وأكد المؤرخ موشيه تسيمير للإذاعة العامة أمس، محذرا من تحرير النازيين وهتلر من مسؤولية المحرقة وتحويلها للعرب. وتابع «هذه خدعة مدمرة تهدف وصم العرب بأيامنا بما فعله سابقوهم».
أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي ردود فعل صاخبة في أوساط السياسيين والمؤرخين في إسرائيل ومن مقر الرئاسة الفلسطينية، بتصريح يفهم منه بأنه تبرئة للمستشار الألماني النازي أدولف هتلر من ارتكاب الهلوكوست.
وقال نتنياهو في خطاب أمام المؤتمر الصهيوني الـ 37 في القدس المحتلة إن فكرة إبادة اليهود اقترحها مفتي فلسطين الراحل الحاج أمين الحسيني وأقنع بها هتلر.
وأوضح أن «هتلر لم ينو تصفية اليهود بل كان سيكتفي بطردهم، لكن المفتي غرس في رأسه فكرة الإبادة بقوله إن طردهم يعني بلوغهم فلسطين». وحسب الفرية الجديدة سأل هتلر وماذا علي أن أفعل إذن وعندها أجاب المفتي: «احرقهم».
يذكر كما يبدو، أن نتنياهو وهو ابن مؤرخ صهيوني بارز نسي أن ما يقوله يتناقض مع حقائق تاريخية أساسية، منها أن اللقاء التاريخي بين الحسيني وهتلر الذي لم يستمر أكثر من ربع ساعة، تم في تشرين الثاني/ نوفمبر 1941 فيما كانت النازية قد بلورت فكرة المحرقة في الثلاثينيات.
وتواصلت ردود الفعل الغاضبة والساخرة داخل إسرائيل على هذه الفرية. وهاجمه رئيس تكتل المعارضة «المعسكر الصهيوني» يتسحاق هرتسوغ. وقال في صفحته على الفيسبوك إنه ابن مؤرخ، ويجب عليه أن يدقق بالتاريخ. وشدد على أن أقوال نتنياهو حول المفتي وهتلر هي تزوير خطير للتاريخ، ودعاه لتعديلها لأنه بها يقزم دور هتلر في المحرقة ومن شأن منكريها القيام باستغلالها والتقاطها كثمرة ناضجة.
وهذا ما أكده أيضا المؤرخ موشيه تسيمير للإذاعة العامة أمس، محذرا من تحرير النازيين وهتلر من مسؤولية المحرقة وتحويلها للعرب. وتابع «هذه خدعة مدمرة تهدف وصم العرب بأيامنا بما فعله سابقوهم».
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد قال في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن اتهامات نتنياهو تأتي «لضربنا وضرب موقفنا». وتابع القول «هذه طريقة دنيئة حقيرة يريد منها نتنياهو أن يغير تاريخهم باتهام الحسيني».
واستخف عضو الكنيست عن «المشتركة» أحمد الطيبي بأقوال نتنياهو، ووصفها بالهراء والكذب التاريخي المفضوح والمربك. وقال الطيبي لـ»القدس العربي» إن «كراهية نتنياهو للفلسطينيين ورغبته الشديدة بتسميم أفكار الإسرائيليين ضدهم تتسبب بفقدانه صوابه».
ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات نتنياهو للكف عن استغلال مأساة إنسانية بغية كسب نقاط.
ودافع نتنياهو عن تصريحاته.وقال في بيان صادر عن مكتبه قبل صعوده الطائرة متوجها إلى المانيا «لم أكن انوي أبدا تبرئة هتلر من مسؤوليته الشيطانية عن إبادة يهود اوروبا». وأضاف»هتلر كان مسؤولا عن الحل النهائي المتمثل بإبادة ستة ملايين، هو من اتخذ القرار».
