22-11-2024 08:03 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 28-11-2015: تطورات تبادل العسكريين اللبنانيين.. والملف الرئاسي

الصحافة اليوم 28-11-2015: تطورات تبادل العسكريين اللبنانيين.. والملف الرئاسي

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة السبت في بيروت على موضوع تطورات تبادل العسكريين اللبنانيين المخطوفين، وعلى الملف الرئاسي اللبناني اضافة الى استمرار الانجازات الامنية ضد الارهاب

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة السبت في بيروت على موضوع تطورات تبادل العسكريين اللبنانيين المخطوفين، وعلى الملف الرئاسي اللبناني اضافة الى استمرار الانجازات الامنية ضد الارهاب ، وفي الموضوع الاقليمي استمر الاهتمام بالمسألة الروسية التركية.

الأخبار

هذا ما جنته الوهابيّة على أوروبا

تحت هذا العنوان جاء في الصفحة الاولى لجريدة الاخبار: يجهد الأوروبيون في إقناع أنفسهم بأن ما لمسوه أخيراً من هجمات وما يتخوفون منه قريباً، هو نتاج غضّهم النظر عن انتشار الوهابية في بلدانهم بأيدٍ سعودية وعبر موافقات حكومية قدمتها دولهم، مقابل المصالح الاقتصادية والمالية المشتركة مع السعودية.

ثنائية ناجحة يمارسها آل الشيخ (نسبة إلى الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب) باستغلال إرث جدّهم في إسباغ الشرعية الدينية على العرش السعودي، فيما يلتزم أحفاد ابن سعود مهمّة الدفاع عن الوهابيّة وبثّ تعاليمها ومناهجها في البلدان كافّة. مهمّة يسخّر لها أنجال عبد العزيز (مؤسّس الدولة السعودية المعاصرة) أدوات «حداثية» تتمثّل في تشييد المدارس والمراكز التبليغية والبعث بالدعاة إلى «أقطار المعمورة».

«السعودية أنفقت 87 مليار دولار خلال العقدين الماضيين لنشر الوهّابية في العالم»، ينقل السفير الأميركي السابق لدى كوستاريكا كورتين وينزر، في دراسة تحليلية أكاديمية نشرتها مجلة «ميدل إيست مونيتور» عن الخبير في الصراعات الدينية وتمويل التطرّف أليكسي أليكسيف. وجاءت أقوال أليكسيف أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ في 26 حزيران 2003، وهي أرقام مماثلة أوردها المستشار السابق في وزارة المال الأميركية في حزيران 2004، ديفيد أوفهوسر، وقدّر آنذاك أن إنفاق الحكومة السعودية على نشر «المذهب الوهّابي» في العالم بما لا يقلّ عن 75 مليار دولار.
في هذا السياق، ذكر المحلّل النفطي في شركة «هس» لتجارة الطاقة إدوارد مورس، أنّ الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، خصّ ناشري الوهّابية بحصّة من عوائد البترول تعادل ملياراً و800 مليون دولار سنوياً. أمّا في الوقت الراهن، فلا أرقام تقارب حجم الإنفاق السعودي على «الأنشطة الدينية»، ولكنّ الأخيرة تكاثرت باطّراد لافت تزامناً مع بلوغ الطفرة النفطية أوجها. ولم تكن الأقطار العربية والإسلامية التي غزتها البترو ــ وهّابية، وفي مقدّمها باكستان، يتيمة على قائمة الأهداف.


أوروبا، التي تسأل عن أسباب الإرهاب الآن، كان لها كذلك نصيب وافر من الجهود السعودية في توسيع رقعة «التوحيد الوهّابي» بالنظر إلى نماء الجالية الإسلامية داخل القارّة العجوز. وتقدّر آخر الإحصاءات عدد المسلمين في جميع دول أوروبا بنحو 44 مليون نسمة، أي ما يقارب 6% من إجمالي السكان. وهذه المساعي المتقادمة لم ينكرها النظام السعودي، بل إنّه جاهر بها متفاخراً تحت شعار نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية ودعم الأقليّات المسلمة. وبنظرة سريعة إلى المنابر الإعلامية المتحدثة بلسان المملكة، تظهر مشاريع هائلة سخّرت للمؤسّسة الدينية ووجوهها. صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية نفسها أحصت في تقرير عدداً من المشاريع المموّلة سعودياً على امتداد القارّات الخمس، وذلك في ذروة أنشطة الدعوة الوهّابية.


