تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 7-12-2015 العديد من المواضيع، وكان ابرزها ما يحكى عن "تسوية" سياسية قد تفضي الى وصول رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية في لبنان.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 7-12-2015 العديد من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية، وكان ابرزها ما يحكى عن "تسوية" سياسية قد تفضي الى وصول رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية في لبنان.
السفير:
بري يردّ.. والحريري يستمر.. و«القوات» تدرس.. و«الكتائب» يشترط
رحلة فرنجية إلى بعبدا تمر في الرابية؟
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة "السفير" اللبنانية "يبدو أن ترشيح النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية أمام أسبوع دقيق، يُفترض خلاله أن يحسم الرئيس سعد الحريري قرار الإعلان الرسمي عن ترشيح رئيس «تيار المردة»، وأن يبلور العماد ميشال عون خياراته تبعاً لما ستؤول اليه مشاوراته مع الضاحية ومعراب، وأن يكسر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع صمته المفتوح على التأويل.
وفيما يسود بعض الدوائر السياسية اعتقاد بأن فرص وصول فرنجية الى الرئاسة تمر حاليا في حالة مراوحة، أو ضمور، بعد الزخم الذي اكتسبته في البداية، أكد مصدر مطلع لـ«السفير» أن التسوية المقترحة صامدة، وأن هناك قوة دفع إقليمي ـ دولي لها يجعل من الصعب تعطيلها، مشيرا الى ان إشاعة مناخ حول تراجع أسهم فرنجية إنما ترمي الى تهدئة المعترضين على التسوية في «8 و14 آذار»، تمهيداً لاحتواء موقفهم.
وفي المعلومات أن الحريري سيجري فور عودته المرتقبة الى بيروت مشاورات مع قوى «14 آذار»، خصوصاً «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب، سعياً الى المحافظة على شكل «14 آذار»، تمهيداً للإعلان عن ترشيح فرنجية من «بيت الوسط».
والى حين صدور الموقف الرسمي لـ«القوات» من ترشيح فرنجية بعد الانتهاء من درس الاحتمالات والخيارات، رجحت مصادر مسيحية مواكبة للتطورات، أن يكون التلويح بإمكانية ترشيح سمير جعجع لعون الى الرئاسة، مجرد فرضية نظرية غير قابلة للترجمة العملية، معربة عن اعتقادها بأن رئيس «القوات» يكون، إذا ما قرر دعم الجنرال، كمن يعيد إدخال نفسه الى السجن، ولو كان هذه المرة سجناً سياسياً.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأنه ليس من السهل أن يبادر جعجع الى هذه الانعطافة، أولا لأنه لا يستطيع أن يخسر حلفه الداخلي مع الحريري، برغم كل الخلافات المتراكمة بين الرجلين، وثانيا لأنه لا يستطيع أن يخسر علاقته مع السعودية التي تؤمّن له الغطاء الإقليمي بكل أبعاده، إضافة الى أنه من الصعب التصور أن بإمكان جعجع أن يتجرّع بهذه البساطة كأساً برتقالية مرّة الى هذا الحد.
وعلمت «السفير» أن خطوط التشاور مفتوحة، بعيدا عن الأضواء، بين الرابية ومعراب منذ أن طُرح اسم فرنجية للرئاسة، وأن كلا من النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات» ملحم رياشي ينشطان في حركة مكوكية على هذا الخط.
بري يرد
في هذا الوقت، أكد الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس ان المقولة التي يروّجها معارضو ترشيح فرنجية ومفادها أن الأطراف الإسلامية تحاول فرض اسم رئيس الجمهورية الماروني على المسيحيين، إنما هي تهمة باطلة ومردودة، مشيرا الى انه كان يحرص خلال الأيام الماضية على عدم الكلام حول التسوية المقترحة، لكن تشويه الحقائق بلغ حداً لم يعد بالإمكان تحمّله.
ولفت الانتباه الى أن لديه في الأساس، كما لدى الرئيس سعد الحريري، مرشحه الرئاسي المفضل، «لكن لم يبادر أي منا الى طرحه حتى لا يبدو وكأننا نسعى الى تسمية رئيس الجمهورية وفرضه على المسيحيين».
وأضاف: قبل أشهر اتفق الأقطاب المسيحيون الأربعة، برعاية بكركي، على حصر الترشيح الرئاسي بهم، انطلاقا من معادلة الرئيس القوي، وتفاهموا على أن الذي يحظى من بينهم بالأكثرية المطلوبة للوصول الى الرئاسة، يتم القبول به، وينسحب الآخرون له.
وتابع: استنادا الى هذه القاعدة، وتجاوبا معها، قرر الزعماء المسلمون أن يدعموا مرشحا من ضمن الأقطاب الاربعة الذين كرّسهم لقاء بكركي ممثلين شرعيين عن الموارنة في لبنان، واعتبرهم أصحاب الأفضلية في الوصول الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي فليس نحن من نسمي الرئيس كما يدّعون، بل إننا نؤيد اسما صنّفه الأقطاب الموارنة أنفسهم كأحد المرشحين الذين يملكون حيثية مسيحية ورئاسية.
وأشار الى أنه سبق للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن رشح ميشال عون، وسبق لسعد الحريري أن رشح سمير جعجع، وكلاهما أيضا من الأقطاب الأربعة، إلا ان الحظ لم يحالف أياً منهما، فجرى طرح اسم فرنجية التزاماً بالمعيار الذي وُضع في اجتماع بكركي.
