تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 21-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التوقيفات الأمنية لإرهابيين في لبنان والطلب الروسي بتغيير وجهة الملاحة الجوية في مطار بيروت بسبب المناورة العسكرية الروسية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 21-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التوقيفات الأمنية لإرهابيين في لبنان والطلب الروسي بتغيير وجهة الملاحة الجوية في مطار بيروت بسبب المناورة العسكرية الروسية في المتوسط التي تبدأ اليوم وتنتهي غداً وموضوع اقرار مجلس الامن بالإجماع ملاحقة "داعش".
السفير
إمام مسجد يجنّد شبّاناً: الأحزمة تحتاج فقط إلى كبسة زر!
توقيف انتحاري جديد.. وعنصر ثانِ في جهاز أمني
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لولا أجهزة الأمن وما تبذله من جهود استثنائية في مواجهة الارهاب التكفيري، لكان عيد الاستقلال بائسا وباهتا ككل الأعياد، خصوصا في ظل طبقة سياسية رمت كل نفاياتها على مرأى من اللبنانيين، الى حد أن رائحة الصفقات وانعدام المسؤولية الوطنية.. والخفة في التعامل مع الملفات والاستحقاقات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية، تشي كلها بأن لبنان الماضي مهما كانت مسميات «المنتدبين» و «المستعمرين»، أفضل بكثير مما هو عليه اليوم!".
أما في الأمن، فإن مسلسل الملاحقات يتوالى يوميا، الى حد أن عناصر شبكة تفجيرَي برج البراجنة الإرهابية تساقطوا الواحد تلو الآخر كحجارة «الدومينو»، باستثناء ثلاثة بينهم اثنان من المصنفين خطرين وهما (بلال ب.) وآخر معروف باسم «سيف الدين»، فيما تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أمس، من توقيف عنصر أمني ثان في قوى الأمن يدعى (عمر ك.)، وهو قريب المطلوب الفار (بلال ب.) المتهم بصنع الأحزمة الناسفة.
وفي موازاة ذلك، تمكن الأمن العام من توقيف المدعو (يوسف د.) في بلدة مرياطة في قضاء زغرتا، وقد اعترف بأنه ينتمي الى «جبهة النصرة»، وأن إمام أحد المساجد المعروفين جنّده وحرّضه من أجل تنفيذ عملية إنتحارية.
وعلمت «السفير» أن الأمن العام استدعى الشيخ المذكور واستمع الى إفادته، فأكد معرفته بالموقوف (يوسف د.)، وبأنه كان يصلي مع اثنين آخرين خلفه في المسجد في مرياطة، لكنه نفى أن يكون قد طلب منه تنفيذ عمل أمني أو أن يكون على صلة بأي من المجموعات الارهابية، فعاود المحققون استجواب (يوسف د.) مرات عدة فأصر على أن الشيخ المذكور هو من جنده، فتم تحويل الموقوف واعترافاته مع كامل الملف الى القضاء العسكري لينظر بالأمر، فيما ترك رجل الدين رهن التحقيق.
وقال يوسف للمحققين إن إمام المسجد أقنعه مع اثنين آخرين بتنفيذ عمل أمني، وكان يقول لهم في المسجد إن «الشيعة و «حزب الله» هم عدوّكم الأول.. أما عدوّكم الثاني فهم الجيش وقوى الأمن والأمن العام، وهم أجهزة كافرة تنكّل بأهل السنّة وترمي بهم في السجون وتقتحم منازلهم وتعتقل شبابهم».
وعندما طلب الشيخ من يوسف بأن يكون جاهزا خلال أسبوعين لتنفيذ عمل أمني بواسطة حزام ناسف، قال له الشاب إنه لا يعرف كيف يتم التعامل مع الأحزمة، فكان جواب إمام المسجد أن القصة بسيطة جدا «فقط كبسة زر».
أما الشابان الآخران، فقد تبين أنهما تمكنا من الفرار باتجاه الأراضي السورية عبر عرسال، وهما كانا قد بعثا برسائل نصية لذويهما لوداعهم وإبلاغهم قرارهما بتنفيذ عمليتين انتحاريتين.
توقيف عنصر أمني جديد
الى ذلك، علمت «السفير» الى أن العنصرين الأمنيين اللذين أوقفا وهما (شوقي س.) و(عمر ك.)، كانا مكلفين من تنظيم «داعش» بتسهيل بعض الأمور اللوجستية، بما في ذلك نقل المتفجرات والصواعق التي كانت تصل من عرسال، مرورا بالبقاع وبيروت وصولا الى طرابلس، فضلا عن نقل بعض المطلوبين والانتحاريين، وهما متحصنان بالبدلة العسكرية، وكان كل منهما يتقاضى عن كل عملية نقل حوالي 500 دولار أميركي. وتركز التحقيقات مع العنصر الأمني (شوقي. س)، على فرضية أن يكون هو أو (عمر ك.) قد سهّلا تنقلات انتحاريي برج البراجنة وصولا الى تنفيذ العمليتين الانتحاريتين قبل ثمانية أيام.
وقالت مصادر أمنية لـ «السفير» إن شبكة تفجيرَي برج البراجنة وجبل محسن قد ألقي القبض على معظمها باستثناء ثلاثة على الأقل، خصوصا بعدما تم قطع التواصل بين عناصرها الذين تم توقيفهم، ومشغليهم في عرسال أو في مدينة الرقة السورية، فضلا عن مصادرة المستودع المركزي للمتفجرات والأحزمة في القبة، لافتة الانتباه الى أن «داعش» يعتمد على تشكيل الخلايا العنقودية، متوقعة أن تفضي التحقيقات الجارية وتحليل «داتا» الاتصالات الى مزيد من المعلومات عن بعض المتورطين في هذه الجريمة.
