الحد، ولا سيما في الايام العشرة من عاشوراء، وما يخلقه ذلك من حساسيات بعد التهديد بوقف الحوار الثنائي بين الطرفين، علماً بأن شخصيات من الفريقين تتبادل الاتهامات حول الخلفيات الاقليمية لهذا التصعيد، والمستفيد من تعطيل الحكومة.

تقول أوساط سياسية مطلعة إن أكثر كلام جدي قاله نصرالله أخيراً هو لفتته الى «تمنين تيار المستقبل» الجميع بالمشاركة في الحكومة والحوار. يعكس هذا الكلام رؤية مختلفة عن الموقف من كلام نصرالله وقراءة معارضيه بأنه استفاد من كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق، ليسحب ورقة تعطيل الحكومة والحوار على السواء. فالمستقبل، بحسب هؤلاء، هو الذي كان يلوّح برفض المشاركة والحوار مع فريق 8 آذار بكل مكوّناته، تارة تحت شعار المحكمة الدولية وتارة تحت شعار التدخل في سوريا. وهو نفسه الذي قبل الشراكة في الحكومة وفي الحوار الثنائي وفي طاولة الحوار. لكنه سرعان ما يهدد بالخروج من الاثنين، عند أول فرصة.

ثمة كلام يقال في أوساط معارضي الحزب عن رغبته وعون معاً، إن لم يكن في تطيير الحكومة وفي وقف الحوار، بل في تجاهلهما، بعدما دخلت روسيا بقوة الى سوريا، وبدأ مسار رفع العقوبات عن إيران. لكن نصرالله أكد بنفسه تمسّكه بالحكومة، شأنه شأن رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي لا يريد تطييرها بل يريد تفعيلها بشروطه.

فرغم أن عون سبق أن حدّد موقفه من الحكومة والحوار على السواء، قبل المشهد المستجد بين حزب الله والمستقبل، لا يزال على موقفه بعد التصعيد الكلامي، ولم يغيّر أداءه في تعامله مع واقع المؤسستين الحكومية والنيابية. لا بل إن الاستحقاقات الاخيرة التي كانت مرتبطة بمواعيد وأجوبة حول بعض المسائل المطروحة، ومنها الترقيات العسكرية، لم تعد موجودة، وبالتالي فهو لم يعد مقيّداً لا بمفاوضات ولا بتعهدات، ما خلا موقفه المبدئي من الحكومة.

تعيد هذه المصادر رسم أولويات التكتل على الشكل الآتي:
أولاً إن عون ليس «متشدقاً» بالحكومة ولا تربطه بها الا الضرورات المعروفة، لكنه يرى أن ردّ فعل المستقبل الاخير تعبير عن تشرذمه الداخلي ليس أكثر. وهو لا يريد أن يرمي المستقبل عليه كرة خلافاته الداخلية وانقساماته بين تياري الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، فيغطي عورة هذه الخلافات بإلصاق تهمة التهديد بالانسحاب من الحكومة بالفريق الآخر. فأيّ تلويح يطلقه المستقبل بالانسحاب من الحكومة يعني تغطية لعجز فريقه في الحكومة في إدارة ملف النازحين السوريين وما خلقه من أعباء، وملف النفايات والتعيينات التي أدت الى حال الفوضى الحالية.

ثانياً، لحظت أوساط التكتل أخيراً تصعيداً في لهجة التحذيرات الامنية والتهديد بالاستقرار والترويج أن الوضع الداخلي مهدّد بالفوضى الامنية. هذا الامر أثار ريبة التكتل من سيناريوات قد تكون مطروحة للمس بالوضع الامني وتكبير حجم المخاطر الامنية، لمصلحة التلويح بخيارات تحت شعار «الأمر لي»، قد يكون الهدف منها طرح مواصفات رئاسية محددة على بساط البحث. وتذكيراً، بحسب هذه الاوساط، فإن الرئيس تمام سلام بعد عودته من نيويورك أكد المظلة الاقليمية والدولية لحفظ استقرار لبنان، وهذا كلام قاله تكراراً وزيرا الداخلية والعدل نهاد المشنوق وأشرف ريفي كما كل أدبيات تيار المستقبل، ما يعني ان الاستقرار ليس مرادفاً للحكومة، فلا يهدد أحد بالمس به إذا تعطلت الحكومة، إضافة الى ان نصرالله سبق أن رأى أن معادلة «جيش وشعب ومقاومة» هي تحمي الوضع الداخلي، فلا يمس أحد به، كما سبق لعون أن قال «جربوا الفوضى إن استطعتم».

