تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 19-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الحملة الأمنية التي تتوالى فصولها بوتيرة يومية منذ تفجيري برج البراجنة، بالإضافة إلى ملف قانون الانتخاب..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 19-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الحملة الأمنية الواسعة النطاق التي تتوالى فصولها بوتيرة يومية منذ تفجيري برج البراجنة قبل أسبوع، بالإضافة إلى إعادة وضع ملف قانون الانتخاب على سكة تحريك جديدة..
السفير
مفاوضات ترحيل النفايات تنطلق رسمياً مع 4 شركات
هكذا جنّد «داعش» أعضاء شبكة تفجير البرج
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "مع تلاحق التوقيفات الأمنية في منطقة الشمال، وآخرها تلك التي طالت أمين مستودع المتفجرات المدعو أحمد م. الملقب بـ «أبي عثمان»، الى جانب أربعة أشخاص منخرطين في الشبكة الإرهابية المسؤولة عن التفجير المزدوج في برج البراجنة، وما كان يخطط لجبل محسن، بدا أن «داعش» قد تسلل الى فئات شبابية مهمشة في البيئة الشمالية.
وتشير المضبوطات المصادرة من مستودع القبة «المركزي» للمتفجرات والأحزمة الناسفة والمواد المستخدمة في تصنيعها، إضافة الى ما تم ضبطه في منزل عائلة زوجة الموقوف خالد ش. في إحدى البلدات العكارية من مواد أساسية في تصنيع الأحزمة الناسفة.. الى أن «داعش»، بعد نجاح الجيش اللبناني في إقفال حدود منطقة البقاع الشمالي الى حد كبير، قد عمل على نقل الخبرات التفجيرية الى عدد من المتعاملين معه في الداخل اللبناني، من خلال إخضاعهم لدورات في هذا المجال، أو تزويدهم بأقراص مدمجة تشرح بالتفصيل عملية التصنيع، وقد عُثر على بعض منها مع عدد ممن تم توقيفهم سابقا، وفي مقدمهم محمد ص. وعبد الرزاق أ. اللذان أوقفهما الأمن العام واعترفا بتصنيع العشرات من الأحزمة.
وأبلغت مصادر أمنية واسعة الاطلاع «السفير» أنه تبين من خلال اعترافات بعض الموقوفين أن «داعش» يملك هيكليات فاعلة دينية وأمنية، تقوم الأولى بعمليات غسل أدمغة للشبان وأغلبهم في سن المراهقة، لتحويلهم الى متشددين إرهابيين خلال شهرين.
وما يعزز هذه المعلومات التحولات المفاجئة لكثير من الشبان الذين فاجأوا عائلاتهم بانقلابهم من أشخاص عاديين يمارسون حياتهم الطبيعية الى قمة التشدد، حيث أشار عدد من أقارب الانتحاري الموقوف إبراهيم الجمل الى أنه غاب عن أنظار عائلته في عيد الفطر الماضي، وعاد قبل عيد الأضحى موهماً عائلته بأنه يعمل في بيروت، ولكن لدى عودته بدأ يطالب شقيقاته بارتداء الحجاب، ويعترض على كثير من ممارسات والده وأشقائه الذين شعروا بأن إبراهيم أصبح شخصاً ثانياً، قبل أن يختفي مجدداً، ليفاجأوا بأنه تم توقيفه وهو مزنر بحزام ناسف.
وكذلك الأمر بالنسبة الى «أبي عثمان» الذي يعمل في كاراج أحد المطاعم الفخمة في «منطقة الضم والفرز» في طرابلس، وتربطه علاقات مع كثير من الزبائن والقيادات الأمنية والشخصيات السياسية والاجتماعية الذين كانوا يترددون على المطعم تردداً شبه يومي، فيما يقول العاملون معه إنهم لم يشعروا بأي تبدلات في سلوكه سوى مزيد من التشدد في الآونة الأخيرة.
وأفادت مصادر أمنية أن «أبا عثمان» لم يأبه لتوقيف الانتحاري إبراهيم الجمل، بل استمر يعمل طبيعياً لأنه عندما سلّمه الحزام الناسف كان ملثماً، وبالتالي فإن الجمل لم يتعرف على شخصيته، لكن «شعبة المعلومات» نجحت بالتعرف عليه من خلال تحليل فرعها الفني لداتا الاتصالات.
ويشير ذلك بوضوح الى أن «داعش» يحرص على إنشاء العديد من الخلايا العنقودية، بحيث تنحصر صلة كل عنصر بآخر لا يعرف هويته، بواسطة شيفرة معينة.
وترجح المعلومات أن يكون «أبو عثمان» مرتبطاً مع قيادة «داعش» في مدينة الرقة السورية (عن طريق أحد «الأمراء» في جرود عرسال) وتحديداً مع «أبي البراء اللبناني» وهو من طرابلس، ويهتم مباشرة بمجموعات «داعش» في شمال لبنان. وقد عُثر في منزله الخاص في محلة البقار على أسلحة مختلفة خفيفة ومتوسطة وأجهزة، كما داهمت منزل عائلة زوجته في عكار وعثرت أيضا على بعض المضبوطات.
وتشير المعلومات الى أن شوقي س. (العنصر في جهاز أمني) كانت مهمته استلام المتفجرات والصواعق والمواد الأخرى الآتية من جرود عرسال في مكان خدمته في بعبدا، ونقلها الى طرابلس مستعيناً ببدلته العسكرية التي لا يمكن أن تثير الشبهات، وذلك مقابل مبالغ مالية كان يتقضاها، في حين أن الموقوف خالد ش. كان يخزّن المواد الأولية التي تستخدم في تصنيع الأحزمة في منزل عمه عبد القادر ش. (أوقف لاحقا) في إحدى البلدات العكارية التي قام «فرع المعلومات» بمداهمتها وصادر منها 150 كيلوغراماً من الكلل الحديدية، وأسلاكاً وأشرطة لاصقة، إضافة الى قذائف ب 7، ورشاش حربي وبنادق من نوع «كلاشنيكوف» وأسلحة وذخيرة مختلفة.
ووفق المعلومات، فإن جهود «فرع المعلومات» تتركز على رصد شخصين هما ب. ب.، وح. ب.، اللذان تربطهما علاقة بـ «أبي عثمان» والمجموعة الإرهابية، ولهما باع طويل في تصنيع المتفجرات، وربما ساهما في تصنيع الأحزمة الناسفة التي عُثر عليها، بعدما تدربا على ذلك في القلمون السورية، علما أنهما كانا أيضا على تواصل مع الشيخ الموقوف أحمد الأسير.
