تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 27-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الرد المتدرج الذي بدأته روسيا على اسقاطر تركيا لطائرتها الحربية فوق الأراضي السورية..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 27-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الرد المتدرج الذي بدأته روسيا على اسقاطر تركيا لطائرتها الحربية فوق الأراضي السورية..
السفير
مدرّبون أميركيون في شمال سوريا.. وبوتين يفتح الباب لهولاند
ردّ روسي متدرّج على تركيا: ردع.. وعقوبات
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "بدا، أمس، أن روسيا قد حددت إطار ردها المتدرّج على الاستفزاز الجوي التركي، من خلال سلسلة خطوات مؤلمة لنظام الرئيس رجب طيب اردوغان، على المستويين العسكري والاقتصادي.
وبالرغم من أن الإجراءات العسكرية التي اتخذتها القيادة الروسية لم تخرج عن طابعها الدفاعي المتمثل في تأمين مظلة حماية صاروخية وجوية لطائرات «عاصفة السوخوي» في سوريا، إلا أنها ستثير، بكل تأكيد، حنق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ذلك أنها ستشكل حجر عثرة كبيراً أمام كل مخططاته في شمال سوريا، لا سيما حلم المنطقة العازلة الممتدة من جرابلس حتى البحر الأبيض المتوسط، وقد ترغمه كذلك على أن يسير على أطراف أصابعه في كل خياراته المتعلقة بالصراع السوري، وربما تدفع حلفاءه الدوليين إلى كبح اندفاعاته المقبلة، بالنظر إلى التداعيات الخطيرة لأي صدام جوي مستقبلي بين روسيا وتركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.
وإذا كانت التدابير العسكرية الروسية ما زالت تندرج حتى في إطار تحقيق الردع، فإنّ الإجراءات التي بدأت القيادة الروسية باتخاذها تبدو أقرب إلى إعلان حرب اقتصادية، ومن شأنها أن تمثل صفعة قوية من «قيصر» الكرملين على وجه «سلطان» القصر الأبيض، رداً على «الطعنة في الظهر»، برغم تكلفتها الباهظة للطرفين في آن معاً، وربما هذا ما دفع باردوغان يوم أمس إلى تطعيم تصريحاته النارية المعتادة، بتراجع، وإن محدود، في الموقف إزاء أزمة الـ «سوخوي» مع روسيا، حين سعى إلى تبرئة نفسه من تهمة «الكمين الجوي»، بقوله إن الطيارين الأتراك لو علموا أن المقاتلة المستهدفة روسية لتعاملوا معها بطريقة أخرى!
وفي موازاة شد الكباش الروسي ـ التركي، برز تطوّر جديد زاد من تعقيدات المشهد في الشمال السوري، حيث تحدثت مصادر كردية عن وصول مدرّبين أميركيين إلى مدينة عين العرب (كوباني)، بغرض التخطيط لمعارك جرابلس والرقة والتنسيق مع طيران التحالف الدولي والقوات المقاتلة على الأرض. وفيما لم تتضح بعد تفاصيل بشأن هذا التدخل الأميركي البري في سوريا، فإن ربط هذا التطوّر بإنجازات «عاصفة السوخوي» والتوتر القائم بين موسكو وأنقرة، يوحي بأن الهدف منه استباق سيناريوهات مثيرة للقلق لدى إدارة الرئيس باراك أوباما، ولعل أبرزها قيام روسيا بفتح خط عسكري مباشر مع أكراد سوريا، مع العلم أن القيادة الروسية سبق أن لَمَّحت على لسان الرئيس بوتين شخصياً، إلى أن التعاون مع وحدات الحماية الكردية، خيار قائم.
وفي الوقت الذي كانت فيه العلاقات بين موسكو وأنقرة تتدهور، كان التقارب يتزايد بين روسيا وفرنسا، حيث اتفق الرئيسان فلاديمير بوتين وفرانسوا هولاند على ضرورة التعاون ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
إجراءات عسكرية
وبعد يومين على إسقاط طائرة الـ «سوخوي» عند الحدود السورية - التركية، بدأت روسيا تُخرج ما في جعبتها للرد على الاستفزاز الجوي.
وفي هذا الإطار، نشرت روسيا، أمس، منظومة الدفاع الجوي «أس 400» في قاعدة حميميم الجوية، وذلك بعد يوم على تشغيل منظومة «أس 300» على متن الطراد «موسكو» أمام السواحل السورية، وإصدار الأوامر لطائرات القتال الجوي بمواكبة العمليات الجوية كافة في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، نشر منظومة الدفاع الجوي «أس 400» في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنه «وفقا لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة (بوتين)، تم تسليم ونشر منظومة الدفاع الجوي (أس 400)، ونحن على استعداد لاستخدامها بفعالية في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا».
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من طلب بوتين نشر هذه البطاريات من أجل «ضمان أمن وسلامة طائراتنا القتالية في سوريا». ونشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً لهذه المنظومة المتحركة والمتطورة للدفاع الجوي.
وتتصف منظومة «أس 400» بقدرتها على تدمير كل أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات من دون طيار، والصواريخ البالستية التي تسير حتى خمسة آلاف متر في الثانية. وهي قادرة على التصدي لجميع أنواع الطائرات الحربية الإستراتيجية التي تحمل رادارات وإدارة العمليات من الجو، بما فيها طائرة «الشبح».
وتستطيع المنظومة كشف الأهداف على بعد 600 كيلومتر ورصد ومتابعة 300 هدف في وقت واحد، وتدمير 36 هدفا في وقت واحد. كما أن المدة الزمنية لجهوزيتها لا تستغرق خمس دقائق.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف إن القوات المسلحة الروسية قطعت جميع الاتصالات مع القوات المسلحة التركية، حيث تم سحب ممثل الأسطول الحربي الروسي من تركيا، الذي كان ينسق عمل أسطول البحر الأسود والبحرية التركية، كما تم وقف الخط الساخن الذي أنشئ لتبادل المعلومات بخصوص الضربات الجوية الروسية في سوريا.
