22-11-2024 07:29 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 30-10-2015: النفايات نحو الحل.. وتسلك الطريق نحو الحكومة

الصحافة اليوم 30-10-2015: النفايات نحو الحل.. وتسلك الطريق نحو الحكومة

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 30-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات الحاصلة خاصة لجهة ملف النفايات من الاتفاق على المطامر إلى تحوله لملجس الوزراء لإقرار خطته المعدلة..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 30-10-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات الحاصلة خاصة لجهة ملف النفايات من الاتفاق على المطامر إلى تحوله لملجس الوزراء لإقرار خطته المعدلة..

السفير
«السبت الأسود» الجديد: نفايات وصفقات وخطاب طائفي وعنصري!

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "بلغ خطاب النفايات الطائفي في لبنان، ليل أمس، حدا لا يشبه إلا لحظة مجزرة «السبت الأسود»، عندما دشّن اللبنانيون «حفلة الذبح الجماعي» على أساس الهوية الطائفية.

قال أحد الوزراء مخاطبا زميله بحدة غير مسبوقة: «إذا لم تجدوا حلا لنفاياتنا.. سنقطع كهرباء معمل الذوق عن كل لبنان». وقال رئيس حزب مسيحي «واعد» إنه إذا لم تجدوا حلاً لنفاياتنا سنمنع أي شاحنة من المرور «بمناطقنا» في طريقها إلى سرار. ولوّح وزير بقطع مياه ضبيه عن العاصمة، فيما لمَّح رابع إلى «عصيان مدني» وبالتالي التوقف عن دفع الضرائب والرسوم للدولة اللبنانية.

هذه هي الروحية التي يتعامل بها أهل «النفايات السياسية»، وهو التعبير الذي استخدمه تمام سلام بوجه هؤلاء عندما بلغت الأمور، قبل نحو شهرين، مرحلة بالغة التعقيد بسبب اعتماد نظرية «كل ديك على مزبلته صيّاح».

هل يعقل بعد كل ما سمعناه وشاهدناه أن يبقى مؤمن واحد بالدولة، وهل يستحق هؤلاء إلا أن يُجْرَفوا مع النفايات إلى مطامر خارج لبنان لئلا يفسدوا تربة هذا البلد وخزانات مياهه الجوفية؟

يكاد يشكل ملف النفايات أكثر من فضيحة سياسية، وليس خافياً أن هناك من يتصرف على أساس أن الدولة اللبنانية «بقرة حلوب»، وأن قجتها «المفخوتة» يمكن أن تمتلئ فجأة وبسحر ساحر، وإلا من يفسر هذه الاندفاعة لإعفاء البلديات اللبنانية، بما فيها الغنية، من كل ديونها للدولة اللبنانية، وكيف تقدم لها مستحقاتها البالغة 1600 مليار ليرة، وبرغم ذلك، تستمر المطالبة بدفع كل مستحقاتها من الخلوي من العام 1994 حتى الآن؟

وإذا كانت الدولة بوزاراتها ومؤسساتها وإداراتها عبارة عن مزاريب هدر وسرقة على المكشوف، فإن ثمة سؤال برسم البلديات ومن يدافعون عن حقوقها: من يضمن أن البلديات ستصرف هذه الأموال في مكانها المناسب برغم الرقابة المسبقة واللاحقة، والأمثلة أكثر من أن تُحْصَى وَتُعَد عما يجري من ارتكابات في البلديات؟ وماذا عن البلديات التي هي أغنى من الدولة مثل بيروت والغبيري والزوق وجونيه وغيرها، وهل تتحول صناديقها إلى صناديق رشوة لـ «البلديات المحتاجة» كما طرح أحد الوزراء، في اجتماعات الساعات الأخيرة؟

وهل هناك من يجرؤ على مصارحة اللبنانيين بالتكلفة الإجمالية لهذه العملية التي تفترض إنشاء مطمرين أساسيين: الأول في سرار (عكار) يتولاه «المقاول الأول» في الجمهورية، بالتراضي وبشراكة مع بعض النافذين في السلطة وعكار، والثاني في أحد أقضية الجنوب، ولم تتضح لا جغرافيته ولا كلفته ولا كلفة الوصول إليه، وهل هناك من يصدق أن العرض الذي تقدمه بلدية صيدا لأخذ 200 طن من النفايات (من العاصمة والضواحي) على عاتقها شرط أن تُدفن عوادمها وباقي عوادم المطمر (أي أكثر من 200 طن من العوادم) خارج هذا المعمل، فيكون مطلوبا من الدولة أن تدفع الكلفة مرتين إلى معمل صيدا!

لم يعد خافيا أن معظم اللبنانيين سيترحمون في الأيام والأشهر والسنوات المقبلة على «سوكلين» وأخواتها وسيتمنون لو أن المناقصات التي ألغيت قبل ثلاثة أشهر بسبب أسعارها المرتفعة، ظلت سارية المفعول، خصوصا عندما يكتشفون أن الكلفة صارت مضاعفة وربما أكثر.

ما جرى أمس من مشاورات في السرايا الكبيرة وخارجها للترويج للخطة الطارئة والانتقالية للنفايات، يندى له كل جبين إلى حد الفضيحة، فقد حسم «الثنائي الشيعي» أمر «المطمر الشيعي» وحسم «المستقبل» أمر «المطمر السني»، وظل وليد جنبلاط على التزامه بشأن مطمر الناعمة، ولكن كان المطلوب من مسيحيي «8 و14 آذار» أن يختاروا مكبا لنفايات كسروان والمتن وساحل بعبدا المسيحي (فرن الشباك وعين الرمانة وغيرها)، لكن الجواب من «الكتائب» و «التيار الوطني الحر» و «الطاشناق» كان حاسما برفض إقامة أي مطمر مسيحي وطلبوا من حلفائهم من هنا وهناك أن يأخذوا نفاياتهم لأن مناطقهم لا تتحمل ذلك.

