أبرز ما تناولته الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت ملف الرئاسة اللبنانية والزيارات التي قام بها النائب سليمان فرنجية خلال اليومين الماضيين الى عدد من القيادات والتي ختمها بلقاء الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. هذا وكان هناك رصد لآخر التطورات على مستوى المنطقة لا سيّما "الكباش الروسي - التركي".
الأخبار
الحريري لفرنجية: أنا رئيس لكل حكومات العهد!
موقف حزب الله من ترشيح عون «نهائي وقاطع»
في لقاء باريس، اشترط الرئيس سعد الحريري على النائب سليمان فرنجية، مقابل ترشيح الأخير لرئاسة الجمهورية، أن يكون هو رئيساً لكل حكومات عهده، مع ضمانة من حزب الله، وبغض النظر عن قانون الانتخابات. فيما بات واضحاً لحلفاء الحزب وخصومه أن موقفه من ترشيح العماد ميشال عون «نهائي وقاطع ولا تراجع عنه»
وفيق قانصوه
بين مار مخايل وبعبدا، لن تتردّد حارة حريك في اختيار الأولى. وبين التفاهم مع ميشال عون وإيجاد مخرج لمعضلة رئاسة الجمهورية، لن يفرّط حزب الله بالتفاهم الذي أثبتت سنوات العقد الماضي متانته وقوته، خصوصاً في ضوء المعطيات الميدانية على مختلف الجبهات في المنطقة، والتي يراها لمصلحته. وعليه، بات واضحاً للجميع، حلفاء الحزب وخصومه، أن موقفه «نهائي وقاطع ولا تراجع عنه» في الاستمرار في دعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة ما بقي هو مرشحاً.
وأوّل المبلّغين بذلك والمتفهّمين له حليفه الوثيق النائب سليمان فرنجية، وخصمه اللدود تيار المستقبل. في جلسة الحوار الأخيرة بين الحزب والتيار في عين التينة، ألحّ وزير الداخلية نهاد المشنوق على المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل في العمل لإقناع عون بالسير في «تسوية فرنجية»، على أن يتولى المستقبل إقناع القوات اللبنانية، فكان جواب الخليل واضحاً: «نحن ملتزمون بعون علناً وسراً، وهذا الموضوع أبلغناه لفرنجية نفسه».
لقاء باريس
في غضون ذلك، تكشّف المزيد من الوقائع التي أدّت الى انعقاد لقاء باريس بين زعيم تيار المردة والرئيس سعد الحريري. مصادر مطلعة أكدت لـ «الأخبار» أن السفير الأميركي السابق ديفيد هيل هو «صاحب براءة الاختراع» في ترشيح زعيم بنشعي. هيل كان في فترة من الفترات متحمّساً لترشيح العماد عون للرئاسة، وهو زار الرياض لهذه الغاية قبل وفاة ملكها السابق عبدالله، وحاول تسويق الأمر لدى السعوديين. وترافق ذلك مع «تركيب» لقاء باريس بين الحريري وعون والحوارات التي تلته على مدى شهور بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري. توطّدت العلاقة بين الطرفين الى حدّ توجيه دعوة لعون ــ كاد يلبّيها قبل أن يعدل في اللحظات الأخيرة ــ لحضور احتفال ذكرى 14 شباط الماضي، بعدما أُبلغ بأن الحريري سيحضره شخصياً. إلا أن أوضاع المنطقة لم تكن قد نضجت بعد، ولم تكن الرياض في صدد إعطاء «مكافأة» لحزب الله الذي تقاتله في سوريا. فرفعت البطاقة الحمراء في وجه جنرال الرابية، وعادت الأمور الى النقطة الصفر: عون مرفوض، فرص جعجع معدومة، الرئيس أمين الجميل وفرنجية ليسا في الصورة.
عاود هيل البحث. بعد مشاورات مع مختلف القوى السياسية وصل الى اقتناع بأن لا إمكانية لإزاحة عون إلا... بفرنجية. لن يكون في مقدور حزب الله رفض عرض مغرٍ كهذا، فضلاً عن أن موقفه من اتفاق الطائف يلبّي مطلباً سعودياً أساسياً بعدم المس بهذا الاتفاق الذي أعطى صلاحيات مطلقة لحلفائها. طرح الفكرة على جنبلاط الذي وزنها جيداً: ما قد نقدمه اليوم قد نكون مضطرين إلى تقديم أكثر منه مستقبلاً مع تغيّر الوضع في سوريا. بهذا، نكسر عون ونحرج حزب الله ونعيد البلد الى السكة التي خرج عنها عام 2005. أُرسلت أولى الاشارات الى فرنجية فأبدى تجاوباً. في 29 تشرين الأول، التقى الأخير مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في طرابلس. أثناء اللقاء، تلقّى الشعار اتصالاً من الحريري. طلب الأخير تمرير الهاتف لفرنجية، وتحدثا لنحو ساعة في ضرورة إخراج البلاد من مأزقها، وطرح عليه فكرة ترشيحه، وتم الاتفاق مبدئياً على اللقاء في باريس.
