بالقرب من العاصمة السورية، ضربةٌ على الصدر من مسلم تجعل لصدى المصائب عزما كبيرا، ودروسٌ عن الصبر والتضحية للاسلام تؤخذ من الثورة الكربلائية على الظلم والطاغوت.
خليل موسى – موقع المنار – قرب مقام السيدة زينب (ع)
كلما شق هلال محرم الحرام خطه في صدر ليل المسلمين، أكمل الدائرة وجهه الشريف، وهو يقول "يا نفس من بعد الحسين هوني"، وبقيَت هالة قمر بني هاشم تتراءى عبر السنوات سيرةً هزت الجبال، ومع كل ليلة كانت تمر من عاشوراء تعلو معها صرخة التلبية للإمام الحسين (ع)، وتنهال الدموع لتعزي السيدة الحوراء(ع) بمصابها، ويبقى للطف صداه عبر الاجيال إلى يوم الفرج العظيم.
بالقرب من العاصمة السورية، ضربةٌ على الصدر من مسلم تجعل لصدى المصائب عزما كبيرا، ودروسٌ عن الصبر والتضحية للاسلام تؤخذ من الثورة الكربلائية على الظلم والطاغوت.
هناك في تلك المنطقة حول المقام الشريف، لم تهدأ الأصوات والتلبية لأم المصائب، والبيعة تتجدد بحناجر المعزين، وحيثما جال موقع قناة المنار بين الزوار في منطقة السيدة زينب عليها السلام، كل صوت يصدح معه ألم وحسرة على المصاب، وكل من كان هناك يؤكد أن الثورة على الظلم تعلمهم الكثير، وكربلاء العصر تتجدد، وها هم يجددون البيعة ولا دفاع عن دم الإمام سيد الشهداء سلام الله عليه إلا بمواجهة التكفيريين في هذا الزمان.
كل ما سبق من كلام، كان ملخصاً لما قاله الموالون، وما تؤكده مشاعرهم الجياشة، وما تؤيده أيضا ضرباتهم على الصدر، وترسمه عيونهم بدموع صادقة، خاصة عندما يجهش بها رجال ذوو بأس شديد.
لم تحُل قذائف التكفيريين في الليلة الماضية، ولا خطرها المحتمل في يوم العاشر بين من جاء ليعزي السيدة زينب بمصابها العظيم، وبين المقام الشريف، فالمسيرات ملأت شوارع المكان، والحسينيات كانت تهز ما حولها بأصداء الأحداث أثناء تلاوة المصرع، وكأن قدومهم كما يعتبرونه جهادا، وعزاء لهم، وها هم يبتغون من الله سبحانه الأجر، فكبار وصغار اصطفوا لتلبية النداء، وصلوا من كل المناطق السورية ومن بلدان مختلفة، ولسان حالهم يردد جملة أبي الفضل العباس "يا نفس من بعد الحسين هوني".
صور شهداء الدفاع المقدس، ملأت الشوارع في منطقة السيدة زينب عليها السلام وحول المقام، فهم كما يؤكد ذووهم صدقوا حين قالوا "هيهات منّا الذلة"، وواجهوا كربلاء العصر بقلوب صادقة صافية.