22-11-2024 08:07 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 29-10-2015: الحكومة تنتظر "أوكسيجين النفايات"

الصحافة اليوم 29-10-2015: الحكومة تنتظر

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 29-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها دخول ملف النفايات في عدّه العكسي نحو الانفراج أو الانفجار، على وقع تدحرج مهلة الوزير أكرم شهيب لحسم خياراته..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 29-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها دخول ملف النفايات في عدّه العكسي نحو الانفراج أو الانفجار، على وقع تدحرج مهلة الوزير أكرم شهيب لحسم خياراته..

السفير
بري لـ«السفير»: كل ديك على مزبلته صيّاح!
الحكومة تنتظر «أوكسيجين النفايات».. والأمن مهدد بالرواتب

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والعشرين بعد الخمسمئة على التوالي.

مرة أخرى، ضرب المطر بقوة وغزارة، مجتاحاً العديد من الشوارع التي تحولت الى سجون برمائية، ومحاصراً المواطنين في سياراتهم التي بدت أقرب الى زنزانات عائمة، بعدما «طافت» نقاط الضعف في البنية التحتية المترهلة، بالتواطؤ مع «خلايا» النفايات.

وفيما تبين أن الدولة لم تتعلم من درس الشتوة الاولى، دخل ملف النفايات في عدّه العكسي نحو الانفراج أو الانفجار، على وقع تدحرج مهلة الوزير أكرم شهيب لحسم خياراته، والتي مددها ساعات قليلة، بغية إعطاء فرصة لتسويق اقتراح إنقاذي تقدم به الرئيس نبيه بري في «الوقت المستقطع»، ويبدي فيه استعداد «حركة أمل» و «حزب الله» لتحمل مسؤولية معالجة النفايات، ضمن نطاق بيئتهما الجغرافية، وصولا الى تحقيق «التوازن» في الواجبات على هذا الصعيد.

وقد نجح اقتراح بري في تحقيق اختراق أولي، لكنه غير مكتمل، في انتظار استكمال الاتصالات اليوم، ليتقرر بعد ذلك ما إذا كانت هناك قابلية لتطبيق خطة المعالجة الرسمية بعد تكييفها مع طرح بري ثم عقد جلسة حكومية تعطي إشارة المباشرة في التنفيذ، أم ان حظوظ الخطة أصبحت معدومة تحت وطأة بعض الاعتراضات المناطقية عليها.

ولم يكن ينقص هذا الواقع المتحلل سوى خطر عدم دفع رواتب الجيش والأجهزة الأمنية، في توقيت تحتاج فيه القوات المسلحة الى كل دعم في معركتها ضد الإرهاب، فكيف إذا كان الأمر يتعلق ببديهيات من نوع الرواتب!

«أرنب» بري
وتوضيحاً لموقفه المستجد، قال الرئيس بري لـ «السفير»: في الأساس، لم أكن أريد التدخل في أزمة النفايات على قاعدة أن هناك قراراً صادراً عن مجلس الوزراء يتطلب التنفيذ، أما وأن الأمور تطورت نحو الأسوأ، فقد تدخلت مباشرة لمحاولة استدراك الوضع، وقدمت للمرة الأولى اقتراحاً محدداً للمساهمة في معالجة هذه الأزمة، ينتظر موافقة الأطراف الأخرى عليه، حتى يسلك طريقه الى التنفيذ.

وردا على سؤال حول طبيعة الاقتراح، أوضح أنه يستند الى قاعدة أساسية، وهي «أن كل ديك على مزبلته صيّاح»، مضيفاً: لقد أصر البعض للأسف على تطييف ملف النفايات ومذهبته، وانطلاقاً من ذلك طرحت أن نتحمل في «حزب الله» و «حركة أمل» مسؤولية التخلص من النفايات التي تفزرها المناطق الواقعة في دائرة نفوذهما، على قاعدة اللامركزية وتعزيز دور البلديات، بحيث لا يعود ثمة مبرر للقول إن هناك فئة تتحمل وزر هذا الملف وفئة أخرى تتهرب منه.

وأشار الى انه «إذا تم التجاوب مع طرحي يُفترض أن يعقد مجلس الوزراء جلسة عاجلة له، خلال 24 أو 48 ساعة لإقرار الحل الشامل لأزمة النفايات، وتأمين التغطية القانونية من أجل صرف رواتب العسكريين»، لافتا الانتباه الى انه تلقى في هذا الإطار أكثر من اتصال هاتفي من قائد الجيش العماد جان قهوجي الموجود في اسبانيا.

وأكد أن جلسة الحوار العشرين بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» كانت ناجحة، مشددا على أنه تقرر تفعيل الخطة الأمنية في البقاع، بدعم كامل من «الحزب» و «حركة أمل»، وقد تبين خلال الجلسة أن «حزب الله» هو الذي يشكو من تقصير القوى الأمنية.

وتابع: المطلوب من الأجهزة الرسمية المختصة أن تلجم حالة الفلتان في البقاع بحزم وبسرعة، ونكرر أنه لا غطاء لأي مرتكب أو مخالف، وما يدعو للأسف أن عدد الضحايا الذي يسقط نتيجة الحوادث المتنقلة يوحي بأننا نخوض مواجهة مع «داعش»، في حين أن ما يحصل هو اننا ندفع ثمن الفوضى.

ولفت الانتباه الى أن هناك تقدماً في التحضيرات لعقد جلسة تشريعية، آملا أن يؤدي إدراج مشروع استعادة الجنسية على جدول الأعمال الى تسهيل عقدها بحضور كل المكوّنات الميثاقية، مبدياً اعتقاده أن قانون الانتخاب أكثر تعقيداً.

شهيّب.. والخرق
وبعد الاجتماع الليلي الذي ضم الرئيس سلام الى الوزراء علي حسن خليل وأكرم شهيب ووائل ابو فاعور ونهاد المشنوق، قال شهيب لـ «السفير» إن هناك خرقاً إيجابياً سُجل أمس في جدار أزمة النفايات، تحت سقف المرحلة الانتقالية المعتمدة في الخطة المقررة، موضحاً أنه بدل الاكتفاء بمطمرين فقط، سيتم توسيع اللامركزية المناطقية في معالجة النفايات من خلال البلديات، على قاعدة الشراكة والتوازن.

