تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 05-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات المتصلة بالتسوية الرئاسية التي حملت اسم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 05-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات المتصلة بالتسوية الرئاسية التي حملت اسم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية..
السفير
الحوار السعودي ـ الإيراني: تحييد لبنان وترشيح فرنجية؟
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "يوماً بعد يوم، يستمر ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية محاصراً بأسئلة مشرعة على احـتمالات كثـيرة، يبقى محـورها الأساس القدرة على «تسويق» الفرصة الدولية والإقليمية التي لا يبدو بعدها من فرصة في المدى المنظور، بسبب «الفيتوات الإستراتيجية» التي تطال باقي «المرشـحين الأقوياء»، ناهيك عن عدم وجود شهية لا محلياً ولا خارجياً لإعادة استنساخ تجربة الرئيس الوسطي!
غير أن طرح الأسئلة والاحتمالات لا يمنع من محاولة الإضاءة على عناصر يمكن أن تساعد في فهم حقيقة الترشيح الذي سيبقى لفترة طويلة خاضعاً لتأويلات وروايات كثيرة.
ما هي العلاقة بين ما استجد على خط العلاقات الإيرانية ـ السعودية في الأسابيع الأخيرة، والترشيح المفاجئ لفرنجية، وهل صحّ ما توقعه الرئيس نبيه بري بأن يكون لبنان أول الملفات الإقليمية.. وأسهلها بعد إبرام التفاهم النووي؟
البداية من اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بالأزمة السورية في فيينا في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي. هناك، نجحت جهود بعض الجهات الدولية في فرض انعقاد أول لقاء سياسي جدي بين الرياض وطهران بعد قطيعة دامت أكثر من سنة، خصوصا بعد اندلاع حرب اليمن.
تكشف مصادر عربية واسعة الاطلاع لـ«السفير» أنه تم عقد خلوة بين وزيري خارجية ايران محمد جواد ظريف والسعودية عادل الجبير دامت أكثر من ثلاث ساعات ناقشا خلالها بالاتفاق المسبق مع قيادتي البلدين، ملفات إقليمية عدة، فضلا عن ملف العلاقات الثنائية.
لم يخرج ظريف والجبير من هذا الاجتماع باتفاق على معظم البنود التي تم التطرق اليها، ولا سيما ملفي اليمن وسوريا، «غير أنهما اتفقا على ضرورة اعتماد الحلول السياسية في معظم الساحات وعلى أن خطر الإرهاب لم يعد يستثني دولة من دول المنطقة. وأبلغ الإيرانيون جيرانهم السعوديين أنهم أصحاب مصلحة في حماية استقرار الخليج وخصوصا السعودية لأن أي اهتزاز يمكن أن يصيبها ستطال شظاياه كل منطقة الخليج بما فيها ايران» حسب المصادر العربية.
تضيف المصادر أن الايرانيين، برغم مواقفهم الحادة التي تلت حادثة التدافع في منى وبرغم التصريحات السعودية العالية السقف في مرحلة ما بعد حرب اليمن، لمسوا بداية تحول في الموقف السعودي كانت باكورته الأولى الموافقة السعودية على مشاركة ايران في اجتماعات فيينا في أول إقرار خليجي بوجوب أن تكون طهران شريكة في مناقشة ملف عربي ولو أنه بات يتخذ طابعاً دولياً (من ضمن ملف الحرب ضد الإرهاب).
أما الإشارة الثانية التي التقطها الايرانيون فتمثلت بعقد لقاء هو الأول من نوعه بين مسؤول سعودي كبير وسفير ايران في السعودية منذ أكثر من سنة (عشية فيينا 2)، وأبلغه خلاله قرار المملكة (اتخذته اللجنة السياسية ـ الأمنية الاستراتيجية برئاسة ولي العهد محمد بن نايف بحضور ولي العهد الثاني محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير وباقي الأعضاء) بالتوجه لتعيين سفير سعودي جديد في طهران.
وتؤكد المصادر نفسها لـ «السفير» أن لقاء ظريف ـ الجبير أفضى الى تشكيل لجان ايرانية ـ سعودية متخصصة يفترض أن تكون قد بدأت اجتماعاتها في دولة ثالثة غير طهران والرياض (على الأرجح في مسقط عاصمة سلطنة عُمان).
هل تطرقت هذه الاجتماعات الى ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي وسلة الحل المتكاملة تحت سقف اتفاق الطائف؟
تجيب المصادر العربية أن هذه المباحثات أظهرت تقاطعاً ايرانياً سعودياً على تحييد لبنان عما يجري من اشتباك على الصعيد الإقليمي، خصوصا في ظل استعدادهما للبدء بحوار سياسي يمكن أن يفضي إلى تبريد أكثر من جبهة.
عملياً اتُّخذ القرار الإقليمي والدولي بتثبيت معادلة «التحييد» التي رفض أن يسميها سليمان فرنجية «النأي بالنفس». هو قال كلاماً واضحاً أمام سائليه بأنه يفصل بين صداقته الشخصية الوطيدة مع الرئيس بشار الأسد، وتعامله مع سوريا عندما يصبح في موقع الرئاسة الأولى، وكلما مارس فريق 14 آذار فعل التحييد سياسيا وإعلاميا، كان من واجبه ملاقاته من موقعه التوافقي، والأهم من موقع حرصه على حماية بلده وشعبه.
هذه النقطة، تضيف المصادر الواسعة الاطلاع، كانت في صلب «الاتصال الرمزي الودي» الذي أجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، بفرنجية على مدى 15 دقيقة، وتمحورت أسئلته خلاله حول مدى قدرة زعيم «المردة» على فصل لبنان عن الأزمة السورية.
وما سمعه هولاند من فرنجية، كان الأخير قد أفصح عنه أمام جهات محلية وخارجية حول طبيعة علاقته بسوريا والسعودية. ما أجاب به عن سوريا، قال شبيهه عن السعودية. فقد أبدى الرجل استعداده للانفتاح واعتماد سياسة الأبواب المفتوحة مع السعودية وكل بلد عربي شقيق، لكنه قال انه ليس من الصنف الذي ينتظر موعداً هناك سواء لمدة يوم أو ثلاثة أيام، بل يذهب إلى السعودية تلبية لدعوة رسمية ويناقش مع قيادتها كل ما يخدم علاقة البلدين الشقيقين ومصالحهما.