عند هذا الحد انتهى الاجتماع الليلي الذي عقد في السرايا برئاسة سلام وحضور وزير المال علي حسن خليل ووزيري الزراعة أكرم شهيب والصحة وائل أبو فاعور والسيد نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري. وخرج من بعده المجتمعون على قاعدة محاولة إيجاد مخرج لـ «النفايات المسيحية».

وتردد أن الحريري أعطى ليل أمس جوابا مبدئيا فتح الأبواب أمام إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء في الساعات المقبلة، على أن يقدم الوزير شهيب خطته بنسختها الأخيرة المعدلة صباح اليوم إلى رئيس الحكومة وأعضاء اللجنة، وعندها تبادر وزارة المال إلى درس الأكلاف المالية، ويدعى مجلس الوزراء للانعقاد إما السبت أو الاثنين، وتكون هذه الجلسة مناسبة لإقرار تحويل المبالغ المرصودة لدفع الرواتب والأجور، علما أن وزارة المال حوّلت في الساعات الأخيرة مبالغ للمؤسسات العسكرية والأمنية أدت إلى صرف نصف الرواتب فيما بقي النصف الآخر في انتظار عقد جلسة مجلس الوزراء.


النهار
قلق أميـركي من "كلفة الفراغ والشلل"
ملف النفايات أخيراً إلى مجلس الوزراء

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "بعيداً من تموجات الصعود والهبوط العبثية في ما سمي السباق مع الوقت لتعويم خطة النفايات التي غرقت مجدداً في حقل ألغام الاشتراطات السياسية، برز تطور عسكري تمثل في تمكن الجيش للمرة الثانية في أقل من عشرة أيام من تسديد ضربة موجعة جديدة الى "جبهة النصرة" على الحدود الشرقية. وأفادت المعلومات المتوافرة في هذا الصدد ان الجيش استهدف بعد ظهر أمس اجتماعا لقادة ميدانيين في "النصرة" في وادي الخيل بجرود عرسال بثلاث موجات صاروخية لم يعرف ما اذا كانت اطلقت من طوافات أو من راجمات صاروخية وتمكن من تحقيق اصابات عدة فيهم بين قتيل وجريح.

وجاء هذا التطور وسط مضي الولايات المتحدة في تأكيد التزاماتها حيال لبنان وخصوصاً من حيث دعم الجيش من منطلق تشديدها على أهمية عامل الاستقرار في لبنان. وبرز في هذا السياق كلام مسهب لمصدر ديبلوماسي اميركي لـ"النهار" تخوّف فيه مع مرور كل يوم وكل شهر على الشغور الرئاسي من ان يرتفع الثمن بالنسبة الى لبنان، ولم يخف قلق واشنطن اكثر فأكثر من عدم قدرة الزعماء اللبنانيين على الاجتماع وايجاد الحل الصحيح على رغم وجود دعم دولي قوي للبنان من أجل تحمل مسؤولياته. وقال المصدر إن الحل يتطلب الاخذ والعطاء، معرباً عن ثقته بأن اللبنانيين قادرون على حل خلافاتهم وانتخاب الرئيس المناسب ومن ثم الانتقال الى قرارات أخرى حول الحكومة ومجلس النواب. ورأى ان رئيس الجمهورية وان كان يمثل الموقع المسيحي الاول فهو رمز وحدة البلاد ويجب ان يكون مقبولاً لدى جميع الطوائف التي تقع عليها المسؤولية في المشاركة في ذلك. واذ لم يخف قلقه من الشلل في المؤسسات الدستورية، أكد استمرار التزام الولايات المتحدة دعم لبنان واستقراره واستعدادها لتزويد الجيش وقواه الامنية كل ما تحتاج إليه نظراً الى الاهمية الكبرى التي توليها لاستقرار لبنان وازدهاره.

... الدوامة
أما في ما يتعلق بملف النفايات، فبدا لوهلة بعد يوم ماراتوني أمضاه وزير الزراعة أكرم شهيب في "مفاوضات" معقدة بين السرايا وحزب الكتائب و"التيار الوطني الحر" فضلاً عن الاتصالات المفتوحة مع عين التينة ان خطة شهيب كادت تعود الى المربع الاول بفعل نشوء "عقدة مسيحية" بعد "العقدة الشيعية " نتيجة رفض انشاء مطامر في مناطق كسروان والمتن. ذلك ان حصيلة الاجتماعات المتعاقبة لم تفض الى تذليل العقد المتبقية أمام تنفيذ الخطة التي طرأت عليها تعديلات اللحظة الاخيرة.

