تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 17-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها العنوان الأمني الذي بقي طاغياً على مجمل الوضع الداخلي في ظل التداعيات التي تركها تفجير برج البراجنة..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 17-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها العنوان الأمني الذي بقي طاغياً على مجمل الوضع الداخلي في ظل التداعيات التي تركها التفجيران الإرهابيان اللذان حصلا الاسبوع الماضي في برج البراجنة..
السفير
ماذا تتضمن الوثائق التي صادرها الأميركيون من مقر «أبو سيّاف»؟
«داعش» اللبناني يترنح.. والأولوية لوقف تهريب الإرهابيين
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "مع انكشاف معظم عناصر «شبكة برج البراجنة وجبل محسن»، باستثناء عدد قليل ممن هم قيد الملاحقة، تتصرف الأجهزة الأمنية ومعها «حزب الله» على أساس أن التهديدات الأمنية «عالية وجدية وقائمة في كل لحظة»، لكن هذه الجهوزية لا تمنع مسؤولاً أمنياً بارزاً من الاستنتاج أن تنظيم «داعش» تلقى حالياً ضربة قوية شبيهة بتلك التي تلقاها بعد انكشاف أمر الإرهابي نعيم عباس في شباط 2014 ومعظم المجموعة التي كانت تعمل معه، وبالتالي، سيحتاج بعد تفكيك «شبكة إبراهيم رايد» إلى فترة زمنية لإعادة تنظيم خلية جديدة شبيهة بالتي قتل أو أوقف معظم عناصرها، من دون إغفال احتمال وجود «خلايا نائمة»، خصوصاً في ظل وجود ما لا يقل عن عشرة إرهابيين خطيرين موزعين بين الشمال ومخيم عين الحلوة.
اكتملت صورة شبكة برج البراجنة وجبل محسن بالوقائع والأسماء والصور والأدلة، غير أن الجهد الاستعلامي الذي يندرج في خانة «الأمن الوقائي» لم ولن يتوقف، بحثاً عن خلايا ارهابية جديدة، وفي الوقت نفسه، ارتفعت وتيرة التدابير الأمنية سواء في الضاحية الجنوبية أو في مناطق لبنانية أخرى، فيما فُتح ملف التهريب عبر الحدود على مصراعيه مع انكشاف أدوار بعض من هرَّبوا الارهابيين من سوريا الى لبنان أو أمَّنوا لهم الإيواء لفترة زمنية معينة مقابل مبالغ مالية زهيدة.
وقال المسؤول الأمني لـ «السفير» ان جهد الأجهزة الأمنية سيتركز في المرحلة المقبلة على محاولة إقفال كل معابر التهريب في البقاع الشمالي، كما سيستمر العمل الأمني الدؤوب من أجل منع توفير بنية تحتية ولوجستية للإرهابيين اذا تمكنوا من عبور الحدود أو اذا تم تجنيدهم في لبنان، خصوصاً في ظل معطيات تشير الى وجود عشرات اللبنانيين الذين يشاركون حالياً في معارك على أرض سوريا والعراق ضمن تشكيلات «داعش».
ووفق المعلومات التي توافرت لـ «السفير» فإن لا مركزية بنية تنظيم «داعش» لا تمنع من تمتع التنظيم بمزايا لامركزية كثيرة على مستوى المجموعات التي تنضوي تحت رايته شرط توفر الآتي:
أولاً، اعتراف التنظيم بالمجموعة التي تعلن انتماءها اليه.
ثانياً، التعامل مع المجموعة بوصفها باتت تشكل امتداداً للتنظيم المركزي الأساسي في سوريا والعراق مع التأكيد على أهمية الالتزام القيادي والطاعة.
ثالثاً، الاستفادة من سهولة تنقل شخصيات قيادية بين التنظيم الأم والمجموعات العاملة خارج سوريا والعراق.
رابعاً، قدرة هذه المجموعات على الاستفادة من الموارد المالية والعسكرية والتنظيمية لـ «داعش».
خامساً، أهمية التزام خطاب «داعش».
سادساً، توافر آلية تواصل، وهذه النقطة مفتوحة على احتمالات شتى سواء عبر المواقع الالكترونية أو مواقع التواصل وصولاً الى استخدام بعض الألعاب التي يمكن تبادل الرسائل فيها والتواصل عبرها (نموذج «البلاي ستايشين» بآخر موديلاتها)، فضلاً عن استمرار صيغة الشيفرة المعمول بها منذ عقود طويلة من الزمن.
وما تتوقف عنده الأجهزة الأمنية اللبنانية هو وجود شخص مثل «أبو البراء» اللبناني (محمد عمر الايعالي) ضمن صفوف قيادات التنظيم في الرقة، إذ إن الأخير متصل مباشرة بأحد مساعدي أبو بكر البغدادي وهو أبو محمد العدناني، بدليل أنه نجح في إيصال عدد كبير من اللبنانيين عبر تركيا الى الرقة حيث كانوا يقدمون هناك «بيعة الحرب» أو «البيعة الشاملة» الى العدناني.
وفضلاً عن مشاركة العشرات في القتال، تمكنت الأجهزة الأمنية، وخصوصاً الأمن العام، من توقيف حوالي ثلاثين شاباً لبنانياً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، معظمهم على عتبة العشرين من عمرهم وكانوا في طريقهم الى تركيا ومن ثم الرقة للمشاركة في دورات دينية أولاً وعسكرية ثانياً، عن طريق «ابو البراء»، كما تم إحصاء قيام لبنانيين بتنفيذ عمليتين انتحاريتين في العراق وحوالي 10 لبنانيين في سوريا منذ مطلع الصيف الماضي حتى الآن.
كما قُتل نحو 15 لبنانياً خلال الفترة نفسها في العراق وسوريا خلال مشاركتهم في معارك «داعش» وآخرهم نجل الشيخ عمر بكري فستق الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والإنكليزية.
