سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح السبت الضوء على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كما أبرزت مضامين ونتائج اتفاق فيينا حول سوريا، واستمرت في إبراز التطورات في فلسطين المحتلة.
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح السبت الضوء على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اطل شخصيا في مجمع سيد الشهداء (ع) في بيروت في ليلة العاشر من محرم، كما أبرزت مضامين ونتائج اتفاق فيينا الرباعي حول سوريا، واستمرت في إبراز التطورات في فلسطين المحتلة.
السفير
نصرالله يطّل على جمهوره: لن نتعب وسننتصر
برغم قرع طبول الحرب في المنطقة من اليمن إلى فلسطين وبرغم التهديدات الإرهابية التكفيرية من كل حدب وصوب، وخصوصاً تلك التي يمكن أن تستهدف مناسبات دينية ومنها إحياء مراسم عاشوراء، أطلَّ الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصياً، ليل أمس، على المشاركين في إحياء مراسم ليلة العاشر من محرم في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك في رسالة واضحة إلى جمهوره بأننا برغم ما واجهناه على مدى سنيّ المقاومة ضد إسرائيل وقوى التكفير لن نيأس ولن نتعب ولن نتراجع بل مستمرون في المواجهة و «سننتصر فيها»، وبالتالي، لا تسويات ولا صفقات ولا تفريط بما تحقق من مكتسبات وانجازات.
«المعركة» التي تحدّث عنها السيد نصرالله وضع إطاراً سياسياً استراتيجياً لها، جوهره أن «حزب الله» لم يضع البوصلة، وهو عندما يواجه إسرائيل وقوى التكفير إنما يقاتل أدوات مشروع الهيمنة الأميركية الغربية على المنطقة الذي لا يريد أن تقوم قيامة دول عربية أو إسلامية قوية ومستقلة ومقتدرة وتراعي مصالح شعوبها أولاً وأخيراً.
ولقد وصف السيد نصرالله الولايات المتحدة بأنها «المايسترو» الحقيقي لكل الحروب الدائرة في المنطقة من اليمن إلى سوريا وفلسطين مروراً بالعراق وإيران، وأشاد بدور كل من تصدّى لمحاولة تحويل هذه الحروب إلى فتنة سنية ـ شيعية. وقال إن الحرب على اليمن هي حرب أميركية لإخضاع هذا البلد العربي وهم كانوا يريدون أن تكون الحرب مذهبية وطائفيّة «حتى يجد التنابل وجيوش التنابل مرتزقة يقاتلون عنهم، وكان المطلوب أن تستفز مشاعر الشباب السنة لكي يقاتلوا عن الملوك والأمراء وناهبي الشعوب وأصحاب الكروش وكي تكون نتائج المعركة لمصلحة أميركا».
وكان لافتاً للانتباه أنه بعد هذه الكلمات وقف جمهور «مجمع سيد الشهداء» وهتف على مدى حوالي دقيقة واحدة: «الموت لآل سعود».
وأشار نصرالله إلى أن المعركة تهدف إلى إخضاع كل من ساهم بإسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين. وشدّد على أن هذه الحروب «ليس قائدها أيمن الظواهري ولا أبو بكر البغدادي ولا الجولاني ولا سلمان بن عبد العزيز لكن قائدها الأميركي الذي يديرها ويدير كل الذين يخضعون له».
وختم «سنحضر غداً (اليوم) في كل الساحات والميادين مع الحسين، ولن يمنعنا لا مطر ولا حر ولا سيارات مفخخة ولا تهديدات ولا شيء.. وسنقول لإمامنا لبيك يا حسين».
توقيف انتحاري جديد
من جهة ثانية، حقّق الأمن العام اللبناني إنجازا أمنياً جديداً، بتوقيفه المدعو (ع. ع) في محلة القبة في طرابلس والذي كان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية في إحدى المناطق اللبنانية بتكليف من تنظيم «داعش»، بهدف إثارة الفتنة والنعرات الطائفية.
وتشير المعلومات إلى أن الموقوف (ع. ع) ينتمي إلى «داعش» وهو كان يجاهر بأنه بات جاهزاً لتنفيذ عملية انتحارية في المكان والزمان اللذين يحددهما له التنظيم، وبأنه خضع لدورة عسكرية لمدة ثلاثة أشهر في جرود عرسال، وتم تجنيده مؤخراً لتنفيذ عملية انتحارية من قبل المطلوب (ن. سكاف) أحد رموز مجموعة الشيخ الموقوف خالد حبلص وقد توارى عن الأنظار في منطقة المنية منذ أحداث بحنين قبل نحو سنة، كما تربطه علاقة بالمطلوب (ط . خياط) الذي توارى أيضا عن الأنظار مع المطلوب شادي المولوي منذ أحداث التبانة الأخيرة.
وتضيف المعلومات أن الموقوف (ع. ع)، تربطه صلات قربى بعدد لا بأس به من المتهمين بعمليات إرهابية، وبينهم عبد الغني جوهر (أبو هاجر) المتهم باستهداف باصين عسكريين للجيش اللبناني بعبوتين ناسفتين في محلتيّ التل والبحصاص في طرابلس وهو قُتل مؤخراً في القصير بينما كان يقاتل إلى جانب تنظيم «داعش»، إضافة إلى الشيخ الموقوف أحمد سليم ميقاتي، فضلا عن أن قريباً له يشغل منصب المسؤول الإعلامي لدى «داعش» في مدينة الرقة السورية.
وكان الموقوف (ع. ع) متوارياً عن الأنظار لدى أقارب له في إحدى البلدات العكارية، وهو مطلوب بمذكرة توقيف بعد القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري فادي صوان بحقه وحق آخرين بتهمة تأليف مجموعات مسلحة للقيام بأعمال إرهابية ومحاولة قتل عسكريين.