وعلمت "النهار" ان الاجوبة التي كان ينتظرها أمس رئيس الوزراء تمام سلام في شأن المطمر الثالث في البقاع الشمالي بما يسمح بالسير في إتجاه تطبيق خطة الوزير شهيّب والتي أقرها مجلس الوزراء لم تؤد الى الغاية المطلوبة منها، مما أفسح في المجال لإحياء النقاش في شأن خطة وزير البيئة محمد المشنوق والتي سبق لمجلس الوزراء أن أقرها أيضا لكن التطورات أطاحتها. وشرحت مصادر وزارية لـ"النهار" بعض وقائع الاتصالات على هذا الصعيد وفيها أن عدم التأكد من إمكان إنشاء مطمر ثالث في البقاع الشمالي كما تعهّد "حزب الله" دفع المعنيين الى العودة الى خطة وزير البيئة التي تتضمن اقامة مطمر في كل قضاء أو قضاءين بدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري وهذا يعني في الدرجة الاولى منطقتيّ كسروان والمتن. وهذا ما دعا الى قيام الوزير شهيّب بزيارة رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل وإنضمام وزير التربية الياس بوصعب الى إجتماع السرايا مساء أمس. وأوضحت المصادر أن الكتائب إعترضت على تحميل كسروان والمتن المسؤولية الان بعدما تحمّل مطمر برج حمود طوال 30 سنة نفايات كل لبنان، وتالياً فإن على مناطق أخرى أن تتحمل المسؤولية ولو لسنة واحدة ريثما يتم التوصل الى حل نهائي، في المقابل جاءت مشاركة الوزير بوصعب باسم "التيار الوطني الحر" إمتداداً لجهد بدأ في ضهور الشوير وجوارها للمساهمة في حل قضية النفايات هناك. وعُلم ان "أمل" و"حزب الله" قررا اقامة المطمر في الجنوب بدل البقاع الشمالي.

وأعلن شهيب ليلاً عبر برنامج "كلام الناس" ان الرئيس سلام سيدعو في الساعات المقبلة الى جلسة لمجلس الوزراء للبحث في ملف النفايات، معلناً ان الكلام الجدي جاء من الرئيس بري قبل 48 ساعة بأنه بالتنسيق مع "حزب الله" سيقدم موقعاً لمطمر وقد نقل الوزير علي حسن خليل الينا ان هناك مطمرا سيكون في تصرف مجلس الوزراء وهو مدروس بيئيا. واوضح شهيب ان المطامر المحددة ستتوزع بين سرار في عكار والموقع الاخر الذي سيبلغ الى مجلس الوزراء وصيدا والناعمة فيما تستمر الاتصالات في شأن موقع في برج حمود يتضمن ما تبقى من مطمر برج حمود ومنطقة محاذية له لجهة البحر، لكنه أكد انه لم يتبلغ جواباً عنه. وكشف شهيب ارقاما مخيفة عن ازمة النفايات منها ان هناك ما يناهز الـ 100 ألف طن منتشرة من دون طمر ونحو 100 ألف طن اخرى طمرت بين البحر وجدار المطار كما احرق ما بين 10 و12 الف طن.

بري
وقال رئيس مجلس النواب أمام زواره ان "مشكلة النفايات حلت في المناطق الشيعية، واتحدث بقرف عن هذا الموضوع، ولكن ظهرت فجأة مشكلة مسيحية. وهناك اتصالات جارية لتذليل هذه المشكلة. واصبحت ازمة النفايات هي الاساس في عمل الدولة، نظراً الى اخطارها ومضاعفاتها على البيئة وصحة المواطنين".

وأضاف انه سيدعو"حتماً" الى جلسة عامة لمجلس النواب "لان الموضوع، لم يعد يحتمل ولو حضرت وحدي الى المجلس. وستتابع هيئة مكتب المجلس استكمال درس 13 مشروعاً في اجتماعها المقبل. وطلب الاعضاء مناقشتها. وابدي ارتياحي الى تعاونهم. وفي النهاية الجلسة التشريعية ستنعقد، لان الامر لم يعد يحتمل المزاح والبلد في خطر ولم تعد المشكلة ميثاقية، ولا مبرر لغياب أي جهة عنها. وجاء اقتراح استعادة الجنسية بمزيج بين مشروع الحكومة وصيغة وضعتها اللجان وتبناه التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية".

وسئل عن قانون الانتخاب وامكان وضعه على جدول الاعمال، فأجاب بري: "طالما يشكل قانون الانتخاب خلافاً بين الاطراف، لن ادرجه على جدول الجلسة العامة، الى ان يتفق عليه. ثمة عدد كبير من المشاريع يقتضي مقارنتها واستخلاص صيغة يتم التوافق عليها. ولن يكون هناك قانون انتخاب بلا نسبية".

الموقف في فيينا
في سياق آخر، علمت "النهار" أن الرئيس سلام تبلّغ من وزراء حزب الكتائب الثلاثة سجعان قزي ورمزي جريج وألان حكيم أن الحزب سيكون في المرصاد لأي موقف يصدر في فيينا بإسم لبنان في إطار المؤتمر الجاري حاليا لحل الازمة السورية. وقد أكد الوزراء الذين زاروا الرئيس سلام ان الموقف اللبناني المطلوب هو الموقف التاريخي والتقليدي الذي يجعل لبنان خارج أي محور، خصوصاً وإن مؤتمر فيينا ينقسم الى محورين حالياً. من هنا رأى الوزراء أن ثمة علامات إستفهام حول أي موقف سيعلنه الوزير جبران باسيل: هل هو موقف لبنان أم موقف حلفائه في أحد المحورين؟ وحذر الوزراء من تضييع حق لبنان في إغتنام فرصة تاريخية أن يكون الى طاولة الكبار بعدما ضيّع فرصة سابقة عندما كان الكبار يقررون مصيره.

كما علمت "النهار" ان وزيريّ الحزب التقدمي الاشتراكي أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور أبلغا الرئيس سلام بتكليف من رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط رفض أي موقف في فيينا يبعد لبنان عن سياسة النأي بالنفس.


