22-11-2024 06:20 AM بتوقيت القدس المحتلة

الشيخ دعموش: لو تُركت الجماعات التكفيرية بلا مقاومة لاجتاحت لبنان كما اجتاحت غيره

الشيخ دعموش: لو تُركت الجماعات التكفيرية بلا مقاومة لاجتاحت لبنان كما اجتاحت غيره

العوامل والاسباب التي دفعت وحركت جيل الشباب نحو الثورة كثيرة: منها: ما هو ديني لأنهم كانوا يرون حجم التحريف الديني الذي مارسته السلطة.. لأن الأمويين ضيعوا الدين وشوهوا معالمه, وبعض حكامهم ما كانوا يعتقدون بالإسلام من الأساس

شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على أن الإرهاب الذي مارسه الحكم الأموي بحق المسلمين, بكل ما تضمنه من قتل وتخريب وتدمير وتهجير وتشريد وتجويع, نجده اليوم بكل عناوينه في سلوك الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تمارس الإرهاب والقتل والتخريب والتدمير التهجير والتشريد نفسه.

واعتبر: أن هؤلاء هم من شريحة أولئك وامتداد لهم , فالفكر هو الفكر والنهج هو النهج والسلوك هو نفس السلوك,وفي المقابل فإن من يقف في مواجهتهم من المجاهدين والمقاومين ليمنعهم من التمادي في إرهابهم وليمنعهم من السيطرة على المنطقة وعلى العالم الإسلامي هم من شريحة أصحاب أبي عبد الله الحسين (ع) أيضاً وامتداد لهم.وأشار: الى أن المطلوب منا جميعاً اليوم تلبية نداء الحسين ومواجهة الجماعات التكفيرية الإرهابية .

وأكد: أن المجاهدين الذين خرجوا لقتال التكفيريين في سوريا وعلى الحدود وكل الشهداء الذين سقطوا على هذا الطريق إنما خرجوا ليدافعوا عن كل شعوب المنطقة بكل مكوناتها وطوائفها وأعراقها, عن السنة والشيعة, والمسلمين والمسيحيين, وعن مقدساتهم وحريتهم وأرضهم وبلدانهم.

نص الخطبة

الشيخ دعموش: لو تُركت الجماعات التكفيرية بلا مقاومة لاجتاحت لبنان كما اجتاحت غيره.من الظواهر الملفتة في ثورة الإمام الحسين (ع) أن أصحابه الذين وقفوا معه على قلة عددهم كانت نسبة الشباب فيهم كبيرة.صحيح أنه كان فيهم من كل الفئات العمرية, فيهم الشيخ الكبير ابن الثمانين وابن السبعين، وفيهم ابن الخمسين والأربعين وما دون, ولكن كان فيهم عدد كبير من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم العشرين والثلاثين سنة.

هذه ظاهرة ملفتة وجديرة بان يتوقف الإنسان عندها.. فما الذي دفع بهؤلاء الشباب لكي يلتحقوا بهذه الثورة ؟ ما الذي جعلهم يستجيبون لنداء الحسين (ع) }هل من مغيث يغيثنا{وينتصرون له, وهم كانوا يعلمون بأن لا أمل بالانتصار الفعلي في هذه الثورة, وأن الانتصار المادي الآني للثورة مستحيل, وأن كل من سيشارك فيها سيقتل ويستشهد؟. كانوا يعرفون أنهم يخوضون معركة خاسرة، وحرباً بائسة لا أمل فيها بالانتصار الفعلي، ولكن مع ذلك نجد أنهم التحقوا وثبتوا وقاتلوا واستشهدوا.الذي دفع بهؤلاء الشباب للثورة هو إرادة التغيير تغيير الواقع الفاسد الذي كرسه يزيد بن معاوية في حياة الأمة.

كان لدى هؤلاء الشباب وعياً عقيدياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً. كانوا يدركون أن الأوضاع تسير من سيء إلى أسوء على كل المستويات، وأن هذا النظام الأموي هو نظام سيء يجب تغييره.كانوا يلاحظون حجم الهوة بين مفاهيم الإسلام وقيم الإسلام وأخلاق الإسلام وبين السياسات والممارسات التي ينتهجها الحكام.كانوا يرون أن هناك مسافة واسعة بين التعاليم والتوجيهات الإسلامية وبين واقع الحياة التي يعيشونها...

كانت تحركهم كلمات الحسين (ع) وخطابات الحسين (ع) التي كشفت عن حجم المأساة التي وصل إليها المجتمع الإسلامي والعالم الإسلامي آنذاك. يقول (ع) وهو يصف العصر والمرحلة التي وصل إليه العالم الإسلامي آنذاك: إن الدنيا قد تغيرت وأدبر معروفها ولم يبق منها إلا صباية كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل, ألم تروا إلى الحق لا يُعمل به وإلى الباطل لا يُتناهى عنه.

العوامل والاسباب التي دفعت وحركت جيل الشباب نحو الثورة كثيرة: منها: ما هو ديني لأنهم كانوا يرون حجم التحريف الديني الذي مارسته السلطة.. لأن الأمويين ضيعوا الدين وشوهوا معالمه, وبعض حكامهم ما كانوا يعتقدون بالإسلام من الأساس ولا بنبوة محمد(ص) وإنما كانوا يعتبرون أن اللعبة هي لعبة سلطة وحكم وملك . فقد أخرج الشافعي عن طريق وهب بن كيسان قال: رأيت ابن الزبير يبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم قال: كل سنن رسول الله (ص) قد غيرت حتى الصلاة. ويقول الزهري دخلنا على أنس بن مالك بدمشق وهو وحده يبكي قلت: ما يبكيك؟. قال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت. وقال الحسن البصري: لو خرج عليكم أصحاب رسول الله ما عرفوا منكم إلا قبلتكم.

ومن العوامل والأسباب أيضاً: ما هو ثقافي وسياسي واقتصادي لأن الشباب كانوا يدركون مستوى الفساد الذي وصلت إليه السلطة آنذاك على كل صعيد.لكن لعل أهم عامل من العوامل المحركة لاندفاعة الشباب نحو الثورة مع أبي عبد الله الحسين(ع) هو سياسة القتل والإرهاب والقمع التنكيل والتشريد والتجويع التي انتهجها الحكم الأموي بحق كل من لا يتفق معه في الخط الفكري وفي الهوى السياسي. ونظرة بسيطة على تاريخ تلك الفترة التي حكم فيها معاوية وبعده يزيد حياة المسلمين تثبت هذه الدعوى.فقد كان معاوية يرسل بعض قادته العسكريين على المناطق الموالية لعلي (ع) من أجل قتل أهلها وتشريدهم وتدمير ممتلكاتهم ونهب أرزاقهم.

فقد أرسل معاوية سفيان بن عوف الغامدي على رأس جيش إلى العراق وأوصاه بوصية جاء فيها:
(فاقتل كل من لقيته ممن هو ليس على مثل رأيك, وأخرب كل ما مررت به من القرى، وأحرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل وهو أوجع للقلب).ودعا معاوية الضحاك بن قيس وأمره بالتوجه إلى الكوفة وقال له: (من وجدته في طاعة علي فأغر عليه) فأقبل الضحاك إلى ضواحي الكوفة فنهب الأموال وارتكب المجازر فيها. واستدعى معاوية بسر بن أرطأة وأمره بالتوجه إلى الحجاز وقال له: سر حتى تمر بالمدينة فاطرد الناس, وأخفْ من مررت به, وأنهب أموال كل من اصبت له مالاً ممن لم يكن قد دخل في طاعتنا, وأرهب الناس بين المدينة ومكة وشردهم, ولا تنزل على بلد أهله على طاعة علي إلا بسطت لسانك حتى يروا أنهم لا نجاة لهم, وادعهم إلى البيعة لي فمن أبى فاقتله, واقتل شيعة علي حيث كانوا. فذهب بسر وأغار على المدينة ومكة وقتل ثلاثين ألفاً عدا الذين أحرقهم بالنار.

وكتب معاوية إلى موظفيه وعامليه على المناطق في إطار سياسة التجويع وسلب الأموال وحرمان كل من يوالي علياً(ع) من العطاء والتقديمات :(انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان, وأسقطوا عطاءه ورزقه، ومن اتهمتموه بمولاة القوم فنكلوا به واهدموا داره).هذا الواقع الفاسد المنحرف الظالم الذي طال حياة الناس ومعتقداتهم وقناعاتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم وضع هؤلاء الشباب والأصحاب الأوفياء وجهاً لوجه أمام دورهم الرسالي والجهادي.

الدور الرسالي الذي يفرض عليهم أن يدافعوا عن دينهم وقيم دينهم ويمنعوا الحاكم الجائر من أن يوظف الدين ومفاهيم الدين لخدمة سياساته وممارساته. والدور الجهادي الذي يحتم عليهم أن يثوروا وينهضوا في الميدان لمواجهة الطغاة والمنحرفين والظالمين والإرهابيين. لقد ضرب هؤلاء الشباب إلى جانب إمامهم الحسين بن علي (ع) المثل والقدوة في حرب المفسدين والظالمين والإرهابيين.

واليوم التاريخ يعيد نفسه.. فالإرهاب الذي مارسه الحكم الأموي بحق المسلمين, بكل ما تضمنه من قتل وتخريب وتدمير وتهجير وتشريد وتجويع, نجده بكل عناوينه اليوم في سلوك الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تمارس الإرهاب نفسه والقتل نفسه والتخريب والتدمير نفسه والتهجير والتشريد نفسه.

هؤلاء هم من شريحة أولئك وامتداد لهم , فالفكر هو الفكر والنهج هو النهج والسلوك هو نفس السلوك,وفي المقابل فإن من يقف في مواجهتهم من المجاهدين والمقاومين ليمنعهم من التمادي في إرهابهم وليمنعهم من السيطرة على المنطقة وعلى العالم الإسلامي هم من شريحة أصحاب أبي عبد الله الحسين (ع) أيضاً.. وهم في معظمهم من الشباب أيضاً, من جيل الشباب, هؤلاء الشباب المجاهدون هم امتداد لأولئك الشباب الذين التحقوا بالحسين(ع) وبثورته ونهضته.
ولذلك المعركة هي المعركة والصراع هو الصراع والنداء الذي أطلقه الحسين في اليوم العاشر }هل من مغيث يغيثنا{ هو نفس النداء والتلبية هي نفس التلبية.

وبالتالي كما كان المطلوب من اولئك الذين عاصروا الحسين(ع) وسمعوا منه نداء الإستغاثة والإستنصار مباشرة تلبية النداء, المطلوب منا جميعاً اليوم تلبية النداء أيضاً ومواجهة هذه الجماعات التكفيرية الإرهابية . الشباب المجاهدون الذين خرجوا لقتال التكفيريين في سوريا وعلى الحدود وكل الشهداء الذين سقطوا على هذا الطريق إنما خرجوا ليدافعوا عن كل شعوب المنطقة بكل مكوناتها وطوائفها وأعراقها, عن السنة والشيعة, والمسلمين والمسيحيين, وعن مقدساتهم وأرضهم وبلدانهم.

هؤلاء يدافعون عن حرية هذه الشعوب حريتها في معتقداتها وقناعاتها, وحريتها في التعبير عن رأيها, وحريتها في العيش بأرضها. لو تركت الجماعات التكفيرية الإرهابية بلا مقاومة لاجتاحت لبنان وقتلت أهله وهجرت شعبه واستباحت أرضه ومدنه وبلداته وقراه, كما فعلت بأجزاء من العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيره.لو لم يدافع المجاهدون والمقاومون عن دول هذه المنطقة لسيطرت الجماعات التكفيرية الإرهابية على كل دول المنطقة, ولهجرت وشردت الملايين من الناس من بلدانها كما شردت في العراق وسوريا وغيرها.