حرب اقتصادية؟
وفي الجانب الاقتصادي، شرعت روسيا في اتخاذ سلسلة خطوات عقابية، أبرزها تشديد إجراءات فحص الواردات الغذائية والزراعية من تركيا، في وقت تشير التوقعات إلى أن موسكو قد تصعد عبر وقف التعاون في مجالات السياحة ومشاريع الطاقة التي تشمل أنبوب الغاز ومحطة ذرية.
وأعلنت وزارة الزراعة الروسية عن تشديد إجراءات فحص الواردات الغذائية والزراعية من تركيا. وأمرت الحكومة الروسية «وكالة سلامة الغذاء» بتشديد الضوابط بعدما أظهر بحث لوزارة الزراعة أن نحو 15 في المئة من الواردات الزراعية التركية لا تتفق مع القواعد الروسية.
وتكتفي «وكالة سلامة الغذاء الروسية» عادة بفحص بعض شحنات الواردات. ويعني قرار البدء في فحص كل الواردات من تركيا أنها ستستمر، لكنها قد تتأخر كثيرا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الحكومة لا تعتزم فرض حظر على الواردات التركية، مضيفاً: «بالطبع اتخذت إجراءات رقابية إضافية، وهذا شيء طبيعي خاصة إذا وضعنا في الاعتبار التصرف غير المسبوق من جانب الجمهورية التركية».
وأدت الإجراءات على الحدود الروسية إلى ظهور طوابير من الشاحنات التركية. وقال مسؤلوون في الجمارك الجورجية إن الشاحنات التركية منعت من المرور عبر جورجيا إلى روسيا، وإن مئات الشاحنات علقت في المنطقة المنزوعة السلاح بين جورجيا وروسيا.
وتساهم تركيا بحوالي أربعة في المئة من إجمالي واردات الغذاء الروسية، وهي تمد روسيا بالفاكهة والخضروات والمكسرات في الأساس.
وتشير بيانات الجمارك إلى أن قيمة الواردات الزراعية والغذائية من تركيا بلغت مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام 2015، مع العلم أن حوالي 20 في المئة من الخضروات التي تستهلكها روسيا تأتي من تركيا.
وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمر حكومته بإعداد سلسلة إجراءات اقتصادية، في غضون أسبوعين، ردا على العمل العدائي لتركيا. ولَمَّح إلى إمكان تعليق مشاريع مشتركة وزيادة التعرفات الجمركية وتقييد تحركات الطائرات التركية في المجال الجوي الروسي والسفن التركية في المياه الإقليمية الروسية. كما قد يتأثر تشغيل اليد العاملة التركية في روسيا. وقال إن «اتفاقات ومشاريع استثمار قد يتم تجميدها أو إلغاؤها ببساطة».
وأمس، قال وزير التنمية الاقتصادية الروسية ألكسي أولوكاييف إن بناء المحطة الكهروذرية (أك كويو) ومشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا قد يقعان تحت إجراءات الحظر الروسي على تركيا».
ويمكن أن يقوض قرار موسكو وقف تنفيذ مشروع «السيل التركي» الهادف لنقل الغاز الروسي إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، والذي من المتوقع أن تبلغ قدرته نحو 63 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، مساعي تركيا في التحول إلى مركز إقليمي لتوزيع الطاقة.
وقال أولوكاييف إن الإجراءات التي تأتي في إطار الرد على قيام تركيا بإسقاط طائرة حربية روسية قد تشمل قيودا على الرحلات الجوية من تركيا وإليها ووقف الاستعدادات الجارية لإقامة منطقة تجارة حرة. وأعلنت وكالة السياحة الروسية أنه «من المؤكد» وقف التعاون بين البلدين في مجال السياحة، فيما دعت وزارة الخارجية الروسية الروس الموجودين حاليا في تركيا إلى العودة إلى بلادهم، مشيرة إلى مخاطر «إرهابية».
بوتين - هولاند
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في مؤتمر صحافي مع بوتين في موسكو، أن فرنسا وروسيا قررتا «تنسيق» ضرباتهما في سوريا ضد «داعش»، كما اتفقا على عدم استهداف أولئك الذين «يحاربون» التنظيم المتشدد. وقال هولاند: «سيتم تكثيف الضربات ضد داعش، وستكون موضع تنسيق» لاستهداف محدد لنقل المنتجات النفطية، مضيفا أن البلدين اتفقا أيضا على تكثيف تبادل المعلومات والتأكد من أن الضربات لا تهدف «الذين يكافحون ضد داعش».
من جهته، قال بوتين إن إسقاط تركيا لطائرة روسية عمل من أعمال الخيانة من بلد اعتبرته روسيا صديقا. وأضاف أن روسيا لا تزال ملتزمة بالتعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي ينفذ عمليات عسكرية في سوريا، وإنها تعمل لتشكيل تحالف دولي أشمل يمكنه الاتفاق على طريقة لحل الصراع السوري.
وفي حين كرر هولاند أن الرئيس بشار الأسد «لا مكان له في مستقبل سوريا»، أكد بوتين أن الشعب السوري هو من يجب أن يحدد مصير الأسد، وأن الجيش السوري والأسد حلفاء طبيعيون في الحرب على الإرهاب. وأشار بوتين إلى أن روسيا أبلغت الولايات المتحدة بمهمة طائرتها التي أسقطها سلاح الجو التركي، ما يعني أن أنقرة لا يمكن أن تكون على غير علم بهوية الطائرة كما زعمت.