وأشار الى وجود حاجة لجولة إضافية من الاتصالات اليوم، قبل أن يتضح المسار النهائي الذي سيسلكه هذا الملف، لافتا الانتباه الى أن المشاورات ستُستكمل مع جميع المعنيين، ليُبنى على الشيء مقتضاه، ويتقرر ما إذا كان ممكناً عقد جلسة لمجلس الوزراء، وهي جلسة باتت ملحة، ليس فقط لحسم مسألة النفايات، بل ايضا لتأمين رواتب العسكريين.

وأكد أنه سيسلم قبل ظهر اليوم تقريره الى رئيس الحكومة تمام سلام حول المراحل التي مرت فيها مهمته، لافتا الانتباه الى أنه قرر تمديد مسعى المعالجة بناءً على تمني الرئيسين بري وسلام، لكن «إذا لم تنجح الاتصالات خلال الساعات القليلة المقبلة في إنجاز التوافق، فأنا لن أستمر في مهمتي وسأتنحى عن الملف».

بوصعب.. والمحرقة
لكن عضو «تكتل التغيير والإصلاح» الوزير الياس بو صعب أبلغ «السفير» أن أحداً «لم يكن حتى ليل أمس قد اتصل بنا في شأن عقد جلسة للحكومة من أجل تأمين رواتب العسكريين، أو حتى لبتّ ملف النفايات»، مشيرا الى أنه تلقى فقط اتصالا لترتيب لقاء بينه وبين الوزير شهيب.

وأعرب عن اعتقاده أن دفع رواتب الجيش والمؤسسات الأمنية لا يحتاج الى مجلس الوزراء، أما بالنسبة الى النفايات «فنحن لدينا موقفنا الواضح الذي ينطلق من ضرورة منح البلديات عائداتها واعتماد اللامركزية».

وأكد أنه ماض في تجهيز محرقة لمعالجة نفايات ضهور الشوير والبلدات المجاورة، كاشفا عن أن تجهيزها سيكتمل خلال أسبوع، وجازماً بأنها صديقة للبيئة. وأضاف: لقد تبين أن المولّد الخاص الذي يُستخدم للإنارة في حي واحد يفرز نسبة تلوث تزيد عشر مرات عما يمكن أن تتسبب به المحرقة، لكن البعض يصر على تضليل الرأي العام إما نتيجة الجهل أو الوهم أو الخوف من إقفال مزراب ذهب النفايات إذ إن كلفة معالجة طن من النفايات عبر المحرقة هي 60 دولاراً فيما يتم حالياً دفع 160 دولاراً للطن الواحد.

وكانت الاتصالات قد تلاحقت، أمس، لتدارك التداعيات الوخيمة المترتبة على شلل الحكومة، بعد تحذيرات وزير المالية علي حسن خليل ووزير الدفاع سمير مقبل من تعذر دفع رواتب المؤسسات العسكرية والأمنية لشهري تشرين الثاني وكانون الأول المقبلين، والتي يحتاج صرفها الى مرسوم يصدر عن مجلس الوزراء بتحويل سلف خزينة أو اعتمادات مدورة.

وفي الانتظار، أشار وزير الدفاع سمير مقبل الى أن «رواتب العسكريين لشهري تشرين الثاني وكانون الأول غير مؤمّنة، إلا إذا اجتمع مجلس الوزراء بجميع أعضائه واتخذ القرار ليتمكن وزير المالية من التصرف ودفع الرواتب».

أما خليل فأكد أن «هناك مبالغ متوافرة من الاحتياط، وهي بحاجة الى اتخاذ قرار في مجلس الوزراء لإصدار مرسوم في هذا المجال، وفي اللحظة التي يتخذ فيها هذا القرار تتأمن كل الرواتب التي تبلغ قيمتها 444 مليار ليرة لبنانية لشهري تشرين الثاني وكانون الاول»، مشددا على أنه «لن أدفع بطريقة مخالفة للأصول والقوانين».


النهار
بيروت تعوم على "وعد" اللحظة الأخيرة!
رواتب العسكريّين تصعّد الأزمة إلى ذروتها

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "بيروت وضواحيها ترزح تحت وطأة السيول التي تحول الشوارع بحيرات عائمة بالمياه والنفايات، وخطة النفايات لا تزال تجرجر ذيولها هبوطاً وصعوداً ووعوداً ومهلاً ومواعيد بلا طائل. وإذا كان وزير الزراعة أكرم شهيب اختصر حصيلة مساعي "اللحظة الاخيرة" لبت مصير خطة النفايات العالقة عند المطمر البقاعي بقوله إنه "لم يرفع العشر بعد" في مؤشر لبلوغ هذه المساعي "الانقاذية" للخطة عنق الزجاجة، فإن الساعات المقبلة تبدو حاسمة فعلاً ليس في تقرير مصير الخطة فحسب وإنما انعكاس نجاحها أو فشلها على الوضع الحكومي كلاً.

ذلك ان "طبقة" جديدة من التأزيم برزت أمس وأضافت الى أزمة النفايات تعقيداً كبيراً تمثل في أزمة رواتب القطاع العام التي اشتعلت أولى شراراتها المبكرة مع عدم دفع رواتب الأسلاك العسكرية والأمنية عن شهر تشرين الثاني، الأمر الذي دق جرس تداعيات بالغة السلبية وبات يضغط بالحاح أشد من أجل انعقاد جلسة لمجلس الوزراء لإصدار قرار التغطية القانونية لصرف الرواتب والذي لا يمكن وزارة المال صرفها من دونه. وبحلول الـ28 من الشهر الجاري (أمس)، وهو الموعد المعتاد لصرف الرواتب للعسكريين، وقع المحظور الذي سبق لوزير المال علي حسن خليل ان حذر منه سابقاً، إذ لم تدفع الرواتب لأكثر من 103 آلاف عسكري في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى، مع بروز تخوّف من تمدّد الأزمة الى ما تبقى من السنة ما لم ينعقد مجلس الوزراء لإصدار قرار التغطية القانونية للرواتب في القطاع العام. وأكد وزير المال أن رواتب موظفي القطاع العام مؤمّنة حتى نهاية السنة وكل ما تحتاج اليه مجرد قرار في مجلس الوزراء يسمح بنقل الأموال من الاحتياط الى بند الرواتب، علماً ان الوزير كان أرسل مشروع قانون الى مجلس النواب لاقرار سلفة إضافية بقيمة 850 مليار ليرة لتأمين الرواتب حتى نهاية السنة، لكن الخلافات السياسية على تشريع الضرورة أدت الى عدم انعقاد المجلس لاقرارها، فلجأ الوزير الى مجلس الوزراء من أجل توفير الغطاء القانوني.

