تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 01-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التسوية الرئاسية المقترحة بالإضافة الى إعادة إحياء المفاوضات لإتمام صفقة تبادل العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة الإرهابية..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 01-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التسوية الرئاسية المقترحة بالإضافة الى إعادة إحياء المفاوضات لإتمام صفقة تبادل العسكريين اللبنانيين الـ16 المختطفين لدى جبهة النصرة الإرهابية..
السفير
فرنجية يرد التحية بمثلها لجنبلاط.. وباسيل يهدد بـ«حلف ثلاثي»!
العسكريون الـ16 وجثمان الشهيد حمية إلى الحرية
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "بدت الجهوزية اللبنانية مكتملة في انتظار «ساعة الصفر» التي تؤذن عند ساعات الفجر لحرية 16 عسكرياً لبنانياً وجثمان العسكري الشهيد محمد حمية، بعد 16 شهراً من الأسر في جرود عرسال ذاق خلالها الأسرى الأحياء لوعة البقاء معلقين على حافة الحياة والموت.. وانتظار لحظة حريتهم واللقاء بأحبتهم، فيما بقيت عائلة الشهيد حمية تنتظر عودة جثمانه لعلها تطفئ حرقة انتظار طويل ومرير برَّدها إلقاء القبض قبل أيام قليلة على قاتله الملقب «أبو عائشة»(علي أحمد لقيس)، أثناء محاولته مغادرة لبنان، مستخدماً جواز سفر مزوّراً.
وكان موعد جديد للحرية قد مضى أمس من دون أن تنجز صفقة التبادل بسبب إخلال الخاطفين بالمواعيد المقررة برعاية القطريين، إلا أن ذلك لم يثن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن المضي في المهمة التي أعطاها الأولوية على ما عداها طيلة الشهور الماضية، لأسباب وطنية وإنسانية، وهو أمل في اتصال أجرته معه «السفير» عند الواحدة فجراً أن تبلغ هذه القضية النهاية التي ينتظرها اللبنانيون منذ 16 شهراً حتى الآن.
يوم ثان من الانتظار الثقيل تميز بانتقال اللواء ابراهيم مباشرة الى جرود عرسال حيث تابع، طوال نهار وليل أمس، من خلال غرفة العمليات هناك، تفاصيل مفاوضات الساعات الأخيرة مع «النصرة» بحضور المفاوض القطري، فيما كانت قافلة المساعدات التموينية ترابط عند مدخل عرسال لليوم الثاني على التوالي، وفي الوقت نفسه، تستمر انتظارات السجناء التي تطالب «النصرة» بهم، الى حين تأتي «ساعة الصفر» تتويجاً لمفاوضات تمحورت حتى ساعات الفجر الأولى حول أمور إجرائية ولوجستية.
لم يتزحزح الموقف اللبناني قيد أنملة عن الثوابت او «الخطوط الحمراء» التي رسمتها خلية الأزمة الحكومية، ومنحت في ضوئها تفويضاً مطلق الصلاحية للواء ابراهيم لإدارة المفاوضات من أجل الوصول إلى «الخواتيم السعيدة».
ولم تنجح كل محاولات «النصرة» لإضافة مطالب تعجيزية، خصوصاً أن إصرار الجانب اللبناني على التصرف على مدى يومين كأن الصفقة منجزة أدى الى إحراج الخاطفين وتعريتهم أمام الوسطاء في بيروت وأنقرة.. وصولاً إلى إجبارهم على التنفيذ تبعاً لـ «الأجندة» اللبنانية التي تخللتها تعديلات من نوع السماح بإدخال المواد التموينية الى مخيمات النازحين في جرود عرسال «لأسباب إنسانية بحتة»، فيما تم تجاهل كل مطالب الخاطفين التي لم تكن واردة أصلاً في الصفقة التي كانت قد أُبرمت بصورة نهائية مساء يوم الســبت الماضي.
حوار عين التينة الرئاسي
سياسياً، وعشية الجلسة الرقم 32 لانتخاب رئيس الجمهورية، شكّلت الجلسة الـ 21 للحوار الثنائي بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» في عين التينة، بمشاركة حركة «أمل»، فرصة لتبلغ «الثنائي الشيعي» بشكل رسمي من «المستقبل» قراره تبني ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهو ما جعل انتخابات الرئاسة عنواناً وحيداً للحوار الثنائي، وهو الأمر الذي عبَّر عنه البيان الصادر عن المجتمعين بتطرقهم إلى «الاستحقاقات الدستورية تحديداً»، ومن ثم تأكيدهم «على الاستمرار بالحوارات القائمة للإسراع في الوصول الى التفاهمات الوطنية».
وبحسب المعلومات، فإنه تم الاتفاق بين المشاركين على أن يتولّى كل طرف السعي مع حلفائه «لإنجاز الاستحقاق الرئاسي»، من خلال القيام بمروحة اتصالات سريعة ومكثفة، من دون أن يعني ذلك أن «حزب الله» قد التزم أي طرح محدد سوى التزامه بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي حين اكتفى عضو «كتلة المستقبل» النائب سمير الجسر لـ «السفير» بتأكيد إيجابية الأجواء وجدية الطروحات «لكن لا شيء نهائياً بانتظار التواصل مع الحلفاء»، كانت لافتة للانتباه إطلالة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، في مقابلة متلفزة مسجلة مع قناة «روسيا اليوم» وقوله انه لم يتبلغ رسمياً بالاتفاق بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، متسائلاً: «ما هو أساس هذا الاتفاق؟.»
كما سأل: «لماذا سعد الحريري هو من سيختار سليمان فرنجيه؟»، وقال: «موقفي من ترشيح فرنجية إما يعقِّد او يحلحل الوضع». ورأى أن «رئاسة الحكومة لـ 14 آذار ورئاسة الجمهورية لـ 8 آذار هو حل منصف، لكن بشرط أن يقوم كل فريق باختيار رئيسه».
«المردة» يوضح ملابسات لقاء البترون
وأوضحت أوساط عونية أن موقف عون هو سابق للقاء الذي عُقد، أمس الأول، بين فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في منزل الأخير في البترون، اذ إن زعيم «المردة» أبلغ باسيل رسمياً بمضمون لقاء باريس بينه وبين الرئيس سعد الحريري وبكل المعطيات التي تخللته، وأبرزها تأييد زعيم «المستقبل» وصوله إلى رئاسة الجمهورية.