ووجه بري نصيحة الى الحريري بأن يلحظ هذه الوقائع إذا أراد الإعلان عن ترشيح فرنجية رسمياً، حتى لا يجري تحوير الأمور وتحريفها.
وتساءل بري: ماذا يريدون.. هل المطلوب أن يختار المسيحيون وحدهم رئيس الجمهورية من دون موافقة المسلمين، أو أن يختار المسلمون رئيس الجمهورية وحدهم من دون موافقة المسيحيين؟ وأضاف: جميعنا نعرف أن هذين الخيارين غير واردين، وبالتالي يجب أن يكون هناك تفاهم حول الرئيس.
«المستقبل»: جديون جداً
وبينما تُضرب مواعيد من هنا وهناك لعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، أكد مصدر في «تيار المستقبل» لـ «السفير» أن عودة الحريري ومبادرته الى تبني ترشيح فرنجية رسمياً مرتبطان بإنضاج ظروف نجاح المبادرة التي أطلقها.
واعتبر المصدر «أن تعمد البعض طرح توقيت محدد لعودة الحريري هو موقف للاستدراج السياسي، وهدفه إشاعة تاريخ معين للعودة، فإذا لم تتحقق يقال عندها إن الحريري لم يأت لأنه كان يناور ولأن الأمور من الأساس غير جدية».
وشدد على أن مسألة ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية هي جدية الى أبعد مدى يمكن تصوره، مشيرا الى أن النقاشات الحاصلة الآن تدور حول التفاهمات التي تحمي هذا الخيار، «وحتى الآن لم تنجز هذه التفاهمات»، موضحا أن النقاشات تأخذ طابع الكتمان لضمان عدم التعكير عليها.
الكتائب: ندعم فرنجية إذا..
وأبلغت أوساط قيادية في حزب الكتائب «السفير» أن الحزب ليس بوارد التصويت لفرنجية إذا كان مرشحاً الى رئاسة الجمهورية انطلاقاً من موقعه الحالي في قوى «8 آذار» وارتكازاً على المشروع السياسي الذي يمثله.
وأكدت الأوساط أن موافقة الكتائب على وصول فرنجية الى الرئاسة مرتبطة بحالة واحدة وهي أن يُقدم فرنجية على نقلة نوعية تحمله من «8 آذار» الى الوسط، «بحيث نتلاقى وإياه في منتصف الطريق، على قاعدة أنه رئيس لكل اللبنانيين وإلا فلا شيء يجبرنا على انتخاب خصمنا السياسي رئيساً».
وعما إذا كان الحزب سيشارك في جلسة الانتخاب المقررة في 16 كانون الأول الحالي، لفتت الأوساط الكتائبية الانتباه الى أنه إذا كانت الأجواء طبيعية وديموقراطية فإننا سنحضرها انسجاماً مع قناعتنا بوجوب عدم مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية وتطيير النصاب، لكن إذا كان هناك جو من التحدي والفرض فسنتخذ في حينه الموقف المناسب".
النهار:
"التوازن السلبي" يحكم "التسوية الرئاسية" سلّة التفاهمات غير جاهزة لجلسة 16 ك1
من جهتها، كتبت صحيفة "النهار" اللبنانية "على رغم كل الدفع للتسوية الرئاسية المقترحة، فإن حركة الاتصالات لا توحي اطلاقا بأن الظروف ستكون مهيأة لاتمام الاستحقاق الرئاسي في الجلسة المقبلة لمجلس النواب في 16 كانون الأول الجاري، وهو ما رآه الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري الذي قال إن "شروط المبادرة لم تكتمل بعد، ولا العناصر التي تجعل الأطراف يلتقون في منتصف الطريق لاختيار النائب سليمان فرنجيه أو غيره". لكن مصادر مطلعة ترجح ارجاء الموعد الى 22 منه اذا تبين ان العقبات لم تعد كبيرة، وانه يمكن الاتفاق على سلة كاملة من التفاهمات.
وفي انتظار ما سيحمله الاسبوع الطالع من اتصالات سياسية ولقاءات أبرزها زيارة مرتقبة للنائب فرنجيه للرابية للقاء العماد ميشال عون، نفت مصادر قريبة من "التيار الوطني الحر" لـ"النهار" ان يكون وفد من "حزب الله" زار عون مساء الجمعة لمناقشة امر ترشيح فرنجيه معه، لأن "موقف التيار الوطني الحر معروف لجهة الاستمرار في دعم ترشيح عون كخيار استراتيجي نهائي". واكدت مصادر موازية "ان الموضوع ليس اسم الرئيس بل سلة من التفاهمات التي تعيد انتاج نظام متوازن يعيد للمسيحيين دورهم التاريخي وليس تسوية تعيد رسم ترويكا ما بعد اتفاق الطائف".
أما الحدث الآخر المرتقب والذي اشارت اليه "النهار" السبت فهو عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت ومتابعته الاستحقاق الآتي من قرب. وفي معلومات لـ"النهار" من مصادر في "تيار المستقبل" ان الحريري لم يرجئ موعد عودته على رغم مطالبة بذلك من الوزير اشرف ريفي والنائب أحمد فتفت الموجودين في الرياض لاعطاء الاتصالات مزيداً من الوقت، وانه سيصطحب النائب عقاب صقر. وأفادت ان حسابات الحريري تؤكد توافر النصاب لجلسة 16 كانون الأول، وضمان اكثرية الاصوات لفرنجيه، ولو قاطع "التيار الوطني الحر" و"حزب الله".