وترجح مصادر أمنية أن يكون ح. ب. قد غادر لبنان عبر مراكب الهجرة غير الشرعية بعدما علم بتوقيف الانتحاري إبراهيم الجمل، فيما يتوارى ب. ب عن الأنظار منذ فترة (ترددت معلومات أنه صار في تركيا لكن المصادر الأمنية لم تؤكد ذلك).
قوى الأمن
وكانت مديرية قوى الأمن الداخلي قد أصدرت بياناً أعلنت فيه أن «شعبة المعلومات نفذت أمس الأول، على خلفية متفجرتي البرج، مداهمات عدّة في محلتي الضم والفرز والقبة في طرابلس، أدّت إلى توقيف كل من اللبنانيين: أ. م، ش. س، ع. خ، ع. ك، ومن خلال التحقيقات تم ضبط حوالي 180 كلغ من المتفجرات والكرات الحديدية وعدد كبير من الصواعق وكمية كبيرة من فتيل التفجير وعتلات تفجير تستعمل جميعها في تصنيع أحزمة ناسفة (وهي كمية كافية لصنع أكثر من 50 حزاماً ناسفاً) بالإضافة الى ضبط ثلاثة أحزمة ناسفة أحدها يبلغ وزنه 10 كلغ من المواد المتفجرة والكرات الحديدية، كما تم ضبط كمية من الأسلحة الفردية والمتوسطة مع الذخائر العائدة لها».
وأعلنت أن «شعبة المعلومات تمكنت، أمس، من ضبط /150/ كلغ من الكرات الحديدية ومواد وأدوات تستخدم في تصنيع الأحزمة الناسفة، وأسلحة حربية. كما تم توقيف خ. ش. (لبناني) وهو على ارتباط مع الشبكة الإرهابية المذكورة».
وفي سياق متصل، نفذت مخابرات الجيش أمس مداهمات عدة في مناطق الجميزة والحمرا في بيروت والبوابة الفوقا في صيدا، حيث أوقفت عدداً من الأشخاص المشتبه بهم.
الأمن البيئي
على صعيد «الأمن البيئي»، يُفترض أن يبدأ اليوم البحث المعمق والتفصيلي في العروض المقدمة من بعض الشركات الأوروبية لترحيل النفايات الى الخارج، استنادا الى حصيلة نقاشات أعضاء اللجنة التقنية التي اجتمعت أمس برئاسة الرئيس تمام سلام.
وقال وزير الزراعة أكرم شهيب لـ «السفير» إن المفاوضات ستنطلق مع أربع شركات قدمت عروضاً جدية لترحيل النفايات، لافتا الانتباه الى أن المفاوضات تنطوي على الكثير من الحسابات الدقيقة والتفاصيل التقنية الحساسة، «ونحن سنسعى الى الحصول على أرخص سعر بأفضل الشروط».
واعتبر أن بعض الأسعار التي يتم تداولها في الإعلام غير دقيقة، «بل هي أسعار تعطيلية وتحريضية تهدف للتشويش على الجهد المبذول لترحيل النفايات».
وأشار الى أن تصدير النفايات يجب أن يراعي القوانين الدولية المرعية الإجراء التي يلتزم بها لبنان، موضحا أن هناك الكثير من الجزئيات التي يجب التفاهم عليها قبل حسم خيار الترحيل، «ومنها ما يتعلق بالوزن والنوعية وكيفية نقل النفايات الى الباخرة وتخزينها ووجهة سيرها».
وأكد شهيب أن خيار التصدير يشمل النفايات الواقعة ضمن نطاق «سوكلين»، أي بيروت وجبل لبنان، وذلك على مدى سنة وستة أشهر، يُفترض أن يليها البدء بتنفيذ الشق المستدام من خطة المعالجة التي سبق أن وضعناها، لافتا الانتباه الى من بين الأمور التي يجب البت بها تحديد ما إذا كان تمويل الترحيل سيتم من مالية الدولة أم من الصندوق البلدي، وقال: «أنا شخصيا من دعاة أن تتولى الدولة تمويل العملية حتى تستطيع البلديات تحمل أعباء الحل المستدام في المرحلة المقبلة».
النهار
أوسع مطاردة لـ"خليّة القبة" والحلقة العنقودية
"عودٌ على بدء" في لجنة قانون الانتخاب
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "لم تحجب ملامح تحريك ملف أزمة النفايات التي تجاوزت قبل يومين شهرها الرابع، كما اعادة وضع ملف قانون الانتخاب على سكة تحريك جديدة، الحملة الأمنية الواسعة النطاق التي تتوالى فصولها بوتيرة يومية منذ تفجيري برج البراجنة قبل أسبوع تماماً والتي تتكشف عن مزيد من التوقيفات لمتورطين في شبكة التفجير. وغداة عملية الدهم الكبيرة التي نفذتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أول من أمس في طرابلس وصادرت فيها مخزناً للمواد المتفجرة ومعملاً للأحزمة الناسفة وأوقفت شخصين متورطين في التفجير المزدوج في الضاحية الجنوبية والموقوف الأساسي بينهما ابرهيم الجمل، مضت شعبة المعلومات أمس في مزيد من التوقيفات وقبضت في بيروت على اللبناني خالد س. (من الشمال) الذي تبيّن أنه على ارتباط بدوره بالشبكة نفسها وصادرت من مكان اختبائه كمية اضافية من الكرات الحديد ومواد تستخدم في تصنيع الأحزمة الناسفة وأسلحة حربية. وأفادت معلومات أمنية ان اللبناني الموقوف كان يحضّر لعمليات انتحارية أخرى على غرار عمليتي برج البراجنة، لافتاً الى ان الكميات الكبيرة من الكرات الحديد التي صودرت أمس وأول من أمس تعود الى تخطيط الشبكة الارهابية لايقاع أكبر عدد من الضحايا في أي مكان يمكن ان تنفذ فيه عمليات تفجير وخصوصاً بعدما تبين للجهات الأمنية المختصة أن ما يناهز الـ80 في المئة من ضحايا تفجيري برج البراجنة قضوا بفعل تفخيخ المتفجرات والأحزمة الناسفة بالكرات الحديد.
وكشف مصدر امني لـ"النهار" أن الموقوفين في مستودع القبة لتصنيع الأحزمة الناسفة بلغ عددهم ستة في الساعات الـ24 الأخيرة. وتستكمل ملاحقة آخرين في مقدمهم "العقل المدبر" لهذا المستودع ويدعى ب. ب. وقال إن "للأخير مساهمات كبيرة في اعداد الانتحاريين وتدريبهم، وهو في العقد الثالث ولا يزال في لبنان وهو على تواصل دائم مع المدعو "أبو الوليد" الذي أشرف على أكثر من عمل ارهابي في لبنان والذي يتنقل بين عرسال والأراضي السورية.