ويستنتج الأمنيون المعنيون بمتابعة ملف «داعش» لبنانياً في ضوء هذه الوقائع والأرقام والمعطيات، أن الضغط الذي مارسته الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية بصورة يومية على هذه المجموعات، جعل معظم من تم تجنيدهم يتوجهون أو يحاولون التوجه الى سوريا، كما أن ضغط «التحالف الدولي» سابقاً و «عاصفة السوخوي» الروسية مؤخراً، جعل «داعش» يركز على أهمية المعركة التي يخوضها على أرض «الدولة» (العراق وسوريا)، لكن من دون أن يهمل باقي الساحات بدليل التفجيرات التي حصلت في فرنسا، والتي كان يُفترض أن تتزامن مع سلسلة تفجيرات في لبنان (برج البراجنة وجبل محسن) واسطنبول وبريطانيا وتونس، حيث أُحبط في الأخيرة هجوم كان سيطال شخصيات ومراكز حيوية في مدينة سوسة التونسية، بالتزامن مع هجمات باريس (الليلة نفسها).
وبحسب أمنيين لبنانيين يتواصلون مع أجهزة أمنية أوروبية وأجنبية، فإن لبنان وبرغم إمكاناته الأمنية المتواضعة كان قد وجه تحذيرات واضحة للأجهزة الأوروبية وخصوصاً الفرنسية غداة مجزرة «شارلي إيبدو» في السابع من كانون الثاني الماضي، بأن المطلوب من الفرنسيين عدم الاكتفاء في موقف المتفرج «إذ إننا نحن ندفع الفاتورة الآن ولكنكم ستدفعون الفاتورة قريباً».
واللافت للانتباه أن الفرنسيين أجابوا على التحذيرات اللبنانية بالكشف أنهم رصدوا غداة «مذبحة شارلي إيبدو» أكثر من أربعة آلاف اتصال ضمن الأراضي الفرنسية لمتضامنين مع منفذي المجزرة، معظمهم من حاملي الجنسية الفرنسية، وهم ألمحوا الى أن هذا ما نعرفه ولكن الأخطر هو وجود أرقام مضاعفة من المتعاطفين وربما يكون الكثير منهم قد تم تجنيده ضمن شبكات ارهابية.
والمؤلم في هذا السياق ما قاله مسؤول فرنسي كبير لنظيره اللبناني غداة تفجيرات باريس «بأننا لو كنا نعرف أن الكلب الذي نطعمه يمكن أن يعضنا لما كنا قد أطعمناه»، في أوضح اعتراف بالتسهيلات التي كانت أجهزة أجنبية تقدمها لـ «مجموعات جهادية» شرط أن تتحكم بالمسارات التي تتوجه اليها (مثلاً سوريا بدل مالي)!
ويلمح المسؤول اللبناني الى أن مسؤولاً في جهاز أمني غربي (دولة كبرى) أبلغه بصريح العبارة غداة عملية الكوماندوس الأميركية التي أدت الى مقتل «أبو سياف» في حزيران 2015، أن الأميركيين حصلوا خلال العملية المذكورة على وثائق بالغة الأهمية تكشف شبكة علاقات «داعش» وآليات عملها وبنيتها الإدارية، غير أن هذا «الكنز الأمني الذي لا يُقدَّر بثمن» لم يُترجم في أي بنك للأهداف، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة، حول الشبكات التي كان يمكن اكتشافها والأهداف التي كان يمكن لـ «التحالف الدولي» ضربها. كما تطرح علامات استفهام حول عدم استهداف حقول نفط «داعش» واستمرار الحدود التركية ـ السورية مفتوحة في مسافة تتراوح بين 80 و100 كيلومتر، الأمر الذي يوفر يومياً تدفق مئات المقاتلين الأجانب!
هذا التعامل الغربي يجعل الأجهزة الأمنية اللبنانية لا تستكين، بل تتصرف على أساس أن تنظيم «داعش» هو جهاز محترف يعادل في عمله الجيوش والأجهزة المحترفة، وبالتالي يجب التصرف على أساس أنه يتفوق على امكانات من يواجهونه، الأمر الذي يقتضي العمل على تطوير القدرات والإمكانات وشبكة الاستعلام الأمنية اللبنانية، فضلاً عن أهمية تشكيل غرفة عمليات أمنية توفر قدرة أفضل في التعامل مع الأحداث والوقائع الأمنية.
لا يجب أن يغيب عن بال أحد أنه يوجد حوالي 10 إرهابيين خطيرين للغاية يتنقلون حالياً بين الشمال والبقاع والجنوب وأبرزهم: شادي المولوي ومحمد جوهر (مقرهما عين الحلوة)، نبيل سكاف وطارق الخياط وبلال البقار (يتنقلون في الشمال)، وهؤلاء يشكلون مجموعة خلايا، من دون التقليل من جهد الأجهزة الأمنية وخصوصاً القاء القبض في تشرين الماضي على التوأم: زياد وجهاد كعوش (مواليد 1991)، وهما من أبرز الكوادر القياديّة في «داعش» العاملين داخل مخيّم عين الحلوة، وتبين أن القيادي في «داعش» المدعو «أبو أيوب العراقي»، قد كلفهما بإنشاء إمارة في مخيمات بيروت، على أن يكون مخيم برج البراجنة ركيزة اساسية لها في اتجاه تنفيذ عمليات ضد الضاحية الجنوبية والجيش اللبناني.