وعلم ان اجتماعاً عقد السبت في "بيت الوسط" بين "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" ساده اختلاف تام في وجهات النظر، ورفض قياديو "القوات" البحث في مرحلة العهد الجديد وما يمكن ان يقدمه من ضمانات.
أما على خط "حزب الله" الصامت الاكبر، فتقول مصادر لـ "النهار" إنه ينتظر "الاعلان الرسمي ليبني على الشيء مقتضاه، لكنه غير مرتاح الى الاجراء السعودي في حق قناة "المنار" ويعتبره موجهاً ضده، وانه لا يعمل بتوقيت الرياض وبيت الوسط".
من جهة أخرى، أبدى الرئيس نبيه بري استياءه من اعتبار المسيحيين ان "المسلمين يختارون لهم رئيساً"، مؤكداً ان فرنجيه واحد من الاربعة الذين باركت بكركي ترشحهم.
أما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي فدعا "الكتل السياسية إلى مقاربة المبادرة الجديدة الجدية في شأن انتخاب رئيس للجمهورية مقاربة مسؤولة واعية وموضوعية، قوامها التشاور والتوافق على أساس من التجرد والتعالي عن المصالح الشخصية والفئوية، وانطلاقا من الواقع الراهن".
وعلمت "النهار" ان هناك محاولة لعقد لقاء للقيادات المارونية يسعى اليه مطران بيروت للموارنة بولس مطر. واوضحت مصادر مواكبة ان أي لقاء يتطلب إما تأييد ترشيح فرنجيه وإما إقتراح بديل منه يضمن موافقة وطنية عليه.
وفي بنشعي، يستعد النائب فرنجيه للقيام بتحركات وزيارات واتصالات في الساعات الاربع والعشرين المقبلة. وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان فرنجيه بدا أمام المتصلين به أمس "حذراً ومتحفظاً خصوصا انه لمس مواقف ملتبسة أو مهاجمة له من إعلاميين محسوبين على جهات حليفة.
الاخبار:
الرئاسة الطائرة: لا إذن بالهبوط بعد
بدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" اللبنانية "لا يزال ترشيح النائب سليمان فرنجية متنقلاً في الأجواء، في انتظار أن يحط القرار في بيروت. من المرات النادرة، يعوّل الجميع كثيراً على العنصر المحلي في إنجاز التسوية، بين صمت حزب الله وغضب القوات اللبنانية وحذر الرئيس نبيه بري وريبة النائب وليد جنبلاط.
عاد الغموض ليسيطر على مصير جلسة انتخاب الرئيس المقررة في السادس عشر من الشهر الجاري. ولا يبدو أن الأمر ممكن في ظل استمرار امتناع حزب الله عن الإدلاء بموقفه العلني من الموضوع، بينما يستمر الرئيس سعد الحريري في جهوده داخل فريق 14 آذار حتى يتسنى له إعلان الترشيح رسمياً ورمي الكرة في ملعب الفريق الآخر.
جديد الساعات الماضية، «حذر وارتياب» عند النائب وليد جنبلاط الذي فشل في الحصول على موقف داعم من حزب الله لمسيرة التسوية القاضية بانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. كذلك، احتجاجه، على عدم توصل السعودية والرئيس سعد الحريري الى تسوية لمشكلة اعتراض القوات اللبنانية وبقية مكونات 14 آذار المسيحية. ويرى جنبلاط في هذه العقد ما يعطل خروج موقف واضح من الكنيسة المارونية، وما يتسبب بإحراج إضافي للرئيس نبيه بري، الذي قال لزواره إنه إذا استمرت البلبلة والغموض، فلن تكون الجلسة المقبلة جلسة انتخاب الرئيس.
ومع أن مصادر أنصار التسوية تنفي أن يكون هناك أي اتفاق مسبق على موعد لإعلانها وتنفيذها، إلا أن مناخات الساعات الـ 24 الماضية لم تحمل جديداً على صعيد مواقف أبرز اللاعبين المحليين والإقليميين. ويمكن عرض لوحة مواقف هؤلاء خلال الساعات الأخيرة على الشكل الآتي:
فرنجية
يكثف النائب فرنجية اتصالاته المحلية والإقليمية والخارجية، وهو يهتم بالحصول على أكبر دعم. لكنه يركز داخلياً على حوار مباشر مع حزب الله، وعلى تواصل «يشوبه التوتر» مع العماد عون. وآخر الأخبار الآتية من سوريا، حملها النائب طلال أرسلان الذي التقى الرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي، وسمع منه الموقف ذاته: «معطيات الملف عند السيد حسن نصرالله، اذهبوا إليه واتفقوا معه». وهو جواب ظل الأسد حريصاً على تكراره، رغم أن أرسلان «عرض أهمية التقاط الفرصة غير المسبوقة بوصول حليف قوي كسليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية».
