تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين تطورات الأحداث في سورية من الرد الشعبي الحاشد على قرارات الجامعة العربية واقتراح دمشق عقد قمة طارئة...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين تطورات الأحداث في سورية من الرد الشعبي الحاشد على قرارات الجامعة العربية واقتراح دمشق عقد قمة طارئة...
السفير
الرد على قرار تعليق العضوية بحشود شعبية تغطي المدن السورية الكبرى
دمشق تختبر نوايا التدويل العربية... باقتراح قمة طارئة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "دعت دمشق، أمس، إلى عقد قمة عربية طارئة مخصصة للشأن السوري، في محاولة قد تكون أخيرة لتجنب تدويل الأزمة، لا سيما مع شكوك القيادة السورية بأن المبادرة العربية تهدف بشكل مبطن إلى إحراج الموقف الروسي والتمهيد للتدخل الدولي، ووسط مخاوف من دخول تركيا مجددا على خط الأزمة.
وقد استقبل قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بوجوم، ما لبث أن تحول إلى غضب أصابت آثاره بعثات دبلوماسية عربية وغربية في سوريا. وردت دمشق على القررا بمسيرات شعبية كبيرة شلت حركة العاصمة ومدن أخرى، فيما جاء الرد السياسي في مستويين، الأول قدمه مندوب سوريا الدائم في الجامعة العربية يوسف احمد ونفى فيه قانونية قرار التعليق أو ميثاقيته ونعى العمل العربي المشترك، فيما جاء الثاني عبر الدعوة لقمة عربية طارئة مع الترحيب بمجيء اللجنة الوزارية العربية مصحوبة بمن تريد من المراقبين والخبراء والاعلاميين، قبل يوم الاربعاء السادس عشر من تشرين الثاني المحدد لتنفيذ قرار تعليق العضوية وانعقاد اجتماع اللجنة في الرباط على هامش مؤتمر وزاري عربي تركي.
وتسعى دمشق من هذه الخطوة إلى إبقاء الأزمة السورية في صالات الجامعة العربية من جهة كما سد الذرائع أمام رئاسة اللجنة وأمانة الجامعة، خصوصا أن المهلة المعطاة لا تتعدى أربعة أيام. وثمة توجس كبير في دمشق من أن تكون خطوة الجامعة أول أمس هي باتجاه «شرعنة التدخل الدولي العسكري»، خصوصا في ضوء حديث المعارضة عن «الاتفاق مع تركيا على منطقة عازلة في الشمال». وثمة آمال ضئيلة بأن تتبنى رئاسة اللجنة أيا من الاقتراحات التي طرحتها دمشق أمس، خصوصا في ظل اعتمادها على التقارير الإعلامية في تقييمها للأحداث على الأرض، وغياب آليات عملها منذ بدء تشكيلها من جهة أخرى. وسيعقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤتمرا صحافيا في مبنى الخارجية السورية اليوم، فيما تروج شائعات عن خطاب قريب للرئيس بشار الأسد حيال التطورات الأخيرة.
وكان الأسد التقى بطريرك موسكو وسائر روسيا البطريرك كيريل الذي وضع زيارته في إطار «تأكيد للعلاقات الوطيدة بين الشعبين الروسي والسوري ونظرا للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها سوريا تاريخيا ودينيا». وأعرب البطريرك وفقا لـ«سانا» عن «أمله بأن يتجاوز الشعب السوري الأزمة التي تمر بها البلاد وأن تظل سوريا بلد المحبة والسلام».
بدوره أعرب الأسد عن تقديره للبطريرك وللشعب والقيادة الروسية لوقوفها إلى جانب الشعب السوري. وقال إن «سوريا التي لعبت دورا مهما عبر التاريخ في نشر الشرائع السماوية وثقافة المحبة والأخوة في جميع أنحاء العالم مستمرة في لعب هذا الدور بحكم تاريخها ومكانتها في الشرق الأوسط والعالم».
في هذا الوقت، ملأ مئات آلاف السوريين ساحات دمشق ومدن أخرى أبرزها حلب والحسكة وطرطوس واللاذقية، طوال ساعات النهار امس، مرددين هتافات مناهضة لقرار الجامعة العربية ومؤيدة للرئيس الاسد وبرنامجه الاصلاحي.