تلك الصحيفة، التي تعتبر في صدارة المدافعين عن آل سعود، تشير إلى أنّ السعودية بنت في أوروبا مراكز دينية تبلغ مساحة بعضها 3848 متراً مربّعاً، وتقارب تكلفة بعضها الآخر 5 ملايين دولار. ومن أبرزها «مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الإسلامي» في مدينة ملقا الإسبانية، و«المركز الإسلامي في العاصمة الإيطالية روما»، و«مركز مدينة مونت لاجولي في فرنسا»، و«المركز الإسلامي» في جنيف، و«المركز الإسلامي الثقافي» في بروكسل (يشار إلى أن هذا المركز يقع على مقربة من منطقة مولينبيك البلجيكية التي ذاع صيتها كإحدى أبرز البقع الأوروبية المصدّرة للجهاديّين). يضاف إليها: «المركز الإسلامي» في مدريد، و«المركز الثقافي» في لندن، و«المركز الإسلامي» في لشبونة في البرتغال، و«المركز الإسلامي» في العاصمة النمسوية فيينا، و«مركز خادم الحرمين الشريفين الإسلامي» في أدامبرا في إسكتلندا.
إلى جانب المراكز الدينية، تعدّد «الشرق الأوسط» المساجد التي شيّدتها المملكة أو أسهمت في تشييدها على الحواضر الأوروبية من بين 1359 مسجداً سعودياً حول العالم. وفي صدارتها: مسجد «مونت لاجولي» في فرنسا، مسجد مدينة ليون الفرنسية، مسجد «خادم الحرمين الشريفين» في أدامبرا، مسجد «المركز الإسلامي» في برن السويسرية، المسجد الجامع في بروكسل، المسجد الجامع في مدريد، مسجد «برنت» المركزي في بريطانيا ومساجد أخرى في زغرب ولشبونة وفيينا.

ولا يكتمل مشهد المنظومة الوهّابية في أوروبا إلا بالتعريج على الأكاديميّات التي أنشأتها السعودية في غير دولة، وفي مقدّمة هذه الصروح المبنية تحت شعار «ربط النشء من أبناء الأقلّيّات المسلمة بدينهم وعقيدتهم من خلال الدروس النظرية والعملية»، تأتي «أكاديمية الملك فهد» في لندن، و«أكاديمية الملك فهد» في بون التي تضم مدارس من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، ومسجداً يتسع لـ 700 مصلٍّ. أيضاً يوجد «معهد العالم العربي» في العاصمة الفرنسية باريس، بل لا تستثنى الجامعات الغربية حتّى العريقة منها من سيل البترو ــ وهّابية، فالمملكة «أدركت أهمّية إبراز حقيقة الإسلام وتصحيح المفاهيم الإسلامية المشوّهة». من هنا، كان «كرسي الملك فهد للدراسات» في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، كما كان «كرسي الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية» في جامعة كاليفورنيا، و«كرسي الملك فهد للدراسات الشرعية الإسلامية» في كلّية الحقوق في جامعة هارفارد.
ما تمّ تعداده مقدّماً ينتسب جميعُه إلى حقبة زمنية واحدة هي حقبة الثمانينيات والتسعينيات، أي قبيل أحداث الحادي عشر من أيلول. في تلك المرحلة من عمر المملكة، كان فهد مسكوناً بهاجس التصدّي لامتدادات الثورة الإيرانية، ولا سيّما أنّ الأخيرة بلغت آنذاك مرحلة التأثير القوي في ساحة الثقافة الإسلامية. والهواجس المشار إليها، معطوفة على الإغراءات المالية والنفطية، جعلت الدول الغربية والأوروبية بالتحديد تغضّ الطرف عن التوسّع الوهّابي في البلدان ذات الأقلّيّات المسلمة.
تغاضٍ ما لبثت أوروبا أن دفعت ثمنه بالدماء. يقول الخبير أليكسي أليكسيف في شهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي، إنّ «متخرّجي المدارس الوهّابية كانوا وراء الأعمال الإرهابية مثل تفجيرات لندن في تمّوز 2005 واغتيال الفنّان تيودور فان جوخ الهولندي عام 2004». وثمة نماذج توضح استمرارية النهج السعودي القائم على تفريخ الوهّابية حتّى ما بعد أحداث 11 أيلول، التي جعلت الرياض تعمل على امتصاص غضب واشنطن إزاءها، بحملات إعلامية وأمنية أشبه ما تكون بالفقاعات. ولم تمر سنوات قلائل حتى صارت سوريا قبلة «الجهاديّين» من كلّ حدب وصوب، وقد بدأ ربائب المدارس والأكاديميّات الوهّابية في أوروبا شدّ الرحال للنفير إلى الساحة الشامية، وهو نفير ظنّ حكّام أوروبا أنّ السكوت، بل وتسهيله، سيحقّق غاياتهم السياسية وسيخلّصهم من جيل «القاعديّين الجدد».


مأساة المخطوفين لدى «النصرة» في نهايتها؟


وقالت الاخبار في ملف العسكريين: هل وصلت مفاوضات إطلاق العسكريين الرهائن لدى جبهة النصرة إلى خاتمتها؟ ام أن التقدم المحرز في هذا المجال سينتهي كما سوابقه؟ المعلومات تشير إلى قرب وضع حد لمعاناة المخطوفين وعائلاتهم، مع استمرار الغموض بشأن مصير الجنود المخطوفين لدى «داعش».

هل بلغت صفقة إطلاق العسكريين الرهائن لدى «جبهة النصرة» خاتمتها؟ بعد ظهر أمس، بدأت المعلومات تخرج إلى العلن، مبشرة بإطلاق العسكريين المخطوفين «خلال ساعات». تزامن ذلك مع نشر حسابات على موقع «تويتر»، محسوبة على «جبهة النصرة»، معلومات عن «بدء تنفيذ صفقة التبادل».