لكن فرنجية مهتم أيضاً بإزالة الالتباس حول موقفه، وخصوصاً أنه يعبر تكراراً عن انزعاجه من المواقف السياسية أو الإعلامية الصادرة «عن حلفاء لنا»، وفيها «اتهام وكأنني أقدمت على خيانة مبادئي». ولا يخفي فرنجية أمام سائليه أنه «مهتم بقوة بالفرصة المتاحة، وأنه حتى اليوم لم يلتزم مع أحد من الطرف الآخر بأي موقف يمكن تفسيره على أنه تراجع عن ثوابت أو مبادئ». وعندما سأله البعض عن حقيقة ما دار بينه وبين الحريري، قال فرنجية: «لقد عرض الرجل العديد من الملفات والقضايا، وأنا قلت له إنني ألتزم معه برئاسة وحكومة وفاق وطني. وعندما أصر على طرح موضوع قانون الانتخاب أجبته: إنه أمر يحتاج الى توافق يتجاوزني». ونفى فرنجية «كل الأنباء عن أن الحريري طالبه بالحصول على ضمانات مسبقة من حلفائه في حزب الله للمرحلة المقبلة».
لكن فرنجية «شديد الحذر» بسبب امتناع حزب الله عن إطلاق موقف يدعم وصوله، وهو يظهر احتجاجاً واضحاً على محاولة خصومه أو منافسيه تشكيل تحالف سياسي جديد في مواجهته، علماً بأنه لم يسع الى تبرير زيارته «غير الضرورية» للنائب جنبلاط، بحسب أوساط بارزة في فريق 8 آذار.
الحريري
من جهته، انتقل الرئيس الحريري مجدداً الى الرياض، وهو يجري من هناك اتصالات؛ بعضها مع القيادات السعودية بهدف حثها على لعب دور مباشر مع رئيس القوات سمير جعجع، وبعضها الآخر يتعلق بقيادات من فريق 14 آذار، وبعض قيادات المستقبل نفسه. وهو أرسل أمس بطلب مدير مكتبه نادر الحريري ووزير العدل أشرف ريفي. الأول للتشاور معه حول ترتيبات تخص احتمال عودته قريباً الى بيروت، وإعلان بيان رسمي بترشيح فرنجية، وعقد لقاءات عامة، أو ندوة صحافية، لشرح الموقف، وعقد لقاءات مع كوادر تيار المستقبل، وهي النقطة التي تثار مع ريفي الذي «تبلغ» انزعاج الحريري من حملته على فرنجية، واتهام ريفي من قبل قيادات شمالية بالوقوف خلف موجة الاعتراض في أوساط المستقبل والإسلاميين على ترشيح فرنجية.
لكن هاجس الحريري الأساسي يتعلق برئيس حزب القوات. وهو يبحث في حقيقة المعلومات التي تصله عن موقف الأخير الرافض لأي تسوية تأتي بفرنجية رئيساً. وتحدثت قيادات في 14 آذار عن مغريات يقدمها الحريري لجعجع، من بينها التزام مسبق بقانون الانتخاب الذي يتمسك به جعجع وسبق أن قدمه مع تيار المستقبل والحزب الاشتراكي، إضافة الى حصة وازنة في الحكومة مع تسمية الحقائب التي يريدها، وصولاً الى زيارة فرنجية معراب.
بري وجنبلاط
أما على جبهة الحليفين بري وجنبلاط، فإن رئيس المجلس يحافظ على مسافة من النقاش العام حول الملف برمته. هو لا يخفي تأييده وصول فرنجية، لكنه يخشى عدم حصول توافق كبير، لا داخل الجبهة الحليفة لفرنجية، ولا في الجبهة المقابلة. ونقل عن بري أنه لا يرى الأجواء مناسبة، الآن، لتحويل الجلسة المقبلة الى جلسة انتخاب، إلا إذا خرجت الى العلن خلال الأسبوع الحالي مواقف حاسمة في تأييدها لوصول فرنجية. وينقل عن بري نفيه أن يكون قد تلقى جواباً أو موقفاً من حزب الله، وأن الحزب متوافق معه على أن فرنجية حليف رئيسي كما العماد عون، وأن المسألة تحتاج الى بحث وتأنّ أكثر.
وكان بري قد استقبل الوزير وائل أبو فاعور موفداً من النائب جنبلاط، ونقل إليه الأخير أجواء لقائه مع رئيس الكتائب سامي الجميل، حيث لا يزال موقفه غير حاسم، كما نقل إليه موقفاً جديداً ولافتاً للنائب جنبلاط مفاده أنه إذا لم نحصل على تأييد واضح من حزب الله، أو عدم ممانعة على الأقل، فلا يجب السير في جلسة السادس عشر المقبلة، وأنه لا بأس من التروي قليلاً، علماً بأن مصادر أكدت لـ»الأخبار» أنه مع الإشارة الى أن بري يواصل سؤال زواره: لننتظر أولاً إعلان الحريري رسمياً ترشيح فرنجية.
جعجع
أما على صعيد «القوات اللبنانية»، فإن المعلومات ظلت متضاربة حول حقيقة ما ينقله زوار جعجع عنه، علماً بأن مصدراً واسع الاطلاع قال إن رئيس القوات أبلغ الوزير نهاد المشنوق ملاحظاته وخلفية موقفه الرافض لترشيح فرنجية، وأنه يريد شروحات مباشرة من القيادة السعودية، لا من سفير الرياض في بيروت أو حتى من الرئيس الحريري. وتضاربت المعلومات هنا، حول حقيقة ما إذا كان مدعواً لزيارة الرياض، أو أن السعودية لا تريد مفاوضته على قرارها.
