ركزت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 14 تشرين الثاني 2015 على زلزال امني باريسي بمرتبة "11 ايلول فرنسي" تجاوز عتبة الـ 140 قتيل محولا باريس الى مدينة حرب.
ركزت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 14 تشرين الثاني 2015 على زلزال امني باريسي بمرتبة "11 ايلول فرنسي" تجاوز عتبة الـ 140 قتيل محولا باريس الى مدينة حرب، مجبراً الرئاسة الفرنسية على تجرع كأس اعلان الطوارئ.
هذا الحدث الباريسي طغى على جميع الملفات المحلية والاقليمية على اهميتها ليضعنا امام حرب "بلا هوادة" على الارهابيين وفقاً لتصريح الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند من امام مسرح باتاكلان بعد ان تمت مداهمته من قبل الشرطة الفرنسية واعلان مقتل الرهائن الـ 100 وارهابيين.
* السفير
140 قتيلاً في 7هجمات.. وإعلان الطوارئ وإغلاق الحدود
11أيلول الفرنسي.. «داعش» ينفذ تهديداته!
11ايلول الفرنسي، وربما الأوروبي، في الثالث عشر من تشرين الثاني 2015. الارهاب ضرب في قلب العاصمة الفرنسية باريس في واحدة من أقسى الهجمات التي تتعرض لها فرنسا في تاريخها الحديث، ومنذ الحرب العالمية الثانية. وبدا المشهد الباريسي «لبنانياً» أو «سورياً» أو «عراقياً» طيلة الليل، مع أرتال سيارات الإسعاف التي كانت تعبر الشوارع التي خلت من السيارات، نحو مراكز الطوارئ والمشافي التي غصت بعشرات الجرحى.
وانتشرت قوات النخبة في قلب باريس، وأرسلت تعزيزات عسكرية لحماية المباني العامة، ومحطات القطارات، وأعلنت حالة الطوارئ «الفا» على كامل الاراضي الفرنسية، والتي لم تشهد لها فرنسا مثيلا منذ حرب الجزائر في الستينيات، وحتى بعد مقتلة «شارلي ايبدو» في مطلع العام الحالي، وألغيت إجازات القوى الامنية بأسرها، وأعلنت التعبئة العامة في صفوفها، واستدعيت الى الخدمة كل القوى القادرة على الوصول الى باريس. وأعلنت الشرطة وقف حركة أكثر خطوط المترو والقطارات في المدينة.
وخرج رئيس فرنسي مذهولاً ومصدوماً في منتصف الليل ليخاطب الأمة عبر التلفزة، وليعلن حالة الطوارئ في فرنسا، مشيراً الى ان البلاد تشهد رعباً غير مسبوق، وانه قرر إغلاق الحدود الفرنسية أمام حركة المسافرين، لتأمين البلاد، ومنع خروج أو دخول من قاموا بالعمليات الإرهابية، وان فرنسا قد شهدت هجمات لا سابق لها، وانه طلب من كل القوات العسكرية المحيطة بباريس حماية المدينة وتأمينها، لأن العمليات الامنية لم تنته، وان عملية اخرى لا تزال جارية في قلب المدينة، فيما منح القوى الامنية صلاحيات استثنائية للقيام بعمليات مداهمة ومطاردة للارهابيين.
الرئيس شهد بنفسه عملية انتحارية، عندما فجر أحد المهاجمين نفسه، عند أحد مداخل ملعب «ستاد دو فرانس»، وقامت الشرطة بإجلائه على عجل خلال حضوره مباراة ودية بين فريقي ألمانيا وفرنسا لكرة القدم.
وقال الرئيس الفرنسي «نحن نعرف من يهاجمنا، إنها محنة جديدة وعلينا أن نبرهن على وحدتنا وتضامننا ونعمل بأعصاب باردة».
وتنعقد منذ منتصف الليل خلية أزمة في الاليزيه للإشراف على العمليات الامنية، تضم الرئيس ووزراء الدفاع والداخلية ومسؤولي الاجهزة الامنية ورئيس الوزراء.
ولا يمكن الحديث عن حصيلة نهائية، خصوصا ان ثلاثة مسلحين كانوا لا يزالون حتى ساعات الفجر يحتجزون المئات من رواد مسرح «الباتاكلان» في الدائرة الحادية عشرة من باريس، بينما كانت الحصيلة الاولية في منتصف الليل تتحدث عن 140 قتيلا، وعشرات الجرحى، الكثير منهم في حالة الخطر.
