انه التاريخ الشرير.. لقد صفينا الهنود واستولينا على كل أراضيهم. تصرفنا تماماً ككل القوى الاستعمارية الأوروبية. وعندما حاربنا ضد الانكليز في لويزيانا عام 1812 كان بسبب ارض لا يمتلكونها، ولا نملكها اليوم: كانت أرض الهنود.
إنه الروائي البوهيمي "جيم هاريسون" عاشق الطبيعة، وكاره المدن ونيويورك والضوضاء والعلاقات التافهة، والاستهلاكي اليومي، والحسابات الصغيرة.. يعيش في مونتانا الأميركية، بين أدغال وغابات وأنهر. الصحافي والكاتب الفرنسي أجرى معه حواراً مشوقاً في بيته في مونتانا، تطرق فيه إلى طفولته وحياته، ونيويورك، والكتاب، والطبيعة، والثقافة، والرواية، والمثقفين الأميركيين، ودور النشر، وخصوصاً عن المجازر التي ارتكبها الأميركيون في حق الهنود الذين قتلوا منهم في ظرف عقدين نحو عشرة ملايين شخص واستولوا على أراضيهم.
وعندما سأله الصحفي : لماذا يسحرك تاريخ الهنود إلى هذا الحد؟
أجاب:" لأنه غير عادل، انها الجثة الكبرى في مخزن أميركا. لكن لا أحد هنا يقبل بالاعتراف بها. لو كنا فعلاَ نعرف تاريخ أميركا، صدقني، فلما كان حضر أحد احتفالات الرابع من تموز (العيد الوطني للولايات المتحدة).
انه التاريخ الشرير.. لقد صفينا الهنود واستولينا على كل أراضيهم. تصرفنا تماماً ككل القوى الاستعمارية الأوروبية التي كانت تنهب اراضي الشعوب الأخرى وتقول: «افريقيا لنا» وعندما حاربنا ضد الانكليز في لويزيانا عام 1812 كان بسبب ارض لا يمتلكونها، ولا نملكها اليوم: كانت أرض الهنود.
اكتشفت تاريخ الهنود بفضل والدي. أهداني كتاباً للأطفال بعنوان «وحشان صغيران». وكان الكتاب يروي قصة ولدين أبيضين كانا يعيشان مثل الهنود. أسرني ذلك الكتاب؛ وبدأت أقرأ كل ما يتصل كل ما وقع عليه من قصص القبائل. فالأميركيون لم يرووا بنزاهة وصدق الطريقة التي انتزعوا بها الاراضي من الهنود.. فهذا محرم. ثم، وفي بداية زواجي بليندا، عشنا في منطقة هندية".
جريدة المستقبل (مع التصرف)