وقال إن «الولايات المتحدة قائدة التحالف الذي تشارك فيه تركيا، تعرف مكان وتوقيت مرور طائراتنا، وتم ضربنا في المكان والتوقيت المحدد بالضبط». و«استبعد» أن يكون سلاح الجو التركي لم يتعرف على طائرة الـ «سوخوي 24» كما أعلنت أنقرة، مضيفا: «هذا عبث. إنها أعذار».
اردوغان
وبدا أن تصريحات بوتين الأخيرة قد أتت رداً على محاولات رجب طيب اردوغان غسل يديه من تهمة نصب كمين جوي لروسيا. وكان اردوغان أعرب عن أسفه لعدم رد بوتين على اتصالاته الهاتفية بعد أن أسقط سلاح الجو التركي طائرة روسية. وقال الرئيس التركي لقناة «فرانس 24»: «بعد الواقعة اتصلت ببوتين لكنه حتى الآن لم يرد». وأضاف: «ربما كنا منعنا بطريقة أخرى هذا الانتهاك للمجال الجوي، لو عرفنا أن الأمر يتعلق بطائرة روسية».
وبرغم نبرته الهادئة إزاء حادث الطائرة الروسية، إلا أن اردوغان رد بشدة على اتهامات بوتين للحكومة التركية بدعم «داعش». وتحدى اردوغان روسيا أن تثبت أن بلاده تشتري النفط من التنظيم، قائلا: «عار عليكم. إن الذين يتهموننا بشراء النفط من داعش يجب أن يثبتوا اتهاماتهم. لا أحد يمكنه الإساءة لهذا البلد. إذا بحثتم عن مصدر الأسلحة والقوة المالية لداعش فإن أول مكان يمكن النظر إليه هو نظام (الرئيس بشار) الأسد والدول التي تعمل معه».
وانتقد ما وصفها بتصريحات «انفعالية» و «غير مناسبة» عن احتمال إلغاء روسيا مشروعات مشتركة مع تركيا. وقال: «نحن حلفاء إستراتيجيون.. (هم يقولون) قد يتم وقف مشاريع مشتركة.. قد تُقطع العلاقات، هل هذه الأساليب مناسبة لسياسيين؟». وأضاف: «في البداية، على السياسيين وعلى جيشينا الجلوس معا والحديث عن مكامن الخطأ، ثم التركيز على تجاوز ذلك الخطأ من الطرفين. لكنك إذا أصدرت بيانات انفعالية كهذه، لن يكون هذا بالأمر الصائب».
واستبعد اردوغان تقديم اعتذار أو تعويضات عن إسقاط الطائرة. وقال، في مقابلة مع قناة «سي ان ان» الأميركية، «هؤلاء الذين انتهكوا مجالنا الجوي يجب أن يعتذروا، وطيارونا وقواتنا المسلحة قاموا بواجبهم فقط». ورداً على اتهامات بوتين له بأسلمة تركيا، تساءل اردوغان: «بماذا سيرد إذا قلت إن الإدارة الروسية تقوم بتنصير روسيا؟».
الأميركيون في كوباني
إلى ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدرَين كرديَّين قولهما إن عسكريين أميركيين وصلوا خلال الساعات الماضية إلى مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا لتدريب ودعم المقاتلين الأكراد في التحضير لعمليات مرتقبة ضد تنظيم «داعش». وأكد مصدر من «وحدات حماية الشعب» الكردية وصول مدربين أميركيين إلى كوباني، موضحا أن «مهمتهم التخطيط لمعارك جرابلس والرقة والتنسيق مع طيران التحالف الدولي والقوات على الأرض».
النهار
روسيا تقاطع تركيا عسكرياً واقتصادياً
أردوغان: البيانات الانفعالية غير صائبة
وكتبت النهار تقول "تسلك روسيا في سياق ردها على تركيا مسارين، الاول عسكري عبر تكثيف الغارات على الحدود السورية - التركية ونشر منظومة صواريخ أرض - جو متطورة جداً من طراز "أس - 400"، والثاني اقتصادي من طريق اتخاذ تدابير اقتصادية. وطالبت موسكو أنقرة باعتذار، فرد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن "من انتهكوا اجواءنا هم من يجب ان يقدموا الاعتذار". وفي ذروة التوتر الروسي - التركي، وصل نحو 50 جندياً اميركياً إلى مدينة عين العرب (كوباني) بشمال سوريا في الأيام الاخيرة عبر تركيا، لمساعدة تحالف "قوات سوريا الجديدة" الذي يضم مقاتلين اكراداً وعرباً مناهضين لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).
وتحدث الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنيكوف عن "تدمير" مجموعات للمسلحين كانت في منطقة تحطم طائرة "السوخوي". وقال: "ما ان صار طيارنا في أمان حتى تعرضت المناطق المعنية فترة طويلة لضربات مكثفة من القاذفات الروسية ومدفعية القوات الحكومية السورية". واضاف: "تم تدمير كل الارهابيين والمجموعات الظلامية الاخرى التي تنشط في المنطقة".
وأوردت وكالة "تاس" الروسية الرسمية ان وزارة الدفاع الروسية علقت كل قنوات التعاون مع الجيش التركي بما في ذلك الخط الساخن الذي أنشئ لمنع الحوادث الجوية.
وطلب رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف من حكومته اعداد سلسلة اجراءات اقتصادية في غضون اسبوعين رداً على "العمل العدائي" لتركيا. ولمح الى امكان تعليق مشاريع مشتركة وزيادة التعرفات الجمركية وتقييد تحركات الطائرات التركية في المجال الجوي الروسي والسفن التركية في المياه الاقليمية الروسية. كما قد يتأثر تشغيل اليد العاملة التركية في روسيا.