وأعلنت سوريا انسحابها من دورة الالعاب العربية التي تستضيفها الدوحة من 9 الى 23 كانون الاول المقبل. وقالت اللجنة الاولمبية السورية في بيان «لن يكون (رياضيو سوريا) في الاستحقاق العربي الرياضي المقبل لانهم سيستبدلون لباسهم الرياضي باللباس العسكري للوقوف في وجه المؤامرة وللحفاظ على الارض والانسان والوطن».
كما نقل شهود عيان أن مئات من المواطنين السوريين تجمعوا أمام السفارتين السعودية والقطرية، فاضطرت قوات الأمن إلى تفريق الحشود الغاضبة التي حاولت اقتحام المقرين بالقنابل المسيلة للدموع.
ورفض سياسيون سوريون القرار في الوقت الذي رحبت به أغلبية قوى المعارضة، ولا سيما الموجودة في الخارج. وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في سوريا علي حيدر إن قرارات الجامعة هي بمثابة إعلان حرب على سوريا، وهي خطوة أولى نحو أخذ سوريا إلى مجلس الأمن عبر الجامعة العربية. واعتبر قرارات الجامعة انقلابا على أجواء التفاهم التي سادت ليلة اجتماع وزراء الخارجية العرب عندما رحبت سوريا بوفود ومراقبين من الجامعة العربية، قائلا «لقد شهد اليوم انقلابا لعبت قطر والسعودية دوراً بارزاً فيه».
وأصدر المجلس الوطني السوري بيانا رحب فيه بقرار الجامعة العربية معتبرا انه «خطوة في الاتجاه الصحيح وتمثل ادانة واضحة للنظام السوري الذي امعن في عمليات القتل والتدمير». وحث على تنفيذ القرارات التي اتخذتها الجامعة فورا «لمنع النظام من استغلالها في قتل مزيد من المدنيين والمتظاهرين». وقابل وفد من المجلس مساء امس وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو في انقرة. وكان موقع «زمان الوصل» المعارض نقل عن عضو مؤتمر انطاليا عمار قربي أن المعارضة والحكومة التركية متوافقتان على ضرورة وجود منطقة عازلة في شمال سوريا، وأن المعارضة تريدها بعمق 30 كم فيما تريدها تركيا بعمق 5 كيلومترات!
من جهة أخرى قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«السفير» إنها لا تستبعد أن يصدر الاتحاد الأوروبي قرارا بسحب السفراء الغربيين من سوريا، مشيرة إلى أن «دول أوروبا لا تستطيع أن تتصرف بما هو أقل من تصرف الدول العربية».
النهار
دمشق تُسابق مهلة الأربعاء بالدعوة إلى قمة
الجامعة تُعدّ مع تصعيد تركي
وتناولت صحيفة اللواء تطورات الأحداث في سورية وكتبت تقول "دعت دمشق، التي تواجه عزلة دولية وعربية متزايدة ولا سيما بعد قرار مجلس جامعة الدول العربية تعليق مشاركتها في اجتماعاتها اعتبارا من الاربعاء، الى عقد قمة عربية طارئة "لمعالجة الازمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي". كما دعت في تنازل أساسي مسؤولين في الجامعة الى زيارة سوريا قبل ان يدخل قرار تعليق المشاركة حيز التنفيذ. وفي الوقت عينه تظاهر مئات الآلاف من السوريين في دمشق ومدن رئيسية عدة تنديدا بقرار الجامعة وتأييدا للرئيس بشار الاسد.
ووقت لم يصدر أي رد فعل من الجامعة العربية على الدعوة السورية، دعا الامين العام للجامعة نبيل العربي من ليبيا الى تنفيذ فوري للمبادرة العربية، وأعلن ان الجامعة التي ستلتقي وفدا من المعارضة السورية غدا، في صدد اعداد "آلية" لحماية المدنيين السوريين.