ثالثاً، لم يقل عون مرة واحدة إنه سينسحب من الحكومة ولا من المجلس النيابي. فكيف يمكن أن يهدد بالاستقالة من المجلس ونواب التكتل يشاركون في جلسة انتخاب اللجان النيابية كما سبق لهم أن شاركوا في اجتماعات اللجان. لكن عون، في المقابل، لا يزال عند موقفه المبدئي: لا تشريع في المجلس الا للضرورة. أما بالنسبة الى الحكومة، فيتشبث بموقفه من تعطيلها، وهو جدي في هذه النقطة حتى النهاية. لا حكومة من دونه، وما يريده محدد بوضوح: اتفاق مرن لتفعيل الحكومة عبر آلية التوافق والتعيينات الامنية.

منذ أشهر، وأحد السياسيين يصرّ على القول إن ملف التعيينات هو الذي سيفجّر الوضع السياسي. ورغم مرور شهرين ونصف الشهر على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، لا يزال هذا الملف العنصر الاساسي في الازمة الراهنة، ولا حل لها إلا بالتعيينات، مهما ردّد المعنيون، وتصرفوا على قاعدة أن هذا الملف أصبح من الماضي. فبخلاف كل ما قيل أخيراً وما قاله وزير الداخلية تحديداً، لم يطوَ ملف التعيينات الامنية ولن يطوى لدى عون، وهو لا يزال نقطة البداية والنهاية عنده، لا سيما أنه تحرر حالياً من اتهامه بطرح اسم العميد شامل روكز لأنه صهره. ما هو مطلوب اليوم، بالنسبة اليه، لتفعيل الحكومة، طرح ثلاثة أسماء لقيادة الجيش واختيار واحد منها في مجلس الوزراء، لا تكرار المشهد الماضي برفع مجموعة أسماء ضباط للتداول فيها. ما دون ذلك صعوبات كثيرة بحسب خصوم عون، فهذا الملف طوي، ومعركته الجديدة ستكون خاسرة كالتي سبقتها، وما لم يصح قبل شهرين ونصف الشهر لن يصح اليوم، ما دامت المواقف على حالها، والاهم ما دام حزب الله لم يمانع التمديد لقهوجي.


اللواء
تفاقم التدخُّل الروسي في سوريا يهدِّد قواعد الإستقرار اللبناني
لا جلسة قريبة للنفايات وكتلة المستقبل تدعم المشنوق ومواجهة بين أبو صعب والأساتذة

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "تراجعت موجة التفاؤل التي سادت نهاية الأسبوع الماضي حول عقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء لوضع خطة تنفيذية للنفايات مبنية على ما بات يعرف بـ«خطة الوزير اكرم شهيب» قبل حوالى الشهر، وسلم الأطراف المعنيون بها ان المشكلة ليست تقنية أو جيولوجية، بل هي سياسية، بالدرجة الأولى، عزاها مصدر وزاري، إلى ارتفاع حدة الخطاب السياسي بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله».

وأكد هذا المصدر لـ«اللواء» ان الرد السلبي على مطمر البقاع، مرده إلى ارتفاع نبرة الخطاب، مما عقد الأمور، ووضع الدعوة للجلسة الحكومية على الرف.

إلاَّ ان مصدراً وزارياً معنياً مباشرة بهذا الملف دعا لانتظار 48 ساعة حتى تتوضح الأمور، نافياً ان يكون الموقف من مطمر البقاع الشمالي نهائياً، ونافياً بالتالي إخفاء طابع تشاؤمي أو تفاؤلي على حالة الانتظار هذه، مشيراً إلى ان إنهاء ملف النفايات «فيه مصلحة لجميع الأطراف، لكن مع الأسف لا يمكن علاجه خارج الإطار السياسي، على الرغم من انه يفيد كل بيت في لبنان».

في المقابل قال وزير «حزب الله» في الحكومة، الذي طلب عدم ذكر اسمه، بعد ان التقى الرئيس تمام سلام في السراي الكبير لـ«اللواء»: ان الحزب بذل جهوداً كبيرة من أجل إيجاد حل لملف النفايات على الرغم من معارضة أهالي المنطقة، والذي كان من المتوقع إقامة مطمر في منطقتهم، لكن تبين ان الموقع المقترح غير ملائم بيئياً.