وهذه التدابير يمكن أن تعرض للخطر استمرار بناء محطة أولى للطاقة النووية في تركيا في اكويو بجنوب البلاد والقضاء على مشروع خط أنابيب الغاز "توركش ستريم" الذي يعاني صعوبات والذي تريده موسكو مدخلاً للغاز الروسي الى جنوب أوروبا. وأعلن وزير الزراعة الروسي الكسندر تشاكيف تشديد الرقابة على المنتجات الزراعية والغذائية المستوردة من تركيا.
كما دعت وزارة الخارجية الروسية الرعايا الروس الموجودين حالياً في تركيا الى العودة الى بلادهم "بسبب التهديد الارهابي القائم حاليا".
وقالت وسائل الاعلام التركية إن 50 سائحاً تركياً أعيدوا من مطار موسكو منذ الثلثاء على رغم الاعفاء من تأشيرة الدخول بين البلدين. ونظمت تظاهرات منددة بتركيا أمام السفارة التركية في موسكو التي رشقت بالحجار، بينما رشقت القنصلية التركية في بطرسبرج بالبيض.
الموقف التركي
وأفادت وزارة الخارجية التركية أنها استدعت أمس السفير الروسي في انقرة للتنديد بأعمال العنف التي استهدفت سفارتها في موسكو. وقالت في بيان: "نشعر بالاستياء من رؤية ممثلياتنا في روسيا والمؤسسات التركية في هذا البلد تقع ضحية هجمات مادية تحت غطاء تظاهرات". واستنكرت هذا الوضع "غير المقبول".
وقال: إردوغان في خطاب أمام مسؤولين محليين بأنقرة: "نحن حلفاء استراتيجيون... (هم يقولون) قد توقف مشاريع مشتركة... قد تُقطع العلاقات... هل هذه الأساليب مناسبة لسياسيين؟". وأضاف: "في البداية على السياسيين وعلى جيشينا الجلوس معا والحديث عن مكامن الخطأ ثم التركيز على تجاوز ذلك الخطأ من الطرفين. لكنك إذا أصدرت بيانات انفعالية كهذه... لن يكون هذا بالأمر الصائب".
وكشف في مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية للتلفزيون أنه: "بعد الواقعة اتصلت (بالرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لكنه حتى الان لم يرد" على الاتصال الهاتفي. وقال: "كنا ربما منعنا بطريقة اخرى هذا الانتهاك للمجال الجوي" لو "عرفنا ان الامر يتعلق بطائرة روسية".
وأصدرت قيادة الجيش التركي بياناً عقب اجتماع لهيئة الاركان على أعلى مستوى أكدت فيه ان تركيا وروسيا يجب ان تحتفظا بقنواتهما الديبلوماسية والعسكرية مفتوحة عقب التوتر الذي تلا اسقاط "السوخوي" الروسية.
من جهة اخرى، بثّت محطة "سي إن إن تورك" للتلفزيون أن اثنين من الصحافيين المعارضين البارزين في تركيا اعتقلا بتهمة مساعدة إرهابيين بعدما نشرا لقطات ادعيا أنها تظهر جهاز الاستخبارات وهو يساعد في إرسال أسلحة إلى سوريا.
جنود أميركيون
في غضون ذلك، وصل 50 جندياً اميركياً خلال الساعات الأخيرة الى شمال سوريا وشمال شرقها لتدريب ودعم المقاتلين الاكراد في التحضير لعمليات مرتقبة ضد "داعش" وخصوصا في محافظة الرقة بشمال سوريا، معقل الجهاديين.
الأخبار
روسيا تردّ: إقفال الحدود بالنار
كما تناولت الأخبار موضوع الرد الروسي على اسقاط طائرتها وكتبت تقول "ما زال معظم المتابعين يتكهنون ردود الفعل الروسية على إسقاط أنقرة طائرة «السوخوي»، لكن عملياً بدأت موسكو تنفيذ سلسلة قرارات عسكرية تضيّق الخناق على الحركة التركية في الميدان السوري.
في سياق ما يمكن وصفه بردود روسية على إسقاط تركيا لإحدى طائراتها الحربية فوق سوريا، بدأت موسكو تنفيذ سلسلة قرارات متدحرجة لإعادة ترتيب ساحة الاشتباك فوق الأراضي السورية. «طعنة» إسقاط «السوخوي» تحوّلت إلى فرصة روسية لإظهار فِعل «الجريح القادر» على إتمام علاجه بنفسه، والإطباق على خصمه في آن واحد. لذا، نقلت موسكو خطوط حركة طائراتها إلى عمق الحدود السورية ــ التركية. فكانت النتيجة الاولى كسر المعادلة التي حاول الأتراك فرضها من خلال رسم خطوط حمر.
وخلال الساعات الـ36 الماضية، قصفت طائرات «السوخوي» على نحو عنيف نقاطاً على الحدود التركية، مستهدفة كاراج الشاحنات الرئيسي على معبر باب السلامة الحدودي في أعزاز في ريف حلب الشمالي. وقُصفت، أمس، نقطة قريبة من معبر باب الهوى، في ريف إدلب، حيث يتجمع عدد كبير من السيارات والشاحنات. دُمّرت شاحنات ذخيرة للمجموعات المسلحة، كما نقلت مواقع إعلامية معادية للأتراك، أو مساعدات إنسانية... لا يبدو ذلك يشكّل فارقاً في بنك الأهداف الروسي.
إنها عملية «إغلاق الحدود بالنار». هكذا باشر الروس سياسة جديدة تهدف الى منع أكبر قدر من الدعم اللوجستي للمسلحين على أنواعهم. وكل هدف يُشتبه فيه يُقصف في أي نقطة في سوريا. ويبرز هنا إعلان وزارة الدفاع الروسية، أمس، قطع جميع قنوات اتصال التعاون العسكري مع الجيش التركي، الذي يتضمن «الخط الساخن» الذي تمت إقامته لتجنّب الحوادث في المجال الجوي السوري.
وفي هذا الاعلان تتضح الرغبة الروسية في اختيار أهدافها وضربها من دون تنسيق مسبق، فيما يُتّكل على منظومة s400 الدفاعية (التي نشرت أمس في قاعدة حميميم) لحماية «جنود السماء».
بعيداً عن الحدود، كان لافتاً استهداف الطائرات الروسية أيضاً مدينة منبج (أحد معاقل «داعش») في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث حدود «المنطقة الآمنة» التركية المفترضة، ما يجعل تركيا في موقع الدفاع عن شريطها الحدودي في وجه تضييق موسكو لساحتها بالنار أكثر فأكثر.
وفي خطوة أوضح، بدا استهداف الطائرات الروسية، أمس، لمواقع تابعة لـ«الجبهة الشاميّة» (المحسوبة على أنقرة) في بلدة ديرجمّال في ريف مدينة عفرين (الحدودية) بمثابة رسالة للأكراد السوريين لخطب ودّهم، وخطوة تمهيدية نحو تنسيق روسي معهم. فالمنطقة تشهد اشتباكات بين «الشامية» و«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تريد ربط عفرين بعين العرب (كوباني) لتكتمل سيطرتها على كامل الحدود السورية التركية المشتركة. وقد يكون تقدّم «جيش الثوار»، حليف الأكراد الجديد في «قوات سورية الديمقراطيّة»، على حساب «الجبهة الشاميّة» في قرية المالكية في ريف أعزاز، مقدّمة لتمدد «القوات» نحوها، كخطوة أولى لربط مناطق سيطرتها.
هذه التطورات التي فرضها إسقاط الطائرة الروسية، تزامنت مع تصريحات للرئيس المشترك لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، صالح مسلم، حول «استعداد الاكراد السوريين للتنسيق مع روسيا في محاربة الإرهاب في سوريا». الاستهداف الروسي في ريف عفرين الذي يعتبر الأوّل من نوعه، كانت رافعته «الخصم التركي المشترك». هذا الاستهداف لا ينسف العمل المشترك بين «الوحدات» وواشنطن، بل يستفيد الأكراد عبره من دعم جويّ في منطقة وضعت أنقرة فيتو عليها أمام أميركا لأي دعم للأكراد.
توظيف المدفعية
وإلى جانب زيادة فعالية «السماء» عبر تنويع الأهداف وإدخال عدد من الطائرات الجديدة، كمّاً ونوعاً، إلى الخدمة، يتبدى أول مظاهر القرار الروسي بالتدخل المباشر في الميدان في مجال الدعم المدفعي. تمّ توثيق استخدام طرازات حديثة عدة من المدفعية ليست متوافرة في ترسانة الجيش السوري، وأكثرها تشغله ــ حالياً ــ طواقم روسية. راجمات الـ«توس» الحارقة التي تُستخدم بكثافة في ريف اللاذقية أخيراً، هي أشهر هذه الأنظمة. إلا أنّ هناك أيضاً مؤشرات على استخدام راجمات «سميرش» الثقيلة والبعيدة المدى، وصوراً تظهر مدفع الميدان الثقيل «متسا ــ ب» في تدمر وأماكن أخرى.
إن صحّت الأنباء عن نية روسيا زيادة وحداتها المدفعية في سوريا (هناك كلام عن عدّة ألوية)، فإن ذلك سيستلزم تشكيلات برية متخصصة لحماية هذه القوات وتأمينها. هذه الإمدادات ترتكز على نظرية أن القصف المدفعي، إن وظّف بفعالية واحتراف، هو السلاح الحاسم والضروري في ساحة كسوريا، وليست الطائرات وحدها. وذلك لأن المجموعات المسلحة تتموضع في مواقع دفاعية ومجهزة على نحو ممتاز من الناحية الهندسية، ويقول الخبراء الروس إنّه لا يمكن خرق هذه التحصينات إلا عبر سلاح مدفعية فعال ودقيق. من هنا، «يتكهّن» متابعون بأن المدافع الحديثة الذاتية الحركة (على عكس «ميستا ــ ب» المقطور) ستظهر في الساحة السورية قريباً.
إضافة الى ذلك، بدأت روسيا، منذ أسابيع، بتزويد الجيش السوري بدبابات جديدة، من طراز «تي ــ 72ب» (وهي النسخة التي يستخدمها الجيش الروسي)، كذلك ظهرت أخيراً عدة صور لدبابات «تي 90» في سوريا، مزوّدة أيضاً بنظام «شتورا» لقهر الصواريخ المضادة للدبابات.
اللواء
الجبير: لا مكان للأسد في مستقبل سوريا والخيار العسكري قائم
«رقصة الحرب» بين بوتين وأردوغان: قطيعة واليد على الزناد!
بدورها كتبت اللواء تقول "أرخى إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية على الحدود السورية، بظلاله على مجمل العلاقات بين البلدين، وأخذت الأمور تتجه نحو قطيعة شبه كاملة وعلى كل المستويات، حيث عمدت الحكومة الروسية إلى البدء بسلسلة إجراءات فورية تشمل قطاعات واسعة.
وبينما رفضت تركيا الاعتذار عن إسقاط الطائرة وطالبت باعتذار روسيا عن إختراق مجالها الجوي، عمدت روسيا الى الرد اقتصادياً مستبعدة في الوقت نفسه الخيار العسكري ضد أنقرة.
وعلى وقع الغارات الروسية المكثفة والتي استهدفت خصوصاً مناطق التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، دافعت تركيا بحزم امس عن التزامها محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان التزام انقرة مكافحة تنظيم القاعدة «لا جدال فيه». ونفى اردوغان بشكل قاطع ان تكون تركيا تسمح بمرور مبيعات النفط التي يقوم بها التنظيم المتطرف او تستفيد منها. وقال لقناة فرانس 24 «انها افتراءات واكاذيب». واضاف ان «داعش تبيع النفط الذي تستخرجه الى الاسد (...) تحدثوا عن ذلك مع الاسد الذي تدعمونه».