الجيش
وفي سياق أمني آخر، أبلغ الجيش أمس كل مخيمات اللاجئين السوريين القائمة على جانبي طريق دير زنون - المدينة الصناعية لزحلة، ودير زنون – رياق في قضاء زحلة، ضرورة تفكيك مخيماتهم والانتقال بها الى أماكن أخرى تبعد أقلّه 500 متر عن الطرق العامة، وذلك في مهلة أسبوع، على ما افاد سكان هذه المخيمات. ويعود هذا التدبير الى العام الماضي، وقد أُخلي بموجبه عدد من المخيمات من سفح السلسلة الشرقية الحدودية وعلى طريق دير زنون. وقد أعادت حادثة استهداف آلية للجيش بعبوة زرعت في دراجة نارية على طريق المخيمات في عرسال، ومقتل ثلاث فتيات سوريات بعدما فتح الجيش النار إثر تعرضه للاعتداء، إحياء هذا التدبير الذي يقضي بإبعاد مخيمات اللاجئين السوريين عن مسارات آليات الجيش مسافة تحميها من التعرض لأي هجوم بالنار، وتحمي المخيمات من احتمال استخدامها لشن اعتداءات على الجيش والتلطي خلف هذه التجمعات البشرية وتعريضها للخطر، على ما أوضحت مصادر عسكرية.
مجلس الوزراء
أما في ما يتعلق بالملفات الداخلية الأخرى، وفي مقدمها أزمة النفايات، فعلمت "النهار" ان رئيس الوزراء تمّام سلام، الذي تلقى إتصالات من جهات عدة من أجل متابعة موضوع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء تخصص للنفايات، رد على المتصلين وعلى زاروه أمس ومنهم وزيرا حزب الكتائب سجعان قزي ورمزي جريج قائلاً: "إن إنعقاد مجلس الوزراء ليس فشّة خلق ومن صبر طوال هذه المدة يمكنه أن يصبر أياماً إضافية كي يكون هناك حل يمكن إعلانه على الرأي العام".
وتحدثت معلومات في هذا الصدد عن مهلة 48 ساعة ستحسم خلالها عروض الشركات لترحيل النفايات والبلد الذي سيستقبلها، علماً ان هناك من سرّب عرضاً لترحيل النفايات الى سوريا بسعر يبلغ 114 دولاراً للطن في مقابل سعر يراوح بين 220 و230 دولاراً للطن الواحد ضمن عرض الترحيل الى دولة أجنبية.
ومن المتوقع في حال نضج الملف ان يدعو الرئيس سلام الى عقد جلسة مطلع الأسبوع المقبل إلا إذا حصل خلاف على الأسعار إنطلاقاً من الفارق بين العرض السوري والعرض الأجنبي. لكن أوساطاً معنية لفتت الى ان أي عرض للترحيل الى سوريا يفتقر الى عامل ضمان المدة الانتقالية التي يسعى اليها الطرف اللبناني والمقدرة بسنة ونصف سنة والتي تستلزم ضماناً من الدولة التي ستصدَّر اليها النفايات وهذا لا يمكن توافره في وضع سوريا. وتمنى الوزير قزي أن يلبي الرئيس سلام "رغبة الشعب اللبناني في أن يرى حكومته تجتمع برئاسة الرئيس سلام".
ومن المقرر ان يشارك الرئيس سلام في 30 تشرين الثاني الجاري في مؤتمر المناخ الدولي الذي تستضيفه باريس والذي يرجّح ان يتحوّل الى قمة للتضامن مع فرنسا في مواجهة الارهاب. وفي هذا السياق اضيئت مساء أمس صخرة الروشة بألوان العلمين اللبناني والفرنسي تضامناً مع ضحايا تفجيرات برج البراجنة وباريس في حضور محافظ بيروت زياد شبيب والسفير الفرنسي ايمانويل بون.
وتبلّغ سلام أمس من السفير البريطاني هيوغو شورتر أن بلاده مستعدة لمساعدة لبنان في مراقبة ما تبقى من حدوده الشرقية والبالغة 75 كيلومتراً من خلال أجهزة المراقبة التي قدمتها في القسم السابق من هذه الحدود. كما أن السفير أبدى إستعداد بلاده لمساعدة الجيش اللبناني في إطار العلاقات الثنائية.
قانون الانتخاب
الى ذلك، علمت "النهار" أن اللجنة التي شكّلتها أمس هيئة مكتب مجلس النواب لوضع مشروع قانون الانتخاب ستعقد أول إجتماعاتها في ألاول من كانون الأول المقبل، على ان تعقد كل أسبوع إجتماعاً ضمن فترة تمتد الى منتصف آذار 2016 موعد الدورة العادية لمجلس النواب. وأعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان اللجنة ستبدأ بوضع معايير للاتفاق على مشروع موحد ولا دخل للمشاريع التي ناقشتها سابقاً.
وتنتظر اللجنة أن يبلّغ حزب الكتائب وتيار "المردة" أسميّ من يمثلانهما في اللجنة التي تضم 10 أعضاء. وأفادت مصادر اللجنة ان إطار العمل سيكون عن أي نظام انتخابي سيدور البحث؟ هل هو نسبي أم أكثري أم مختلط؟ وإذا كان النظام مختلطاً فما هي نسبة النسبي ونسبة الأكثري فيه؟ كما أن هناك سؤالاً عن التقسيم الاداري وهل هو على أساس المحافظات الحالية أم هناك إعادة نظر في حجمها؟
مشكلة جديدة؟
في غضون ذلك، توافرت معلومات لدى "النهار" ليل أمس مفادها ان حزب الكتائب اتخذ قراراً بامتناع وزرائه الثلاثة عن توقيع كل القوانين والمشاريع التي أقرها مجلس النواب في جلسته التشريعية الاخيرة من منطلق اعتبار الحزب هذه الجلسة غير دستورية. ومن شأن هذه الخطوة ان تعقد عملية نشر القوانين ولا سيما منها تلك التي تقتضي تواقيع مجموع أعضاء الحكومة بصفتها تحل محل رئيس الجمهورية بالوكالة.
الأخبار
الأمن يلاحق البقّار... وقانون الانتخاب ينتظر اليمن!
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "رغم إيجابية المواقف السياسية، لم يحدث اختراق مهم على مستوى الاتصالات السياسية. وحده اتفاق الجلسة التشريعية وُضِع على مسار التنفيذ، فشكّلت هيئة مكتب المجلس لجنة لبحث «معايير» قوانين الانتخابات، رغم أن التوصل إلى اتفاق أمر «شبه مستحيل».