سياسياً، اكتفى الرئيس سلام بما نقله عنه زواره نهاية الأسبوع، والذي نشرته «اللواء» في عددها أمس، في حين تراجعت حدة التصريحات التي وصفت بالانفعالية لكل من وزير الداخلية نهاد المشنوق والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إلى خط الدفاع باعتبارها «جرس انذار»، وصرخة تنبيهية وليست خطوة لنسف الحوار أو تطيير الحكومة.

وفيما كان سفير مصر في بيروت محمّد بدر الدين زايد يتحرك بين معراب والرابية، مستهلاً جولة من الاتصالات في ما يشبه المبادرة لاحتواء التصعيد والحفاظ على حكومة الرئيس سلام وطاولة الحوار التي يرعاها الرئيس نبيه برّي، كلف الأخير فور عودته إلى بيروت مساء أمس، وزير المال علي حسن خليل اجراء الاتصالات اللازمة منعاً لمواقف تصعيدية تصدر عن كتلة «المستقبل» اليوم وغداً عن كتلة «الوفاء للمقاومة»، وحصر التصعيد عند الحدود التي بلغها يومي الجمعة والاحد.

وقال مصدر نيابي لـ«اللواء» ان اتصالات التبريد تبدو ضرورية، قبل ساعات قليلة من العودة إلى مجلس النواب في مستهل العقد العادي للتمديد للجان النيابية على قاعدة معادلة المعاملة بالمثل، وإبقاء القديم على قدمه، مع تعديلات طفيفة تقتضيها ليس اعتبارات سياسية، بل تقنية داخل الفريق الواحد، مشيراً إلى ان أروقة ساحة النجمة ستشهد سلسلة من الاتصالات لتحويل «استراحة المحارب» إلى «فرصة لالتقاط الانفاس»، قبل العودة إلى جلسات الحوار سواء الثنائية أو الطاولة العامة الاثنين المقبل، تمهيداً لاطلاق صفارة تشريع الضرورة، ولو من بابي قانون الجنسية وقانون الانتخاب، فضلاً عن القوانين المالية وتلك المتعلقة بالهبات والقروض الميسرة.

ولفت مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» إلى ان بيان الكتلة اليوم سيخضع لنقاش، وهو سيظهر موقف الكتلة من الحوار ومن ضرورة تفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمها الحكومة، مشيراً إلى ان الوزير المشنوق عبر عن امتعاض عميق جداً من طريقة تعاطي حزب الله مع الحوار ومع الحكومة.

مناورات الأطلسي
ومع ارتباط ملف النفايات والتريّث بدعوة مجلس الوزراء للإنعقاد بملفات التصعيد الإقليمي والدولي، إهتمّت الأوساط الديبلوماسية في بيروت بتقصي أسباب التصعيد بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»،ومدى ارتباط ذلك برهانات فريق 8 آذار، وداخله التيار العوني، على ما أسمته محطة O.T.V في نشرتها الإخبارية مساء أمس بـ«عاصفة السوخوي» في إشارة إلى تقدّم رهانات هذا الفريق على ما سيسفر عنه غبار المعارك الدائرة في سوريا، ومع تحوّل الحوض الشرقي للمتوسط إلى بحيرة عائمة بالسفن والبوارج الحربية، والتي آخرها كانت مناورات الأطلسي التي بدأت أمس من إيطاليا، من دون أن تعتبر أن روسيا خصماً، وهي المعنية بتوجيه «رسالة واضحة إلى كل معتدٍ محتمل سيحاول إنتهاك سيادة إحدى دول التحالف، بأنه سيواجه تدخلاً عسكرياً حاسماً من الدول الحليفة الـ28»، في إشارة ربما إلى تنظيم «داعش»، لكنها بالتأكيد مرتبطة «بالحرب الهجينة» الدائرة في سوريا بعد الدخول العسكري الروسي المباشر ساحات الحرب في الجو والبر والبحر.

إلا أن مصدراً ديبلوماسياً في بيروت لم يستبعد أن تكون هذه المناورات على علاقة بتفعيل القوة الدفاعية للأطلسي للحؤول دون تسفير مجموعات جديدة من اللاجئين السوريين إلى بلدان الاتحاد الأوروبي الفقيرة أو الغنية.

