رحل رسام الكاريكاتور الفلسطيني بهاء البخاري. توفي في رام الله منذ ايام. وقد امضى الفنان كل سنوات عمره في النضال بريشته الى جانب زميله وصديقه ناجي العلي الذي اغتيل في العام 1987 بسبب رسومه المحرجة والصادمة.
رحل رسام الكاريكاتور الفلسطيني بهاء البخاري. توفي في رام الله منذ ايام. وقد امضى الفنان كل سنوات عمره في النضال بريشته الى جانب زميله وصديقه ناجي العلي الذي اغتيل في العام 1987 بسبب رسومه المحرجة والصادمة.
وتقلب الفنان الفلسطيني الراحل بين المنافي والمحن السياسية التي ميزت الشتات الفلسطيني، متنقلاً بين سوريا والكويت خاصة قبل العودة الى الاراضي الفلسطينية بعد اتفاق اوسلو، ليلتحق بصحيفة «الايام الفلسطينية». والى جانب ناجي العلي، يعتبر البخاري من ابرز واشهر رسامي الكاريكاتور السياسي فلسطينياً وعربياً.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كرّمه قبل اسبوع واحد تقديراً منه لمسيرته «لأن النضال بالورقة، والقلم، والريشة، يقهر كل اسلحة الطغاة« حسب قوله. ولد البخاري في القدس عام 1944 وكانت انطلاقته الأولى عبر الصحافة السورية عام 1962، ثم بدأ مشواره الاحترافي مع الكاريكاتير عام 1964 من خلال صحيفة «الرأي العام» الكويتية.
عمل في الصحافة الكويتية بين عام 1964 و1988 وزامل خلال هذه الفترة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي. نشرت أعماله في العديد من الصحف العربية في الداخل والخارج من بينها «القدس العربي» و «العرب» ووصولاً الى صحيفة «الايام» الفلسطينية التي عمل بها منذ 1996 حتى وفاته.
وحصل البخاري على العديد من الجوائز وشهادات التقدير العربية والعالمية منها جائزة «الريشة الذهبية» عام 1986 في الكويت وجائزة وشهادة «الشجاعة» من الولايات المتحدة عام 2008 وجائزة «القلم الذهبي» عام 2014 من مهرجان كان في فرنسا.
اقام مجموعة معارض خاصة بمجال الكاريكاتير في الاراضي الفلسطينية والدول العربية إضافة الى اسهاماته المتنوعة بمجالات الرسوم المتحركة والكتب المصورة. وفي اطار تكريمي له اختارت صحيفة «الايام» اليومية ـ التي كان ينشر البخاري فيها رسومه ومن أبرزها شخصيتا ابو العبد وأم العبد ـ ان تنعاه على طريقتها فوضعت مكان نشر اعماله صورة شخصية للبخاري «بورتريه» وكتبت «وداعاً بهاء البخاري».
وقال الفنان التشكيلي خالد الحوراني متحدثاً باسم اتحاد الفنانين الفلسطينيين الذي كان البخاري عضوا فيه «واكب خلال مسيرة عمره الطويلة من الكويت الى تونس الى ارض الوطن حكاية الشعب الفلسطيني وهمومه. وكان يحاول كل الوقت من خلال رسوم الكاريكاتير ان يصنع الابتسامة والمقولة والموقف. واضاف: «رحل بهاء وبقيت لنا شخصياته الكاريكاتيرية التي اخترعها وعلى رأسها ابو العبد وأم العبد.. وابو العبد لن يموت ابداً».
ويعتبر البخاري ظاهرة فنية متفردة في المشهد الثقافي والفني العربي وفي الذاكرة الفلسطينية. وقد شغلت رسومه الكاريكاتورية حيزاً واسعاً عبر تفاعله مع يوميات شعبه المتألم. وهو رسم شخصياته الشهيرة في إطار المدن الفلسطينية القديمة وفي مقدمتها مدينة القدس. كما رسم الريف الفلسطيني عبر موضوعات التراث في وطنه. ومن شخصية «الطفل» في مجلة «سعد» الى شخصية «ابو عرب» وبعدها «ابو العبد» تنقلت ريشته المقاومة بأسلوبها ليرسم نضاله على طريقته، هذا النضال المستمر بعد رحيله في رسومات لا زالت تقول الكثير في مضامينها المؤثرة.