وقد عاد قبل أيام إلى منزليّ والده وجده الكائنين في مبنى واحد في محلة ضهر المغر، حيث رصدته العيون الأمنية، لا سيما بعد كشفه لأكثر من شخص عن نيته تنفيذ عملية انتحارية في منطقة لبنانية لم يحددها.
وفجر أمس حضرت قوة مركزية من الأمن العام وفرضت طوقاً أمنياً غير معلن حول المبنى الذي يقطن فيه (ع. ع)، ثم قامت بمداهمة منزل جده بشكل خاطف، فسارع إلى مغادرته باتجاه منزل والده، لكنه فوجئ بالطوق الأمني المحكم فوقع في قبضة الأمن العام وذلك خلال دقائق معدودة، حيث تم نقله مباشرة إلى مبنى المديرية في بيروت وبوشرت التحقيقات معه تمهيداً لإحالته إلى القضاء.
من جهته، أكد والد الموقوف (ع. ع) عبر مواقع التواصل أن ولده (16 عاماً) بريء من كل الاتهامات المنسوبة إليه، ولا علاقة له بأي تنظيم إرهابي، معتبراً أن توقيفه جاء على خلفية مجاهرته بدعم «الثورة السورية!».
فيينا: أفكار للحل.. وخلاف بشأن الأسد وإيران
تنسيق روسي ـ أردني وواشنطن تلقي أسلحة لجماعات معارضة
ما رشح عن لقاء فيينا الرباعي لا يشير إلى أن حلولاً واضحة المعالم قد ارتسمت بين الوزراء الأربعة بما يتعلق بمستقبل الأزمة السورية. لكن الأكيد أن «أفكاراً» جرى تداولها، جعلت الوزير الاميركي جون كيري يتحدث عن أنها «تنطوي على إمكانية تغيير دينامية الوضع في نهاية المطاف»، بينما ذهب نظيره الروسي سيرغي لافروف الى نفي ما اسماها «الشائعات» التي تتحدث عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن اليوم النمساوي الطويل شهد تطورين مهمين، اولهما اعلان لافروف ان دولا اخرى كمصر وايران قد تنضم الى هذه المحادثات وأن اجتماعاً آخر سيعقد في نهاية الشهر الحالي، وثانيهما ان موسكو وعمان أعلنتا عن اتفاق لتنسيق العمليات العسكرية في محاربة الارهاب في سوريا، وهو ما رحبت به الولايات المتحدة، وقد يفتح الباب امام دول إقليمية اخرى للمشاركة الى جانب الروس في هذه الحرب، من دون ان يعني ذلك بالضرورة الانضمام رسمياً الى «عاصفة السوخوي».
وعلى الرغم من الحديث عن «افكار جديدة» بشأن سوريا، الا ان لقاء فيينا لم يكسر المواقف المعلنة سابقا من الرئيس الأسد. كما ان التفاؤل الذي ابداه الوزير الاميركي لا يؤكد ان تحولا كبيرا حصل في الموقف الاميركي المزدوج، اذ ما إن اختُتم لقاء فيينا حتى اعلنت واشنطن أنها ألقت مجدداً اطناناً من الأسلحة الى جماعات مسلحة، يعتقد انها في الشمال السوري كما سبق لها أن أشارت مؤخراً، مرفقة بدعوة لها للتركيز على محاربة النظام في سوريا.
وتأتي محادثات فيينا بعد أن بات واضحا تراجع لهجة الدول الغربية المعارضة للأسد، وتركيزها على أولوية محاربة تنظيم «داعش» في سوريا. وبعد أن طالبت الولايات المتحدة بإلحاح برحيل فوري للأسد قبل بدء أي عملية سياسية في سوريا، أقرت في الأشهر الماضية بأن الجدول الزمني لرحيله قابل للتفاوض. وطرأ تغيير على الموقف التركي للمرة الأولى الشهر الماضي عندما تحدثت أنقرة عن «إمكانية» حصول عملية انتقالية بوجود الرئيس السوري.
وعقد لافروف وكيري والجبير وسينيرلي اوغلو اجتماعاً لمدة ساعتين في فيينا، في محاولة جديدة لجسر الهوة بين هذه الدول، خصوصاً بشأن موضوع الأسد.
وأعلن لافروف إن المشاركين في اللقاء الرباعي اتفقوا حول صيغة الدعم الخارجي للعملية السياسية في سوريا، موضحاً أنه يريد مشاركة مصر وإيران في أي محادثات مستقبلية بشأن سوريا. وقال «طلبنا أن تجرى الاتصالات المستقبلية بصورة أكثر تمثيلا»، موضحاً أنه يعني مشاركة إيران ومصر على وجه الخصوص، مشدداً على أن بإمكانهما أن يؤدياً دوراً في حل الأزمة السورية. وأشار إلى أنه سيتم قريباً الإعلان عن موعد لقاء مقبل بشأن سوريا على المستوى الوزاري.
وأوضح لافروف أن «روسيا قدمت خلال اللقاء أفكاراً معينة حول التسوية في سوريا، وأبلغت المشاركين الآخرين بنتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لموسكو الثلاثاء الماضي». وأشار إلى أن «جميع الوزراء اتفقوا على ضرورة الحفاظ على سوريا كدولة موحدة علمانية ذات سيادة».
ونفى لافروف الأنباء التي تشير إلى أن الاجتماع ناقش موعد رحيل الأسد من السلطة. وقال «تروَّج شائعات مفادها أننا نتوافق هنا على أن الأسد سيرحل بعد فترة ما، والأمر ليس كذلك». وكرر أن «مصير الرئيس السوري ينبغي أن يقرره الشعب السوري».
