أوضحت تغريدات المغرد السعودي الشهير"مجتهد" تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً بشأن العدوان على اليمن.
أوضحت تغريدات المغرد السعودي الشهير "مجتهد" تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً بشأن العدوان على اليمن. في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيره البريطاني فيليب هاموند في الرياض أول من أمس الأربعاء، تحدث الجبير عن مؤشرات على اقتراب ايقاف العدوان على اليمن، وعن مكاسب حققتها بلاده لا يُسمع عنها إلا في الإعلام الممول من المملكة، فيما يوثق بشكل يومي تقهقر القوات السعودية وهروبها أمام مقاومة الشعب اليمني من جهة وزحفه داخل المناطق السعودية الحدودية.
فكيف تُفَسر طلاسم الجبير؟
"مجتهد" قال إن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وقف العدوان على اليمن وإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الأخير، قبل أن تضطر إلى إجباره على ذلك.
ويعزو "مجتهد" الموقف الأميركي إلى استيائها من توسع نفوذ القاعدة وداعش في اليمن، إذ يتركز نفوذ القاعدة في أبين والمكلا ولحج، فيما تنتشر داعش في تعز ومناطق أخرى، بحسب المغرد السعودي.
الاستياء الأميركي مرده الأداء الفاشل للعدوان، هذا ما يُستنتج من كلام "مجتهد". فيتحدث المغرد السعودي عن تخبط واضطراب في التنسيق بين قوى العدوان، ما تسبب في استغلال القاعدة وداعش للفراغ وبالتالي تمددهم في تلك المناطق.
وبشكل صريح يشير مجتهد إلى خلاف سعودي-إماراتي يتمظهر في "الخلاف بين هادي (المدعوم من السعودية) وبحاح (المدعوم من الإمارات)" الذي خرج "للعلن بعد أن كان سرياً ويبدو أن الكفة تسير لصالح بحاح".
وفي تكذيب واضح لمزاعم "المكاسب" التي يدعيها الجبير ويُطبل لها الإعلام السعودي، يتوقف "مجتهد" عند الفشل والعجز السعودي، متحدثاً عن اشتداد المعارك الحدودية "من نجران إلى ظهران الجنوب إلى جيزان"، وتزايد الضغط الذي يفرضه أنصار الله وتعرض "معظم القرى الحدودية لاختراقات أواقتحام". وبوضوح يفند القلق الأميركي الذي يضاعفه "اقتحام حوثي للحدود وعجز القوات المسلحة السعودية عن التصدي له".
"تعتقد أمريكا أن إبقاء جزء من قوة الحوثي والجيش الموالي لصالح ضروري لمواجهة القاعدة ولذلك نصحت بن سلمان بالقبول بحلول وسط عملا بأخف الضررين"... "أما بن سلمان فمشغول بحساب خسائر الدبابات والمدرعات والمدافع حتى ينشئ بها صفقة جديدة يشتريها بعشر أضعافها وستسمعون بأخبار الصفقة قريباً"، يختم "مجتهد".
الفشل والعجز السعودي الذي فنده المغرد السعودي، كان سبباً في استقدام 2900 جندي مرتزق من سنغاليين وكولومبيين للقتال في الصفوف الأمامية وهم يرتدون الزي العسكري السعودي والاماراتي، بعد الأعداد الكبيرة للقتلى في صفوف قواتهما في اليمن، وفق ما نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية. ونقلت الصحيفة عن موقع "ميدل ايست اي " الذي نشر تقريرا يؤكد أن السعودية والامارات جندتا المئات من المرتزقة الكولمبيين للقتال في اليمن عن طريق شركة "بلاك ووتر" الأمنية الامريكية التي ساءت سمعتها في العراق.
والفشل والعجز المستمر نفسه هو من حرك الأميركيين. أكثر من 7 أشهر على مرور العدوان، لم يُسمع فيها استنكار أميركي لمشاهد القتل والدمار والتخريب للانسان والحضارة والتاريخ في اليمن.
العدوان الذي بدا في الظاهر سعودياً، كان بضوء أخضر أميركي كشف عنه إعلان الجبير إطلاق العدوان من على الأراضي الأميركية، وتصريح رسمي لاحق بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباري للسعودية في العدوان، ما يعني تبنياً للحرب. ما كان مقبولاً أميركياً يومها هو توظيف الجماعات التكفيرية وكل من يملك السلاح لإضعاف الجيش اليمني واللجان الشعبية، إلا أن الفشل في إضعاف الجيش واللجان وتمدد نفوذ التكفيريين بشكل يُخرجهم عن السيطرة بات يقلق الولايات المتحدة ويشكل تهديداً لمصالحها في اليمن.
يدرك اليمنيون أن ما تريده السعودية هو يمناً ضعيفاً يسهل ترويضه، وأن رغبة الولايات المتحدة في تقسيمه إلى أقاليم متناحرة تقدم مبررات لأي وجود أميركي على الأراضي اليمنية. قتل المارد اليمني شكل تقاطع المصالح بين الطرفين، قبل أن يفترق المشروعان. إلا أن التآمر على القتل عزز نفوذ المارد، وخلق من اداة القتل مارداً تكفيرياً يهدد نفوذ مشغليه... خلاصة يمكن أن تبرر الرغبة الأميركية في وقف الحرب، ومن شأنها أن تفسر كلام وزير الخارجية البريطاني من الرياض عن أن الهدف العسكري في اليمن "تم انجازه، ويقترب من نهايته".