الأخبار
«خطة» شهيّب تمشي: تفريخ المطامر يصل إلى الجنوب

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "تمخّضت السلطة أشهراً، ثم ولدت مطامر: في عكار، وجبل لبنان، والجنوب. الحل السحري لخطة النفايات لا يستند سوى على مطامر الطوائف، باستثناء مطمر مسيحي لم يُعثر عليه في جبل لبنان الشمالي

كل المؤشرات السياسية باتت تدل على أن عقدة النفايات قد حُلّت على طريقة الوزير أكرم شهيب مع بعض التعديل، وأن جلسة لمجلس الوزراء ستُعقد في اليومين المقبلين لإقرار خطة شهيب المعدلة. بداية الحلحلة ظهرت من موقف الرئيس نبيه بري الذي أبلغه لرئيس الحكومة تمام سلام أول من أمس، ومفاده أن حركة أمل وحزب الله لن يعرقلا أي مقترح للخروج من الأزمة.

وبعدما اشترط تيار المستقبل تأمين «مطمر شيعي» لفتح «مطمر سنّي» في سرار، أبلغ بري سلام أن الحركة والحزب مستعدان لتأمين مطمر يستوعب نفايات الضاحية الجنوبية، على أن يستوعب مطمر سرار نفايات بيروت، مع استعداد النائب وليد جنبلاط لإيجاد مكان لطمر نفايات الشوف وعاليه وبعبدا. يبقى قضاءا كسروان والمتن. القوى السياسية في جبل لبنان الشمالي، وخاصة التيار الوطني الحر وحزب الكتائب، أبلغت رئيس الحكومة وشهيب استحالة تأمين مطمر في المتن أو في كسروان. وخلال اجتماع في السرايا أمس، قال الوزير الياس بوصعب لسلام وشهيّب: «اعثروا على عقار بين البحر وارتفاع 500 متر في قضاء المتن وسنقيم عليه مطمراً». وقال بوصعب للمجتمعين إن مبدأ التقسيم الطائفي والمناطقي لحل أزمة النفايات مرفوض. «فهل تقبلون بأن تصبح الكهرباء التي ينتجها معمل الذوق الحراري حكراً على منطقة كسروان، أو مياه المتن حكراً على أهل المنطقة؟». وقال بوصعب إن أهالي المتن وكسروان «لن يقبلوا بأن تمر شاحنات النفايات من بيروت إلى عكار في منطقتهم فيما مدنهم وقراهم غارقة في الزبالة».

وبعد النقاش، أصرّ رئيس الحكومة على التوصل إلى اتفاق، وعلى عدم إظهار الحكومة عاجزة عن إيجاد حل لهذه الأزمة التي تهدد صحة اللبنانيين. وبعد مداولات سريعة، تم التوصل إلى اتفاق مفاده تقسيم نفايات المتن وكسروان على المطامر التي سيتم إنشاؤها في المناطق، إلى أن تتمكن بلديات القضاءين من تحمّل مسؤولياتها في هذا المجال. وقالت مصادر وزارية إن المجتمعين في السرايا أمس (سلام وشهيّب وبوصعب والوزيرين علي حسن خليل ووائل بوفاعور) اتفقوا على ضرورة أن يُصدر مجلس الوزراء مرسوماً واضحاً بتحويل أموال الخلوي إلى البلديات كل 3 أشهر بصورة تلقائية). وفيما يجري التكتّم على الموقع المقترح من حركة أمل وحزب الله لإقامة مطمر فيه، ذكرت مصادر وزارية لـ»الأخبار» أنه في خراج بلدة الكفور الجنوبية، حيث أقيم معمل لفرز النفايات لاتحاد بلديات الشقيف.

وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء أمس أمام زواره على المساعي المبذولة لحل ملف النفايات قائلاً: «أنا من جهتي حللت المشكلة ولم تعد مشكلة شيعية، لكن ظهرت فجأة مشكلة مسيحية. هناك اتصالات جارية لتذليلها. نفايات البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية أصبحت على عاتق هذه المناطق». أضاف: «أصبحت أزمة النفايات هي الاساس اليوم في عمل الدولة نظراً الى أخطارها البيئية والصحية».

عن احتمال توجيه دعوة الى جلسة عامة لمجلس النواب قال بري: «حتماً سأدعو الى جلسة عامة، لأن الموضوع لم يعد يحتمل حتى ولو حضرت وحدي هذه الجلسة. الاجتماع المقبل لهيئة مكتب المجلس سيستكمل وضع جدول الاعمال بعدما طرأ 13 مشروعاً جديداً، وقد طلب الاعضاء مناقشتها قبل إدراجها، علماً بأننا في جلسة الثلاثاء الماضي حددنا المشاريع الملحة التي لا تحتمل التأجيل وتتسم بالضرورة».

وأضاف رئيس المجلس: «لن أقبل بالتسبّب في خراب البلد إذا استمر تعطيل مجلس النواب، خصوصاً أننا أمام مشكلة جديدة هي رواتب العسكريين. الوضع لم يعد يحتمل المزاح والبلد بات في خطر ولم تعد المشكلة ميثاقية. لا مبرر لغياب أي كتلة عن جلسة المجلس بعدما أدرجت اقتراح استعادة الجنسية الذي هو مزيج بين مشروع الحكومة وصيغة اللجان النيابية، وقد تبنّاه التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في اقتراح قانون».

وسئل بري عن إدراج قانون الانتخاب في الجلسة العامة، فأجاب: «ما دام يشكل خلافاً بين الاطراف فلن أدرجه في جلسة عامة الى أن يتفق عليه. هناك عدد كبير من المشاريع تقتضي مقارنتها واستخلاص صيغة يتم التوافق عليها، على أنه لن يكون هناك قانون للانتخاب بلا النسبية. ما إن يتفق على قانون انتخاب، أدعو فوراً الى جلسة عامة لمناقشته وإقراره».


اللواء
خطة شهيّب معدلة على طاولة مجلس الوزراء.. ورواتب العسكريّين إلى الحسم
جدول الجلسة التشريعية يُنجز الثلاثاء.. ونفايات كسروان والمتن إلى سرار والنبطية !

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "على طريقة 6 و6 مكرر، وكل «عنزة معلقة بكرعوبا» اشاع الوزير المكلف ملف النفايات اكرم شهيب، أجواء تؤشر على أن خارطة الطريق قيد الإنجاز، تفتح الباب لجلسة لمجلس الوزراء اليوم أو غداً، وكذلك لضرب عصفورين بحجر واحدة إقرار التعديلات على خطة النفايات سواء في ما يتعلق بتحويل المكبات إلى مطامر، أو دفع الحوافز المالية، أو تكليف البلديات بمعالجة النفايات في المنطقة الجغرافية الخاضعة لها.

واذا ما سارت الأمور على هذا النحو، فإنه يصبح في الإمكان إصدار مرسوم بنقل الاعتمادات المالية لمصلحة الجيش والقوى الأمنية الأخرى لتسمح بتغطية الرواتب لهذا الشهر والشهر الذي يليه، على ان تجرى ترتيبات تتعلق برواتب الموظفين في القطاع العام للعام المقبل، في ضوء تأكيدات وزير المال علي حسن خليل كررها أمس بأنه لن يغطي تحويلات مالية إلى المصارف ما لم تتوفر التغطية القانونية لها.

ومن شأن هذه الحلحلة، إذا ما ابصرت النور قبل نهاية الأسبوع، ان تنهي فترة طويلة من التوتر الداخلي امتدت منذ قبل عيد الفطر واستمرت بعد عيد الأضحى، وكادت ان تذهب بالحكومة وبالاستقرار السياسي، ودعائم هذا الاستقرار، وفي مقدمها الحوار.

وأكّد مصدر وزاري لـ«اللواء» ان طي هذه الصفحة، في ضوء حركة الاتصالات المكثفة، والتي لم توفّر كتلة من الكتل الوازنة في المجلس النيابي الا وشملتها، وإن كان محور عين التينة - السراي الكبير - المختارة هو المحور الذي دارت حوله الاتصالات التي انتجت صيغة تعكس التقسيم الجغرافي الحالي لأزمة النفايات، عبر تولي الجهات السياسية والحزبية، بالتعاون مع البلديات الداخلة ضمن الولاء لها، على إيجاد حل متكامل قوامه، وفقاً للوزير شهيب التالي:
1- يفتح مطمر سرار أبوابه امام النفايات بالتزامن مع توفير مطامر في المحافظات الأخرى المعنية.
2- يتولى النائب وليد جنبلاط وكتلته إيجاد حل لنفايات الشوف وعاليه، عبر التعاون مع النائب نعمة طعمة، أو في الوسائل المتاحة من خلال البلديات.
3- إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة أسبوع على الأكثر، على ان يعلن اغلاقه نهائياً بعد مضي هذه الفترة.
4- إبلاغ الوزير خليل اجتماع السراي أمس الذي ترأسه الرئيس تمام سلام وحضره كل من شهيب وخليل ووائل أبو فاعور، ان المشاورات بين حركة «امل» وحزب الله استقرت على نقل فكرة استحداث مكب في السلسلة الشرقية أو مطمر هناك إلى الجنوب لنقل نفايات الضاحية الجنوبية إليه، لأسباب أمنية، باعتبار ان الحدود الشرقية تعتبر مناطق عسكرية، في ضوء استمرار الحرب الدائرة في سوريا ومشاركة حزب الله فيها.
وعلمت «اللواء» ان المطمر الذي سيبلغه الوزير خليل لمجلس الوزراء قبيل انعقاده في وقت قصير جداً (اليوم) يجري استخدامه حالياً على نطاق محدود في وادي الكفور غربي مدينة النبطية.
5- اما بالنسبة لمطمر برج حمود في المتن الشمالي، فإن الاتصالات قطعت شوطاً مع النواب الأرمن، ولا سيما حزب الطاشناق، بحيث تستعاد تجربة «النورماندي» لجهة ردم البحر، فالارض التي ستنشأ ستكون بتصرف بلدية برج حمود وهي تقدر بـ550 ألف متر مربع.
6- اما في ما خص مطمر آخر في المتن أو في كسروان فهي ما تزال قيد التشاور، في ضوء معارضة حزب الكتائب والتيار العوني استحداث هذا المطمر في مناطقهما.

وفي هذا السياق، أبلغ الوزير آلان حكيم «اللواء»، عن خطة قدّمت من قبل حزب الكتائب للوزير شهيّب رافضاً الدخول في تفاصيلها، مؤكداً رفض الحزب إقامة مطامر في المتن وكسروان، لافتاً النظر إلى أن المتن دفع فاتورة كبيرة من مكب برج حمود ومعمل الذوق الحراري لسنوات طويلة.

وبانتظار الساعات المقبلة، فإن السؤال: هل يؤخّر موقف الكتائب والتيار العوني إطلاق الخطة اليوم، كما هو متوقع، ما دامت كل الأطراف سلّمت بلامركزية المعالجة، وإن أتت عبر مجلس الوزراء الذي ستشارك فيه كل مكونات الحكومة، على خلفية أن أي فريق بات عاجزاً عن الوقوف في وجه «حامولة» الحل التي أصبحت بحكم الأمر الواقع، بدءاً من التفاهم عليها، وإن كانت أوساط السراي لا تُبدي حماساً لإعطائها هذا الطابع المناطقي أو الطائفي؟.