والحال أن تداخل ازمة النفايات مع بوادر أزمة الرواتب أدى الى قيام ما يشبه خلية أزمة بين السرايا وعين التينة طوال ساعات النهار وامتداداً الى ساعات الليل.

مطمر البقاع
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ليل امس ان اللقاءات والاتصالات التي جرت أمس في شأن ملف النفايات انتهت الى وعد من "حزب الله" بتسهيل إنشاء مطمر للنفايات في البقاع الشمالي، لكن جواباً نهائياً سيتبلغه صباح اليوم رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام في شأن هذا المطمر، بما يسمح بدعوة مجلس الوزراء الى جلسة طارئة تبت فيها أيضاً قضية الرواتب. وأوضحت المصادر جانباً من هذه الاتصالات التي جرت بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سلام، ودارت حول تمنٍ من بري أن يدعو سلام الى عقد جلسة للحكومة متعهداً توفير مستلزمات نجاحها ومنها اقتراحات في شأن مطمر البقاع. غير أن رئيس الوزراء، انطلاقاً من تجربته وحرصه على عدم القيام بخطوة غير مكلّلة بالنجاح، أبدى استجابة لدعوة رئيس المجلس شرط أن يسبق انعقادها تعهد من سائر القوى السياسية ولا سيما منها "حزب الله" في شأن المطمر. وفي هذه الاثناء كان بري مجتمعا مع الوزيرين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور، فحمّلهما إقتراحاً من الحزب في شأن المطمر فتوليا نقله الى السرايا مساء.

وخلال الاجتماع الذي رأسه مساء الرئيس سلام في حضور الوزراء شهيب وأبو فاعور ونهاد المشنوق، استدعي وزير المال ليس بصفته وزيراً من حركة "أمل"، بل بصفته وسيطاً متابعاً مع "حزب الله" في شأن المطمر البقاعي للبحث معه في ضمانات عملانية لم تكن متوافرة حتى المساء. وقد حمل خليل ملاحظات السرايا على أن يأتي صباح اليوم بأجوبة عنها الى الرئيس سلام كي يتضح مسار الأمور. وسيعقد سلام اجتماعاً مع الوزير شهيب في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم يعتقد انه سيكون حاسماً، علماً ان شهيّب بدا متريثاً حتى ليل امس في الموقف الذي سيتخذه اليوم في انتظار "مساعي اللحظة الاخيرة". وأكد ليلاً أن ثمّة موقعاً في البقاع جرى تحديده من خلال الاتصالات مع "حزب الله" وحركة "أمل" وستتبلور الأمور خلال الساعات الـ24 المقبلة، ولكنه تحفظ عن كشف مكانه، مشيرا الى أن المطمر مدروس. وإذ أكد أنه سيرفع تقريره اليوم الى الرئيس سلام، لفت الى أن الأمر يحتاج الى جلسة لمجلس الوزراء لادخال بعض التعديلات على الخطة.

وعلمت "النهار" أن الرئيس سلام أكد في اجتماع السرايا مساء أنه لن يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء إلاّ إذا اكتملت عناصر الحل لأزمة النفايات، ولا حل لأزمة النفايات ما لم يوجد مطمر آخر الى جانب مطمر سرار في عكار "ولا يحدّثني أحد عن فرض مطمر سرار بالقوة فهذا غير وارد ان نتسبب باصطدام الناس مع القوى الأمنية".

وفيما ترددت معلومات عن إمكان اتجاه الرئيس سلام الى الاعتكاف او الاستقالة اذا اصطدمت المساعي الحثيثة الجارية بحائط مسدود، علم ان سلام تلقى أمس العديد من الاتصالات من مرجعيات داخلية وخارجية تتمنى عليه عدم الاستقالة نظراً الى دقة الظروف التي يجتازها لبنان، وأبرز تمن جاء من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي العائد من الفاتيكان والذي استبعد اقدام الرئيس سلام على هذه الخطوة بما أوحى أن موقفه يعبّر عن الفاتيكان أيضاً.

مجلس النواب
وعلى المسار النيابي، علمت "النهار" من مصادر هيئة مكتب مجلس النواب التي اجتمعت أول من أمس في عين التينة برئاسة الرئيس بري أن قراراً نهائياً اتخذ بتوجيه الدعوة الأسبوع المقبل الى جلسة تشريعية. واعتبرت أن هذا القرار يمثل استقلال المجلس في السير قدماً لإنجاز التشريعات الضرورية للبلاد. وأضافت ان المطلوب أيضاً الافراج عن مجلس الوزراء ليكتمل المساران التشريعي والتنفيذي.

بيروت العائمة !
في غضون ذلك، تكرّر مشهد الطوفان في بيروت وضواحيها على غرار ما حصل الأحد الماضي مع هطول الامطار الغزيرة بعد ظهر أمس، التي سرعان ما تحولت معها معظم مناطق العاصمة وضواحيها بحيرات عائمة. وطوال أكثر من خمس ساعات أقفلت معظم مداخل بيروت واحتجز المواطنون في سياراتهم كما اقفلت الأمطار ما تبقى من اقنية ومجار نجت من الحامولة السابقة. كذلك تسببت الأمطار بإقفال نفق المطار وطاف نهر بيروت بالنفايات المتراكمة على ضفتيه واجتاح نهر الغدير منازل وأكواخاً لجهة حي السلم.