كيري
وأعرب كيري عن أمله بأن يعقد خلال أسبوع اجتماع دولي جديد حول سوريا يكون «موسعا أكثر»، بعد اجتماع في فيينا ضم السعودية وتركيا وروسيا والولايات المتحدة.
وقال كيري «توافقنا على التشاور مع جميع الأطراف والسعي لمعاودة الاجتماع، نأمل أن يكون الجمعة المقبل، في اجتماع أوسع من أجل استكشاف هل يوجد توافق كاف لحث خطى عملية سياسية جادة». ولفت إلى أن مشاركة إيران في اجتماع مماثل لم تكن واردة، من دون استبعاد إمكانية إشراكها في المباحثات في مرحلة ما. وقال «حتى الآن، ليست إيران حول الطاولة. قد يحين وقت نتحدث فيه إلى إيران، ولكنه لم يحن بعد».
وأشار إلى أن اجتماع فيينا الرباعي قد أثمر أفكارا قد تغير مسار ما يجري في سوريا. وقال «أنا مقتنع بأن اجتماع اليوم (أمس) كان بنّاءً ومثمراً، ونجح في الخروج ببعض الأفكار التي لن أكشف عنها، لكن يحدوني الأمل في أنها تنطوي على إمكانية تغيير دينامية الوضع في نهاية المطاف».
وحول مصير الأسد، قال كيري إن «غالبية دول أوروبا، عشرات إذا لم نقل مئات من الدول تدرك أن بشار الأسد يحدث دينامية تجعل السلام مستحيلاً، وأننا لن نكون قادرين على فعل شيء، حتى لو أردنا ذلك، في حال بقائه»، معتبراً انه يجب إيجاد حل لهذه المعضلة.
وأعلن كيري أنه لا يعارض الاتفاق العسكري بين الأردن وروسيا. وقال «ليس لنا أي تحفظ على هذا الجهد، وقد يساعد على التأكد من أن الأهداف المقصودة هي الأهداف التي يجب أن تكون».
وكان لافتاً بعد اختتام الاجتماع في فيينا، ان وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر حث «القوى المعتدلة على مواصلة قتال النظام السوري»، معلناً ان «قوات التحالف أسقطت بضعة أطنان من الأسلحة والذخيرة للسوريين العرب من المعارضة».
الجبير
وقال الجبير، من جهته، إن «جميع الأطراف تتفق على ضرورة تسوية الأزمة بالوسائل السياسية، على أساس بيان جنيف وبموازاة مكافحة الإرهاب». وأوضح أن «الخلاف الوحيد بين الأطراف يرتبط بضرورة رحيل الأسد، والمرحلة التي يجب أن يرحل فيها». وأشار إلى أن الدول الأربع اتفقت على مواصلة المشاورات بشأن سوريا.
وسبق الاجتماع الرباعي اجتماع ضم كيري والجبير وسينيرلي اوغلو، من دون أن يدلي أي من الوزراء بتصريحات أمام الصحافيين. كما التقى بعد ذلك كيري ولافروف. واكتفى الوزيران بالمصافحة من دون الإدلاء بتصريحات أمام عدسات المصورين.
إسرائيل تستعدّ لهبَّة طويلة الأجل.. وأثمان باهظة
دخلت الهبَّة الشعبيَّة الفلسطينية أسبوعها الرابع من دون أن تظهر في الأفق أيّ آثار حقيقية لإجراءات إسرائيل القمعية والاحترازية على حدٍّ سواء. وتواصلت عمليّات الطعن وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة في أكثر من مكان، إذ بدَّدت ما حاول رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو خلقه من ردع وتخويف الفلسطينيين بهدم البيوت وإغلاق الأحياء وتشديد العقوبات. وبدا واضحاً أنَّ مساعي الأسرة الدولية للتدخل في المنطقة بقصد استعادة الهدوء، تصطدم بعقبات جديّة لعلَّ أهمَّها أنَّ الجمهور الفلسطيني لن يقبل بأقلّ من تراجع إسرائيل عن إجراءاتها في الحرم خصوصاً، وفي القدس عموماً.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنَّ الصدامات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي تزايدت في عدة بؤر في الضفة الغربية المحتلة، وعلى السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، ما أدى إلى وقوع إصابات بالمئات. وفي المواجهات قرب بيت إيل في رام الله، أصيب جندي إسرائيلي بجروح. كما نفَّذ فلسطيني عملية طعن قرب تجمع مستوطنات «غوش عتسيون» في جنوب القدس المحتلة، ما أدَّى إلى إصابة جندي إسرائيلي، قبل أن يطلق جنود آخرون النار عليه. وهاجم يهودي يهودياً آخر في القدس بقضيب حديدي، ظناً منه أنَّه عربي.
وكتب المعلق العسكري لـ «هآرتس»، عاموس هارئيل، أنَّه في الأسبوع الثالث للهبَّة «غدا كلّ مكان أرضاً معادية»، وكان يقصد تماماً انتقال أعمال المقاومة إلى داخل الخطّ الأخضر إلى جانب استمرارها في الضفة وقطاع غزة والقدس الشرقية المحتلة. وأوضح أنَّ الجهد والاستعداد اللذين أظهرتهما المؤسسة الأمنيّة الإسرائيلية في الضفة الغربية، حال دون أن يصل العنف من هناك إلى المدنيين الإسرائيليين. ولكن ذلك لم يحل دون تفاقم الكراهية بين العرب واليهود، والتي قادت إلى رفع منسوب الريبة داخل إسرائيل تجاه كل من يمكن أن يبدو عربياً.