وبينما «مرر» النائب عن «القوات» أنطوان زهرا قبل يومين، رسالة تلويح عندما قال إن حزبه يفضل العماد عون على فرنجية، كررت مصادر في «القوات» أن خيار ترشيح عون جدي، وأن الاتصالات الجارية الآن تمهد لقرار «نوعي» سيصدر عن القوات ويعلنه جعجع شخصياً. وتحدثت المصادر عن أن جعجع أبلغ جهات عدة أنه «مستعد للذهاب أبعد من رفض ترشيح فرنجية، وأنه يشعر بطعنة غدر، وهو أصلاً لم يسمع بالملف إلا من خلال وسائل الإعلام، وأنه يفكر بفك تحالفه مع مسلمي 14 آذار، وسيعود الى التفكير جدياً بمصلحة المسيحيين حصراً، وأنه يحسد التيار الوطني الحر على وفاء حليفه حزب الله له والبقاء الى جانبه».
ولاحظ زوار قائد «القوات» أنه يسأل كل من يلتقيه مباشرة: إلى أي حد تعتقدون أن حزب الله سيظل داعماً لوصول العماد عون؟
التيار: لقاء «قريب» مع فرنجية
يلتزم العماد ميشال عون الصمت الايجابي حيال ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة. وفيما «يغلي» محيط الرجلين بمعلومات وتحليلات لا تخلو من التوتر، الا ان زوار عون خلال اليومين الماضيين وجدوه «شديد الارتياح»، وعزوا ذلك الى أن «لا مبادرة واضحة بعد ولا ترشيح واضحاً» للنائب فرنجية، وحزب الله باقٍ على تعهّداته، ناهيك عن شعور بأن الأطراف التي روّجت لهذه «المبادرة» بدأت بالتروّي. إذ أن «فلسفة التسوية قائمة على التوافق مع حزب الله وعون، وبالتالي فإن غيابهما عن هذا التوافق يدفع الى التساؤل: مع من ستجرى التسوية؟».
وقالت مرجع قيادي في التيار الوطني الحرّ لـ «الأخبار» إن «الوجه الايجابي لترشيح فرنجية هو أنه أسقط المنطق السياسي للآخرين برفض ترشيح عون، كما أن هذا الترشيح، بغض النظر عن طريقة طرحه، يعدّ إنجازاً لفريقنا السياسي»، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل، أول من أمس، بالقول إن «جهدنا قد أثمر وأوصلنا الى الحقيقة الكبرى وهي أننا لن نقبل الا برئيس قوي، وها نحن دخلنا الى نادي الاقوياء الذي لا رجوع عنه».
وأكّد المرجع أن التواصل قائم مع فرنجية، «وهناك اتصالات يومية بينه وبين باسيل والجو ايجابي»، نافية أن يكون باسيل قد قصد الزعيم الشمالي بإشارته الى أن «التضحية بالذات من أجل الصالح العام واجب، لكن التضحية بالذات من أجل مصالح الآخرين هو تخلٍّ وخيانة»، وإلا «ما كان أدرج فرنجية في نادي الأقوياء». ولفتت الى أن اللقاء بين فرنجية وعون «ممكن قريباً».
وعما اذا كان التيار قد تلقّى رسالة رسمية من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع باحتمال ترشيحه عون للرئاسة، أجاب المرجع أن «الرئاسة اليوم محصورة بين عون وفرنجية، وعلى جعجع أن يختار»، مشيرا الى أن ما فهمناه من القوات هو أنهم لن يمشوا بفرنجية تحت أي ظرف".
الجمهورية:
مانشيت:التعقيدات تُفرمل إندفاعة التسوية.... و«المستقبل» يستغرب صمت «الحزب»
اما صحيفة "الجمهورية" اللبنانية فكتبت "ظلّت التسوية الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري مدار بحث في بيروت والرياض، وشكّلت محور الحركة والمواقف، وبدا أنّها تواجه كثيراً من التعقيدات الداخلية التي يمكن أن تعطلها، وهي تعقيدات تشتدّ بسبب عدم معرفة ما تنطوي عليه من أبعاد وخلفيات يَجهد كثيرون لاستكشافها قبل أن يحدّدوا مواقفهم قبولاً أو رفضاً.
بدأ بعض الأوساط السياسية منذ الأمس يهمس متخوّفاً على هذه التسوية من السقوط، فيما قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» أنْ على عكس القضايا والأحداث التي تبدأ صغيرة وتكبر، يبدو أنّ ما سمّي تسوية رئاسية انطلقت كبيرة وبدأت تتراجع الى مرحلة يُعتقد بأنها قاربت الطيّ، لولا بعض المواقف التي تراهن على خطوات ومحطات مقبلة يمكن ان تُحدث تعديلاً يحيي المبادرة الى أجل.
وكشفَت المصادر انّ الحريري التقى في السعودية وزير العدل اشرف ريفي ووفداً من «المستقبل» ضمّ مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره النائب السابق غطاس خوري اللذين نقلا اليه حصيلة المشاورات التي اجرياها في بيروت ونتائج اللقاء الذي شهده «بيت الوسط» ليل السبت - الأحد لقوى 14 آذار بغياب رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل وحضور قيادة «المستقبل» ممثلة بالرئيس فؤاد السنيورة، والوزير بطرس حرب وشخصيات قيادية والنائب جورج عدوان ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد وشخصيات أخرى.