اتصل فرنجية بدمشق التي استغربت الطرح الحريري الذي لا يمكن إلا أن يكون بدعم سعودي، واقترحت عليه مراجعة السيد حسن نصرالله. تواصل فرنجية مع أحد المسؤولين الرفيعين في الحزب، فطُرحت تساؤلات حول أهداف الطرح، بما فيها المناورة أو محاولة شق الصف. وفي النهاية كانت النصيحة: افعل ما تراه مناسباً... ليتوجّه بعدها الى العاصمة الفرنسية.
في لقائه مع الحريري، سمع فرنجية تأكيداً بأن طرحه يحظى بموافقة سعودية «على أرفع مستوى». وأكّد له أن الرياض مستعدة لاستقباله فوراً للبحث في الأمر، فيما فضّل الأخير التريّث. وتطرّق البحث الى مختلف المواضيع، لكن المصادر تؤكّد أن فرنجية لم يتعهّد بأي قانون انتخاب، رغم أنه لا يخفي تأييده لقانون الستين، وأن الاتفاق تم على أن القانون ينبغي أن يرضي الجميع. إلا أن أهم ما طلبه الحريري بوضوح: بغض النظر عن قانون الانتخاب، مقابل رئاستك لست سنوات، أكون رئيساً لكل حكومات العهد، مع ضمانة من حزب الله بعدم إسقاط حكومتي. لم يعطِ فرنجية أيّ تعهدات، وانتهى اللقاء باتفاق على أن يشتغل كل منهما على فريقه.
مع عودة فرنجية، وتأكيده للحزب أن الطرح الحريري مدعوم سعودياً، ساد التوتر في الرابية. بداية جرى التعاطي مع الترشيح كمناورة، قبل أن يتبيّن أنه جدّي. شخصت الأنظار الى حارة حريك، وتسارعت الاتصالات مع الحزب. التقى باسيل رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، قبل أن يزور صفا والخليل عون الذي سمع منهما بوضوح: «نحن الى جانبك ما دمت مرشحاً. ولا تراجع عن أي التزام التزمناه معك». ونُقل عن عون قوله: «أثق بضمانة السيد، وهذا يكفيني». بعدها بدأت الاتصالات لتبريد جبهة الرابية ــ بنشعي: زار فرنجية باسيل في البترون، وأكّد الأول في كل مناسبة على عمق العلاقة مع عون، على أن يُعقد لقاء بين الرجلين «قريباً جداً».
توتر في معراب
الهدوء في الرابية قابله ارتفاع كبير في منسوب التوتر في معراب. يدرك جعجع أن ميثاقية أيّ جلسة يحدّدها في شكل رئيسي موقف عون. تعامل الحلفاء معه بلامبالاة سبب آخر للتوتر. وهو غير قادر على هضم كيف أن 14 آذار انتقلت من ترشيحه كأحد صقورها الى ترشيح أحد صقور 8 آذار. استنفر اتصالاته، وأكّد لعون أن «خطاً في السعودية، وليس السعودية»، هو من يروّج للتسوية. وتنقل مصادر أن رئيس القوات تلقّى اتصالاً من وليّ العهد محمد بن نايف أكّد له فيه أن «هذه المهزلة لن تستمر طويلاً، وليس هناك قرار سعودي بترشيح فرنجية»، علماً بأن المعلومات تؤكّد أن الضغط الاعلامي والنفسي عليه قد بدأ، تحت شعار أن «الأمور ستمشي ولو من دونكم». وعلمت «الأخبار» أن دعوة وُجّهت اليه لزيارة السعودية خلال أيام. البطاقة الحمراء في وجه التسوية في يده. يرشّح عون فيقطع الطريق على فرنجية ويكسب الجمهور المسيحي. لكنه يدرك أن رفعها سيكون في وجه السعودية، مع ما لذلك من تبعات.
في ضوء ذلك، تبدو الخريطة السياسية بعد أكثر من أسبوعين على لقاء باريس، بين فرنجية والحريري، على الشكل الآتي:
ــ تحالف مسيحي ضد التسوية، قوامه معراب والرابية (وبكفيا بعدما تردّد أن النائب سامي الجميّل أبلغ السفير السعودي الذي زاره أمس عدم موافقة الكتائب على ترشيح فرنجية).
ــ تحالف إسلامي داعم للتسوية يضم الحريري وجنبلاط والرئيس نبيه بري. والأخير يبدو أكثر المستعجلين، إذ نقل عنه قوله إنه في حال لم يُنتخب فرنجية في جلسة 16 الجاري، فهذا سيعني أن «الطبخة مودرت» (انتزعت).
ــ فرنجية مدرك صعوبة السير في التسوية، رغم حماسته، من دون دعم طرفين رئيسيين هما أصلاً حليفاه.