ونشر أحد الحسابات تفاصيل إضافية، قائلاً إن البداية ستكون بإطلاق السجينات في لبنان، وأولاهن سجى الدليمي، طليقة أمير تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي. المدير العام للأمن العام، اللواء عباس ابراهيم، سارع إلى نفي المعلومات المتداولة، طالباً من وسائل الإعلام عدم نشر أخبار غير موثوقة. لكن مصادر وزارية أكّدت لـ»الأخبار» أن ابراهيم أنجز معظم أجزاء الصفقة، بعدما أعطى دفعاً للمفاوضات في زيارته الأخيرة للعاصمة القطرية الدوحة. ونبّهت المصادر في الوقت عينه إلى ضرورة عدم المبالغة في التفاؤل، لأن الصفقة سبق أن وصلت إلى حد التنفيذ، ثم تراجعت «جبهة النصرة»، وغاب الوسيط القطري. وأشارت إلى أن إتمام التبادل تنقصه بعض الخطوات، التي تحتاج ربما إلى أكثر من 48 ساعة لإنجازها، لكن التقدم أدى إلى التحضير العملي للتبادل، من خلال نقل الموقوفين المطلوب الإفراج عنهم من السجون اللبنانية إلى نظارة الأمن العام. كذلك تردد أن موقوفين من النصرة سيُفرج عنهم من سوريا التي قدّمت السلطات الرسمية فيها تسهيلات لإتمام التبادل.


الوسيط القطري موجود في لبنان منذ أيام عدة، لمتابعة المفاوضات بين الدولة اللبنانية و»تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة». وقالت مصادر في «القاعدة» لـ»الاخبار» إن صفقة التبادل ستشمل، في مقابل إطلاق العسكريين المخطوفين لدى «النصرة»، إطلاق موقوفين من السجون اللبنانية والسورية، إضافة إلى نقل جرحى من مدينة الزبداني السورية إلى مطار بيروت الدولي، ومنه إلى تركيا.
في هذا الوقت، عاش أهالي المخطوفين لدى «النصرة» لحظات من الترقب، من دون أن يكتموا فرحتهم بما يجري تداوله عن قرب عودة أبنائهم إلى الحرية. أما الجنود الرهائن لدى تنظيم «داعش»، فلم تظهر بعد أي معلومات عن مصيرهم، في ظل رفض التنظيم كل مبادرات التواصل معه في هذا الشأن، مظهراً لامبالاة تجاه أي دعوة للتفاوض معه.
سياسياً، استمرت قضية ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية الشاغل الوحيد لمختلف القوى السياسية. وأكّدت مصادر في تيار المستقبل لـ»الأخبار» أن الرئيس سعد الحريري يواجه صعوبات في إقناع شخصيات بارزة في تياره وكتلته النيابية بالقبول بتبني ترشيح فرنجية. ويُعبّر عن هذا الأمر بشكل واضح وزير العدل أشرف ريفي الذي أكّد أمس رفض وصول رئيس حليف لإيران أو سوريا. وقال ريفي في حديث إلى وكالة «الأناضول» التركية: «الأولوية هي لانتخاب رئيس للبلاد. يجب ألا نقبل بأن يصل إلى سدة رئاسة الجمهورية أي إنسان غطى المشروع الإيراني، وكذلك كل إنسان يرتبط ببشار الأسد. وفي الوقت الذي تبحث فيه كل دول العالم في خروج الأسد من سوريا، علينا ألا نسلمه رئاسة الجمهورية في لبنان، ويجب أن نعمل لعدم وصوله».
كذلك لم يحقق الحريري اختراقاً في صفوف حلفائه المسيحيين، وخاصة في حزبَي الكتائب والقوات اللبنانية، الذين يتمسكون برفض وصول فرنجية إلى بعبدا. ونفت المصادر ما تردد أمس عن إرجاء الحريري موقفاً علنياً كان سيحسم فيه مسألة تأييده ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية. وقالت المصادر إن رئيس تيار المستقبل لم يكن أصلاً ينوي إعلان موقف مماثل قريباً لكي يرجئه. رغم ذلك، استمرت شخصيات في فريق 14 آذار بالتعبير عن «تخوّفها» من إمكان «إقدام الحريري على خطوة كهذه، رغم معارضة حلفائه». لكن هذا الأمر لا ينطبق على النائب وليد جنبلاط الذي كان قد قرّر عقد اجتماع لكتلته النيابية، يعلن في نهايته تبني ترشيح فرنجية للرئاسة وسحب ترشيح النائب هنري حلو. لكن جنبلاط عاد وأرجأ الاجتماع.

السفير

إلقاء القبض على إرهابي متورط في إعدام حمية والبزال
«خرق قطري» في قضية العسكريين.. والعبرة بالتنفيذ!


