22-11-2024 01:36 AM بتوقيت القدس المحتلة

#فلسطين التي تسكن #اليمن

#فلسطين التي تسكن #اليمن

منذ خمس سنوات وأكثر - وباستثناء اليمن - غابت القضية الفلسطينية عن الشارع العربي غياباً ملحوظاً

هاشم أحمد شرف الدين - مراسل قناة المنار في اليمن

منذ خمس سنوات وأكثر - وباستثناء اليمن - غابت القضية الفلسطينية عن الشارع العربي غياباً ملحوظاً، فقد غرقت شعوب المنطقة في شؤونها الداخلية عندما أثيرت فتن طائفية ومذهبية وأذكيت نيران حروب بينية داخل كل مجتمع.

وحدها اليمن حافظت على اهتمامها بالشأن الفلسطيني، بل تزايد هذا الاهتمام يوما بعد آخر، حتى بات حالة شعبية عز نظيرها في أي بلد عربي ومسلم.

منذ سنوات يرفع اليمنيون المنتمون لأنصارالله العلم الفلسطيني الكبير جنباً إلى جنب مع العلم اليمني في تظاهراتهم الأسبوعية في صعدة وصنعاء وغيرها من المدن اليمنية والقرى، امتدادا لأنشطة متعددة لنصرة القضية الفلسطينية بدءاً بإحياء يوم القدس العالمي منذ التسعينيات، مروراً بسلسلة من الفعاليات المختلفة المدافعة عن حق الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى تنظيم حملة تبرعات كبيرة لصالحه، وتأكيد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد أنصارالله في معظم خطاباته على كون القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وصولاً إلى مواصلة التظاهر تنديدا باستهداف اليهود للمسجد الأقصى.

كل هذا الاهتمام لا يمكن تجاهله عند الحديث عن دوافع العدوان السعودي-الأمريكي-الإسرائيلي على اليمن الذي يوشك على إكمال شهره الثامن، والذي كان من بين أهدافه - غير المعلنة - معاقبة اليمنيين لإصرارهم على نصرة القضية الفلسطينية.

يمكن تأكيد ذلك بسهولة من خلال مشاركة العدو الإسرائيلي في هذا العدوان، وتصريحات قادة صهاينة عن خطر سيطرة أنصارالله على اليمن وتحديداً مضيق باب المندب، ووصف هذه السيطرة بأنها أكثر خطورة من السلاح النووي الإيراني!

وإذا كانت معاقبة الشعب اليمني قد مثلت دافعاً للعدوان عليه، فقد كانت الحيلولة دون تحول اليمن إلى عنصر حيوي فاعل ضمن "محور المقاومة" أحد أهم أهداف الأميركيين والصهاينة من عدوانهم هذا، مع اقتناعهم بأنه إن استحال إحراز الهدف كاملاً فيمكن أن يصبح الهدف - على الأقل - انقسام الإرادات السياسية اليمنية بين محوري الموالاة والمقاومة، بما يحول دون وجود توجه يمني كلي مقاوم للمخططات الاسرائيلية في المنطقة، ومتصد لمشاريعها التوسعية، ومواجه لمؤامراتها الهادفة إلى الهيمنة على الوطن العربي والتحكم بثرواته وأبنائه..

فهل نجح العقاب وهل تحقق الهدف؟ أي هل حدث تغيّر في موقف أنصارالله من القضية الفلسطينية؟

على العكس تماماً، فقد زاد العدوان من حالة السخط الشعبي اليمني على العدو الإسرائيلي، وأدى لاقتناع الكثير من اليمنيين - غير المنتمين لأنصارالله - بصوابية التمسك بالقضية الفلسطينية كقضية العرب والمسلمين الأساسية، وباتوا يشاركون في جهود التعبئة العامة بفاعلية، بل إن التظاهرات التي تخصص للشأن الفلسطيني تكون أكثر احتشادا وجماهيرية.

يحدث هذا رغم الموقفين الفلسطيني الرسمي والشعبي غير المشرفين إزاء العدوان على اليمن، ورغم خيبة آمال اليمنيين من الصمت العربي والإسلامي حيال مظلوميتهم، باستثناء بعض المواقف في بعض البلدان كموقف حزب الله في لبنان.

وفي هذا تأكيد على أن الموقف الشعبي السائد اليوم سيكون الموقف اليمني الرسمي مستقبلا، فالشعب الذي عمد بدمائه الطاهرة مواجهته للصهاينة والأمريكيين لن يسمح لثلة من المرتزقة والعملاء بأن يغيبوا القضية الفلسطينية عن اليمن واليمنيين.

فيا لعظمة هذا الوعي لدى أبناء اليمن حيث يجعلهم لا يحيدون عن الوجهة الصائبة "فلسطين" كمنطلق أساسي لحل كل مشكلات الأمة العربية والإسلامية؟

ومضة:
تضامنا مع فرنسا - التي تعرضت لهجوم داعشي قبل أيام - سارع الأعراب لرفع العلم الفرنسي على كامل ناطحات السحاب في مدنهم، بينما لم يرفعوا علماً فلسطينياً حتى في ميدالية أحدهم منذ سنوات...

من خذل فلسطين سيخذل اليمن..
والعكس صحيح..