ــ ضغط فرنسي وفاتيكاني كبير على البطريرك بشارة الراعي للسير في التسوية.
ــ حزب الله ثابت وراء عون، مع كثير من التريّث ووزن الأمور بميزان الذهب، حرصاً على عدم خسارة أيّ من حليفيه، مع شبه اقتناع بأن من الصعب أن يقبل فرنجية بأن يأتي بأصوات خصومه ولا ينتخبه حلفاؤه، وبأن من الصعب أن يحدّد بري موعداً لجلسة انتخابية من دون موافقة الحزب. لا قلق لدى الحزب من المخاطر: الخصوم قرأوا الوضع الاقليمي جيداً هذه المرة، وهم المستعجلون. وبعدما كان التنافس بين مرشحين غير مقبولين من 8 و14 آذار، بات التنافس بين مرشحين من 8 آذار، أحدهما مقبول والثاني محتمل.
باختصار، الحلّ لا يزال في جيب ميشال عون: إذا وافق على ترشيح فرنجية «تمشي الأمور»، وإلا فلا شيء مستعجلاً والأمور ستبقى تراوح مكانها، ولا جلسة انتخاب في القريب العاجل.
السفير
دمشق وطهران تباركان من بعيد.. وتفوّضان الحلفاء
فرنجية رئيساً بتوافق الخارج.. ماذا عن «الإمارات اللبنانية»؟
للمرة الأولى منذ سريان الفراغ الرئاسي في القصر الجمهوري، يمكن القول إن معظم العناصر الدولية والإقليمية تشي باكتمال المظلة الخارجية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
من واشنطن وموسكو إلى الرياض مرورا بباريس والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لا شيء يمنع مجلس النواب اللبناني من الالتئام في أول جلسة انتخابية مقررة وأن يختار سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية.
حتى أن أبرز حليفَين لفرنجية، وهما سوريا وايران لا تخفيان حماستهما لوصوله الى سدة الرئاسة، بخلاف كل ما قيل حتى الآن، فالرئيس السوري بشار الأسد كان واضحا منذ اللحظة الأولى مع زعيم «المردة» بأن انتخابه يشكل ضمانة للبنان وسوريا، وأنه من المفيد أن يحصل ذلك بعد خروج سوريا من لبنان، لأنه لو حصل العكس لقيل بأن سوريا هي التي أتت بفرنجية الى رئاسة الجمهورية، وليس مجلس النواب اللبناني.
وكل من راجع الإيرانيين يدرك بأن هؤلاء لا يملكون أي تحفظ على شخص فرنجية وخياراته السياسية، بل على العكس عندما زار طهران في ربيع العام 2007، سمع هناك كلاما من كبار المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم رسميا وبعيدا عن الأضواء، إشادة لم يتغير حرف منها منذ الزيارة الرسمية الأولى له إلى العاصمة الإيرانية حتى الآن، خصوصا أن توقيت تلك الزيارة جاء تعبيرا عن التقدير الكبير له بسبب المواقف الشجاعة التي اتخذها منذ اليوم الأول لعدوان تموز 2006، وقبلها في كل الاستحقاقات التي واجهتها المقاومة.
ولكن المفارقة اللافتة للانتباه في الموقفَين السوري والإيراني أنهما يعطيان لحليفهما اللبناني الأول الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مفتاح الرئاسة، وكل ما يتعلق بالشأن السياسي اللبناني، فالرئيس الأسد نصح حليفه فرنجية، بعد أن بارك له، بوجوب أن يعود للحزب، وهذه العبارة ـ المفتاح، يعلم بها على مر السنوات الماضية كل من راجع الإيرانيين بأي شأن لبناني، وخير دليل تلك الزيارات «الماراتونية» للموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو إلى طهران، وكان دائما يطرق الباب ويسمع الجواب نفسه: هذا خيار لبناني أو مسيحي.. راجعوا «حزب الله»!
أما مستشار قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي، فلم تكن نبرته في بيروت مختلفة عن خطاب باقي المسؤولين الإيرانيين الممسكين بالملف اللبناني: ترحيب بأية مبادرة انفتاحية وإشادة بميشال عون وسليمان فرنجية وبأهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتوافق اللبنانيين على مرشحهم الرئاسي!
ويمكن للموفدين الذين زاروا طهران أن يشرحوا أيضا ما سمعوه هناك، وآخرهم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ التي التقت في الصيف الفائت في العاصمة الإيرانية المسؤولين الإيرانيين عن ملف لبنان، وكان جوابهم واضحا: «نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي اللبناني. على المسيحيين أن يجدوا حلا للمعضلة الرئاسية، وإذا تعذر الأمر عليهم في بيروت، فليتوجهوا سوية إلى الفاتيكان».