كتبت السفير: لم تتوقف المفاوضات بشأن تبادل العسكريين اللبنانيين منذ 15 شهراً حتى الآن، لكنها برغم مساراتها المتعرجة، كانت تتحرك من حيث تنتهي آخر جولة تفاوض كان يتولاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.. وصولا إلى الأمس القريب، وتحديدا قبل خمسة عشر يوما، عندما تلقى الأخير رسالة من نظيره مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي يفيده فيها، بصورة مفاجئة، أن مندوباً له سيتحرك على وجه السرعة من الدوحة إلى بيروت، من أجل استئناف المفاوضات، وذلك من عند آخر مرحلة كانت قد بلغتها في مطلع الصيف الماضي.
وكالعادة، بدا الجانب اللبناني في جهوزية تامة، سواء على صعيد سقف الحد الأقصى للتنازلات التي لا تمس السيادة اللبنانية، وفي الوقت نفسه، تؤدي إلى استعادة العسكريين الأسرى لدى «جبهة النصرة»، في ظل القرار الذي اتخذه تنظيم «داعش» بإقفال باب التفاوض مع الجانب الرسمي اللبناني..
وفي المعلومات التي توافرت لـ«السفير» أن المفاوضات التي خاضها اللواء إبراهيم مع «النصرة» برعاية القطريين ومتابعتهم الحثيثة في هذه المرحلة، بدت جدية أكثر من أي وقت مضى، ولكن الجانب اللبناني كان دائم التحفظ، خصوصاً عندما كان المدير العام للأمن العام يضع كلاً من رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق في أجواء المفاوضات لحظة بلحظة، حتى أن إبراهيم كاد يلغي قبل عشرة أيام زيارة رسمية خارجية بسبب هذه القضية.
وقد تحكمت أكثر من عقدة بملف المفاوضات، سواء عبر محاولة أمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي تجزئة ملف التبادل على مرحلتين أو أكثر، أو عبر وضع شروط تعجيزية مثل إطلاق عدد كبير من المعتقلين من السجون السورية، فضلا عن شروط ميدانية تتعلق بمنطقة وجود «النصرة» في جرود القلمون.
غير أن الجولة الحالية تميّزت بواقعية الطرفين وبسرعة إيقاعها وجدية الوساطة القطرية وحضورها الفاعل، من دون أن يعني ذلك تحميل الأمور ما لا تحتمله، خصوصاً أن الجانبين قررا التواضع في مسألة المواعيد، مخافة حدوث أي تطور يؤدي إلى عودة الأمور إلى مربع التفاوض الأول، كما حصل في أكثر من مرحلة سابقاً.

حتى الآن، فإن المتعارف عليه رسمياً أن «جبهة النصرة» تحتجز 16 عسكرياً لبنانياً معظمهم من عناصر قوى الأمن الداخلي، ممن كانوا يشكلون مع عدد آخر من العسكريين فصيلة درك عرسال، حتى حصلت «غزوة عرسال» في مطلع آب 2014، فبادر الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية» إلى نقلهم إلى منزله في البلدة بعنوان «توفير الحماية»، ليتبين لاحقاً أنه جرى تسليمهم إلى «النصرة».
وقد اعترفت «النصرة» بهؤلاء العسكريين وبجثة عسكري استشهد في معركة عرسال، فيما يحتجز تنظيم «داعش» تسعة عسكريين معظمهم من عناصر الجيش اللبناني، ويتردد أنه يحتفظ بجثث لبنانيين آخرين.
في المقابل، فإن الصفقة الموعودة ستشمل 16 موقوفاً وموقوفة في السجون اللبنانية، بينهم ثلاث نساء على الأقل هن: سجى الدليمي طليقة «الخليفة أبو بكر البغدادي» الذي تزوجها لمدة شهر وأنجبت له ابنة تدعى «هاجر» وأوقفت على أحد حواجز الشمال في تشرين الثاني 2014، جمانة حميد التي ألقي القبض عليها أثناء قيادتها سيارة مفخخة بما يزيد عن 100 كلغ من المتفجرات في شباط 2014 كانت متجهة من عرسال نحو اللبوة في منطقة البقاع الشمالي، علا العقيلي زوجة القيادي في «داعش» أنس جركس الملقب بـ «أبو علي الشيشاني» والتي أوقفت في كانون الأول 2014 في منطقة الشمال (ورد ايضا اسما كل من سمر الهندي وليلى النجار).
وحسب مراسل «السفير» في الشمال غسان ريفي، فإن الأمن العام نقل من سجن روميه (المبنى ب)، أمس، عددا من الموقوفين أبرزهم محمد يحيى ومحمد حسين رحال ومحمد عياش وحسين الحجيري ومحمد أحمد ياسين وإيهاب الحلاق وعبد المجيد غضبان ومحمد علي نجميشار، لكن لم تعرف الأسباب من وراء نقلهم، فيما قال مصدر أمني واسع الاطلاع لـ «السفير» إن نقل هؤلاء الموقوفين بالإضافة الى الدليمي والعقيلي وحميد هو عمل روتيني يتم مرة كل ثلاثة أشهر.
وقال مراسل «السفير» إن هؤلاء الموقوفين تواصلوا مع «هيئة علماء المسلمين» وأبلغوا المشايخ المعنيين «أن كل إجراءات إطلاق سراحهم باتت بحكم المكتملة لوجستياً وقانونياً وأن المسألة باتت حالياً مسألة وقت ليس إلا».
وبعد وضع رئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي في أجواء المفاوضات، قال اللواء ابراهيم لـ «السفير» إن المفاوضات جدية، لكنها لم تبلغ بعد خواتيمها النهائية، ولا يجوز إلا أن نبقى متحفظين، خصوصاً أننا في مراحل سابقة كنا قد بلغنا مراحل متقدمة لكن الأمور كانت تتعثر في آخر لحظة، داعياً الى إبعاد الملف عن التداول الإعلامي.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام أنه في حال حصول أي تقدم له علاقة بمجريات ملف العسكريين «سيتم الإعلان عن ذلك رسمياً وفي حينه»، وتمنت في بيان رسمي ليل أمس، «على وسائل الإعلام العودة إلى المراجع المختصة للحصول على معلوماتها، خصوصاً أن لهذا الملف بعداً إنسانياً، ما يجعله غير قابل للتداول بهذه الطريقة، وحتى لا يتم تعريض أهالي العسكريين لانتكاسة أو ضغوط».

توقيف إرهابي متورط بقضية العسكريين
وفي تطور متصل بقضية العسكريين، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الإرهابي الخطير علي أحمد لقيس (سوري الجنسية) الملقّب بـ «أبي عائشة» لانتمائه إلى تنظيم «النصرة» الإرهابية، وذلك أثناء محاولته مغادرة لبنان عبر مطار بيروت باتجاه تركيا، مستخدماً جواز سفر مزوّراً باسم عماد الغبرة عليه صورته الشمسية.
وقال بيان رسمي للجيش إن الموقوف لقيس (29 سنة) تدرّب على تصنيع العبوات الناسفة وأتقن تحضيرها، واستعمل عدداً منها (في عمليات إرهابية على الأراضي اللبنانية والسورية)، وتربطه علاقة وثيقة جداً بالمدعو أبو مالك التلي (أمير «النصرة» في القلمون)، حيث أقام مع مجموعته في جرود عرسال (قبلها كان مقيماً في يبرود ثم الرنكوس)، كما اعترف بأنه أقدم على قتل الجندي الشهيد محمد حميّة الذي خطف إثر معركة عرسال في آب 2014 (بإطلاق النار على رأسه من مسدس حربي)، كما أدلى بمعلومات حول عدد من الأشخاص المتورطين في ملف العسكريين المخطوفين، فضلا عن احتمال ضلوعه بتصفية عسكريين آخرين.
وفي المعلومات أن لقيس، بعد مبايعته التلي، بادر الأخير الى تعيينه قاضياً شرعياً في جرود عرسال، حيث تردد أنه هو من أفتى بإعدام الدركي علي البزال وأشرف شخصياً على ذلك.
يذكر أن «أبا عائشة» بات ليلته، أمس الأول، في عرسال وانتقل منها صباح أمس الى بيروت بواسطة سيارة أجرة عادية، وخلال انتقاله أجرى أكثر من اتصال، فتم تعقبه وصولا الى القبض عليه في مطار بيروت، مخافة وجود مجموعات تواكبه سراً.


النهار

تشدّد روسي حيال تركيا ومرونة فرنسية نحو دمشق

وقالت النهار في الموضوع الروسي التركي والملف السوري: أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي استقبل نظيره السوري وليد المعلم في موسكو أمس، ان روسيا شددت اجراءاتها في حق تركيا رداً على اسقاطها قاذفة "السوخوي - 24" قرب الحدود السورية، باعادة فرض نظام التأشيرة على الأتراك، واتهمتها بـ"تجاوز الحدود"، بينما تسعى أنقرة الى احياء الاتصالات بين البلدين لاحتواء التوتر. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انه طلب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وجهاً لوجه" على هامش قمة المناخ التي تفتتح اعمالها في باريس غداً، لكنه جدّد رفضه الاعتذار لروسيا عن الحادث وحذر من ان موسكو "تلعب بالنار" بقصفها المعارضة السورية المعتدلة.

فابيوس
من جهة أخرى، وضعت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الصباحية امس، أسس السياسة الخارجية الفرنسية في مرحلة ما بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس وما بعد زيارة الرئيس فرنسوا هولاند لموسكو. واسترعى الانتباه التغيير في اللهجة مع النظام السوري والحديث عن "امكان مشاركة الجيش السوري النظامي في القتال ضد داعش (تنظيم "الدولة الاسلامية")". ولم يعدل الموقف الجديد البيان الايضاحي الذي صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية مساء وفيه يقول فابيوس: "إن التعاون مع القوات الحكومية السورية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يحصل فقط في إطار انتقال سياسي جدي في سوريا".
وأوضحت أوساط قريبة من وزارة الخارجية الفرنسية ان هدف ايضاح فابيوس هو الحفاظ على الخط العام الذي تسير عليه السياسة الخارجية الفرنسية العامة منذ أربع سنوات، وأن تغيير الخطاب بالشكل الذي ظهر فيه صباحاً في المقابلة مع تلفزيون "أر تي أل" شكل صدمة للرأي العام وللصحافة وتعارضاً تاماً مع كل القرارات الفرنسية والاوروبية عموماً منذ بدء الأزمة، خصوصاً أن من هذه القرارات وضع اسماء على لائحة عقوبات لشخصيات سورية عسكرية "تورطت في القمع العنيف للسكان المدنيين أو لدعمها النظام".