ومن الواضح أنَّ للانتشار الإسرائيلي المكثّف في الأراضي المحتلة أثماناً ستضطر إسرائيل لدفعها لاحقاً، إن لم تكن تدفعها الآن. ومن بين هذه الأثمان أنَّ الذعر والريبة صارا يشلّان مرافق معينة، ويقودان تالياً إلى خسائر بشريّة، كما جرى مع عمليات طعن وإطلاق نار من يهود على يهود ظنّاً بأنَّهم عرب. ولكن لا يقلّ أهميّة عن ذلك، واقع أنَّ استمرار الهبَّة يحرم الجيش الإسرائيلي من إمكانيَّة مواصلة تدريباته الاعتيادية، ويجرّه إلى روتين يصعب الخروج منه. ويزداد القلق في صفوف قيادة جيش الاحتلال نظراً للتقديرات باحتمال نشوب صراعات عسكرية كبيرة في المنطقة، تخشى إسرائيل ألَّا تكون مستعدة لمواجهتها. ولأنَّ التقديرات صارت تتحدَّث عن هبَّة طويلة الأجل، فإنَّ الإحساس بالخسارة في صفوف الجيش صار خانقاً. والحديث يدور عن استعداد لاستدعاء جزء من القوات الاحتياطية، إذا استمرت الهبَّة حتى كانون الأول المقبل.
ويشير المعلَّق العسكري للقناة العاشرة، ألون بن دافيد، في مقالة نشرها في «معاريف» إلى أنَّ وقتاً طويلاً سيمرّ قبل أن تبدأ الهبَّة في التراجع. وأوضح أنَّ تجارب الماضي الإسرائيلية مع الفلسطينيين، بيَّنت أنَّ الوضع يحتاج إلى سنوات قبل أن يعود مارد الانتفاضة أو الهبَّة إلى القمقم. وكتب أنَّ الجيش الإسرائيلي عزَّز، مع بدء الهبَّة، قواته في الضفة الغربية، بحوالي 11 كتيبة نظاميّة، بعضها على حساب التدريبات. ويقول إنَّه ليس في وسع الجيش الاحتفاظ بهذه القوات من دون أن يلجأ إلى تجنيد رجال الاحتياط، وهو ما يزيد الأعباء المالية على إسرائيل. وبعد أن يعدد الكثير من الأعباء العسكريّة والسياسية والأمنية، يتساءل: هل يمكننا أن نتعوّد على هذا الوضع الجديد؟ ويرد بالإيجاب. وفي نظره، فإنَّ هذا لا يعني القبول بالعيش في ظلّ الإرهاب، ولكنه يعني أنَّ الأمور ستطول.
الأخبار
نصرالله: أميركا هي العدو... وسنواجه
ربما هي مصادفة لا أكثر. في الذكرى الـ32 لتفجير مقر المارينز في بيروت، الضربة الأقسى التي تلقاها الجيش الأميركي منذ انسحابه من فييتنام، أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ليحدد وجهة المعارك في منطقتنا: الإدارة الأميركية هي عدونا الذي سنواجهه، الآخرون أدوات
على وقع هتافات «الموت لآل سعود» التي أطلقها المحتشدون في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، وضع الامين العام لحزب الله امس عنواناً للمعركة الدائرة في المشرق حالياً. بالنسبة إليه، العدو هو الإدارة الأميركية. وسمّى «وكلاءها» في هذه المنطقة، واضعاً الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في الخانة نفسها مع زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وامير تنظيم القاعدة العالمي أيمن الظواهري، وأميرها في سوريا أبو محمد الجولاني. وبلهجة غير مسبوقة لجهة حزمها، وضع نصرالله المشاركة في المعركة الدائرة حالياً في مصاف الدفاع عن الوجود، قائلاً إن «التخلف عن الحرب اليوم كترك الإمام الحسين وحيداً» في كربلاء. وركّز نصرالله في خطابه، في ليلة العاشر من محرّم، على كون الإدارة الأميركية هي الرأس الحقيقي للمحور الصهيوني التكفيري في المنطقة. قال إن «أميركا، كوريث لقوى الاستعمار القديم، ومعها بقية قوى الاستعمار القديم وفي مقدمها فرنسا وبريطانيا، هدفها الهيمنة على بلادنا، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً أيضاً.
ما تريده أميركا يجب أن يخضع له الجميع، ومن لا يخضع فليأذن بحرب ذكية ومتنوعة ومتعددة الأشكال من قبل الولايات المتحدة الأميركية، حرب عسكرية حيناً وحرب سياسية حيناً وحرب اقتصادية وحرب أمنية وحرب إعلامية، وحصار وعقوبات، فليستعدّ».
وأضاف الأمين العام لحزب الله أنه «في الظاهر النفط والغاز هو للحكومات العربية والإسلامية، ولكن في الواقع هو لأميركا ولشركات النفط الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية. الحكومات لا تملك حتى أن تسعّر النفط، يعني عندما تريد أميركا أن توجه ضربة اقتصادية كبيرة مثلاً لإيران أو للعراق أو لروسيا أو لفنزويلا أو لأي دولة في العالم في دائرة المواجهة والإخضاع، هي تأمر الحكومات العربية والإسلامية بأن تخفض سعر النفط، ولو كانت هذه الحكومات هي أيضاً سيلحق بها الفقر والعجز والمصاب. هم يريدون خيرات بلادنا لهم، وأيضاً هم يريدون بلادنا أسواقاً لهم. فقط هذه السنتين والثلاث سنوات إذا كنتم تتابعون الأخبار، كم صار المشترى من قبل السعودية وقطر والإمارات ودول أخرى من السلاح من أميركا بشكل خاص، ومن فرنسا وبريطانيا؟ عشرات مليارات الدولارات من طائرات وسفن ومدافع ودبابات والله أعلم إن كانوا يحتاجونها أو لا يحتاجونها، ولكنهم يرتبون أسواقاً لشركات السلاح الأميركية الكبرى، لأن الذي يحكم في أميركا ليس جمعيات حقوق الإنسان، بل الذي يحكم في أميركا هم أصحاب شركات النفط الكبرى وشركات السلاح الكبرى».