الحريري في باريس: الإنجاز قريب
قد يبادر كثيرون إلى محاولة انتزاع أدوار، محليا، في قضية ترشيح فرنجية، لكن البعد الخارجي يتقدم حتى الآن على ما عداه من أدوار لـ «الإمارات اللبنانية». الدليل ليس فقط التواصل الذي حصل بين الإدارة الأميركية والنظام السعودي، قبيل انتهاء مهمة السفير ديفيد هيل في بيروت، بل ما سمعه النائب وليد جنبلاط في العاصمة السعودية في زيارة المصالحة التي قام بها، من قبل أركان المملكة في قلب الديوان الملكي عن تأييدهم لترشيح فرنجية، حتى أن الفرنسيين لا يخفون أنهم كانوا سيناقشون على جدول أعمالهم مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني في الزيارة التي ألغيت، هذه القضية تحديدا.
وأمس، وفور انتهاء لقاء الرئيس سعد الحريري بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في باريس، شغّلت دوائر قصر الإليزيه محركاتها في أكثر من اتجاه، ولعل البداية من الرسالة التي ستصل في غضون ساعات إلى دوائر قصر بسترس في بيروت، وتتضمن موقفا فرنسيا واضحا بالمضي في خيار ترشيح فرنجية حتى النهاية، وأن تكون جلسة السادس عشر من الشهر الحالي، جلسة انتخابية تتوج بانتخاب فرنجية!
كما بدا واضحا أن الحريري، أمس، بـ «أمله الكبير بانجاز الاستحقاق الرئاسي قريبا» (وعودته الأقرب إلى بيروت قبل نهاية هذا الشهر)، ينام على «شيء ما» حسب مراسل «السفير» في باريس الذي نقل عن أوساط لبنانية معنية قولها إن الاتصالات بين الحريري و «التيار الوطني الحر» لم تنقطع، وإن الأمور «تحتاج إلى المزيد من الحوارات والوقت.. والمهم عدم الاستعجال وحرق المراحل، خصوصا أن الظروف الدولية والإقليمية أكثر ملاءمة من أي وقت مضى».
عسيري.. والراعي يباركان
واللافت للانتباه أن المواقف الصادرة من باريس تقاطعت مع عنصرَين هامَّين: أولهما إعلان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري «مباركة» السعودية للمبادرة بترشيح فرنجية، في موقف تم اختيار منبر بكفيا الكتائبي لتظهيره عبره، إلى حد أن عسيري سأل نفسه وأجاب عن السؤال، ليقطع بذلك الطريق على التأويلات التي أعطيت لموقفه الأول (الثلاثاء الماضي) الذي اتخذ طابعا استيعابيا من زاوية التجاوب مع الملاحظات التي أسديت للسعوديين، بأن يربطوا الاستحقاق الرئاسي بتوافق اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، حتى لا يُقال إن الرئيس الجديد أيا كان اسمه، يأتي بإرادة السعوديين لا اللبنانيين وخصوصا المسيحيين.
أما العنصر الثاني، فيتمثل بعودة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى بيروت وإدلائه بموقف إيجابي سيعكسه أكثر، اليوم، مجلس المطارنة الموارنة، حيث سيتضمن بيانه الشهري تقييما إيجابيا لترشيح فرنجية، من زاوية كسر الركود، علما أن الراعي كان صريحا في محطته الألمانية الأخيرة، إذ قال لسائليه في برلين إنه شاهد على اجتماع أقطاب الموارنة الأربعة على طاولته البطريركية في بكركي، «وهم تعهدوا أمامي بأننا نخرج من هنا بتوافق مفاده أن أي مرشح منا يحظى بأكبر توافق وطني نسير به جميعا إلى جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، معتبرا أن هذه المعادلة تنطبق اليوم على سليمان فرنجية «فأنا أريد للانتخاب أن يتم اليوم قبل الغد، ولا يجوز الاستهتار بواقع الفراغ الذي يشل المؤسسات الدستورية وما يرتبه من آثار سلبية على حياة كل اللبنانيين».
فرنجية يخرج من بكركي مرتاحا
هذا الكلام أعاد الراعي، تأكيده ليل أمس، على مسمع سليمان فرنجية الذي خرج من بكري مرتاحا ومطمئنا إلى ما سيكون عليه موقف المطارنة الموارنة اليوم مع وعد بطريركي بـ «خطوات ما»، لا بل تحدث زعيم «المردة» للمرة الأولى بصفته رئيسا عندما قال: «أنا كرئيس للجمهورية سأعمل دائما على إيجاد قانون ينصف التوازن الوطني».
يبقى السؤال هل هذه العناصر الخارجية والداخلية كافية لانتخاب رئيس للجمهورية؟
من الواضح أننا نواجه مرحلة شبيهة فعليا بمرحلة نهاية الثمانينيات، عندما حصل التوافق بين الأميركيين والسوريين على مخايل الضاهر لرئاسة الجمهورية، غير أن العناصر المحلية، وخصوصا المارونية، أدت إلى تطيير الاستحقاق الرئاسي وصولا إلى ترجمة معادلة «مخايل الضاهر أو الفوضى».