تستمر الأجهزة الأمنية في ملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية، وتحديداً عناصر الخلية التي ارتكبت جريمة برج البراجنة المزدوجة. وبعد توقيف غالبية المشتبه في انتمائهم إلى الخلية، ومن قدّموا لهم دعماً لوجستياً، يتركز العمل الأمني على عنصرين: الأول، هو اتخاذ إجراءات لملاحقة المهربين عبر الحدود اللبنانية ــ السورية، لمنع عناصر الجماعات الإرهابية من استغلال عمليات «التهريب التقليدي»، لإدخال انتحاريين إلى الأراضي اللبنانية.
أما العنصر الثاني، فيتصل بأحد أبرز أعضاء خلية تفجير برج البراجنة، وهو بلال البقار، الذي يُشتبه في أنه كان أحد أبرز المسؤولين اللوجستيين للخلية. ويُشتبه في أن له دوراً في عمل مجموعات إرهابية أخرى. فالبقار هو الذي تسلّم المتفجرات وأحد الانتحاريين من الموقوف إبراهيم رايد. وتبيّن أن البقار اختار مخزناً في طرابلس، قرب مسجد حمزة، لتخبئة المتفجرات والصواعق والكرات الحديدية التي زوده بها رايد. وتبيّن أن عدد الكرات الحديدية التي ضبطها فرع المعلومات في هذا المخزن يفوق الـ25 ألف كرة، توضع في الأحزمة الناسفة لإسقاط أكبر عدد من الضحايا بالتفجيرات. والبقار لا يزال متوارياً عن الأنظار. وتعتقد الأجهزة الأمنية أنه لا يزال في منطقة الشمال، حيث يتركز البحث عنه.
ودهمت استخبارات الجيش عدداً من المنازل في منطقتي الحمرا والجميزة في بيروت، وفي شارع المطران في طرابلس، وأوقفت عدداً من المشتبه فيهم.
على صعيد آخر، استمرت المشاورات بين القوى السياسية بشأن أزمة النفايات، التي حصل رئيس الحكومة تمام سلام على تغطية من طاولة الحوار لحلّها، على قاعدة «الترحيل». وأجري أكثر من اجتماع أمس، تمهيداً للتوصل إلى مسودة عقد مع إحدى الشركات التي عرضت «ترحيل» النفايات إلى دولة أفريقية، من دون أن يُحسَم الأمر بعد.
سياسياً، لا يزال فريقا النزاع السياسي يتبادلان الرسائل الإيجابية بعد مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الداعية إلى عقد تسوية داخلية لأزمة رئاسة الجمهورية والعمل الحكومي والنيابي. لكن هذه الإيجابية لم يجرِ تثميرها بعد. الاختراق الوحيد الذي جرى تحقيقه متصل بالاتفاق الذي أدى إلى عقد الجلسة التشريعية يوم 12 تشرين الثاني الجاري، وتحديداً لناحية تأليف لجنة لبحث اقتراحات قانون الانتخابات النيابية. وهذا الاختراق تحقق في اجتماع لهيئة مكتب المجلس، ترأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور نائب الرئيس فريد مكاري والنواب مروان حمادة، ميشال موسى، أنطوان زهرا، أحمد فتفت، وسيرج طورسركيسيان والأمين العام للمجلس عدنان ضاهر.
وبعد الاجتماع قال مكاري إن هيئة المكتب اتفقت على «تشكيل لجنة لإعداد قانون الانتخابات مؤلفة من النواب السادة: ميشال موسى، علي فياض، ألان عون، جورج عدوان، سيرج طورسركيسيان، مروان حمادة، روبير فاضل، أحمد فتفت، ممثل عن حزب الكتائب، وممثل عن كتلة لبنان الموحد كتلة الوزير سليمان فرنجية. على أن تُعقَد كل اجتماعاتها بعيداً عن الإعلام ومن دون تصريحات، وتدار الجلسة من أحد الأطراف المتفق عليه. وتعتبر اللجنة منعقدة في حضور ستة من أعضائها، وتجتمع مرة أسبوعياً على الأقل وتعقد جلساتها في إحدى قاعات المجلس النيابي، وذلك لمدة شهرين كاملين ابتداءً من 1/12/2015. ويلحق أمين سر من موظفى المجلس بها لضبط المحاضر والأعمال اللوجستية».
ورداً على سؤال عن سبب توسيع اللجنة، قال مكاري إن الهدف هو إرضاء جميع القوى السياسية، «وفي الواقع كان هناك رغبة في أن تكون اللجنة مصغرة تعطي إنتاجية أكثر. لكن هناك أطرافاً تعتبر أنه يفترض أن تكون مشاركة وتقدم وجهات نظرها في هذه العمل الذي نأمل إن شاء الله أن تعود نتيجته بالخير على البلد. وبناءً على هذه الرغبة، وافق الرئيس بري على توسيع اللجنة». وقال إن اللجنة ستضع معايير لقانون الانتخابات.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر سياسية من مختلف القوى السياسية أن التوصل إلى اتفاق على قانون الانتخابات «شبه مستحيل» في هذا الوقت. فقانون الانتخابات موجود ضمن سلة واحدة مع رئاسة الجمهورية، وهذا الأمر لن يُحسم قبل أن تتضح وجهة الأزمة السورية. وهذه الأزمة متصلة أيضاً بموازين القوى في العراق واليمن. وتُجمِع مصادر في 14 آذار و8 آذار والقوى «الوسطية» على أن السعودية لن تقبل بالتفاوض مع إيران قبل تحقيق إنجاز في اليمن. وهذا الإنجاز يبدو أنه بعيد المنال.
اللواء
تسوية نصر الله: الرئاسة لـ8 آذار ورئاسة الحكومة لـ14 آذار
ترحيل النفايات يواجه اعتراضات عونية.. وتمثيل مسيحي واسع في لجنة الإنتخابات
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "حكومياً، استأثرت قضية النفايات بالاهتمام الواسع، علىخلفية الاتجاه الحاسم لترحيلها في إطار عروض جديدة، ومحاولات سياسية ووزارية لتضخيم كلفة الترحيل بين مليون دولار يومياً أو ما يساوي 230 دولاراً للطن الواحد، أو 30 دولاراً في ما لو تمت المعالجة ضمن خطة الوزير اكرم شهيب والتي كشف ان هناك اهدافاً وراء عرقلتها، لكنه تكتم عن الكشف عنها في الوقت الحاضر، في وقت شكلت فيه هذه الكلفة عقبة امام دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع، خشية ان تفشل الجلسة على خلفية معارضة وزراء «التيار الوطني الحر» لخطة الترحيل المكلف وإعادة الملف إلى نقطة الصفر، خاصة إذا انفجر الموقف من جديد، وتناوب الوزراء على الاتهام والاتهام المضاد.
