21-11-2024 02:17 PM بتوقيت القدس المحتلة

كيف يقرأ اليمني المواقف الغربية المتقلبة تجاه العدوان المستمر على وطنه؟

كيف يقرأ اليمني المواقف الغربية المتقلبة تجاه العدوان المستمر على وطنه؟

بداية ان أردت أن نعرف كيف ينظر اليمنيون الى العدوان المستمر عليهم ، عن سببه ومسبباته:

بقلم: حامد البخيتي*

بداية ان أردت أن تعرف كيف ينظر اليمنيون الى العدوان المستمر عليهم ، عن سببه ومسبباته:

1-      نجاح ثورة 21 سبتمبر الشعبية في اليمن والتي كانت نتيجة لتحرك شعبي واسع بوعي وحكمة يمنية تسعى للقضاء على الفساد وأدواته، التي كانت في وعي اليمني مشروعا امريكيا يسعى للحفاظ عليه من اجل ان يكون اداة لتغذية الصراعات الداخلية ولا يتحقق للشعب أي تنمية حقيقية يستفيد منها. لأن الصراع الداخلي الذي انتجه الفساد والمفسدون سيحقق لامريكا رغبتها في الاستفادة من موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته التي لا يلتفت اليها الشعب بسبب دائرة الصراع الداخلي المغلقة، والتي وضعت على يد أولئك الذين اسقطتهم ثورة الشعب في 21 سبتمبر.

2-      يتذكر اليمنيون جيدا التصريحات الاسرائيلية التي جاءت عقب ثورة 21 سبتمبر - ومن عدة شخصيات صهيونية- عن تخوفهم من الثورة الشعبية التحررية في اليمن ويعتبرون تلك التصريحات السبب الحقيقي للعدوان والتي يرى فيها اليمنيون أن تبقى الوصاية السعودية الامريكية مفروضة على الشعب اليمني الثائر عن طريق عملائهم بما يمنع اليمنيين من الاستفادة من خيرات بلادهم ويغرقهم في مستنقع الصراعات الداخلية و سيطرة الفاسدين والعملاء على القرار وهو ما عبروا عن رفضهم له بخروجهم الواسع في الثورة الشعبية في 21 سبتمبر .

3-       يتذكر اليمنيون بان العدوان بدأ عندما كانت القوى السياسية ستصل الى حل للازمة السياسية عبر مفاوضات برعاية الامم المتحدة ومبعوثها السابق جمال بن عمر ، ليعزز ذلك لدى اليمنيين قناعة بان الهدف من العدوان كان منع وصول اليمنيين الى حل سياسي يضمن لهم دولة ذات سيادة وبدون وصاية خارجية يستفيد كل الشعب فيها من خيرات وطنهم وثرواته الطبيعية.

مما سبق ، ومع استمرار العدوان السعودي الامريكي الاجرامي الرامي - في نظر اليمنيين - لفرض الوصاية المرفوضة شعبياً، لن يتوقف هذا العدوان طالما لم يحقق فرض وصايتهم على اليمن وابنائه ولذا فإن قراءة اليمنيين لتصريحات الدول الغربية المتناقضة والمتقلبة تجاه هذا العدوان واستمراره انها ليست الا محاولات من قبل تلك الانظمة لتشويه الحقائق أمام شعوبها أولا نتيجة للجرائم البشعة التي ترتكب في اليمن بشكل يومي وتشتيت وتضليل الشعوب العربية عن هدفها الحقيقي من العدوان على اليمن .

وما يعزز لدى اليمنيين قناعة بأن تلك الانظمة وما يصدر عنها ما هي الا تصريحات مضللة ليست جادة وصادقة أنها لم تتحدث عن الحصار ولا تكترث لجرائم بشعة ترتكب في حق شعب يريد ان يبني وطنه ويستفيد من خيراته ويمنع التدخل الخارجي من فرض وصايته عليه بالرغم انها تظهر في نظر المتابع او المطلع انها تريد حلا للازمة اليمنية ووقف الحرب. كما ان اهل اليمن ينظرون الى الامم المتحدة ومؤسساتها الانسانية ومبعوثها وما يصدر عنهم من مواقف وتصريحات لا تتحدث عن الانسان اليمني الذي يقتل بشكل يومي ويطلق عليه اسلحة محرمة ولا عن الحصار المفروض وانعدام الدواء والغذاء والاستشفاء لشعب قوامه 25 مليون ما هي الا تضليل للشعوب وتشويش وتمييع لمواقفها وتغذية لصمتها ازاء شعب يتعرض لحرب ابادة مستمرة بدون وجه حق وتحت غطاء اعلامي كبير يضلل الشعوب ويشوه الحقائق.

مما سبق ينظر اليمنيون الثائرون بان تلك التصريحات لا تعنيهم وان دول العدوان لن توقف عدوانها طالما بقي اليمنيون محافظون على موقفهم من سيادة وطنهم ورفض الوصاية الخارجية مهما كانت التضحيات، وهذا يوجب على من يريد ان يتعرف على الصمود والثبات اليمني ان يطلع عن قرب ويسمع من اليمني ولا يبني مواقفه وتوقعاته من ما يسمع من دول العدوان ووسائل الاعلام التي تتبنى مواقع المعتدين على اليمن حتى لا يتفاجئ بان هناك شعب لن ينكسر او يذل او يركع او يقبل ان يستعبد او تفرض عليه وصاية السعودية الامريكية مهما كانت التضحيات مستعينا بالله وبتاريخه الايماني النابع من تلك الحكمة اليمانية.

* اعلامي يمني