لا عنصر مستجدا في موقف الرابية يتجاوز السقف الذي رفعه العماد ميشال عون بأولوية ترشيحه، ولا عنصر مستجدا في معراب سوى ما نقل عن لسان سمير جعجع بدعوته «الجنرال» إلى ملاقاته بتسمية مرشح ثالث بينهما لقطع الطريق على وصول فرنجية.
هل يلتقي فرنجية وعون قريبا كما اتفقا أمس الأول، وهل هناك احتمال بأن يحصل لقاء بين عون وجعجع قريبا، خصوصا أن رحلة الأخير للسعودية، لا يبدو أنها موضوعة في حسبان الطرفين؟
السؤال الأكبر أيضا كيف سيتصرف «حزب الله» إزاء خيار مضي سليمان فرنجية بترشيحه الرئاسي؟
الجميع ينتظر العماد عون والسيد نصرالله.
تطورات الساعات الماضية والأيام المقبلة تشي ببداية تبلور اقتناع بأن السلة الكاملة المتكاملة (رئاسة جمهورية ورئاسة حكومة وحكومة وقانون انتخاب) التي سبق للسيد نصرالله أن بادر إلى طرحها لا يمكن التعاطي معها بالقطعة والمفرق. اسمها سلة كاملة تبدأ بالرئاسة وتنتهي بقانون الانتخاب على أساس النسبية، وهي ستكون جدول أعمال لحوار مقبل، كما جاء في المقدمة السياسية لنشرة أخبار «أو تي في» ليل أمس!
أما رئيس «المردة» فلسان حاله تعليقا على الطريقة التي يتعامل بها بعض حلفائه مع ترشيحه هي أن حال «8 آذار» هي كحال من ربح جائزة «اللوتو» الكبرى، لكنه يرفض استلامها، ويدعو القيمين على السحب إلى إعادة الكرّة!
النهار
خيار فرنجيه يتقدّم في انتظار "الصامتين" السعودية "تبارك" التسوية... وحوار المسيحيّين
بين اللقاءات الباريسية للرئيس سعد الحريري والموقف السعودي المتقدم من تأييد التسوية الرئاسية والزيارة الليلية لرئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجيه لبكركي فور عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الخارج، اندفعت أمس ملامح حمى ترشيح فرنجيه ورفع مؤيّديها لوتيرة الجهود الضاغطة من أجل تزكية خياره الرئاسي ومحاولة تذليل العقبات التي تعترضه والتي لا يستهان بها الى ذروتها. وإذ أبرزت الحركة الاستثنائية للدفع نحو خيار فرنجيه بداية ظهور معالم رعاية خارجية واضحة لهذه التسوية عبرت عنها على نحو خاص التصريحات التي أدلى بها السفير السعودي علي عواض عسيري من بكفيا عقب لقائه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والوزير سجعان قزي، اكتسبت حركة الرئيس الحريري من خلال لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وعقده مجموعة لقاءات مع شخصيات في قوى 14 آذار في باريس تقدماً واضحاً لعلّه الأول بهذا الزخم في حركة مؤيدي التسوية التي انبثقت من لقاء الحريري وفرنجيه قبل ثلاثة أسابيع وهو الأمر الذي من شأنه ان يركز الاهتمامات والأضواء أكثر فأكثر على المواقف "الصامتة" للأفرقاء الكبار الآخرين ولا سيما منهم الثلاثي المسيحي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وحزب الكتائب في الأيام المقبلة.
واسترعى الانتباه ان بعض المطلعين على ما يدور في كواليس عملية الدفع نحو خيار التسوية المطروحة تحدث عن مسعى متقدّم للغاية من أجل جعل موعد الجلسة المحددة لانتخاب رئيس الجمهورية في 16 كانون الأول الجاري موعداً حاسماً لاستكمال فصول انتخاب فرنجيه قبل عيد الميلاد. ولكن على رغم هذه الحماوة التي اتسمت بها حركة تسويق خيار فرنجيه لم تبد الأوساط المتصلة بكل من التيار العوني و"القوات" أي مؤشرات توحي بأن ثمة إمكاناً لتمرير هذا الخيار سريعاً، بل اعتبرت ان مجمل المعطيات الجادة لا تسمح بأي توقعات سابقة لأوانها قبل جلاء الكثير من غموض التسوية المطروحة.
وعلمت "النهار" ان موضوع الضمانات التي تطلبها قوى منها حزب الكتائب قد يتضح مصيرها هذا الأسبوع. وقالت مصادر مواكبة للاتصالات ان ترشيح فرنجيه يتقدم خارجياً وداخلياً أكثر فأكثر في موازاة تقدم أكثر فأكثر أيضاً للمواقف الرافضة من القوى المسيحية التي تشمل "التيار الوطني الحر" و"القوات" والكتائب في مقابل صمت "حزب الله" الذي يؤكّد المطلعون على موقفه أنه لا يزال عند "موقفه الاستراتيجي" المؤيد للعماد ميشال عون.