وأكّد نصرالله أن «الكثير من دولنا وحكوماتنا هي حكومات سلطات حكم إداري ذاتي يرأسها من يسمى ملكاً أو أميراً أو رئيساً، ولكن هي ليست دولة حقيقية وليست سلطة حقيقية، لأن قرار السياسة الخارجية هو لأميركا، وقرار الحرب والسلم عند أميركا، وقرار النفط والغاز عند أميركا، وقرار السوق الكبرى عند أميركا». ولفت إلى أن «إسرائيل ليست المشروع، بل هي أداة تنفيذية في مشروع الهيمنة الأميركي الغربي على منطقتنا، لذلك يقومون بحمايتها، وإذا تعرضت لخطر جدي فسيقاتلون للدفاع عنها. (...) إسرائيل هي أداة. الذي يتحمل المسؤولية الأولى وبالأساس عن كل جرائم إسرائيل ومجازر إسرائيل واحتلال اسرائيل وما تفعله اليوم في القدس وفي المسجد الأقصى وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل فلسطين قبل نتنياهو وجيش نتنياهو الإرهابي، هو أمريكا والإدارات الأميركية المتعاقبة».
وأكد ان «مشروع الهيمنة الأميركية في المنطقة» لن يسمح بأن تقوم دولة قوية ومستقلة، مصر أو باكستان مثلاً. «هنا لا يوجد سني شيعي، ولا يوجد مسلم ومسيحي. أي دولة تريد أن تصبح حرة سيدة مستقلة مقتدرة في إقليمها ممنوع عليها أمريكياً».
ولفت إلى «خدعة الديمقراطية» التي تستخدمها الولايات المتحدة لفتح سجلات الدول والأنظمة والقوى التي لا تنصاع لها، فيما هي تدعم «أعتى الديكتاتوريات في المنطقة وأسوأ أنظمة الفساد في المنطقة، وأسوأ أنظمة الاعتداء على حقوق الإنسان في المنطقة، وتدعم أنظمة لا دساتير فيها ولا انتخابات فيها ولا تداول سلطة ولا هامش ولو بسيط على الإنترنت للتعبير عن الرأي، وإلا يحكم عليه بمئة جلدة أو بألف جلدة أو بالإعدام».
وتحدّث عن «كذبة الأميركيين» في ما يخص المشروع النووي الإيراني، والخديعة الأمريكية الإسرائيلية، بأن إيران تريد أن تصنع سلاحاً نووياً «بل ادعوا أن إيران صنعت سلاحاً نووياً وأخفته». ثم فرضوا حصاراً على إيران «بهدف إخضاع الشعب الإيراني. كذبة عمرها 13 سنة ألحقت الأذى بشعب بكامله هو شعب إيران والأذى أيضاً باقتصاديات دول أخرى كانت تتعامل اقتصادياً مع إيران، وكاد ـ في أكثر من مناسبة ـ الموضوع النووي أن يطلق حرباً إقليمية».
وأشار إلى أن المقاومة العراقية هزمت أمريكا، «ولكنه عرس لم يحضر فيه العريس، لم يحتفلوا به، جئنا نحن لنحتفل به احتجوا علينا». واليوم، في العراق وسوريا، «دول غربية وعربية وإقليمية تجمع عشرات الآلاف من المقاتلين التكفيريين وتأتي بهم من كل أنحاء العالم، وكلنا نعرف إن أراد شخص تحصيل تأشيرة كم يتعب، وتقدم لهم التسهيلات وتقدم لهم الأموال وتقدم لهم آلاف الأطنان من السلاح والذخائر، وأسلحة متطورة جداً. هذا مشروع أمريكي تعمل به السعودية ودول عربية أخرى وتركيا ودول غربية». وبحسب نصرالله، «تريد أميركا اليوم أن تُخضِع العراقيين، وتفرض عليهم دستوراً ورئيس حكومة وتحدد لهم سعر النفط وتقيم قواعد لها في بلادهم، وتقول لهم: إذا كان يناسبكم هذا يا عراقيين فلتتفضلوا معنا لنتخلص من داعش، وإذا لم يناسبكم هذا الأمر فلندع داعش تفعل ما تشاء».
النهار
نصرالله: الحرب في سوريا هدفها إخضاع من تمرّد على أميركا
أطل الأمين العام لـ #حزب_الله السيد حسن نصرالله، في الليلة الأخيرة من ليالي عاشوراء في مجمع سيد الشهداء شخصيا، وألقى كلمة وسط هتافات من المشاركين، شكر فيها "القيمين على المناسبة والجيش اللبناني والاجهزة الامنية الرسمية على جهدها في تأمين سلامة المشاركين وأمنهم في كل المناطق".
وتناول الوضع السياسي في المنطقة والعالم، فقال: "إن الولايات المتحدة والغرب هدفهما واحد محدد يضعان له استراتيجيات وخططا وبرامج في أوقات زمنية متفاوتة، والادارة الاميركية لا تتصرف في منطقتنا على أساس عشوائي، بل تسعى الى تحقيق اهدافها المرسومة، التي لا تختلف بين ادارة وأخرى أو بين جمهوري وديموقراطي، فأميركا كوريث للاستعمار القديم ومعها قوى الاستعمار القديم، وفي مقدمها فرنسا وبريطانيا هدفها الهيمنة على بلادنا، سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وثقافيا".
أضاف: "ما تريده لنا أميركا في السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والدين لن نقبل به، فهي تريدنا أن نقبل باسرائيل في المنطقة، وممنوع علينا أن نقاتلها أو نناقشها في شروط وجودها. ومن لا يخضع أو يقبل فليؤذن بحرب ذكية متعددة الأشكال، حربية حينا، وأحيانا في #الحصار والعقوبات والأمن والسياسة، هذا هو ثمن الإرادة الحرة في العالم، ومن يريد أن يكون سيدا في بلده ومستقلا في مصالحه وأمته، فهذا ليس مقبولا اميركيا. هذا هو عمق المسألة في بلادنا بعد الحربين العالميتين الثانية والأولى. هم يريدون أن تكون الموارد الطبيعية في منطقتنا تحت إمرتهم وشركاتهم النفطية الكبرى، وألا تستطيع الحكومات العربية والاسلامية أن تسعر النفط والغاز. ومثال على ذلك، ما تفعله اميركا ضد #ايران وفنزويلا وغيرهما في خفض سعر الغاز، وهو ما أمرت به الحكومات العربية مع أن قرار التخفيض ليس لصالح هذه الحكومات".
وأشار الى أن "اميركا تعمل على ترتيب أسواقنا لصالح شركات السلاح والنفط الكبرى لديها، لقد سيطروا اقتصاديا، واميركا تريد من حكومات ودول المنطقة السياسة الخارجية والنفط والغاز". وقال: "إن اسرائيل ليست المشروع، إنما هي أداة تنفيذية في مشروع الهيمنة الأميركية في منطقتنا. ولذا، تؤدي دورا إجرائيا ويقومون بحمايتها ودعمها ويقاتلون من أجلها. فلو أتى يوم انشغلت اميركا بأسبابها الداخلية، فماذا سيكون مصير اسرائيل، فهل ستبقى بالتأكيد، لا".
وأشار إلى "أن الشعب الفلسطيني عانى ويعاني الاحتلال الاسرائيلي والادارات الاميركية المتعاقبة، مجددا "تحميل المسؤولية للادارة الاميركية الحالية والسابقة"، وقال: "لذلك، من غير المسموح في إطار مشروع الهيمنة الاميركية في المنطقة أن تقوم دولة عربية أو إسلامية مستقلة بقرارها، وتراعي مصالح شعبها، وتتطور علميا وثقافيا".
أضاف: "اذا أرادت مصر ان تصبح دولة قوية ممنوع، ومثلها باكستان. وهنا، لا يوجد سني أو شيعي أو مسلم أو مسيحي، فهذا ممنوع أميركيا. ولذلك، تشن الحروب، كما فعلوا عندما دفعوا صدام حسين في حربه ضد إيران أو في طرق اعلامية ومخابراتية، فمن أساسيات مشروع الهيمنة الحديثة: الديموقراطية، حقوق الانسان، محاربة الفساد والمجتمع المدني، والدليل على ذلك دول ديكتاتورية في المنطقة ترعاها أميركا، لا بل تعمل على دعمها، وهي انظمة لا دساتير فيها ولا حرية تعبير. لذلك، فإن كل كلام اميركي عن الحريات وحماية حقوق الانسان كذب وتضليل. وبعض شعوب منطقتنا مخدوع أو قابل للخدعة".
وعن الحرب التي تُخاض ضد سوريا، قال نصرالله إن "هذه الحرب تقودها واشنطن بأدوات إقليميّة تدعمُ الارهاب"، معتبراً أنّ "الحرب الدائرة ليست من أجل الديموقراطيّة والإصلاحات بل هدفها إخضاع من تمرّد على أميركا. وبعد ما سمي الربيع العربي دخلت أميركا وأطلقت حرباً جديدة هي حرب على كلّ من يرفض الخضوع للهيمنة الاميركية".
وأكّد أن "الحرب الدائرة الآن في المنطقة قائدها الحقيقي هو الولايات المتحدة وهي ضابط الإيقاع وتدير كل هذه المعركة في منطقتنا، وأن أميركا وحلفاؤها قدموا في العراق المال والسلاح لـ"داعش" لإخضاع العراقيين بعد أن طردوها ولتقول لهم لا حامي لكم من "داعش" وأخواتها الا اميركا". وأضاف: "المطلوب أن تحوَّل الحرب لحرب طائفيّة حتى يجد "التنابل" وجيوش "التنابل" مرتزقة ليحاربوا عنهم، في اليمن وسوريا وغيرهما".
وحولَ التهديداتِ التي توجَّه دائماً لشعوبِ المنطقة بنشر الإنتحاريين والسيارات المفخخة إذا لم ترضخ للسياسة الاميركيّة قال: "الحسين علّمنا أن نقول أني لا أرى الموت إلّا سعادة والحياةَ مع الظالمين إلا برماً. وفي هذه الليلة نَستحضر المعركة والتاريخ ونتخذ الموقف". وقال "نحن في مواجهة اسرائيل عندما وضعتنا بين الحرب وبين الذل، كُلّنا وقَفنا في لبنان وإلى اليوم ولا زلنا نواجهها ونقول كما قال الحسين في كربلاء، "بين الحرب والذلة هيهات منا الذلة".
وفي مواجهة "المشروع التكفيري" قال: "من يراهن على تراجعنا أو تعبِنا فليسمع ويعي جيّداً أنّ هذه معركة نشارك فيها عن بصيرة وسننتصر فيها إن شاء الله، وهذه المعركة بهذا الفهم وهذه البصيرة لا يمكن أن نتخلى عنها ومن يفكّر أن يتراجع فهو كَمَن يترك الحسين ليلة العاشر".