النهار
عمليات المسح الأمني إلى اتساع
"إدارة المواجهة" في الجولة العاشرة
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "فيما يستمر العنوان الأمني طاغياً على مجمل الوضع الداخلي في ظل التداعيات التي تركها التفجيران اللذان حصلا الاسبوع الماضي في برج البراجنة ومضي التحقيقات مع الموقوفين في كشف الكثير من خيوط التخطيط للتفجيرين وتنفيذهما، تنعقد جولة الحوار النيابي العاشرة اليوم في عين التينة بدل مجلس النواب تجنباً لارباك الحركة العامة في وسط بيروت بسبب الاجراءات الامنية التي تملي مزيداً من التشدد وسط المناخ الامني الناشئ عن التفجيرين. واذا كان نقل مكان الحوار في ذاته شكل دلالة على انعكاسات المخاوف الامنية على الاستحقاقات السياسية، فإن تساؤلات عدة اثيرت عشية الجولة تتصل بما وصفته مصادر سياسية بارزة عبر "النهار" بالادارة السياسية لمرحلة التحديات الامنية الناشئة مجدداً والتي تتطلب من القوى السياسية مرونة وتكيفاً كبيرين مع موجبات هذه المرحلة المحفوفة باخطار لا يحتاج أحد الى تبينها والتثبت منها في ظل ما جرى في برج البراجنة ومن ثم عبر تفجيرات باريس. ولاحظت هذه المصادر انه على رغم الارتياح الذي لا يمكن تجاهله الى السرعة التي طبعت انجاز الاجهزة الامنية في توقيف افراد الشبكة المتورطة في عمليات التخطيط والنقل والتنفيذ لتفجيري برج البراجنة، فإن ذلك لم يحجب ضرورة تمتين الادارة السياسية والامنية للمرحلة التي فرضتها عودة اخطار الاستهدافات الارهابية بما يرتب على المتحاورين اليوم تجاوز النمط التقليدي في الحوار وتقديم الواقع الامني على ما عداه بدءاً من اثارة تفعيل العمل الحكومي بما يحيي المظلة السياسية المتماسكة في حدها الادنى الملح لادارة هذه المرحلة الخطيرة. ولفتت الى ضرورة مراجعة بعض الامور المتصلة بعمل الاجهزة الامنية نفسها من خلال زيادة التنسيق في ما بينها أولاً والحدّ الى أقصى درجة من كل ما يشي بتنافس اعلامي ودعائي لاحت معالمه في اليومين الاخيرين عبر فوضى التسريبات المتعددة المصدر الامر الذي يخشى معه المسّ بصدقية المعلومات وكذلك تجاوز الاطر الملحة للسرية في مثل هذه العمليات الخطيرة.
وكانت التحقيقات افضت في الساعات الاخيرة الى مزيد من كشف مخطط التفجير وتنفيذه بعدما تمكنت شعبة المعلومات من توقيف عشرة متورطين فيه خمسة منهم سوريون بينهم الانتحاريان وخمسة لبنانيون. وواكبت التحقيقات الجارية عمليات دهم وتفتيش متواصلة في محيط المناطق التي اتخذها بعض المتورطين ملاذات عبر شقق مستأجرة مثل طرف برج البراجنة والاشرفية وطرابلس. كما ان عمليات دهم اخرى للجيش لا تتصل بملف التفجيرين أدت الى كشف مخزن للاسلحة في منطقة وطى المصيطبة وتوقيف اربعة سوريين، كما احالت مديرية المخابرات في الجيش على القضاء الموقوف محمد عبده طالب المتهم بالاعداد لعمليات ارهابية في طرابلس والمتورط أيضاً في ملف فندق "دي روي" والذي كان يقاتل مع تنظيم "داعش" في سوريا.
الحوار
وفي ما يتعلق بالحوار، أبلغت مصادر وزارية "النهار" ان هناك اتجاها الى طرح ملف العمل الحكومي على طاولة الحوار النيابي اليوم في ضوء الشلل الذي يعترضه بسبب ملف النفايات. وأوضحت ان الاتصالات التي جرت امس مع رئيس الوزراء تمّام سلام في هذا الصدد انتهت الى تكرار موقفه القائل بأنه لن يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد إلا إذا أنجز إتفاق على ملف النفايات، علماً ان هذا الملف يشهد تقدماً في إطار حل ترحيل النفايات في ضوء عروض عدة تسلمها لبنان وتجري حالياً غربلتها لاختيار الافضل منها.
على صعيد متصل، جرت أمس إتصالات عدة برئيس حزب الكتائب سامي الجميّل ليشارك في جولة الحوار اليوم بعد مقاطعته الجولة السابقة على خلفية موضوع النفايات. وعشية هذه الجولة عقد اجتماع قيادي لقوى 14 آذار للتشاور في الملفات المطروحة ولا سيما منها ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي يحظى بالاولوية على باقي الملفات.
وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يمضي بعد الجلسة التشريعية الاسبوع الماضي الى تفعيل الحركة النيابية. فبعد جولة الحوار اليوم في عين التينة، دعا هيئة مكتب مجلس النواب الى الاجتماع غداً برئاسته للبحث في تشكيل لجنة لإعداد اقتراح قانون للانتخاب وفقاً لما تقرر في الجلسة النيابية الاخيرة. وستتولى اللجنة دراسة مشروع لقانون الانتخاب في مهلة شهرين.
باسيل الى موسكو
الى ذلك، يتوجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اليوم الى موسكو في زيارة تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تتناول في شكل اساسي ملف الارهاب. وقال مصدر ديبلوماسي لـ"النهار" إن انتخاب رئيس للجمهورية سيكون أيضاً في صلب المحادثات مع لافروف ونائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ميخائيل بوغدانوف الملم بالملف اللبناني.
"كلنا للوطن"
وسط هذه الأجواء، بادرت قيادة الجيش امس، وفي مستهل اسبوع احياء ذكرى الاستقلال في 22 تشرين الثاني الجاري، الى توزيع ملصق اتسم بطابع فريد لافت اذ تضمن للمرة الاولى عشرات الصور لشهداء عسكريين ومدنيين وسياسيين واعلاميين سقطوا منذ عهد الاستقلال مروراً بكل حقب الازمات اللبنانية حتى الزمن الحالي ومن مختلف الطوائف والاحزاب والفئات دون أي استثناء. وادرجت الصور تحت عنوان للملصق هو "كلنا للوطن".
الأخبار
خاطفو العسكريين يماطلون: أعطونا بلدتين نُعطكم الرهائن
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "بعد إحباطهم اتفاقاً منجزاً لإطلاق سراح العسكريين الرهائن، عاد إرهابيو جبهة النصرة إلى المناورة. مطلبهم الجديد أعاد المفاوضات إلى النقطة التي كانت عليها قبل عام، عندما طالبوا بالحصول على بلدتين في منطقة القلمون السورية، مقابل الإفراج عن المخطوفين.
عاد خاطفو العسكريين في جرود عرسال إلى التسويف. وبعدما لبّت الدولة اللبنانية كل مطالبهم، ووصل الاتفاق عبر الوسيط القطري إلى نهايته، نبش إرهابيو «تنظيم القاعدة في لبنان الشام ــ جبهة النصرة»، مطلباً كانوا قد اقترحوه على أبواب الشتاء الماضي، قبل عام بالتحديد. يريدون بلدتين في القلمون السورية، لإطلاق سراح الجنود الرهائن.
هذا المطلب الذي خرج إلى العلن أمس، طرحه إرهابيو «النصرة» في جرود عرسال، على والد الجندي الرهينة وائل حمص، الذي زار الجرود قبل أيام للاطمئنان إلى ولده. كذلك طلبوا منه نقل بند آخر من لائحة مطالبهم التي لا تنتهي، هو إطلاق سراح خمس موقوفات في لبنان بجرائم الإرهاب.
المفاوضات مع الخاطفين كانت قد توقفت منذ نحو شهرين. وصلت حينذاك إلى خواتيمها، بعدما دخلت مرحلة البحث في مكان تنفيذ الاتفاق الذي نص على إطلاق نحو 50 موقوفاً من السجون اللبنانية، في مقابل إطلاق النصرة جميع الجنود الذين لا تزال تحتفظ بهم رهائن. بعد ذلك، اختفى الوسيط القطري. وأول من أمس، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنه طرح أخيراً خلال زيارته لقطر «عرضاً يتضمن مخارج إضافية» لملف الجنود الرهائن، متوقعاً أن «تشهد القضية دفعاً إلى الأمام».
ولفت إلى أن «المسؤولية لا تقع على الدولة اللبنانية، بل على الأطراف الخاطفة التي تستثمر هذا الملف وفقاً لأجندة خاصة بها»، مذكّراً بأن «الدولة اللبنانية قبلت بمبدأ المقايضة في عملية التفاوض، ما يثبت أن الدولة لم تقصّر ولم تترك مجالاً أو باباً لاستعادة العسكريين إلا طرقته، وأقدمت عليه من دون تردد».
أمنياً أيضاً، استمرت الأجهزة الأمنية بملاحقة من بقي طليقاً من أفراد الخلية التي نفّذت جريمة برج البراجنة الإرهابية، ومن ساعدهم. ولم يحصل جديد في هذا المجال أمس. وأعلنت عائلة سرور في اللبوة أنها تطالب القضاء اللبناني بإنزال أشد العقوبات بأحد أبنائها الموقوف بتهمة تهريب أحد انتحاريي برج البراجنة، في حال ثبوت تورطه في ما يُنسب إليه.
وأصدرت قيادة الجيش أمس بياناً أعلنت فيه إحالة استخبارات الجيش على القضاء موقوفاً بتهم الإرهاب يُدعى محمد ط، إثر إقراره بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية، وانضمامه إلى مجموعة علاء كنعان الذي ورد اسمه في ملف فندق «دي روي»، وإخفاء أحزمة ناسفة. كذلك يُشتبه في مشاركته بالاعتداء على رجال أمن في بلدة فنيدق العكارية، إضافة إلى تخطيطه للاعتداء على مركز للجيش قرب البلدة.
سياسياً، يستمر الهدوء مسيطراً على الخطاب السياسي لطرفي النزاع الداخلي، رغم عدم تحويل هذا الهدوء إلى «خطوات عملية» تُسهم في وضع مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موضع التفاوض الجدي. وكان نصر الله قد اقترح في آخر خطابين له الاتفاق داخلياً على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى عمل الحكومة ومجلس النواب، من دون انتظار الخارج.
وبانتظار جلسة طاولة الحوار اليوم، تفاعلت أمس قضية انتخابات نقابة المحامين، بعد سقوط مرشح القوات اللبنانية بيار حنا، إذ قدم رئيس مصلحة المحامين في القوات المحامي روبير توما استقالته من رئاسة المصلحة إلى رئيس الحزب سمير جعجع الذي قبلها. لكن القضية لم تكن نقابية فحسب وتتعلق بإدارة المعركة قواتياً. إذ تكشفت نتائج المعركة سياسياً عن وقوف بعض النواب المسيحيين المستقلين إلى جانب المرشح العوني، أي النقيب الجديد أنطونيو الهاشم، وأبرز هؤلاء النائبان المحاميان بطرس حرب وهادي حبيش، الذي رفض علناً أمام المحامين التصويت لمرشح القوات، إضافة إلى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. وفيما قدرت بعض المصادر أن النواب الثلاثة تمكنوا من التأثير في ما يقارب خمسين صوتاً فحسب، أشارت إلى أن حزب الكتائب انحاز بعد الدورة الأولى أيضاً إلى المرشح العوني.
وجاءت خلفيات التحول في مواقف نواب ١٤ آذار كجزء من ارتدادات المعركة التي قادها جعجع أخيراً بالتحالف مع العماد ميشال عون في شأن الجلسة التشريعية، وانتقاد جعجع لدور بعض النواب المستقلين ووقوفهم في وجه «الإجماع المسيحي»، عبر موافقتهم على حضور الجلسة قبل التوصل إلى التسوية الأخيرة.
حردان: مستمرون في قتال التكفيريين
من جهة أخرى، أكّد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، استمرار قتال الحزب في المعارك السورية ضد القوى التكفيرية، موجّهاً التحية إلى شهداء وجرحى ومقاتلي «نسور الزوبعة» ــ الجناح العسكري للحزب، وإلى «شهداء وجرحى الجيش العربي السوري والجيش اللبناني والمقاومة».
وأدان حردان في مؤتمر صحافي عقده في مركز الحزب في الروشة بمناسبة العيد الـ83 لتأسيس الحزب «التفجيرات الإرهابية في الضاحية وفي فرنسا»، وأشار إلى «إنجازات المؤسسات العسكرية والأمنية في سياق الدفاع عن لبنان في مواجهة الإرهاب، من خلال اعتقال الشبكات الإرهابية وكشف منفذي الجرائم الوحشية، وآخرها جريمة برج البراجنة»، مؤكّداً أن «على كلّ الشعوب أن تنخرط في جبهة واحدة لمواجهة الإرهاب».
ولفت حردان إلى أن «الاحتلال الأميركي للعراق لم يكن إلا لتفكيك الدولة والمؤسسات والشعب ونحن مع وحدة العراق»، وثمّن «عالياً دور روسيا وإيران». يذكر أن الحزب استعاض عن حفل الاستقبال السنوي الذي يقيمه بمناسبة تأسيسه، بالمؤتمر الصحافي بعد تفجيري الضاحية.