الحريري
لكن الرئيس الحريري، على رغم إبدائه "أملاً كبيراً" في إنهاء الفراغ الرئاسي قريباً عقب لقائه الرئيس الفرنسي أمس، لم يتوغل في تفاصيل التسوية المطروحة ولم يتناول تسمية فرنجيه مرشحا للرئاسة، وأوضح أنه أبلغ الرئيس هولاند قيامه بجهود "مع جميع اللبنانيين من أجل إنهاء الفراغ الرئاسي وان هناك حواراً قائماً بين الأفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير في لبنان في هذا الموضوع وان شاء الله يكون الحل قريباً". أما عن ترشيح فرنجيه فلفت الى "حوارات جارية والأجواء ايجابية ونأمل في ان تظهر لنا الأيام المقبلة ان لبنان بالف خير".
وقالت مصادر متابعة لهذا اللقاء لمراسل "النهار" في باريس، ان الحديث بين هولاند والحريري لم يدخل في التسميات وان باريس كررت موقفها الدائم من أهمية الاسراع في ملء الفراغ الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية، معتبرة أن الظروف تسمح بذلك، ومبرزة أهمية التوافق بين اللاعبين اللبنانيين على هذا الموضوع.
والتقى الحريري في باريس أمس كلاً من الوزير بطرس حرب والنائب مروان حماده، ثم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. ولمّح حرب في موضوع ترشيح فرنجيه الى "ما يجب توافره من ضمانات لجميع اللبنانيين في إطار عدم تكريس انتصار فريق على آخر أو استئثار فريق سياسي بالحكم في لبنان".
ورأت جهات متابعة في بيروت ومؤيدة لخيار التسوية المطروحة ان لقاء الرئيس الفرنسي والرئيس الحريري أبرز "نقاطاً ايجابية" في شأن ترشيح فرنجيه. وتوقّعت ان يتوجّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى الرياض في الأيام المقبلة وللقاء الحريري والبحث معه في التسوية المطروحة. وقالت انه بعد اتمام مخرج فرنجيه من طرف الحريري في شكل نهائي سيعلن ترشيحه رسمياً.
وفي المعلومات ان فرنجيه اتفق والعماد عون على هامش تقديم الأول التعازي للجنرال على عقد لقاء قريب لهما.
عسيري في بكفيا
وكان السفير عسيري أعلن من بكفيا موقفاً لافتاً أكد فيه ان المملكة العربية السعودية "باركت المبادرة الوطنية من كثير من القوى السياسية في البلد لاختيار شخص معين" من غير ان يغفل الاشارة الى "بعض القوى المعارضة أيضاً". وإذ نفى ان تكون المملكة سمت او ستسمي أي شخص، قال: "نعم المملكة باركت المبادرة برغبتها في ان يكون هناك دور للمسيحيين في هذا الاطار وهذا الاخراج"، مشجعاً تكراراً على حوار مسيحي – مسيحي. وسئل هل تبارك بلاده وصول صديق بشار الأسد الى سدة الرئاسة، فأجاب: "نحن نميّز بين الرئاسة والصداقات الشخصية وهذا سؤال يوجه الى سليمان بك".
فرنجيه والبطريرك
ومساء، زار فرنجيه بكركي بعيد عودة البطريرك الراعي من زيارته لالمانيا وسادت اللقاء أجواء "استبشار" بحل لأزمة الرئاسة عبّرت عنه دردشة بينهما سبقت اللقاء المغلق، إذ بادر الراعي فرنجيه بالقول: "أبهجت كل اللبنانيين وحركت الاستحقاق". ورد الأخير: "حرّكنا الملف الرئاسي لأن الرتابة تقتل". وكان الراعي صرح لدى وصوله: "ان مبادرة الرئيس الحريري لها قيمتها وهي مبادرة جدية والباب فتح حتى يستطيع كل الأفرقاء التحدث بمسؤولية عن الحل الأنسب".
أما فرنجيه، فصرح بعد لقائه البطريرك بانه اطلعه على الامور السريعة التي جرت "ووضعنا انفسنا في تصرفه". وأكد أنه اذا كانت ثمة هواجس لدى الفريق الآخر "فواجباتنا ان نعطيه تطمينات"، مشدداً على انه "لا يمكن أن يقبل بقانون للانتخابات ضد مصلحة المسيحيين". وبدا لافتاً قوله: "انا كرئيس للجمهورية سأعمل على قانون ينصف المسيحيين". وأوضح "ان هدفنا حل الامور بتوافق واجماع وطني واذا انتخبت أريد ان أكون محاطاً بجميع اللبنانيين وخصوصا بجميع المسيحيين".
بان كي - مون
ونقل مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أمس حضّه الزعماء السياسيين اللبنانيين على انهاء الشغور الرئاسي من غير أن يعلق على اقتراح اسم النائب فرنجيه لمنصب رئيس الجمهورية.