وعلمت «السفير» أن فرنجية ورداً على التسريبات التي رافقت انعقاد لقاء البترون، طلب من معاونيه إصدار بيان واضح باسم «المردة» بعنوان «هذا ما جرى في اللقاء مع باسيل» وتضمن تأكيداً بأن اللقاء «كان ودّياً وصريحاً من غير أي التزامات»، كما تضمن رداً حول ما قيل بأن فرنجية التزم مع الحريري بـ «قانون الستين» عبر التأكيد أن الحريري «طالب بقانون انتخابي لا يضرب تمثيل طائفة من دون تحديد شكل القانون، وقد تمّ التوافق حول رفض أي قانون يضرب كيان أي طائفة».
وأشار فرنجية إلى أنه خلال اللقاء أكد استمراره بدعم ترشيح العماد عون ومنح الموضوع مزيداً من الوقت إذا كان هناك من نيّة فعلية بالتوافق حول العماد عون «أما إذا استمرّ الترشيح فقط لتعطيل ترشيح فرنجية فهذا موضوع آخر».
أما الفقرة الأخيرة من بيان «المردة» حول «الحديث عن رفض الأقطاب (المسيحيين) ترشيح فرنجية»، فشكلت رداً على ما بدر من عبارات على لسان باسيل خلال اللقاء، كانت عبارة عن تهديد مبطن لزعيم «المردة» إذا كان بمقدوره أن يتحمل انتخابه رئيساً للجمهورية في مواجهة اعتراض «الثلاثي الماروني» ميشال عون وسمير جعجع وأمين الجميل، وهنا كان جواب فرنجية حاسماً بأنه ماض في خياره انسجاماً مع روحية ومضمون بين الأقطاب الموارنة الأربعة في بكركي وليتحمل «التيار» مسؤولية قراره بمنع وصوله الى سدة رئاسة الجمهورية.
من جهة ثانية، علمت «السفير» أن النائب فرنجية قرر «الرد على تحية» النائب وليد جنبلاط بـ «مثلها» وذلك بزيارة هي الأولى له الى كليمنصو، غداً، يتخللها عشاء عائلي.
النهار
التسوية الرئاسية عالقة في ضباب التعقيدات
تحرير العسكريين الـ 16... إلى النهايات
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "اذا كانت النهاية السعيدة لملف العسكريين المخطوفين الـ16 لدى "جبهة النصرة" اقتضت "ليلة انتظار بيضاء" اضافية امضتها عائلاتهم في مخيم ساحة رياض الصلح ومعهم اللبنانيون الذين تسقطوا طويلا الهبات الباردة والساخنة في عملية المفاوضات المعقدة والشاقة، فإن احداً لا يمكنه التكهن بأي نتائج محسومة لمسار التسوية الرئاسية التي يحاصرها مزيد من الاجواء الضبابية والتعقيد التي لا تسمح بأي بلورة وشيكة للاتجاهات التي سيسلكها هذا المسار.
ولعل الدلالة الاكثر تعبيراً عن وقوف مشروع التسوية الرئاسية عند مفترق صعب تمثلت في البيان الصادر عن جلسة الحوار الـ 21 بين "حزب الله " و"تيار المستقبل" مساء أمس في عين التينة، والتي تناولت هذا التطور من غير ان تحدد موقفاً واضحاً منه، لكن الفريقين اكدا "الاستمرار في الحوارات القائمة" توصلا الى "التفاهمات الوطنية". وجاء في البيان انه "جرى البحث في التطورات السياسية وما يتعلق بالاستحقاقات الدستورية تحديداً، وتم تأكيد الاستمرار في الحوارات القائمة للاسراع في الوصول الى التفاهمات الوطنية".
وفي حين رسم البيان الذي اصدره المكتب الاعلامي لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه عن لقائه الاحد رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل ظلال شكوك حول اتساع شقة الخلاف بين الفريقين في شأن ترشيح فرنجيه، برزت طلائع الموقف المتحفظ لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون عبر حديث مسجل ادلى به الى قناة "روسيا اليوم" واعتبر فيه ان "رئاسة الحكومة لـ 14 آذار ورئاسة الجمهورية لـ 8 آذار هو حل منصف شرط ان يقوم كل فريق باختيار رئيسه"، ثم تساءل: "لماذا سعد الحريري هو من سيختار سليمان فرنجيه؟". واشار الى ان موقفه من ترشيح فرنجيه، "اما سيعقد الوضع وإما يحلحله".
وقالت مصادر مواكبة للاتصالات في شأن الانتخابات الرئاسية لـ"النهار" إن العماد عون أبلغ "حزب الله" رفضه خيار انتخاب النائب فرنجية رئيسا، كما ابلغ رئيس حزب "القوات اللبنانية "سمير جعجع موقفاً مماثلا برفض انتخاب فرنجيه للرئيس الحريري والقيادة السعودية. أما بالنسبة الى موقف حزب الكتائب، فقد تركز على ضرورة الحصول على ضمانات مسيحية ووطنية مكفولة داخليا وخارجيا، وهو ما لم يتحقق حتى الان، علما ان النائب فرنجيه يريد أن يكون رئيساً لكل لبنان لكنه لا يزال ملتزماً الخط الاستراتيجي الذي يسير عليه قبل طرح موضوع ترشحه للرئاسة. وفي هذا الاطار طرحت الكتائب إلتزام أي مرشح حياد لبنان عن الصراعات الاقليمية واتخاذ موقف من مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية وتمسك لبنان بالقرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701 ودعم المحكمة الدولية والتزام أحكام الدستور لجهة وحدانية سلطة الدولة على أراضيها وصوغ قانون للانتخابات النيابية يكون عادلا لكل الفئات.
ولفتت المصادر الى ان ترشيح النائب فرنجيه لا يزال مستمراً لكن العقبات التي تعترض هذا الترشيح ذات شأن. وأوضحت ان الاتصالات بالمراجع الديبلوماسية الغربية أظهرت تبنياً لضرورة تقديم قوى 8 آذار تنازلا لقوى 14 آذار على المستوى السياسي وخارج موضوع رئاسة الحكومة التي يقرر أمرها مجلس النواب.