العسكريون المخطوفون لدى "النصرة" إلى الحرية

صفقة التبادل بدأت بين رومية ودمشق

تحت هذا العنوان قالت النهار: سابقت بشرى صفقة تبادل المخطوفين العسكريين لدى "جبهة النصرة" بعدد من السجناء والموقوفين الاسلاميين في سجن رومية المخاوف التي انتابت السلطات الأمنية اللبنانية مساء أمس من تأثير الأجواء الاعلامية الجارفة التي أحاطت بهذا التطور المفاجئ على انجازه في اللحظة الأخيرة الحاسمة. ومع ذلك، قفز ملف المخطوفين العسكريين بقوة الى واجهة الاهتمامات في ظل بارقة أمل حقيقية في اطلاق العسكريين المخطوفين لدى "النصرة" هي الأولى من نوعها منذ خطف العسكريين في عرسال قبل سنة وأربعة أشهر على ايدي "النصرة" وتنظيم "داعش". ومع ان الاستعدادات التي تسارعت بل انجزت تماماً لاتمام الصفقة تشمل العسكريين الـ16 الرهائن لدى "النصرة" دون تسعة عسكريين آخرين رهائن لدى "داعش"، فان هذا التطور الذي حرّك ملف العسكريين المخطوفين فجأة ومن دون مقدمات عكس دلالات مهمة يعتقد أنها قد تتبلور عقب انجاز عملية التبادل في حال نجاحها من دون أي انتكاسة وخصوصاً لجهة الأدوار الداخلية والاقليمية التي لعبت دوراً مؤثراً في اعادة تحريك المفاوضات السرية التي أدت الى اكتمال عناصر عملية التبادل مبدئياً ومنها تحديداً الدور القطري. ولعل اللافت في هذا السياق، أن معلومات ترددت ليلاً عن هدنة ستسري ابتداء من ظهر اليوم في منطقة القلمون السورية لفترة 48 ساعة ربطت باحتمال التهيئة لعملية التبادل التي يفترض ان يتولى تنفيذها الأمن العام اللبناني مع "جبهة النصرة".

وأفادت المعلومات الأمنية المتوافرة في هذا السياق ان التحضيرات لعملية التبادل بدأت بعد ظهر أمس باخراج مجموعة من السجناء الاسلاميين في سجن رومية قدرت بـ 15 سجيناً معظمهم سوريون الى لبنانيين اثنين. وبين السجناء خمس نساء هن سجى الدليمي وجمانة حميد وسمر الهندي وليلى النجار وعلا العقيلي وعشرة رجال عرف منهم محمد رحال ومحمد يحيى ومحمد عياش وايهاب الحلاق وعبد المجيد غضبان. ونقلوا في سيارات للأمن العام الى المركز الرئيسي للمديرية في بيروت، كما أُفيد لاحقاً عن توجه موكب من سيارات الأمن العام الى ضهر البيدر في اتجاه الحدود السورية. وبثت قناة "الميادين" أن موكباً من 20 سيارة للأمن العام عاد ليلاً من سوريا ناقلاً عدداً من أفراد "النصرة" كانوا سجناء لدى النظام السوري، في حين تردّد ان اطار عملية التبادل سيكون أوسع من التبادل الثنائي بين العسكريين اللبنانيين والسجناء الاسلاميين المفرج عنهم.
وتزامن ذلك مع إرجاء رئيس الوزراء تمام سلام سفره الى باريس للمشاركة في قمة المناخ من اليوم الى غد عقب لقائه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم. لكن اللواء ابرهيم سارع الى الاعلان ان "الامور لم تصل الى خواتيمها في ملف المخطوفين العسكريين"، متمنياً "سحب الملف من التداول الاعلامي لئلا يؤثر على هذه القضية وعدم اعطاء جرعات تفاؤل زائدة".
كما أصدرت المديرية العامة للأمن العام بيانا اكدت فيه "أنه في حال حصول أي تقدم له علاقة بمجريات الملف سيتم الإعلان عن ذلك رسمياً وفي حينه". وتمنّت على وسائل الإعلام "العودة إلى المراجع المختصة للحصول على معلوماتها، خصوصاً ان لهذا الملف بعداً إنسانياً مما يجعله غير قابل للتداول بهذه الطريقة وحتى لا يتم تعريض أهالي العسكريين لإنتكاسة أو ضغوط".
لكن مصادر مواكبة لهذا الملف أبلغت "النهار" ليلاً انها لا تستبعد ان تكون عملية التبادل قد بدأت فعلا تحت جناح السرية المطبقة وان تتكشف في الساعات المقبلة فعلا عن تطورات "مفرحة" يعود معها العسكريون المخطوفون الـ 16 لدى "النصرة" الى الحرية والى عائلاتهم.

