25-11-2024 12:44 AM بتوقيت القدس المحتلة

راية #عاشوراء في #البحرين... لماذا يُراد اسقاطها؟

راية #عاشوراء في #البحرين... لماذا يُراد اسقاطها؟

""يا أبا عبدالله، كل من حاول الوقوف ضدك، أخذ طريقه إلى مزبلة التاريخ... إن رايتك باقية خفاقة وتسقط راياتهم واحدة تلو الأخرى ويتجاوزهم الزمن."

"يا أبا عبدالله، كل من حاول الوقوف ضدك، أخذ طريقه إلى مزبلة التاريخ... إن رايتك باقية خفاقة وتسقط راياتهم واحدة تلو الأخرى ويتجاوزهم الزمن. وكل من يحاول أن يسقط لك راية، فسيسقط هو، وستبقى رايتك عالية خفاقة في البحرين وفي كل أرجاء المعمورة".


زعيم المعارضة البحرينية المعتقل الشيخ علي سلمان
ليلة العاشر من محرم 3/11/2014


ينقل موقع "سنوات الجريش" المهتم بنشر كل ما له علاقة بتاريخ وتراث البحرين، صوراً منذ ثلاثينيات القرن الماضي (1934م) ، تظهر مواكب العزاء البحرينية التي كانت تخرج في عاشوراء، وهي أقدم صور وثقها الأرشيف البريطاني عن اهتمام البحارنة بالمناسبة. إلا أن  الموقع البحريني يلفت إلى أن "مواكب العزاء في البحرين كانت تقام في مختلف المناطق منذ مقتل الحسين وأهل بيته عليهم السلام حتى يومنا هذ وقد مرت المواكب بتطور من حيث التنظيم والفن والادب وغيرها من الجوانب المتعلقة بالمواكب العزائية".

وتنتشر على مواقع الانترنت لوحة قيل إنه رُسمت بريشة تشارلز بلجريف، المستشار البريطاني لأهم الشخصيات السياسية في البحرين بين عامي 1926م و 1957 ، تُظهر اللوحة مراسم إحياء عاشوراء البحرين، ليظهر فيهارجال يلبسون السواد، ونسوة يلطمون من على شرفات منازلهم، ورايات سوداء ترفع وتلف جدران مئذنة.

ما يُقرأ في لوحة المستشار البريطاني أن احياء عاشوراء، سواء بتسيير المواكب أو برفع شعارات الحزن ورايات السواد متأصل في ثقافة وتاريخ الشعب بالبحرين منذ عقود. إلا أن التاريخ الذي يوثقه البريطانيون، ويتمسك به البحرينيون، يُراد له ان يُمحى اليوم. وفي الوقت الذي تحيي معظم دول العالم وبينها دول غربية المناسبة الأليمة، تُنزع في المملكة "الاسلامية" الهوية شعارات المناسبة المقدسة.

منذ 5 سنوات، تحديداً بعد انطلاق الحراك الشعبي في البحرين، باتت ذكرى عاشوراء محل استهداف دائم من قبل السلطة. ولو أنه ظل استفزازياً، إلا أنه لم يعد جديداً أن تُنقل صور قوات الأمن وهي تنزع رايات السواد من قرى البحرين، أو تسقط شعارات ترمز إلى المناسبة. يُسقط قوات النظام البحريني راية للحسين(ع) فترتفع عوضاً عنها رايات.

على موقع "يوتيوب" انتشر قبل أيام فيديو يُظهر إحدى البحرينيات من بلدة أبوصيبع، الواقعة شمال المنامة، واجهت رجال الأمن مستنكرة اقدامهم على نزع الشعارات الدينية.

وأظهر فيديو آخر، إطلاق الأمن البحريني لمسيلات الدموع ضد أهالي قرية النويدرات، جنوب المنامة، الذين تصدوا الاعتداء على الرايات العاشورائية، قبل أن تُنزع بأسلوب استفزازي.


توثق الفيديوهات المنتشرة الانتهاكات التي تمارسها قوات النظام البحريني بحق الشعارات المرفوعة في قرية السنابس، وفي إسكان عالي.

لم تتوقف الأمور عند نزع الشعارات من الشوارع العامة، بل طالت الممتلكات الخاصة،  تظهر هنا صورة لورقة "استدعاء" إحدى البحرينيين إلى مركز شرطة مدينة عيسى على خلفية "الاعلام والشعارات المرفوعة على المنزل"!


الاستدعاءات والتحقيقات التي تجريها السلطة البحرينية تطال خطباء المنابر الذين يتولون سرد واقعة عاشوراء. يذكر تقرير وزارة الخارجية الأميركية بشأن الحريات الدينية لعام 2014  كيف استدعت السلطات المنشدين والخطباء الذين يشاركون في إحياء موسم عاشوراء لسؤالهم بشأن معتقداتهم.

الشيخ ميثم السلمان: هدم المساجد عام 2011 جرأ جهات على التعرض لعاشوراء

في مقابلة مع موقع قناة المنار، يُذكَّر مسؤول الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان باستدعاء السلطة البحرينية للخطيب الشيخ مهدي الكرزكاني، ضمن استدعاءات طالت منشدين وخطباء في العام الماضي، لمساءلته عما قصده بآية "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا". كان الاستجواب يومها: "من تقصد بالظالم"؟ وطالبت خطباء آخرين بعدم التعرض على مطالبة الخطباء بعدم التعرض "بسوء إلى يزيد ابن معاوية"!

يؤكد الشيخ ميثم السلمان أن المضايقات التي يتعرض لها المواطنون الشيعة في البحرين اكتسبت صفة مؤسساتية تغلغلت في الكثير من الدوائر الرسمية، ليتطور الاستهداف الممنهج لمظاهر إحياء عاشوراء، وهو ما يتعارض مع ما تكفله المعاهدات الدولية التي وقعت حكومة البحرين عليها.

"لمسنا نمواً ملحوظاً في التعديات الممنهجة التي تطال الحريات الدينية، وبالذات بحق المواطنين وممارساتهم التي تعبر عن قناعاتهم ومعتقداتهم الدينية".

يعتبر مسؤول الحريات الدينية في مرصد البحرين أن هدم اكثر من 38 مسجداً في البحرين، جرأ جهات متعددة لممارسة أنواع عديدة من التضييقات خصوصاً في عاشوراء. وبالفعل فقد أحصى تقرير انتهاكات الحريات الدينية في 2014، الذي أعدته جمعية الوفاق البحرينية، وقوع 72 انتهاكاً للحريات الدينية في محرم الماضي.

إلا أن التعديات لا تقتصر على إزالة المظاهر والاعلام وعلى تقييد المنبر الديني أو مساءلة رافعي الرايات في ممتلكاتهم الخاصة، بل تطال الاستهداف المباشر للمواكب العاشورائية وكل أشكال التعبير عن الحزن  على أبي عبدالله الحسين (ع)، وفق ما ينقل الشيخ السلمان.

وفي ظل تجاهل السلطة وغياب المبررات، يُعيد الشيخ ميثم السلمان ممارسات السلطة البحرينية إلى رفضها الاعتراف بحقيقة أقرها حتى حلفاءها وهي أن المسلمين الشيعة في البحرين يمثلون 65% من الديمغرافية الدينية، وفق تقرير وزارة الخارجية الأميركية. يرى النظام البحريني في رفع الرايات السود والمظاهر تعبيراً عن هوية المكوّن الأكبر في البحرين، وهي حقيقة لطالما عملت سياساته على تغييرها أو تزويرها، عبر سياسة التجنيس السياسي أو تزوير التاريخ.
ينتقد مسؤول الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان ممارسات النظام البحريني، ويتطرق إلى الاعتداء الذي طال مأتمين في البحرين (في الهملة ودمستان) بطلقات نارية، قبل أيام في البحرين.

"وقع في نفس اليوم الذي أعلن فيه داعش – ولاية البحرين تبنيه للهجوم الذي وقع في سيهات ...في نفس الليلة تعرض مأتمين في البحرين (الهملة ودمستان) لطلقات نارية، ومع ذلك لم نرَ اعتناء رسمي ولا تسليط ضوء ولا اشارة إلى خطورة هذه المسألة، وهو ما ينم عن خلل بنيوي في التعاطي مع المواطنين " في البحرين.