وأثار تعرض مقار بعثات ديبلوماسية للتخريب على أيدي متظاهرين موالين للأسد السبت والاحد، استنكارا عربيا وأجنبيا. وكان سببا لتصعيد التوتر مع تركيا التي أجلت عائلات ديبلوماسييها عن سوريا، ودعت "المجتمع الدولي الى التحرك بصوت واحد" ازاء الوضع في هذا البلد. وفي خطوة ذات دلالة، استقبل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وفدا من "المجلس الوطني السوري" المعارض علنا للمرة الاولى.
وصرح المندوب السوري لدى جامعة الدول العربية السفير يوسف أحمد بأن الدعوة الى عقد القمة العربية الطارئة ستسلم إلى الجامعة خلال الساعات المقبلة. وقال ان دمشق تريد عقد القمة في مقر الامانة العامة للجامعة، على ان يحدد موعدها في الوقت الذي يتفق عليه الزعماء العرب. ويعقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤتمرا صحافيا الساعة 11:00 قبل ظهر اليوم في دمشق.
وأكدت الجزائر، التي كشفت انها لن تسحب سفيرها من سوريا، أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا في شأن الوضع السوري على هامش "منتدى تركيا – البلدان العربية" الذي يعقد في الرباط.
في غضون ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية السورية أن 26 مدنيا قتلوا برصاص قوى الامن في حماه وحمص ومناطق أخرى من البلاد. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن تسعة من أفراد قوى الامن قتلوا في استهداف لأوتوبيس كان ينقلهم على أيدي مسلحين يعتقد أنهم منشقون عن الجيش.
طهران
في طهران، نقل التلفزيون الايراني الحكومي عن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست ان "بيان الجامعة العربية عن التطورات في سوريا لن يكون فقط غير مفيد في حل المشكلة، لكنه سيعقد القضية".
وقال ان "صدور بيان الجامعة العربية جاء وقت تحاول قوى أجنبية التدخل في الشؤون الداخلية السورية"، داعيا الى الحوار والتحرك "بالتوازي مع الحفاظ على السلام والاستقرار". وأضاف: "الارض ممهدة للنجاح في الاصلاحات التي يطبقها رئيس سوريا وشعبها".
بان كي – مون
في نيويورك أشاد الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بالقرار الذي اتخذته الجامعة العربية واصفا اياه بأنه "قوي وشجاع". وجاء في بيان صادر عن الامم المتحدة ان "الامين العام يرحب بالقرار الذي اعتمده المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي اتخذ موقفا قويا وشجاعا يتعلق بالوضع في سوريا".
ودعا البيان السلطات السورية الى "استجابة نداء الجامعة العربية الذي طلب منها الوقف الفوري للعنف الذي يمارسه الجيش ضد المدنيين، والتطبيق الكامل والسريع لبرنامج العمل" الذي صدر عن الجامعة العربية ودعا خصوصا الى وقف أعمال العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن.
كما رحب الامين العام بـ"الرغبة التي أبدتها الجامعة العربية في توفير حماية للمدنيين، مبديا استعداده لتقديم الدعم المناسب اذا طلب منه ذلك".
الأخبار
حرب التدخل الخارجي لإسقاط الأسد
دمشق تريد قمّة طارئة وتدعو اللجنة العربية لزيارتها
كذلك تناولت صحيفة الأخبار الشأن السوري وكتبت تقول "بات العرب والعالم بانتظار موعد جديد لاجتماع وزراء الخارجية العرب في اليوم الأخير الممنوح لسوريا لتطبيق المبادرة العربية قبل تعليق عضويتها في الجامعة، أي بعد غد الأربعاء. دمشق تريد قمّة طارئة، والعرب يدرسون آلية لحماية المدنيين، على وقع استعراض قوة النظام لشعبيته، مع مهاجمة مقار بعثات دبلوماسية عربية وأجنبية.
كان اليوم السوري الطويل، أمس، بمثابة تكملة لأحداث وتطورات اليوم الذي سبقه، إذ إنّ كل ما شهدته الساعات الماضية كان أشبه بردود فعل على قرارات وزراء الخارجية العرب، وخصوصاً من قبل السلطات السورية. الأبرز كان الرسائل الثلاث المتوازية التي بعثت بها دمشق إلى «الطرف العربي»: طلب عقد قمّة عربية طارئة لمناقشة الأزمة السورية و«تداعياتها على الأمن القومي العربي»، مع تجديد الإعراب عن الترحيب بوفد مراقبين وخبراء عرب يزور المدن السورية في الساعات المقبلة، إضافة إلى استعراض قوة جديد قدمه النظام تنديداً بقرارات الوزراء العرب، أكان في الشارع والتظاهرات الحاشدة، أم في مهاجمة سفارات ومصالح الدول التي بات ينظر إليها على أنها أشبه بـ«المعادية»، وتحديداً السعودية وفرنسا وتركيا وقطر وليبيا. من الجهة العربية المقابلة، تولّى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مهمة الإشارة إلى أن الجامعة تدرس استحداث «آلية» لتوفير الحماية للشعب السوري، مع تحديد موعد جديد لاجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا يوم الأربعاء المقبل في المغرب.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بيلاني أن اجتماعاً استثنائياً لوزراء الخارجية العرب سيعقد يوم الأربعاء 16 الجاري في الرباط لبحث الملف السوري على هامش أعمال منتدى تركيا ـــــ البلدان العربية. وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد لمّح الى هذا الاجتماع في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري محمد كامل عمرو، عندما قال إن «تعليق عضوية سوريا مؤقّت ويمكن رفعه في أقرب وقت ممكن»، في إشارة الى تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، مضيفاً «ولماذا ليس قبل السادس عشر من هذا الشهر بما أن هناك اجتماعاً مقرراً في الرباط في هذا التاريخ».
وقد استبقت دمشق هذه الإعلانات بالدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الأزمة السورية و«تداعياتها السلبية على الوضع العربي»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سانا» التي نقلت عن مصدر مسؤول قوله «نظراً إلى أن تداعيات الأزمة السورية يمكن أن تمس الأمن القومي وتلحق ضرراً فادحاً بالعمل العربي المشترك، فإن القيادة السورية تقترح الدعوة العاجلة إلى عقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الأزمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي». وأضافت الوكالة إن المصدر أعرب عن ترحيب القيادة «بقدوم اللجنة الوزارية العربية الى سوريا قبل السادس عشر من الشهر الجاري»، التاريخ المحدد لبدء سريان قرارات تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية في حال عدم تنفيذ بنود الخطة العربية لوقف العنف.
ورحبت القيادة السورية باصطحاب اللجنة «من تراه ملائماً من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين من دول اللجنة ومن وسائل إعلام عربية للاطلاع المباشر على ما يجري على الأرض والإشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية»، بحسب المصدر نفسه. وانتقلت السلطات السورية إلى موقع المصرّ على تنفيذ المبادرة العربية، وذلك عندما ناشدت الجامعة العربية، «وفي مقدمها أمينها العام، التحرك السريع لوضع هذه المقترحات موضع التنفيذ». ولفت المصدر السوري الى أن القيادة السورية اتخذت هذا القرار «بصرف النظر عن الدخول في جدل عقيم حول ميثاقية وقانونية قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، ومدى تلازم هذا القرار مع أهداف ومبادئ ميثاق الجامعة العربية». وتابع المصدر إنّ «سوريا، التي وافقت على خطة العمل العربية، لا تزال ترى فيها إطاراً مناسباً لمعالجة الأزمة السورية بعيداً عن أي تدخل خارجي، ورغم كل ما شاب هذه المبادرة من نواقص وثغر وافتقارها إلى الآليات العملية التي يجب الاتفاق عليها بين الحكومة السورية واللجنة العربية لتنفيذها».
ورحّب مصدر دبلوماسى مصري في اتصال مع «الأخبار»، بإعلان الحكومة السورية أنها لا تزال ترى في خطة العمل العربية إطاراً مناسباً لمعالجة الأزمة. وقال المصدر إن الموقف المصري «يلتقي مع المواقف السورية الرافضة رفضاً تاماً لأي تدخل أجنبي في الشأن السوري تحت أي مسمى». وعن دعوة سوريا إلى عقد قمة عربية طارئة وقيام وفد من اللجنة العربية بزيارة سوريا، علّق المصدر المصري نفسه بالإعراب عن أمله بأن «تتجاوب الحكومة السورية مع الجهود العربية على نحو إيجابي، وألا تكون مقترحاتها هذه لمجرد المناورة وكسب المزيد من الوقت». ورغم أنّ مصادر الجامعة العربية أكدت عدم نيتها اتخاذ إجراءات جديدة ضدّ دمشق من نوع فرض حظر جوي أو الموافقة على تدخل دولي، إلا أن المصادر نفسها أكدت أنه «في حالة عدم الاستجابة السورية قبل السادس عشر من الشهر الجاري لبنود الخطة العربية، فيرجّح أن يعترف مجلس الجامعة العربية بالمعارضة السورية».