قواعد إشتباك
ووفقاً إلى تشكّل قواعد إشتباك ميداني وسياسي على الأرض السورية، كان من مفاعيله أمس، مقتل ثمانية قيل أنهم من جبهة «النصرة» وإصابة عشرات آخرين بجروح، في صاروخ أطلقه الجيش اللبناني باتجاه مسلحين في وادي حميد عند تخوم عرسال في محاذاة الحدود السورية - اللبنانية كانوا يستعدون للقيام بعمليات داخل الأراضي اللبنانية.

ونفت مصادر أمنية لبنانية لوكالة «فرانس برس» أن يكون القصف الصاروخي من مروحية لبنانية استهدف مخيماً من مخيمات اللاجئين السوريين. وفقاً لذلك، فإن المصادر تخشى من إندفاع حزب الله و«التيار العوني» إلى مغامرة جديدة شبيهة بالذي حدث عام 1982، وتوفر الفرصة لوصول النائب ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، بعد تحوّل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال، وجعل النفايات تشكّل عاملاً ضاغطاً على الحياة السياسية، مما يعني أن الأولوية باتت إنتخاب رئيس، وفقاً لميزان القوى الجديد.

وقائع ميدانية
وبانتظار معالم مشهد لم يكتمل بعد، سجلت الوقائع اللبنانية جملة من الأحداث اليومية ابرزها:
1-    إطلاق سراح الناشطين وارف سليمان ويبار حشاش بناءً لقرار أصدرته محكمة التمييز العسكرية فسخت بموجبه قرار قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض أبو غيداء. ونتيجة لذلك تجمع عدد من شباب الحراك امام المحكمة العسكرية وازالوا الخيم احتفالاً بخروجهما.   
2- اشتباك غير مسبوق بين وزير التربية الياس بو صعب ورابطة الأساتذة الثانويين التي دعت إلى إضراب اليوم، وحمل الوزير المديرين مسؤولية عدم التدريس، متسلحاً بالقانون الذي يمنعهم من الإضراب، وردت الرابطة بالتأكيد على الإضراب في كل الثانويات ودور المعلمين.


البناء
كيري يحاول بلوغ هدنة تحمي «النصرة» باجتماع حول سورية... وموسكو تدرس
الجيش السوري يقترب من إسوارة حلب... والانتفاضة تفرض أولوية حماية القدس
أوامر الرياض بالتهدئة توقف تصعيد «المستقبل»... ورسالة دعم لبرّي يحملها جنبلاط

صحيفة البناء كتبت تقول "فيما تستعدّ المنطقة لملاقاة حدثين كبيرين خلال أسبوعين، واحد هو الاستحقاق الانتخابي الذي سيجري في تركيا مطلع الشهر المقبل ويقرّر مستقبل حزب العدالة والتنمية، الظهير والملاذ الذي أديرت الحرب على سورية تحت رايته وقيادته، والثاني ما سيبلغه الهجوم البرّي السوري بغطاء جوي روسي شمال سورية وجنوبها، والذي تقول بشائره إنه إنْ لم يصل إلى خطَّي الحدود مع تركيا والأردن فسيكون على مشارفهما، في ضوء الإنجازات المتدحرجة بتسارع أذهل المتابعين والخبراء، وبدأت التساؤلات عن مصدر هذه القوة الخارقة التي نزلت إلى ساحات القتال، فالحديث عن آلاف الإيرانيين ثبت بطلانه، والربط بالغطاء الجوي الروسي والروح المعنوية التي قامت نتائج الغارات الروسية بضخّها في صفوف ضباط الجيش السوري وجنوده هامّ وفعّال، لكن من أين جاءت هذه الآلاف من الجنود التي تخوض حرباً بهذه القسوة، فهؤلاء محترفون وليسوا متطوّعين، ولا مجنّدين جدداً، إنهم القوة التي اختزنها الجيش للهجوم المعاكس، كما يقول العارفون، ومعهم وحدات نقلت من محاور داخلية تمركزت بدلاً منها وحدات الدفاع الوطني وأجهزة شبه عسكرية، ليصير تقدير الخبراء أنّ أكثر من عشرين ألفاً من الجنود والضباط يقاتلون في كلّ من جبهتَي الشمال والجنوب حتى يتسنّى تحقيق هذا الحجم من الإنجازات خلال أسبوع واحد من بدء الهجوم البري، وما يفتح الأفق لمفاجآت ميدانية كبرى، مع انهيارات شاملة تعمّ صفوف الجماعات المسلحة، خصوصاً في مدينة حلب، التي تبدو محاطة بإسوارة من التضحيات ينسجها الجيش السوري بثبات، بينما بدا أنّ جرعات المال والسلاح والذخائر والبيانات الإعلامية لم تنفع في شدّ عصب الجماعات المسلحة.

