تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 11-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها أزمة الجلسة التشريعية لمجلس النواب ومساعي ووساطات اللحظات الأخيرة في سبيل إيجاد مخرج..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 11-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها أزمة الجلسة التشريعية لمجلس النواب ومساعي ووساطات اللحظات الأخيرة في سبيل إيجاد مخرج..
السفير
«حزب الله» و«المستقبل» محرجان.. والكل بحاجة إلى قارب نجاة
«الثنائي الماروني» يصدّع التحالفات.. إنها معركة رئاسة ووراثة
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "بالنكايات والمكايدات السياسية، يؤخذ لبنان اليوم إلى حقبة كان يفترض أنه قد طواها قبل ربع قرن من الزمن، بكل ما تضمنته من موت وجروح وآلام وتهجير ودمار وصفحات حالكة السواد..
في الشارع المسيحي، تنبري تعبئة سياسية غير مسبوقة، موجهة بالدرجة الأولى ضد كل من يشارك في جلسة مجلس النواب غداً. أي أنها موجهة ضد النواب المسلمين الذين توافقت مرجعياتهم فجأة، ومن خارج سياق الاشتباك الإقليمي المفتوح، على «تشريع الضرورة»، وكل من يقف معهم من النواب المسيحيين الذين سيصار إلى تصنيفهم بدءاً من جلسة الخميس بين «ابن ست» و «ابن جارية»!
وللمرة الأولى منذ اتفاق الطائف، يجري الحديث عن «هبّة شعبية مسيحية» ستترجم غداً بإضراب شامل من كفرشــيما حتى المدفون، ولا بأس أن تمتد إلى «الحواضر المسيحية» في زحلة وجزين، مع ترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات «النزول العفوي» إلى الشارع!
فهل كان على اللبنانيين أن يحتفلوا في نيسان الماضي بمرور ربع قرن على طي حروبهم الأهلية أم كان عليهم أن يحتفلوا بقدرتهم على تكرار أخطاء الماضي التي تجرّ بلدهم إلى الفتنة بكل مسـمياتها البشـعة؟
من يطالب بوضع القانون الانتخابي على جدول الأعمال النيابي، ومن يرفض، مقتنع كل الاقتناع أن القانون لن يمر. في أحسن الأحوال، ثمة شبهة موجودة ليس عند الرئيس نبيه بري وحده، بل حتى عند حلفائه، من أن التسرّع قد يؤدي الى تمرير القانون المتفاهم عليه بين «القوات» و «المستقبل» و «الاشتراكي»، بدليل أن سمير جعجع جاهر صراحة بأننا أمام مشروعين لا ثالث لهما حتى الآن، أي هذا المشروع والثاني المقدّم من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
اذاً نحن أمام حفلة مزايدات سياسية مغلّفة بعناوين ميثاقية ودستورية ووطنية وطائفية وتحديداً مسيحية، لكن المضمون لا علاقة له بأي من هذه المسميات.
لم يكن «حزب الله» مضطراً لانتظار جلسة الغد، حتى يحاول إصلاح ذات البين بين حليفيه اللذين لا يريد أن يخرج منهما. الحزب يدرك منذ زمن بعيد أن الأمور تتراكم والخلافات تتعمق وما يزيد الطين بلة عدم وجود حد أدنى من الكيمياء الشخصية بين الرئيس بري والعماد ميشال عون. لذلك، كان لا بد أن تنفجر علاقتهما المفخخة بعشرات الملفات المفتوحة على مصراعيها منذ عشر سنوات حتى الآن.
ولم يكن «تيار المستقبل» بحاجة لاختبار سمير جعجع مجدداً حتى يكتشف أن الرجل وضع لنفسه «أجندة» يريد من خلالها أن يجعله تحالفه مع الرئيس سعد الحريري على الصورة التي يشتهيها لنفسه، وهي صورة طبق الأصل عن علاقة العماد عون بالسيد حسن نصرالله.
«المستقبل» يرد على جعجع
منذ لحظة مبايعة جعجع لـ «القانون الأرثوذكسي»، بدأت الهوة تتسع بينه وبين الحريرية السياسية. كلام «الحكيم» الأخير الذي يطالب به سعد الحريري بأن يقتدي بوالده الشهيد، سرعان ما استوجب «رداً ناعماً» في افتتاحية جريدة «المستقبل»، أمس، عبر القول له: «مصيب تماماً من يراهن على حكمة الرئيس نبيه بري، مثلما هو مصيب في رهانه على تمسك الرئيس سعد الحريري بإرث والده الشهيد رفيق الحريري، لأن مقتضيات الحكمة عندهما تقضي بعدم التفريط في اقتصاد لبنان واستقراره النقدي ولقمة عيش أبنائه بحجة وجود أزمة سياسية كبرى لا أحد قادر على حلّها وحده».
ولولا تدخلات سعد الحريري ومعاونه السياسي نادر الحريري، لانبرى أكثر من نائب في «المستقبل» أو من حلفاء التيار للرد على معراب، ومن أبرز هؤلاء نائب رئيس المجلس فريد مكاري الذي شعر بمهانة كبيرة من مواقف جعجع، وكاد يقول في تعليقه أمس كلاماً أقسى، لولا إلحاح «بيت الوسط» عليه بوجوب عدم تكبير الأزمة مع «القوات».
يقود هذا الواقع للاستنتاج أننا أمام تداعيات كبيرة على مستوى بنيتي «8 آذار» و «14 آذار»، لعل مصدرها الأساس هو «إعلان النيات». بين «الجنرال» عصبيته مسيحياً على رزمة من الشعارات، افتقد أولها بانفتاحه على «حزب الله» وسوريا وخسر آخرها بالذهاب نحو مشروع حلف إستراتيجي مع «القوات».. وما أدراك ما كان تاريخ العلاقة بين هذين المكونين المسيحيين.
اكتشف الرجلان أنهما قادران على الاستفادة من تغيير قواعد اللعبة من دون أن يخلا بتموضعهما السياسي الأساسي. فقد تقبل «حزب الله» الفكرة على مضض، على جاري عادته بعدم معاندته «الحليف العنيد»، لا بل استعداده الدائم لـ «تدليعه» على حساب المصالح والحساسيات والتحالفات والصداقات اللبنانية، طالما أن «الجنرال» يتبنى خيارات الحزب الإستراتيجية، وآخرها انخراطه في الحرب السورية.
جعجع يطمح الى الندية<