الأخبار
حلّ طائفي لأزمة المطامر

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "تداركت القوى السياسية أمس احتمال موت خطة الوزير أكرم شهيب، فتسارعت الاتصالات واللقاءات لإيجاد مخارج. إلّا أن الدولة الطائفية العاجزة لم تنتج سوى حلّ على شاكلتها: مطمر نفايات لكل طائفة!

لأن الدولة وأركانها لا يتقنون إلا لعبة التطييف والمذهبة، لم يجدوا طرحاً لحل مشكلة النفايات إلا بـ»توزيعها في شكل عادل على المناطق والطوائف»، وفقاً لصيغة «6 و6 مكرّر» الهشة. وإذا سارت الأمور وفق الطروحات الأخيرة التي تم تداولها أمس لحل أزمة النفايات، فقد لا يمر وقت طويل قبل أن تُفرز الزبالة وتعالج مذهبياً، قبل إرسالها الى «مطامر الطوائف».

ومع وصول خطة وزير الزراعة أكرم شهيب الى الطريق المسدود، مع ترويج تيار المستقبل طوال الأسبوعين الماضيين أنه عاجز عن فتح مطمر سرار في عكار إذا لم يُؤمّن في المقابل «مطمر شيعي»، خرج الرئيس نبيه برّي بطرح توزيع المطامر على المناطق. وأبدى وزير المال علي حسن خليل، في اللقاء المطوّل الذي ضمّه في السراي الحكومي أمس مع رئيس الحكومة تمام سلام والوزراء شهيب ووائل أبو فاعور ونهاد المشنوق، موافقة حركة أمل وحزب الله على تولّي أمر نفايات الضاحية الجنوبية، على أن تذهب نفايات بيروت الى سرار ونفايات الشوف وعاليه وبعبدا الى مطمر يعمل النائب وليد جنبلاط على تأمينه. وفي هذه الحال، يكون على القوى المسيحية مسؤولية إيجاد مطمر لنفايات المتن وكسروان.

وفيما لم يفصح خليل عن مكان المطمر، أكدت مصادر لـ»الأخبار» أن المشنوق مستمر في الاتصال مع فعاليات عكار لتبديد هواجس البعض والوصول الى حل، وأن شهيب سيلتقي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون والنائب سامي الجميّل من أجل مسألة تأمين مطمر لجبيل وكسروان. وتوقّعت المصادر أن تدخل القوى المسيحية في حملة مزايدات في ما بينها، ما قد يعرقل تنفيذ هذا الاقتراح، علماً بأن تمريره يحتاج الى جلسة لمجلس الوزراء لتمويله، ويتطلب موافقة مسيحية. وفيما قالت المصادر إن تطبيق هذا المخرج ليس مستحيلاً، إلا أنها لم تعلّق آمالاً كبيرة على إمكان تمريره.

الى ذلك، أجرى قائد الجيش أمس سلسلة اتصالات بسلام ووزير المال والرئيس نبيه بري، كذلك زار وزير الدفاع سلام لمعالجة أزمة صرف رواتب العسكريين. وتتعدى أزمة الرواتب الجيش إلى قوى الأمن الداخلي والأمن العام وبعض قطاعات التعليم والموظفين.

وأشارت مصادر مقرّبة من وزير المال إلى أن الأخير أجرى سلسلة إجراءات لتوفير الأموال اللازمة عبر التوفير من الإنفاق العادي. وقالت المصادر إن «الوزارة سحبت كل الاقتراحات ومراسيم النقل من الاحتياطي، ووفرنا المال، وأمّنا ما يغطي حتى نهاية العام. لكن هذا الأمر يتطلب نقل الأموال من الاحتياط إلى بند الرواتب، وهذه تحتاج إلى مرسوم من مجلس الوزراء»، في وقت يصرّ فيه سلام على عدم الدعوة إلى جلسة للحكومة قبل الوصول إلى مخرج من أزمة النفايات. وقالت المصادر إن «وزير المال حذّر من هذه الأزمة منذ أكثر من شهر ونصف، والقوى السياسية لم تستجب ولم تتعاطَ بجدية، وهو لن يصرف مالاً بطريقة غير قانونية، وعلى القوى السياسية تحمّل مسؤولياتها».


اللواء
الرواتب تضغط لمجلس وزراء خلال ساعات.. ومطمر البقاع بات جاهزاً
إستياء واسع في أوساط الموظّفين والعسكريّين.. ووفد من «المستقبل» وحزب الله إلى اليرزة قريباً

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "إذا تبلغ وزير الزراعة اكرم شهيب، والمكلف بمعالجة ملف النفايات اليوم، مكان المطمر الذي قبل «حزب الله» وحركة «امل» ان يكون موازياً لمطمر سرار في عكار، والذي سيخصص لألف طن يومياً من نفايات الضاحية الجنوبية، فإن هذا القبول سينقل إلى الرئيس تمام سلام ليبنى على الشيء مقتضاه، بالنسبة إلى دعوة مجلس الوزراء لجلسة استثنائية على وجه السرعة، لا يتجاوز موعد انعقادها بعد ظهر اليوم، أو في أبعد مدى بعد ظهر السبت.

وإذا كان الجواب يتراوح بين بين، أو مرتبطاً بشروط فيها انتقاص من مبدأ المساواة وسيادة القرار الحكومي، فإنه أي الرئيس سلام، سيعقد مؤتمراً صحفياً بعد اجتماعه بالوزير شهيب وفريق العمل الذي انضم إليه فريق من خبراء الصحة كلفه الوزير وائل أبو فاعور اعداد تقرير عن كشف صحي على كل المطامر، يصارح فيه اللبنانيين، كما سبق ووعد لحقيقة الموقف، بما في ذلك القرار الذي سيتخذه باستقالة الحكومة أو الاعتكاف.