وكانت سبع مجموعات إرهابية قد شنت هجمات متزامنة في أمسية تكتظ فيها تقليدياً المطاعم والمسارح والشوارع، عشية عطلة نهاية الاسبوع، بالآلاف من سكان العاصمة الفرنسية. وعند الساعة العاشرة مساءً، توجهت سبع مجموعات مسلحة، في وقت واحد نحو أهدافها في باريس، نحو مطعم ومسرح في الدائرة العاشرة والدائرة الحادية عشرة، وبعض الجادات في قلب المدينة، ونحو ملعب «ستاد دو فرانس»، في ضاحية سان دوني القريبة.
وأطلقت المجموعة الاولى النار على رواد مطعم كمبودي في شارع «اليبير» في الدائرة العاشرة، وهو شارع سياحي معروف يفضي الى ساحة الباستيل، وأحصت الشرطة مئات العيارات النارية لبنادق كلاشنيكوف. وكانت جثتان ترقدان على الارض، وسبعة جرحى ينزفون على الرصيف. وتوجهت مجموعة ثانية من ثلاثة مسلحين، نحو مسرح «الباتاكلان»، وتسللت من الابواب الخلفية وبدأت بإطلاق النار على رواد يتابعون عزف فرقة روك أميركية. ويقول شهود عيان ان المسلحين تحدثوا عن الجهاد في سوريا وانهم يقومون بعمليتهم ردا على ما تقوم به فرنسا من حرب على الجهاديين في سوريا.
وقال الشهود إن العشرات تدافعوا للخروج من المسرح، قبل أن يغلق المسلحون الأبواب، وتفرض الشرطة وقوى النخبة طوقا على المبنى، وتقطع كل الطرق المؤدية اليه، وتطلب من السكان البقاء في منازلهم.
وعند الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، كانت تسمع أصوات لتبادل الأعيرة النارية، وانفجارات حول المسرح المحاصر، الذي كان لا يزال العشرات من الرهائن داخله، في قبضة الإرهابيين.
وقالت الشرطة ان قوات النخبة اقتحمت المسرح عند سماعها إطلاق نار داخله، واستطاعت قتل مسلحين اثنين، وتبحث عن ثالث، من دون أن تصدر حصيلة نهائية.
وكانت المجموعة الثالثة قد وصلت في الوقت ذاته الى ملعب «ستاد دو فرانس» حيث قام انتحاري أو أكثر بتفجير نفسه، ودوّت ثلاثة انفجارات متتالية، فيما كانت القوى الامنية في الملعب تسارع الى إجلاء الرئيس الفرنسي.
وتقول الشرطة ان العدد الأكبر من القتلى والجرحى قد سقط في الهجوم على الملعب. وليس جلياً ما اذا كان المهاجمون على علم بوجود الرئيس في الملعب، وما اذا كان مستهدفاً أم لا.
ومع هجوم الثالث عشر من تشرين الثاني، تدخل فرنسا حرباً تبدو طويلة، بعد أسابيع قليلة من إعلان الرئيس هولاند توسيع مشاركة فرنسا في الحرب على «داعش»، وإرسال حاملة الطائرات «شارل ديغول» للمشاركة في الغارات ضد التنظيم الإرهابي. وتبدو الحرب الإرهابية طويلة لأن الآلاف من الأوروبيين الذين قاتلوا في صفوف «داعش» و «جبهة النصرة» في سوريا قد بدأوا بالعودة الى القارة الأوروبية. وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قد تحدث عن عشرة آلاف أوروبي يقاتلون في سوريا، وهو ما يوفر عددا كبيرا من الإرهابيين الذين يهددون أوروبا لم يعد يقتصر على عمليات «الذئاب المنفردة» على غرار ما قام به به الاخوة كواشي ضد «شارلي ايبدو» أو امادي كوليبالي ضد المتجر اليهودي في باريس في بداية العام الحالي. وانما تحول الى عمليات منسقة، تقوم بها مجموعات منظومة وخلايا نائمة.
وتبدو الحرب على الارهاب صعبة وطويلة، فالتهديدات التي أطلقها «داعش»، قبل أسابيع بالرد على العمليات الفرنسية قد أصبحت واقعاً، لأن نظام الطوارئ المحدود الذي كان مطبقا في المدن الفرنسية منذ مقتلة «شارلي ايبدو» في كانون الثاني الماضي لم يكن كافيا لمنع حدوث الهجمات، بل أخفق في حماية باريس من عمليات منتظرة.