اجتماع فيينا لا يحلّ الخلاف على الأسد وكيري تحدث عن "الخروج ببعض الأفكار"
أخفق وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي اوغلو في حل الخلاف في ما بينهم على مصير الرئيس السوري بشار الأسد، في اجتماع عقدوه في فيينا أمس، لكنهم قد يجتمعون مجدداً في غضون أسبوع لمناقشة سبل إنهاء الحرب في سوريا.
وقال الوزراء للصحافيين بعد ذلك إنهم عجزوا عن تضييق شقة الخلاف الرئيسي بين واشنطن وحلفائها الذين يقولون إنه ليس للأسد مستقبل في سوريا وروسيا التي أظهرت مساندتها له باستضافتها إياه في موسكو هذا الأسبوع.
وفي تطور منفصل صرّح لافروف بأن روسيا والأردن اتفقا على تنسيق أعمالهما العسكرية في سوريا بإنشاء "آلية عمل خاصة" في العاصمة الأردنية عمان.
وأقر كيري بعد الاجتماع الذي استمر قرابة ساعتين بالخلاف الأساسي. وقال إن "الخلافات لا تزال قائمة في ما يتعلق بالعملية السياسية لانتقال السلطة في سوريا"، ولكن قد يتسنى التوصل إلى حل. وتحدث عن إمكان إجراء مزيد من المحادثات في غضون أسبوع. وأضاف: "أنا مقتنع... بأن اجتماع اليوم كان بناء ومثمرا ونجح في الخروج ببعض الأفكار التي لن أكشف عنها اليوم ولكن يحدوني الأمل في أنها تنطوي على إمكان تغيير دينامية الوضع في نهاية المطاف".
وأوضح ان: "ما اتفقنا على عمله اليوم هو التشاور مع كل الأطراف والسعي للعودة الى الاجتماع ونأمل في أن يكون الجمعة المقبل في اجتماع أوسع من أجل استكشاف ما اذا كان ثمة توافق كاف لحث خطى عملية سياسية جدية". ولم يستبعد إمكان اشراك إيران في المحادثات في مرحلة ما.
ولم يود كيري أن يستدرج للحديث عن احتمال إشراك إيران في المحادثات ومتى يمكن أن يحصل ذلك. وأكد أنه لا يعارض الاتفاق العسكري بين الأردن - وهي حليف للولايات المتحدة - وروسيا، قائلاً: "ليس لنا أي تحفظ عن هذا الجهد وقد يساعد على التأكد من أن الأهداف المقصودة هي الأهداف التي يجب أن تكون".
لافروف
وأفاد لافروف أن المشاركين في اللقاء الرباعي اتفقوا على صيغة الدعم الخارجي للعملية السياسية في سوريا.
وأوضح أن الصيغة التي جرى الحديث عنها، ليست نهائية، مبرزاً ضرورة إشراك إيران ومصر في المشاورات المقبلة في شأن سوريا وقال: "دعونا إلى إجراء المشاورات اللاحقة بصيغة أكثر تمثيلا".
وشرح أن روسيا قدمت خلال اللقاء أفكاراً معينة حول التسوية في سوريا، وأبلغت المشاركين الآخرين نتائج زيارة الأسد لموسكو الثلثاء الماضي. وذكر أن جميع الوزراء اتفقوا على ضرورة الحفاظ على سوريا دولة موحدة علمانية ذات سيادة.
ونفى الأنباء التي أشارت إلى أن اجتماع فيينا ناقش موعد رحيل الرئيس السوري عن السلطة، وقال: "تروج شائعات مفادها أننا نتوافق هنا على أن الأسد سيرحل بعد فترة ما... والأمر ليس كذلك". وكرر ان "مصير الرئيس السوري ينبغي ان يقرره الشعب السوري"، معرباً عن رفض روسيا لتنحي الاسد.
وشدد في تصريح منفصل للصحافيين على وجوب توسيع هذا الاجتماع بحيث يشمل دولاً أخرى، وقال: "الاجتماع الرباعي غير كاف... يجب توسيعه". ولفت خصوصا الى الاعضاء الدائمين في مجلس الامن واللاعبين الاقليميين مثل مصر وايران وقطر الى الاردن ودولة الامارات العربية المتحدة.
المستقبل
كيري يتحدث عن أفكار بنّاءة ولافروف يريد إشراك إيران ومصر
فيينا 1: الخلاف على موعد رحيل الأسد
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اجتماع فيينا الرباعي بخصوص الأزمة السورية أمس، أن اللقاء كان ايجابياً وأن الخلافات على موعد رحيل بشار الأسد لا تزال قائمة. وفي حين قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه «مقتنع تماماً بأن الاجتماع كان بنّاء ومثمراً»، طالب نظيره الروسي سيرغي لافروف بإشراك كل من إيران ومصر في أي محادثات مستقبلية بشأن سوريا.
ففي تصريحاته بعد الاجتماع الرباعي الأميركي الروسي السعودي التركي في فيينا، قال وزير الخارجية السعودي مساء إن الخلافات لا تزال قائمة حول موعد رحيل الأسد. وصرح الجبير بقوله «نحن لا نعترض على توسيع الاجتماعات»، مضيفاً أن الاجتماع كان إيجابياً حيث تمت مناقشة تطبيق مبادئ جنيف1 المتضمنة إنشاء حكومة انتقالية في سوريا، وضمان انتقال سلس للسلطة، وتكوين حكومة ديموقراطية وبناء مستقبل جديد لسوريا لا يشمل بشار الأسد. وأكد الجبير أنه لا يزال هناك تباين في ما يتعلق بموعد رحيل الأسد، وأنه سيتم التخطيط لاجتماعات مستقبلية في ما يخص إنهاء الأزمة.
وهذا الاجتماع الرباعي المخصص للنزاع في سوريا يُعقد للمرة الأولى من دون إشراف الأمم المتحدة على أمل حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ آذار 2011.
وأملت واشنطن وموسكو في ختام الاجتماع بأن يعقد اجتماع دولي جديد قريباً يكون «موسعاً أكثر»، وفي حين أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بقاء بشار الأسد «يجعل السلام مستحيلاً»، رأى أن هذا الاجتماع بهدف استطلاع أفق الحل السياسي للحرب في سوريا قد أثمر أفكاراً قد تغير مسار ما يجري في هذا البلد.
وأضاف كيري للصحافيين بعد الاجتماع «أنا مقتنع بأن اجتماع اليوم كان بناء ومثمراً». كما قال كيري إن الدول الأربع ربما تجتمع مرة أخرى بحلول 30 من هذا الشهر.
وصرح كيري للصحافيين «توافقنا على التشاور مع جميع الأطراف أملا بأن نعقد الجمعة المقبل اجتماعاً يكون موسعاً أكثر» بهدف إحراز تقدم على صعيد «عملية سياسية» لتسوية النزاع السوري. وأضاف أن هدف الاجتماع الرباعي حول سوريا كان «محاولة إيجاد أفكار جديدة للخروج من المأزق»، مع إقراره بأن المشاركين يدركون أن هذا الأمر سيكون «صعباً».
وحول مصير الأسد قال كيري إن «غالبية دول أوروبا، عشرات إذا لم نقل مئات من الدول تدرك أن بشار الأسد يحدث دينامية تجعل السلام مستحيلاً، وأننا لن نكون قادرين على فعل شيء، حتى لو أردنا ذلك، في حال بقائه».
ووصف كيري الاجتماع بأنه كان «بناء» من دون أن يحدد المسارات التي تم تناولها والتي أمل في أن تفضي الى «تغيير في الدينامية».
ولفت الى أن مشاركة إيران في اجتماع مماثل لم تكن واردة وقال «حتى الآن، ليست إيران حول الطاولة، قد يحين وقت نتحدث فيه الى إيران ولكنه لم يحن بعد».
وشدد لافروف في تصريح منفصل للصحافيين على ضرورة توسيع هذا الاجتماع بحيث يشمل دولاً أخرى وقال «الاجتماع الرباعي غير كافٍ (...) يجب توسيعه». ولفت خصوصاً الى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي واللاعبين الإقليميين مثل مصر وإيران وقطر إضافة الى الأردن والإمارات العربية المتحدة.
وقال لافروف للصحافيين بعد الاجتماع في تصريحات بثها التلفزيون الروسي الرسمي «طلبنا أن تُجرى الاتصالات المستقبلية بصورة أكثر تمثيلاً». وأضاف أنه يعني مشاركة إيران ومصر على وجه الخصوص.
وشدد لافروف على ضرورة ترك «الشعب السوري« يقرر مصير رئيس النظام بشار الأسد، وهي مسألة تثير انقساماً بين موسكو وواشنطن.
وصرح لافروف للصحافيين في فيينا أن «مصير الرئيس السوري ينبغي أن يقرره الشعب السوري»، مكرراً رفض روسيا لتنحي الأسد.
اللواء
إجتماع فيينا الرباعي يفشل في الإتفاق على مصير الأسد
أنهى وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا اجتماعا عقدوه في العاصمة النمساوية فيينا لبحث الأزمة السورية، من دون التوصل إلى موقف مشترك بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت مصادر إن الاجتماع لم يتوصل إلى اتفاق مشترك بشأن مصير الأسد في المرحلة الانتقالية وإن الورقة التي ضغط بها الروس من أجل إبقاء الرئيس السوري في هذه التسوية قد صعّبت الموقف وربما أجلت الحديث عن أي تسوية سياسية.
وأضاف أن المجتمعين اتفقوا على خطة سياسية تستند إلى مخرجات مؤتمر «جنيف1»، وعلى استمرار المشاورات لإيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ نحو خمس سنوات.
غير ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال إن الاجتماع الذي كان هدفه استطلاع أفق الحل السياسي للحرب الأهلية السورية أثمر أفكارا قد تغيّر مسار ما يجري في هذا البلد.
وأضاف كيري للصحفيين «أنا مقتنع.. بأن اجتماع اليوم كان بناء ومثمراً».
واختتمت الدول الأربع اجتماعها عقب اجتماع ثنائي ضم الوزيرين الأميركي والروسي، سبقه اجتماع ثلاثي التقى خلاله كيري بنظيريه السعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو.
وقال الجبير في اعقاب الاجتماع الرباعي إن الأطراف الأربعة اتفقت على مواصلة المشاورات، وإن الاجتماع لم يتوصل لاتفاق مشترك بشأن مصير الأسد.
من جهته، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة توسيع هذا الاجتماع بحيث يشمل دولا أخرى. وقال «الاجتماع الرباعي غير كاف (...) يجب توسيعه».
ولفت خصوصا الى الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي واللاعبين الاقليميين مثل مصر وايران وقطر اضافة الى الاردن والامارات العربية المتحدة. وشدد لافروف على ضرورة ترك «الشعب السوري» يقرر مصير الأسد.
من جهة أخرى، تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفيًّا أمس من الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا تناول التطورات في سوريا والمساعي الروسية لايجاد حل. وكان بوتين قد اتصل بالملك سلمان وأردوغان عقب استقباله الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) أنه «جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة».
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها