21-11-2024 08:20 PM بتوقيت القدس المحتلة

العلماء يبرهنون نظرية حيّرت أينشتاين طويلاً

العلماء يبرهنون نظرية حيّرت أينشتاين طويلاً

بعد 80 عاماً من وصف أينشتاين فكرة أنَّ مراقبة جسيم ما، يمكن أن تغيِّر في الوقت نفسه من وضعية جسيم آخر بعيد عنه، بأنَّها «خيالية»، أكَّد علماء ألمان صحّة هذه الفرضية

العلماء يبرهنون نظرية حيّرت أينشتاين طويلاًأنباء غير سارة لكلّ من عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، ومن يعتزمون اقتحام منظومات الشبكات الكميّة المشفرة.

بعد 80 عاماً من وصف أينشتاين فكرة أنَّ مراقبة جسيم ما، يمكن أن تغيِّر في الوقت نفسه من وضعية جسيم آخر بعيد عنه، بأنَّها «خيالية»، أكَّد علماء ألمان صحّة هذه الفرضية بما لا يدع أيّ مجال للشكّ. وأفاض الباحثون في دورية «نيتشر» في تفاصيل تجربة كيف أنَّ إلكترونين في موقعين تفصل بينهما مسافة 1.3 كيلومتر في حرم جامعة دلفت للتكنولوجيا، نشأت بينهما رابطة واضحة وآنية وغير مرئية.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الدراسة الجديدة سدَّت الثغرات في تجارب سابقة كانت قد تركت ظلالاً من الشك بشأن ما إذا كانت هذه العلاقة الغامضة التي تضمَّنتها نظرية الكمّ، حقيقية أو لا. واشتهر أينشتاين بتمسّكه في ثنايا أبحاث علميَّة في العام 1935، بأنَّ ما وصفه بـ «الفعل الخيالي من على بعد»، يجب أن يجافيه الصواب، وأنَّه يجب أن تكون هناك خصائص لم تكتشف بعد للجسيمات لتفسير مثل هذا السلوك الذي يناقض الفطرة.

وتبثّ مثل هذه الفكرة الحيرة في خبراتنا الحياتيّة اليوميّة، إذ لا يبدو أنَّ التغيرات تظهر للعيان إلَّا من خلال تفاعلات مكانيّة. لكنّ أدلّة علميّة تراكمت في العقود الأخيرة، أفادت بأنَّ الجسيمات قد تتّصل وترتبط بعضها ببعض في واقع الأمر، مهما كانت المسافة التي تفصل بينها.

وتجربة جامعة دلفت تعتبر قاطعة بشكل لا يقبل الجدل لأنه، وللمرة الأولى، قام العلماء بسدّ فجوتين محتملتين في آن واحد، تشير الأولى إلى أنَّ الجسيمات قد تتّصف بسلوك تزامني على نحو ما، فيما توضح الثانية أنَّ التجارب السابقة ربَّما لم ترصد سوى زوجين مترابطين غير أساسيين من الجسيمات. ومن أجل إثبات هذه الفرضية، استخدم الفريق البحثي - تحت إشراف الأستاذ في جامعة دلفت، رونالد هانسون - ألماستين تحتويان على شراك دقيقة للإلكترونات ذات خاصية مغناطيسية تسمّى عزم الدوران، ثمّ رصدوا جميع الأزواج المترابطة على مسافة 1.3 كيلومتر تفصل بين المختبرَين.

وتسدل هذه التجربة بالفعل، الستار على جدل علميّ استمر 80 عاماً، لكن هانسون قال إنَّ لها آفاقاً مهمة بالنسبة إلى المستقبل نظراً لأنَّ علوم التشفير المتطوّرة تستعين بالفعل بخواص نظرية الكمّ لتأكيد أمن المعلومات.

وقال هانسون: «ربما كانت هذه الثغرات أبواباً خلفيّة لاقتحام شبكات منظومة ما. وعندما تخلو المنظومة من الفجوات، تكون قد أضفت طبقة إضافية من التأمين وتكون واثقة بصورة مطلقة من استحالة أن يقوم المتسلّلون باقتحام الشبكات». (رويترز)