وامنياً، تمضي الأجهزة الأمنية، وفي مقدمها مخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات في مداهمة الأماكن التي تستخدمها «عناصر ارهابية» على ارتباط مع خلية برج البراجنة.
والأبرز في هذه المداهمات والتوقيفات ما حصل في الجميزة والحمرا، فضلاً عن طرابلس وصيدا، واماكن أخرى والإعلان عن توقيف ما لا يقل عن 20 سورياً توزعوا في مناطق مختلفة، تجري التحقيقات معهم لملاحقة عناصر مشبوهة أخرى، تمكنت من التمركز في شقق أو مناطق سكنية لا توحي بأية شبهة، لا سيما وأن بعض هؤلاء مارس مهناً لا يقدم عليها اللبنانيون، وتحتاجها سوق العمل المحلية.
والاهم، وفقاً لمصدر أمني، ضبط أكثر من 150 كيلوغراماً من المواد والأدوات التي تستخدم في صنع الاحزمة الناسفة. وأشار المصدر إلى ان شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكنت يوم أمس من توقيف لبناني (خ.ش.) على ارتباط بشبكة برج البراجنة، بالإضافة إلى مصادرة أسلحة حربية يمكن ان تستخدم في أية مواجهة تحتاجها المجموعات الإرهابية اما للتواري أو منع القوى الأمنية من ملاحقة عناصرها وفكفكة البنى التحتية في مناطق عدّة على الأراضي اللبنانية.
وفي تقدير المصدر ان المواد المصادرة من الكرات الحديدية ومواد التفجير الأخرى، كانت كافية لصنع عشرات الاحزمة الناسفة (بين 70 و100 حزام).
الحوار الثنائي
وعلى الصعيد السياسي، بقيت الأجواء الإيجابية تتفاعل في البلاد، بانتظار ان يُحدّد الرئيس نبيه برّي موعد الجلسة المقبلة لجلسة الحوار المرجأة بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» والمتوقعة ان تكون الثلاثاء إذا سمحت بذلك مواعيد المشاركين فيها.
وكانت هذه النقطة، إضافة إلى المعلومات التي تجمعت لدى الأجهزة الأمنية، في ضوء حجم التحقيقات التي جرت مع عشرات الموقوفين، من بين المواضيع التي طرحت في لقاء عين التينة بين الرئيس برّي ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.
وقال مصدر مطلع ان الوزير المشنوق وضع رئيس المجلس في المعطيات التي تجمعت لدى الأجهزة ولم يكشف عنها بعد والتي كان من بين أهدافها تفجيرات تستهدف مصالح روسية وغربية، وربما اغتيالات أيضاً «لاشعال الفتنة ونسف الاستقرار، بدءاً من التفجير الارهابي في برج البراجنة وصولاً إلى اهداف كانت اعدت بعناية لهجمات إرهابية بين الميلاد ورأس السنة».
وبالنسبة إلى الحوار الثنائي، أكّد مصدر مطلع ان مبادرة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله قد تكون على الطاولة، على أساس ان «حزب الله» لا يرى أية مشكلة إذا آلت رئاسة الحكومة مجدداً إلى الرئيس سعد الحريري، على ان يسبق هذه الخطوة انتخاب رئيس جديد للجمهورية تسميه قوى 8 آذار وهو إما النائب ميشال عون أو النائب سليمان فرنجية، ثم يُصار للإتفاق على قانون جديد للإنتخابات تكون للنسبية الحصة الأكبر فيه.
ومن المتوقّع أن يكون للمستقبل جواب على مبادرة نصر الله كسلّة متكاملة، وفقاً لما أعلنه النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» نواف الموسوي، قبل استئناف الحوار الثنائي، علماً أن «المستقبل» يعتبر أن مفتاح التسوية تكون بالتفاهم على انتخاب رئيس جمهورية توافقي، في حين أن الحزب، بحسب ما أوضح الموسوي، لا يرى ضرورة التوقف عند بند واحد من بنود التسوية (أي رئاسة الجمهورية) بل تكون الإستجابة لها في بحث الموضوعات جميعاً، أي ا لرئاسة والحكومة وقانون الإنتخاب.
قانون الإنتخاب
وعلى صعيد قانون الإنتخاب، خطت هيئة مكتب المجلس التي اجتمعت أمس برئاسة الرئيس برّي الخطوة الأولى باتجاه البحث في قانون جديد، من خلال التفاهم على تشكيل لجنة من عشرة نواب للإعداد للقانون، خلافاً لرغبة الرئيس برّي الذي كان يطمح إلى أن تكون اللجنة مصغّرة.
ولوحظ أن اللجنة التي تقرر أن تبدأ مهمتها إبتداءً من مطلع الشهر المقبل، بعيداً عن الإعلام، ضمّت 7 نواب مسيحيين و3 مسلمين، إلا أن هذه النقطة ليست مهمّة طالما أن اللجنة لا يمكنها أن تصوّت، في حين تحدّد نصابها بستة نواب.
ولفت مصدر نيابي لـ«اللواء» أن مرجعية اللجنة التي أُعطيت لها مهلة شهرين لإنجاز عملها، هو الهيئة العامة، في حين أن الرئيس برّي ومعه النائب عون يعتبران المرجعية لهيئة الحوار على اعتبار أن القرار السياسي يجب أن يعود إليها، في حين أن الهيئة العامة تمتلك التصويت لإنتاج القانون.
ولاحظ المصدر أنه لو كانت اللجنة أصغر عدداً مثلما كان الرئيس برّي يرغب لكانت جدّية أكثر، لكن الظاهر أن معظم القوى السياسية، لا سيّما المسيحية فضّلت بأن تكون ممثّلة في اللجنة لكي يكون لها حضور في صياغة مشروع القانون.
النفايات
وفي ملف النفايات ترأس الرئيس سلام مساء أمس إجتماعا للجنة المكلفة متابعة البحث في الملف في حضور وزير الزراعة أكرم شهيّب ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ورئيس مجلس إدارة مدير عام مرفأ بيروت حسن قريطم وعدد من المستشارين. وأبلغ شهيّب « اللواء» ان العمل يسير بشكل جدّي لناحية تصدير النفايات، مشيراً إلى أن التصدير سيتم بطبيعة الحال من خلال مرفأ بيروت ولهذا السبب شارك قريطم في الإجتماع، كاشفاً عن إجتماعات سيعقدها سلام خلال 48 ساعة مقبلة مع عدد من ممثلي الشركات الجدّية التي تتقدّم بعروض الترحيل للبحث معهم في التفاصيل الدقيقة للعروض لا سيما بالنسبة لعملية الفرز، مشيراً إلى أن هناك العديد من الشركات التي تقدّم عروضها ولكنها لا تتناسب مع متطلباتنا، داعياً إلى انتظار الساعات المقبلة لبلورة الأمور، آملاً التوصّل إلى حل لهذه المشكلة في اقرب وقت.