اللواء
هيئة الحوار على محك التسوية اليوم: الأولوية للرئيس أو الإنتخابات النيابية؟
حماس جنبلاطي لمبادرة نصر الله.. وكشف خيوط جديدة في شبكة البرج
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "فيما تكشف التحقيقات الأمنية الجارية حول العناصر الإرهابية المتورطة تخطيطاً وتمويلاً وتنفيذاً، ومن الناحية اللوجستية والأمنية والتنقل والانتقال والاقامة والتفخيخ، فصولاً تلو الفصول، ومعلومات اثر معلومات، إلى درجة توحي ان الشبكة الاخطبوطية المرتبطة بمقر العمليات في «الرقة» السورية قد وقعت في شباك الدولة اللبنانية واجهزتها، تحضر هذه القضية إلى جانب التقارب الإيجابي بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» على طاولة الجلسة العاشرة للحوار التي تعقد في عين التينة اليوم، بدل ساحة النجمة على خلفية اعتبارات أمنية وصعوبات التنقل بالنسبة لرؤساء التيارات والكتل النيابية المشاركة، على ان يتناول المشاركون طعام الغداء إلى مائدة الرئيس نبيه برّي، الأمر الذي يوحي بعقد جلستين بدل جلسة واحدة في مقاربة جديدة لجدول الأعمال الذي اقترحه الرئيس برّي، وزاد عليه الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله في مبادرته التي أطلقها الأربعاء مناقشة رئاسة الحكومة وقانون الانتخاب وانتخاب رئيس الجمهورية كسلة واحدة.
وكشف مصدر نيابي لـ«اللواء» ان طاولة الحوار اليوم، ستركز على موضوع رئاسة الجمهورية بشكل رئيسي بعد ان تمّ الانتهاء من عدد من النقاط المدرجة على الجدول الذي وزعه الرئيس برّي عندما دعا إلى انعقاد هيئة الحوار الوطني في 9 أيلول الماضي.
وأضاف المصدر ان المجلس النيابي استعاد عمله وقانون استعادة الجنسية أقرّ في جلسة الخميس الماضي، والرئيس تمام سلام يُكثّف اتصالاته للتفاهم على حل لقضية النفايات ترحيلاً أو خلاف ذلك، لعقد جلسة لمجلس الوزراء، في إطار الإفراج عن عمل مؤسسات الدولة، لا سيما مؤسسات الشرعية، فضلاً عن القوانين التي أقرّت لتعزيز الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى.
وقال المصدر ان انتخابات الرئاسة الأولى تبقى البند الاكثر حيوية على جدول الجلسة، وان كانت الجلسة العاشرة ستبدأ بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء تفجيري برج البراجنة الخميس الماضي، على ان يتلوها كلمة للرئيس برّي يتوقف فيها عند مخاطر الإرهاب الذي ضرب في بيروت وباريس، وضرورة تحصين الاستقرار اللبناني بالوحدة الوطنية، وتوفير ما يلزم لدعم الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة هذا الخطر، والإشادة بالسرعة القياسية التي تمكن فيها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في كشف أفراد الشبكة الإرهابية واماكن تواجد عناصرها، بالإضافة إلى إلقاء الأمن العام اللبناني القبض على عناصر الشبكة المسؤولة عن التفجير تمويلاً وتخطيطاً.
وفي معلومات «اللواء» ان النائب وليد جنبلاط سيشدد على ضرورة تثمير مبادرة السيّد نصر الله على ان يبقى انتخاب رئيس جديد للجمهورية أولوية ضمن التراتبية المقترحة للتسوية.
على ان الفريق العوني، سواء كان ممثلاً برئيس التيار النائب ميشال عون أو النائب إبراهيم كنعان، حيث سيغيب عن الجلسة وزير التيار وزير الخارجية جبران باسيل بسبب سفره إلى موسكو اليوم، سيشدد على أهمية المبادرة، لكنه يعتبر ان الأولوية لإنجاز قانون الانتخاب واجراء الانتخابات النيابية قبل أي شيء آخر، أو على أقل تقدير التفاهم على قانون انتخاب يضمن التوازن بين السلطات ووحدة اللبنانيين.
ويعتبر مصدر مطلع ومشارك في طاولة الحوار من كتلة «المستقبل» ان الأولوية تبقى لانتخاب الرئيس ولا يجوز القفز إلى إطار تسوية واسعة من الصعب الاتفاق على نقطة البدء فيها، وهو الموقف نفسه لحزب الكتائب، سواء شارك في الجلسة أو غاب عنها.
14 آذار
وعشية طاولة الحوار، عقدت قوى 14 آذار اجتماعاً مساء أمس في بيت الوسط، خصص لتنسيق الموقف على الطاولة وكيفية التعاطي مع جدول الأعمال.
وخلص المجتمعون إلى ان موقف 14 آذار ما زال هو ذاته، حيث سيشدد ممثلو هذا الفريق على ان الحوار يجب ان يتركز على موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، اما قانون الانتخاب فليس مكانه الحوار، بعد ان قرّر الرئيس برّي احالته إلى لجنة نيابية مهمتها إعادة درس مشاريع القوانين المتعلقة بهذا الشأن، خاصة وأن الرئيس برّي دعا هيئة مكتب المجلس إلى اجتماع يعقد يوم الأربعاء المقبل لتسمية أعضاء هذه اللجنة.
وبالنسبة إلى التقارب الحاصل في المواقف بين الرئيس الحريري والسيّد نصر الله حول التسوية الكاملة لاحظ عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» ان كلام نائب حزب الله نوار الساحلي، بأن الحزب لا يزال لديه مرشّح واحد هو العماد ميشال عون، وأن الحزب مستعد للنقاش حول آلية إيصال هذا المرشح، لا يُشجّع إطلاقاً وأنا شخصياً اعتبره انه ألغى عملياً انفتاح نصر الله.
وشدّد فتفت على ضرورة إعادة بناء ثقة حقيقية بين الطرفين، خصوصاً وأن التجارب السابقة لا تشجّع سواء في حوار 2006 أو حوار الدوحة.
وعندما قيل له ان حزب الله بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم تحدث أمس عن تسوية فيها تنازلات ومكاسب، معرباً عن استعداد الحزب للتنازل مقابل ما نربح، ردّ النائب فتفت: اذن ليعلن الحزب استعداده للتوافق على مرشّح توافقي لرئاسة الجمهورية، معتبراً ان ذلك هو المدخل الحقيقي لإعادة بناء الثقة معه.