وعلمت «السفير» أنه في الوقت الذي يتابع فيه «فرع المعلومات» كل التفاصيل المتعلقة بشبكة تفجيري الضاحية وملاحقة المتورطين فيها، وفي مقدمتهم (بلال ب.) المتواري عن الأنظار، فإن الجيش والأمن العام وقوى الامن يعملون على شبكتين إضافيتين كانتا تجندان انتحاريين لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة في أكثر من منطقة لبنانية.
وفي هذا الاطار، أوقفت استخبارات الجيش القاصر (عثمان إ.) مواليد العام 2000، الذي اعترف بحضور مندوب قضائي عن محكمة الأحداث، بأن (عمر ق.) الذي أوقف قبل فترة عرض عليه تنفيذ عملية انتحارية ضد موقع عسكري، وأنه وافق خشية أن يتعرض تنظيم «داعش» له أو لأحد أفراد عائلته، وهذا هو القاصر الثاني الذي يجنده «داعش» بعد (عيسى ع.) الذي أوقفه الأمن العام في القبة قبل فترة قصيرة.
وتشير المعلومات الى أن هذين الموقوفين يرتبطان بالمطلوب (نبيل س.) أحد رموز مجموعة الشيخ الموقوف خالد حبلص، ويعتبر اليوم من أبرز رموز «داعش» في الشمال، وكل المؤشرات تدل على أنه ما زال موجودا على الأراضي اللبنانية، فيما يرجح أن يكون زميله (طارق خ.) قد تمكن من دخول الأراضي السورية.
وضربت استخبارات الجيش طوقا أمنيا حول عدد من شوارع القبة بطرابلس، ونفذت سلسلة مداهمات شملت منازل المطلوب شادي المولوي وعدد من أقاربه بعد ورود معلومات عن رصده في طرابلس، إضافة الى منازل مطلوبين آخرين، كما أطلق الجيش النار في التبانة على سائق دراجة نارية لم يمتثل لأوامره بالتوقف وأصابه وشخصا آخر، في وقت أقدم مجهولون على رمي قنبلتين يدويتين في مجرى نهر أبو علي.
وقد تبين أن سائق الدراجة الذي لم يمتثل لأوامر حاجز الجيش لا يسمع، ولا سوابق له، الأمر الذي جعل بعض رفاقه وأهله ينزلون الى الشارع في منطقة التبانة احتجاجا، وعلى الفور، قام النائب محمد كبارة بزيارة التبانة والاجتماع بالأهالي وطلب منهم التهدئة، كما عقد اجتماعا مع ضباط المنطقة الذين أكدوا أنه سيتم فتح تحقيق بالحادث، ما أدى الى عودة الأمور الى طبيعتها، فيما أكد مصدر طبي أن حالة الجريح مستقرة ولا تدعو للقلق.
النهار
"أمر عمليات" روسي طار فوق الدولة! لبنان يرفض حظر الملاحة ويُعدّل المسارات
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "شكّلت الضجة الواسعة التي أثارها طلب روسيا من سلطات الملاحة المدنية اللبنانية حظر الرحلات الجوية من مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي واليه ثلاثة أيام بدءاً من منتصف الليل الماضي، تطوراً جديداً غير مألوف لا في التعامل الديبلوماسي بين الدول ولا في التداعيات "التقليدية" الامنية والعسكرية للحرب السورية على لبنان . ومع ان وزارة الاشغال العامة والنقل رفضت بعد مراجعة رئيس الوزراء تمام سلام الامتثال للطلب الذي ورد من قيادة البحرية الروسية مباشرة الى ادارة الطيران المدني في المطار من دون المرور بوزارة الخارجية اللبنانية كما تقضي الاصول، فان "أمر العمليات" هذا اثار ردود فعل سياسية داخلية سلبية كما تسبب ببلبلة واسعة على صعيد حركة الرحلات الجوية التي باتت في الايام الثلاثة المقبلة امام خريطة جديدة من التحويلات وتغيير المسارات مع ما يستتبعه ذلك من ارباكات .
وتأكد ان وزارة الخارجية لم تتبلغ رسمياً الطلب الروسي عدم استخدام المجال الجوي المقابل للاراضي اللبنانية ضمن مساحة وارتفاع محددين بهدف القيام بمناورات بحرية روسية في المتوسط بين 21 و23 تشرين الثاني الجاري، علما ان هذا الطلب جاء غداة زيارة رسمية قام بها وزير الخارجية جبران باسيل لموسكو واستمرت أياماً.
واللافت في هذا السياق ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط كان أول من كشف تلقي السلطات الملاحية اللبنانية الطلب الروسي عبر تغريدات له عصرا في حسابه بموقع "تويتر". وبنبرته الساخرة كتب جنبلاط: "وفق آخر اخبار الطيران المدني اللبناني فان الروس ابلغونا اقفال اجوائنا ثلاثة ايام لا اكثر ولا اقل، وهذا اتى بمثابة امر. فهل الوزير باسيل على علم بهذا الامر ام لا؟ يا لها من زيارة ناجحة لموسكو. لا نريد ان نصبح حيا من موسكو وهناك حد ادنى من احترام السيادة اللبنانية".
وقال مصدر وزاري لـ"النهار" إن الرئيس سلام أبلغ وزيري الخارجية والاشغال اللذين لم يكونا على علم بالطلب الروسي، رفض لبنان هذا الطلب الذي أبلغته البحرية الروسية للطيران المدني اللبناني في شأن مناورات تؤثر على الملاحة الجوية في لبنان، وقال: "نحن دولة مستقلة ذات سيادة. وإذ نتفهم الضرورات العسكرية الروسية، نتمسك بالقرار الوطني من دون السعي الى افتعال أزمة ديبلوماسية حرصاً على العلاقات الثنائية والجيدة مع روسيا". وأوضح المصدر أن موقف رئيس الوزراء يعني عدم تعليق الطيران اللبناني رحلاته وما اتخذته إدارة الطيران المدني هو لاسباب تقنية فقط. وأضاف ان السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين لم يكن على علم بتدبير البحرية الروسية وكان في صدد تقديم اعتذار الى المراجع اللبنانية المعنية.
تغيير المسارات
وعقب اجتماعات اتخذت طابعاً طارئاً في مطار رفيق الحريري الدولي، اعلن الوزير زعيتر رفض لبنان الطلب الروسي، فيما فهم ان هذا الطلب ابلغ الى دول اخرى في المنطقة منها قبرص وتركيا. وانشأت وزارة الاشغال خلية عمل طارئة لاتخاذ الاجراءات اللازمة والاتصال بالمنظمة الدولية للطيران المدني والسلطات المختصة في مجال الطيران " بما يضمن استمرار حركة الاقلاع والهبوط في المطار مع مراعاة "أقصى درجات السلامة العامة". وبينما أعلن المدير العام للطيران المدني بالتكليف ابرهيم ابو عليوى ان حركة مطار رفيق الحريري الدولي ستسير في شكل طبيعي اوضحت ادارة شركة طيران الشرق الاوسط ان كل رحلاتها المقررة اليوم ستقلع في المواعيد المحددة لها كالمعتاد وان بعض الرحلات الجوية المتجهة الى دول الخليج العربي والشرق الاوسط ستستغرق وقتاً أطول بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة. وقالت مصادر ملاحية في المطار لـ"النهار" ان كل الاجراءات اتخذت لتأمين مسارات جديدة وآمنة للرحلات بحيث تتجه نحو الصرفند ومنها الى قبرص وان هذه المسارات سيترتب عليها فقط زيادة مدة الرحلات نحو ثلاثة ارباع الساعة الى دول أوروبا والخليج العربي.
وصرّح النائب مروان حماده لـ"النهار" بأن "ما جرى بالامس فضيحة دولية إن بالتعامل الروسي مع الدولة اللبنانية أم بتعامل دولتنا مع هذا السلوك الروسي، إلا إذا كانت زيارة وزير الخارجية لموسكو تهيئة لحصار جوي على لبنان وعلى لبنانيّي الانتشار تشجيعا لتطبيق قانون استعادة الجنسية".
الاستقلال
الى ذلك وعشية ذكرى الاستقلال غدا التي سيغيب عنها للسنة الثانية العرض العسكري التقليدي لاستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، يقام في العاشرة صباح اليوم احتفال حاشد في مناسبة "يوم العلم" يدشن فيه المعلم الوطني الخاص بهذه المناسبة وذلك في رعاية الرئيس سلام وبمبادرة من مؤسس عيد العلم وزير الاتصالات بطرس حرب. وسيقام الاحتفال الذي يتوقع ان يحضره حشد رسمي وسياسي في نزلة فندقي فينيسيا ومونرو في بيروت. واصدرت وزارة الاتصالات طوابع بريدية خاصة بعيدي العلم والاستقلال.
14 آذار
في الشأن السياسي، أبلغ قيادي بارز في قوى 14 آذار "النهار" ان الاجتماع القيادي لهذه القوى مساء أول من أمس بحث في ما يمكن وصفه بخريطة طريق لعمل هذه القوى في المرحلة الحالية تنطلق من تنقية الشوائب في علاقاتها في ما بينها مما انعكس على أدائها. وقال إن هذه القوى باتت تدرك أنها ليست أحزاباً فحسب وإنما هي ايضا مستقلون يجب ان تأخذ 14 آذار بتطلعاتهم من اجل قيام دولة القانون والمؤسسات بدل دولة تتعرض حالياً لتناتش المصالح الخاصة والفئوية. كما أن هناك استحقاق إعداد قانون جديد للانتخاب الذي سينطلق من اقتراح القانون الذي تبناه "المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" لكي يبنى عليه في الحوار داخل اللجنة النيابية التي تضم جميع الاطراف، إلا أن هذا لايعني ان الاولوية لهذا القانون بل هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية .
الأخبار
"المشهد السوري الجديد: حميميم ليس وحيداً... ووداعاً للخطوط التركية الحمراء؟
صهيب عنجريني
وكتبت الأخبار تقول" كانون الأوّل سيكون لاهباً في الميدان السوري. كل المؤشرات تجعل الشهر المقبل مرشحاً ليكونَ شهر تصعيد غير مسبوق هيّأ له الجيش السوري وحلفاؤه على مختلف الجبهات: بدءاً من دخول القاذفات الروسيّة على الخط، وليس انتهاءً بتجاهل الخطوط التركيّة الحمراء في الشمال".
في العاشر من الشهر الجاري، كان مسؤول سوريّ رفيع المستوى يتحدّث في جلسة خاصّة عن تطوّرات نوعيّة مرتقبة في المشهد الميداني السوري. المصدر الذي شدّد حينها على أن «هذه المعلومات ليست للنشر في الوقت الراهن»، أوردَ معلومات عن بعض الاستعدادات التي يتم الإعداد لها مع «الحلفاء الروس»، وكان من بينها «دخول التوبوليف إلى مسرح العمليات الجويّة».
ورغم أن هذا الحديث جاء بعد حادثة سقوط الطائرة الروسيّة في سيناء، غير أنّ كثيراً مما ورد فيه بدا حينها في حاجة إلى وقت طويل قبل أن يجدَ طريقه إلى التطبيق. أيام قليلة بعدها، كانت كافية ليصبح استخدام القاذفات الاستراتيجية الروسيّة خبراً مُعلناً. دارت الأحداث بطريقة هيّأت مناخاً دوليّاً ملائماً لإمرار الخطوة الروسيّة من دون حفلة استنكارات دوليّة، اختصرت اعتداءات باريس الإرهابيّة الوقت، وكانت موسكو جاهزةً لانتهاز الفرصة. اليوم، يمكن الحديث بثقةٍ عن مرحلة جديدة توشك الحرب السوريّة على دخولها، مرحلة عنوانها الأبرز نقل الجيش السوري وحلفائه الحملة العسكريّة المُشتركة إلى مستويات غير مسبوقة من التصعيد، ليس ما شهدته محافظة اللاذقية خلال اليومين الماضيين سوى مقدمة صغيرة لها. مسرح العمليات قارب على استكمال التجهيزات التقنيّة واللوجستيّة اللازمة، وبتسارع يوحي بأنّ شهر كانون الأوّل المقبل سيكونُ لاهباً بطريقة تتجاوز كل التوقعات. المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار» خلال الأيام الأخيرة تؤكد أن التصعيد الذي تشهده الحملة العسكرية في ريف اللاذقية لا يعدو كونه «تمهيداً ضروريّاً للمرحلة المقبلة».
وتلحظ المعلومات أهميّة «توسيع النطاق الآمن حول معظم النقاط العسكريّة في الساحل السوري، علاوةً على الحد من قدرات المسلحين على استهداف المناطق المدنية في اللاذقيّة». كذلك، يحظى واحد من أسباب التصعيد في ريف اللاذقية باهتمام روسي خاص، وهو «مسابقة فصل الشتاء، الذي قد تُسهم ثلوجه في خلق مناخٍ يفضّله المقاتلون القوقازيون تحديداً». وتبدو الأهميّة التي يوليها الروس لتحقيق هذه الأهداف كبيرة، إلى الحد الذي يدفع إلى تجاهل كل التحفّظات التركيّة. ومن المعلوم أن أنقرة تعتبر استهداف المجموعات التركمانيّة بمثابة خط أحمر لم يأخذه الروس في الحسبان، ما دفع الخارجيّة التركيّة أمس إلى «استدعاء السفير الروسي أندريه كارلوف للاحتجاج رسميّاً، بعد ضربات للطائرات الروسية قرب حدودها مع سوريا». ووفقاً لبيان أصدرته الخارجية التركية أمس، فقد تلقّى كارلوف «تحذيراً من العواقب الوخيمة للعملية». ويفتح استهداف التركمان الباب أمام تساؤلات عن الحد الذي يمكن أن تذهب إليه موسكو في سبيل ضمان نجاح تحركاتها العسكرية في سوريا، خاصةً أنّ عدداً من الجبهات التي توشكُ أن تتوسّع العمليات العسكرية في اتجاهها تحظى بأهمية تركيّة استثنائية، وعلى رأسها مناطق ريف حلب الشمالي.
استكمال الجاهزية الفنيّة لعدد من المطارات العسكريّة كان واحداً من أولويات المرحلة الماضية، ومن المنتظر أن ينضمّ بعضها إلى مطار حميميم العسكري قريباً. الأخير لن يكونَ المنطلق الأساسي للطلعات الجويّة بدءاً من الشهر المقبل، وربّما اقتصر استخدامه على الحوّامات فحسب. ورغمَ وجود تنظيم «الدولة الإسلاميّة/ داعش» في مناطق قريبة نسبيّة منه، غير أن المعلومات المتوافرة تؤكد أنّ مطار الشعيرات (30 كيلومتراً جنوب شرق حمص) في طريقه ليصبح أبرز المطارات العسكريّة في هذا المجال. وجاء اختيار المطار المذكور اعتماداً على جملة معطيات فنيّة، تمنحه الأفضلية عن نظيره (حميميم). ويحوي الشعيرات مدرجي طيران أساسيين بطول ثلاثة كيلومترات، ويضم حولى 40 حظيرة للطائرات، وهو محصّن بصواريخ أرض ــ أرض وأرض ــ جو. واستضاف الشعيرات خلال الخمسة والأربعين يوماً الأخيرة خبراء ومهندسين وورشاً فنيّة بشكل مستمر، ومن جنسيّات روسيّة وصينيّة وإيرانيّة وسوريّة.
كذلك، من المُنتظر أن ينضم مطار النيرب العسكري (5 كيلومترات شرق حلب) إلى قائمة المطارات الفاعلة قريباً، فيما تؤكد معلومات «الأخبار» أنّ العمل جارٍ على إعادة تأهيل معظم المطارات الواقعة في مناطق سيطرة الدولة السوريّة. وستتيح هذه التطوّرات عودة الطيران المدني الدولي إلى مدرج مطار «باسل الأسد الدولي» المتاخم لمطار حميميم، وهو الذي سبق له أن توقّف، ليقتصر الأمر على رحلاتٍ داخليّة محدودة بين المطار المذكور ومطاري القامشلي ودمشق الدولي. وفي هذا السياق تؤكد مصادر من داخل «مطار باسل الأسد» لـ«الأخبار» أنّ «المطار سيشهد في المرحلة المقبلة زخماً نوعيّاً في حركة الإقلاع والهبوط المدنيين، وبحركةٍ جويّة خاصة به (غير تابعة لمطار دمشق الدولي كما في المرحلة السابقة)».
ووفقاً للمصادر، فإنّ «الأصدقاء الإيرانيين قد أنهوا منذ فترة عمليات الصيانة اللازمة لطائرتي إيرباص من أسطول الخطوط الجويّة السوريّة، وستكونان قريباً في الخدمة». القواعد الصاروخيّة بدورها شهدت خلال الفترة السابقة عملاً متواصلاً لإعادة تأهيل عدد منها، وخاصة تلك المنتشرة في الساحل السوري. وعلى سبيل المثال، فقد شهد الشهر الأخير عمليات نقل عتاد وذخيرة مكثفة إلى قاعدة زغرين (27 كيلومتراً شمال اللاذقية). كذلك، شهد طريق سلمية ــ حلب حركةً متزايدة خلال الأسبوعين الأخيرين، أفضت إلى وصول كميات من الأسلحة والذخائر تتجاوز تلك التي نُقلت قبلَ بدء الجيش السوري عمليّاته في ريفي حلب الجنوبي والشرقي.
اللواء
الطلب الروسي يفاجئ لبنان .. والرحلات الجوية في مواعيدها
وكتبت اللواء تقول "بين المناورة العسكرية الروسية في المتوسط التي تبدأ اليوم وتنتهي غداً، والتي غيّرت وجهة الملاحة الجوية في مطار بيروت إلى أوروبا والخليج، والمناورة الإعلامية المتهورة لنائب في تكتل «الاصلاح والتغيير»، والتي أعلن فيها انه خلال أسبوع سيقدم فريقه على قطع المياه عن بيروت، ومن دون ان يوضح عمّا إذا كانت بيروت التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة وتعيش فيها مجموعات من كل الطوائف ومن كل لبنان، بما في ذلك السيّاح الأجانب والعرب، وفيها كل مؤسسات الدولة والمصالح وترعى شؤون المياه فيها «مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، هي المسؤولة عمّا يصفه نائب جبيل سيمون أبي رميا عن «تعطيل مشروع سد جنة» والذي اعترف ان له «بعض الاضرار البيئية» كأي مشروع بيئي آخر، مشيراً إلى ان «لا جدوى قريبة منه سواء في ما يتعلق بقضاء جبيل أو العاصمة بيروت سوى على المدى البعيد»، معتبراً ان امام بيروت المهددة بالعطش والمزيد من النفايات وقلة النظافة، مهلة أسبوع لحل «العرقلات التي تمنع الاستمرار في بناء السد».
وبصرف النظر عن قدرة النائب المذكور أو فريقه على تنفيذ هذا التهديد الارعن وغير المسبوق، في اصعب فترات الاجتياحات والاعتداءات والحروب الصغيرة على أرض العاصمة، فإنه يُشكّل نكسة لمحاولات الانفراج الداخلي، عبر طاولة الحوار أو لجنة قانون الانتخاب، إذ ان شخصيات بيروتية، لا سيما المؤتمر الوطني لإنماء بيروت قد تلقت «باستياء واستنكار شديدين» مثل هذا النوع من الخطاب الذي عاد إلى نغمة «المناطق المسيحية» و«المناطق الاسلامية»، بلغة أقل ما يمكن ان يقال فيها انها تتمتع بثقافة غريبة وخطاب غير لبناني، بل «داعشي» عشية ذكرى السنة الثانية المؤلمة للعيد 72 للاستقلال، في ظل الشغور الرئاسي المفتوح على أفق مجهول في ظل التعنت العوني، وربط رئاسة الدولة بكاملها بشخص يتزايد الابتعاد عن قبوله للرئاسة الأولى، كلما تزايدت المواقف الصادرة عنه وعن تياره وعن فريقه، بإطلاق «النار السياسية» على أي تقارب وعلى أي محاولة لانتاج توافق وطني على الانتهاء من الشغور الرئاسي.
وحذر عضو بارز في مؤتمر انماء بيروت من الاقدام على خطوة هي بمثابة انتحار سياسي، معتبراً ان منع تغذية بيروت بالمياه من نبع جعيتا الذي يتغذى بدوره من نهر إبراهيم مسألة ممكنة لكنها ليست سهلة.
ولفت النائب المذكور نظر الرأي العام إلى ان سد جنة مشروع فاشل، ووراؤه صفقات مالية ومنافع للجهات التي تقف وراء التلزيمات. كاشفاً عن ان نواب العاصمة والجمعيات الأهلية تداعت إلى مواجهة هذا الموقف «برد مدروس» عليه.
أزمة الطيران
في هذا الوقت، فوجئت سلطات الملاحة في مطار بيروت الدولي وشركة طيران الشرق الأوسط، بالبرقية التي تجاوزت الأصول والصادرة عن البحرية الروسية مباشرة، بأنها «تطلب من السلطات اللبنانية ان تتجنب الرحلات الجوية المنطلقة من مطار رفيق الحريري الدولي منطقة مناوراتها البحرية في البحر الأبيض المتوسط لمدة ثلاثة ايام».
وعلمت «اللواء» ان السفير الروسي في بيروت الكسندر زيسبكين لم يكن على علم بالبرقية، وأن وزارة الخارجية اللبنانية لم يتم اخطارها بالموضوع، وهذا «انتقاص من سيادة لبنان»، وفقاً لتعبير النائب وليد جنبلاط.
وأشار مصدر مطلع لـ«اللواء» إلى انه بعد ان أبلغت السلطات الملاحية اللبنانية وزير الاشغال غازي زعيتر بالطلب الروسي، جرت اتصالات بين المسؤولين اللبنانيين لتقرير الموقف إزاء هذا الطلب.
وكشف المصدر ان ارباكاً حصل، فضلاً عن «الاستياء من هذا الطلب الذي يؤثر سلباً على حركة الطيران المنطلق من مطار بيروت لا سيما بعد ان نفى السفير الروسي علمه بتدبير بحرية بلاده».
وأكدت أوساط رئيس الحكومة تمام سلام ان الرحلات الجوية لا يمكن ايقافها معربة عن قلقها من تداعيات هذا الطلب، فيما أشار الوزير زعيتر إلى تحفظ لبنان.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول كبير في مطار بيروت عن ان المفاوضات مستمرة مع المسؤولين الروس، وانه على الطائرات الآتية أو المغادرة من بيروت التحليق فوق صيدا والصرفند باتجاه قبرص على ان تبقى بعيدة عن محيط المناورات الروسية.
واستناداً إلى ذلك، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط «الميدل ايست» ان كل رحلاتها لليوم السبت ستقلع في مواعيدها المحددة كالمعتاد، في حين ان بعض الرحلات الجوية المتوجهة إلى دول الخليج والشرق الأوسط وأوروبا ستستغرق وقتاً (50 دقيقة) أطول بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة. فيما أعلنت شركة طيران إير فرانس تقديم موعد الرحلة التي توجهت فجراً من بيروت إلى باريس 50 دقيقة.
وكان الوزير زعيتر عقد سلسلة اجتماعات مع المديرية العامة للطيران المدني لتحديد الموقف والخيارات البديلة والتي تمثلت:
1- تحفظ لبنان على الطلب الروسي.
2- التنسيق مع قبرص من أجل إنشاء خط نقل جديد ومؤقت بين البلدين.
وأفاد سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة أن المفاوضات بين مدير «الميدل إيست» في الجزيرة نبيل أبو جودة ومديرية الطيران المدني القبرصي انتهت إلى تحديد مسار طيران آمن للطيران اللبناني.
وشكّل الوزير زعيتر خلية طارئة لاتخاذ الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع منظمة الطيران الدولي لضمان استمرارية حركة الإقلاع والهبوط في مطار بيروت مع مراعاة أكثر درجات السلامة.
وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمّد الحوت أن المسارات الجوية اللبنانية هي من مسؤولية الدولة في لبنان والشركة ستلتزم بأي قرار تتخذه الدولة وسنتقيّد به.
الإستقلال والحوار والرئاسة
في هذه الأثناء، تغيب الحركة السياسية بفعل عطلة عيد الاستقلال الذي يصادف نهاية الأسبوع ويوم الاثنين، ويغيب معها الاحتفال الرسمي به بسبب الشغور الرئاسي للسنة الثانية على التوالي، وتقتصر الاحتفالات على المؤسسة العسكرية والمجتمع المدني الذي سينظم مجموعة نشاطات لمجموعات الحراك المدني، فيما أكد مصدر وزاري لـ«اللواء» أن لا موعد لجلسة مجلس الوزراء في المدى المنظور، رغم أن الأمور السياسية الداخلية حلّت وتم التوافق على ترحيل النفايات.
وعزا المصدر ذلك إلى أن هناك أموراً تقنية معقّدة بين الدول، وهي بحاجة إلى كثير من المفاوضات والمشاورات لحلّها، خصوصاً إلى الوجهات التي يمكن أن ترحّل إليها هذه النفايات والشروط المطلوبة لنقلها.
وأكدت مصادر السراي، في هذا الإطار، أن الاتصالات ما تزال مستمرة، ولا شيء محسوماً حتى الساعة.
وقال وزير الاتصالات بطرس حرب لـ«اللواء» أنه ليس مقتنعاً أن الموضوع الحكومي أضحى جاهزاً الآن، لافتاً إلى أنه لا يرى أن هناك شيئاً جديداً، وأننا ندور في مكاننا وننتظر ما سيقوم به الرئيس سلام.
وإذ اعتبر أن هناك مأزقاً في البلاد يصعب الخروج منه، قال: أنا لا أقطع الأمل، ولا أعرف متى تهبّ الرياح وتسهم في تغيير مزاج «القبضايات»، مؤكداً سعيه للتدخل عند اللزوم.
لكن العجز السياسي عن اختراق أزمة النفايات، لم يحجب الإنجازات النوعية التي تسجلها المؤسسات الأمنية والعسكرية في الداخل، وكان آخرها إعلان الأمن العام عن توقيف لبناني يدعى ي.د اعترف بانتمائه لتنظيم جبهة «النصرة»، وأنه كان بصدد التحضير لتنفيذ عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف، فيما أوقف الجيش في طرابلس شخصاً آخر لانتمائه إلى مجموعة إرهابية.
واغتنم قائد الجيش العماد جان قهوجي أمر اليوم في عيد الاستقلال للتأكيد على الاستمرار في المعركة ضد الإرهاب من دون هوادة، مشدداً على أن كل المحاولات الإرهابية ستبوء بالفشل أمام صمود الجيش واللبنانيين وتضامنهم الوطني الواسع.
البناء :
بوتين الإثنين في طهران والخميس يلتقي هولاند... وصواريخ ثقيلة لـ«داعش»
مجلس الأمن يُقرّ بالإجماع ملاحقة «داعش» و«القاعدة» مالياً وتنسيق الجهود للحرب
وكتبت تقول :"صوّت مجلس الأمن بالإجماع على مشروع النصّ الفرنسي، ليصير قراراً أممياً بتنسيق الجهود في الحرب على «داعش» ومتفرّعات تنظيم «القاعدة»، ويُلزم الدول بالمشاركة في منع تجنيد العناصر لحساب التنظيمات المدرجة على لوائح الإرهاب، وخصوصاً «داعش» والمجموعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع كلّ أسباب الدعم المالي واللوجستي التي قد تصل إلى هذه الجماعات، وبذلك يكون التنسيق الروسي الفرنسي الذي خطا أول خطواته بترحيب روسي بقدوم حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» إلى مياه البحر المتوسط كقوات صديقة للأسطول الروسي، ليتوّج باللقاء الذي يجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند الخميس المقبل".
روسيا التي تشتغل لضمّ فرنسا إلى حلف جدّي يردّ لها اعتبارها كدولة عظمى بعد مذبحة باريس، تدرك أنّ الرئيس الفرنسي يشتغل هو الآخر على جمع موسكو وواشنطن على نقاط وسط تصلح لتأسيس حلف ثلاثي يقود العالم في الحرب على الإرهاب، آخذاً بالاعتبار الرؤية الروسية التي تعتبر الراية الأممية هي المظلة المناسبة لهذا التحالف.
يذهب الرئيس بوتين للقاء نظيره الفرنسي عائداً من طهران التي يزورها الإثنين، وهو مزوّد بخطة التنسيق السياسية والعسكرية المشتركة للحرب التي يخوضها الشريكان الأهمّ في غرب آسيا، والتي تتولى الإمساك إلى جانب الدولتين السورية والعراقية وجيشهما ومقاتلي حزب الله بأهمّ الجبهات العالمية في الحرب على الإرهاب وتحقق فيها الإنجازات المتتالية، كان آخرها حاصل القصف الصاروخي النوعي لمواقع «داعش» في دير الزور والرقة الذي تولّته السفن الروسية الاستراتيجية في بحر قزوين، والذي تناقلت الأنباء تكبيده قادة «داعش» ومقاتليه المئات من القتلى والجرحى.
موسكو نفسها تلاقي حركة رئيسها بمناورات جوية وبحرية، خاطبت دول غرب المتوسط ومنها لبنان، بدعوات تعديل مسارات خطوطها الجوية، تماشياً مع مقتضيات المناورات، ما استدعى اتصالات أفضت إلى تأمين خط مرور جنوبي بالتنسيق مع المديرية العامة للطيران القبرصي، بينما كان النائب وليد جنبلاط يشنّ حملة على الطلب الروسي ليعلّق بعض المتابعين على قوله بأنه لا يرضى أن يتحوّل لبنان إلى محافظة روسية، أنّ لبنان حظي بقضاء قبرصي في المحافظة وانتهى الأمر ولا يبدو أنه يستحق أكثر من ذلك، فلماذا هذه الضجّة؟
روسيا أبلغت ولبنان تحفّظ والمناورات مستمرة 3 أيام
في خضم الحرب الروسية الجوية على تنظيم داعش في سورية أعلنت موسكو القيام بمناورات بحرية وجوية فوق منطقة المتوسط، وتلقت السلطات المختصة في مطار بيروت الدولي برقية من البحرية الروسية تفيد بأن البحرية الروسية في صدد إجراء تمارين ومناورات بحرية بموجب إحداثيات محدّدة، لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من منتصف ليل أمس وإنّ ذلك من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على المجال الجوي اللبناني وعلى حركة الطيران من مطار بيروت الدولي وإليه وفي الأجواء اللبنانية، ما يؤدي الى تعليق الحركة الجوية بشكل شبه كامل، إلا أن لبنان تحفّظ على طلب روسيا بتحويل مسار رحلات جوية مدنية في بعض المناطق.
وإذ انتهت المفاوضات بين الميدل إيست ومديرية الطيران المدني في قبرص إلى تحديد مسار آمن للطيران اللبناني في المنطقة الجنوبية، شكلت وزارة النقل والأشغال العامة خلية عمل طارئة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية حركة الإقلاع والهبوط في مطار بيروت الدولي وفقاً لشروط السلامة العامة.
وفسّرت مصادر مطلعة لـ «البناء» الموقف اللبناني المتحفّظ بأنه ترجمة ملتبسة لسياسة النأي بالنفس، فالبعض يعتبر أن موافقة لبنان على الطلب الروسي هو تسهيل للعمليات العسكرية الروسية. وأشارت المصادر إلى «أن روسيا أبلغت لبنان من أجل حماية الطيران المدني وبالتالي فإن أي حادث يترتّب عن عدم اتخاذ الطيران المدني الاحتياطات يعتبر لبنان مسؤولاً عنه». ولفتت إلى «أن موسكو قامت بما عليها ولن تعدّل في خططها بشيء نتيجة التحفظ اللبناني الذي هو حلّ وسط بين الرفض والشكوى من جهة، والقبول من جهة ثانية».
ورأت المصادر «أن التحفّظ لا يشكّل استجابة لروسيا ما يظهر لبنان أنه مع فريق روسيا ومحور المقاومة ولا يشكل رفضاً يشبه الرفض التركي المعادي لسورية، إنما يعبر عن موقف ديبلوماسي لا يلزم موسكو بتغيير خططها».
مسلسل التوقيفات مستمرّ
واستمر مسلسل التوقيفات لإرهابيين ينتمون الى مجموعات إرهابية في مختلف المناطق اللبنانية، وفي السياق، أوقف الأمن العام اللبناني ي.د. الذي اعترف بالتحقيق معه بانتمائه إلى «جبهة النصرة» وأنه كان بصدد التحضير لتنفيذ عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف.
كما أوقفت قوة من الجيش في منطقة القبة – طرابلس، المدعو عز الدين حيدر لانتمائه إلى مجموعات إرهابية.
وصادر فرع المعلومات معظم المتفجرات ولوازم الأحزمة الناسفة التي وجدت في شقة المدعو ابراهيم رايد في الشمال خلال المداهمات التي نفذها.
التوقيفات تقلّل الخطر لكنّها لا تلغيه
وأكدت مصادر أمنية لـ«البناء» «أن تهاوي الشبكات الإرهابية بهذه السرعة هو نتيجة العمل الدؤوب للأجهزة الأمنية كافة وتعاونها وتنسيقها مع جهاز أمن المقاومة الذي يلعب دوراً بارزاً ايضاً». وأوضحت المصادر «أن الأمن اللبناني تفوق على أجهزة بعض الدول الكبرى لخبرته الواسعة ومعرفته بنمط عمل وتفكير هذه المجموعات الإرهابية»، لكنها أوضحت «أن هذه الإنجازات الأمنية تخفف احتمالات تنفيذ عمليات إرهابية لكنّها لا تلغيها».
ولفتت الى «أن وصول المقاومة الى أوكار الإرهابيين على الحدود أزال معظم مصانع تصنيع الانتحاريين والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ما أدّى إلى توقف العمليات الارهابية منذ سنة ونصف، لكن بقي قسم منها داخل الأراضي اللبنانية وخارجها فضلاً عن وجود بيئة إقليمية حاضنة للمجموعات الارهابية لها امتداد في لبنان، وبالتالي فإنّ احتمال وقوع عمليات إرهابية قائم».
واعتبرت المصادر «أنّ جبهة النصرة تنظيم إرهابي لديه إيديولوجية تكفيرية ويتبع لتنظيم القاعدة الذي لا يختلف عن تنظيم داعش، رغم صراع المصالح والنفوذ بينهما، لكنه يعمل ويخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان وهو الذي نفّذ عمليات كثيرة في السنوات السابقة لا سيما كتائب عبدالله عزام التي هي فرع لتنظيم القاعدة».
اليد «الإسرائيلية» موجودة
وقالت مصادر أمنية أخرى لـ«البناء» إن «لا دليل مباشر لدى الأجهزة الأمنية على تشغيل «إسرائيل» للشبكات الإرهابية التي يتمّ القبض عليها»، لكنها أوضحت أن جزءاً من شبكات العملاء «الإسرائيلية» التي أُلقي القبض عليها تتقاطع مصالحها مع مصالح الشبكات الارهابية أي استهداف الأمن اللبناني وأمن المقاومة»، وأكدت المصادر «أن اليد «الإسرائيلية» موجودة في الداخل اللبناني سواء مباشرة من خلال العملاء أو عبر تحريك الشبكات الإرهابية عن بُعد لخدمة مشروع واحد ولو اختلفت تسمياته وهو المشروع الأميركي «الإسرائيلي»».
الجيش يستهدف المسلحين في الجرود
واستهدف الجيش تحركات المسلحين الإرهابيين في جرود رأس بعلبك وعرسال على السلسلة الشرقية بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، فيما شدّد إجراءاته الأمنية على السلسلة الشرقية منعاً للتسلل في اتجاه الأراضي اللبنانية.
قهوجي: مستمرّون في المعركة
وجدّد قائد الجيش العماد جان قهوجي في عيد الاستقلال تأكيده «الاستمرار في المعركة ضد الإرهاب من دون هوادة»، مشدداً على أن «كل المحاولات الإرهابية ستبوء بالفشل أمام صمود الجيش واللبنانيين وتضامنهم الوطني الواسع».
إبراهيم: التكفيريّون نتاج «إسرائيلي»
وأكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، في اجتماع مع كبار ضباط الأمن العام في ذكرى الاستقلال أن «العدو التكفيري هو نتاج «إسرائيلي»»، لافتاً الى «أن التوقيفات والإنجازات التي قامت بها المديرية أخيراً كشفت مخططات وعصابات كانت تهدف الى تدميرنا وضرب بلدنا وتحطيمنا»، مشيراً الى أن «إنجازاتنا الأمنية جعلت منا هدفاً لإسرائيل وللعدو التكفيري».
النفايات إلى الترحيل والوجهة افريقيا
إلى ذلك، يتوقف عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل على ملائمة العروض المقدمة من الشركات لترحيل النفايات للواقع.
وأكدت مصادر رئيس الحكومة لـ«البناء» «أن الرئيس تمام سلام لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء الا بعد الاتفاق على أحد العروض»، مشيرة الى «أن إقرار الاعتمادات المالية للترحيل تتطلب قراراً من مجلس الوزراء».
ونفى وزير الاقتصاد ألان حكيم لـ«البناء» ما يتم تداوله عن أرقام لكلفة ترحيل النفايات الى الخارج، وأوضح أن «الكلفة مرتبطة بالوجهة التي سترحل اليها النفايات وإذا كان البلد قريباً أو بعيداً»، معتبراً «أن خيار الترحيل هو ليس حلاً نهائياً بل مؤقت حتى إيجاد الحل النهائي للملف وهو فرز النفايات من المصدر، وإنشاء معامل نفايات لتوليد الطاقة وتكليف البلديات بعد تأهيلها لتولي هذا الملف وهذا يحتاج إلى وقت».
وأشار حكيم إلى «أن الحكومة تدرس حالياً السعر والمدة والكيفية لخيار الترحيل، وأن المدة المتوقعة هي 18 شهراً أما الوجهة هي بعض الدول في إفريقيا»، مستبعداً ترحيلها الى تركيا لأسباب تقنية والى سورية لأسباب سياسية والى أوروبا لأسباب مالية»، ومرجّحاً أن «يتم التوافق على هذا الخيار بين جميع المكونات والدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل».