23-11-2024 02:45 AM بتوقيت القدس المحتلة

رسالة من فلسطينية إلى مؤلفة "هاري بوتر" : لا مكان للتعايش وسط عالم تحكمه ثقافة العسكرة

رسالة من فلسطينية إلى مؤلفة

وقّعت الكاتبة البريطانية جاي كاي رولينغ مع عشرات الفنانين عريضة ترفض فيها مقاطعة إسرائيل، وتدعو إلى مد الجسور الثقافية معها فردّت ميا عودة عليها في رسالة تنتقد فيها خطوتها وتعرب عن خيبة أملها.

رسالة من فلسطينية إلى مؤلفة "هاري بوتر" : لا مكان للتعايش وسط عالم تحكمه ثقافة العسكرةأثارت الرسالة التي وقّعتها كاتبة سلسلة "هاري بوتر"، البريطانية جاي كاي رولينغ مع عشرات الفنانين البريطانيين ونشرتها صحيفة "ذي غارديان"، والتي ترفض فيها مقاطعة إسرائيل، وتدعو إلى مد الجسور الثقافية معها وإحياء ثقافة التعايش، حفيظة المواطنة الفلسطينية ميا عودة، ما دفعها إلى كتابة رسالة إليها تنتقد فيها خطوتها وتعرب عن خيبة أملها.

وعبرت عودة، وهي مدرسة للموسيقى، في مقدم رسالتها التي نشرتها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ، والتي نالت إعجاب ومشاركة الآلاف، عن خيبة أملها كمعجبة عاشقة للروائية البريطانية، ولكتبها التي كانت مصدراً للأمل بتحقيق العدالة والسلام يوماً ما في بلدها، ما يتعارض مع الرسالة التي وقعتها الكاتبة وتدعو من خلالها إلى مد الجسور مع إسرائيل.

وأضافت عودة التي تربت وكبرت على سلسلة "روايات هاري بوتر"، أن رسالة "ثقافة التعايش" التي وقعتها رولينغ، أتت مناقضة لسياق الواقع الإسرائيلي - الفلسطيني المرير.

وأظهرت عودة للكاتبة التشابه الحاصل مابين عالمها الفلسطيني وعالم "جي كي" الذي اخترعته من مخيلتها، فاستخدمت شخصات روايات "هاري بوتر"، بعد أن حمّلتها دلالات مستوحاة من القضية الفلسطينية، وأخبرتها من خلال شخصياتها الروائية والمشاهد التي كتبتها، أن هناك صراعاً غير متكافئ يدور على أرض الواقع مابين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت عودة ان هناك توزيعاً غير متكافئ للقوة. فإسرائيل تملك رابع أكبر جيش في العالم، وتقدم لها الولايات المتحدة مساعدات عسكرية يومياً تقدر بـعشرة ملايين دولار، بينما فلسطين لا تملك جيشاً، ولا تتلقى أي مساعدات عسكرية.

ورداً على رسالة "ثقافة التعايش"، قالت الشابة الفلسطينية" ان "الجنود الإسرائيليون يرتدون الزي العسكري ويستخدمون البنادق والخوذات والدبابات والأسلحة الكيماوية غير الشرعية وطائرات (إف 16) وطائرات من دون طيار، وفي المقابل ترى الفلسطينيين بالحجارة والأسلحة اليدوية، إذا كانوا محظوظين بما فيه الكفاية".

وأضافت: "تستطيع أن ترى الضرر الذي ألحقته (بالفلسطينيين) الطائرات أو الفوسفور الأبيض، وهي لا تشبه بحال من الأحوال الأضرار التي تحدثها صواريخ حماس"، مؤكدة ان "إسرائيل وفلسطين ليستا جانبين، إنما ظالم ومظلوم".

ودعت عودة الكاتبة إلى سحب توقيعها، مؤكدة أنها ليست ضد الحوار، لكنه بات أسلوباً قديماً، وينبغي أن يقترن بالعمل، وأن الوصول إلى "التعايش" يفترض التعامل مع حياة كل شخص بكرامة واحترام، مع تأكيد صعوبة أن يتعلم جيش الدفاع الإسرائيلي أو المستوطنون الإسرائيليون احترام الحياة الفلسطينية، لأنهم يتعرضون لغسيل مخ من ثقافة عسكرية هي السائدة.

واختتمت عوده حديثها قائلة "لا مكان لثقافة التعايش وسط عالم تحكمه ثقافة العسكرة، وإنه وكما استطاعت شخصيات روايات هاري بوتر أن تنتصر على الظلم في النهاية، فإنه يمكن لفلسطين أن تكون حرة، ويعيش عليها الجميع بسلام".