22-11-2024 01:25 AM بتوقيت القدس المحتلة

لبنان في #مؤتمر_فيينا .. تحية لـ#شهداء_الدفاع_المقدس

لبنان في #مؤتمر_فيينا .. تحية لـ#شهداء_الدفاع_المقدس

بشكل مفاجئ للكثيرين تمت دعوة لبنان للمشاركة في مؤتمر فيينا حول الازمة السورية، ليكون ممثل لبنان الرسمي وزير الخارجية جبران باسيل جالسا على نفس الطاولة الى جانب وزراء خارجية الدول الكبرى.

ذوالفقار ضاهر

بشكل مفاجئ للكثيرين تمت دعوة لبنان للمشاركة في مؤتمر فيينا حول الازمة السورية، ليكون ممثل لبنان الرسمي وزير الخارجية جبران باسيل جالسا على نفس الطاولة الى جانب وزراء خارجية الدول الكبرى وغيرها من الدول الاقليمية التي لها صلة بشكل او بآخر بالحرب الدائرة في سوريا، ليكون لبنان موجودا في الساح وبشكل لا يمكن تجاوزه في المؤتمر الدولي.

فما الذي جعل للبنان هذه الحظوة بين "الكبار"؟ فهل هي قيمة لبنان وقدرته المؤثرة باجتراح الحلول في سوريا والمساهمة في إنهاء الحرب والازمة هناك؟ ام هل هي قدرة لبنان على اقناع بعض الدول بما سبق ان تحدثت عنه الحكومة اللبنانية السابقة حول سياسة النأئ بالنفس؟ والذي يحاول البعض طرحه من جديد في طاولة الحوار اللبناني لا سيما خلال الجلسة الاخيرة التي عقدت الثلاثاء 3-11-2015.

فما هي الاسباب التي تجعل من لبنان حاضرا على الخارطة الاقليمية والدولية؟ رغم انه البلد العاجز عن حل مشاكله واتمام استحقاقاته المختلفة، فلبنان هذا لا يستطيع إيجاد مخرج ليس للاستحقاق الرئاسي او الشغور في مختلف المؤسسات الدستورية، بل لبنان هذا هو العاجز عن حل ملف النفايات وغيرها من الملفات الحياتية والمعيشية البديهية كيف يمكن له ان يكون حزءا من الحل في الازمة السورية؟

فما هي الاسباب الحقيقية لايصال لبنان كي يكون في مفاوضات فيينا حول سوريا؟ حول ذلك أشارت مصادر مقربة من فريق "8 آذار" الى انه "لولا المقاومة ومجاهديها وقوتها ولولا وقوفها لمجابهة الارهاب التكفيري لم ولن يدعى لبنان ليكون عضوا أو شريكا في المفاوضات في فيينا".

واعتبرت المصادر ان "لبنان بمفهوم الدول الكبرى والغربية غير مدرج لأن يكون له دور لكن المقاومة هي التي جعلت منه دولة بحجم الدول الكبرى"، واكدت انه "لو جرى الإتكال على الفريق السياسي الحاكم والبنية السياسية الموجودة في لبنان منذ أول أحداث سوريا لكان لبنان في مكان آخر"، وسألت "لولا هذه المقاومة هل كان لبنان موجودا في المعادلة؟ وهل دعي إلى مؤتمر فيينا؟".

ورأت المصادر ان "قوة المقاومة في لبنان جعلت منها رقما صعبا لا يمكن تجاهله في اي حل او بحث عن حل اقليمي"، واضافت ان "المقاومة هي قد تكون من الجهات القليلة في هذا العالم التي استطاعت ببسالة من مواجهة الارهاب ودحره في كثير من المواقع"، واوضحت ان "الاستقرار والامن في لبنان وحمايته من الهجمات الارهابية التكفيرية كان للمقاومة اليد الطولى فيها لما قدمته من تضحيات وثبات في المواجهة".

وأشارت المصادر الى ان "أي حل في سوريا يجب أن يأخذ بالاعتبار موقف حزب الله شأنه شأن باقي الاطراف الاخرى المؤثرة في الحرب السورية نظرا للدور الكبير والفاعل والمؤثر الذي يلعبه في سوريا بوجه الارهاب"، ونوهت "بالخبرة المهمة التي اكتسبها في مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة"، وتابعت ان "ما يؤكد هذا الكلام هو ما صدر مؤخرا عن مستشار الامن القومي السابق للحكومة الاسرائيلية الجنرال يعقوب عامي درور حيث اعتبر ان التجربة السورية حولت حزب الله الى قوة يصعب على الجيش الاسرائيلي كسرها".

واستغربت المصادر انه "مع كل ذلك يخرج البعض في لبنان ليطالب في كل يوم بتسليم المقاومة لسلاحها رغم كل ما تقدمه وما تؤمنه من دور وحضور واهمية للبنان على الساحتين الاقليمية والدولية في آن"، وأشارت الى ان "كل العالم يعترف إما صراحة وإما ضمنا بدور المقاومة في المنطقة باستثناء بعض الاطراف اللبنانية التابعة لبعض الدول الخليجية التي لا تريد التواضع والاعتراف لحزب الله والمقاومة بحجمهما الحقيقي الذي بات مؤثرا في السياسات الكبرى الاقليمية واحيانا الدولية".

ولكن بالطبع ان من لا يفهم الابعاد الاستراتيجية لخوض المقاومة الحرب في سوريا دفاعا عن لبنان وشعبه لن يستطيع ادراك مدى حجم وتأثير المقاومة على السياسات الكبرى، ومن لا يريد ان يرى قوة المقاومة كعنصر من عناصر منعة لبنان لا يمكن ان يفهم كيف ان دماء شهداء "الدفاع المقدس" الذين تقدمهم المقاومة في كل الساحات هي التي تصنع العزة لوطنهم ولأمتهم مهما حاول البعض الانتقاص او التقليل من اهمية التضحيات التي يقدمها ابطال المقاومة..

فهذه المقاومة كما صنعت في السابق عزة لبنان بوجه أعتى قوة في الشرق الاوسط اي العدو الاسرائيلي، ها هي اليوم تؤكد وجود لبنان على الخارطة السياسية في المنطقة والعالم بفضل دماء شهدائها وآلام جرحاها وتضحيات مقاوميها في كل الساحات... فكل الفضل بعد الله هو للمقاومة ومجاهديها وشهدائها في تحصين وحماية هذا البلد.