الجواب، قد يكون الوزير شهيّب قد أعطاه في مقابلته التلفزيونية مساء أمس، للزميل مارسيل غانم ضمن برنامج «كلام الناس» عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال L.B.C، حيث كشف عن قرار بالإعلان عن جلسة قريبة لمجلس الوزراء أو خلال ساعات، مؤكداً أن الجميع باتوا متوافقين على الخطة، وأنه إذا أعطي الجواب في شأن الموقع النهائي للمطمر في البقاع أو في الجنوب، قبل الدخول إلى مجلس الوزراء، نكون قد خطونا الخطوة الأقرب إلى تنفيذ الخطة لحلّ أزمة النفايات.

وسبق هذا الإعلان كلام آخر إيجابي أبلغه الوزير الياس بوصعب المكلّف من قبل العماد ميشال عون متابعة الملف، إذ أشار إلى إيجابيات طرأت ليلاً بعدما أبلغنا شهيّب بالعودة إلى الخطة الأساسية الإنتقالية التي تشمل معالجة النفايات في المتن وكسروان أسوة في المناطق، وهذا يعني أن جزءاً من نفايات كسروان والمتن ستنقل إلى مطمري سرار والنبطية.

واستناداً إلى هذه الأجواء، أكد مصدر حكومي لـ«اللواء» أن الحكومة باقية مهما كانت الظروف، والرئيس سلام لا يمكن أن يُقدم على خطوة الاستقالة أو الإعتكاف في هذه الفترة الدقيقة والحسّاسة، آملاً بانعقاد جلسة لمجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل.

وجددت مصادر الرئيس سلام التي التزمت الصمت، التأكيد على موقف رئيس الحكومة ورفضه دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد قبل أن يكون هناك توافق سياسي على خطة النفايات من قبل جميع المكونات السياسية.

الرواتب
أما بالنسبة لمسألة رواتب العسكريين، فإن الوزير خليل نفى من السراي أن يكون طرأ أي جديد، في حين أعلن رئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان أن دفع رواتب العسكريين أمر يتعلق بمصلحة وطنية عُليا تسقط أمامها كل الاعتبارات السياسية والقانونية، مشيراً إلى أن الجميع حريص على إعطاء العسكريين حقوقهم، وإذا استلزم الأمر قوننة فلا بأس.

وأشاع هذا الموقف انطباعاً بأن نواب عون أو وزراءه لا يمانعون المشاركة في أي جلسة لمجلس الوزراء تعقد بهذا الخصوص، أو لجلسة تشريعية، وإن كانت تحت عنوان «تشريع الضرورة» من أجل قوننة دفع الرواتب للعسكريين، وللموظفين بشكل عام.

يُشار إلى ان هيئة مكتب المجلس ستعاود  اجتماعها الثلاثاء المقبل لإضافة بنود أخرى على جدول الأعمال الذي تمّ الاتفاق عليه في اجتماع الثلاثاء الماضي، تتعلق باقتراح قانون استعادة الجنسية وقانون الانتخاب لإرضاء كتلتي عون و«القوات اللبنانية» وحضهما على حضور الجلسة.

وفي السياق، كشفت مصادر مالية ان الأموال متوفرة لتغطية الرواتب، إلا انه لن يصادق عليها قبل إقرار فتح الاعتمادات المطلوبة في مجلس الوزراء، لكنها أشارت إلى ان الاعتمادات الإضافية من خلال الاحتياطي غير متوافرة في الشهر المقبل، والمطلوب إصدار قانون من مجلس النواب لتأمين هذه الرواتب والتي تبلغ 644 مليار ليرة موزعة على 444 ملياراً للعسكريين و208 مليارات للإدارات العامة.


البناء
فيينا: مشروع لجنة إقليمية لمساعدة دي ميستورا تضمّ القاهرة ومسقط وبغداد
لا نتائج في اللقاء الدولي الإقليمي حول سورية... بل احتفالية بحضور إيران
النفايات تتحوّل إلى صانع للدوائر الانتخابية مع فتح ملف اللامركزية الإدارية

صحيفة البناء كتبت تقول "لا يتوقع أيٌّ من المراقبين أن تُكتب للقاءات فيينا فرصة الدخول الجدي على عناوين البحث عن حلّ سياسي للأزمة السورية، أو التقدّم نحو التحضير لمؤتمر جنيف الثالث، فالتصعيد السعودي بالتهديد بمقاطعة اللقاءات اللاحقة ما لم يتمّ حسم ما سمّاه وزير الخارجية السعودي «موعد لرحيل الرئيس السوري» تحوّل إلى مزحة سمجة أثارت الضحك لدى المتابعين، ومثلها ما قاله وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس عن اعتبار اللقاء فرصة اختبار للنيات الروسية الإيرانية، والتصريحان يكون لهما موقع لو كانت أساطيل البلدين وجيوشهما على أبواب دمشق وسواحل سورية، وتمنح مهلة أخيرة للسياسة. ومصدر السخرية أنّ سبب عدم القدرة على الدخول في جدية البحث في الحلول هو أنّ ثمة وقتاً لا يقلّ عن نهاية العام كي تتبلور نتائج التحرك السوري الروسي العسكري المدعوم من إيران وحزب الله لإنتاج الوقائع التي تضع المعادلة السورية في وجه الإرهاب في نصابها الصحيح الذي يفرض على الآخرين خيارات نهائية لا مجال للمناورة فيها، بين الوقوف مع ضفة الإرهاب الخاسر أو المسارعة للحاق بركب النصر عليه، وتخفيض الخسائر إلى الأدنى الممكن. وفي المقابل يحتاج المشهد التركي الحاسم في التوازنات السورية مهلة موازية حتى نهاية العام لتتبلور صيغة الحكم الجديدة بعد انتخابات الأحد المقبل وما ستفرزه من وقائع.