وكشف مصدر وزاري معني لـ«اللواء» ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة طارئة على عجل للنظر في التعديلات الممكن إدخالها على خطة النفايات التي سبق واقرها مجلس الوزراء قبل أكثر من شهر، وذلك في ضوء التعديلات التي اقترحها الرئيس نبيه برّي وجرى تداولها في عين التينة مع الوزيرين شهيب وأبو فاعور، واكدها في اجتماع السراي أمس وزير المال علي حسن خليل الذي شارك في الاجتماع موفداً من رئيس المجلس.

ورجح المصدر انعقاد هذه الجلسة لمجلس الوزراء بعد ان تبين ان للمشكلة بعداً آخر فرض نفسه بقوة على جدول الاتصالات لعقد الجلسة يتعلق بنقل اعتمادات بقرار من مجلس الوزراء، حتى تتمكن وزارة المال من تحويل معاشات العسكريين الناقصة إلى حساباتهم في المصارف قبل الأوّل من الشهر المقبل، الأمر الذي استدعى تدخلاً من وزير الدفاع سمير مقبل الذي نقل مخاوف القيادة العسكرية من الانعكاسات السلبية لعدم دفع رواتب العسكريين كاملة في الوقت المعتاد من كل شهر، وذلك في ضوء استياء أوساط العسكريين من تأخر دفع رواتبهم لهذا الشهر أيضاً.

وكشف مقبل من السراي ان رواتب العسكريين غير مؤمنة لشهري تشرين ثاني وكانون أوّل، ما لم يجتمع مجلس الوزراء بجميع أعضائه ويتخذ القرار بتمكين وزير المالية من إعطاء الأمر بصرف الرواتب، مؤكداً «انا لا استطيع ترك العسكر الموجود في عرسال ورأس بعلبك وفي الشمال والجنوب من دون رواتب».

وإذ نفى وزير المال وجود نقص لدى المالية، حاصراً الأزمة بعدم قدرته على مخالفة الأصول، أكّد ان وزارة المالية جاهزة في هذه اللحظة لأن تدفع «لكنني لن ادفع بطريقة مخالفة للأصول والقوانين، لا استطيع وليس لا أريد، فحتى لو اردت ان اخالف فانني لا استطيع».

حركة شهيب وأبو فاعور
وفي تقدير مصدر وزاري، ان التحرّك النشط الذي قام به أمس الوزيران شهيب وأبو فاعور باتجاه كل من الرئيس برّي والرئيس سلام في شأن ملف النفايات، وما يمكن ان يحمله من انفراجات على صعيد الوضع الحكومي، عزّز الأمل بأن الأبواب لم تقفل نهائياً، وأن لا أحد لديه رغبة بالوصول إلى «أبغض الحلول»، مؤكداً ان خيار استقالة الرئيس سلام قد لا يُشكّل حلاً لما يجري، وربما «هز العصا» أضحى ضرورياً في هذه المرحلة.

وعزّز هذا الانطباع ما أعلنه البطريرك الماروني بشارة الراعي لدى عودته أمس من ميلانو، من انه يعتقد ان الرئيس سلام ليس متهوراً إلى هذا الحد ليقدم استقالته ويرمي بالبلد نحو المجهول، مشككاً في احتمال تقديم الاستقالة في ظل عدم وجود جهة يقدم إليها كتاب الاستقالة.

وفي اتصال مع «اللواء»، اعتبر الوزير شهيب ان هناك محاولة أخيرة ستتم اليوم لفتح ثغرة في جدار أزمة النفايات، مشيراً إلى ان ما من أفكار جديدة، بل مزيداً من الاتصالات بين الأمس واليوم للوصول إلى معالجة. ورداً على سؤال حول الوضع الحكومي، اجاب: «هذا الوضع ليس عندي بل لدى الرئيس سلام».

وأوضح شهيّب في مداخلة مع برنامج «بموضوعية» من محطة M.T.V أنه سيرفع اليوم إلى الرئيس سلام تقريراً بحصيلة الاتصالات الطويلة التي أجراها أمس، آملاً أن نتمكن اليوم من الإعلان عن موعد البدء بتنفيذ خطة النفايات والتي شدّد على أنها تحتاج إلى جلسة لمجلس الوزراء.

وكشف أن الرئيس سلام وقّع اليوم على المرسوم المرتبط بحق البلديات من أموال الصندوق البلدي المستقل، كما أوعز إلى مجلس الإنماء والاعمار التوقيع على اتفاقية إنشاء معمل للكهرباء بجوار مطمر الناعمة والذي سيكلف 14 مليون دولار.

ولفت إلى أن هناك بحثاً جدّياً في مسألة مطمر البقاع، واصفاً موقف الرئيس برّي بأنه واضح، مبدياً اعتقاده أن الموقع الذي يجري البحث في شأنه سيعطى في النهاية، وهو سيساهم في شكل كبير في تنفيذ الخطة، مشيراً إلى أن «حزب الله» وحركة «أمل» في لقاءات متواصلة منذ قرابة أسبوع، وهناك تواصل معهم وسنتواصل مجدداً اليوم.

ولفت إلى أن الموقع المشار إليه صالح ومدروس في الخطة الأساسية، وهو سليم من الناحية البيئية، ولا سيما عندما يتحوّل إلى مطمر صحي، إلا أن شهيّب تكتم حول المكان، مشيراً إلى أنه من حق النّاس أن تعلن عنه.

من ناحيتها، التزمت مصادر الرئيس سلام الصمت رافضة الإفصاح عمّا يدور في الاجتماعات، لكنها أكدت أن رئيس الحكومة ما يزال مصرّاً على عدم دعوته إلى أي جلسة لمجلس الوزراء إذا لم تكن منتجة، وإذا لم يكن هناك مطمر موازٍ لمطمر سرار.

أما الرئيس برّي، فقد أكد من جهته على ضرورة معالجة ملف النفايات بشكل نهائي وحاسم، مشدداً على أن هذه المعالجة باتت ضرورة وطنية لا تحتمل التأخير، ولفت إلى أن أجواء اجتماع هيئة مكتب المجلس كانت جيدة ومشجعة، وأنه سيستكمل الثلاثاء المقبل تمهيداً للجلسة التشريعية المرتقبة، والتي بات من الضروري عقدها في أقرب وقت نظراً للحاجة الملحّة إليها.

وفُهم أن الرئيس برّي يعوّل على ضرورة بقاء الحكومة لتأمين دستورية الجلسة التشريعية، من هنا فهو يضغط لتوفير المخارج اللازمة لاستمرارية عمل الحكومة، من خلال حل مشكلة النفايات ورواتب الموظفين.

وجدّد برّي، خلال لقاء الأربعاء النيابي، التأكيد على أهمية استمرار الحوار، سواء على مستوى الحوار الوطني، أو على مستوى الحوار الثنائي بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» بمشاركة حركة «أمل»، واصفاً أجواء جلسة أمس الأول بأنها كانت «إيجابية وصريحة ومثمرة».

الحوار
ومع ذلك، فقد لوحظ بعد أقل من 24 ساعة على هذه الجلسة، والتي وصفت بأنها كانت «الأكثر جدية وإنتاجية». تجدد الحملات المتبادلة بين طرفي الحزب والمستقبل، ولكن عبر قناتي «المستقبل» و«المنار»، فلفتت «المستقبل» إلى أن «البلاد يحكمها جنرال التعطيل وإسمه الحركي حزب الله»، فيما أشارت «المنار» إلى «تراجع البعض عن العنتريات المنبرية والمراهقات السياسية»، و«أن «المستقبل» عاد إلى طريق الحوار في عين التينة ليتنهد (وزير الداخلية نهاد) المشنوق الصعداء، وهي ليست المرة الأولى التي يحتوي فيها حزب الله وحركة «أمل» صبيانات كادت تودي بالحوار».

وفيما علمت «اللواء» أن المتحاورين اتفقوا على زيارة اليرزة بصحبة الوزير خليل للقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي، ونقل رغبتهم بتطبيق الخطة الأمنية في البقاع، كشفت مصادر «حزب الله» أنه بعد المصارحة والعتاب، غمز الحزب من قناة تيّار «المستقبل» بأنه مساهم في عرقلة الاتفاق الذي وافق عليه النائب ميشال عون وانتهى بصيغته الأخيرة إلى قبوله التمديد سنة واحدة للعميد شامل روكز.


البناء
واشنطن وموسكو تشجّعان ثنائية مصرية إيرانية بعد لقاء فيينا... ولبنان يحضر
تسونامي أكراد ألمانيا يسبّب الرعب في أنقرة... واليمن نحو مسقط بعد أسبوعين
بري يبشّر بالجلسة التشريعية وضمان الحوار... وسلام يرتاح من مشكلة النفايات

صحيفة البناء كتبت تقول "فيما يركز الجيش السوري تحت غطاء جوي روسي على الطرق الدولية بعد تأمينه التلال والقرى والبلدات المهمة في جبهتي حلب ودرعا الاستراتيجيتين، تتركز العيون السياسية على لقاء فيينا غداً بعدما ظهرت محدودية فعالية اجتماع باريس لحلفاء الحرب على سورية برعاية أميركية، بينما الحدث سيكون حصراً مصر لمشاركتها في المحادثات الخاصة بسورية بلقاء فيينا بعيداً عن المشاركة في تجمّع باريس، ومشاركة إيران من دون أن يثير أحد ضجيجاً سلبياً احتجاجياً، كما حدث في المرات السابقة كلّها.

ميدانياً كان الجيش السوري يقترب من الإمساك بطريق السلمية خناصر ـــ حلب، مع وصوله إلى أطراف أثربا، وكذلك يحكم السيطرة على تلال هامة على طريق درعا ـــ الحدود الأردنية، مع النزوح الذي تسجّله الجماعات المسلحة إلى خارج الحدود، بينما يرتبك النظام الأردني في ظلّ المعلومات التي تشير إلى اقتراب «داعش» من الحدود الأردنية العراقية، تحت تأثير معارك الأنبار، ومحاولات الحكم الأردني ربط خيوط وخطوط التنسيق مع روسيا تحت عنوان الحرب على الإرهاب، بصورة تتميّز عن الموقف السعودي الذي أصابه الذعر من تمدّد «داعش» قرب الحدود مع العراق، لكنه لا يزال ينتظر حاصل محاولاته تجميع أصوات ضاغطة في لقاء فيينا على الموقفين الروسي والأميركي.

خريطة فيينا صارت واضحة، بتبلور ثلاثي الجنون الفرنسي السعودي التركي، مقابل ثلاثي وسطي أردني وإماراتي وبريطاني، كما أشّرت مباحثات باريس التمهيدية، ليكون اللقاء الأول في فيينا لقاء احتفالياً بحضور إيران ومصر، إيران التي كان حضورها منذ جنيف الأول ممنوعاً أميركياً وسعودياً لكنه هذه المرة جاء بسلاسة لافتة، يغطي عليه التصعيد السعودي ضدّ سورية وتجاهل الحضور، بينما الخيبة السعودية من ضمان الوصاية على مصر تشكل مرارة أكبر، بعدما استخفّ السعوديون بالمصريين وتخيّلوا أنّ تموضعهم مع تركيا العابث الأول بالأمن المصري سيتجرّعه المصريون دون ردّ فعل دفاعاً عن أمنهم وبلدهم.

الثنائي المصري الإيراني لما يمثل من فرص تسوية للمشهد الإقليمي، سيحظى برعاية خاصة روسية أميركية، وفي الحلّ السياسي في سورية وتكامله مع الحرب على الإرهاب يبدو واضحاً للمراقبين أنّ مصر وروسيا ستتوليان فك وتركيب هياكل المعارضة السورية تمهيداً لجنيف الثالث في الربيع المقبل، بينما يشكل التلاقي بين مصر وإيران بشراكة سورية تبديداً لمناخات التوتر الطائفي في المنطقة ينتظر أن ينال على أساسه المصريون دوراً في العراق، ولاحقاً في التسوية اللبنانية، إذا سارت الأمور في سورية كما يجب.

كل شيء يتوقف على ما سيجري في تركيا يوم الأحد المقبل، حيث الانتخابات التي سيشترك فيها قرابة الخمسة وخمسين مليون ناخب قياساً بانتخابات حزيران الماضي التي سجلت نسبة مشاركة قياسية قاربت الـ86 ، يصعب لعملية الحشد التصويتي أن تتخطاها هذه المرة، بحيث يجري التركيز على اتجاهات التصويت أكثر من نسبة المشاركة التي تبدو في الذروة، وقد تصل إلى 90 ، وفي ظلّ الاستقطاب الحادّ الداخلي وصعوبة زحزحة الكتل الناخبة التي تتحرّك على أساس هويات إتنية وعرقية وقومية وطائفية، وليس على أساس برامج سياسية واقتصادية، بدت حظوظ حزب العدالة والتنمية بتغيير نتائج انتخابات حزيران قليلة، والرهان على حرمان حزب الشعوب الديمقراطي الذي يمثل الأكراد واليسار الممتدّ في البيئة العلوية، يتضاءل، وبقي مركز الحزب الحاكم يراهن على فعالية حملاته الإعلامية والأمنية بإضعاف المشاركة الكردية، في ضوء الاتهامات الموجهة لحزب الشعوب الديمقراطي بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني بأعمال إرهابية، فجاء تصويت أكراد ألمانيا المهاجرين من تركيا والذين يمثلون قرابة مليون ناخب وحدهم بمثابة إنذار لحزب الرئيس التركي رجب أردوغان بأنّ خطر تخطي حزب الشعوب الديمقراطي للتوقعات ربما يكون مفاجئاً بأكثر من مجرد دخول البرلمان، بل ربما يصل إلى حجز مئة مقعد من أصل خمسمئة وخمسين مقعداً يتكوّن منها البرلمان التركي.

العيون الشاخصة نحو تركيا حتى الأحد تجعل الصراخ السعودي التركي بلا قيمة، طالما كلّ شيء سيتقرّر على نتائج فوز أو خسارة أردوغان فرص تشكيل حزبه منفرداً للحكومة الجديدة أو اضطراره للتشارك مع أحزاب تتمسك بوقف التدخل بالأزمة السورية وإنهاء كلّ التورّط العسكري والأمني مع الجماعات المسلحة عبر الحدود وتنظيف تركيا من بقايا «جبهة النصرة» و«داعش».

بالانتظار، انصرف السعوديون رغم الصراخ عن سورية، لترتيب أوراقهم وأوراق جماعاتهم اليمنية نحو مفاوضات مسقط التي يفترض أن تبدأ خلال أسبوعين ومن دون شروط مسبقة، برعاية أممية لترتيب وقف لإطلاق النار وفك الحصار ونشر مراقبين أمميّين للإشراف على تطبيق التفاهمات الأمنية، تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتسلّم العاصمتين صنعاء وعدن وتلتزم الحرب على تنظيم «القاعدة».

لبنان يستعدّ للمشاركة في لقاء فيينا للمرة الأولى، والحوار «مكانك راوح»، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يواصل الجهود الإنعاشية مكان رئيس الحكومة المعتكِف عملياً ليتسلّم حلولاً لملف النفايات الذي يفترض أنّ من مهامه أن يتولى تصنيعها، وفي هذا السياق لا تزال العقد المعطلة تحول دون الحديث عن وصول مساعي الحلحلة لنتائج حاسمة.

لبنان مشاركاً في «فيينا»
يشارك لبنان بشخص وزير الخارجية جبران باسيل في محادثات فيينا الدولية غداً الجمعة إلى جانب وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإيران ومصر والعراق المخصصة للبحث في الأزمة السورية ولإرساء تسوية سياسية. وإذ أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن التدخل العسكري الجوي الروسي في سورية سيعجّل التسوية السياسية، شددت على «أن دعوة إيران إلى المؤتمر خطوة جيدة في السعي لحل سياسي».

المشنوق: خطابي من لزوم المناسبة
إلى ذلك، أدرك تيار المستقبل أن الحوار لا بدّ منه للحفاظ على الاستقرار، فعاد بهدوء وفده الثلاثي للحوار مع حزب الله. وعلمت «البناء» من مصادر المجتمعين أن «وزير الداخلية نهاد المشنوق تصرّف بشكل يوحي وكأن شيئاً لم يكن وأن ما قاله في ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن كان من لزوم المناسبة وفي الجو الاستهلاكي لا أكثر»، وأشارت المصادر إلى «أن المشنوق لم يلق تجاوباً رغم محاولته، وأفهم أن هذا الأداء لا ينفع مع حزب الله وأن عليه أن يكون أكثر رصانة».

وفي موضوع الخطة الأمنية، توجّه وفد حزب الله للمشنوق بالقول «نحن لم نقف عائقاً في طريقها محمّلاً الدولة مسؤولية تعطيلها في الضاحية وفي البقاع الشمالي»، فتهرّب المشنوق من «المسؤولية ورماها عند بعض المسؤولين العسكريين». وأبدت المصادر «استهجانها من الأجواء التي أشاعها تيار المستقبل، لجهة الوعود التي تعهّد بها حزب الله في ملف النفايات أو الخطة الأمنية»، مؤكدة «أن وفد حزب الله أكد رفضه المطلق لمنطق رمي المسؤوليات وإلقائها على الآخرين».

الحوار عامل حماية للبلد
وأكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» «أن حوار تيار المستقبل ــ حزب الله سيستمر فهو يشكل عامل حماية للبلد». وإذ أشار إلى «أنه كان منتجاً وأن الأجواء كانت إيجابية، لفت إلى «أن ما يشكو منه تيار المستقبل في إشارة إلى الخطة الأمنية حزب الله يطالب به منذ زمن وليس من الآن».

وعن الجلسة العامة، أكد بري «أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى «أن جدول الأعمال لن يتعدّى 33 بنداً، اتفق على 19 اقتراح ومشروع قانون في اجتماع الثلاثاء لهيئة مكتب المجلس، على أن يُستكمل باقي جدول الأعمال الثلاثاء المقبل تمهيداً للجلسة التشريعية المرتقبة».