يشي ذلك كله أنه إلى جانب حماسة بعض العواصم لترشيح فرنجية، فإن بعض العواصم، حاولت «جس نبض» المرشح الماروني وفق ما يناسبها من عناوين لبنانية أو إقليمية، وهذا الأمر يسري على كل ما طرح على فرنجية حول الحكومة والثلث الضامن و «النأي بالنفس» وقضية مشاركة «حزب الله» في الحرب السورية وسلاح الحزب وقانون الانتخاب الخ...
وتضيف المصادر نفسها أن ترشيح فرنجية شكلاً قد تكون شابته شوائب لا علاقة لها بأصل الموضوع نهائيا، ذلك أن الأمر يتجاوز كل الاعتبارات المحلية إلى حد كبير، وهذا أمر يدركه كثيرون، ولعل العبرة في محاولة الالتفات إلى مضمون الزيارة التي قام بها إلى بيروت ودمشق مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، في الثلث الأول من تشرين الثاني الماضي في سياق جولة شملت موسكو ومسقط، قبل أن يطل مجددا برفقة مستشار قائد الجمهورية الاسلامية الايرانية للشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي مطلع الأسبوع الحالي.
وتؤكد المصادر بـ «حسب خبرتها» أن مشكلة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مع ترشيح فرنجية ليست نابعة إلا من موقع رفضه المطلق أية محاولة للاستخفاف به وبحزبه مسيحياً، «فالرجل يحتاج الى ضمانات خارجية اذا وصل فرنجية خصمه السياسي اللدود الى سدة الرئاسة الأولى، وهذه الضمانات لا يمكن أن يوفرها له أحد إلا القيادة السعودية التي شكلت الضامن الأول له منذ خروجه من السجن في العام 2005 حتى الآن».
وتجزم المصادر أن احتمال إقدام جعجع على تبني خيار ترشيح ميشال عون رئاسياً قد يكون بمثابة الطلقة في الرأس لأنه يدرك أن أي خيار غير فرنجية «ليس مقبولاً دولياً أو إقليمياً ولن يتوافر له النصاب القانوني في مجلس النواب لا الآن ولا بعد ست سنوات».
النهار
الحريري يعود إلى بيروت لإدارة التسوية؟
بكركي تضغط لتجنب مواجهة مع "الثلاثي"
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "مع أن التطورات المتصلة بالتسوية الرئاسية التي حملت اسم رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية حافظت امس على وتيرتها التصاعدية لجهة تعزيز الانطباعات عن تقدم حظوظه بدا ان الايام المقبلة قد تحفل بسلسلة تحركات تكتسب اهمية في تحديد الاتجاهات التي ستسلكها عملية بلورة المواقف الرافضة لهذا الترشيح او المتحفظة ضمنا عنه.
ولعل أبرز ما طرأ من تطورات غير معلنة في هذا السياق تمثل في معلومات توافرت لـ"النهار" ليلا وتحدثت عن عودة وشيكة للرئيس سعد الحريري الى بيروت رجحتها مصادر هذه المعلومات بين الثلثاء والاربعاء من الاسبوع المقبل بحيث سيكون ذلك بمثابة دلالة قوية على اعتزامه ادارة مسألة ترشيح فرنجية من بيروت واجراء الاتصالات واللقاءات السياسية مع كل الافرقاء من بيروت. ورجحت المصادر نفسها ان يعلن ترشيح فرنجية رسميا بين الثلثاء والاربعاء المقبلين.
وأفادت المعلومات نفسها ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعا النائب فرنجية في اتصاله به امس الى ايلاء موضوع قانون الانتخابات الاهمية اللازمة ضمن التسوية التي يجري العمل على بلورتها بين الافرقاء السياسيين .
وانتقل الرئيس الحريري امس من باريس الى الرياض حيث ذكر انه من المقرر أن يلتقي عددا من المسؤولين والشخصيات. وتردد ان الحريري سيجتمع قريبا مع وزير العدل اللواء أشرف ريفي.
وفي حين لفتت مصادر مواكبة للاتصالات الداخلية الجارية في كل الاتجاهات الى ان الجميع يرصدون بترقب كبير حركة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح " النائب العماد ميشال عون وموقفه المنتظر من التسوية التي رفعت لواء ترشيح فرنجية باعتبار ان موقف العماد عون صار يمثل أكثر فأكثر حجر الرحى في تقرير وجهة التسوية سلبا او ايجابا، أبلغت المصادر "النهار" ان هناك حديثا عن لقاء متوقع للعماد عون والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لتظهير الموقف المشترك من الاستحقاق الرئاسي.
هولاند وفرنجية
وكان التطور اللافت الذي سجل امس في اطار المواقف او التحركات الخارجية المتعلقة بالتسوية الرئاسية تمثل في تلقي النائب فرنجية اتصالا من الرئيس الفرنسي غداة لقاء الاخير الرئيس الحريري في قصر الاليزيه الخميس الماضي. واستوقف هذا الاتصال الذي ذكر انه استمر 15 دقيقة الاوساط المعنية من حيث كونه الاتصال الاول من نوعه يجريه رئيس دولة كبرى بفرنجية على خلفية ترشيحه للرئاسة الاولى في لبنان الامر الذي فسرته هذه الاوساط بتوظيف الرئيس الحريري ثقله السياسي وعلاقته المتينة بالرئيس الفرنسي من اجل تعزيز الدعم الفرنسي والخارجي للتسوية وتعزيز فرصة انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية. واذ أحيط مضمون الاتصال بكتمان شديد واقتصر خبر الاتصال على انه تناول التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية وصفت مصادر سياسية زارت باريس أخيرا إتصال الرئيس هولاند بالنائب فرنجية بانه "يضفي شرعية خارجية" على انتخابه رئيسا للجمهورية. وفي المقابل اعتبر مصدر سياسي داخلي ان الدعم الخارجي لفرنجية يفترض ان يكون عاملا إيجابيا له لكنه قد يتحوّل الى عامل سلبي عندما يظهر كأنه محاولة لفرض أمر واقع على القيادات اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا.