وتردد أنّ عدوان ابلغ الى المجتمعين انّ «القوات» تمنّت وما تزال وقفَ مبادرة الحريري وإعادة تقويم العلاقات بين 14 آذار لإحياء التنسيق الذي كان قائماً في ما بينها قبل الإجتماعات الأخيرة التي اصابتها بتصدّعات قوية ما أدّى الى ازدياد الشرخ القائم في صفوف هذه القوى، خصوصاً بين «القوات اللبنانية» و«المستقبل».
لكنّ مصادر مستقلي 14 آذار قالت لـ«الجمهورية» انّ اللقاء لم يكن سلبياً في المطلق، وأشارت الى انّ المواقف ما زالت على حالها، خصوصاً لجهة الخلاف القائم بين «القوات» و«المستقبل» الذي خرجَ الى العلن بمواقف وتسريبات معلنة وواضحة من بيروت والرياض.
وفي المعلومات التي تسرّبت لـ«الجمهورية» ليل امس من لقاءات الرياض انّ الحريري جمّد مبادرته في الوقت الراهن، وأنّ أيّ خطوات كانت متوقّعة في الأيام المقبلة باتت مؤجّلة الى حين.
وعلمت «الجمهورية» انّ عودة الحريري الى بيروت خطوة مؤجّلة وغير مطروحة في المدى المنظور.
المواقف المسيحية
وإلى ذلك، وفيما ينتظر ان تتبلور في بحر الأسبوع مواقف بعض الكتل النيابية، لم تهدأ التفاعلات على الجبهة المسيحيّة مع استمرار رفض ما باتَ يُعرف بـ«الحلف الثلاثي» المسيحي الجديد، أي «التيار الوطني الحرّ» و«القوّات اللبنانية» وحزب الكتائب هذه المبادرة، في اعتبار أنّها أتت من دون علمهم، ولم يكونوا في أجوائها، ولم يحصلوا على الضمانات اللازمة لطمأنتهم، خصوصاً في ملفّ قانون الإنتخاب الذي يُبعد المسيحيين عن التأثير في القرار الوطني ولا يسمح لهم باختيار نوابهم.
الراعي
وفيما يشبه الاستجابة لمطلب الاحزاب المسيحيّة المعترضة وللإكليروس الماروني وسط التخوّف من مجيء المبادرة الرئاسيّة كأنها فرضٌ على المسيحيين وكسرٌ لهم، كان لافتاً المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس وامس الاول، فهو إذ دعا الى»التلاقي من أجل درس المبادرة الرئاسية المطروحة جدّياً، والتحاور والتشاور في شأنها وجهاً لوجه، بروح من المسؤولية الوطنية الرفيعة»، أكّد أنّ «الحوار والتشاور هو للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية بقرار وطني موحَّد وشامل، بحيث لا يفرض فرضاً».
وطالب الجميع «بالتقاط الفرصة والتفاهم والتشاور وصولاً الى انتخاب رئيس يدعمه الجميع، لأننا كلنا نعرف أنّه لا يمكن أن يأتي للبنان رئيس تحدٍّ»، وقال: «لا يمكن أن يحكم لبنان رئيس مهما كان قوياً وقديراً إذا لم يكن مدعوماً من الشعب اللبناني ومن كلّ المقوّمات السياسية».
ورأى انّ «البطولة أن نجلس معاً على طاولة ونطرح الاسئلة بعضنا على بعض في وضوح وبساطة ونتلقّى الأجوبة، وعندما نتشاور بهكذا أسلوب نستطيع أن نصل الى انتخاب رئيس للجمهورية يحتاج اليه لبنان في ما هو يعيشه من صعوبات وتحديات».
برّي
وردّاً على اتّهام البعض بأنّ الزعماء المسلمين يختارون رئيس الجمهورية، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زوّاره أمس «إنّ هذه التهمة غير صحيحة ومرفوضة، فالأقطاب الموارنة الاربعة كانوا اتفقوا برعاية البطريركية المارونية على حصر الترشيح الرئاسي بها، كذلك اتفقوا على انّ الذي يحظى من بينهم بالاكثرية المطلوبة يقبل به وينسحب الآخرون لمصلحته.
وعلى هذه القاعدة قرّر الزعماء المسلمون ان يؤيّدوا مرشحاً من ضمن الاقطاب الاربعة الذين اعتبَرهم لقاء بكركي اصحاب الافضلية، وبالتالي لسنا نحن من يسمّي الرئيس كما يزعم البعض، بل صنّفة الاقطاب الموارنة انفسُهم كأحد المرشحين الذين يملكون حيثية مسيحية.
اضاف برّي: في الاساس كان لديّ مرشّح وكان لدى الرئيس سعد الحريري المرشح الذي يفضّله لكن اياً منّا لم يبادر الى طرح مرشّحه حتى لا يبدو وكأنّنا نسعى الى تسمية رئيس الجمهورية وفرضِه على المسيحيين، بل لجأنا الى دعم مرشح مصنّف في خانة المرشحين الاقوياء وفق معيار الاقطاب الموارنة الاربعة.
وتساءل بري: ما المطلوب؟ هل المطلوب ان يختار المسيحيون بمفردهم رئيس الجمهورية من دون موافقة المسلمين؟ ام ان يختار المسلمون هذا الرئيس من دون موافقة المسيحيين؟ في النهاية لا هذه ولا تلك تصلح، ويجب ان يكون هناك توافق وطني على الرئيس العتيد».
مبادرة الحريري
وفيما أعلن الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري أنّ «الرئيس سعد الحريري بصدد إعلان مبادرة لإنهاء الشغور الرئاسي». علمت «الجمهورية» انّ ابرز ما تتضمنه هذه المبادرة بعناوينها العريضة: العمل لإنهاء الشغور الرئاسي، تحصين اتفاق الطائف، تشريع الباب امام مرحلة جديدة لخلق تفاهمات وطنية ترسي الاستقرار وتؤمّن عودة المؤسسات الدستورية الى العمل مجدداً بعيداً من التعطيل، والتأكيد على الثوابت الوطنية والتي في صلبها تحييد لبنان عن ازمات المنطقة».
وقالت مصادر بارزة في تيار «المستقبل» لـ«الجمهورية» إنّ الحريري «في صدد الاعلان عن المبادرة عند اكتمال شروطها، وفي التوقيت الذي يراه مناسباً، وبالطريقة التي يراها مناسبة، سواء كان ذلك من لبنان، أو بإطلالة إعلامية».
وإذ لم تنفِ المصادر وجود تباين في وجهات النظر بين «المستقبل» و»القوات» في شأن المبادرة، أكّدت «أنّ هذا التباين لا يعني انّ شعرة معاوية مع معراب قد قطِعت، فقنوات الاتصال مفتوحة والتواصل مستمر، بدليل زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق الاخيرة لمعراب».
ورأت المصادر «أنّ تعاظم مخاطر استمرار الفراغ الرئاسي تفرض على الجميع البحث عن حل، بدل البقاء أسرى معادلة تعطيل ترشيح عون لترشيح جعجع وتعطيل ترشيح جعجع لترشيح عون، خصوصاً أنّ «المستقبل» لم يقصّر في دعم ترشيح جعجع، وخاضَ معركته الرئاسية، وصوّتَ له في مجلس النواب، وشاركَ في كل الجلسات لانتخابه، ولا يزال، مع العِلم أنّ جعجع نفسه كان اعلنَ استعداده للتخلي عن ترشيحه إذا تمّ التوافق على مرشّح آخر».
وإذ رفضَت المصادر مقولة «أنّ الحريري المسلِم يسمّي رئيس الجمهورية المسيحي»، ذكّرت بقول جعجع عقب جلسة «تشريع الضرورة» التي أنقذتها مبادرة الحريري بأنّ ما حصل «انتصار للمبادئ التي نادى بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي جسّدها الرئيس سعد الحريري خير تجسيد»، وشدّدت على «أنّ الحريري يتعاطى بمبادراته دائماً انطلاقاً من منظور وطني، وليس من منظور طائفي أو مذهبي»،
مؤكّدةً أنّ «مبادرته المزمع إطلاقها لإنهاء الشغور الرئاسي تسجّل له وطنياً ولا تسجّل عليه طائفياً، وهو يُعانُ فيها ولا يُدان، لأنّ الإدانة تسجّل على كلّ من يرضى باستمرار الفراغ الرئاسي، وتحديداً المسيحيين منهم، الذين لو كانوا حريصين على موقع الرئاسة ما كان يجب أن يرضوا ببقاء الشغور يوماً واحداً، فيما كلّ الحرص يسجّل للرئيس الحريري على محاولاته لإنهاء الفراغ في الموقع المسيحي الأول، منذ أكّد أنه لا يضع فيتو على أيّ مرشح، وأنّه مع ما يتفق عليه المسيحيون برعاية بكركي».
واستغربَت المصادر أخيراً ما سمّته «صمت» حزب الله عن إعطاء ايّ موقف جدّي في شأن ترشيح فرنجية، وقالت «إنّ تلَطيّه وراء التشديد على دعم ترشيح عون يخفي في طيّاته إرباكاً كبيراً في طريقة مقاربة ترشيح فرنجية، وهذا ما تفضَحه دعوة الامين العام للحزب السيّد حسن نصر الله الى ضرورة الذهاب الى تسوية تحت سقف اتفاق الطائف، والتي تعني في ما تعنيه عملياً، تخلّي الحزب عن ترشيح عون، والاستعداد للبحث في مرشح جديد يكون عنواناً للتسوية، ومن سيكون مناسباً لهم أكثر من النائب سليمان فرنجية»؟.
«الحزب»
وفي معلومات لـ«الجمهورية» انّ ما كان يقصده السيد نصرالله حينما طرح اخيراً «مبادرة تبادل التنازلات ضمن سلة التسويات الكاملة»، هو إنشاء مقايضة بين عودة الحريري لرئاسة الحكومة وبين موافقة الاخير على سلّة تفاهمات تشتمل على انتخاب رئيس وقانون انتخابي جديد غير قانون الستين، وتوافق مسبَق على شكل الحكومة وتوزيعة مقاعدها وضمان «الثلث الضامن» فيها لـ 8 آذار، والاتفاق على بنود بيانها الوزاري، بحيث يتضمن إدراج بند «الشعب والجيش والمقاومة»، وأن يخلو من ايّ بند جديد يدعو الحزب، تصريحاً أو تلميحاً، الى الانسحاب من سوريا، أو يغمز سلباً من قناة قتاله هناك.
وفي المواقف، قال عضو «المستقبل» النائب احمد فتفت: «إذا طلِب منّي أن أنتخب الوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، لقلت بكلّ وضوح إنّ الوقت ما زال باكراً، ولكن إذا تمكّن الوزير سليمان فرنجية أن يثبت سياسياً أنّه رئيس تسوية وأنّه على مسافة واحدة من الجميع، وأنّه ملتزم القرارات الدولية من القرار 1701 بكافة مندرجاته الى القرار 1757 الذي أوجَد المحكمة الدولية، وأن يلتزم النأيَ بالنفس، وأن يكون رئيساً لجميع اللبنانيين كما ينصّ عليه الدستور اللبناني بأنّ رئيس الجمهورية هو رمز وحدة لبنان وليس طرفاً، جميعها تشكّل مؤشرات ستساعد كثيرين في هذا الوطن من أن يقولوا «نعم للتسوية»، وهذا ما ننتظره خلال الايام والأسابيع المقبلة لكي تتبلور الأمور على الصعيد الداخلي». وأكّد «أنّنا أمام أيام وأسابيع مفصلية لجهة ترجمة مبادرة الرئيس سعد الحريري الى مبادرة تسووية حقيقية».
«القوات» وترشيح عون
وفي وقت يُطرح على الساحة السياسيّة إمكان لجوء جعجع الى ترشيح عون ردّاً على ترشيح فرنجيّة، قال النائب فادي كرم لـ«الجمهورية»: «إنّ «القوات» لا تضع فيتو على أي إسم ماروني مرشّح للرئاسة، وهي لا تتعامل من منطلق الموقف الشخصي، بل من خلال البرنامج السياسي والتقارب مع طروحاتنا».
ولفت الى «أنّ «القوّات» هي في صدد درس خطواتها بتأنٍ، وتتنظر أن يتبنّى الحريري رسمياً ترشيح فرنجيّة للقيام بالردّ المناسب وتحديد خطة المواجهة». وأكّد كرم أنّ «التنسيق مع «التيار الوطني الحرّ» مستمرّ، وكذلك مع الكتائب، ولا يمكن أحد ان يتخطّى الإجماع المسيحي أو أن يفرض على المسيحيين رئيساً لا يقبلون به».
«الكتائب»
واعتبر وزير العمل سجعان قزي أنّ طريقة طرح الحريري ترشيح فرنجية «أساءت الى علاقاته مع حلفائه من دون ان تحسّنَ علاقاته مع خصومه». وقال إنّ «حزب الله» باقٍ على مواقفه لجهة دعم العماد ميشال عون، وهنّأ عون «بحليفه حزب الله»، وهنّأ الحزب «بوفائه لحليفه الجنرال عون».
ودعا القوى المسيحية «الى الاجتماع واختيار إسمَين ولا مانع ان يكون فرنجية من بينهما، وطرحهما على المسلمين»، ولفتَ الى أنّ «هناك قوى مسيحية لا تؤيّده وهي حرّة ولديها أسبابها، لكن لكي يكون رفضها واقعياً يجب ان تطرح بديلا». وكشفَ انّ لجنة تتشاور بين الكتائب و»المردة» تعمل على إعطاء ضمانات مكتوبة.
وتحدّث قزي عن مشاورات بين القوى المسيحية لبلوَرة موقف موحّد، واستبعد ان يكون للّقاء المسيحي مردود ايجابي «إلّا إذا اتّفقنا على الثوابت والقضايا الأساسية والمبدئية»، وقال: «لا يمكن الكتائب و«القوات» و«التيار الحر» وضع فيتو على فرنجية طالما اعترفوا بأنّه ضمن الأقطاب الأربعة الأقوياء، ولكن لا يمكن إلّا ان نطلب ضمانات منه ومن ايّ مرشح من الاربعة او من غيرهم، ودعا فرنجية «الى استباق الجميع وإعلان رؤيته».
وإذ لمّح الى «احتمال حصول اتفاق على رئيس الجمهورية قبل عيد الميلاد»، قال: «لا يظنَنّ أحد أنّه يمكن أن يَفرض علينا رئيساً، لا الدول ولا السفارات ولا الحلفاء ولا المرجعيات الروحية».
باسيل
وكان رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل، وفي تعبير عن التصلّب في رفض التسويّة، قال: «لن نقبلَ إلّا برئيس قوي، وعلينا أن نصمد لأنّه من حقّنا أن نطالب بما هو أكبر». وأكّد «أنّنا أصحاب قضية استعادة دور ولسنا أصحاب عملية إنتاج أدوار مجموعات شهدناها سابقاً وعاش لبنان في ظلّها ظروفاً مأسوية.
لسنا اليوم في صدد إعادة إحياء مجموعة سياسية وإنتاج دورها لتعيدنا إلى الواقع الذي عشناه في السابق. نحن جئنا نستعيد دوراً كاملاً ريادياً متناصفاً، دوراً حقيقياً نستطيع من خلاله إعطاء لبنان معناه ورسالته». وأكد أن مرحلة تقاسم وتوزيع الأدوار التي شهدناها في بعض المجالس لن تقوم، ولن نأخذ الفُتات بل سنكون أصحاب الحصة الشعبية".