إلى هذا أوضح مصدر معني شارك في الإجتماع لـ«اللواء» إن سلام استمع من الوزير شهيّب وفريق عمله إلى تفاصيل المفاوضات التي تجري مع الشركات التي تقدّم عروضها، وأصبح على اطلاع كامل على معظم هذه الملفات، وتقرر أن يعقد إجتماع آخر مساء اليوم بين سلام وشهيّب لتقييم مجمل المستجدات حول ملف النفايات، مع العلم إن اللقاءات التي ستُعقد بين سلام وممثلين عن الشركات ستكون بعيدة عن الإعلام بانتظار بلورة النتائج الإيجابية.
وجددت مصادر السراي الحكومي التأكيد أن لا دعوة حتى الساعة لأي جلسة لمجلس الوزراء مستبعدة عقدها هذا الأسبوع بانتظار الوصول إلى صيغة نهائية للملف لعرضه على مجلس الوزراء، مع العلم أن يوم الاثنين المقبل هو يوم عطلة رسمية لمناسبة عيد الإستقلال.
وسيكون للرئيس سلام صباح اليوم كلمة في افتتاح أعمال المؤتمر المصرفي العربي السنوي الذي يفتتح أعماله في فندق فينيسيا ويتناول سلام في كلمته مجمل المستجدات السياسية والاقتصادية المحلية والاقليمية والدولية، وسيجدّد التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل العمل الحكومي في هذه المرحلة لتسيير شؤون البلد.
البناء
باريس حالة حرب و«شارل ديغول» إلى المتوسط... وكيري لإغلاق الحدود التركية
لافروف لضرب الإرهاب في لبنان... ورحيل الأسد مرفوض... ومدريد تؤيّد
لبنان: تشكيل لجنة قانون الانتخابات... والأولوية للمختلط والاتفاق على الدوائر
صحيفة البناء كتبت تقول "فرنسا وروسيا تتصدّران المشهد الدولي والإقليمي، سواء بأدوارهما الثنائية المنفردة، أو بالتعاون الذي تتبلور معالمه بينهما، حيث تبدو روسيا تقود معادلات دولية وإقليمية متشعّبة في حرب دخلتها وقرّرت الخروج منها منتصرة فهذا هو مشروع الزعامة التاريخية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعامة الروسية في العالم، أسوة بالدور الذي لعبته روسيا وزعيمها جوزف ستالين في إنهاء النازية في الحرب العالمية الثانية. وفيما تلهث واشنطن للحاق بالدور الروسي، ولا تملك فرصة تكرار إنزال النورماندي، الذي أتاح لها ملاقاة القوات السوفياتية قبل ستين سنة في برلين، تملك روسيا حليفاً برياً فاعلاً يظهر قدرته على التقدّم على جميع جبهات القتال، بينما تهرول واشنطن من جبهة إلى جبهة لإغلاق منافذ تعاون حلفائها مع الإرهاب، وهي تعلم أنهم في المقابل أعجز من أن يعوّضوا ضعف قدرتها على التورّط في حرب برية، فيكون إنجاز وزير خارجية أميركا جون كيري الإعلان عن توليه متابعة إغلاق تركيا لحدودها مع سورية، بعد فضيحة صور أنابيب ومسار قوافل النفط المهرّبة لحساب «داعش» عبر تركيا التي قدّمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين، وتولت القاذفات الروسية قصفها يوم أمس، بينما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرسم معادلات الحرب، ويعلن أنّ الحديث عن اشتراط رحيل الرئيس السوري مرفوض، فيلاقيه وزير خارجية أسبانيا بالقول مجدّداً لا بدّ من التعاون مع الرئيس السوري لكسب الحرب على الإرهاب.
موسكو المهتمّة بالمشهد الإجمالي للحرب، تستمرّ بالتعاون مع واشنطن وحلفائها، وتسعى إلى رفع مضمون ومستوى هذا التعاون يقيناً منها بأنها وحلفاءها يملكون ورقة القوة الرئيسية في الحرب وهي المصداقية والجدية من جهة وقوة البرّ من جهة أخرى.
على جبهة المصداقية سجل حلف الأربعة زائداً واحداً المكوّن من روسيا وسورية والعراق وإيران ومعهم حزب الله، نقطة قوة جديدة، ففيما العالم منهمك في الحرب على الإرهاب قولاً وإيران مهتمّة مع حليفيها الروسي والسوري من جهة بتلبية مقتضيات هذه الحرب، ومن جهة مقابلة بتلبية ومواكبة حلفائها في العراق ولبنان واليمن، كانت وكالة الطاقة الذرية تعلن نجاح إيران بالوفاء بموجباتها في التفاهم حول ملفها النووي ببدء إدخال التعديلات اللازمة على مفاعلَي نطنز وفوردو.
على خط المواجهة، تبدو موسكو على إيقاع إنجازاتها المشتركة مع الجيش السوري، مهتمّة بتوسيع الجبهات، سواء بزجّ قوى جديدة فيها أو بشمولها خطوط اشتباك جديدة، منعاً لتمكين التنظيمات الإرهابية من امتلاك فرص توسّع وتسرّب ومناورة، وبينما كان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف يبحث مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل سبل تحصين لبنان بوجه المزيد من المخاطر والاستعداد لمنح الحرب فيه ضدّ التنظيمات الإرهابية مزيداً من الدفع، كانت موسكو تضع ثقل اهتمامها على كيفية توظيف الاندفاعة الفرنسية بقوة ما تشهده باريس لتشكل قيمة مضافة في الحرب.
فرنسا الجريحة متعبة، وتعيش حالة حرب عرفتها باريس أمس، كما كلّ يوم بالمطاردات والملاحقات وإطلاق النار والتحذيرات، وهذا الاستنزاف يفرض على فرنسا التحرك، ومع وصول حاملة الطائرات «شارل ديغول» إلى البحر المتوسط تكتمل العدّة الفرنسية للشراكة التي تنتظرها موسكو، حيث التوجه نحو بنك أهداف «داعش» في الرقة يصير موضوع تعاون فرنسي روسي كما أوحت التصريحات الروسية المرحّبة.
