22-11-2024 07:56 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 24-11-2015: لقاء الحريري - فرنجية.. والأجوبة المعلقة..

الصحافة اليوم 24-11-2015: لقاء الحريري - فرنجية.. والأجوبة المعلقة..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 24-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها ما يحكى عن لقاء ضمَّ الاسبوع الماضي الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في باريس


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 24-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها ما يحكى عن لقاء ضمَّ الاسبوع الماضي الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة  النائب سليمان فرنجية في باريس على رغم تمسك الفريقين بنفي حصوله "رسميا "...

السفير
عون مستفز، وجعجع قلق.. وبري و«حزب الله» صامتان
أجوبة معلّقة بعد لقاء الحريري ـ فرنجية

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "سليمان فرنجية مرشحاً جدياً لرئاسة الجمهورية، لمَ لا؟ لا أحد يشكك لا بمارونية ولا بمسيحية ولا بوطنية ولا بعروبة زعيم «تيار المردة».

لا هو من الصنف الذي يخجل بعلاقته بالمقاومة، وقائدها السيد حسن نصرالله، ولا بالرئيس نبيه بري، ولا هو من طينة من يتقنون نقل البارودة من كتف الى كتف. كان مع سوريا في عزّ نفوذها في لبنان قبل جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وظلَّ معها في أصعب مراحل علاقتها بلبنان، وفي عزّ الأزمة الوطنية السورية المفتوحة منذ خمس سنوات، وهو من قلة قليلة من أهل السياسة ممن يتباهون بعلاقتهم بالرئيس بشار الأسد وبالصداقة المفتوحة بين الأسرتين.

لا أحد يشكك بصدق تمثيل هذا الزعيم الماروني الطرفي. لم يتهم جمهور الشمال بالخيانة بعد سقوطه في الانتخابات قبل عشر سنوات، ولم يقطع أواصر الصداقة والعلاقات مع كل الحساسيات الشمالية، وخصوصاً الطرابلسية. ظل مقتنعا بأن ما يجري من استنفار للغرائز الطائفية والعصبيات المذهبية والمناطقية هو موجة عابرة وأن الناس لا بد أن تعود الى أصالتها.. وكسب الرهان.

ويوم صدرت وثيقة بكركي باسم قادة الموارنة الأربعة ميشال عون وأمين الجميل وسمير جعجع وسليمان فرنجية برعاية البطريرك بشارة الراعي، كان موقف زعيم «المردة» أنه لا يجوز اختزال معادلة «الرئيس القوي» بالرباعي الماروني، داعيا الى ترك الباب مفتوحا على احتمال خامس وسادس بين الموارنة أنفسهم!

فجأة، صار فرنجية هو «المزور» وهو «الوكيل» و«البديل» وغيره هو «الحقيقي» و«الأصيل».

فجأة سقطت السياسة وكل الجدران التي كان يختبئ وراءها موارنة المقلبين الآذاريين. كل ما كان مباحاً لهذا وذاك، قبل سنة أو سنتين، سواء اندرج في خانة «المناورة» أو «المشروعية»، صار معيباً مع «ابن فرنجية».

قد يكون موقف جعجع مبرراً الى حد كبير. بينه وبين سليمان فرنجية خصومة معمّدة بالدم الزغرتاوي الذي سال في اهدن قبل 37 سنة. خصومة لم يكسرها سوى حرص هذا أو ذاك على عدم اهتزاز البنيان المسيحي الهشّ أصلاً، أو رأفة بمن تبقّى من المسيحيين.. قبل الرهان على تجنيس أساطيل المغتربين.

لم يندم فرنجية على دور لعبه في معركة مواجهة قانون محاسبة سوريا وصدور القرار 1559، وعندما دافع عن خيار التمديد لإميل لحود، كان يمارس فعل الخيانة مع قناعاته الشخصية، لكنه تجاوز جرحه الشخصي وكل مراراته مع «ابن بعبدات»، ليصوت له من موقع «الخط» و «الضرورة» ليس الا.

هو سليمان فرنجية الشاب الذي لا يدّعي «عبقرية» في السياسة على شاكلة من أتى قبله مدعياً احتكاره علوم السياسة شهادة وخبرة.. وكان جواب «ابن فرنجية» أن الحق على «الرانجر» العسكري!

إن أي ساذج في السياسة، يدرك أن سعد الحريري عندما يقرر في هذه اللحظة، أن يلتقي سليمان فرنجية، في مناسبة اجتماعية مدبّرة في باريس قبل أقل من أسبوع، لا يمارس ترفاً في السياسة، ولا يمكن الا أن يستشير مرجعيته السعودية، ذلك أن من ينادي بتسوية في سوريا تضمن رحيل بشار الأسد، لا يمكن أن يقبل بتسوية في لبنان تساوي بنتائجها ومضمونها اعادة الأسد الى لبنان، ولكن هذه المرة من عقر دار رئاسة الجمهورية!

قد لا يكون السعوديون في وارد تسوية، وربما يريدون تحييد لبنان لتفادي خسارات اضافية لاحقة، وربما هم يناورون، وهذا الأمر لا يمكن الا أن يضعه شخص مثل سليمان فرنجية في الحسبان، خصوصاً أنه من الصنف الذي يصارح الحلفاء وأقرب المقرّبين اليه بكل ما يضعه من احتمالات، بما فيها احتمال أن يكون الخيار الحريري جدياً لاعتبارات حريرية شخصية وسياسية أولا وسعودية وأميركية ثانياً.

وأي ساذج في السياسة اللبنانية يعلم أن فرنجية لا يمكن أن يقدم على خطوة أقل من رحلة باريس من دون أن يضع الحلفاء، خارج الحدود وداخلها، في مناخاتها وما يمكن أن تؤول اليه.

يسري الأمر نفسه على الحريري الذي بات يضع علاقته بـ «الوسطي» وليد جنبلاط في موقع متقدم عن معظم علاقته بكل مكونات «14 آذار»، وخصوصا «القوات اللبنانية» و «الكتائب». من هنا، يمكن تفسير الحرص الحريري على وضع جنبلاط في «كل شاردة وواردة» قبل اللقاء وبعده، الى حد جعل مرجعاً لبنانياً سابقاً يردد في مجلسه الخاص أنه يملك معلومات مفادها أن السعوديين فوّضوا الحريري بملاقاة التسوية التي دعا اليها الأمين العام لـ «حزب الله»، بالتنسيق الكامل مع جنبلاط، بهدف تحييد لبنان عن الاشتباك الاقليمي المفتوح وغير المضمونة نتائجه.

هذه الملاحظات لا تمنع طرح أسئلة:
هل أطلع الحريري المجموعة «المستقبلية» التي استدعاها الى الرياض في عطلة نهاية الأسبوع على «الحقيقة»، وبالتالي، طلب منهم التصرف كأن شيئا لم يحصل، أم أنه تعمد ابلاغهم النفي المطلق لأصل اللقاء.. وفي هذه الحالة أو تلك، ما هو المقصود وهل يخشى من بروز عناصر تؤدي الى التخريب (من داخل كتلته أو من خارجها) على النتيجة المتوخاة، سواء أكانت مناورة سياسية أم تسوية رئاسية؟

ماذا طرح الحريري من أسئلة على فرنجية وطلب أجوبة عليها، وفي المقابل، ما هي الاستفسارات التي طرحها زعيم «المردة» وطلب من زعيم «المستقبل» أجوبة عليها، وهل التقى الطرفان على عناوين سياسية محددة، وهل تتقاطع هذه العناوين مع مفهوم السلة المتكاملة للتسوية التي دعا اليها كل من الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله؟

هل هناك تفسير موحّد لمفهوم التسوية الشاملة، فإذا جاء رئيس من «8 آذار» (فرنجية)، هل تكون التتمة برئيس حكومة من «14 آذار» (الحريري)، وماذا عن رئاسة المجلس النيابي المقبل والقانون الانتخابي والثلث الضامن والوزارات السيادية وقيادة الجيش.. والأهم من ذلك، أين سيكون موقع رئيس الجمهورية المقبل من الصراع الإقليمي المحتدم في كل ساحات المنطقة بين الرياض وطهران؟

عندما بلغت بيروت أولى إشارات اللقاء الباريسي، كان جواب أحد المعنيين مباشرة أن الحريري ليس في موقع من يصنع تسويات في لبنان، في ظل ما اعتبره قراراً سعودياً حاسماً بكسر ما أسماها «الأحادية السنية»، وأن هذا اللقاء موجه ليس ضد ميشال عون بل ضد سمير جعجع، ومن ثم باقي مسيحيي «14 آذار».

قد يكون الشق الأول موضع التباس، لكن الشق الثاني صار مكشوفاً بدليل ما يقال في السر والعلن في المجالس الحريرية بحق رئيس «القوات»، خصوصاً بعد أن فتح الأخير خطاً مباشراً مع السعوديين، وهذا الخلاف نتاج تراكم عمره من عمر «السين سين» الأولى، ومن ثم تفاقم في أكثر من محطة ليس آخرها لقاء روما قبل سنتين بين العماد عون والرئيس الحريري، والموقف من «القانون الأرثوذكسي»، و «اعلان النوايا» بين الرابية ومعراب، والموقف من الحوار الثنائي بين «المستقبل» و «حزب الله»، ومن ثم طاولة الحوار الوطني وكلها محطات خلافية بين الاثنين.

أن يكون جو «القوات» و»الكتائب» ومعظم مستقلي «14 آذار» من المسيحيين، متشنجاً في ضوء ما تناهى إليهم حول مضمون لقاء باريس، هو أمر مألوف، برغم أن سامي الجميل قد «يلعبها» بطريقة مختلفة، وهو الذي كان قد ألمح قبل عشرة أيام إلى «تخريجة رئاسية» قد يعلن فرنجية عنها قريبا، غير أن المفارقة التي صدمت بنشعي تتمثل في حجم الانفعال غير المألوف في خطاب الرابية، بدليل ما نقله بعض «سعاة الخير» من كلام نقدي لـ «الجنرال»، وما تضمنته مقدمة نشرة «او تي في» في اليومين الماضيين من كلام سياسي قاس للغاية، علما أن فرنجية عضو في «تكتل التغيير» ولا يحل على ساحة المرشحين من الفضاء، ثم «كيف يكون جعجع مقبولا في قاموس الرابية الرئاسي بينما يصبح سليمان فرنجية منبوذا» على حد تعبير أحد مسيحيي «8 آذار»؟

لا يمكن لترشيح فرنجية للرئاسة من قبل سعد الحريري والسعوديين الا أن يثير ريبة حلفائه ويجعلهم يطرحون الكثير من الأسئلة، خصوصاً من جانب «حزب الله»، وهو الطرف الأكثر احراجا في ما يسميها حتى الآن «مناورة سياسية بامتياز»، تذكر بمناورة ترشيح ميشال عون قبل سنتين بعد لقاء روما الشهير، لكن تداعيات هذه المناورة قد لا تقتصر على الفتنة بين الرابية وبنشعي أو بين الرابية وحارة حريك، انما ستكون مدمِّرة الى حد كبير لكل بيت «14 آذار».


النهار
لقاءات باريس تُمهّد لمفاوضات التسوية الشاملة
سلام لـ"النهار": نرحّب بأي حوار تفاهمي

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "لم يكن مرور الذكرى الـ 72 للاستقلال للسنة الثانية من دون رئيس للجمهورية أمرا تفصيليا وعابرا وخصوصا وسط التداعيات المتراكمة على مختلف الصعد لتمادي هذا الفراغ والذي لم يكن ادل على وقعه من ملء ساحات وسط بيروت التي افتقدت تكرارا العرض العسكري التقليدي بعروض من شتى المشارب والاتجاهات التي تعكس فراغ الدولة كلا وتصاعد النقمة الاجتماعية حيال الازمات المتوالدة والمتكاثرة. أمران أساسيان برزا في يوم 22 تشرين الثاني هذه السنة هما عودة احياء "الحراك المدني" في هذه المناسبة وتوهج ازمة الفراغ الرئاسي التي وان تميز حزب الكتائب وحده من دون سائر الاحزاب بتنظيمه تظاهرة تحت عنوان "الجمهورية بدا راس" فان الوطأة الثقيلة للفراغ تشظت في كل الاتجاهات وزادتها ملامح التحركات السياسية المتعاقبة عبر لقاءات الرياض وباريس التي شكلت الازمة الرئاسية محورها الاساسي.

وفيما تعود الحركة السياسية والرسمية اليوم الى وتيرة انتظار محطات داخلية مثل جولة الحوار الوطني المقررة غدا وترقب المساعي المتواصلة من اجل عقد جلسة لمجلس الوزراء لبت ازمة النفايات، تواصلت بين الرياض وباريس اللقاءات السياسية البارزة التي حركت المشهد الداخلي واحدثت تموجات واسعة فيه منذ هبوب "عاصفة" اللقاء الذي ضمَّ الاسبوع الماضي الرئيس سعد الحريري ورئيس "تيار المردة " النائب سليمان فرنجية على رغم تمسك الفريقين بنفي حصوله "رسميا ". ذلك ان هذه اللقاءات اكتسبت أبعادا جدية في ظل اتساعها لاحقا بحيث عقد الجمعة الماضي لقاء موسع في الرياض ضم، الى الرئيس الحريري، الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري السيد نادر الحريري والمستشار الاعلامي للرئيس الحريري هاني حمود، ومن ثم اتبع امس بلقاء في العاصمة الفرنسية للحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ووزير الصحة وائل ابو فاعور. وأفادت معلومات ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الموجود ايضا في باريس يفترض ان يكون التقى الحريري كذلك.

وأبلغ مصدر بارز في قوى 14 آذار "النهار" ان رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس السنيورة زار الرياض واجتمع مع الرئيس الحريري للاطلاع منه على المعطيات المتصلة بلقائه النائب فرنجية ولاطلاعه على نتائج اللقاء القيادي لـ14 آذار الخميس الماضي. وفهم ان الرئيس الحريري ليس في أجواء موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وإنما في أجواء تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب وخصوصا في ضوء المرونة التي يظهرها النائب فرنجية على هذا الصعيد. ورأى المصدر ان لقاء باريس للحريري وفرنجية حرّك الاهتمام بالانتخابات الرئاسية ولكن من دون الدخول عمليا في تفاصيلها خلافا للاجواء المضخمة والاستنتاجات المتسرعة التي ملأت بعض الكواليس السياسية والمنابر الاعلامية في الايام الاخيرة.

وفي المقابل، قالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن لقاء الحريري وفرنجية تم بناء على طلب الاخير الذي دخل في موضوع ترشيحه للرئاسة الاولى وسط حرص من فرنجية على سرية اللقاء. وقد استمع الحريري الى ضيفه وسعى بعد اللقاء الى إطلاع حلفائه إن بصورة غير مباشرة عبر الرئيس السنيورة وإن مباشرة عبر اللقاء مع النائب جنبلاط ورئيس حزب الكتائب. واوضحت ان التسوية على هذا الصعيد غير ناضجة بعد باعتبار ان قوى 14 آذار لم تتخل عن ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ، وان الكتائب لم تتخل عن ترشيح الرئيس امين الجميل ، وقوى 8 آذار لم تتخل عن ترشيح العماد ميشال عون. ولفتت الى ان لقاء الحريري - فرنجية أوجد دينامية في مرحلة تشهد تحولات في سوريا ولكن من غير أن يعني ذلك أن عربة الانتخابات الرئاسية قد انطلقت في لبنان.

أما في ما يتصل بلقاء الحريري وجنبلاط والذي حضره ايضا النائبان السابقان باسم السبع وغطاس خوري والسيد نادر الحريري، فاسترعى الانتباه ان البيان الصادر عنه تعمد رسم الاطار الجدي لمجمل هذا التحرك في ما عكس رغبة من الفريقين في ابراز الاطار الواسع البعيد من الاستخلاصات المتسرعة حياله. وأفاد البيان ان اللقاء تناول "ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لايجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ ميثاقنا الوطني وتكرس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بداية أزمة الشغور الرئاسي وتضع حدا لتداعي مؤسساتنا الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعل عمل الحكومة ومجلس النواب وتؤمن المظلة السياسية والامنية لحماية لبنان". وأشار الى اتفاق على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية والقوى السياسية "للبحث في سبل اطلاق هذه التسوية وانجازها في أسرع وقت".

وقالت مصادر مواكبة لهذه اللقاءات ان ما صدر عن لقاء الحريري وجنبلاط امس يعزز المعطيات التي تتحدث عن مروحة استعدادات يجريها الحريري وتحظى بدعم من افرقاء آخرين من اجل الشروع في مفاوضات جدية مع "حزب الله " عبر الحوار الثنائي بين "المستقبل " والحزب ومن ثم عبر الحوار الوطني الموسع في ملف التسوية الشاملة الذي طرحه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وإن تكن آليات هذه "المفاوضات" لا تزال عرضة للأخذ والرد.

سلام
وردا على سؤال لـ"النهار" عن أصداء هذه التحركات وصف رئيس الوزراء تمام سلام لقاءات باريس بانها " ايجابية انطلاقا من الاصداء الايجابية التي نسمعها عنها " مؤكدا ان "أي اجتماع او حوار تفاهمي ثنائي او جماعي بين القوى اللبنانية مرحب به اذا كان يصب في مصلحة البلاد وخيرها".

وفي الموضوع الحكومي قال الرئيس سلام انه لا يزال يجري الاتصالات ويعقد الاجتماعات من أجل بلورة آليات اقتراح تصدير النفايات الى الخارج الذي تم التوافق على اعتماده مبدئيا وخصوصا بعدما طرحه في الجلسة الاخيرة للحوار الوطني. ولكنه أضاف الى انه "لا تزال هناك أسئلة واستيضاحات كثيرة مع الشركات الراغبة في المشاركة في موضوع التصدير حول عقود التلزيم والكلفة والوجهة". وأكد انه لن يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء قبل بلورة كل عناصر الحل لافتا الى ان وزير الزراعة اكرم شهيب يتابع معه هذا الملف عن كثب ويتفرغ له وخصوصا ان عامل الوقت ضاغط ولم يعد مقبولا التأخر في ايجاد الحل.

وعلمت "النهار" ان ملف ترحيل النفايات لا يزال يحتاج الى مزيد من الوقت لبلورة الاتجاهات الاقل كلفة على الحكومة ووجهة التصدير وان الامر ربما يستغرق ما بين اسبوعين وثلاثة على اقل تقدير علما ان وجهة الترحيل ستكون الى احدى الدول الاوروبية أو الافريقية.

كاتشا في الضاحية
في سياق آخر، قام السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا ورئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بجولة تفقدية على المصابين في تفجيري برج البراجنة في مستشفيي بهمن والرسول الاعظم تعبيرا "عن صداقتنا واخوتنا للمصابين". ونقل السفير كاتشا تحيات البابا فرنسيس الى المصابين مؤكدا ان "البابا قريب من جميع المظلومين والمحتاجين في العالم " وأبرز ضرورة "الحفاظ على رسالة لبنان التعددية وان يبقى معافى من كل الازمات".


اللواء
لقاءات الحريري الباريسية: فرنجية يتقدّم..
سلام يرحِّب.. وقلق عوني ـــ قواتي.. وترحيل النفايات على النار «السنغالية»

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "احدثت اللقاءات التي افتتحها الرئيس سعد الحريري في باريس مع رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية حراكاً جدياً إزاء وضع ملف الرئاسة الأولى على الطاولة، بالتزامن مع مرور سنة ثانية على الشغور الرئاسي لمناسبة عيد الاستقلال، الذي احيت الاحتفال به منظمات مدنية، وأقامت اللجان الوطنية لمئوية لبنان الكبير حفلاً في قصر الصنوبر، كرمت خلاله 90 لبنانية هن من ضباط وعناصر يعملن في المؤسسات العسكرية والأمنية ومع قوات «اليونيفل» رعاه الرئيس تمام سلام ممثلاً بعقيلته لمى سلام، ومثلت الرئيس ميشال سليمان الوزيرة أليس شبطيني في حضور النائب بهية الحريري رئيسة لجنة المئوية والقائم بالأعمال الفرنسي ارنو بيشو وممثلي شخصيات سياسية وعسكرية وروحية.

وأشارت النائب الحريري إلى ان هول الجريمة التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس فرضت هذا الاحتفال التضامني مع فرنسا في مواجهة الإرهاب، ولتكريم اللبنانيات اللواتي يتفانين من أجل دولتهم ولصناعة الاستقرار، موجهة تحية للرئيس سلام الذي أثبت جدارة في تحمل المسؤولية الوطنية في لبنان الكبير، كما انها وجهت رسالة تقدير للمنسق العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ (راجع ص 4).

وبعد لقاء باريس الذي أكدته «اللواء» في عددها السبت الماضي، ثم أكده أمس عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت واصفاً اياه بأنه «استطلاعي»، كرت سبحة اللقاءات الباريسية، فيما احدثت قلقاً على جبهة فريقي «اعلان النوايا» المسيحيين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» في ما يشبه الرفض المباشر لأي تسوية سياسية تأتي بالنائب فرنجية رئيساً للجمهورية:

1- التقى الرئيس الحريري السبت في الرياض وفد «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعضوية الوزير نهاد المشنوق ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ونادر الحريري والنائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري وهاني حمود، حيث اطلعه على تفاصيل اللقاء مع النائب فرنجية.

وكشف النائب فتفت لـ«اللواء» ان المحادثات تركزت بصورة خاصة (مع النائب فرنجية) على موضوع الشغور الرئاسي.

وأكّد انه ليس بالإمكان البوح في التفاصيل الآن، الا ان لا شيء يمنع عقد لقاء مع النائب فرنجية واي طرف سياسي آخر، ما دام «المستقبل» يلتقي مع «حزب الله» بشكل مباشر، كاشفاً ان جولة الحوار الـ21 بين الطرفين ما تزال في موعدها اليوم الثلاثاء في عين التينة.

2- وأمس الأوّل الأحد، استقبل الرئيس الحريري في مقر اقامته في باريس رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة وائل أبو فاعور، في حضور السبع وخوري ونادر الحريري.

ووفقاً للبيان الصادر عن المكتب الإعلامي للحريري، فإن البحث تركز على ثلاث نقاط:
الاولى: الأزمة السياسية المتمثلة بالشغور الرئاسي وتعطيل الحكومة وصعوبة عقد جلسات التشريع في ظل الأوضاع المؤلمة في المنطقة العربية، وتداعيات هذه الأزمة على الميثاق والاستقرار والاقتصاد.
والثانية: اتفاق على ضرورة بذل الجهود للتوصل إلى تسوية وطنية جامعة تُكرّس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج أزمة الشغور الرئاسي وتطلق عمل المؤسسات وتحمي لبنان وتؤدي للنهوض الاقتصادي الوطني.
والثالثة: اعتبار ان إنجاز التسوية الوطنية في أسرع ما يمكن من الوقت يحتاج إلى توسيع دائرة الاتصالات لتشمل كافة المكونات الوطنية المشاركة في طاولة الحوار.

3-  وعلى هذا الأساس، ينتظر ان يعقد لقاء اليوم (ما لم يكن التقاه ليلاً) بين الرئيس الحريري ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الموجود في العاصمة الفرنسية.

وفي معلومات «اللواء» ان حركة الرئيس الحريري تعكس رغبة عربية بإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى، وإطلاق عملية سياسية واسعة، مستفيداً من الأجواء التي أعقبت مبادرة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.

وأشارت مصادر مطلعة إلى ان مؤشرات التقدم بالنسبة للنائب فرنجية تتوقف على تطورين اثنين:
الاول: إعلان حزب الله ان فترة السماح بالنسبة لترشيح النائب ميشال عون شارفت على نهايتها، فالتمسك بترشيحه يعني استمرار الشغور في الرئاسة الأولى، وهذا يتعارض مع مبادرة أمين عام الحزب.
والثاني: اقتراب النائب فرنجية أكثر فأكثر من أن يكون مرشحاً توافقياً، أي مغادرة موقعه الاصطفافي إلى جانب قوى 8 آذار.

ولاحظت المصادر أن إعلان فرنجية بعد عودته إلى بنشعي ومقابلته السفير البريطاني هيوغو شورتر ووفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير أبي اللمع أن أي رئيس للجمهورية الذي سيكون له الحظ في أن يتبوأ هذا المركز يجب أن يكون ضامناً لجميع الفئات الحزبية والسياسية والدينية والمجتمع المدني، هو بمثابة تقديم أوراق اعتماد، وإعلان ترشيح مباشر للرئاسة الأولى.

ووفقاً لمصادر تيّار «المردة» فإن فرنجية يُدرك قبل سواه أن لا مجال لوصوله إلى الرئاسة الأولى إلا بشبه توافق وطني عليه، وليس بانتخاب ديموقراطي يفوز عبره بصوت واحد أو أكثر كما حصل مع جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية في العام 1970.

طاولة الحوار غداً
وحسب مصادر عين التينة، فإن اللقاءات الباريسية التي يعقدها الرئيس الحريري تشكّل الدعم المباشر للمحادثات الجارية بين المتحاورين، حيث أنه ما زال موضوع رئيس الجمهورية البند الأول على طاولة الحوار الوطني.

ومن المتوقع أن يضع النائب جنبلاط الرئيس نبيه برّي في أجواء اللقاء مع الرئيس الحريري والمعطيات التي على أساسها باشر رئيس تيّار «المستقبل» لقاءاته في العاصمة الفرنسية، من دون أن يعرف مباشرة أن تطرح هذه اللقاءات على الطاولة، سواء من جانب فرنجية أو من قبل الرئيس السنيورة، علماً أن حزب الكتائب سيغيب مجدداً عن الحوار التزاماً بموقفه من عدم المشاركة قبل انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بخصوص مشكلة النفايات.

ونفى مصدر نيابي علمه باحتمال أن يعرض «حزب الله» موضوع قرار الكونغرس الأميركي على الطاولة، وإن كان الحزب لم يتأخر في الردّ على التشريعات الصارمة التي أقرّها الكونغرس بالإجماع، والتي تهدف إلى منع وصول الدعم اللوجستي والأموال إليه، وفرض عقوبات على كل المصارف التي تتعاون عن قصد مع الحزب، فضلاً عن شركات الإنترنت والاتصالات التي تتعامل مع محطة «المنار». واعتبر الحزب في ردّه أن قرار الكونغرس الذي يحتاج إلى تصديق مجلس النواب يعبّر عن نزعة السيطرة التي تحكم القيادات في أميركا.

سلام
حكومياً، لا يُخفي زوّار السراي الأجواء الإيجابية التي يعبّر عنها الرئيس سلام، معتبراً أن اللقاءات التي تجري بين القيادات في باريس «جيدة»، مؤكداً أن انتخاب رئيس الجمهورية هو أهم مصلحة للبنان، لتحصينه واستكمال الدورة الديموقراطية. وشدّد الرئيس سلام الذي كان يتحدث أمام زواره الأحد في المصيطبة على أن لا حل للأزمة خارج التوافق، لافتاً إلى أن مستلزمات هذا التوافق تكمن بعدم التمسك بالمطالب والخصوصيات والمصالح الشخصية.

وعن جديد ملف النفايات أكد سلام العمل بكافة الوسائل لإنهاء هذا الملف، مشيراً إلى أن التركيز الآن هو على التصدير وإن كان الأمر ليس سهلا وهو يتطلب بذل الكثير من الجهود والمتابعة والتواصل مع الشركات التي تقدمت بعروض، مستدركاً بأن الكلام بهذا الملف لا يفيد حالياً إذا لم تكن هناك نتيجة، إلا أنه شدّد على أنه سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء فور الوصول إلى أي نتيجة لعرضها على الوزراء، آملاً بإنجاز هذا الملف بأسرع وقت ممكن، لأن الموضوع لم يعد يُحتمل وأضراره أصبحت معروفة وكبيرة.

وفيما لفت وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ«اللواء» إلى أن ملف النفايات غير جامد، لكن المشكلة أن الرأي لم يستقر بعد على وجهة محددة للترحيل، أكد مصدر وزاري أن الأيام الماضية شهدت غربلة العروض المقدمة من 4 شركات أجنبية، وأن اتصالات السراي تركزت على تثبيت الموافقة المبدئية على عروض هذه الشركات، معتبرة أن عروض الشركات الأفريقية بدت مقبولة أكثر من سواها، حيث أن المفاضلة تجري بين 70 دولاراً للطن إلى سوريا وبعض الدول الأفريقية وأبرزها السنغال و200 دولار للطن إلى بلدان أخرى.

وأشار المصدر إلى أن المفاوضات مع الوسطاء السوريين تواجه صعوبات في ظل عدم استقرار الوضع في هذا البلد ومعرفة المنطقة التي ستُرحّل إليها النفايات اللبنانية، فضلاً عن الصعوبات السياسية المتعلقة باعتماد لبنان سياسة النأي عن النفس إزاء الأزمة السياسية. وكشف المصدر أن هناك نقطة أخرى هي موضع أخذ وردّ تتعلق بمصدر تمويل الترحيل، هل خزينة الدولة أم الصندوق البلدي المستقل.

البناء
الجيش السوري يتقدّم في حلب وتدمر... ومعارضة الرياض ترتبك بتصنيف «النصرة»
بوتين والخامنئي يرسمان معادلات الحرب... والعلاقات بالسعودية وتركيا وفرنسا
الحريري يمرّر قبوله السلة المتكاملة تحت غبار اللقاء بفرنجية ومساعي جنبلاط

صحيفة البناء كتبت تقول "بينما الرياض منهمكة بتحييد ما أمكن من الذين استثمرت عليهم وفيهم أموالاً طائلة، ويشكلون رهانها السوري، عن لوائح الإرهاب، وتبذل ما تستطيع لحشد أوسع تجمّع للجماعات المسلحة تحت يافطة المعارضة، وترتبك وتتلعثم مع معارضيها المنعقدين في عقر دارها، أمام عقدة تصنيف «جبهة النصرة» التي تشكل أكبر هذه الجماعات، والتي لا يجرؤ الآخرون على إعلان العزم على قتالها كتنظيم إرهابي، يتقدّم الجيش السوري ومعه مقاتلو المقاومة على جبهتَيْ حلب وتدمر، بسقوط المزيد من التلال والقرى في ريفي اللاذقية وحمص بين أيديهم.

حراك الميدان العسكري المائلة كفته بوضوح حاسم لمصلحة الجيش يقابله حراك التشاور الدولي الإقليمي الذي ينتظر باريس نهاية الشهر المقبل بعد اكتمال لوائح تصنيف المعارضة المرشحة للعملية السياسية ولوائح التنظيمات الإرهابية، والقضية التي نجحت روسيا بفرضها بذكاء استراتيجي، هي استبدال عنوان صنعه الغرب هو موقع الرئيس السوري ودوره في العملية السياسية، بعنوان عملاني هو مَن هم الإرهابيون؟ ومَن هم المعارضون؟ وبعدهما مَن يقوم بتمويل الإرهابيين؟ ومَن يساندهم فهو شريكهم، وسيعامَل على هذا الأساس. وهذه هي فحوى الافتتاحية التي استبقت بها صحيفة «البرافدا» المقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته إلى طهران، متوجّهة إلى كلّ من تركيا والسعودية وقطر، بلغة التهديد من مغبة اللعب بالنار ومواصلة العبث مع التنظيمات الإرهابية، مذكّرة بدخول الجيش الروسي إلى برلين في الحرب العالمية الثانية لأنّ من يقوم بسفك دماء الروس تلاحقه روسيا حتى عاصمته، مستعيدة اغتيال زعيم المتمرّدين الشيشان بعدما رفضت قطر طلباً لتسليمه، لتقول في الخاتمة إنّ الذين يلعبون مع روسيا يجب أن يخشوها، كما يخشون الطاعون.

العلاقات بتركيا والسعودية وفرنسا كانت محور القمة التي جمعت الزعيمين الروسي والإيراني الرئيس فلاديمير بوتين والسيد علي الخامنئي، ومثلما وضعت خطط وتوجهات وشروط الاحتواء، ضمن خيار أولوية الحرب على الإرهاب تمّت صياغة البدائل من موقع الأولوية ذاتها، وحيث صنّفت فرنسا في موقع متقدّم على السعودية وتركيا، صنّفت تركيا في موقع متقدّم على السعودية، التي سيحلّ ملكها سلمان بن عبد العزيز ضيفاً على الرئيس الروسي الليلة قبل أن يحلّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضيفاً عليه بعد يومين.

مصادر متطابقة في العاصمتين الروسية والإيرانية قالت لـ«البناء» إنّ الزعيمين منحا الوقت الرئيسي من لقائهما لخارطة الحرب في سورية وحجم الجهود والمقدّرات التي تحتاجها للاقتراب بسرعة أكبر من تحقيق النصر، طالما أنّ التغيير في الميدان هو الذي ينتج التغيير السياسي.

وأضافت المصادر أنّ تلبية طلبات الدولة السورية العسكرية والاقتصادية كانت هي الأساس في تزخيم النجاحات التي يرتقب أن يشهدها الميدان العسكري قبل لقاء باريس المفترض نهاية العام.

لبنانياً كان نبأ لقاء الرئيس سعد الحريري بالوزير السابق سليمان فرنجية في باريس، وسفر النائب وليد جنبلاط لملاقاتهما، مصدر تحليلات متعدّدة طاولت الملف الرئاسي، فيما أكدت مصادر متابعة لـ«البناء» أنّ الحوار هو توجه قوى الثامن من آذار والدعوات للتلاقي كانت دائماً محور خطابها، وأنّ المشكلة لم تكن لدى فرنجية كما لم تكن من قبل لدى العماد ميشال عون، بقبول اللقاء، بل بتجرّؤ الفريق الآخر، ولذلك يصير السؤال عن نضج شيء ما لدى الرئيس الحريري سؤالاً مشروعاً وماهية هذا الشيء؟

تقول المصادر إنّ الرئاسة موضوع لا يتصرف به الحريري منفرداً، ووقته لم يحِن، ولو أنّ الحريري يريد الإيحاء بما يراهن عليه لفكفكة وإرباك التحالفات التي نشأت خلف العماد عون وترشيحه، لكن الجميع لا يعيش وهم الظنّ بأنّ الرئاسة تصاغ خلسة أو بالتذاكي، لذلك يقع حراك الحريري عند ارتباطه بتنظيف ما تركه الرئيس فؤاد السنيورة على طاولة الحوار من مناخ سلبي تجاه دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لسلة تفاهمات متكاملة، نضجت كإطار لدى الحريري ولدى السعودية ولدى الغرب، لكن لما بعد نضوج توقيت التسويات، ولا مانع من تمرير القبول الآن وإطلاق ورشات تهدئة وتفاوض حول قانون الانتخابات، تمهيداً لاستكشاف المناخ الإقليمي للانتقال إلى عناصر السلة التي تتضمّن الحكومة والرئاسة.

ترقب يسبق جلسة حزب الله ـ «المستقبل»
تعيش البلاد حالة من الترقب لما ستتسم به جلسة حوار حزب الله تيار المستقبل اليوم في عين التينة، وجلسة الحوار الوطني غداً الأربعاء في عين التينة، في ظل التسوية السياسية الشاملة التي طرحها الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله لملفات انتخاب رئيس الجمهورية والحكومة وقانون الانتخاب، وإثر لقاءات باريس الأسبوع الماضي بين رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري من جهة، ولقاء الحريري أمس كلاً من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.

وفيما لا يزال المعنيون في تيار المردة يلتزمون الصمت ويتكتمون حول مجريات اللقاء بين فرنجية والحريري، دعا تيار المستقبل على لسان عدد من وزراه ونوابه إلى عدم تحميل اللقاء أكثر مما يحمل. وقال وزير العدل أشرف ريفي «كل شخص مرتبط بالرئيس بشار الأسد لا يمكن أن نراه نموذجاً لتولي رئاسة الجمهورية في لبنان أبداً، والوزير فرنجية، وهذا رأيي الشخصي، لا يمكن أن يكون رئيساً لجمهورية لبنان».

وبانتظار الموقف الرسمي الذي سيصدر عن كتلة المستقبل اليوم، أشار مصدر مطلع في تيار المستقبل لـ«البناء» إلى أن الانتخابات الرئاسية باتت قريبة جداً وان القرار اتخذ والعمل يجري على كيفية الإخراج. وإذ تحدث المصدر عن لقاء الحريري مع جنبلاط والجميل، لفت إلى انه في «حال تم التوافق على انتخاب فرنجية رئيساً، فالسيناريو الجنبلاطي سيكون على غرار تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي»، مع إشارته إلى «تأمين نواب تيار المستقبل النصاب بحضورهم الجلسة من دون التصويت». واعتبر المصدر أن «التوافق الروسي الأميركي الفرنسي على فرنجية لن تقف في وجهه السعودية إذا كان فعلاً هناك قرار دولي بإجراء انتخابات رئاسية وعدم انتظار التطورات الإقليمية».

ترشيح فرنجية في 8 آذار ليس بمعزل عن موقف عون!
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أن الرئيس الحريري الذي يحاور حزب الله ويحاور العماد ميشال عون، يسمح لنفسه أن يفتح حواراً مع فرنجية من ضمن الحوارات التي يجريها مع المكونات السياسية»، مشيرة إلى أنه في «هذا التوقيت الملتبس جداً لا يمكن الاكتفاء بتبريرات تيار المستقبل للقاء الباريسي، بمعزل عن الصورة الأكبر، بخاصة أن فرنجية من أبرز حلفاء حزب الله، وفي الوقت نفسه لا يمكن الحديث عن أي ترشيح لفرنجية داخل 8 آذار بمعزل عن موقف العماد عون، لكن إذا السعودية طلبت من 14 آذار السير به كمرشح رئاسي، يتغيّر الحديث هنا، لأنه لا يعود بإمكان 8 آذار تجاوز هذا الاعتبار بسهولة أما أن يختاره الغرب ويقبل به الرئيس الحريري بغير رضى السعودية، فهذا لا يمكن أن يحصل».