واذ أعلن الغاء اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" اليوم بسبب وفاة الشقيق الاصغر لرئيس التكتل روبير عون، توقعت مصادر سياسية ان تشهد الرابية حشداً سياسياً وشعبياً واسعاً في الايام الثلاثة المقبلة المحددة لتقديم التعازي الى العماد عون.
وكان المكتب الاعلامي للنائب فرنجيه وصف لقاءه الوزير باسيل في البترون بأنه كان "ودياً وصريحاً ومن غير اي التزامات" وقال ان فرنجيه اكد استمراره في دعم ترشيح العماد عون "ومنح الموضوع مزيدا من الوقت اذا كان هناك من نية فعلية للتوافق حول العماد عون، اما اذا استمر الترشيح فقط لتعطيل ترشيح فرنجيه فهذا موضوع آخر" .
ولعل ما تجدر الاشارة اليه في هذا السياق ان مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي اكبر ولايتي الذي زار ونائب وزير الخارجية الايراني عبد الأمير عبد اللهيان والسفير الايراني محمد فتحعلي رئيس الوزراء تمّام سلام مساء أمس أعلن موقفا ايجابيا من التسوية الرئاسية، لكنه شدد على الطابع التوافقي للانتخابات الرئاسية، وقال: "من خلال مباحثاتنا مع دولته استخلصنا أن الآمال في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قد ازدادت وتبشر بالخير. ونأمل في أن نشهد في القريب العاجل اختيار وانتخاب رئيس للجمهورية يكون موضع قبول وموافقة جميع الاطراف اللبنانيين وكل الشعب اللبناني الشريف".
ليلة "أخيرة"
في غضون ذلك تواصلت فصول حبس الانفاس حيال عملية تحرير العسكريين الـ16 المخطوفين لدى "جبهة النصرة " في عملية تبادل، اذ كان مفترضاً ان تبلغ نهايتها السعيدة ليل أمس، لكنها تأخرت لعوامل متصلة بالمفاوضات الجارية عبر الوسيط القطري، كما بدا واضحاً ان سوء الاحوال الجوية والطقس الماطر أثرا على موعد انجاز العملية حتى ساعة متقدمة من الليل .
ومنذ صباح أمس بدت الإشارات الإيجابية لناحية تحرير العسكريين المخطوفين لدى "النصرة"، وسجلت ايجابيات وإشارات مغايرة تختلف عن عملية اول من أمس التي تعثرت. فبعدما وضعت "النصرة" شروطاً تعجيزية اول من أمس أدت الى وقف عملية التبادل، عادت الامور الى نصابها بفضل ثبات الجانب اللبناني عبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وعدم الانجرار الى هذه المطالب. وكان الموفد القطري ابلغ اللواء ابرهيم صباح أمس ان "النصرة" تنازلت عن بعض المطالب وتريد إتمام العملية، فأبدى ابرهيم مرونة مع بعض المطالب التي تصب كلها تحت الثوابت اللبنانية، فعادت شاحنات المساعدات والمواكب الأمنية الى جرود عرسال منذ صباح أمس. فعاودت غرفة العمليات اللبنانية - القطرية عملها وكذلك الخلايا الأمنية في إشراف اللواء ابرهيم الذي تفقد كل الأماكن في جرود عرسال التي ستتم عبرها عملية التبادل، ووضع اللمسات الاخيرة في انتظار الساعة الصفر للتنفيذ.
الأخبار
قصة ترشيح فرنجية
يراهن السعوديون على دور فرنسي مع ايران لاقناع حزب الله
جنبلاط حذّر الرياض: البديل خسارة اتفاق الطائف وتوازناته
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "انفعال الطبقة السياسية على خلفية الملف الرئاسي ليس موارباً ولا يخفي جديداً. واضح أن هذه الطبقة لا تهتم إلا بما ستجنيه، مباشرة، من أي صفقة. توتر التيار الوطني الحر مفهوم لمحاولة التضحية بزعيمه، مرة جديدة، بحجة «الظرف الاستثنائي». كذلك يمكن تفهم غضب النائب سليمان فرنجية من محاولة تصويره «حصان طروادة» إن هو قبل التسوية.
ومبرّر ارتباك سمير جعجع الذي لم يكن يتصور أنه سيصل إلى لحظة إلزامه الاختيار بين خصمين، كما هي الحال بالنسبة إلى بقايا 14 آذار، الذين يُلدغون من الجحر نفسه ألف مرة ولا يتعلّمون. لكن الصورة تصبح أكثر فوضوية لدى رؤية بقية القوى في حالة انتظار. قوى قدرية تنتظر ما سيأتي به رسول من خارج الحدود. تنتظر قنصلاً يفتح ورقة ليذيع اسم الرابح. ومن هم خارج الحدود يتعجبون إن خرج من بين اللبنانيين من يطرح السؤال: ما الذي يجبرنا على السير في هذه الصفقة؟
الاحتيال الذي يطبع هذا المشروع لا يتعلق، فقط، بكون أركان التسوية الأميركية ــــ السورية ــــ السعودية يريدون تثبيت مقاعدهم، ويخوضون المعركة كأنها معركة البقاء. بل يمكن اختصاره بحالة الرئيس سعد الحريري، الأكثر ضعفاً هذه الأيام. يستعجل الحريري الصفقة، غير آبه لاعتراضات أهل البيت والجيران وأبناء الحي الآخر. وهو، ربما للمرة الأولى، يخوض معركة المستقبل، لا تياره، بل مستقبله الشخصي والسياسي والاقتصادي. يبدو الرجل، اليوم، الأكثر استنفاراً، وهو يحاول إقناع كل من حوله بهذا الخيار، لتجميع رصيد يمكّنه من التفاوض مع حزب الله بحثاً عن الاتفاق الشامل. وإذا كان وليد جنبلاط أكثر إجادة منه في سرد الأسباب الموجبة، فالحريري أكثر واقعية، وأسرع منه في ملاحقة التطبيقات.
أصل الحكاية
قبل أكثر من شهرين، وتحديداً قبل إعلان روسيا تدخلها العسكري في سوريا، تولّى جنبلاط تقديم المشورة السياسية. قال لمن يهمه الأمر: «فريقنا ليس في وضع جيد، لا في سوريا ولا في اليمن والعراق ولبنان، ويبدو أن التطورات قد تصبّ في مصلحة الخصوم. وإذا ربطنا مصير التسوية المحلية بما يجري من حولنا، فإن ما يمكن أن نحصل عليه اليوم، قد يصبح حلماً بعيد المنال لاحقاً. لذلك، يجب الإسراع باقتراح حل».