في المقابل، أبلغ عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سليم سلهب «اللواء» ان العماد عون ليس في جو ما يحكي عن تنازل حزب الله عن ترشيحه في حال سار في التسوية التي يُؤكّد عليها، مشيراً إلى ان التحالف بين عون والحزب لا يزال متيناً لا يزعزعه شيء.
لا جلسة للحكومة
في هذا الوقت، اكدت مصادر السراي «للواء» ان لا دعوة لجلسة لمجلس الوزراء حتى الساعة مشيرة الى ان لا جديد في ملف النفايات رغم ان البحث الحثيث مستمر لحل هذا الملف وبناء عليه يتحدد مصير الجلسة، وكان الملف موضع بحث تمّ بعيداً عن الإعلام بين الرئيس سلام والوزير اكرم شهيب.
وكشف وزير الإعلام رمزي جريج انه سيزور الرئيس سلام في اليومين المقبلين لمطالبته بعقد جلسة لمجلس الوزراء، معرباً عن اعتقاده ان ما من أحد من الوزراء سيجرأ على مقاطعة الجلسة إذا وجه سلام الدعوة إليها، خصوصاً في أعقاب كارثة برج البراجنة.
ورأى جريج ان الرئيس سلام يفكر بترحيل النفايات ويدرس الموضوع لكن القرار النهائي لم يتخذ بعد، داعياً إلى الاستفادة من كلام الرئيس الحريري والسيّد نصر الله وبذل الجهود لإيجاد حل للأزمة اللبنانية والانصراف نحو انتخاب رئيس جديد للبلاد كمقدمة لذلك.
قضية العسكريين
في مجال آخر، قالت مصادر معينة بملف العسكريين المخطوفين لـ»للواء» ان لقاء الرئيس سلام مع اهالي المخطوفين لم يحمل اي جديد رغم ان الاهالي يتعرضون لضغوط كبرى من الجهات الخاطفة لا سيما جبهة النصرة الذين يبعثون برسائل متعددة يؤكدون فيها انهم يريدون التفاوض دون تحديد كيفية التفاوض والجهة التي يريدون التفاوض معها.
واكد سلام للوفد اهتمامه الشخصي واهتمام الحكومة بهذا الملف الذي هو اولوية رغم كل الملفات التي تضغط حاليا، وشدد على ان العسكريين هم ابناء الوطن الشرفاء الذين كانوا يدافعون عنه ساعة اختطافهم املا بحل هذه المسألة قريبا، ولفتت المصادر ان مصير العسكريين المختطفين من قبل «داعش» لا يزال مصيرهم مجهولاً.
وكشف حسين يوسف والد الجندي المحتجز لدى «داعش» محمّد يوسف ان أمير «النصرة» في القلمون السورية، أبو مالك التلي طالب بتسليمه قريتي المعرة وفليطة السوريتين، الحدوديتين مع لبنان، مقابل إطلاق سراح العسكريين المختطفين لدى الجبهة.
وأوضح يوسف ان الأهالي ابلغوا الرئيس سلام بهذا الطلب، خلال اجتماعهم معه.وقد أبدى سلام تجاوباً مع مطالب الأهالي مؤكداً ان الأزمات التي يُعاني منها لبنان لن توقف اللجنة المعنية بمتابعة ملف المخطوفين عن عملها.
تفجيرات الضاحية
وعلى صعيد تفجيرات الضاحية الجنوبية، كشفت مصادر الهيئة العليا للاغاثة لـ«للواء» عن انتهاء المسح الاولي للاضرار التي نتجت عن تفجيري برج البراجنة وقدرت الاضرار بحوالي ٢ مليار ليرة لبنانية بما فيها التعويضات لاهالي الشهداء حيث سيدفع ٣٠ مليون عن كل شهيد، وتوقعت المصادر ان يصدر التقرير النهائي يوم السبت المقبل كحد اقصى.
واشارت المصادر الى ان الهيئة بانتظار تحويل الاموال لها من قبل وزارة المالية لتباشر الدفع، وأملت ان تتمكن من دفع كل المستحقات المطلوبة لكل المتضررين من الاحداث والتفجيرات الماضية لا سيما للمتضررين من التفجير الذي وقع في جبل محسن في طرابلس منذ قرابة العام.
في هذا الوقت كشفت مصادر التحقيقات الجارية مع أفراد الشبكة التي كشف عنها وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس الأوّل، ان الانتحاريين الخمسة الذين كان من المفترض ان ينفذوا التفجيرات يوم الخميس الفائت، هم اللبناني ابراهيم الجمل الذي كان سينفذ تفجيراً في جبل محسن، وانتحاريان كانا سيفجران نفسيهما في برج البراجنة في وقت الذروة على ان يقوم انتحاريان آخران بتفجير نفسيهما على باب مستشفى الرسول الاعظم في وقت تجمع المواطنين وسيارة الاسعاف التي تنقل ضحايا تفجيري البرج.
واوضحت ان ما منع تنفيذ الخطة هو انه تم توقيف الانتحاري اللبناني في طرابلس وهو على دراجة نارية مزنراً بحزام ناسف، مشيرة الى ان التحقيقات وداتا الاتصالات أوصلت الى شقة في مخيم برج البراجنة، قامت شعبة المعلومات بدهمها، حيث تم توقيف3 سوريين، الذين كشفوا عن شقة في الاشرفية، تم دهمها واوقف فيها رأس الشبكة الارهابية مع أحزمة ناسفة ومواد متفجرة، ويدعى عبدالكريم الشيخ.
ولفتت الى انه في الوقت نفسه، كان الامن العام يقوم بتتبع اللبناني ابراهيم رايد والسوري مصطفى الجرف وهما من ضمن الشبكة الارهابية.
وأفادت المصادر ان تبديل الخطة وقرار التفجير في برج البراجنة يعود الى ان اثنين من الانتحاريين الاربعة لم يصلوا الى لبنان، الى جانب التشديدات الامنية في مستشفى الرسول الاعظم.
يُشار إلى ان قوة من الجيش دهمت ليل أمس الأوّل عدداً من الأشخاص المشبوهين داخل أحد المباني في وطى المصيطبة واوقفت 4 سوريين وضبطت منهم أسلحة وقذائف واعتدة حربية.
البناء
موسكو تدعو المعارضة الراغبة بحلّ سياسي لإعلان عزمها قتال «النصرة» و«داعش»
بوتين في قمة الـ20: صور جويّة لأنابيب وقوافل «داعش» لتهريب النفط عبر تركيا
حوار اليوم اختبار فرص سلة التسويات ولبننة الحلول بعد الرسائل الإيجابية
صحيفة البناء كتبت تقول "قاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المباحثات السياسية في قمة العشرين وعلى هامشها، فعقد العديد من اللقاءات المخصصة للحرب على الإرهاب التي بدا أنه العرّاب المسؤول عن تطوراتها ومستقبلها، وأنه يقود القوة الرئيسية التي تملك تصوراً وخطة وإمكانات وتحالفات للفوز بها، فيما بدا أن الآخرين لاعبون ثانويون تتحدد أهميتهم بقدر تقاربهم مع الرئيس الروسي لتزخيم الحرب التي يتولى قيادتها وتحقق يومياً المزيد من الإنجازات في الميدان.
بعد مذبحة باريس صبّت التطورات الماء في طاحونة الرئيس الروسي وظهر أنّ الوقت عامل لا يشتغل لمصلحة المتباطئين الباحثين عن أثمان جانبية ومكاسب فئوية يحققونها على هامش الحرب، مقابل منح تغطيتهم والمشاركة بقدر من جهودهم، كالمطالبة التي يقودها حلفاء واشنطن برعايتها بجعل مستقبل الرئاسة السورية على طاولة التفاوض، وهو الأمر الذي حسمه الرئيس بوتين مراراً وحال دونه، ووضع على الطاولة معادلاته البديلة التي فازت في فيينا وصارت موقفاً أممياً رسمياً وعنوانها، السوريون هم مَن يقرّر شكل دولتهم ودستورها ورئاستها، والدور الأممي للدول والمنظمات الدولية محدّد بالإسهام في الشراكة في الحرب على الإرهاب كقضية تهم البشرية ويتحمّل الجميع مسؤولياتها ويجب أن يتقاسموا أعباءها، ويمكن المجتمع الدولي تقديم المساعدة لإطلاق حوار بين السوريين تمهيداً لذهابهم إلى صناديق الاقتراع لقول ماذا ومَن يريدون.
في قمة العشرين، لم يضيّع بوتين وقته في المساجلات العقيمة حول المناكفات التي حملها الثلاثي الفرنسي ـــ التركي ـــ السعودي، فبادرهم بمعضلتين، شغلتا بالهم واستنزفتا أجوبتهم، «زوّدونا بلوائح تنظيمات معارضة تدعمونها وتتصلون بها مستعدّة للمشاركة علناً بالحرب ضدّ النصرة أولاً وثم داعش، وكم لديها من المقاتلين وأين لننسّق معها فوراً ونستثنيها من غاراتنا الجوية، كما فعلنا مع الأكراد» وثانياً، «لدينا وثائق وصور تكشف كيف تتزوّد موازنة داعش بالأموال نضعها بتصرفكم ليقوم كل منكم بالتدابير التي تقع في نطاق صلاحياته السيادية ومسؤولياته القانونية لترجمة القرارات الدولية». وقام الوفد الروسي بتوزيع صور لأقمار صناعية تكشف خطوط أنابيب ممتدة من العراق وسورية نحو تركيا على مسافة مئات الكيلومترات، وقوافل لمئات الشاحنات تعبر الحدود نحو تركيا، متسائلاً: «كيف لهذا أن يحدث ولا تلاحظه عمليات الرصد الجوي وتستهدفه وكيف للدولة المعنية أن تتسامح مع حدوث هذا عبر أراضيها». وزوّد الوفد الروسي الوفود المشاركة بصور لوثائق تحويلات مالية من حسابات مصرفية في عواصم متعدّدة أغلبها من دول الخليج وأوروبا، وهي دول مشاركة في القمة، كما قال بوتين، تصل إلى حسابات خاصة بـ»داعش» في مصارف تركية، ومثلها للنصرة وأحرار الشام وسواها من التنظيمات الإرهابية، داعياً لجعل قضية وقف تمويل الإرهاب المسؤولية الدولية الأولى في الحرب.
لبنانياً، تشهد عين التينة اليوم اختباراً هو الأول بعد المواقف الإيجابية المتبادلة بين الأطراف الموجودة على طاولة الحوار بصدد فرص تحويل هدنة الجلسة التشريعية التي منعت انفراط عقد البلد، إلى تسوية تنطلق من مفهوم بدأ يقترب تفسيره لدى الأطراف من إمكانية إحداث اختراق نوعي نحو مشروع السلة المتكاملة، بعد كلام تيار المستقبل عن أولوية رئاسة الجمهورية وتوضيح رئيس مجلس النواب نبيه بري أن التفاهم يجري على سلة متكاملة تطال رئاسة الجمهورية والحكومة ورئاستها وتوازناتها وقانون الانتخابات النيابية لكن التنفيذ يبدأ برئاسة الجمهورية، وقبول تيار المستقبل باختبار هذه الفرصة من دون أن يعلن ذلك.
حوار وغداء تكريمي في عين التينة
يجتمع أركان طاولة الحوار الوطني اليوم، في جولة عاشرة برئاسة الرئيس نبيه بري في عين التينة، بدلاً من ساحة النجمة، في غياب رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي اتخذ قرار المقاطعة قبل بدء الحوار، وعدول رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل عن المشاركة إلى حين انعقاد مجلس الوزراء وحلّ أزمة النفايات. ويتخلل اللقاء غداء تكريمي يقيمه الرئيس بري على شرف المتحاورين.
وعلمت «البناء» أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون «سيلبّي دعوة بري إلى الحوار والغداء». ولفتت مصادر مقربة من الرابية لـ«البناء» أنّ الأجواء مالت إلى «التحسّن بعد الجلسة التشريعية وانتخابات نقابة المحامين»، مشيرة إلى «أنّ الجنرال عون لم يبادر يوماً إلى الخلاف المجاني سواء مع حليف أو مع خصم سياسي فما يهمه ويعمل من أجله هو إعادة بناء الدولة وتركيز المواقع في السلطات الدستورية بين أيدي الأقوياء بمعيار الحيثية الشعبية والتمثيلية.