بكركي
وتواصلت الحركة الكثيفة في بكركي غداة عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الخارج وقبيل مغادرته مجددا الاثنين الى اللاذقية وبعدها الى مصر. وعقب لقاء الراعي مساء الخميس النائب فرنجية تركزت حركة الصرح البطريركي امس على معارضي ترشيح فرنجية اذ عادت الى التداول احتمالات البحث في عقد لقاء موسع للاقطاب المسيحيين على صعوبة تحقيق هذه الخطوة هذه المرة . وتلقى البطريرك الراعي اتصالا من رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع فيما التقى بعد الظهر كلا من رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل يرافقه الوزير السابق سليم الصايغ ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل . وعقد لقاء مشترك بعض الوقت علمت "النهار" انه تركز على طرح تصورات كل من الفريقين العوني والكتائبي للتسوية المطروحة وتبلغ البطريرك موقفا سلبيا لكل من الفريقين من هذه التسوية. وعلمت "النهار" ان من وجهات النظر التي طرحت في اللقاء امكان الاتفاق على مرشح من خارج نادي الزعماء الاربعة الرئيس امين الجميل وعون وجعجع وفرنجيه الذين طرحت اسماؤهم اساسا من خلال لقاء بكركي لهؤلاء الاقطاب اذا كان متعذرا التوافق في ما بينهم على واحد منهم. وفهم ان البطريرك الراعي ابدى اهتماما بالغا بضرورة عدم تسبب التسوية الرئاسية بمواجهة سياسية بين الثلاثي المسيحي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والكتائب والافرقاء المؤيدين لانتخاب فرنجية بعدما تبين له ان مواقف القوى الثلاث متقاربة جدا في رفض هذه التسوية. وأكدت المصادر ان لقاءات بكركي تعقد وسط ادراك أن هناك ضغوطا كبيرة خارجية لانتخاب رئيس للجمهورية ولا بد من توافق مسيحي يتكيف مع هذه الضغوط بالتوافق على مرشح اما من الزعماء الاربعة واما من خارجهم.
وكان مجلس المطارنة الموارنة لفت في بيانه الشهري امس الى "بروز فرصة جدية لملء الشغور الرئاسي ما يقتضي التشاور والتعاون بين جميع الافرقاء اللبنانيين لاخراج البلاد من أزمة الفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات". وقال إنه "ينبغي ان يأتي انتخاب رأس الدولة عن تبصر عميق في أهمية هذا الموقع ودوره الاساسي".
الأخبار
الحريري في بيروت مطلع الأسبوع لترشيح فرنجية؟
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "لم يطرأ حدث سياسي يغيّر المشهد المحيط بمبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لكنّ الجديد هو تأكيد مصادر تيار المستقبل أن الرئيس سعد الحريري سيأتي إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، لإصدار موقف علني يرشّح فيه خصمه اللدود إلى الرئاسة.
عشرة أشهر مرّت على آخر زيارة للرئيس سعد الحريري إلى لبنان. عاد الحريري يومها لأيام قليلة من منفاه الاختياري، ليفعّل العمل بحكومة الرئيس تمام سلام، ويستكمل البحث مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بتسوية توصل الأخير إلى رئاسة الجمهورية. اقتصرت التسوية على احتفال الحريري بعيد ميلاد عون في منزله في وسط بيروت، في لقاء ثانٍ بعد اللقاء الأول بينهما في روما، واكتفى رئيس تيار المستقبل من وقتها بالتغريد على «تويتر» من الرياض أو باريس.
كل المؤشرات توحي بأن الحريري سيعود الأسبوع المقبل إلى بيروت. ترتيبات أمنية استثنائية في بيته في وسط بيروت، وتسريبات من هنا وهناك عن نيته إعلان ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية يوم 8 كانون الأول، ربّما في حلقة مع الزميل مارسيل غانم في برنامج «كلام الناس».
وعلى ما يقول أكثر من مصدر، فإن إعلان الحريري ترشيح فرنجية رسمياً، إذا حصل، لن يمرّ مرور الكرام عند رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. ضربة قاسية من «الحليف»، لا بدّ أن يردّ عليها جعجع بضربة أقسى: إعلان ترشيح عون، واسقاط الحجّة التي تسلّح بها الحريري طويلاً لرفض قبول عون رئيساً للجمهورية، لكنّ المصادر تساءلت عن مدى قدرة جعجع على «فتح إشكالٍ مباشر بهذا الشكل مع السعودية»، مشيرةً إلى أن الأخير «لا يمكن أن يكسر مع السعودية، بل ربّما يريد رفع سقف أسهمه حتى يحصّل حصّة مباشرةً من السعوديين، لا من الحريري».
ومع أن أكثر من مصدر أكّد أن جعجع قد يطير إلى السعودية في الساعات المقبلة، حالما يحصل على المواعيد التي طلبها قبل أسبوعين لاستطلاع «حقيقة» الموقف السعودي، بعدما خيّب كلام السفير علي عواض العسيري آماله، ينفي القواتيون الأمر، مؤكّدين أنه لم يجرِ الحديث عن أي زيارة للسعودية بعد، علماً بأن «التواصل مستمر مع السعودية وقيادة القوات اللبنانية». وعلمت «الأخبار» أنه سيكون لجعجع موقف قريب من مبادرة الحريري.
نيّة جعجع ترشيح عون اذا أعلن الحريري ترشيح فرنجية، لم تسقط من حسابات فرنجية، الذي علمت «الأخبار» أنه أبلغ البطريرك الماروني بشارة الرّاعي خلال زيارته له أول من أمس في بكركي، أنه «يسير بترشيح عون بشكل عاجل اذا أقدم جعجع على هذه الخطوة».