محاولة لفرط عقد 8 آذار!
وشددت أوساط سياسية لـ«البناء» على «أن ما يجري من قبل تيار المستقبل محاولة لفرط عقد 8 آذار»، مشددة على «أن فرنجية على دراية بذلك ولن يقع في هذا الفخ لا سيما أن المملكة العربية السعودية لن تقبل برئيس يجلس في اليوم الثاني من انتخابه رئيساً إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، فانتخاب رئيس من أقطاب 8 آذار سيكون بمثابة الضربة القاضية».

والتقى الرئيس الحريري، في مقر إقامته في باريس، النائب جنبلاط يرافقه وزير الصحة العامة وائل ابوفاعور، حيث جرى التباحث بالأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وبالأزمة السياسية المتمادية وما باتت تمثله من مخاطر جمة على ميثاق لبنان واستقراره وأمنه واقتصاده الوطني في ظل الحوادث الدامية في المحيط العربي.

وعلمت «البناء» أن الحريري «اطلع جنبلاط على الأجواء الإيجابية التي سادت لقاءه فرنجية»، مشيرة إلى أن «البحث تناول العمل على تسوية للأزمة تتضمن رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخابات النيابية». وأشارت المصادر إلى «أن الحريري أكد ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي أولاً، لأن ذلك سيكون باباً لحل كل الملفات الأخرى».

وتم الاتفاق خلال لقاء جنبلاط الحريري على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ الميثاق الوطني وتكرس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بدايةً أزمة الشغور الرئاسي وتضع حداً لتداعي مؤسساتنا الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعّل عمل الحكومة والمجلس النيابي وتؤمن المظلة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني من أوضاعه الحالية وتوجد حلولاً للأزمات الاجتماعية المتراكمة، وتم الاتفاق على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية والقوى السياسية للبحث في سبل إطلاق وإنجاز هذه التسوية بأسرع وقت ممكن.

السفير السوري في الرابية
في غضون كل ذلك، حطّ السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في الرابية والتقى الجنرال ميشال عون، وكان مصغياً أكثر من متحدث. وأشار السفير السوري إلى أن «عون كان مستبشراً بنجاح نظريته عندما قال منذ البداية إن سورية بصمودها وكفاءة قيادتها ستنتصر».

ترحيل النفايات بحاجة لـ 48 ساعة
حكومياً، يحاول رئيس الحكومة تمام سلام الإحاطة بملف ترحيل النفايات من كل جوانبه قبل الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء. وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أن ملف ترحيل النفايات يحتاج إلى 48 ساعة ليصبح جاهزاً»، ولفت إلى أن رئيس الحكومة لن يدعو إلى جلسة إلا بعد الانتهاء من دراسة العروض التي قدمتها الشركات لترحيل النفايات». ولفت إلى «توافق بين المكونات الحكومية على مبدأ الترحيل، لكن البحث جار في شروط الترحيل فنحن نسعى إلى الوصول لأفضل الشروط وبأقل كلفة ممكنة، والحصول على موافقات البلد المعني لاستقبال النفايات».

تصديق مشروع قرار أميركي ضد حزب الله
إلى ذلك، تواصل الولايات المتحدة سياستها العدائية تجاه حزب الله، أقر مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية ساحقة مشروع قرار ضد «حزب الله» يشدد الخناق عليه وعلى المؤسسات المالية والأفراد الذين يدعمونه، كما ربط أنشطة الحزب المزعومة بتهريب المخدرات بالعقوبات الأميركية الجديدة عليه. ودعا القرار إلى إجبار الخارجية الأميركية على التعريف بوسائل الإعلام الداعمة للحزب والتي تموّله، «مثل المنار وتوابعها»، في تقرير سنوي وتحديد الأقطاب الداعمة بالاسم، والطلب من وزارة الخزانة فرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تسهل تعاملات «حزب الله» أو تغسل أموالاً للحزب أو «تتآمر» بإرسال تحويلات لأشخاص أو مؤسسات على صلة بالحزب. كما طلب القرار تقارير عن «إدراج حزب الله كمنظمة تهريب مخدرات أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود».

ورأى حزب الله في بيان «أن هذا القرار يعبر عن نزعة السيطرة التي تحكم القيادات في الولايات المتحدة، وعن الرغبة في التحكم بكل ما يجري في العالم وفق مصالح وأهواء السياسة الأميركية، دون أي اعتبار للمبادئ والقوانين والأخلاق التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين الدول والمنظمات في العالم». ولفت إلى «أن ما يواجهه الحزب من قرارات ومن افتراءات ومن اعتداءات من قبل المؤسسات الرسمية الأميركية هو ثمن لالتزامه بخط المقاومة لكل المشاريع الخبيثة» التي تستهدف «مقدساتنا وحقوقنا وأوطاننا وشعوبنا، وهي مقاومة مستمرة في حماية كل ذلك، بغض النظر عن الأوصاف التي يطلقها علينا مستكبرو العالم، أو الإجراءات التي يتخذونها بحقنا».