22-11-2024 01:52 AM بتوقيت القدس المحتلة

المشنوق: عرسال محتلة.. ولكن!!

المشنوق: عرسال محتلة.. ولكن!!

"... منطقة عرسال هي منطقة محتلة وفي منطقة الجرد آلاف المسلحين أيضا... ما يجري في منطقة عرسال مرتبط ويدخل بالحرب السورية وهمنا الرئيسي عدم الدخول في أتون الحرب السورية...".

ذوالفقار ضاهر

"... منطقة عرسال هي منطقة محتلة وفي منطقة الجرد آلاف المسلحين أيضا... ما يجري في منطقة عرسال مرتبط ويدخل بالحرب السورية وهمنا الرئيسي عدم الدخول في أتون الحرب السورية..."، بهذا الكلام جدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تأكيده ان عرسال وجرودها محتلة من قبل الجماعات الارهابية وفيها آلالاف العناصر التكفيرية.

لكن الجديد والمستغرب في كلام الوزير المشنوق هو حديثه ان ما يجري في عرسال مرتبط بالحرب السورية و"الهم اللبناني" بحسب رأيه، عدم الدخول في هذه الحرب، فماذا يعني هذا الكلام؟ فيما لو سلمنا جدلا الموافقة على رأي الوزير المشنوق، أليس معنى ذلك هو عدم التدخل بما يجري في عرسال تماشيا مع عدم التدخل في سوريا؟ أليس معناه ترك عرسال واحتلالها لحين البت بالوضع في سوريا؟ وماذا يعني ان نترك عرسال ونربطها بالوضع السوري؟ هل باتت عرسال جزءا من سوريا بشكل او بآخر؟ أليست عرسال وجرودها المحتلة جزءا لا يتجزأ من لبنان وأراضيه؟ وأليس ربط عرسال وجرودها بما يجري في سوريا وغض النظر عنها هو تخل عن السيادة اللبنانية والحفاظ على هذه السيادة؟

وهنا يمكننا الاشارة ايضا للاحتلال الاسرائيلي لاي ارض لبنانية وعربية، فمثلا اذا ما احتلت "اسرائيل" جزءا او ارضا لبنانيا هل يقول لبنان ان هذه الارض باتت مرتبطة بالوضع في فلسطين المحتلة ونحن لا نريد ان نتدخل بالوضع الفلسطيني او بـ"الصراع العربي الاسرائيلي او الصراع الفلسطيني الاسرائيلي"، وبالتالي دعونا نترك الاراضي المحتلة لحين الانتهاء من كل هذا الموضوع؟ هل يعقل القبول بهذا الواقع او هذه النظرية سواء بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي او الاحتلال التكفيري؟

والركون الى مثل هذه النظرية الى ماذا يمكن ان يؤدي؟ وماذا لو توسع الاحتلال التكفيري ليشمل قرى او مناطق لبنانية اخرى؟ هل نقول دعونا نترك هذه الاراضي لانها مرتبطة بالوضع السوري او الحرب السورية ونحن لا نتدخل بهذه الحرب؟ فأي منطق سياسي او قانوني او سيادي هذا الذي يؤدي الى التفريط بالسيادة اللبناني؟

حول هذا الموضوع، أكد عضو كتلة الحزب "السوري القومي الاجتماعي" النائب مروان فارس ان "في عرسال وجرودها آلالاف المسلحين الذين يحتلونها"، واضاف "في السابق كانوا يحاولون تغطية هذا الاحتلال عبر وجود عشرات آلالاف النازحين السوريين ولكن اليوم ثبت بالدليل القاطع هذا الاحتلال الارهابي لعرسال ولمساحات شاسعة من جرودها".

واعتبر فارس في حديث لموقع "قناة المنار" ان "على وزير الداخلية ومن خلفه كل الدولة اللبنانية الذهاب الى عرسال لتحريرها من الارهاب الذي يجثم على صدور اهلها"، واكد ان "الكثير من اهل عرسال هم وطنيون ويرفضون هذا الارهاب ويريد إزالته وعلى الدولة مساعدتهم في ذلك والعمل بسرعة لتحرير البلدة وجرودها المحتلة".

وتوجه فارس الى الوزير المشنوق بالسؤال "كيف تعتمد هذا المنطق وهذا الخطاب الذي يبرر هذا الوجود الارهابي بحجة الوضع في سوريا"، واشار الى ان "واجب المؤسسات الامنية والعسكرية اللبنانية المباشرة فورا بتحرير البلدة والوقوف الى جانب أهالي البلدة"، واكد ان "على الوزير المشنوق العمل لوضع حد للارهاب عبر تفعيل دور الاجهزة الامنية المسؤول عنها بصفته وزيرا للداخلية وعبر الجيش اللبناني المتواجد في منطقة عرسال".

وشدد فارس على ان "الغطاء السياسي والقرار السياسي من الدولة اللبنانية موجود للقضاء على الجماعات الارهابية وما على القوى الامنية سوى المبادرة لتطبيق هذا القرار"، ودعا "لوضع حد للاجتهادات في هذا الموضوع سواء من وزير الداخلية او من غيره"، مشيرا الى انه "لا اجتهادات في معرض مقاومة ومكافحة الارهاب".

بدوره، قال الخبير في القانون الدولي محمود رمضان ان "ما يجري في عرسال هو سيطرة قوى ارهابية اشبه بالعصابات وقطاع الطرق والقراصنة على أجزاء كبيرة من عرسال وجرودها ويمثل حالة من حالات إرهاب المجموعات او العصابات التي تتواجد في هذه المنطقة وتحاول ان تتمدد باعتبار ان السلطة الرسمية اللبنانية لم تتخذ القرار المناسب لمكافحتها"، واوضح "هذه المجموعات ليس لها كيان قانوني دولي انما هي جماعات وعصابات كالقراصنة في البحر وعصابات قطع الطرق وإن كانت افعالها تأخذ أشكالا أخطر وأعنف".

واكد رمضان في حديث لموقعنا ان "ثمة مناطق منتهكة في لبنان من قبل عصابات الارهابية وعلى الدولة اللبنانية المبادرة الى الدفاع عن هذه السيادة وحفظ هذه السيادة"، واضاف ان "هذا ما يجب ان يكون عليه الحال في كل الدول صاحبة السيادة وان كانت هذه العصابات مدعومة من بعض الدول"، ولفت الى ان "في عرسال هناك سطو على ارادة الشعب اللبناني ويفترض بالقوى اللبنانية والدولة ان تطرد هذه العصابات عن الارض اللبنانية".

ولفت رمضان الى ان "المؤسسات الدولية وبالاخص مجلس الامن قد اصدر عدة قرارات ألزم فيها كل الدول ان تقاوم الارهاب وان تتصدى له وان تتصدى لمن يدعمه بالمال والسلاح وهناك قرارات حديثة حول ذلك"، واضاف "ايضا هناك الكثير من القرارات والاتفاقيات الدولية التي تلزم على جميع الدول ان تحارب وتكافح كل من يرتكب الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب وغيرها من جرائم الابادة التي تنطبق اوصافها على جرائم هذه العصابات الارهابية ولذلك يجب ملاحقتها والقضاء عليها".  

 أيّاً كانت الحُجج التي يُطلقها البعض في محاولةٍ لتبريرِ وجُودِ الجَماعات الإرهابيّة في عرسال، إلا أنَّ الواقع يؤكّد أن هذه الجماعات تَحتلُّ مساحاتٍ جغرافيةٍ من لبنان .. يُمنع على اللبنانيين الوصول إليها .. وهو ما يَضَع الجميع أمامَ وجوبِ تحمُّلِ مسؤولياتهم وعدم الهروب الى الأمام بالقبول بخرقٍ السيادة اللبنانية لتبرير تقصيرهم المقصود أو غير المقصود.