كعادته، لم يتأخر جنبلاط في إثارة الأمر من حوله، إلى أن أنجز مروحة من الاتصالات شملت، في المرحلة الأولى، سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية. وتولى أصدقاء له، من مستشاري الحريري، تبادل الأفكار بين بيروت والرياض وباريس، إلى أن حُدّد له موعد لزيارة السعودية. هناك، عندما قابل الملك النائم سلمان، والملك المتيقظ محمد بن سلمان، ثم رئيس المخابرات خالد الحميدان، هناك طرح الأمر بصورة أكثر وضوحاً، وبما يتناسب مع الأذن السعودية. كان التدخل الروسي في سوريا قد بدأ، ما أتاح لجنبلاط التحدث براحة أكبر. قال إن التدخل سيمنع سقوط بشار الأسد، وأكثر من ذلك، سيحرّر حزب الله من ضغوط كثيرة نتيجة تدخله العسكري في سوريا.
وإذا سارت الأمور نحو انتصارات للفريق الآخر، فسوف يكون لبنان أمام واقع جديد. وفي دغدغة لمستمعه السعودي، اعتبر «أننا أمام فرصة تنظيم تسوية وفق اتفاق الطائف الذي يحمي مصالحنا ومصالحكم. أما إذا تأخرنا، فإن الشيعة، ومعهم المسيحيون، سيعملون على إدخال تعديلات تمنحهم المواقع الأكثر نفوذاً. لذلك، علينا المبادرة إلى اقتراح تسوية على أساس الوقائع القائمة اليوم، بما فيها من توازنات. وهذا يتطلب التنازل للطرف الآخر في نقطة حساسة، وأن نعرض عليه عرضاً لا يمكنه رفضه».
كان جنبلاط، إلى ما قبل زيارته للسعودية، يفكّر في عون رئيساً للجمهورية. لكنه لاحظ ـــــ إلى جانب أنه شخصياً لا يرى فيه إلا كميل شمعون آخر ــــ أن عون يمثل، بالنسبة إلى السعودية، ظلّ إيران في لبنان، لأن تحالفه مع حزب الله لا ينافسه عليه أحد. هنا، لمعت فكرة ترشيح فرنجية، «وإن قال أحد إنه صديق بشار الأسد، فالجواب جاهز: وإن يكن. هل الأسد قادر على فك حرف في لبنان الآن؟».
السعوديون الذين كانوا قد تلقّوا إشارات فرنسية وأميركية وبريطانية حول الفكرة، لم يُبدوا ممانعة. لكنهم رفضوا إطلاق العنان لماكينة عمل سريعة. طلبوا من الحريري الراغب في العودة إلى الحكم بأي ثمن التفاعل مع جنبلاط، فيما عمدت الرياض إلى التشاور في الأمر مع الأميركيين، ثم مع الفرنسيين. وأبلغت الأخيرين: سيزوركم الرئيس الإيراني حسن روحاني قريباً. قدّموا له المفاجأة الكبرى بالموافقة على انتخاب الحليف فرنجية رئيساً للجمهورية. عندها، ستفرض إيران القرار على حزب الله لتسير الأمور. على أن يُعقد، في غضون ذلك، لقاء بين فرنجية والحريري الذي اطلع على نتائج زيارات دبلوماسيين غربيين لبنشعي، وعلى محصلة الأجوبة عن أسئلة حملوها إليه.
لقاء باريس
ربما لم تكن فرنسا مقتنعة بقدرة الرئيس الإيراني على إنهاء «الصفقة» بمكالمة هاتفية مع حارة حريك. لكنها وجدت في العرض ما قد يعيدها لاعباً قوياً في لبنان. ألغت مقتلة «داعش» الباريسية زيارة روحاني، لكن برنامج اللقاء بين الحريري وفرنجية ظل مقرراً.
عولجت بعض الشكليات في اللحظات الأخيرة، والتقى الرجلان. بادر الحريري فرنجية بالقول: «نحن موافقون على انتخابك رئيساً للجمهورية. يجب أن نتحدث في بعض الأمور، وسنتفاهم على آلية إقناع الجميع في بيروت. ولنتفق: فريق 14 آذار من مسؤوليتنا، وعليك إقناع فريق 8 آذار».
قبل اللقاء، كان فرنجية قد تأخر حتى اطلع على كامل المشاورات. وللأمانة، يجب القول إنه لم يبادر إلى تسويق نفسه لدى أحد، لا جنبلاط ولا الحريري ولا الأطراف الإقليمية والدولية. لكن الأخبار التي تواترت إليه، واستقبالاته السياسية والدبلوماسية، كوّنت لديه صورة عن وجود مقترح من جنبلاط والحريري، بمباركة أميركية ــــ فرنسية ــــ سعودية، لانتخابه رئيساً. وكعادته، بادر إلى الاتصال بصديقه الرئيس الأسد، وزاره لتمضية يوم عائلي استمر ساعات طويلة، ووضعه في صورة الاتصالات مستمزجاً رأيه. لم يكن الأسد متحفظاً، لكنه قال لفرنجية: «تعرف أنني في لبنان أثق بما يقوله السيد حسن. اذهب إليه وشاوره، وما تتفاهمان عليه أسير به».
بعد أيام، قصد فرنجية السيد نصر الله وأثار معه الملف بكامله. كان نصر الله في أجواء غالبية المعلومات، لكنه استمع من فرنجية إلى ما يساعده على نصحه، وهو ما فعله. قال له: «تمهل ولا تستعجل، واسمع ما يقوله الطرف الآخر، ولا تدخل في التزامات. لدينا كل الوقت، ووضعنا من حسن إلى أحسن في المنطقة. وانتبه، فربما يكون هناك من ينصب لنا فخاً ليفكّك جبهتنا. وأنت تعرف أننا متفقون على العماد عون مرشحاً لفريقنا».
لم يخرج فرنجية من اجتماعيه مع الأسد ونصر الله بانطباع سلبي. لكنه لم يحصل على تفويض أو مباركة. وعندما ذهب إلى باريس، كان يريد التأكد من جدية الطرف الآخر. وحتى عندما عاد إلى بيروت، سمع من الرئيس نبيه بري العبارة الأوضح: «لماذا لا يرشحك الحريري وجنبلاط علناً؟ فهذا يسهّل الأمر على الحلفاء»!.
كان جنبلاط قد سمع الكلام نفسه من بري، وكذلك الحريري، وفكر الاثنان بالخطوة المناسبة. لكن التأخير مرده إلى سعي الحريري وجنبلاط إلى انتزاع موقف واضح من حزب الله أولاً، ومن عون ثانياً. وهذا ما لم يحصل. وحتى مساء أمس، ظل جنبلاط يحاول مع حزب الله، لكنه سمع الجواب نفسه: «لا جديد لدينا. الأمر متروك للعماد عون. ونحن لن نضغط عليه، حتى لمصلحة فرنجية».
موقف حزب الله لا يمثل اعتراضاً على ترشيح فرنجية، وهو أمر يعرفه الأخير جيداً، ولا وقوفاً في وجه التسوية. نصح الحزب العماد عون بعدم الانجرار إلى أي سجال يقود إلى خلاف مع فرنجية. وظل، ومعه أصدقاء، يشدّدون على الرجلين بتفادي الصدام، لأنه الهدف الأول الذي يريده الطرف الآخر. وهاجس حزب الله، هنا، ليس فقط خسارة عون، بل عدم ثقته أصلاً بسير الطرف الآخر فعلاً في ترشيح فرنجية، وأن الانجرار وراء لعبة جنبلاط والحريري سيعني، أولاً، مشكلة بين عون وفرنجية، ولا يعني ثانياً انتخاب أحدهما رئيساً للجمهورية. وربما جاء، في هذا السياق، اقتراح اللواء جميل السيد بتوقف النقاش في فريق 8 آذار حول الأمر، في انتظار أن يحسم الفريق الآخر موقفه أولاً: ماذا تقول السعودية؟ وكيف يعلن الحريري موقفاً رسمياً؟ وكيف سيتصرف سمير جعجع؟
عند هذه النقطة توقف البحث، وصار الجميع يمارس هواية الانتظار، ودخلوا في دائرة مفرغة: السعودية تنتظر فرنسا، وفرنسا تنتظر إيران، والحريري ينتظر فرنجية، وفرنجية ينتظر الحزب، والحزب ينتظر عون، وعون ينتظر جعجع، وجعجع ينتظر السعودية!
مرة جديدة، تظهر الطبقة السياسية شراستها في الدفاع عما تعتبره مكاسب أزلية. وهي قد تلجأ إلى الجنون وتدمير كل شيء والانتحار. لكن هؤلاء ينسون أن في البلاد من هو قادر على قلب الطاولة في ثانية واحدة. وهو أمر ربما صار، للمرة الأولى، في إطار البحث!
اللواء
فرنجية رئيساً للجمهورية قبل نهاية العام...؟
عون يشترط المقايضة بقانون الإنتخابات.. واستعادة العسكريِّين مسألة ساعات
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "بقي ترشيح النائب سليمان فرنجية في مقدمة الاهتمام السياسي والدبلوماسي، على الرغم من الانشغال الموضعي باستعادة العسكريين اللبنانيين الـ16 المحتجزين لدى جبهة «النصرة»، حيث اعيد احياء المفاوضات بقوة لإتمام صفقة التبادل، في ظل تأكيد الأمن العام اللبناني الذي يتولى مديره اللواء عباس إبراهيم التفاوض من الجانب اللبناني، عدم التسرع في نشر معلومات مغلوطة في مسار التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين و«الانتظار حتى إتمام العملية ليتم الإعلان عنها بشكل رسمي من قبل المعنيين»، في حين نشرت جبهة «النصرة» على «تويتر» ان «المفاوضات لا تزال جارية بشأن الأسرى العسكريين، وهي في مرحلة الترتيب لوضع آلية جادة لتنفيذ ما اتفق عليه».
في هذا الوقت، عادت قافلة المساعدات الطبية والغذائية مع عشر سيّارات إسعاف إلى بلدة عرسال، فيما شدّد اللواء إبراهيم على انه «من غير الممكن السير بمطالب تعجيزية».
وإذا كان الرئيس تمام سلام يُؤكّد في مجالسه تفاؤله باتمام العملية، وهو ما أبلغه لموفد المرشد الايراني علي أكبر ولايتي، فإن ما وصفه النائب ميشال عون بأن «النصرة» تبتز لبنان في ملف تبادل العسكريين، وانه لا يمكن ان نتمادى في تنفيذ المطالب حتى لا نصل إلى مطلب احتلال لبنان، مؤكداً ان استعادة العسكريين غير ممكنة الا بمسار تفاوضي, وضع الملف برمته امام ترقب حذر ومفاوضات بالغة التعقيد، من دون ان يقطع مصدر يتابع هذه العملية الأمل، بالانتهاء منها، مع مواصلة الوسطاء عملهم لعدم الاطاحة بفرصة التفاوض التي سنحت على نحو جدي هذه المرة.
ترشيح فرنجية
على صعيد ترشيح النائب فرنجية، فإن التطور المتصل بهذا الموضوع بعد اللقاء بين رئيس «المردة» ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، هو ما أعلنه النائب عون عبر فضائية «روسيا اليوم» من ان موقفه من ترشيح فرنجية «اما ان يعقد الوضع أو يحلحله»، متسائلاً في غمز من قناة فرنجية قبل الرئيس سعد الحريري: «لماذا سعد الحريري هو الذي سيختار سليمان فرنجية؟»، معتبراً ان «تكون رئاسة الحكومة لـ14 آذار ورئاسة الجمهورية لـ8 آذار حل منصف»، لكن العقدة هي باشتراطه «ان يقوم كل فريق باختيار رئيسه»، كاشفاً «انه لم يبلغ رسمياً حتى الآن بالاتفاق بين الحريري وفرنجية».
وبقدر ما تعكس مواقف عون اعتراضاً ضمنياً على تقدّم فرنجية عليه في السباق الرئاسي، يروّج مقربون منه ان المهم بالنسبة إليهم (أي تكتل الإصلاح والتغيير) هو قانون الانتخاب على أساس النسبية، فإذا تمكن فرنجية من إقناع الحريري بمثل هذا القانون «فمبروك عليه الرئاسة».