وبحسب أكثر من مصدر، فإن الاتصالات تكثّفت في الأيام الماضية بين جعجع، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، الذي زار بكركي أمس واجتمع مع البطريرك الراعي، قبل أن ينضمّ إلى اللقاء وزير الخارجية جبران باسيل.
وقال الجميّل بعد اللقاء إن الكتائب «ليس لديها أي فيتو على أي مرشح، ولكن لا أحد يستطيع أن يطلب منا أن ندعم شخصاً مرشحاً للرئاسة انطلاقاً من ثوابت ومبادئ لا تلتقي مع مبادئنا وثوابتنا»، وأضاف أن «المرشح الذي يريد أن يحصل على تأييد الكتائب، عليه أن يلاقينا في منتصف الطريق، وأن يكون برنامجه متوافقاً مع مبادئناً». وبحسب المصادر، فإن تصريح الجميّل جاء نسخة ملطّفة مما أبلغه للراعي خلال الاجتماع عن رفض حزبه السير في مبادرة الحريري، مشيرةً إلى أن «الجميل على تواصل دائم مع فرنجية، وهو لا يريد أن يقطع مع نائب زغرتا، لكنه حتى الآن يكرّر شروطه وموقفه من رفض المبادرة». وأثار موقف الجميل استغراب عدد من شخصيات قوى 14 آذار، التي كان الحريري والمقربون منه قد أبلغوها موافقة الجميل على المبادرة بعد زيارته الحريري في باريس.
بدوره قال باسيل «نحن متمسكون بحريتنا في الشرق، لنختار بحرية رئيسنا، ونختار بحرية قانون الانتخاب الذي على أساسه سنختار ممثلينا، ونتمثل من خلاله. وأعتقد أن هذا مشوار طويل قمنا به، لنثبت الوجود في لبنان وفي الشرق ولنحافظ على تنوعنا، وهذه فرصة لنا لتعزيز هذا المسار لا لإضعاف الثقة بالذات، ولا للتشكيك ببعضنا بعضا ولا بذاتنا».
على مقلب قوى 8 آذار، يتردّد أن لقاء «مصارحة» سيجمع عون وفرنجية يوم غدٍ الأحد، من دون أن يتسنى التأكد من صحة الخبر. وعلمت «الأخبار» أن حزب الله أبلغ كوادره رسميا أنه لا يزال على موقفه من دعم ترشيح عون. وخلافاً لما تردّد عن موقف الرئيس السوري بشار الأسد أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علمت «الأخبار» أن رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان زار دمشق أول من أمس، والتقى الأسد، الذي كرّر أمام أرسلان موقفه من أن «موضوع الرئاسة اللبنانية هو عند الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله».
وكان فرنجية قد تلقّى اتصالاً أول من أمس من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، و«جرى بحث في كافة التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية» بحسب الموقع الرسمي لتيار المردة.
اللواء
سباق بين التسوية والعرقلة .. وعون بوجه فرنجية في 16 ك1؟
هولاند يتّصل بفرنجية داعماً .. والكتائب تطالبه بالإلتقاء في «منتصف الطريق»
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "بعد مضي نحو من ثلاثة أسابيع على لقاء باريس الرئاسي بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، تسارعت التطورات في ما يشبه السباق بين وضع التفاهم على انتخاب النائب فرنجية رئيساً للجمهورية ضمن سلّة تسوية متكاملة، بخلفية إطار سياسي واسع محلي واقليمي وعربي، يشمل الموقف من الحرب السورية وعلاقة الأطراف بالرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن موقع لبنان الإقليمي والدولي، بما في ذلك تدخل «حزب الله» في الحرب السورية، والاطاحة بهذا التفاهم «بشعارات مسيحية» قديمة - جديدة، اضاعت أكثر من محطة، بدءاً من العام 1988 عندما أسقطت ما عرف وقتها بتفاهم الاسد - مورفي، وصولاً إلى محطات أخرى قد تكون محطة تشرين ثاني 2015 واحدة منها؟
المعلومات تُشير إلى ان الموقف يقترب من اشتباك داخل فريقي 8 و14 آذار، الأمر الذي هزّ الوحدة العضوية لهذين الفريقين، وانتج مقاربة سياسية جديدة ما تزال الأطراف اللبنانية متباينة في المواقف تجاهها، وإن كانت الوجهة الدولية والإقليمية باتت حاسمة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية هذا العام، والا فلا بدّ من البحث عن فرصة أخرى لا احد بإمكانه ان يتوقع مداها الزمني والذيول المترتبة عليها.
وعلى مسافة أيام قليلة من موعد الجلسة 33 المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية بدا المشهد ضاغطاً بقوة على كل من رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون الذي ما يزال يردد في مجالسه ان حزب الله لم يسقط تبنيه كمرشح للرئاسة، وهو لم يكاشفه أحد رسمياً بترشيح النائب فرنجية، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي كان ما يزال يعتبر نفسه مرشحاً للجمهورية على 14 آذار.
وفي التطورات السياسية التي من شأنها ان تدفع المشهد الرئاسي نحو صورة أكثر وضوحاً في بحر الأسبوع المقبل، شكل الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع مرشّح التسوية السياسية النائب فرنجية والذي دام 15 دقيقة، تأكيداً اوروبياً وغربياً على متابعة فرنسا تفاصيل الملف الرئاسي لايصاله إلى النهايات المرسومة له.
ويأتي هذا التطور، في وقت عاد فيه الرئيس سعد الحريري إلى الرياض على ان يكون على جدول أعماله في اليومين المقبلين لقاءات مع عدد من وزراء ونواب «المستقبل» من بينهم وزير العدل اشرف ريفي والنائب أحمد فتفت اللذين سيتوجهان غداً إلى الرياض، في حين نفى مصدر نيابي «مستقبلي» ان يكون الرئيس فؤاد السنيورة من ضمن الشخصيات التي ستزور الرياض.
وفي تقدير هذا المصدر ان جهوداً هائلة تبذل على الصعيدين الداخلي والخارجي لتذليل العقبات من أجل إنجاز التسوية الرئاسية، لافتاً إلى ان جانباً من هذه الجهود يقودها الرئيس الحريري شخصياً، إلى جانب نقاش مسيحي - مسيحي تقود بكركي بهدف استكمال المظهر الوطني لصورة التسوية.