على إيقاع هذه التطورات أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري دعوته إلى اجتماع يضمّ واشنطن وموسكو مع أنقرة والرياض وعمّان للتشاور في كيفية السعي من أجل الحلّ السياسي في سورية، ومعلوم أنّ الثلاثي الإقليمي الذي اختاره كيري هو المتورّط في دعم «جبهة النصرة» التي تمثل الشقيقة الكبرى في عائلة تنظيم «القاعدة» التي تحمل عشرات الأسماء و»جبهة النصرة» تتهاوى مواقعها وتُقتل قياداتها، وتهرب قطعان الأجانب التي التحقت بصفوفها، والرهان التركي السعودي الأردني شمالاً وجنوباً عليها يسقط، فيدخل كيري على الخط أملاً في النجاح بالتفاهم مع روسيا على معادلة وسط تمنح «النصرة» وصفة الانضمام إلى الحلّ السياسي بشروط قتال «داعش» والانفصال عن تنظيم «القاعدة» مقابل وقف الغارات الروسية والهجمات السورية عليها، وترك البت بالأمر معلقاً عملياً بتفاوض بارد لأسابيع تكون قد عُرفت خلالها نتائج الانتخابات التركية، لكن تكون في رهان كيري قد توقفت المحدلة العسكرية عن سحق البنية العسكرية لـ»النصرة» وأخواتها، فيتمّ بعد النتيجة التركية البتّ بالخطوة اللاحقة، ولذلك ولأسباب تتصل بلائحة المدعوين التي استثنت مصر وإيران، وتجاهلت مجموعة التواصل التي أعلنت عنها موسكو تحضيراً لمؤتمر جنيف الثالث. تريّثت موسكو وقرّرت أن تدرس.

فلسطينياً وبسرعة قياسية تلاقي سرعة إنجازات الجيش السوري والطيران الروسي، نجح شباب الانتفاضة الفلسطينية، رغم إصرار البعض بتسميتها هبّة، بفرض روزنامتهم على مجلس الأمن فتقدّمت فرنسا بمشروع مخفّف من الشعار الذي يرفعه شباب الانتفاضة بتأمين الحماية الدولية للقدس، ودعت باريس إلى نشر مراقبين دوليين في المسجد الأقصى، لتلقى هجوماً صاعقاً من حكومة الاحتلال، ورداً قاسياً من جون كيري وزير الخارجية الأميركي، لأنّ الحماية الدولية تعني سقوط عاصمة الدولة اليهودية المفترضة فالمسجد الأقصى وفق المتطرفين مرقد هيكل سليمان المزعوم، والأيام، كما يقول شباب الانتفاضة لا تزال في بداياتها، والمزيد من القتل الوحشي وانفلات قطعان المستوطنين سيجعل شعار الانتفاضة بطلب الحماية الدولية ضاغطاً أكثر، إلا إذا قرّرت حكومة الاحتلال وقف الاستيطان والتهويد وبالتالي وقف القتل، والتعايش مع الحق المشروع للفلسطينيين بالتظاهر والصلاة والتنقل.

لبنانياً يخيّم الجمود والانتظار، بعدما حملت التطورات مؤشرين هامَّين وضعا حداً للغة التصعيد، الأول قرار سعودي ملزم لنواب ووزراء تيار المستقبل بالتوقف عن التلويح بالانسحاب من الحوارين اللذين يرعاهما رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدم ملامسة المحرّمات بالتهديد بفرط عقد الحكومة. والثاني رسالة ودّ للرئيس بري حملها النائب وليد جنبلاط من السعودية تدعوه للتغاضي عن بعض الصبيانية الظاهرة في مواقف بعض رموز تيار المستقبل، ومواصلة مساعيه الوفاقية وتعلن مساندتها لها بقوة، ومعلوم أنّ السعودية كانت تريد هذا التسخين، لكنها لا تريد له أن يذهب حدّ التفجير، كما فعل المنفّذون، بسبب قصر نظرهم، فاضطرت الرياض للتدخّل.