ويغيب الموقف الرسمي للتكتل اليوم بعد إلغاء الاجتماع بسبب المشاركة في تقبل التعازي بشقيق النائب عون روبير في الرابية، وربما تكون هذه فرصة ليلتقي فرنجية النائب عون، بعد ان كان رئيس «المردة» اكتفى بالاجتماع مع باسيل واطلاعه على ما دار في اللقاء الباريسي مع الرئيس الحريري.
الا ان البيان الذي أصدره رئيس «المردة» في معرض توضيح ما دار خلال اللقاء مع باسيل، لا سيما في بنده الرابع يعكس بداية خلاف يظهر إلى العلن بين زغرتا والرابية، إذ جاء في هذا البند ان «الحديث عن رفض الأقطاب لترشيح فرنجية نناقشه إذا كان هناك غدر مسيحي أو وطني، اما إذا كان على قاعدة ليش أنت مش انا فالامر مختلف تماماً وغير مقبول».
ولم يغفل فرنجية عن الإشارة إلى مسألة ترشيح عون، كاشفاً أنه مستمر بدعمه، وإعطائه مزيداً من الوقت بغية التوافق حوله، «أما إذا استمر الترشيح فقط لتعطيل ترشيح فرنجية فهذا موضوع آخر». ومهما كان من أمر فإن مصادر مطّلعة تؤكد أن مواقف محلية وإقليمية ودولية ستظهّر تدريجياً لإخراج التسوية إلى النور.
الحوار الثنائي
وحضر ترشيح فرنجية والتطور الذي أحدثه على طاولة الحوار الثنائي في عين التينة بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، من زاوية الدينامية السياسية التي أوجدها ترشيح نائب زغرتا، والآمال التي خلّفها في الدوائر الدبلوماسية العربية والإقليمية والدولية المعنيّة بلبنان، والتي جعلت موفد خامنئي بعد لقاء الرئيس سلام يعلن أن «الآمال بانتخاب رئيس للبنان ازدادت وتبشّر بالخير».
وإذا كان البيان الذي صدر عن الجلسة 21 ألمح بشكل مقتضب إلى أن البحث «تناول الاستحقاق الرئاسي»، معتبراً أن «استمرار الحوارات القائمة من شأنه أن يسرّع الوصول إلى تفاهمات وطنية»، في إشارة إلى رئاسة الحكومة وقانون الانتخاب، فإن حزب الله بقي على صمته العلني في ما خص الموقف من ترشيح فرنجية، وإن كان تحركاً حصل مع الرابية بعيداً عن الأنظار، وحتى مع زغرتا، لعدم التفريط بوحدة جبهة 8 آذار. ووصف قيادي تتقاطع مواقفه بين 8 آذار وحزب الله ترشيح فرنجية بأنه «سيناريو» وخطوة شكلية لوضع صفقة التسوية على الطاولة.
وأشار هذا القيادي في تصريح لـ«اللواء» إلى أن الدوائر الضيقة المحيطة بالحريري وفرنجية والتي هلّلت للتسوية وكأنها حاصلة غداً كان عليها أن تضع في حسبانها أن قانون الانتخاب يساوي في أهميته أو أكثر إنهاء الشغور الرئاسي، والتسوية الصحيحة والتي يمكن أن تقبل بها قوى 8 آذار تنطلق من إقرار قانون إنتخابي على أساس النسبية «يُعيد» تكوّن السلطة السياسية في لبنان وليس إعادة إنتاجها من جديد.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة النيابية العشرية المكلّفة الإعداد لقانون الانتخاب باشرت إجتماعاتها أمس في ساحة النجمة، في حضور كامل الأعضاء، واقتصر الاجتماع على وضع آلية العمل من دون الدخول في عمق الطروحات الانتخابية، في ظل حرص من الجميع على أن تكون اجتماعات اللجنة خارج متناول الإعلام حرصاً على إنجاح المهمة المكلفة بها.
وشدّد النائب جورج عدوان في تصريح تعهّد بأن يكون «اليتيم» بأن اللبنانيين يتوقون إلى قانون انتخابات جديد، ولن يكون هناك إصلاح سياسي إلا عبر قانون إنتخاب نموذجي جديد يؤمّن صحة التمثيل، آملاً بأن تسعى اللجنة إلى تحقيق هذه الأهداف.
وفي المعلومات، فإن اللجنة التي ستبدأ عملها من الصفر. إنطلاقاً من المشاريع والاقتراحات الموجودة في أدراج المجلس وعددها 17، سيكون عليها أن تتفق على النظام الإنتخابي الأمثل، أكثري أم نسبي، وعدد الدوائر الانتخابية، وهي مهمة قد تعجز عن التفاهم عليها، بحيث ستترك لطاولة الحوار الوطني، لكن عليها أن تتوصل إلى النظام الذي ستتوافق عليه الكتل النيابية، من بين المشاريع المطروحة وأكثرها جدّية ثلاثة: النسبي الذي يتمسك به حزب الله والتيار العوني، والمختلط بالمناصفة بين النسبي والأكثري بحسب الرئيس نبيه برّي، أو المختلط بنسبة 68 للأكثري و60 للنسبي الذي سبق أن اقترحه «المستقبل» و«القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي.
أما حزب الكتائب، فقد أوضح بلسانه وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» أنه لا يضع قانون الانتخاب قبل الانتخابات الرئاسية، مؤكداً أن هناك رؤية متساوية بين الحزب وتيار «المردة» في ضرورة الوصول إلى قانون لا يُلحق إجحافاً بأحد، كاشفاً بأن البحث مع فرنجية تناول الموقف من سوريا وسياسة المحاور وموضوع السيادة والسلاح وقانون الانتخاب، من دون أن يستبعد عقد لقاء آخر مع نائب زغرتا غير اللقاء الذي عقده مع وزير العمل سجعان قزي، مؤكداً أن أي مرشّح رئاسي يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع. وسيُعقد اجتماع اليوم بين الكتائب ووزير الاتصالات بطرس حرب في إطار المشاورات الجارية.
البناء
فشلت ديبلوماسية الجثث وطارت «المنطقة الآمنة» وقبضت تركيا 3 مليارات يورو
وصلت جثة الطيار الروسي فانفرجت المفاوضات حول العسكريين المخطوفين
عون: قانون الانتخابات ولكلّ فريق رئيس... وفرنجية: لا لمعادلة «ليش إنت مش أنا»
صحيفة البناء كتبت تقول "فشل الرئيس التركي رجب أردوغان في انتزاع الموعد الذي وسّط لأجله الرئيسين الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند، وانتظره طويلاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفشلت ديبلوماسية الجثث والرهائن، التي اعتمدها أردوغان لطيّ صفحة سقوط الطائرة الروسية من دون اعتذار، ومن دون قبول الانضباط بشروط انضواء فعلي في الحرب على الإرهاب. فالمماطلة بتسليم جثة الطيار الروسي من يوم السبت إلى مساء أمس الاثنين، والتعطيل المفتعل لصفقة تبادل العسكريين اللبنانيين المخطوفين، للابتزاز ووضع شروط، فعلا عكس ما أراد أردوغان، فوجد نفسه وحيداً في باريس، وسمع كلاماً قاسياً من الرئيس بوتين في كلمته أمام مؤتمر القمة المخصّصة للمناخ، بينما رئيس وزرائه داوود أوغلو يتلقى من الاتحاد الأوروبي ثلاثة مليارات يورو لقاء صرف النظر نهائياً عن مشروع المنطقة الآمنة داخل الحدود السورية، وقبول استيعاب اللاجئين السوريين داخل تركيا ووقف خطط ترحيلهم إلى أوروبا.
ومنذ ظهر أمس، بدا أنّ مساراً جديداً قد بدأ مع إقلاع طائرة عسكرية روسية تنقل جثمان الطيار الروسي، رغم إعلان الكرملين أن لا موعد للقاء أردوغان مع بوتين، فبدأت مؤشرات الانفراج في ملف العسكريين المخطوفين، مع سحب ما سُمّي بالمطالب التعجيزية، التي أضيفت فجأة على الصفقة التي تحرّكت فجأة أيضاً، وكلّ الإيقاع تركي.
لبنان المنشغل بقضية عسكرييه وعودتهم إلى الوطن والحرية واصل تلقّي تداعيات تسوية باريس الرئاسية، التي قال العماد ميشال عون إنه لم يطلع عليها بشكل رسمي، معتبراً أنّ قانون الانتخابات النيابية يبقى هو الأساس لأيّ تسوية، وأنّ تقاسم فريقي 8 و14 من آذار رئاستَي الجمهورية والحكومة حلّ منصف شرط أن يتولى كلّ فريق تسمية المرشح الذي يختاره للرئاسة التي ينالها، بينما توقف النائب سليمان فرنجية في بيان توضيحي لمكتبه حول لقائه بالوزير جبران باسيل أمام بعض المواقف من ترشيحه، معلناً الانفتاح على مناقشة كلّ المعطيات السياسية والوطنية، لكن لا لمعادلة «ليش إنت مش أنا».
«النصرة» تسحب شرط معالجة «ملف الحجيري»
تسير عملية تبادل العسكريين في الطريق الصحيح، بعد سحب شرط جبهة النصرة بمعالجة ملف الشيخ مصطفى الحجيري القضائي من التداول، بطلب من الحجيري، بعد تدخلات لبنانية معه. وجرت المشاورات والاتصالات في قضية العسكريين داخل ثكنة الجيش في رأس بعلبك بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمحامي نبيل الحلبي، فيما بقي الموقوفون الّذين ستتمّ مبادلتهم موجودين على مداخل عرسال، في انتظار ما يتمّ التوصلّ إليه بين إرهابيي جبهة النصرة والجانب اللبناني.
وأفادت «جبهة النصرة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي «أن المفاوضات بشأن الأسرى العسكريين لديها لا تزال في مرحلة الترتيب لوضع آلية جادة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه». وبرغم ذلك، أكدت مصادر إسلامية لـ«البناء» أن «إدخال تسوية ملف الحجيري قضائياً كان أحد الأسباب التي عرقلت إنجاز صفقة التبادل، وبالتالي تأجل إطلاق سراح العسكريين». ولفتت المصادر إلى «أن هذا الشرط قد طرأ في ربع الساعة الأخير من جانب جبهة النصرة ولم يكن ضمن صفقة التبادل في السابق». وأضافت المصادر «أن بعض الأسباب اللوجستية والأمنية أيضاً دفعت جبهة النصرة إلى تأخير إنجاز الصفقة لا سيما المكان المتفق عليه لإتمام التبادل». ورجّحت المصادر «أن ينتهي هذا الملف بشكلٍ إيجابي في أقرب وقت ويتم إنجاز الصفقة وإطلاق العسكريين المخطوفين، لأن الصفقة منجزة، لكن يتم التفاوض على بعض التفاصيل التي لا تعتبر أساسية بالنسبة للخاطفين».
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنه إذا سارت الأمور على ما يرام سيطلق سراح العسكريين فجراً، وكشفت المصادر عن «تراجع المسلحين عن شروطهم وطلباتهم التي وضعوها قبل إتمام الصفقة بعد أن تم إبلاغهم بشكلٍ حاسم، بأنه ليس وارداً أن تحقق الدولة هذه الطلبات الإضافية لا سيما إخراج أسرى لدى الدولة السورية وتسوية ملف الشيخ مصطفى الحجيري وبعض الإرهابيين الصادرة بحقهم أحكام قضائية».
ولفتت المديرية العامة للأمن العام إلى أن «بعض وسائل الإعلام لا تزال حتى الآن تتداول معلومات مغلوطة تتعلق بمسار التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين»، داعية وسائل الإعلام إلى «عدم نشر أية معلومات تتعلق بهذه العملية، والانتظار حتى إتمامها ليتم الإعلان عنها بشكلٍ رسمي من قبل المعنيين».
المستقبل: «الستين» معدّلاً
سياسياً، تتمحور الاتصالات والمشاورات حول قانون الانتخاب بيت القصيد عند فريق 8 آذار المصرّ على إقرار قانون انتخابي جديد يحقق صحة التمثيل. وتتزامن الاتصالات في التسوية الرئاسية مع بدء اجتماعات اللجنة النيابيّة المكلّفة درس قانون الانتخابات للتوصّل إلى قانون انتخابي.