ورفض اردوغان مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«اعتذارات واضحة من قادة تركيا. واكد لقناة سي ان ان: «هؤلاء الذين انتهكوا مجالنا الجوي يجب ان يعتذروا وطيارونا وقواتنا المسلحة قاموا بواجبهم فقط».
واعرب عن اسفه لعدم رد بوتين على اتصالاته الهاتفية. وقال: «بعد الواقعة اتصلت ببوتين لكنه حتى الان لم يرد» على الاتصال الهاتفي. واضاف: «كنا ربما منعنا بطريقة اخرى هذا الانتهاك للمجال الجوي» لو «عرفنا ان الامر يتعلق بطائرة روسية».
اما في الجانب الروسي، فقد، اعلنت موسكو انها تستعد لاتخاذ تدابير اقتصادية ضد انقرة رغم العلاقات الاقتصادية الوثيقة التي نشأت بين البلدين في السنوات الاخيرة.
واعرب بوتين عن اسفه لعدم تلقي روسيا اي اعتذار من انقرة. وقال: «لم تردنا حتى الان اي اعتذارات واضحة من قادة تركيا ولا عروض للتعويض عن الاذى والضرر، ولا وعود بمعاقبة المجرمين المسؤولين عن جرائمهم». واضاف بوتين: «لدينا الانطباع بأن القادة الاتراك يقودون عن وعي العلاقات الروسية التركية الى طريق مسدود».
بدوره، طلب رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف امس من حكومته اعداد سلسلة اجراءات اقتصادية في غضون اسبوعين ردا على «العمل العدائي» لتركيا.
والمح من دون الخوض في التفاصيل الى امكان تعليق مشاريع مشتركة وزيادة التعرفات الجمركية وتقييد تحركات الطائرات التركية في المجال الجوي الروسي والسفن التركية في المياه الاقليمية الروسية. كما قد يتأثر تشغيل اليد العاملة التركية في روسيا.
بدوره، اشار وزير الزراعة الروسي الكسندر تشاكيف الى «انتهاكات متكررة للمعايير» الصحية، معلنا تشديد الرقابة على المنتجات الزراعية والغذائية المستوردة من تركيا.
في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير موقف بلاده الرافض لأي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا. وقال الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي سباستيان كورتس إن بلاده ستسعى لتحقيق ذلك بالوسائل السلمية، كما أن الخيار العسكري ما زال قائما، وأكد استمرار دعم المعارضة السورية.
ميدانياً، اعلن الجيش الروسي انه «دمر» مجموعات للمسلحين كانت في منطقة تحطم طائرة السوخوي سو-24 التي اسقطتها تركيا، بعيد عملية سمحت بانقاذ احد طياريها الاثنين.
هذا، وكثّفت المقاتلات الروسية والسورية امس قصفها على عدة مناطق بشمال سوريا لتشمل مناطق في محافظات حلب وإدلب واللاذقية، وخاصة تلك المحاذية للحدود مع تركيا، وتسيطر عليها قوات المعارضة مخلفة قتلى وجرحى ودمارا كبيرا.
الى ذلك، وصل عشرات العسكريين الأميركيين خلال الساعات الماضية الى شمال وشمال شرق سوريا لتدريب ودعم المقاتلين الاكراد في التحضير لعمليات مرتقبة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وخصوصا في محافظة الرقة شمالا، معقل المتطرفين.
البناء
بوتين يلتقي هولاند: أردوغان يخوض حرب «داعش»... و«أس 400» في سورية
خسائر تركيا تفوق الـ40 مليار دولار وانهيارات متوقعة في البورصة والعملة
8 آذار تستوعب ترشيح فرنجية بانتظار الحريري... وحردان لتسوية تدوّر الزوايا
صحيفة البناء كتبت تقول "اليوم الثالث من الحرب الباردة الروسية التركية، نار وجحيم على الجماعات المدعومة من تركيا في شمال سورية، ونشر لصواريخ «أس 400» في اللاذقية يغطي كلّ سورية ويكشف الطائرات الحربية في عمق المتوسط وقبيل إقلاعها من المطارات التركية و»الإسرائيلية»، والقلق والذعر يخيّمان على المستويات السياسية والعسكرية وخصوصاً الاقتصادية في تركيا، بينما «إسرائيل» التي لم تجد من يشاركها العداء لحزب الله إلا واشنطن والرياض في إجراءات عقابية متزامنة، تتلقى التطورات في سورية بصفتها تعزيزاً لمكانة الحزب ومقدّراته بعد الردّ الروسي الإيراني المشترك في قمة الزعيمين الرئيس فلاديمير بوتين والسيد علي الخامنئي برفض الطلب الأميركي بجعل مقدّرات حزب الله تحت الرقابة ووضع لائحة بكمّ ونوع السلاح المسموح له بامتلاكه. وفي ظلّ تأكيد التمسّك الروسي باعتبار الحزب حليفاً وقوة إقليمية يُحسب لها الحساب وتلعب دوراً مميّزاً في الحرب على الإرهاب، ورفض تقديم أيّ ضمانات تتصل بمستقبل دوره وسلاحه.
الرئيس الروسي حدّد بوضوح بوصلة الحرب التي سيمضي بها قدماً وهي تصفية التنظيمات الإرهابية في سورية، مهما كانت الضغوط لثنيه عن ذلك، واضعاً إسقاط الطائرة الروسية في إطار حضانة تركيا لهذه التنظيمات، وخوضها حرب الدفاع عنها، وفي حضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي حمل دعوة أميركية إلى روسيا للدخول في تفاوض مع تركيا، أكد الرئيس بوتين موقفه من الرئيس التركي رجب أردوغان خصوصاً بعد الروايات التي قدّمها أردوغان بديلاً عن الاعتذار الذي طلبه بوتين، ليصف بوتين الروايات التركية بالبعيدة عن الواقع وغير القابلة للتصديق، معيداً الحديث عن قوافل شاحنات النفط المهرّب عبر تركيا لحساب «داعش».