حراك بكركي
وفي المقلب المسيحي، تحوّلت بكركي مع عودة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى خلية اجتماعات، بدءاً من اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الشهري، الذي اعتبر ان «ثمة فرصة جدية لملء الشغور الرئاسي بعد مضي 18 شهراً»، داعياً إلى «تشاور وتعاون لإخراج البلاد من أزمة الفراغ، وليأتي انتخاب الرئيس عن تبصر عميق في أهمية هذا الموقع ودوره الاساسي».
وهذا الموقف الذي يعكس رغبة البطريرك الماروني في توفير مظلة للمرشح فرنجية صيغ بلغة فيها بعض الالتباس لجهة ما إذا كان اشترط قبول الأقطاب المسيحيين الثلاثة الباقين: الكتائب و«القوات» والتيار العوني دعم هذا الترشيح.
ولم يتأخر رئيسا الكتائب النائب سامي الجميل و«الوطني الحر» الوزير جبران باسيل في المجيء مساءً إلى الصرح، حيث التقى الاثنان مع البطريرك الراعي بعد ان كان وصل أولاً النائب الجميل بتوقيت مُنسّق بين الطرفين اللذين التقيا على موقف تقاطع عند البرنامج، وإن تمايزا في صراحة الموقف، إذ أعلن رئيس الكتائب «ان المرشح الذي يريد ان يحصل على تأييد الكتائب عليه ان يلاقينا في منتصف الطريق وأن يكون برنامجه متوافقاً مع مبادئنا لتستوعب الكتائب هذا الخطاب وتدعمه»، في حين ذهب الوزير باسيل إلى إطلاق موقف عمومي بمفردات يغلب عليها التعابير الفكرية، لكنها تعكس قلقاً، مشيراً إلى ما وصفه «حرية المسيحيين في الشرق لنختار بحرية رئيسنا ونختار بحرية قانون انتخاب الذي على أساسه سنختار ممثلينا ونتمثل من خلالهم«، معتبراً أن تياره هو في مرحلة «تبصّر عميق» وفي مرحلة يختلط فيها «الوهم بالشك»،
أما في المعلومات، فإن التيار العوني الذي يلعب في الظل دور المستقطب لموقف «القوات» ليشكلا معاً «الحاجز المسيحي» لمنع وصول فرنجية، في محاولة لضمّ حزب الكتائب إليهما.
عون ضد فرنجية
وأشارت مصادر المعلومات إلى أن التيار العوني الذي ما يزال مراهناً على دعم حزب الله لرئيسه لا يستعجل إطلاق المواقف القاطعة، لكنه يتجه للطلب من جعجع الذي من الممكن أن يلتقي الأسبوع المقبل البطريرك الراعي، في ظل عدم وضوح إمكان زيارته للمملكة العربية السعودية بعد أن تراجع هذا الاحتمال، دعم ترشيح عون، فيكون رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» في مواجهة رئيس تيّار «المردة» الأمر الذي يعقد الموقف الانتخابي، ويجعل إمكان توفير النصاب في جلسة 16 كانون مسألة مشكوك فيها إذا ما أصرّ حزب الله على عدم فك ارتباطه بالمرشح العوني، لا سيما بعد إعلان أمينه العام السيّد حسن نصر الله أكثر من مرّة أن مسألة دعم عون للرئاسة هي مسألة أخلاقية قبل أي اعتبار آخر.
وفي ضوء مثل هذه الخيارات إنشغلت المطابخ النيابية ومطابخ «البوانتاج» في متابعة فرضية ترشيح عون في وجه فرنجية، والاحتمالات الممكنة لفوز أي منهما، حيث تبيّن أن حظوظ فرنجية متقدّمة بالفوز بالاقتراح بنسبة لا تقل عن النصف زائداً واحداً أياً تكن معطيات التصويت، حتى لو امتنع حزب الله عن التصويت لمصلحة تيّار «المردة».
لكن المعلومات لم تجزم بعد مسألتين:
الأولى تتعلق بالدعوة إلى جلسة انتخاب تعارضها قوى مسيحية معروفة، وبتضامن بين الحزب وعون.
والثانية، تتعلق بتأمين النصاب الذي يواجه صعوبات إذا تشكّل حلف ثلاثي مسيحي في وجه خيار فرنجية.
غير أن مصادر أخرى تتحدث عن أن وراء الموقف الكتائبي مسألة لها علاقة بدور الكتائب في صيغة التسوية المقبلة، سواء في ما يتعلق بعدد الوزراء أو المدراء العامين، أو خط الاتصالات مع الرئيس العتيد، في حين أن حسابات التيار العوني مختلفة تماماً، فهي تتعلق بمستقبل التيار سياسياً في ظل ابتعاد ركن ماروني أساسي عن التحالف معه، بصرف النظر عن مسار التسوية الرئاسية الجارية.
وفي المعلومات أن لحزب الكتائب شرطين ينتظر سماعهما مباشرة من المرشح فرنجية، أولهما يتعلق بتحييد لبنان، والثاني جعل قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية، أما الباقي فهي تفاصيل إجرائية وهي قابلة للأخذ والردّ.
وأوضح نائب رئيس الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ لـ«اللواء» وهو كان مهّد للقاء بزيارة صباحية لبكركي قبل اجتماع مجلس المطارنة، أن زيارة الجميّل هدفت إلى توحيد الموقف والإبقاء على التناغم في ما خصّ موضوعي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، لافتاً إلى أن الحزب يقوم بجولة على جميع القيادات للتشاور في هذين الموضوعين.
وأشار إلى ضرورة عدم حصول تشنّج في ما يجري وأنه إذا كان لا بدّ للمضي بترشيح فرنجية فلا بدّ من معرفة على أي أساس وكذلك في حال العكس.
إزاء هذه الصورة، بات من المتعذّر عقد لقاء رباعي في بكركي، أقلّه في الوقت الراهن، لتوفير غطاء مسيحي لفرنجية، فغداً يغادر الراعي إلى طرطوس لترؤس سيامة مطران حلب الجديد جوزف طوبجي، ثم يعود إلى بكركي الثلاثاء، على أن يغادر الجمعة إلى القاهرة.
المشنوق
في هذا الوقت، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن «عملية تحرير العسكريين اللبنانيين لم تكن بسيطة مع تداخل الشق العسكري والسياسي والأمني فيها»، لافتا إلى أن الخريطة السياسية لهذه العملية كانت واسعة جدا، وأن العملية ما كانت لتتم لولا عمل خلية الأزمة والرئيس تمام سلام ومتابعة الرئيس نبيه بري وجهد السيد حسن نصر الله وصبر اللواء عباس ابراهيم ودعم الرئيس سعد الحريري». كما جدد شكر دولة قطر وأميرها على جهده وحماسته.
وأكد المشنوق خلال زيارته المديرية العامة للأمن العام لتهنئتها، قيادة وضباطا وأفرادا، بإنجازها عملية تحرير العسكريين اللبنانيين، أن «منطقة عرسال محتلة، ومن السهل علينا الدخول في عملية عسكرية فيها، لكن هذا يعني الانخراط في الحرب السورية، وهمنا الأساسي الابتعاد عن الحريق السوري». وأشار إلى أن «الدولة لن توفر أي جهد للإفراج عن العسكريين التسعة المخطوفين لدى داعش».
وشدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية «لحفظ الاستقرار في لبنان ولأن هذا النظام ثبت أنه لا يعمل من دون رئيس»، وقال إن «الملف الرئاسي يحتاج إلى أكبر قدر ممكن من التفاهم والإجماع الوطني».
وإذ سئل عن رأي «حزب الله» في ترشيح النائب فرنجية، أجاب: «يسأل حزب الله، لكن من الواضح أنه في قوى 8 آذار عموما هناك قبول بهذا الموضوع».
البناء
وصلت سكين «داعش»... فدعا كيري للتعاون مع الأسد وأربك أنقرة والرياض
إيران تسبق المناورة التركية فتؤيد روسيا: لدينا ما يؤكد تورّط أردوغان النفطي
السعوديّة توقف «المنار» على «عربسات»... وهولاند في اتصال رئاسي بفرنجية
صحيفة البناء كتبت تقول "كانت واشنطن قبل إسقاط تركيا للطائرة الروسية تضع فرضية رسم ضوابط للحركة الروسية في سورية، انطلاقاً من مقايضة المنطقة العازلة والوجود العسكري للجماعات المدعومة من تركيا، لكن ما جرى منذ ذلك اليوم قال إنّ الاندفاعة الروسية تتصاعد، وإنّ تركيا تتراجع، وإنّ الحدود السورية التركية تقف بالنار، وتركيا تهرب من المواجهة بعد نشر صواريخ «أس 400» فتوقف طلعاتها الجوية، وخلال أيام من التصعيد الناري الروسي على قوافل النفط المهرّب لحساب «داعش» إلى تركيا، وقصف قوافل الإمداد التركية عبر الحدود للجماعات المسلحة، ورغم رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منح موعد للقاء الرئيس التركي رجب أردوغان، جلس رئيس الوزراء التركي في بروكسل ليبرم الصفقة التي تتضمّن صرف النظر عن المنطقة العازلة، منجزاً المقايضة هذه المرة مع الاتحاد الأوروبي لقاء ثلاثة مليارات يورو ويتعهّد بوقف هجرة اللاجئين إلى أوروبا، وخلال أيام كان الجيش السوري مدعوماً بالغارات الروسية يسجّل التقدّم في مناطق شمال غرب سورية حيث جبل التركمان وجبل الأكراد، وكانت واشنطن تتصرّف باعتبارها خارج تهديد «داعش»، كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل يومين، إثر اجتماع لمجلس الأمن القومي وبحضور قادة أجهزة المخابرات، وبعد الاطلاع على التقارير، ما يتيح لواشنطن التصرّف بغير الحسابات المستعجلة التي تحكم قلب أوروبا بعد مذبحة باريس، وقبل يومين ضرب «داعش» ضربته في كاليفورنيا وسقط أربعة عشر أميركياً قتيلاً وأكثر من عشرين جريحاً، وخرجت أمس التقارير التي تؤكد أنّ المهاجمين اثنان، رجل وزوجته قد بايعا «داعش» قبيل التنفيذ، وفقاً لتقارير الأمن الأميركي، ويعلن تنظيم «داعش» تبني العملية.
ذاقت واشنطن مرارة كأس باريس وأحسّت بالسكين يقترب من الرقبة، فبدأت تتصرّف بقدر أعلى من الجدية، وهي تعلم محدودية قدرة حلفائها على الاستجابة لطلبات الفانتازيا التي ترفعها التصريحات الأميركية، وفقاً لمعادلة لا هزيمة لـ«داعش» بدون قوات برية فعّالة، وتقول نسعى لبناء قوات معارضة معتدلة مرة وندعو لتشكيل قوة عربية مرة أخرى وهي تدرك هراء الكلام، لكن لا وقت يضغط عليها لتسارع، وها هو السكين يقترب والوقت يدهم، فيقول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنّ التعاون مع الجيش السوري ضروري في مواجهة «داعش» في ظلّ وجود الرئيس السوري بشار الأسد، ذاهباً إلى أبعد مما قاله نظيره الفرنسي لوران فابيوس عن ربط هذا التعاون بما بعد ما أسماه المرحلة الانتقالية.
صبّ الكلام الأميركي الماء البارد على رؤوس مَن في أنقرة والرياض، بينما كانت الأولى تتلقى كلاماً إيرانياً صاعقاً، عن امتلاك وثائق وصوَر تثبت تورّط حكومة أردوغان في صفقات النفط المنهوب لحساب «داعش»، بعدما بذلت أنقرة جهوداً لتقديم إيران كطرف بعيد عن النزاع مع روسيا، وتحدّثت صحفها عمّا أسمته «امتعاضاً إيرانياً من التصرّف الروسي المتفرّد في سورية، وخصوصاً تجاه تركيا التي تربطها بإيران علاقات خاصة»، ليأتي كلام رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي قاطعاً وحاسماً بتأكيد درجة التنسيق والتكامل بين موسكو وطهران من جهة، وبالعزم الذي يجمعهما على تأديب تركيا من جهة أخرى.