- دماء «البرج» تزخّم مبادرة نصرالله.. هل يتلقفها الحريري؟
تضامن العالم بأسره مع برج البراجنة. صارت «ضيعة البرج» مألوفة في كل عواصم العالم وبكل لغاتها، لكن ماذا بعد هذا التضامن اللفظي والمعنوي على أهميته؟
تقاطرت أمس بعض مواكب شهداء برج البراجنة، ولكل من هؤلاء حكايته، كما الجرحى، وخصوصا أولئك الأطفال الراقدين في المستشفيات ينتظرون عناقا وقبلة من والدين لن يأتيا بعد الآن.
لملم الناس الطيبون في برج البراجنة جراحهم، أمس، وأفاض شارع سوق الحسينية في منطقة عين السكة بعنفوان ناسه وعباراتهم المتدفقة بالكرامة والوطنية، كما بتضحيات شهدائه وجرحاه، والمتضامنين بالشموع والكلمات والأعلام والقبضات، حتى بدا كأنه في حالة مهرجانية، استحال معها الموت، وبدت الحياة أقوى من قنابل الحقد السوداء.
ليس «داعش» عصابة لسرقة السيارات، ولا عصبة يترأسها شيخ طريقة ومعه شلة من الأنصار. وليس «داعش» ميليشيا أو مجموعة هواة، بل عبارة عن جيش منظم محترف يحارب وفق قواعد الجيوش، ولذلك، فإن مهمة القضاء عليه، تحتاج إلى تراكم زمن وإمكانيات، فهذا التنظيم يقدم نفسه بوصفه «حالة ثورية تقود مشروعا في المنطقة» على حد تعبير الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل، ليفترض بعد ذلك أن محاربته تكون بخلق مشروع بديل، يرتكز على الديموقراطية والعروبة.
هذه مسؤولية عربية وحتى إسلامية كبيرة، لكنها لا تعفي اللبنانيين من البحث عن دور لهم في سياق مواجهة هذا المشروع، فنحن أمام انتحاريين تعجز كل مدارس الأمن والاستخبارات والجيوش عن منع انتحارهم، فإذا صادف أن ألقي القبض على أحدهم، فلا شيء يمنعه من تفجير نفسه لقتل نفسه ليس إلا.. وعليك دائما أن تفترض أن التدابير قد تصعّب مهمة الانتحاري، لكنها لا تنفع أحيانا، خصوصا إذا تسلل سيرا على الأقدام إلى حي أو سوق، كما هو المرجح حتى الآن في حالتي انتحاريي الضاحية الجنوبية، وأحدهما يحمل الحزام الناسف نفسه الذي عُثر عليه مع انتحاري القبة في طرابلس الذي ألقت قوى الأمن القبض عليه فجر أمس الأول، ورفض التفوه بأية كلمة أمام المحققين حتى بعد ظهر يوم أمس.
غير أن مواجهة الإرهابيين بكل مسمياتهم واجبة وضرورية في الأمن.. كما في السياسة أيضا وأولا.
لقد أُطلقت قبل سنة مبادرة للحوار بين «المستقبل» و «حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري، وهي أثمرت في الكثير من المحطات الأمنية والسياسية، برغم ما تلاها من تغيير في القيادة السعودية، ومن اندلاع حرب إقليمية جديدة في اليمن، ينخرط الجانبان فيها سياسيا وإعلاميا.
قبل هذا الحوار، كان الرئيس سعد الحريري قد حيّد المحكمة الدولية، فوُلدت حكومة تمام سلام.
ومع ربط النزاع مع «حزب الله» في الشأن السوري، انطلقت جولات الحوار في عين التينة، برغم ما شاب محطاتها من محاولة لي أذرع أو انتزاع مكاسب، وبدا في المحصلة، أن الاستقرار اللبناني الذي ظل محصّناً بالحد الأدنى، بالمقارنة مع ما يجري في الإقليم، ازداد حصانة، بالحوار الثلاثي، بدليل الكثير من العقد التي تم تفكيكها، خصوصا على صعيد الحكومة وملفات الأمن والنفايات والتعيينات.