"السخونة" الهادئة
ومع أن تطورات ملف المخطوفين العسكريين طغت على المشهد الداخلي أمس، فإن ذلك لم يحجب تفاعل الملف الرئاسي الذي تدور المشاورات والتحركات المتصلة به وسط أجواء من السخونة الهادئة على وصف أوساط مشاركة في جانب من هذه المشاورات. وقالت الأوساط لـ"النهار" ان الاهتمام تركز أمس في حركة المشاورات على استشراف مواقف القوى المسيحية من ترشيح النائب سليمان فرنجية وإمكان ايجاد موقف مسيحي موحّد إن لجهة قبول أو رفض ما طرح من خيارات. وفي موازاة ذلك وضعت هذه الأوساط الزيارة التي قام بها أمس القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز لبنشعي حيث التقى النائب فرنجية في إطار جولة سياسية للديبلوماسي الأميركي ستتكثف بعد غد الاثنين في اطار إجراء جولة أفق في ما وصف بموضوع "الضمانات" لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في المرحلة المقبلة.
وعصر اليوم يرأس رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إجتماع "اللقاء" الذي أرجئ من موعد سابق ريثما تنجلي المعطيات.

اللواء

سلام يؤيّد جهود التسوية وجنبلاط يتحرك لتوفير شبكة الحماية
إنجاز صفقة إستعادة العسكريين من النصرة.. وتواصل أميركي مع بنشعي


فجأة، وفي غمرة ترقب رئاسي، تقدّم ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة «النصرة» السورية إلى واجهة الاهتمام الرسمي والسياسي، لكن مصدراً معنياً بالملف رفض الاستعجال، وقال لـ«اللواء» ليل امس: «لا شيء يمنع ان يكون موعد الإطلاق بالتبادل اليوم أو غداً»، لكنه اردف قائلاً: «دعونا ننتظر»، كاشفاً عن تضخيم في المعلومات، لأنه ومن وجهة نظره، واستناداً من التجربة فإنه ليس من السهل الثقة بالطرف الآخر، «ولا تقولوا فول حتى يصير بالمكيول».
الا ان الزيارتين اللتين قام بهما المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لكل من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي وقائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، اوحتا ان «طبخة التبادل» باتت في مراحها الأخيرة، وأن التحفظ على الموعد أو على دقة ما تردّد، وفقاً للواء براهيم، مرده التحسب من مفاجآت قد تعيق العملية، مع العلم ان المفاوض اللبناني لم يبدل التزاماته بما يتعلق بصفقة التبادل التي تشمل إطلاق 16 عسكرياً لبنانياً لدى جبهة «النصرة»، مقابل إطلاق خمسة نساء وعشرة سجناء بينهم لبنانيان، واحدهما حسين الحجيري من عرسال ونزار المولوي، وجمانة حميد من النساء، فضلاً عن إطلاق عناصر من «النصرة» محتجزين لدى النظام السوري.
وكشفت مصادر أهالي العسكريين المخطوفين لـ«اللواء» ان موعد التبادل سيتم اليوم، بعد ان جرى احضار كل المفترض ان تشمله عملية التبادل من طرف «النصرة» إلى المقر العام للأمن العام في بيروت.
ومن مؤشرات حصول التبادل اليوم أو غداً، تأجيل سفر الرئيس سلام الذي كان مقرراً اليوم إلى باريس لحضور افتتاح أعمال مؤتمر المناخ الذي يبدأ أعماله الاثنين المقبل إلى يوم غد الأحد، وإن كانت مصادر السراي عزت سبب التأجيل إلى ان سلام كان على موعد اليوم للقاء رئيس وزراء كندا الذي طلب ارجاء اللقاء إلى الاثنين.
وكشف مصدر قريب من المفاوضات لـ«اللواء» ان التركيز الآن على إنجاز صفقة التبادل مع «النصرة» وأن الجنود الباقين لدى «داعش» لا يزالون في اولوية المفاوضات اللبنانية، لكن في مرحلة لاحقة قريبة جداً.
معرض بيروت للكتاب
وفي ظل الترقب السياسي، وإنجاز القسم الأكبر من عملية استعادة العسكريين المخطوفين، عبر صفقة التبادل مع «النصرة»، شهدت بيروت أمس حدثاً ثقافياً بالغ الأهمية في هذه المرحلة لجهة المحافظة على تقليد اقامة معرض الكتاب العربي، في ضوء التهديدات الأمنية والهجمات الإرهابية التي تطال أكثر من بلد عربي واوروبي، والتي كان للبنان حصة منها في برج البراجنة.
المهم ان الرئيس سلام الذي افتتح المعرض أكّد ان الاعتدال اقوى من الإرهاب، وانه يدعم دعماً كاملاً الحوار الوطني في عين التينة والحوارات الثنائية باعتبارها الطريق الأسلم للتوصل الي تفاهمات تخرج الحياة السياسية من الطريق المسدود، وتُنهي حال الجمود والتعطيل، سواء في السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية.
وفي ما خصّ التسوية المطروحة، أعلن الرئيس سلام «تأييده لأي تقارب أو إنفتاح بين القوى السياسية»، مؤكداً أن «الأولوية القصوى في أي نقاش أو صيغة تسوية يجب أن تكون لانتخاب رئيس الجمهورية».