في لبنان تسيطر مناخات هدوء سياسي وأمني مع متابعات حثيثة للقوى الأمنية لشبكات الإرهاب، حيث يوم أمس أكثر من صيد ثمين وكنوز معلومات، ما يضع في رصيد الأجهزة الأمنية وإنجازاتها نقاطاً إضافية، بينما التقدّم على جبهة التهدئة السياسية أنجب مولوده الأول وهو تشكيل لجنة قانون الانتخاب النيابية، الذي يبدو أنّ شراعه سيرسو بها على شاطئ القانون المختلط بين النظامين النسبي والأكثري ليدور السعي للاتفاق على تقسيم الدوائر وأحجامها وكيفية توزيع المقاعد فيها بين النظامين.
لجنة قانون الانتخاب تبصر النور
أبصرت لجنة درس مشروع قانون الانتخاب النور، بعد اجتماع لهيئة مكتب المجلس أمس برئاسة الرئيس نبيه بري، وتتألف اللجنة من النوّاب: ميشال موسى وعلي فياض وسيرج طورسركيسيان، وجورج عدوان، وألان عون ومروان حمادة وروبير فاضل واحمد فتفت وممثل عن الكتائب وآخر عن كتلة النائب سليمان فرنجية. ورجحت مصادر كتائبية لـ»البناء» أن يمثل النائب إيلي ماروني حزب الكتائب.
وعلمت «البناء» من مصادر في حزب الطاشناق «أن اتصالات جرت بين قيادة الطاشناق ودوائر عين التينة لتصحيح الخلل الحاصل في تأليف اللجنة»، مشيرة إلى «أن رئيس الحزب النائب هاغوب بقرادونيان يتريّث في اتخاذ أي موقف بانتظار ما ستثمر عنه الاتصالات، فهو يستغرب إقصاء «الطاشناق» عن مناقشة قانون الانتخاب، علماً أنه كان في عضوية هذه اللجنة من الدوحة إلى اليوم». ولفتت المصادر إلى «أن تغييب طائفة الأرمن الأرثوذكس عن عضوية اللجنة أمر مستهجن، لا سيما أنّ الأرمن الارثوذكس هم أكثر من يتأثر بتقسيم الدوائر». وأشارت إلى «حضور كلّ القوى المسيحية في اللجنة، تيار المردة والتيار الوطني الحر وحزبي الكتائب والقوات، بينما يتمّ إبعادنا. وهذا لن نقبل به لا سيما أنّ اللجنة لم تعد مصغرة كما كان يريد الرئيس بري أن يشكلها، بل انضمّ إليها النائب روبير فاضل وممثل عن المردة»، متمنية «أن تصل الاتصالات إلى نتيجة».
وأكدت مصادر نيابية لـ»البناء» «أنّ الرئيس بري كان يريد لهذه اللجنة أن تكون مصغرة لأنها ستكون منتجة، إلا انه لم ينجح في ذلك»، مشيرة إلى «أنّ اللجنة لا علاقة لها بالقوانين السابقة فهي ستضع معايير جديدة للوصول إلى وضع قانون انتخابي موحّد انطلاقاً من القانون المختلط». وتؤكد المصادر أن اللجنة لن تتمكن من تحقيق الخرق المرجو، لأن ما لم تبرز حلحلة في الموضوع الرئاسي فلن تبرز حلحلة في القانون الانتخابي. ويفترض الرئيس بري، بحسب ما أشارت مصادر عين التينة لـ«البناء» أن تناقش لجنة الحوار الوطني المبادئ التي لها علاقة بالقانون الانتخابي على أن يشكل ذلك مرجعية تساعد اللجنة النيابية على إنجاز مهمتها.
.. ومهمتها تحديد المعايير والمختلط أقرب
وأكد النائب انطوان زهرا لـ«البناء» «أنّ لجنة قانون الانتخاب ليست ملزمة بقانون محدّد، فهي ستنطلق مما وصلت إليه في الاجتماعات السابقة للجنة التواصل للوصول إلى نقاط مشتركة»، مشيراً إلى «أن الأقرب إلى المناقشة هو اقتراح القانون المختلط»، طالما «أنّ العودة إلى قانون الستين مرفوضة، واعتماد النسبية مرفوض ولذلك سيحاول المجتمعون التوفيق بين الاقتراح الذي قدمه الرئيس نبيه بري والقائم على انتخاب 64 نائباً على أساس النظام النسبي، وانتخاب 64 نائباً على أساس النظام الأكثري، وبين الاقتراح المقدم من حزب القوات والتقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل والقائم على انتخاب 68 نائباً على أساس النظام الأكثري و60 نائباً على أساس النظام النسبي». وشدد على «أن الأمور متوقفة على حجم الدوائر».
وأكد النائب ميشال موسى لـ«البناء» «أنّ المطلوب من اللجنة مقاربة القانون الانتخابي بشكل مناسب فهناك 17 مشروع واقتراح قانون». ولفت إلى أنّ «اللجنة ستضع المواصفات والمعايير للوصول إلى قانون انتخاب يلبي الطموحات». وأشار إلى «أنّ اللجنة سترفع بعد انقضاء مهلة الشهرين تقريراً إلى رئيس المجلس لما توصلت إليه»، متمنياً أن «تتوصل إلى نتيجة إيجابية»، ورأى «أنّ عدم الاتفاق سيؤدي إلى عودة قانون الانتخاب إلى اللجان المشتركة للتصويت على أحد القوانين وإحالته إلى الهيئة العامة».
إطلاق تراخيص النفط وإلا…
إلى ذلك، خصص رئيس المجلس النيابي القسم الأكبر من لقاء الأربعاء النيابي لموضوع النفط. ولفت بحسب ما علمت «البناء من مصادر المجتمعين، إلى «أن كتاباً وصله من وزير الطاقة ارتور نظاريان يطلب فيه التحرك والمساعدة في إصدار التراخيص، وأن كتباً أخرى وصلته من أعضاء الهيئة الناظمة يتحدثون فيه عن المخاطر المترتبة عن بدء «إسرائيل» بالعمل من بئرين يبعدان 9 كلم عن المنطقة الاقتصادية الخالصة مما يشكل خطراً حقيقياً على المصادر اللبنانية في الطاقة بخاصة في ظل التطور في أدوات التنفيذ الأفقي، علماً أن الشركات الكبرى التي كانت قدمت عروضها للبنان من دون أن تتمكن من نيل العروض بسبب عدم التراخيص من مجلس الوزراء، حزم معظمها حقائبه وعروضه وتوجه إلى مفاوضة إسرائيل.