ماذا بعد؟
ثمة فرصة جديدة تتمثل في المبادرة التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، عشية مذبحة برج البراجنة، والمفترض أن يعيد التأكيد عليها في إطلالته المقررة مساء اليوم، في معرض تناوله جريمة الضاحية وتداعياتها السياسية والأمنية.
هذه المبادرة مؤلفة من جملة واحدة: كلنا مسؤولون عن التردي السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولا حل لأزماتنا السياسية والدستورية إلا من خلال حوار يفضي إلى إبرام تسوية سياسية شاملة تتضمن سلة متكاملة: رئاسة الجمهورية، الحكومة المستقبلية رئاسة وتركيبة، مجلس النواب والقانون الانتخابي.
لعل ميزة هذه المبادرة أن لا نظير لها في هذه اللحظة، ولذلك، يجب أن توضع على الطاولة وتدرس جيدا، ولعل المدخل للإجابة يكمن في الجواب عن السؤال الآتي: هل يملك «تيار المستقبل» وزعيمه الرغبة والقدرة، في آن معا، بأن يفصل ملف لبنان عن مسارات المنطقة وملفاتها، اذا كان الطرف الآخر، أي «حزب الله»، يملك هذا الهامش، أي قرار فصل مساره اللبناني عن مسارات الإقليم؟
ليس خافيا على أحد أن تجربة السنوات الخمس من عمر الأزمة السورية، أثبتت، برغم التضحيات التي دفعها اللبنانيون، وآخرها حوالي 46 شهيدا وأكثر من 250 جريحا في برج البراجنة، أن لا أحد دوليا واقليميا لديه مصلحة برفع المظلة عن الاستقرار اللبناني، وهذا عنصر مطمئن الى حد كبير، بدليل الإجماع العربي والدولي على إدانة الجريمة الأخيرة.
اذا أطل الحريري على جمهوره مبديا استعداده للفصل، وهو خيار صعب للغاية، خصوصا في ضوء تجربة «تشريع الضرورة» التي تكمن إحدى قطبها المخفية، في تعامل السعوديين معها ببرودة تميل الى السلبية، برغم ما رسخه دور الحريري من الرياض من انطباع إيجابي عن السعوديين، فإن الترجمة الفورية تكمن في محاولة «سرقة» تسوية لبنانية، ما دمنا «كلنا كفارا وكلنا رؤوسنا مطلوبة وفق قاموس داعش»، على حد تعبير وزير الداخلية نهاد المشنوق.
إن التسوية تفترض أكثر من احتمال، لكن القاسم المشترك بين هذا وذاك، صعوبة التفاهم على قانون انتخابي موحد حتى الآن، أما في حال ذهاب رئاسة الجمهورية الى مرشح ماروني مقبول من «8 آذار»، فإن رئاسة الحكومة ستذهب حتماً الى سعد الحريري.
وسواء أقر «حزب الله» بذلك، أو لم يقر، فلا بديل للحريري حتى الآن.
الصراع في الشارع السني صار محكوماً بخيار من اثنين: سنّة هم رأس حربة مواجهة التطرف، وسنّة يريدون أخذ جمهورهم الى حضن «داعش» و «النصرة».
من هذه الزاوية، تكررت دعوات المخضرمين في «المستقبل» الى «حزب الله»، «بأن المطلوب منه أن يحمي الفئة الأولى (الاعتدال) عبر الفصل بين مشاركته في القتال في سوريا وعلاقته بالمكوّنات الداخلية وتحديدا «المستقبل».
فلقد بادر سعد الحريري مبكراً الى نسف المحكمة، عندما سامح من لاهاي من يفترض أنهم «قتلة» والده الشهيد. وفي المرة الثانية، بادر الى تجاوز انخراط «حزب الله» في الحرب السورية، لكن المقابل الذي حصل عليه من هذه وتلك لا يساوي كل هذا الحجم من التنازلات».