الحكومة الروسية شرعت بعقوبات اقتصادية على تركيا، هي أقرب إلى الحرب الناعمة، وجدت ترجمتها بوقف النشاط السياحي وفرض رسوم جمركية على البضائع التركية، تحرمها القدرة التنافسية، ورسوم عالية على الشركات التركية والاستثمارات التي تملكها، ووقف المشاريع الاستثمارية المشتركة، خصوصاً في مجال الطاقة، والحصيلة وفقاً لخبراء اقتصاديين روس وأتراك سيكون نتاج هذه العقوبات في وضع الاقتصاد التركي المأزوم والذي يعاني ركوداً قاسياً منذ سنتين، بعدما توقفت تجارة الترانزيت عبر سورية والعراق، أكثر من كارثي، فشركات الصناعات الغذائية مهدّدة بالإقفال وهي تصدّر قرابة العشرين مليار دولار سنوياً إلى روسيا، ومثلها صناعات النسيج، عدا عن السياحة التي ستخسر أربعة مليارات دولار سنوياً، وترتب إقفال فنادق ومنتجعات كانت تعتاش على السياح الروس، والمتوقع مع ما يقدّر بأربعين مليار دولار خسائر أن تنهار البورصة التركية وأن يشهد سعر العملة تدهوراً حاداً.
لبنانياً بعد عاصفة لقاء باريس الذي جمع الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، هدأت جبهة قوى الثامن من آذار ونجحت في امتصاص الصدمة، وكانت مواقف فرنجية الحريصة على التمسك بترشيح العماد ميشال عون الأساس في هذا الامتصاص، والتماسك على قاعدة فلننتظر ترجمة الجدّية في موقف معلن للحريري ونبني على الشيء مقتضاه، بينما برز لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان موقف يؤكد حاجة لبنان إلى حلول حقيقية تحققها تسوية تدوّر الزوايا، عبر حوار يؤسّس على حاجة اللبنانيين إلى حلول إنقاذية في ظلّ الفراغ القاتل.
الملف الرئاسي أولاً
بقي الملف الرئاسي محور الحركة السياسية وسط تضارب وتباين في المعلومات حول مسألة ترشيح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، ولقاء باريس الذي جمعه مع الرئيس سعد الحريري.
وأمس برزت محاولات تشويش من بعض نواب تيار المستقبل بتصريحات رسمية على ما يتم تداوله من ترشيح فرنجية ولقاء باريس، وربط هذا الملف بالتطورات على الصعيد الإقليمي. وشدد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج على أن «طريق التسوية السياسية الشاملة لا تزال في بدايتها». في حين نفى النائب عاطف مجدلاني أن يكون تم طرح اسم فرنجية كمرشح للرئاسة داخل تيار المستقبل، مؤكداً أن «رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يزال مرشحنا حتى الآن».
ترشيح فرنجية والحياد!
إلا أن مصدر قيادي في تيار المستقبل أكد لـ«البناء» حصول لقاء الحريري – فرنجية في باريس، مشيراً إلى «أن ترشيح الحريري لفرنجية جدي، لكن الحريري لن يعلن رسمياً ذلك إلا بعد أن يتم الاتفاق على السلة المتكاملة». وأوضح المصدر أن «ترشيح فرنجية لن يكون معزولاً عن حياد لبنان وتشكيل الحكومة وقانون الانتخابات النيابية»، مضيفاً: عندما تنضج الاتصالات سيعلن الحريري عن ذلك في إطلالة تلفزيونية أو في مؤتمر صحافي.
اتصالات بعيدة عن الأضواء
وتحدثت مصادر تيار المردة لـ«البناء» عن اتصالات بعيدة عن الأضواء تجري على خط الحريري – فرنجية لحلحلة الكثير من الأمور على صعيد ملف الرئاسة، لكنها رفضت الدخول في التفاصيل، معتبرة «أنه حتى الآن لم يصدر أي موقف رسمي لا من فرنجية ولا من تيار المستقبل».
وإذ رفضت المصادر التعليق على تصريحات بعض نواب المستقبل، ذكرت بما قاله فرنجية إنه لم يعلن ترشيحه رسمياً وإن مرشحه هو العماد ميشال عون، وأكدت المصادر أن كل ما يقوم به فرنجية على هذا الصعيد من ضمنه اللقاء والتواصل مع الحريري يتم بالتنسيق مع العماد عون».
هل يعلن الحريري فرنجية مرشحاً رسمياً؟
وتؤكد مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «فرنجية مقتنع بجدية موقف الرئيس الحريري، ولذلك قام بنصف الخطوة المطلوبة منه أول من أمس بعد جلسة الحوار الوطني بإعلانه أنه مرشح جدي ولكن ليس مرشحاً رسمياً»، وتشير المصادر إلى «أن الكرة باتت في ملعب الحريري ولفتت إلى أن الأخير سيتحدث خلال إطلالة تلفزيونية أو في مؤتمر صحافي أو يمكن أن يحضر إلى بيروت ويعلن ترشيح فرنجية رسمياً في اجتماع لكتلته النيابية». وقالت: «إن أي موقف جديد لن يصدر عن فرنجية لأنه يعتبر أن المطلوب منه وفقاً للقاء باريس قام به»، مشيرة إلى «أن فريق 8 آذار سيلتزم الصمت ويراقب ويتابع التطورات قبل إعلان أي موقف ريثما يتأكد من جدية الطرح».