ورداً على سؤال "النهار" عن التقارب المستجد بين زعامات سياسية لبنانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية واقتراح اسم فرنجيه لملء الشغور الرئاسي، قال بان كي - مون: "أولاً وقبل كل شيء، ينبغي لهم أن يتمكنوا من ملء هذا الفراغ السياسي حيث أنهم لم ينتخبوا رئيساًً". وأضاف أن "الرئاسة شاغرة منذ 18 شهراً، وأنا أخذت علماً بأن حواراً يجري في هذا الشأن... آمل صدقاً في أن يجري في أسرع وقت ممكن تطبيع الوضع السياسي، ومن ثم فإن الأمر الأول والأهم تشجيع المزيد من المصالحة".
اللواء
بريطانيا شنَّت أولى ضرباتها.. روسيا تبني قاعدة ثانية وجيش النظام يتقدَّم نحو تدمر
أوباما لن يكرِّر غزو العراق لضرب داعش وكيري يقترح قوات «عربية - سورية»
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس إنه لا بد من مشاركة قوات برية سورية وعربية أخرى في الهجمات على تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن الغارات الجوية وحدها لن تهزم التنظيم المتشدد.
وكان كيري يتحدث بعد ساعات من بدء بريطانيا هجمات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإٍسلامية في سوريا لتنضم بذلك إلى فرنسا والولايات المتحدة بعد نحو ثلاثة أسابيع من هجمات في باريس قتل فيها 130 شخصا وأعلن التنظيم المتشدد المسؤولية عنها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن هناك نحو 70 ألف مقاتل من مسلحي المعارضة المعتدلة في سوريا وإنهم مستعدون لدحر الدولة الإسلامية بدعم من الضربات الجوية التي تنفذها القوات الأجنبية.
وقال كيري في اجتماع في بلغراد لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا «أعتقد أننا نعلم أنه دون القدرة على إيجاد قوات برية مستعدة للإجهاز على داعش (الدولة الإسلامية) فلن نتمكن من تحقيق النصر الكامل من الجو».
ولدى سؤاله فيما بعد عما اذا كان يقصد قوات برية من الغرب قال «أتحدث عن سوريين وعرب كما نقول دائما».
وقال مسؤول أميركي يسافر مع كيري إن وزير الخارجية كان يقصد بشكل أساسي قوات برية سورية لكن يمكن تصور مشاركة قوات من دول عربية أخرى.
وقال المسؤول للصحفيين بعد أن طلب عدم نشر اسمه «يجب أن تكون قوات من تلك الدول التي تعرف الثقافة.. التي تعرف المجموعات.. التي تعرف التضاريس والتي تملك القدرة وتملك الدعم من قبل قوات التحالف على الأرض».
وأضاف «لذا فإن ما كان يقصده (كيري) في سوريا هم شركاء سوريون بالأساس على الأرض. وقد يشمل هذا شركاء عرب لكن الواقع ليس كذلك في الوقت الراهن».
وكانت الولايات المتحدة قالت يوم 30 تشرين الأول إنها سترسل ما يصل إلى 50 فردا من قواتها الخاصة إلى سوريا للتنسيق مع جماعات المعارضة المسلحة التي تدعمها وذلك في خطوة تمثل تحولا عن سياستها.
وقال كيري إن حدوث «انتقال سياسي» في سوريا سيمهد الطريق لجبهة موحدة ضد الدولة الإسلامية. وأضاف «ليذهب الجيش السوري مع المعارضة... مع روسيا والولايات المتحدة وغيرهم لمحاربة داعش».
وأضاف «فقط تخيلوا مدى السرعة التي يمكن القضاء بها على هذا الوباء.. فعليا في غضون شهور.. إذا تمكنا من التوصل لمثل هذا الحل السياسي».
من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن إرسال مزيد من قواته لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية لا يعني السير على نهج الغزو السابق للعراق عام 2003.
وبالتزامن مع بدء بريطانيا شن غارات على تنظيم الدولة في سوريا امس، قال أوباما في مقابلة تلفزيونية إن بلاده لن تشرع في غزو العراق أو سوريا على غرار غزو العراق الذي قاده سلفه جورج دبليو بوش بإرسال قوات برية.
وأضاف «لكني أبدي وضوحا شديدا في أننا سنضيق الخناق دوما على داعش (تنظيم الدولة) وسندمرها في النهاية، وهذا يتطلب منا توفير مكون عسكري لفعل ذلك».
وقال أوباما «حينما قلت لا قوات برية على الأرض اعتقد ان الشعب الأميركي فهم بوجه عام أننا لن نسير نحن غزو للعراق أو سوريا على غرار غزو العراق بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء».
وأضاف «لكني أبدي وضوحا شديدا في أننا سنضيق الخناق دوما على داعش وسندمرها في النهاية وهذا يتطلب منا توفير مكون عسكري لفعل ذلك». وداعش هو الاختصار غير الرسمي للاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال أوباما ان القوات الأميركية الخاصة وحدها لن تستطيع تدمير التنظيم المتشدد لكنه قال إنها ستوفر معلومات مخابرات إضافية وتعمل مع القوات المحلية وتساعد في توجيه الغارات الجوية.