وفيما التزم النواب العشرة الصمت رافضين الإدلاء بأي تصريح، ومتفقين على إبقاء النقاشات بعيدة عن الإعلام. شدّد منسّق اللجنة النائب جورج عدوان على «أنّ أي تسريب أو إعطاء معلومات للإعلام حول عمل اللجنة، فنحن لسنا معنيين به وننفيه سلفاً». وإذ أكّد «أن كل اللبنانيين يتوقون لقانون جديد»، أكّد «أن اللجنة ستنكبّ في اجتماعات لتخرج باقتراح لقانون الانتخابات، خصوصاً أن الإصلاح لا يكون إلا من خلال قانون جديد، وسنسعى لنحقق هذا الأمر».
ولما كانت عناصر الطرح الباريسي تنص على انتخاب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية رئيساً ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري رئيساً للحكومة طيلة ولاية فرنجية، والإبقاء على قانون الستين معدلاً بحيث يتم انتخاب 70 من النواب على أساس الأكثري و30 على أساس النسبي وفق الاقتراح الذي تقدّم به النائب احمد فتفت في لجنة التواصل في اجتماعاتها السابقة، وأن لا يمس اتفاق الطائف، تقول أوساط سياسية لـ«البناء» إن فرنجية اصطدم عند عودته للترويج للطرح بعقبة منصب الرئيس من دون صلاحيات والمكبل بمجلس نيابي تتحكم به 14 آذار، وهذا يشكل اتفاقاً غير متوازن ومساً بالسلة المتكاملة التي طرحها الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله، وأكد فيها تعاون كل المكوّنات السياسية لإنضاج التسوية، بخاصة أن فرنجية لم يكلف من فريق 8 آذار التفاوض حول التسوية، كما تشير الأوساط السياسية. وأشارت الأوساط إلى «أن فريق 8 آذار قد يعتبر نفسه رابحاً شكلياً بانتخاب فرنجية الحليف الاستراتيجي له، لكنه في الجوهر سيكون خاسراً إلا إذا اعتمد قانون انتخابي على أساس النسبية الكاملة وطبق اتفاق الطائف على أساس روحية الطائف، وليس بذهنية الحريرية السياسية والاحتكام للنصوص من دون التزامات مسبقة بالأشخاص».
عون: 8 آذار يختار الرئيس
كشف رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أنه لم يتبلّغ رسمياً بالاتفاق بين رئيس تيار المستقبل ورئيس تيار المردة متسائلاً: «ما هو أساس هذا الاتفاق». وأكد عون «أن فريق 8 آذار يختار رئيس الجمهورية وليس فريق 14 آذار»، متسائلاً «لماذا الحريري هو مَن سيختار سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية؟»، مضيفاً «أن رئاسة الحكومة لـ 14 آذار ورئاسة الجمهورية لـ 8 آذار هو حل منصف، لكن بشرط أن يقوم كل فريق باختيار رئيسه». وفي مقابلة مسجلة مع قناة «روسيا اليوم»، شدّد على «أن قانون النسبية في الانتخابات يعطي كل حزب حجمه الصحيح، وهو أفضل قانون للانتخابات، وبالتأكيد هذا القانون قابل للتحقيق، لأنه يعطي الجميع حقه ويمثل جميع اللبنانيين»، موضحاً «أنه وفق هذا القانون لا يبقى أقلية غير ممثلة في مجلس النواب».
… ولن أتنازل عن قانون الانتخاب
وفي السياق علمت «البناء» أن اللقاء بين فرنجية ووزير الخارجية جبران باسيل يوم الأحد «لم يكن جيداً، بدليل أنه لم يتم تحديد موعد للقاء يجمع عون وفرنجية». ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أن باسيل أبلغ فرنجية أن الجنرال قد يتنازل عن رئاسة الجمهورية التي هي حق له، وفق التمثيل الشعبي والوطني، لك إذا كنت أنت المرشح، لكنه لن يتنازل على الإطلاق عن إقرار قانون انتخابي لا يؤمن صحة التمثيل ويحقق الشراكة الحقيقية». وتعود المصادر إلى عهد الرئيس إميل لحود الذي «عزل في قصر بعبدا بين العام 2005 والعام 2008 نتيجة ما أفرزته انتخابات 2005 من أكثرية لمصلحة تيار المستقبل وفريق 14 آذار، فحكمت البلد ولم تسأل عن الرئاسة».
وكان فرنجية أوضح في البيان الذي صدر عن مكتبه الإعلامي رداً على بعض التسريبات التي وردت حول ما دار خلال اللقاء بينه وبين باسيل في البترون، ما يلي :
1 – إن اللقاء كان ودّياً وصريحاً من غير أي التزامات.
2 – إن الرئيس سعد الحريري طالب بقانون انتخابي لا يضرب تمثيل طائفة من دون تحديد شكل القانون. وقد تمّ التوافق حول رفض أي قانون يضرب كيان أي طائفة.
3 – أكّد فرنجية خلال اللقاء استمراره بدعم ترشيح العماد عون ومنح الموضوع مزيداً من الوقت، إذا كان هناك من نيّة فعلية بالتوافق حول العماد عون، أما إذا استمرّ الترشيح فقط لتعطيل ترشيح فرنجية فهذا موضوع آخر.
4 – الحديث عن رفض الأقطاب لترشيح فرنجية نناقشه، إذا كان هناك عذر مسيحي أو وطني، أما إذا كان على قاعدة «ليش إنت مش أنا»، فالأمر مختلف تماماً وغير مقبول.
إلى ذلك، عقدت جلسة الحوار الحادية والعشرين بين حزب الله وتيار المستقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة امس، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، الوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل، كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. جرى البحث في التطورات السياسية وما يتعلق بالاستحقاقات الدستورية تحديداً. وتمّ تأكيد الاستمرار بالحوارات القائمة للإسراع في الوصول إلى التفاهمات الوطنية.
ولايتي: زيادة الأمل رئاسياً
ولفت مستشار الإمام الخامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي عقب لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، يرافقه نائب وزير الخارجية الإيراني عبد الأمير اللهيان والسفير الإيراني محمد فتحعلي، إلى أن المباحثات مع سلام تشير إلى أن الآمال في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية قد ازدادت وتبشر بالخير. وأضاف أنه جرى عرض خلال اللقاء ما تشهده المنطقة من ظروف صعبة وخطيرة وما تشهده الساحة اللبنانية في هذه المرحلة الخاصة. وأعرب عن أمله بتحرير وإطلاق العسكريين المخطوفين.