الوضع الأمني على طاولة الحوار
وأكدت مصادر المتحاورين لـ«البناء» «أن الجلسة ستستكمل البحث في ما انتهت عنده الجولة السابقة في ما يتعلق بمواصفات الرئيس، وستتطرّق إلى التسوية السياسية التي طرحها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمواقف الإيجابية التي وردت على لسان الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة». ولفتت المصادر إلى «أن الوضع الأمني سيفرض نفسه على طاولة الحوار بعد تفجيري الضاحية وتقرير الاستخبارات الأميركية أن تنظيم داعش في صدد التحضير لعمليات إرهابية جديدة مع تأكيــدها أن رئيس الحكومة سيجدّد ككل جلسة الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء وحل أزمة النفايات».
وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أن أقطاب 14 آذار سيتعاطون بإيجابية في الجلسة»، داعياً إلى «ترقّب السقف الإعلامي لفريق 14 آذار لأنه بدأ يشعر بمرحلة جديدة في المنطقة لا تتناسب مع طموحاته».
حردان: الإصلاح السياسي يبدأ بقانون الانتخابات
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان «أننا مع دولة قوية قادرة فاعلة متكئة على معادلة القوة المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة في وجه الاحتلال والإرهاب».
وقال في مناسبة العيد الـ83 لتأسيس الحزب: «نحن مع إصلاح سياسي للنظام يبدأ بقانون الانتخابات. نحن مع قانون انتخابي قائم على وحدة المجتمع على نموذج يوحّد بين المواطنين ويفتح الباب أمامهم ليطمئنّوا إلى قانون عادل يحقق مشاركتهم، وهذا القانون يقوم على لبنان دائرة انتخابية واحدة وعلى أساس النسبية ومن خارج القيد الطائفي. كما أننا مع انتخاب سريع لرئيس للجمهورية، ومع تفعيل المؤسسات من مجلس النواب إلى مجلس الوزراء ليتحمّل الجميع مسؤولياتهم تجاه شعبنا وقضاياه المستفحلة». مضيفاً «نحن مع مبادرات للقوى السياسية التي تملك القدرة على تقديم التنازلات لمصلحة المجتمع، وندعو هذه القوى اليوم إلى وقفة تاريخية تعبّر فيها عن مساهمتها ليس في التعقيدات والمزيد من الانقسامات، بل في الحلول عملياً وليس كلاماً».
ولفت حردان إلى «أن خطر الإرهاب هو الوجه الآخر للخطر الصهيوني، وهذا الخطر لا يستثني أحداً ومسؤوليتنا جميعاً أن ننخرط في مواجهته مع شعبنا وجيشنا ومقاومتنا». وشدّد على أن «على كلّ الشعوب أن تنخرط في جبهة واحدة لمواجهة الإرهاب الذي لا يفرّق في ضرباته التدميرية القاتلة بين مَن هو مدني أو غير مدني». وقال: «إذا كان العدو يملك سلاح الموت فسورية تملك إرادة الحياة والصمود المبنيّ على الحق في الحياة والحق في تقرير المصير»، مثمّناً عالياً دور الدول التي تقف إلى جانب الحق وخصّ بالذكر روسيا وإيران.
مصر تدعم التسوية الشاملة
وقال السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد من عين التينة، بعد لقاء الرئيس بري، إنّ «مصر تدعم كل الجهود الجارية من أجل إنجاح الحوار والتسوية الشاملة، وإننا نثني على هذه الرؤية الجديدة أو المتبلورة الآن ونأمل أن تسفر عن ناتج إيجابي في القريب العاجل».
وأشار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي إلى أنّ «الأحداث والخلافات السابقة أثبتت بأنّ الأطراف اللبنانية قادرة في اللحظات الدقيقة على إيجاد حلول ومخارج لأزماتها. ونحن بدورنا دائماً ما دعونا الأطراف والأحزاب السياسية اللبنانية إلى السعي لحلّ هذه الأزمات حفاظاً على مصالح هذا البلد، وتبرز أهمية هذه المسألة خلال الوضع الراهن الذي تتزايد فيه الأزمات في دول المنطقة وفي وقت تسعى بعض الأطراف إلى توجيه ضربة للاستقرار السائد في لبنان».
باسيل إلى موسكو
ويتوجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اليوم، إلى موسكو في زيارة رسمية تستمرّ حتى نهاية الأسبوع يلتقي خلالها نظيره سيرغي لافروف وعدداً من المسؤولين الروس للتشاور في آخر ما توصلت إليه الاتصالات والجهود الدولية في مجال إرساء تسوية سياسية للأزمة السورية. ويرافق الوزير باسيل بعض مستشاريه بالإضافة لوفد إعلامي.
وعلى الصعيد الأمني، تتواصل التحقيقات بشأن تفجيرَي الضاحية وتقوم القوى الأمنية بعمليات دهم واسع جراء التحقيقات. وذكرت المعلومات أنّ الموقوف عدنان سرور الذي أوقفه فرع المعلومات في اللبوة اعترف أنه أدخل الانتحاري إبراهيم الجمل مقابل بدل مالي، لكن التحقيقات لم تثبت أنه نقل الانتحاريين إلى برج البراجنة.
وأكدت مصادر أمنية لـ«البناء» أنّ «التركيز على دور فرع المعلومات من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق وتجاهل دور الآخرين لا يتطابق مع الوقائع الأمنية التي كشفت في تفجيرات برج البراجنة»، مشيرة إلى «أنّ تدابير الجيش المتخذة في عرسال أحبطت وصول كامل عناصر الخلية، فمنعت تنفيذ الخطة الأساسية، أما دور الأمن العام في إلقاء القبض على المموّل لشبكات الإرهاب إبراهيم يارد يُعتبر كنزاً ثميناً يقود إلى كلّ المنظومة الإرهابية وإلقاء فرع المعلومات على الإرهابي إبراهيم الجمل يُكمل الصورة».
وشدّدت المصادر على «أنّ الأجهزة الثلاثة مديرية المخابرات والأمن العام وفرع المعلومات ظهرت في تفجيرَي الضاحية في مظهر تكاملي متناسق خدمة للأمن الوطني اللبناني وهذا يبعث على الطمأنينة برغم المخاطر والتحديات التي لا تسقط من الحسبان».