أما الرياض فقد تلقّت الصفعة الأميركية وهي تستعدّ لاستضافة مؤتمر لمكوّنات المعارضة السورية التي تسعى السعودية لتجميعها تحت شعار أولوية رحيل الرئيس السوري تمهيداً لأيّ بحث في العملية السياسية.
السعودية المرتبكة في الملفين السوري واليمني، لا تقلّ ارتباكاً في الملف اللبناني، ففي الوقت الذي تسعى الرياض إلى إظهار جديتها في رعاية تسوية رئاسية، عنوانها تقديم أحد قادة الثامن من آذار وحلفاء سورية والمقاومة النائب سليمان فرنجية، مرشحاً رئاسياً مقبولاً من الجميع، يقدم مسؤولوها على ارتكاب حماقة في المضمون والتوقيت، باتخاذ قرار وقف بث قناة «المنار» على قمر عربسات، بينما كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يجري اتصالاً تشاورياً مع النائب فرنجية تكريساً لتقديمه كمرشح رئاسي يحظى بالدعم الدولي، ضمن إطار التفاهم على تسوية تضمن عودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة مقابل وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية وتدعمها فرنسا والسعودية، وتسعيان لضمّ الدول المعنية بلبنان، وخصوصاً روسيا وإيران.
باسيل والجميل في بكركي
بعد عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من زيارته إلى البرازيل وألمانيا، شهدت بكركي حركة سياسية مكثفة حول المبادرة الرئاسية التي تطرّق إليها مجلس المطارنة الموارنة خلال اجتماعه الشهري في بكركي أمس، فرأى أن «فرصة جدية تبرز لملء الشغور، ما يقتضي التشاور والتعاون بين جميع الفرقاء اللبنانيين لإخراج البلاد من أزمة الفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات الدستورية»، مشيراً إلى أن «الرئيس، بما أنه رأس الدولة، كما ينص الدستور، هو حجر الزاوية في العمارة الوطنية بأبعادها التاريخية والمؤسساتية ولذلك ينبغي أن يأتي انتخابه عن تبصّر عميق في أهمية هذا الموقع ودوره الأساسي».
وانطلاقاً من هذا الموقف، التقى البطريرك الراعي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ثم انضم إلى الاجتماع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل الذي أشار بعد اللقاء إلى أننا «نأتي اليوم إلى بكركي لتعزيز هذه القوة ونقيم الاتفاق الذي يؤمن لنا الديمومة، ديمومة ملء المقعد الأول في لبنان، لما يمثل من مسيحيين ولبنانيين، ولنزاوج في هذا الموقع ما تجمعه المارونية وهو المسيحية والحرية».
وأضاف باسيل: «نحن متمسّكون بحريتنا في الشرق، لنختار بحريّة رئيسنا ونختار بحريّة قانون انتخاب على أساسه سنختار ممثلينا ونتمثل من خلاله».
أما الجميل فقال بعد اللقاء: «نتواصل مع فريق الوزير فرنجية تقريباً مرة كل يومين، لنرى ما إذا كان الوزير فرنجية مستعداً أن يلاقينا إلى نصف الطريق أو لا، لن ننتخب أي مرشح خطابه هو خطاب فريق من اللبنانيين، إذا كان الوزير فرنجية مستعداً أن يضع جانباً صداقاته والخط السياسي الموجود فيه اليوم، ويُلاقينا إلى نصف الطريق، ليس لدينا فيتو على شخصه، ولكن لا أحد يقدر أن يطلب من الكتائب أن تسير بمرشح خطابه السياسي مناقض لها».
ويُذكر أن هذا الاجتماع جاء عقب اللقاء الذي جمع الراعي وفرنجية أول من أمس.
فرنجية يتلقى اتصالاً من هولاند
وكان فرنجية قد تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وتمّ البحث خلاله في المستجدات والتطورات كافة على الساحتين الإقليمية والدولية.
التسوية واحتمالات النجاح والفشل
وأشارت مصادر مطلعة على الاجتماع لـ«البناء» إلى «أن لبنان يعيش حالتين في ما خصّ التسوية المطروحة، حالة تقدّم التسوية، لكن تتطلّب بعض الوقت لتذليل الصعوبات والعقبات. وهذه الحالة يمثلها تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط والوزير فرنجية. أما الحالة الثانية فتمثلها القوى المسيحية وبشكلٍ أساسي حزب القوات والعماد ميشال عون المدعوم من حزب الله. وفي هذه الحالة هناك اقتراح جدي لانتخاب رئيس لم يبتّ بعد واحتمالات نجاح التسوية لا تتقدّم على احتمالات فشلها».
ولاحظت المصادر أن «تراجعاً ملحوظاً سجل في اللغة التي تحدث بها الراعي عن التسوية فور عودته من الخارج لمصلحة لغة تغليب الحوار المسيحي الذي ذكره بيان المطارنة، وبخاصة أن الراعي كان يعتمد بشكلٍ أو بآخر على بعض الأطراف الذين كانوا إلى جانبه وبالأخص حزب الكتائب».
ما بعد التسوية…
وأكدت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«البناء» «أن لا مشكلة مع الوزير فرنجية ومن حقه الترشح ويملك المؤهلات والحيثية في هذا المنصب، وهو من الزعماء المسيحيين الأقوياء وخياره السياسي هو خيار التيار، لكن التيار لن يعلن موقفاً من التسوية قبل إعلان فريق 14 آذار والمستقبل تحديداً ترشيح فرنجية والبحث في سلة التسوية المتكاملة، وما بعد التسوية، أي في تسمية رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة والانتخابات النيابية وقانون الانتخاب. وحتى الآن لم يطرح أحد علينا البحث في هذه الأمور، لذلك لن نتداول بأي أمر غير رسمي، لأن المشكلة ليست في انتخاب رئيس للجمهورية بل مشكلة الشراكة في الحكم واحترام الدستور والميثاق».