التسوية الرئاسية
والكلام الحكومي عن تأييد مساعي التسوية السياسية، واكبته حركة اتصالات ومواقف، في إطار استطلاع ما جرى وما يمكن عمله للحؤول دون التفريط بها.
ففي بنشعي استقبل رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت السفير ريتشارد جونز الذي جاء للاستفسار عن حقيقة ما جرى في اجتماعات باريس، وعمّا إذا كان هناك خيارات سياسية أو توجهاً جديداً للنائب فرنجية للتعامل مع الملفات المحلية والإقليمية.
وفي الرابية، كان الملفت زيارة وفد كتائبي برئاسة نائب رئيس الحزب سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي ألبير كوستانيان للنائب ميشال عون حيث أعلن رسمياً أن البحث تناول قانون الانتخاب وتوحيد الموقف المسيحي منه، بدليل أن الوفد سيزور معراب اليوم للقاء الدكتور سمير جعجع الذي أكد على وحدة 14 آذار، متجنباً إطلاق أي موقف بما خصّ ترشيح فرنجية، لا بل عمدت الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» إلى نفي كلام نُسب إلى جعجع في مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدا واضحاً من الحركة الكتائبية إلى الرابية ومعراب، وربّما أيضاً إلى بكركي، أن الحزب الذي التقى رئيسه نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، لا يبحث فقط في مسألة الرئاسة ولا الضمانات التي يطلبها في شخص الرئيس المقبل وسياسته تجاه الملفات المطروحة، بل بحث في الصفقة المتكاملة، والتي تشمل تحديداً قانون الانتخاب الذي يعتبره من الملفات البنيوية الأساسية، على حدّ تعبير كوستانيان الذي وصف المرحلة لـ«اللــواء» بالدقيقة، مفضلاً عدم تسريب ما دار من نقاش بين صايغ والعماد عون، مذكراً بأن الحزب لا يقدم على أي خطوة إلا من ضمن ثوابت وضمانات معينة تصب في إطار الثوابت.
وأوضح كوستانيان ان ما يهمنا هو برنامج عمل المرشح الرئاسي وانه في ما خص التسوية، كما هي مطروحة، فإن هناك مائة سؤال ننتظر أجوبة عليها وعندها نبني موقفنا النهائي منها، معلناً أن قانون الانتخاب هو من ضمن ثوابت الكتائب، رافضاً العودة إلى القانون الحالي أي قانون الستين.
إلا أن مصادر نيابية واسعة الاطلاع، نقلت عن مسؤول كبير ان لا قيمة لأي غوص في خلفية الترشيح، وما يمكن ان يترتب عليه، معتبرة ان الأيام القليلة المقبلة وربما في وقت لا يتعدى يوم الجمعة المقبل، إذا لم يحصل تطوّر رسمي كبير، فإنه بالإمكان القول «فيها إن»، لأن الوقت ليس لمصلحة أية تسوية تصبح مرمى للسهام، من هنا أهمية الدعوة إلى حماية التسوية العتيدة وليس اجهاضها.

وفيما أكدت مصادر سياسية مطلة لـ«اللــواء» جدية التسوية السياسية التي يعمل عليها لإنهاء الفراغ السياسي كسلة واحدة متكاملة لإعادة إحياء العمل بشكل طبيعي في المؤسسات الدستورية، رأت ضرورة حماية هذه التسوية من أي خضات قد تطالها لافشالها، معتبرة إلى انه ليس امامنا الا العمل على تسويتها، رغم ان هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين ترفضها، مشيرة إلى ان الجو الإقليمي والدولي هو الذي ساهم بخلقها مع بروز مستجدات سياسية وأمنية إقليمية وحتى دولية، قد تترك تداعيات سلبية تجاهها.
وإذ ادرجت المصادر اجتماع اللقاء الديمقراطي الذي يلتئم اليوم في دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو في إطار حماية التسوية، لفتت إلى أن الحراك السياسي الذي برز خلال الأسبوع الماضي كان من أجل استطلاع الآراء والمواقف، خصوصاً من قبل القيادات المسيحية، وتحديداً فريق 14 آذار الذي يرى صعوبة بقبولها ويطلب توضيحات حول ظروف ولادتها، وهو يذهب أكثر من ذلك، إذ يطالب بضمانات معينة قد تتوضح خلال الأيام المقبلة.
ودعت المصادر إلى التروي بالحكم على هذه التسوية لأنها لم تصل بعد إلى خواتيمها، وإن كانت تحتاج إلى ما يمكن وصفه «بالشدشدة»، انطلاقاً من مبدأ عدم جواز استمرار الفراغ الرئاسي.

وفي هذا السياق، ظهر موقف من قبل تيّار «المستقبل» يُشير إلى جدية التيار في السير في التسوية، عبر عنه أمينه العام أحمد الحريري الذي أعلن ان «المستقبل» عندما يخوض أي معركة سياسية يخوضها بشرف وعندما يحاور يحاور بشرف، وعندما يتكلم عن توافق أو تسوية يتكلم بكل شجاعة بعيداً عن أي شعبوية، مشدداً على ان التيار لم يتعب ولن يتعب من تقديم المبادرات لإنقاذ لبنان، لافتاً إلى ان الرئيس سعد الحريري باعتداله وبحديثه الشجاع عن التسوية الوطنية الميثاقية يعان ولا يدان مثله مثل أي سياسي يبحث عن حلول، مؤكداً انه لم يعد هناك من خيار امام اللبنانيين، الا الذهاب إلى تسوية شجاعة تعطل مفاعيل التعطيل.

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها