قتل اثنا عشر مدنياً بينهم طفل في التاسعة وثلاث نساء واصيب العشرات بجروح الجمعة في قصف نفذته القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح على منطقة ساحة الحرية في وسط تعز جنوب صنعاء.
قتل عشرة مدنيين بينهم طفل في التاسعة وثلاث نساء واصيب العشرات بجروح الجمعة في قصف نفذته القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح على منطقة ساحة الحرية في وسط تعز جنوب صنعاء. ويتزامن هذا التصعيد الدامي مع المهمة الجديدة التي بداها المبعوث الاممي جمال بن عمر للتوصل الى حل للازمة اليمنية. وهو تصعيد قد يرخي بثقله على الجهود الرامية الى وقف العنف ودفع الرئيس اليمني الى التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة.
وبدأت عمليات القصف منذ الساحة الواحدة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة من مواقع القوات الموالية على الاحياء المحيطة بساحة الحرية التي يعتصم فيها المطالبون باسقاط النظام في وسط تعز. وذكر شهود عيان ان القصف بالقذائف والاسلحة الرشاشة اشتد صباح اليوم الجمعة واستمر خلال صلاة الجمعة. وقد استهدف ساحة الحرية وحي الروضة وحي زيد الموشكي المجاورين في وسط تعز الذي تعد راس حربة في الحركة المناهضة للنظام. وهي اكبر مدينة في اليمن من حيث عدد السكان.
واكد مصدر طبي ان "القصف اسفر عن مقتل عشرة اشخاص" اعتبارا من صباح اليوم الجمعة. "جميعهم من المدنيين اضافة الى عشرات الجرحى"، مشيرا الى ان بين القتلى طفل في التاسعة من العمر وثلاث نساء. وذكر المصدر ان العشرات يتلقون العلاج في المستشفى جراء الجروح التي اصيبوا بها. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل تسعة اشخاص. وذكر سكان ان القصف اشتد في فترة الظهر بينما كانت الالاف يحاولون الوصول الى ساحة الحرية لاداء صلاة الجمعة ضمن سلسلة التجمعات التي دعت اليها قوى "شباب الثورة السلمية" تحت شعار "جمعة لا حصانة للقتلة".
واكد شاهد عيان ان قذيفة سقطت بالقرب من الساحة واسفرت عن ضحايا في صفوف نساء كن يحاولن الوصول الى الساحة للمشاركة في الصلاة والتظاهرة. الا ان الالاف تمكنوا في النهاية من الوصول الى الساحة التغيير وادوا صلاة الجمعة فيها. لكن في الساحة ايضا. تعرض المصلون لاطلاق نار ما اسفر ايضا عن قتلى وجرحى.
وفي صنعاء، تجمع عشرات الالاف من المناوئين لصالح للصلاة في ساحة التغيير على ان يتظاهروا بعد الصلاة ضمن "جمعة لا حصانة للقتلة". وكذلك في اب جنوب غرب صنعاء. تظاهر عشرات الالاف ضد نظام الرئيس صالح. ويشدد المحتجون على رفض منح الرئيس اليمني واقربائه ومعاونيه الحصانة التي تنص عليها المبادرة الخليجية لنقل السلطة والتي وافقت عليها المعارضة البرلمانية. وكذلك تجمع عشرات الالاف من المؤيدن لصالح في منطقة شارع السبعين في صنعاء دعما للرئيس اليمني. وذلك تحت شعار "ان للمتقين مفازا".
كما أدّت اشتباكات اندلعت اليوم مع عناصر يرجح انتماءهم إلى تنظيم القاعدة إلى إصابة ثلاثة شباب مسلحين من المناهضين للرئيس علي عبد الله صالح بجروح. وحاول المسلحون الاستيلاء على مبنى حكومي في المنصورة وسط مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب. وقال الناشط في مخيم حركة الاحتجاج في المنصورة إن "متشددين إسلاميين يعتقد أنهم ينتمون الى تنظيم القاعدة قاموا بالإستيلاء على مقرّ البلدية في المنصورة مما دفع بشباب الحركة الى مواجهتهم بالسلاح". وأشار ناشط في مخيم الإحتجاج في المنصورة إلى أن الاشتباكات استمرت من الصباح وحتى الظهر، مضيفاً" تمكنا من إخراجهم من المبنى لكن العجيب في الأمر أن الثكنة العسكرية المرابطة في دوار كالتكس القريب سمحت لهم بالسيطرة على المبنى وعندما وقفنا في وجههم أطلق الجيش علينا الرصاص". وأعرب الناشط عن خشيته من أن يكون "النظام يريد تسليم عدن لتلك العناصر كما حدث في أبين". ويسيطر عناصر من القاعدة على عدة مدن في محافظة ابين المجاورة لاسيما على أجزاء من عاصمتها زنجبار.
ويتزامن التصعيد الدامي في تعز مع وصول مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر الذي يقوم بجهود جديدة للتوصل الى حل للازمة التي تعصف بالبلاد منذ مطلع 2011. وبدأ بن عمر الخميس في صنعاء سلسلة لقاءات لحل النقاط العالقة بين المعارضة ومعسكر الرئيس صالح على امل ان يوقع الرئيس او نائبه عبد ربه منصور هادي في اقرب وقت على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة. على ان يوقع الاطراف بعد ذلك على الالية التنفيذية للمبادرة في الرياض. واكد مسؤولون في الحزب الحاكم والمعارضة الخميس تسجيل تقدم في المفاوضات حول الالية التنفيذية التي يصر الرئيس على الاتفاق حولها قبل توقيعه على المبادرة الخليجية.