وأشارت مصادر في 8 آذار لـ«البناء» إلى «أنه بعيداً عن المعلومات المتداولة فإن هذا الطرح سيكون نسخة ثانية عن اتفاق الحريري عون»، مشيرة إلى «أن أحداً لم يفاتح العماد عون رسمياً بترشيح فرنجية».
وعبرت مصادر وزارية في 14 آذار لـ«البناء» عن «تفاؤلها بقرب انتخاب رئيس بعد تقدّم هذا الملف على باقي الملفات»، وأكدت «أن حل كل الملفات يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية».
أبو فاعور: فرنجية متقدّم
وفي السياق، أكد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، بعد لقائه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا «أن الاسم المطروح المتقدم هو اسم النائب سليمان فرنجية، ولكن حتى اللحظة الأمور في طور التشاور على ضفتي المعادلة السياسية في البلاد للوصول إلى ما يمكن الوصول إليه».
حردان: تدوير الزوايا لقضايانا بتسوية تحفظ ثوابت لبنان
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان «أن لبنان جزء من المنطقة، ولا يمكن أن يكون معزولاً عنها، ولا يمكن أن يكون مستقراً استقراراً كاملاً إلا إذا استقرّت كلّ المنطقة، ولذلك يجب أن يساهم لبنان في استقرار المنطقة، من خلال تحصين ذاته واستقراره، ونحن نرى أنّ هذا التحصين يبدأ في إعادة تفعيل المؤسسات، كلّ المؤسسات، لأنّ لبنان الآن بلا مؤسسات، رئاسة جمهورية غير موجودة، حكومة غير فاعلة، مجلس نيابي توضع عليه شروط لعدم تفعيله، المؤسسات الأساسية التي تقود البلاد هي مؤسسات معطلة، ومن هنا طرحنا على طاولة الحوار أفكاراً حول تسوية للداخل اللبناني بما يحفظ هذا الاتجاه داخل لبنان، ونحن نقول نعم للحوار المنتج، ونرى أنّ الحوار منتج لأنه ضرورة للبنان واللبنانيين». وأشار إلى «أنه لا بدّ من التفتيش عن تدوير الزوايا لقضايانا حتى نقيم تسوية تحفظ ثوابت لبنان، وفي الوقت ذاته تنقذ هذا البلد من الانهيار وتعيده إلى دورة الحياة الطبيعية. وهذا لا يمكن أن يتمّ إلا بانتخاب رئيس جمهورية، وبإيجاد قانون انتخابي يجمع بين اللبنانيين ويساوي بينهم، لذلك نحن طرحنا على طاولة الحوار أنّ لبنان يجب أن يكون دائرة انتخابية واحدة، وأن يعتمد قانون الانتخاب النظام القائم على قاعدة النسبية، لكي يكون عادلاً ومنصفاً للبنانيين جميعاً».
وفي ما يخصّ التطاول على الشهداء، شدد حردان على «أننا نخوض حرباً على الإرهاب ليس فقط في الميدان، بل نخوض حرباً حتى في الإعلام، وللأسف فإنّ بعض وسائل الإعلام في المنطقة وفي العالم ككلّ يُستعمل للتضليل. وهذا التضليل يبدأ بإسقاط كلّ المعايير والثوابت التي تتعلق بالدفاع عن الكرامة والسيادة والأرض والحق»، لافتاً إلى «أنّ التضليل يجري أيضاً بمعايير تخلط بين المقاومة والإرهاب وهذا «عدوان ناعم» مرفوض ولا نقبل إلا أن نضعه في خانة خدمة العدو الصهيوني وخدمة الإرهاب في هذه المنطقة».
سلام إلى باريس السبت
حكومياً، لا جديد بانتظار عودة الرئيس سلام من باريس الذي سيشارك بمؤتمر الاحترار المناخي بانتظار الانتهاء من دراسة خطة الترحيل النفايات إلى الخارج ليدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء.
وفي السياق، أكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أن لا جلسة لمجلس الوزراء قبل الثلاثاء المقبل بسبب سفر سلام إلى باريس التي سيعود منها الاثنين». ورأى أن رئيس الحكومة سيدعو إلى جلسة وزارية فور الانتهاء من دراسة عروض الشركات التي ستستورد النفايات»، مؤكداً «أن خيار الترحيل يتقدم ويحتاج بعض الوقت لدراسة أمور فنية قبل بتّه في المجلس».
المقاومة تصفّي «أبو عبدو»
في غضون ذلك، قضى المسؤول عن نقل انتحاريي برج البراجنة عبد السلام عبد الرزاق الهنداوي، الملقب بـ»أبو عبدو»، أول من أمس، في عملية «نوعية» نفذها الجيش السوري وحزب الله في سورية، وفق ما أعلنت قناة «المنار». وأشارت المعلومات إلى أن الهنداوي يُعدّ من أبرز العاملين على خط نقل الانتحاريين من الرقة إلى لبنان، سقط في كمين في منطقة خاضعة لسيطرة «داعش» في ريف حمص، فيما اعتبرت العملية انتقاماً لشهداء «البرج» بعد 14 يوماً على التفجير المزدوج.
واعتبر قائد الجيش العماد جان قهوجي «أن وضعنا على الحدود جيد جداً وكذلك الوضع الأمني بالداخل ممسوك، لكن هذا لا يلغي إمكانية حصول خرق ما في مكان معين». وقال في حديث لوكالة رويترز: «أصبحنا بمنتصف الطريق في محاربة الإرهاب بينما الدول الاوروبية ما زالت في البداية».
وأعرب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في حزب الله وفيق صفا، بعد لقائهما العماد قهوجي في اليرزة عن «تقدير حزب الله واعتزازه بعمل الجيش في مواجهة الإرهابيين وعملاء إسرائيل».