في هذا المناخ حضرت إيران كعريس لاحتفال يُعقد بلا عنوان مناسب، فصار وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف نجم اللقاءات الثنائية التي كان أبرزها لقاءه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وتراكمت طلبات كثيرة للقاءات المشابهة على جدول أعمال مرافقيه، بينما بدا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المتعَب كصاحب مأتم يتلقى العزاء بعدما أجهد نفسه في التجوال على الوفود طالباً التروّي في التحدّث إذا تعذّر دعم موقف حكومته التصعيدي ضدّ سورية.

مع تحوّل لقاء فيينا إلى منتدى، برز في الكواليس مقترح تشكيل لجنة إقليمية مساندة لمهمة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، تتمثل فيها مصر وسلطنة عُمان والعراق كحكومات تلتقي عليها المواقف المتباينة، وتربطها علاقات طيبة بواشنطن وموسكو من جهة وبسورية والسعودية من جهة مقابلة، على أن تتولى اللجنة السعي للتحضير مع دي ميستورا لـ«جنيف» الثالث، ولـ»فيينا» الثاني، من خلال التواصل مع الأطراف المعنية والتداول بالأفكار التي يمكن أن تخرج منها مسودّة ورقة عمل تتيح عقد اللقاء الثاني في فيينا، وبالتالي جنيف الثالث.

في لبنان تواصل التحضير للجلسة التشريعية، وربما لعقد الحكومة، إذا تحلحلت قضية النفايات، التي قال أحد الوزراء المعنيين بمتابعة التفاوض حولها، إننا دخلنا في البحث بمشروع اللامركزية الإدارية من حيث لا ندري، وصارت الحسابات الانتخابية حاضرة في ترسيم خرائط المناطق التي ستدمج في مخطط النفايات، والتي يبدو أنها تتجه نحو تقسيم جبل لبنان إلى قسمين، وكذلك سائر المحافظات شمالاً وبقاعاً وجنوباً باستثناء بيروت، وتولي كلّ منطقة جديدة أو محافظة جديدة ــــ قديمة، أمر نفاياتها، ما دفع الوزير للقول ربما هذا يعني أنّ الحظوظ تبتسم لمشروع رئيس مجلس النواب على أساس تسع محافظات والنظام المختلط بين النسبي والأكثري إذا أخذنا الإسقاط للدوائر وتقسيماتها على المشاريع الانتخابية المتداولة.

شهيّب يُمهل للسبت ولكلّ قضاء نفاياته
يترقب اللبنانيون نتائج محادثات اللجان الوزارية المفتوحة مع رئيس الحكومة تمام سلام وكيفية الخروج بنتائج مرضية لجميع الأطراف، والتي أخذت منحى «التطييف» بدلاً من إيجاد حلول للأزمة «الكارثية».

وفيما بدأ مفعول «الفشل» في الحلول الجذرية يسري في عروق تلك اللجان، والتي مدّدت المهلة إلى الساعات الـ24 المقبلة، فإن الاتجاه وفق مصادر مقرّبة من المجتمعين في السراي الحكومية لـ«البناء»، أقرب إلى «تطبيق اللامركزية الإدارية للنفايات»، وهي أشبه بالمعالجة على طريقة «الأقضية»، أيّ «أنّ كلّ قضاء يعالج نفاياته بمعزلٍ عن مطامر خطة أكرم شهيّب».

وتستمرّ الاتصالات حتى يوم غد السبت الموعد الذي ضربه وزير الزراعة أكرم شهيّب لعقد مؤتمر صحافي يعلن خلاله نجاح أو فشل المفاوضات التي أجراها مع المكونات السياسية في شأن الخطة، على أن تعقب ذلك مكاشفة سيقدّمها رئيس الحكومة تمام سلام للبنانيين الأسبوع المقبل سيسمّي فيها المعرقلين للخطة. وأكد شهيّب أنّ قراراً بعقد جلسة لمجلس الوزراء سيُتخذ خلال ساعات إذا نجحت المشاورات، من منطلق أنّ الخطة تشاركية وغير مناطقية»، لافتاً إلى «أنّ حزب الله وحركة أمل قاما بما عليهما في ما يتعلق بهذا الملف».

بو صعب: لماذا نقسّم في النفايات؟
وكانت تكثفت الاجتماعات في السراي الحكومي بين شهيّب ووزير المال علي حسن خليل ووزير الصحة وائل أبو فاعور برئاسة سلام من دون التوصل إلى نتائج ملموسة، وسبق ذلك اجتماعان منفصلين عقدهما وزير التربية الياس بوصعب مع شهيّب وسلام. وأكد بوصعب لـ«البناء» «أنّ ثمة إيجابية طرأت أعادت خطة شهيّب الأساسية لتشمل المتن وكسروان في الحلّ»، مشيراً إلى «صعوبة تمرير الخطة في مجلس الوزراء بغياب حلّ يشمل المتن وكسروان»، لافتاً إلى «أنه تمنّى على رئيس الحكومة ووزير الزراعة التعاون لإيجاد حلّ يشمل هاتين المنطقتين»، مستغرباً «كيف يمكن استبعاد المتن وكسروان اللذين من ناحية أخرى يغذيان بيروت بالكهرباء فنحن نتشارك في الكهرباء والماء فلماذا نقسّم في ملف النفايات»؟ وأشار إلى «أنه من المرجّح «أن يتمّ الاتفاق على إقامة مطمرين في عكار سرار والجنوب وإعادة العمل بصورة مؤقتة في مطمر الناعمة».

