من جديد أكدت برج البراجنة الانتماء الى مدرسة الوفاء والتضحية والثبات، بدماء ابنائها بصمت برج البراجنة انها معطاءة الى أبعد حد وانها بدماء شهدائها تحمي حدود الوطن والسيادة.
ذوالفقار ضاهر
من جديد أكدت برج البراجنة الانتماء الى مدرسة الوفاء والتضحية والثبات، بدماء ابنائها بَصمت برج البراجنة انها معطاءة الى أبعد حد وانها بدماء شهدائها تحمي حدود الوطن والسيادة، من جديد تؤكد برج البراجنة انحيازها للحق مهما حاول الارهاب ومن خلفه الايذاء وإيقاع الضرر بالارواح والممتلكات.
ولكن هذا الارهاب لا يفقه ان هذا الشعب لا يكسر بالقتل او بالتفجير او بالاغتيال، فبيئة المقاومة وجمهورها أثبتوا بالتجربة أنهم اهل التضحية وأهل الثبات مهما اشتدت المعركة، فمن يعرف هذا الشعب ويدرك المنابع الفكرية التي ينهل منها يعلم انه من مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، مدرسة تُعلم خريجيها ان القتل في سبيل الله شرف وان كرامتهم من الله هذه الشهادة.
فهذا الفكر الارهابي الذي لا يفهم إلا لغة القتل والدماء يعلن اليوم إفلاسه بكل المعايير، هذا الارهاب الذي لا يستطيع إقناع الآدميين بمنطقه الحاقد على كل شي في هذه الدنيا ولا يستطيع تحقيق اية انجازات بقوة سفك الدماء، هو اليوم يعجز عن تحقيق ما يسعى اليه في الميدان السوري، فمشاهد الانهيارات تتوالى في اكثر من منطقة تحت وطأة ضربات الجيش السوري والمقاومة، لذلك يعتقد هذا الفكر التكفيري المتحجر ان بضربه للمدنيين الآمنين في بيوتهم واسواقهم ومتاجرهم يستطيع ان يخفف انهيارات جماعاته في الميدان، رغم ان المنطق والواقع والتاريخ أثبت ان اسياد هذا العدو التكفيري جربوا اسلوب التفجير والقتل وفشلوا في اخضاع شعب المقاومة وجمهوره.
وجرائم الارهاب الاخيرة تؤكد بدء نهاية واحتضار هذا المشروع الذي أراد له البعض الحياة في زمن سبق ان تكرس زمنا للانتصارات، فالوحش التكفيري الذي يصاب في اكثر من مكان اصابات قاتلة تجعله يفقد وعيه وتركيزه ما يعني انه من غير المستغرب ان تكون ردات فعله على هذا القدر من الفظاعة والوحشية.
فجريمة التفجير الارهابي المزدوج في برج البراجنة تؤكد ان هذا المجتمع وهذه المقاومة هي في المكان الصحيح وانها في معركة الحق ضد الباطل، وان هذه القوى الارهابية تنتمي الى الباطل وتطبق الباطل بكل حذافيره لانها تستهدف الوجود الانساني برمته، وهي لا تنتمي لا الى لبنان ولا الى فلسطين ولا الى سوريا بل تنتمي الى موطن واحد هو موطن الباطل الشيطاني، ما يستدعي من كل اللبنانيين الوقوف صفا واحدا خلف المقاومة والجيش والاجهزة الامنية.
وحول التفجير الارهابي الاجرامي، قال حسين (وهو من سكان الضاحية الجنوبية) "نحزن على شهدائنا ولكن في الوقت عينه نفتخر ونعتز بهم"، واكد ان "هذه التفجيرات الارهابية الرخيصة لا تزيدنا الا قناعة اننا على الطريق الصحيح في مواجهة الارهاب"، وتابع "جربوا هذه الطرق معنا قبل سنتين تقريبا في تفجيرات الرويس وبئر العبد وغيرها من المناطق وماذا جرى؟ لم تزدنا هذه الجرائم إلا اصرارا على المواجهة وتقديم الابناء والاخوة على خط المقاومة وفي كل مكان".
اما حسن (من سكان برج البراجنة) فلفت الى ان "الايام الماضية أثبتت ان خياراتنا صائبة"، واكد انه "رغم التفجيرات وعظيم التضحيات سنواصل العطاء والمواجهة حتى ننال احدى الحسنيين اما النصر او الشهادة"، داعيا "كل الشعب اللبناني للالتفاف حول المقاومة والجيش بوجه الجماعات الارهابية وملاحقتها في كل مكان داخل لبنان او خارجه".
أما محمد (من سكان الضاحية الجنوبية)، فقال "المسألة مع التكفيريين ليست سهلة وقد تكون المعركة طويلة ولكن نقول للارهابيين كما قال مثالنا الاعلى الامام الحسين(ع) هيهات منا الذلة ولن نعطيكم بيدنا إعطاء الذليل بل سنواجهكم وسنقاتلكم في كل مكان"، واكد "نحن قوم تربينا في مدرسة النصر ومدرسة العزة اي في مدرسة أهل البيت وننتظر النصر والفرج القريب إن شاء الله".
من جهتها، قالت منال (من سكان برج البراجنة) "سقط لنا شهداء وجرحى ولكن لنا في الحسين وما جرى في كربلاء أسوة"، واضافت "من قاوم العدو الاسرائيلي وانتصر عليها سيبقى يقاوم إرهاب التكفيريين"، واعتبرت ان "الارهاب الذي ضرب برج البراجنة لا دين له ولا هوية وهدفه فقط الفتنة".
بدورها، فاطمة (وهي احدى سكان شارع عين السكة وكانت في منزلها لحظة وقوع الانفجار) فقالت "عندما تشعر أنك بين يدي الله وفي لحظة الارتباط به ترى بأم العين أن التكفيريين لن يبعدونا عنه عز وجل"، واكدت "كل دمائنا نقدمها في سبيل الله وفي سبيل وطننا وارضنا وبما أن الحرب مفتوحة فلتكن ولن نتهاون في احتضان المقاومة ومواجهة الارهاب".
اما غنوة (مواطنة لبنانية من غير سكان الضاحية) فأكدت ان "الارهاب لا دين له ولا هوية فهؤلاء دينهم القتل والاجرام"، واضافت "هؤلاء المجرمون لا يعرفون سوى التباغض والتناحر مع الآخرين رغم انهم يدعون الانتماء للاسلام دين الرحمة والتسامح ما يؤكد ان الاسلام منهم براء"، وتابعت "كل التضامن والتكاتف مع اهل الضاحية والعزاء لاهالي الشهداء وندعو الله الشفاء العاجل للجرحى فالعزاء والمصاب واحد".
حقيقة ان المصاب يوحد ويجمع، فالمواقف اللبنانية لا يمكن حصرها وكلها تصب في خانة التضامن والوحدة بين ابناء الشعب الواحد بوجه كل المجرمين، فهذه المواقف السياسية تؤكد على رفض الفتنة ويكفي الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي لادراك مدى اللحمة والمحبة والتكاتف بين اللبنانيين وهو ما نحتاجه لتمرير هذه المرحلة الحساسة التي نعيشها ومواجهة هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا الحبيب لبنان...