وكان بري ينوي بحث هذا الموضوع على طاولة الحوار إلا إنه عاد فشرحه بصور عاجلة على طاولة الغداء الوطني ثم عاد فاستفاض في تفاصيله في لقاء الأربعاء، علماً أن نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون النفط آموس هوشتاين كان قد أبدى مرونة غير مسبوقة عندما سأل الرئيس بري عن المقدار الذي يرضى به لبنان لفض النزاع عن المنطقة البحرية المتنازَع عليها من الإسرائيليين، إلا أن بري «أعلن تمسكه الكامل بالحقوق السيادية اللبنانية، كتمسكه بالكوب الذي بين يديه».
وينوي بري بناء على ذلك، وبحسب مصادر نيابية متابعة الموضوع، التمسك لأسباب وطنية وأكثر من أي وقت مضى بضرورة أن ينجز مجلس الوزراء التراخيص المطلوبة وان تطرح وزارة النفط البلوكات للتلزيم، متضمنة البلوكات الجنوبية المتنازع عليها مع الإسرائيليين.
جبهة دولية لمحاربة «داعش»
يسترسل بري في الحديث عن مخاطر تنظيم «داعش» الإرهابي الذي بات يحتل أكثر من نصف العراق وأكثر من نصف سورية والذي يملك امتداداً على مدى العالم الإسلامي من قبل مبايعين وخلايا أمنية يقظة أو نائمة، ويقول بأن ثمة حاجة لتشكيل جبهة دولية لا تكتفي بسلاح الطيران إنما تتوافق مع عمل بري ميداني يسبقه إقفال الحدود كاملة مع تركيا الذي في حال حصوله يشكل ربحاً لنصف المعركة، ومتابعاً بأن هذه المعركة يجب أن تتشكل على مستوى البلدان العربية والإسلامية فكرياً، فقهياً وتربوياً لقطع الطريق على الهيئات والمدارس التي تغذي التطرف المذهبي والتخلف الديني.
باسيل: لتعزيز مواجهة لبنان للإرهاب
أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يزور موسكو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف «أننا لا نزال ندعو الجميع إلى التسوية السياسية في الشرق الأوسط». وقال، «الإجراءات الأمنية اللبنانية لمواجهة الإرهاب قائمة دائماً، لكننا نعتبر أن الأهمية الأولى لمواجهة الإرهابيين يجب أن تكون من خلال العقيدة التي يحاولون نشرها وتُبَث لهم من منابع فكرية معلومة من الجميع». أما لافروف فأكد «أن موسكو مستعدّة لدعم الجيش اللبناني والحكومة ولديها مشاريع عدة في المجال الإنساني». ونفى لافروف وجود أي اتفاق بين المشاركين في محادثات فيينا حول إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن التسوية في سورية، معرباً عن أمله في إطلاق العملية السياسية في كانون الثاني المقبل، موضحاً أن «بعض الشركاء قدموا أفكاراً بشأن إبعاد الأسد، لكن تلك الأفكار لم تحظَ بالإجماع خلال محادثات فيينا».
جلسة حكومية قريبة لترحيل النفايات
إلى ذلك ينتظر اللبنانيون الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء التي اعلن رئيس الحكومة تمام سلام في جلسة الحوار أمس انه سيدعو اليها فور الانتهاء من دراسة العروض التي قدّمت من بعض الشركات الأوروبية لترحيل النفايات. وعلمت «البناء» من مصادر وزارية أن «اجتماعاً سيُعقد اليوم بين سلام وشهيب والشركات التي قدمت العروض لمحاورتها، وعلى ضوء ذلك سيدعو الرئيس سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء لن يغيب عنها أي مكوّن». ورجحت مصادر وزارية لـ«البناء» أن «ترحيل النفايات إلى الخارج سيتم خلال أيام قليلة، من دون النظر إلى الكلفة الباهظة على الخزينة المفلسة».
وأكد وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب «أن التيار الوطني الحر على استعداد لمناقشة أي طرح جدي حول موضوع أزمة النفايات لأن المواطن لم يعد يحتمل الوضع».
وأكد الوزير السابق سليم جريصاتي بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل «التغيير والإصلاح» «أن رئاسة الأمر الواقع تكرس الأزمة وهي رئاسة مرفوضة بكل المعايير والمقاييس»، وأضاف «نحن طلاب رئيس تغيير وحلّ». وأردف جريصاتي قائلاً «يهمنّا أن تصل أموال البلديات إلى البلديات وأن تكون بشكل مباشر لا من خلال صناديق»، لافتاً إلى أن «إيصال أموال البلديات يأتي نتيجة جهد للعماد عون ومكوّنه».
تغيير في استراتيجية داعش
أمنياً، نفذت شعبة المعلومات مداهمات عدة في مدينة طرابلس ــــ وتحديداً محلتي الضم والفرز والقبة، أدّت إلى توقيف كل من اللبنانيين: شوقي.س.، أ.م.، ع.خ.، ع.ك.
ومن خلال التحقيقات تم ضبط حوالي 180 كلغ من المتفجرات وكريات حديدية وعدد كبير من الصواعق وكمية كبيرة من فتيل التفجير وعتلات تفجير تستعمل جميعها في تصنيع أحزمة ناسفة وهي كمية كافية لصنع أكثر من 50 حزاماً ناسفاً بالإضافة إلى ضبط ثلاثة أحزمة ناسفة أحدها يبلغ وزنه 10 كلغ من المواد المتفجرة والكرات الحديدية، كما تمّ ضبط كمية من الأسلحة الفردية والمتوسطة مع ذخائرها.
وأكدت مصادر أمنية لـ«البناء» أن «ما كشف في طرابلس من أحزمة ناسفة وذخائر يدلّ وفقاً للخبراء أن هناك تغييراً هاماً في استراتيجية داعش في العمل الإرهابي التخريبي في لبنان والانتقال من السيارات المفخخة إلى الانتحاريين والانغماسيين ما يعني أن التدابير الأمنية التي اتخذت على الصعيد اللبناني من قبل الأجهزة الأمنية والمقاومة أدت إلى إفهام الإرهابيين أن نقل السيارات المفخخة وركنها وعمليات التفجير لم يعودا يسيرَين أمامهم فانتقلوا إلى العمليات الانتحارية الانغماسية، التي تلقي أعباء جديدة على الأجهزة الأمنية في مسار مكافحة الإرهاب». ولفتت المصادر إلى «أن ما تم اكتشافه يشير من ناحية إلى إيجابية وهي فعالية الجهود للوصول إلى ما اكتشف، ومن جهة ثانية يشير إلى إصرار المنظمة الإرهابية على ارتكاب الجرائم على الساحة اللبنانية».