وقال «إننا نعكف على إقامة شراكات مع أنها ليست بعد بالقوة التي نريدها مع العشائر المحلية والسنة المستعدين لمكافحة داعش».
اولى ضربات بريطانيا
ميدانياً، انضمت بريطانيا الى حملة الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بشنها صباح امس اولى غاراتها على مواقع للجهاديين بعد ساعات قليلة على اعطاء البرلمان الضوء الأخضر.
واعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان طائرات تورنيدو تابعة لسلاح الجو الملكي «قامت بأول عملية هجومية فوق سوريا شنت فيها ضربات».
واوضح متحدث باسم الوزارة ان الغارة استهدفت «منشأة نفطية في سوريا على مسافة حوالى 50 كلم من الحدود العراقية».
وأقلعت اربع طائرات مقاتلة قاذفة من طراز تورنيدو خلال الليل من قاعدة اكروتيري في قبرص حيث تنشر بريطانيا ثماني طائرات من هذا الطراز تورنيدو، وأنهت مهمتها عند الفجر.
وقال المتحدث انه سيتم ارسال طائرتي تورنيدو اضافية وست طائرات قتالية من طراز تايفون من صنع احدث «خلال الساعات المقبلة» لتعزيز السرب الموجود في قبرص. وبذلك تصبح بريطانيا سادس دولة تقصف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق معا.
وشن الائتلاف الدولي الذي يضم ستين دولة حوالى 8300 غارة جوية على البلدين نفذت الولايات المتحدة حوالى 80 بالمئة منها.
ونفذت بريطانيا ضرباتها بعد ساعات على مصادقة البرلمان على توسيع نطاق الغارات الجوية البريطانية على مواقع الجهاديين في العراق لتشمل سوريا.
وتمكنت بريطانيا من التحرك سريعا نظرا الى وجود طائراتها الحربية في العراق وقيامها اساسا بطلعات استكشاف فوق سوريا.
قاعدة جوية روسية ثانية
وعلى الارض السورية، تجهز روسيا قاعدة عسكرية هي الثانية لها في سوريا لاستخدامها في حملتها الجوية الداعمة لقوات النظام وخاصة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في وسط البلاد، وفق ما افاد مصدر عسكري والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المصدر العسكري «قاربت اعمال الصيانة في قاعدة الشعيرات السورية على نهايتها، والتي تعد لتصبح قاعدة عسكرية روسية».
ويقع مطار الشعيرات في ريف حمص الجنوبي الشرقي في وسط البلاد حيث تدور منذ مدة معارك بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين اجبروا على التراجع امام تقدم الجيش السوري والمسلحين الموالين له بغطاء جوي روسي.
وأوضح المصدر العسكري «وصل عدد من المستشارين الروس منذ اسابيع الى قاعدة الشعيرات»، مشيرا الى انها «ستدخل طور الاستخدام من قبل القوات الروسية قبل نهاية الشهر الحالي».
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان «الروس يبنون مدرجات جديدة في مطار الشعيرات كما يعملون على تحصين محيطه من اجل استخدامه في وقت قريب في عمليات للطائرات الحربية في ريف حمص الشرقي حيث مدينة تدمر الاثرية ومناطق اخرى».
ومنذ بدء حملتها الجوية في سوريا تستخدم روسيا مطار حميميم العسكري جنوب محافظة اللاذقية.
وبحسب عبد الرحمن، فان مطار الشعيرات سيتحول الى ثاني قاعدة عسكرية جوية للروس في سوريا.
الى ذلك تستخدم المروحيات الروسية مطار التيفور العسكري في ريف حمص الشرقي لشن غارات مكثفة ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في محيط تدمر، وفق عبد الرحمن.
ويواصل الجيش السوري مدعوما من المسلحين الموالين له تقدمه في ريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، وخصوصا في محيط تدمر وبلدة القريتين.
وقال عبد الرحمن ان «قوات النظام السوري اصبحت على بعد حوالى ثلاثة كيلومترات من مدينة تدمر وهي تتقدم من الجهة الجنوبية والغربية بغطاء جوي كثيف تؤمنه المروحيات الروسية». واشار الى معارك عنيفة مستمرة في محيط المدينة.
كذلك اصبحت قوات النظام على اطراف مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي بعدما نجحت في 23 تشرين الثاني في استعادة بلدة مهين الى الشرق منها من جهاديي التنظيم.
وبحسب المصدر العسكري «سجلت الساعات الاربع والعشرين الماضية أكثر من أربعين غارة جوية روسية وسورية على مواقع داخل وفي محيط بلدة القريتين».
ووصف المصدر المعركة بـ«الشرسة والعنيفة»، مشيرا الى ان الجيش السوري يتقدم سريعا وقد «يحقق تقدما مهما خلال 72 ساعة».