لا تحول دراماتيكيّ للبنان
لا شيء واضح في المدى المنظور أن هناك تحوّلاً دراماتيكياً للبنان، فالمخاطر التي من الممكن أن يشكّلها تنظيم داعش الإرهابي من ناحية حمص انعدمت إلى حد كبير، فالحضور الروسي الفعال في سورية جعل وضع المجموعات الإرهابية على السلسلة الشرقية في حالة دفاع وليس في حالة هجوم، وفي هوامش صعبة جداً. ويظهر ذلك جلياً في ضرب الجيش اللبناني في عرسال أمس 8 من أفراد جبهة النصرة كانوا خارج المخيمات، وتحديداً في الجرد، حيث تعقبهم الجيش وتمكّن من قتلهم، فضلاً عن تمكن الجيش في الأيام الماضية من اعتقال إرهابيين كبار على حواجزه في عرسال، من دون أن تُسجل ردّات فعل من الإرهابيين.

وتشدّد مصادر مطلعة لـ«البناء» على «أن أي توتير أمني في لبنان يحتاج إلى غطاء سعودي غير متوفر، فالسعودية أعجز من أن تفجّر الوضع في لبنان، ويحتاج إلى قدرات لوجستية وخطابات سياسية غير متوفرة اليوم كما كانت في السابق خلال أحداث عبرا وطرابلس». وتؤكد المصادر «أن الحالة الوحيدة التي تفجر لبنان هي إرادة غربية بقيادة الولايات المتحدة، وهذه الإرادة معدومة في الوقت الراهن، فالأميركيون حريصون على الاستقرار».

لا مبادرة رئاسية مصرية
وفي الملف الرئاسي، تحدثت أوساط سياسية لـ«البناء» عن «مبادرة مصرية رئاسية تسبق المتغيرات السورية المرتقبة وتفصل الملف اللبناني عن ملفات المنطقة، ومن شأنها أن تعيد لمصر دورها وموقعها المتقدم في المنطقة، وتقوم على سحب كل من رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشحهما للانتخابات الرئاسية والاتفاق على شخصية مسيحية معتدلة وتسووية وإجراء انتخابات نيابية وفق قانون انتخابي جديد، وإجراء بعض التعديلات الدستورية». ولفتت الأوساط إلى «أن مصر مستعدة في حال لم تلقَ هذه المبادرة القبول عند المعنيين، دعوة المكوّنات السياسية الرئيسية إلى طاولة حوار في القاهرة في محاولة لتحسين هذه المبادرة وجعلها أكثر قبولاً».

في المقابل، نفى مصدر مطلع قريب جداً من الرابية في حديث لـ«البناء» «وجود أي مبادرة رئاسية مصرية»، مشيراً إلى «أن زيارة السفير المصري محمد بدر الدين زايد إلى الرابية كانت استكشافية لا أكثر ولا أقل وأن العماد ميشال عون كرّر خلال اللقاء موقفه من الانتخابات الرئاسية ومن ضرورة إقرار قانون انتخابي على أساس النسبية تجري على أساسه الانتخابات النيابية».

وكان زايد شدّد على وجوب إنهاء الأزمة الرئاسية وإيجاد الحلول عبر التفكير بشكل خلاق جديد. وقال: «ليس لنا أن نتدخّل في شأن ترشيح بعض الأسماء وما يهمّنا هو استقرار لبنان وإنهاء الفراغ الرئاسي وتفعيل عمل الحكومة». ولفت إلى «أن القراءة الدقيقة وفق وجهة نظرنا في مصر أن الأمور الإقليمية لن تُحسم وبالتالي التعويل عليها لن يفيد أحداً».

حرص على الحكومة وعلى الحوار
وفي الشأن الحكومي، وعلى ضوء الخطابات العالية اللهجة بين حزب الله وتيار المستقبل وتكليف الرئيس بري وزير المال علي حسن خليل تبريد الأجواء بين الطرفين، أكدت مصادر مقربة من عين التينة لـ«البناء» أن «لا مصلحة لأحد في تطيير الحكومة»، لافتة إلى «أن هذه الحكومة هي حكومة الضرورة وهي مصلحة لكل مكوّناتها السياسية». ولفتت مصادر عليمة لـ«البناء» إلى «أن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط سمع من السعوديين خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض، حرصاً على الحكومة وعلى استمرار الحوار وعلى دور الرئيس بري التوافقي إلى جانب دوره».

وأكد وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور «أن الحكومة ستدخل في غيبوبة لن تستفيق منها الا لمعالجة ملف النفايات»، لافتاً إلى «أن لا اتصالات حتى اللحظة ممكن أن تنقذ الحكومة من حالة الشلل المتجهة اليها».

خطة البقاع وفق مصلحة البقاعيين
وفيما لا تزال عمليات التوافق على إيجاد مطمر في البقاع تراوح مكانها، وإن كانت المهمة أوكلت إلى ثنائي القرار في البقاع الشمالي حزب الله وحركة أمل وبتفاهم مع «الحكومة لاقتراح أن يكون المطمر في البقاع الشمالي وتحديداً في منطقة جغرافية بين الهرمل والقاع، يواصل وزير الزراعة أكرم شهيب مشاوراته مع الفعاليات الحزبية البقاعية لهذه الغاية.

وقالت مصادر مقربة من المعنيين لـ«البناء» «إن استحداث تلك المنطقة ليس بجديد، بل كان من ضمن المقترحات السابقة، ولدينا مواقع أخرى بديلة وجاهزة في حال استمر المعترضون في اعتراضاتهم». ورأت المصادر «أن خطة المطامر التي كانت مقترحة على الحدود الشرقية مع سوريا مجدل عنجر – عنجر – الزبداني ومطمر رياق – كفرزبد هما من ضمن صفقة سعى إليها نائب زحلي يملك مجموعة من العقارات وبالشراكة مع شخص من بلدة مجدل عنجر، وأن إنجاز المشروع سينفذه مقاول معروف في المنطقة وتربطه صداقة عملية مع عائلة النائب المذكور. ولفتت المصادر إلى «أن «خطة السير به ليست بعيدة المنال وإنما تحتاج إلى بعض الوقت لتلافي بعض ا شكاليات وتوزيع المنافع العملانية على أرض الواقع».

من هنا تقرأ المصادر المقربة من أصحاب القرار لـ«البناء» أن خطة البقاع ستسير وفق إرادة أصحاب القرار النابعة من القاعدة غير البعيدة عن عملية توافق بين «تنمية المنطقة» وبين «المكلفين» بتمرير الخطة التي لن تكون إلا وفق قرار متجانس تحكمه المصلحة العامة للبقاعيين».

«القديم على قدمه» في اللجان النيابية
وبانتظار جلسة الحوار الوطني الأسبوع المقبل في عين التينة مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من جنيف امس، يترأس بري اليوم مع بدء العقد العادي الثاني للمجلس عملاً بأحكام المادة 44 من الدستور وعملاً بأحكام النظام الداخلي، جلسة انتخاب أعضاء ورؤساء ومقرري اللجان النيابية والتي ستبقي القديم على قدمه.

وأكد عضو هيئة مكتب المجلس النائب انطوان زهرا لـ«البناء» «أن العادة درجت خلال الولاية الواحدة، وكما هو عليه الوضع دائماً، أن لا يحدث أي تغيير في رؤساء وأعضاء ومقرري اللجان وفي هيئة مكتب المجلس، باستثناء بعض التغييرات الشكلية التي تتعلق بطلب كتلة سياسية نقل نواب أعضاء في لجنة إلى لجنة أخرى واستبدالهم بأسماء أخرى من الكتلة نفسها، أو إذا حدث أن وُزِّر أحد النواب يتم استبداله بآخر من الكتلة نفسها». وإذ لفت إلى أن كل ما سرب عن مطالبة بتغيير رئيس إحدى اللجان النيابية، شدّد زهرا على «أن هذه المطالبة لن تلقى آذاناً صاغية، فأي تغيير سيعقبه تغيير في اللجان الأخرى وسندخل عندها في انتخابات كاملة، لذلك من مصلحة الجميع أن تبقى الأمور على حالها».

ورأى حزب الكتائب في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب سامي الجميل، أن «بقدر ما يلتزم حزب الكتائب المشاركة في جلسات الحوار يؤكد أن للحوار وظيفته المحددة بتسهيل انتخابات رئاسة الجمهورية، إلا انه لا يمكنه أن يشكل بديلاً من الحكومة، أو رديفاً لها، وإلا تصبح المشاركة فيه بمثابة المساهمة في تعطيل الحكومة».