أكثر من ذلك، فإن «تيار المستقبل»، من خلال تحمّله مسؤولية وزارة الداخلية، أخذ على عاتقه أن يكون رأس حربة في مواجهة الإرهاب: «فرع المعلومات هو الذي أوقف خالد حبلص وقتل اسامة منصور ويقوم بتجفيف الكثير من الموارد لقطع الأوكسيجين عن المجموعات الإرهابية، وثمة اعترافات من حبلص بأنه كان يسعى الى إقامة إمارة في عكار والشمال، وهذا الفرع نفسه هو الذي نفذ عملية روميه، وهو الذي يشارك في تفكيك مجموعات أحمد الأسير، فماذا يمكن أن يكون المقابل»؟
نظرية «المقابل» لطالما طُرحت في حوار عين التينة، وسيتكرر طرحها في الجلسة المقبلة، لكن ثمة نقطة يجب الالتفات اليها جيدا، أقله من وجهة نظر «حزب الله»، فالمبادرة السياسية التي أطلقها السيد نصرالله هي «مبادرة القوي» لا الضعيف. الدليل هو كل المجريات التي أعقبت الدخول الروسي على خط الأزمة السورية والإنجازات المتسارعة في الميدان.
اذا كان الفصل مستحيلا في المسارات، فهل يستطيع «المستقبل» الإقرار بالشراكة؟
على عكس ما يشتهيه «حزب الله» من شراكة تؤدي الى إبرام تسوية متكاملة، فإن «المستقبل» لا يبدو حتى الآن جاهزا، ما دامت المعادلة في الرياض هي الاستعداد لبذل الغالي والرخيص من أجل الفوز بـ «انتصار ما» في اليمن، بينما كل المعطيات السياسية والميدانية لا تؤشر الى ذلك، بل على العكس، فإن المأزق السعودي يكبر، وها هو اليمن يشهد حروب كر وفر، وفي الوقت نفسه، توسُع سيطرة «القاعدة» في المناطق التي ترتفع فيها أعلام دول «التحالف» في الجنوب.
الأكيد أن المراجعة مطلوبة من الجميع، وليس هناك أطهر وأصدق منها عندما يتحول التضامن مع الضحايا سواء في برج البراجنة أو أية منطقة لبنانية أخرى، الى فعل وليس مجرد كلام. فعل ينتج شراكة تولد معادلات من شأنها حماية الاستقرار والناس.
- بعض دول المنطقة تفترض أن «داعش» لعبة في يدها
ظريف لـ«السفير»: لا نتائج جدية من «فيينا السوري»
قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إن القيادة الإيرانية ارتأت أن تبدأ جولة الرئيس حسن روحاني الأوروبية بحاضرة الفاتيكان تقديراً لموقف البابا فرنسيس المتميز في انفتاحه الفكري ومواقفه المميزة في تأييد حق الشعوب في الحرية.
أضاف ظريف الذي سيرافق الرئيس روحاني في جولته التي تشمل إلى الفاتيكان إيطاليا وفرنسا أن هناك مخاطر جدية تتهدد منطقتنا بكاملها ولا تقتصر على سوريا وحدها. واستبعد الوزير الذي لمع خلال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني مع الدول «5+1» أن يخرج المؤتمر المزمع انعقاده اليوم (السبت) في فيينا حول سوريا بنتائج جدية، مشدداً على أن «الأصدقاء لا يدركون المخاطر التي تتهدد منطقتنا بدولها جميعاً، خصوصاً أن الأميركيين غير جادين وغير موضوعيين بدليل دعمهم المفتوح والدائم للكيان الصهيوني».
وقال ظريف إن الأوروبيين حريصون على التعاون، ومواقفنا متقاربة مع روسيا بشكل عام.. ونحن لا نبحث عن أسباب للعراك مع الأميركيين، أو مع الآخرين، لكن السياسات الأميركية تجاه المنطقة جميعاً تمر عبر إسرائيل. ونحن لا نريد أن نتصارع فيتخذ بعض الأخوة العرب من هذا الصراع المتوهم ذريعة للذهاب إلى كمب ديفيد.
وجواباً على سؤال حول «داعش» والتهديد الجديد الذي يشكله على أمن المنطقة عموماً، قال وزير خارجية إيران: إن بعض دول المنطقة تفترض أن «داعش» لعبة في يدها، وهناك جهات ترعى هذا التنظيم الإرهابي وتموله... يكفي أن نسأل: من يشتري النفط «الداعشي»؟ ومن يسلح «جبهة النصرة» و»أحرار الشام»؟
وحول ما يثار حول احتمالات الحرب بين السنة والشيعة قال وزير خارجية إيران: نحن لا نريد ولا نحاول أن ندعم الشيعة ضد السنة. وعلينا أن نتذكر دائماً أن ملك الأردن عبد الله بن الحسين كان أول من استخدم تعبير «الهلال الشيعي».
أ?