«كلّ ديك عَ مزبلتو صيّاح»
وعلمت «البناء» من مصادر مطلعة «أنّ الحلّ يقوم على طريقة «أن كلّ ديك على مزبلتو صياح»، مشيرة إلى «أنّ حركة أمل وحزب الله تعهّدا بإيجاد حلّ لنفايات البقاع والضاحية». وشدّدت كتلة الوفاء للمقاومة على حرص حزب الله منذ البداية على التعاون الإيجابي لتنفيذ خطة الحكومة لمعالجة الأزمة إلا أنّ إصرار البعض على مقاربته الطائفية والمذهبية والمناطقية لهذه المشكلة، أدّى إلى تفاقم الأزمة وتعقيد الحلول وعرقلة التنفيذ. ودعت الكتلة بعد اجتماعها الأسبوعي إلى تفعيل عمل مجلس النواب والحكومة، والتزام الدستور والقوانين في مختلف الإجراءات والقرارات بعيداً عن المحاباة أو افتعال الذرائع والمعوقات.

اللامركزية الإدارية
وفيما جرى الحديث أمس عن «أنّ عقدة إقامة مطمر في البقاع أرمنية»، أكد رئيس بلدية عنجر ـ حوش موسى كربيت كالبكيان في اتصال مع «البناء» «أنّ الحلّ يكمن في خطة اللامركزية الإدارية» والتي تُعتبر «الحلّ الأنسب والأضمن والمستدام لمعالجة النفايات جذرياً بعد عملية الفرز من المصدر وتوفير الأموال من الدولة».

وفيما كشف أنّ الموقِعيْن اللذين كانا مطروحيْن لإقامة مطمرين فيهما المصنع وكفرزبد تمّ صرف النظر عنهما كلياً»، وذلك بسبب تحركهم كـ»بلدية عنجر وكأرمن وكحزب طاشناق»، انطلاقاً مما يشكله المطمران من «ضرر بيئي وصحي على حياة الناس وعلى مصادر ينابيع المياه في المنطقة»، أشار كالبكيان إلى «أنّ صيغة خطة شهيّب والحكومة كانت تقضي بحلّ مؤقت سيصبح مستداماً مع الوقت، ومن هنا كان رفضنا الكلي».

التلويح برواتب العسكريين ورقة ضغط
وفيما برزت إشكالية دفع رواتب العسكريين والقوى الأمنية التي تنتظر عقد جلسة لمجلس الوزراء لنقل المبالغ المتوجبة من باب الاحتياط إلى بند الرواتب. ذكرت مصادر عليمة لـ«البناء» أنّ التلويح برواتب العسكريين هو ورقة من أوراق الضغوط التي تستعملها بعض القوى السياسية من أجل الدفع نحو انعقاد مجلس الوزراء، وتالياً مجلس النواب، ووجدت هذه القوى «أنّ استعمال ورقة العسكريين قد تكون ورقة ذات حساسية معينة لدى بعض الفئات المتهمة من قبل تيار المستقبل بأنها تعطّل مجلس الوزراء» ولفتت المصادر إلى «أنّ الحقيقة مخالفة لذلك، إذ إنّ المال موجود، ووزير المال علي حسن خليل لديه كلّ الحق وفقاً لقواعد المالية العامة والإدارة العامة أن يدفع هذه الرواتب من دون أيّ مساءلة».

وذكرت المصادر أنه منذ استقلال لبنان 1943 حتى اليوم مروراً بحرب 1975 والاجتياح وتشتّت معتمدي القبض، والصعوبات في نقل الأموال بسبب الوضع الأمني، بقيت الرواتب تُدفع في مواعيدها». ورأت المصادر «أنّ الأمر الوحيد الممكن في هذا المجال هو عدم دفع زيادات وتعويضات وبدلات غير ملحوظة في رواتب العسكريين». وشدّدت المصادر على «أنّ حوالات رواتب العسكريين تمّ التوقيع عليها من المسؤولين في وزارة الدفاع والمالية الاثنين في العشرين من الشهر الحالي، وأنها ستحوّل إلى حسابات العسكريين بين اليوم والغد كما تجري العادة يومي الثلاثين والحادي والثلاثين من كلّ شهر».

«الوطني الحر» إلى الحكومة والمجلس
وعلمت «البناء» أنّ التيار الوطني الحر سيشارك في الجلسة العامة لمجلس النواب، وفي جلسة مجلس الوزراء، إذا تقرّر عقدها، فـ»الحكومة أمام معضلة دفع رواتب العسكريين وأيّ عرقلة لانعقاد جلسة مجلس الوزراء ستُعتبر وكأنه استهداف للجيش وباقي الأجهزة الأمنية التي لم تقبض رواتبها. وفي ما خصّ الجلسة التشريعية، أشارت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» إلى «أنّ المشاركة باتت شبه مؤكدة إذ إنّ مشروع قانون استعادة الجنسية أدرج على جدول الأعمال»، لافتة إلى «أنّ المشاورات الآن تدور حول 19 اقتراحاً ومشروع قانون بشأن الانتخابات، وهناك استحالة لمناقشتها كلها، لذا البحث في إمكانية مناقشتها، لكن يلزمها وقت للاتفاق على واحد منها، وإذا حصل سيتم إقراره» وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أنّ فريق 14 آذار متخوّف من إقرار أيّ قانون انتخابي قبل انتخاب رئيس للجمهورية، لذا فإنّ الجلسة النيابية ستحصر فقط في استعادة الجنسية الذي لن يُقرّ نظراً للخلاف الدائر حوله، وفي القروض والمساعدات المالية».

أمنياً، استهدف الجيش اللبناني بـ3 صليات من راجمات الصواريخ، اجتماعاً لمسؤولين من «جبهة النصرة» في منطقة وادي الخيل في جرود عرسال، وحقق إصابات مؤكدة.