وأبدت المصادر ارتياحها لكلام فرنجية بأنه سيتحدث مع العماد عون في التسوية، وأشارت إلى أنهما سيبحثان قريباً في تفاصيل التسوية، وأكدت أن نتيجة النقاش لن تؤثر على العلاقة بين الطرفين.
وأشارت المصادر إلى «أن التواصل مستمر مع حزب الله حول هذه التسوية»، وأوضحت أن «ترشيح الطرف الآخر لفرنجية يعكس إقراره واقتناعه باستحالة فرض ميشال سليمان آخر رئيساً على اللبنانيين بصفقة خارجية داخلية وبالتالي هذا يعتبر إنجاز لفريقنا السياسي، لكن لن نكتفي به بل سنبحث بالسلة المتكاملة لنحقق الشراكة في الحكم».
الكتائب: ننتظر الضمانات
وأكد النائب إيلي ماروني لـ«البناء» أن «مقاربة حزب الكتائب للتسوية تختلف عن مقاربة التيار الوطني الحر. الكتائب تتحدّث في الأمور الوطنية، أما التيار فهو في الخط السياسي نفسه الذي ينتمي إليه فرنجية. وبالتالي لا يستطيع التيار الطلب من فرنجية ضمانات أو مقاربة سياسية».
وأشار ماروني إلى أن «الاجتماع في بكركي حصل صدفة، حيث قدّم باسيل أثناء وجود الجميل مجتمعاً بشكلٍ منفرد مع الراعي ودخل بعدها باسيل»، وأوضح أن «مقاربتنا وطنية وتشكل مواضيع طاولة الحوار، ونحن بانتظار أجوبة على الهواجس التي طرحناها لا سيما بما يتعلق بالعلاقة مع سورية وسلاح حزب الله وتدخّله في الحرب السورية».
أشار إلى لجان تواصل من «الكتائب» و«المردة» لبحث هذه الأمور، وأكد أن «الرئيس الذي سيأتي يجب أن يحظى بتأييد المسيحيين لأنهم المعنيون بهذا الموقع أكثر من غيرهم»، موضحاً أن «بكركي مظلة لجميع القوى المسيحية، لكن في السياسة الأمور تقاس بحسب المواقف السياسية».
المشنوق: عرسال محتلة
بعد إنجاز صفقة تبادل العسكريين، خرج وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ليبرّر الفضيحة السيادية التي رافقت إنجاز الصفقة لا سيما استعراض مقاتلي «جبهة النصرة» في جرود عرسال، واعترف بأن عرسال منطقة محتلة.
وخلال زيارته المديرية العامة للأمن العام لتهنئتها، بإنجازها عملية تحرير العسكريين اللبنانيين، أعلن المشنوق أن «منطقة عرسال محتلة، ومن السهل علينا الدخول في عملية عسكرية فيها، لكن هذا يعني الانخراط في الحرب السورية، وهمنا الأساسي الابتعاد عن الحريق السوري». وأشار إلى أن «الدولة لن توفّر أي جهد للإفراج عن العسكريين التسعة المخطوفين لدى داعش».
وأكد المشنوق أن «العملية ما كانت لتتم لولا مباركة ودعم خلية الأزمة، وعلى رأسها الرئيس تمام سلام، والمتابعة الدائمة والاهتمام والسؤال كل يوم من الرئيس نبيه بري، والجهد الذي بذله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اتجاه سورية لدفع النظام السوري نحو مساعدة لبنان لحل هذه المشكلة».
كلام المشنوق أخطر من بنود الصفقة
وأبدت مصادر مطلعة في 8 آذار دهشتها لكلام المشنوق ووصفته بأنه «أشد خطورة من بنود صفقة التبادل، ورسالة طمأنة من المشنوق إلى المسلحين بأن الدولة لن تستعمل معهم أساليب القوة حتى لو كرّروا عمليات الخطف لجنود لبنانيين، لأننا إذا واجهناكم فسنرى أنفسنا منخرطين في خندق واحد مع الجيش السوري في الحرب على الإرهاب».
وأضافت المصادر: «هذا الكلام معاكس للمنطق العسكري ومنطق السيادة الوطنية والواقع الذي يجري الآن، حيث يستهدف الجيش مواقع المسلحين عندما يرى ذلك مناسباً».
ورأت في كلام المشنوق «تبريراً لعجز الدولة والتغطية على الخطأ الاستراتيجي والوطني الكبير الذي أدى إلى أسر العسكريين ونوعاً من إشارة للمسلحين بأنهم مهما فعلوا واعتدوا فلن تستعمل الدولة معهم القوة»، ولفتت إلى أنه «حتى لو لم يكن هناك قرار سياسي بالهجوم على المسلحين فمن غير المسموح للدولة أن تطمئن الإرهابيين».
وأوضحت المصادر «أن اعتراف المشنوق بدور الدولة السورية بنجاح عملية التبادل، جاء بعد أن كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم كل الأدوار لا سيما دور سورية، ما سبب إحراجاً للمشنوق ولم يعد باستطاعته التعامي أو إخفاء ذلك».
الجيش واصل قصف مواقع المسلحين
وفي موازاة ذلك، واصل الجيش اللبناني قصفه الصاروخي المدفعي، على مواقع وتجمعات المسلحين الإرهابيين في جرود عرسال.
وطاريّا تودّع الشهيد حمية
وشيّعت قيادة الجيش اللبناني وبلدة طاريا والبقاع الجندي الشهيد محمد معروف حمية الذي تسلم الأمن العام جثمانه من «جبهة النصرة»، في موكب رسمي وشعبي انطلق من أمام المستشفى العسكري في بيروت مروراً بقرى غرب بعلبك، حيث نظّم للشهيد استقبال حاشد على امتداد الطريق ونثر الأرز والورود وصولاً حتى بلدة طليا مسقط رأس الشهيد.