وإذ أعلن «أن قانون استعادة الجنسية وقّع عليه التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية كاقتراح قانون معجل مكرر»، شدّد على «أن كل القوانين التي ستصل إلى المجلس بصفة معجل مكرر وكل ما يتصل بالقروض المالية والمساعدات سيتم تحويلها إلى الهيئة العامة».

وحول قانون الانتخاب، قال بري: «إن النائب أنطوان زهرا أصرّ على وضعه على جدول الأعمال، مطالباً بإدراج القانون المختلط الذي تقدم به النائب علي بزي القائم على انتخاب نصف أعضاء المجلس مناصفة بين النسبي والأكثري، والقانون المختلط الذي تقدّم به حزب القوات وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، ومشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لكنني رفضت لوجود 17 قانوناً في أدراج المجلس تحتاج لدرس وليست جاهزة بعد».

وفي موضوع الرواتب، لفت بري إلى «مشكلة تواجه رواتب العسكريين»، مشدداً على «أن تأمين الرواتب يحتاج إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء لنقل المبالغ المتوجّبة من باب الاحتياط إلى بند الرواتب».

العقدة أرمنية في البقاع!
وفيما تواصلت المناقشات في ربع الساعة الأخير لتطبيق خطة النفايات قبل موعد اعتكاف الرئيس تمام سلام اليوم، أكد رئيس المجلس «أن حزب الله وتيار المستقبل يوافقان على إقامة مطمر في البقاع، وأن العقدة ليست عندهما إنما العقدة أرمنية»، داعياً «الجميع إلى التعاون من أجل إيجاد حل سريع». وإذ لفت إلى «أن رئيس الحكومة مصرّ على مشاركة الجميع في معالجة هذه الأزمة»، لم يُوحِ رئيس المجلس بأن هناك جلسة قريبة لمجلس الوزراء، لكنه أكد «أنه يعمل على تذليل العقد».

ولهذه الغاية عرض الرئيس بري أمس مع وزيري الزراعة أكرم شهيب والصحة وائل ابو فاعور، بحضور وزير المال علي حسن خليل المستجدات على صعيد المساعي لحل أزمة النفايات. في المقابل لفتت «otv» إلى أن وزير الزراعة قال لرئيس المجلس: «غداً سأجد نفسي مضطراً للتخلي عن المهمة… وسأقول إن مساعي الحل اصطدمت بعدم توافر مطمر في البقاع. وذلك لحسابات مذهبية لا غير»… لكن بري عكس البحث، وفاجأ شهيب بالقول: «إنسَ مطمر البقاع. هم يقولون إن هذا المطمر هو لاستيعاب نفايات الضاحية وإن كميتها نحو ألف طن يومياً وهي أساس الدافع إلى مطمر هناك. حسناً، أنا أتعهّد لك باسمي وباسم حزب الله أننا سنجد حلاً لنفايات الضاحية. فلا تتعبوا أنفسكم ولا تُحرَجوا ولا نُحرِجكم». … وتابع بري: «لا أعرف الآن ماذا سنفعل بها ولا تسألني أين نضعها. لكنني أتعهّد أننا سنكون مسؤولين عن الألف طن هذا من النفايات. … وبالتالي هذه ذريعة توقيف مطمر سرار بحجة أن لا مطمر شيعياً يقابله، والتي عقّدت مطمر البقاع بحجة أنهم لا يقبلون نقل نفايات بيروت إليها… هذه الذريعة نسحبها الآن من أيدي الجميع ونحلّها نحن. اذهبوا وقولوا لهم ذلك. وإذا كانت النيات صادقة فلتستكمل عندها خطتكم»… وأضافت القناة القول «على هذا الأساس انتقل شهيب وبو فاعور إلى السراي. حيث انضمّ إلى سلام وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير المالية علي حسن خليل وتم البحث في ملف النفايات». وأكد شهيب عقب اللقاء «أن اجتماعاً جديداً سيُعقد اليوم وأن اتصالات اللحظة الأخيرة تجري لإنجاز عناصر الحل لأزمة النفايات».

لا مطامر في كسروان
وأكد وزير الاقتصاد ألان حكيم لـ«البناء» أن الأجواء غير إيجابية بشأن تطبيق خطة النفايات حتى الآن، لأن العقدة في تأمين المطمرين في البقاع وعكار». ولفت حكيم إلى أن كل المكونات المسيحية تعارض إقامة مطمر في كسروان – المتن لأسباب جيولوجية، لأنها منطقة جبلية ما يشكل خطراً على المياه الجوفية من خلال تسرب سائل النفايات إليها، وأعلن حكيم أنه إذا قدّم برهان جيولوجي على عدم تأثر المياه الجوفية فلن يعارض أي مكون مسيحي إقامة مطر في هذه المنطقة». ورفض حكيم ربط عقد جلسات لمجلس الوزراء بانتهاء خطة النفايات، وأشار إلى أن العائق الذي يمنع تطبيق الخطة هو اجتماع مجلس الوزراء وإعطاء غطاء سياسي – أمني لتطبيق الخطة بمواكبة أمنية.

«أمير الكبتاغون» في فندق لساعات!!
لا تزال التحقيقات مستمرة مع الموقوف «أمير الكبتاغون» عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود. وأشيع أمس بحسب تسريبات «أن عبد المحسن نقل إلى أحد الفنادق من الساعة 12:00 من ليل أول أمس إلى الخامسة من فجر أمس للقاء بعض المسؤولين الذين يتجنّبون فضح أنفسهم بزيارته في مكان توقيفه»، ولفتت المصادر إلى «أن الزنزانة التي أوقف فيها الأمير السعودي عبارة عن غرفة في مكتب مكافحة المخدرات جهّزت بما يلزم من أثاث ووسائل رفاهية بإشراف مباشر من كبار السياسيين».

وفي سياق آخر، لوحظت حركة فلسطينية لافتة أمس في بيروت، لا سيما القيادي في حركة فتح عزام الأحمد الذي يزور لبنان عادة في الأوضاع الأمنية الخطيرة ويأتي ذلك عقب إلقاء الأمن العام القبض على شبكة إرهابية في مخيم عين الحلوة منذ أسبوع كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات إرهابية وعمليات اغتيال.