كلما طالت فترة جلوس الإنسان أو استقراره متكئا دون حركة، ازدادت فرصة خدر يديه وقدميه، ولكن السؤال هو ماذا يحدث في الجسم فيسبب هذا الخدر؟ وما مدى خطورته؟
كلما طالت فترة جلوس الإنسان أو استقراره متكئا دون حركة، ازدادت فرصة خدر يديه وقدميه، ولكن السؤال هو ماذا يحدث في الجسم فيسبب هذا الخدر؟ وما مدى خطورته؟
يجلس كثير من الناس ساعات طويلة على وضع واحد دون أن يغيروا وضعهم أو يحركوا أطرافهم أو جسدهم، فينتج عن هذا الوضع نشوء خدر يسري في الساقين والقدمين وأحيانا تشنج فيهم. حالة الخدر التي يصطلح عليها بالعامية أحيانا بتعبير ” نامت يدي، أو نامت رجلي” هي في الغالب غير مؤذية، وسرعان ما تنتهي بمجرد تعديل وضع الجلوس أو تغيير وضع الجسم.
ومثل هذا يحصل في الساق والذراع واليدين، بل يمكن أن يحدث في أي جزء من الجسد يتعرض لفترة طويلة من الانحناء أو الالتواء دون حركة.
موقع ويبميد WebMD الطبي نشر تقريرا مفصلا عن الموضوع، وبيّن أن هناك حالات من خدر الأطراف قد ترافقها تشنجات حادة، تبقى ملازمة للعضو لساعات، وتعيق حركة الإنسان، وفي هذه الحالة فإن الخدر قد يكون مسببا عن ضرر لحق بالعصب بسبب جرح أصاب العضو أو تكرار إصابة العضو بجروح في عين المنطقة، فينتج عنها التهابات جرثومية أو فيروسية، أو ربما تكون ناجمة عن حالات تسمم موضعي له صلة بإمراض مزمنة يعاني منها المرء ومنها السكري على سبيل المثال.
خدر أصابع يدك قد يقرع ناقوس الخطر
مثل هذه الحالات تعرف بـ “الاعتلال العصبي المحيطي” لأنها تصيب المناطق العصبية البعيدة عن الدماغ وعن الحبل الشوكي، وغالبا تنحصر في اليدين والقدمين. ويوجد نحو مائة نوع منها، والبعض منها يمكن أن يتفاقم ويُفقد المصاب القدرة على الحركة.
أسبابها كثيرة جدا ومتنوعة، تبدأ من نقص في بعض الفيتامينات لتصل إلى الإفراط في تناول الكحوليات أو الوراثة أو التسمم الناجم عن مرض السكري (الغنغرينا). علاج هذه الحالات يلزمه تشخيص دقيق للوصول إلى سبب الخدر (المتكرر والتشنجات التي قد ترافقه)، وطالما أن الأعصاب المحيطية لم تتضرر، يبقى العلاج ممكنا والشفاء محتملا.
الاعتلال الناجم عن أمراض وراثية لا علاج له، لكن أنواع الاعتلال الأخرى قابلة في الغالب للعلاج والشفاء، فالسيطرة على مستوى السكر في الدم مثلا يقلل إلى حد كبير من اعتلال الأعصاب الناتج عن السكري، كما أن تزويد الجسم بجرعات عالية من الفيتامينات يمكن أن يشفي إصابات “الاعتلال العصبي المحيطي”.
الوصايا الحياتية العامة قد تساعد في الشفاء إلى حد كبير، وفي طليعتها التخلص من الوزن الزائد، وتحاشي تعريض الجسد إلى المواد المسببة للتسمم، إتباع حمية غذائية بإشراف طبيب مختص، تجنب الكحول أو تقليل استهلاكه إلى حد كبير، ترك التدخين، وفي العادة قد يؤدي التدخين إلى تضيق الشرايين فلا يصل الدم بانتظام إلى الجهاز العصبي المحيطي فتحدث التشنجات وحالات الخدر.
تكرار حالات خدر القدمين واليدين، وعدم زوالها بسرعة بعد تحريك الأطراف قد يستلزم زيارة الطبيب، لأنه قد يكون ناجما عن أمراض جدية، منها على سبيل المثال، الانزلاق الغضروفي والتصلب المتعدد أو اعتلال الأعصاب.