في غضون ذلك، خرجت أعداد كبيرة من السوريين في تظاهرات غضب في عدة مدن، احتجاجاً على قرارات الجامعة العربية العقابية بحق دمشق. وشهدت الساحات العامة في دمشق وحلب وطرطوس واللاذقية والسويداء والحسكة ودرعا والرقة ودير الزور وحمص وحماه وإدلب، توافد حشود وهم يحملون الأعلام السورية وصور الرئيس السوري بشار الأسد ولافتات تندد بقرارات الجامعة. وأظهر التلفزيون السوري الحشود الكبيرة وهي تحمل لافتات «وفاء لسوريا بمواصلة الصمود بوجه المؤامرات التي تحاك ضدها وتستهدف دورها القومي وبأن يبقوا حماة سوريا ضد هجمات الأعداء والمتآمرين»، إضافة إلى شتائم ضد تركيا وزعماء الخليج. وفي حماه، تحوّل مشروع تظاهرة مؤيدة للنظام، إلى ساحة قُتل فيها 8 أشخاص بحسب ناشطين معارضين، أوضحوا أنه «في حماه، قادت قوات الأمن الموظفين الحكوميين والطلبة الى ساحة العاصي حين انفصلت مجموعات وبدأت تهتف قائلة الشعب يريد إسقاط النظام، وفرّوا الى الأزقة، لكن تمت ملاحقتهم وقتل 8 منهم» وفق وكالة «رويترز».
أما على صعيد مهاجمة السفارات والقنصليات، فقد سُجّلت حوادث ضد البعثات الدبلوماسية التركية في دمشق وحلب واللاذقية، إضافة إلى سفارات السعودية وليبيا وقطر في دمشق والقنصلية الفرنسية في اللاذقية، وذلك بين ليل السبت ـــــ الأحد، ونهار الأحد. وكان الأبرز أن تركيا ردّت بإجلاء عائلات دبلوماسييها والموظفين «غير الأساسيين» من سوريا، مع بقاء السفير التركي في سوريا عمر أونهون وأبرز الدبلوماسيين على رأس عملهم في سوريا، إضافة إلى استدعائها القائم بالأعمال السوري إلى وزارة الخارجية في أنقرة، «للاحتجاج ولطلب توفير دمشق حماية للبعثة الدبلوماسية التركية»، وفق وزارة الخارجية التركية، مع تحذير أنقرة مواطنيها من السفر إلى سوريا «لغير الضرورة». أما رد الفعل الفرنسي على اقتحام قنصليتي فرنسا الفخرية في اللاذقية وفي حلب، فقد جاء على صورة استدعاء السفيرة السورية في فرنسا لمياء شكور للاحتجاج. مواقف منددة بقوة صدرت أيضاً عن مجلس التعاون الخليجي وأمينه العام عبد اللطيف الزياني حيال «الاعتداءات» التي تعرضت لها السفارتان السعودية والقطرية في دمشق، لكون ذلك «يمثل انتهاكاً للأعراف الدبلوماسية الدولية المتعلقة بالبعثات الدبلوماسية».
وفي السياق، وجهت سفارة ليبيا في دمشق مذكرة احتجاج الى وزارة الخارجية السورية بعدما تعرض مقرها للرشق بالحجارة من قبل محتجين سوريين أمس في حي أبو رمانة وسط دمشق. وكانت تقارير إخبارية قد ذكرت أنّ مجموعة من المتظاهرين اقتحموا مقر السفارة السعودية في دمشق، وحطّموا زجاج نوافذها وعبثوا بمحتوياتها. وهو ما نجم عنه استنكار الرياض، داعيةً السلطات السورية إلى حماية المصالح السعودية على أراضيها.
اللواء
تظاهرات مؤيدة للأسد بعد تجميد العضوية.. ومناهِضة في المحافظات وسقوط 11 قتيلاً
دمشق تطلب قمّة عربية وإجتماع الرباط لإعلان المنطقة العازلة
الزياني يدين الإعتداء على سفارتي السعودية وقطر.. وأنقرة تحذّر الاتراك من السفر
من جهتها تناولت اللواء الأزمة السورية وكتبت تقول "قتل 28 مدنيا برصاص الامن امس في سوريا التي دعت الى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة السورية و على الوضع العربي، غداة قرار عربي قضى بتعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، فيما شهدت عدة مدن سورية تجمعات لمئات الاف السوريين الذين خرجوا للتنديد بقرار الجامعة العربية معربين عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد، فيما رحب المجلس الوطني المعارض بقرار الجامعة معتبرا انه .
ودوليا رحبت الولايات المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بقرار الجامعة العربية القاضي بتعليق عضوية سوريا فيها وسحب السفراء العرب منها فيما أبدت كل من روسيا وطهران والعراق معارضتها له.
وقد دعت سوريا لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الازمة فيها والنظر في على الوضع العربي بحسب تصريح لمصدر مسؤول نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا). واضافت الوكالة ان المصدر اعرب عن ترحيب القيادة .
واكد المصدر ان سوريا التي وافقت في 2 تشرين الثاني على خطة العمل العربية . وقال مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية يوسف احمد للصحافيين الاحد انه سيتقدم بطلب عقد قمة عربية رسميا الاحد او الاثنين. بالمقابل قال مصدر رسمي في الجامعة العربية ان .
وكان وزراء الخارجية العرب قرروا السبت تعليق مشاركة وفد سوريا في اجتماعات الجامعة العربية، ودعوا الى سحب السفراء العرب من دمشق. كما اعترفوا ضمنا بالمعارضة السورية ودعوها الى اجتماع في مقر الجامعة لبحث . واعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارة الى طرابلس امس ان الجامعة . واضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بدون اعطاء المزيد من التوضيحات.
من جهة ثانية اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية عمار بيلاني ان اجتماعا استثنائيا لوزراء الخارجية العرب سيعقد الاربعاء في الرباط للبحث في الملف السوري. وقال المتحدث الجزائري الذي ينعقد في العاصمة المغربية.
واعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مؤتمر صحفي عقده مع نطيره المصري محمد كامل عمرو ان مضيفا .
واصدر المجلس الوطني السوري الذي يضم عدة اطياف من المعارضة السورية بيانا رحب فيه بقرار الجامعة العربية معتبرا انها . وحث بيان المجلس على تنفيذ القرارات التي اتخذتها الجامعة فورا .
من جهة اخرى اعرب الرئيس السوري بشار الاسد امس خلال استقباله بطريرك الكنيسة الارثوذكسية في روسيا كيريلوس حسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة تأكيد الرئيس السوري على .
وفي موقف لافت اعلنت روسيا مواصلتها احترام عقود شحنات الاسلحة الى سوريا بسبب غياب اي قرار دولي يمنعها من ذلك، كما ذكرت وكالة انترفاكس امس نقلا عن مسؤول كبير في القطاع خلال معرض الطيران في دبي. واعلن مساعد مدير المكتب الفدرالي الروسي للتعاون العسكري التقني فياتشيسلاف دزيركالن ، بحسب الوكالة.
الى ذلك، تجمع مئات الآلاف من السوريين في دمشق ومدن سورية عدة للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري ورفضهم لقرار الجامعة العربية. وبث التلفزيون السوري الرسمي بشكل مباشر لقطات لتظاهرات جرت في عدة مدن سورية منها حلب (شمال) واللاذقية الساحلية (غرب) ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).
كما اشارت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الى مسيرات مناهضة لقرار الجامعة جرت في السويداء (جنوب) ودرعا (جنوب) وطرطوس (غرب) والرقة (شمال) وحماة وريفها (وسط) .
من جهتها استنكرت الرياض اقتحام متظاهرين موالين للنظام السوري مبنى سفارتها في دمشق والعبث بمحتوياته، و، محملة دمشق مسؤولية حماية رعاياها مصالحها في سوريا.
ونظمت تظاهرات موالية للنظام في العديد من مناطق سوريا ولا سيما في دمشق امام سفارة قطر وكذلك في طرطوس وحلب كما تجمع مئات المتظاهرين امام سفارة قطر في دمشق رافعين الاعلام السورية وصورا للاسد واقتحم بعضهم سور السفارة وصعدوا الى سطح المبنى ونزعوا علم قطر ورفعوا مكانه العلم السوري، في حين استخدمت قوات امن السفارة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وفي باريس ستدعت الخارجية الفرنسية السفيرة السورية في فرنسا مشيرة الى ان قنصليتي فرنسا الفخرية في اللاذقية وفي حلب تعرضتا لاعتداءات. من جانبها قررت تركيا اجلاء عائلات دبلوماسييها وموظفيها غير الاساسيين من سوريا.
في المقابل، جددت روسيا وايران رفضهما للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وقد جاء الموقف الروسي الايراني خلال محادثات في طهران بين وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث جدد الجانب الروسي دعوته الى حل سلمي للازمات على اساس حوار وطني واسع.
المستقبل
تركيا تدعو المجتمع الدولي الى التحرك بـ والاتحاد الأوروبي يبحث اليوم سحب سفرائه
الإرهاب الديبلوماسي لنظام الأسد يثير عاصفة احتجاجات
وتناولت صحيفة المستقبل الشأن السوري وكتبت تقول "استفز الإرهاب الديبلوماسي الذي مارسه النظام السوري ضد البعثات والسفارات الأجنبية ومهاجمتها ردود فعل وإدانات شديدة من الدول العربية والغربية منها تركيا التي أخلت عائلات ديبلوماسييها من دمشق داعية الى التحرك بـ"صوت واحد ازاء التطورات الخطيرة" وملمحة إلى إحياء خطط لإقامة منطقة آمنة على الحدود المشتركة بين البلدين.
وقام عدد من الدول باستدعاء السفراء السوريين لإبلاغهم الاستياء القوي مما جرى في العاصمة السورية، في الوقت الذي يبحث وزراء الخارجية الاوروبيون اليوم مسألة سحب سفرائهم من دمشق.
وفي سوريا حيث سقط برصاص الأمن أمس 26 مدنياً بينهم طفلان، دعا النظام السوري إلى قمة عربية طارئة لمعالجة الأزمة و"تداعياتها السلبية" على الوضع العربي تسبق دخول قرار الجامعة العربية حيز التنفيذ يوم الأربعاء حين يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً وزارياً استثنائياً في الرباط للبحث في الملف السوري.
وتحسّساً لخطورة الاوضاع بعد قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا، نظمت الحكومة السورية أمس تظاهرات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد في عدد من المناطق هاجمت القرار العربي منها حماه حيث سقط تسعة قتلى برصاص الأمن بعد أن ردّدوا هتافات مناهضة للأسد.
أما أنقرة فدعت المجتمع الدولي أمس الى التحرك بـ"صوت واحد" ازاء الوضع في سوريا، كما استدعت القائم بالاعمال السوري اثر التظاهرات المعادية التي استهدفت بعثاتها الديبلوماسية في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان ان "موقف الحكومة السورية(..) يكشف ضرورة قيام المجموعة الدولية بالردّ بصوت واحد على التطورات الخطيرة في هذا البلد". واضافت ان تركيا تدعم قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها الى حين وفائها بالتزامها تطبيق المبادرة العربية للخروج من الازمة. واعتبرت الوزارة انه "على الحكومة السورية استخلاص العبر من رسالة الجامعة العربية والتوقف عن ممارسة العنف ضد شعبها".
ومن المقرر ان يلتقي الوزير التركي في انقرة مساء أمس ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي يضم القسم الاكبر من المعارضة.
ويتوجه الوزير داود أوغلو إلى المغرب غداً للمشاركة في الاجتماع الرابع لوزراء خارجية المنتدى التركي - العربي في العاصمة المغربية الرباط حيث يناقش المشاركون على هامش الاجتماع تطورات الوضع في سوريا.
وأفادت أنباء أن تركيا تبحث إحياء خطط لإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري ردا على حملة القمع التي يتعرض لها المواطنون المطالبون بإسقاط النظام السوري.
وفي الجزائر اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية عمار بيلاني أمس ان اجتماعاً استثنائياً لوزراء الخارجية العرب سيعقد بعد غد في الرباط للبحث في الملف السوري.
وقال المتحدث الجزائري "قررنا عقد اجتماع لوزراء خارجية الجامعة العربية في السادس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) في الرباط حول سوريا على هامش اعمال منتدى تركيا - البلدان العربية" الذي ينعقد في العاصمة المغربية.
وأشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان أمس بالقرار الذي اتخذته الجامعة العربية، واصفا اياه بالقرار "القوي والشجاع".
ودعا البيان السلطات السورية الى "التجاوب مع نداء الجامعة العربية الذي طلب منها الوقف الفوري للعنف الذي يمارس من قبل الجيش ضد المدنيين، والتطبيق الكامل والسريع لبرنامج العمل" الذي صدر عن الجامعة العربية ودعا بشكل خاص الى وقف اعمال العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن.
كما رحب الامين العام ايضا بـ"الرغبة التي أبدتها الجامعة العربية لتقديم حماية للمدنيين مبديا استعداده لتقديم الدعم المناسب في حال طلب منه ذلك".
وفي باريس، استدعت الخارجية الفرنسية سفيرة النظام السوري لديها لمياء شكور وأبلغتها رسالة احتجاج شديدة اللهجة بشأن انتهاك السلطات السورية المستمر لمعاهدة فيينا المتعلقة بحماية الديبلوماسيين.
وستكون الأزمة السورية المحور الرئيسي لجدول مجلس خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل اليوم. وقال أحد الديبلوماسيين في العاصمة البلجيكية لـ"المستقبل" ان "مشاورات اليوم ستشمل اقتراحا هاما حول سحب دول اوروبية سفراءها من دمشق"، مؤكدا ان "هذه الخطوة تم التحضير لها عندما فتح المجلس الاوروبي الباب امام الدول الأعضاء في الاتحاد لاتخاذ خطوات احادية ضد النظام السوري لا تجبر بالضرورة باقي الدول الأعضاء على اتخاذ خطوات مماثلة".
وفي لندن، دان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت الهجمات على البعثات الديبلوماسية ودعا النظام السوري إلى وقف دوامة العنف من أجل الشعب.
ودان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني امس "الاعتداء" على سفارتي السعودية وقطر في سوريا. وقال الزياني ان "هذا الاعتداء يمثل انتهاكا للاعراف الديبلوماسية الدولية المتعلقة بالبعثات الديبلوماسية". وطالب الامين العام "السلطات السورية باتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لحماية البعثات الديبلوماسية والعاملين فيها ومحاسبة المعتدين حتى لا تتكرر مثل هذه الاعمال المرفوضة حسب ما تقتضيه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية".
ووجهت سفارة ليبيا في دمشق مذكرة احتجاج الى وزارة الخارجية السورية بعد ان تعرض مقرها للرشق بالحجارة من قبل محتجين سوريين امس.
وقام عدد من السوريين بمهاجمة مبنى السفارة وأقدموا على تحطيم زجاج واجهات المبنى وتحطيم كاميرات المراقبة المنصوبة على جدران السفارة، في حين تمكن فريق من المحتجين من دخول المبنى والصعود الى سطحه حيث أنزلوا العلم الليبي.
وازاء هذه الاوضاع، دعت سوريا امس الى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة السورية و"تداعياتها السلبية" على الوضع العربي.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله "نظرا لان تداعيات الازمة السورية يمكن ان تمس الامن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك، فإن القيادة السورية تقترح الدعوة العاجلة لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الازمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي".
وفي القاهرة، يرأس الامين العام للجامعة العربية اليوم اجتماعا للمنظمات العربية المعنية بحقوق الانسان لتفعيل قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بشأن تطورات الاوضاع في سوريا الذي ينص على توفير حماية المدنيين السوريين من خلال الاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية.