22-11-2024 01:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 08-12-2015: مبادرة الرئاسة.. مجمدة

الصحافة اليوم 08-12-2015: مبادرة الرئاسة.. مجمدة

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 08-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الجمود الذي لا يزال يسيطر على أجواء التسوية الرئاسية المطروحة من خلال تمسك كل طرف بمواقفة...


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 08-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الجمود الذي لا يزال يسيطر على أجواء التسوية الرئاسية المطروحة من خلال تمسك كل طرف بمواقفة...

السفير
أولوية قانون الانتخاب ترحّل الرئاسة إلى 2016
«قمة الرابية»: خلط أوراق أم إقفال أبواب؟

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "الكل محرج والكل يراجع خياراته. لم تجد حركتا 8 أو 14 آذار لحظة سياسية أكثر صعوبة وتعقيداً من تلك التي تعيشها في هذه الأيام. من يراقب مواقع التواصل الاجتماعي يتلمّس شيئا من هذه الإحراجات السياسية في هذا البيت الآذاري أو ذاك.

غير أن الطامة الكبرى أن الجميع يحلّل ويبني استنتاجات أو يرسم ملامح خيارات استناداً إلى فرضية تبنّي جزء من «14 آذار» وعواصم دولية وإقليمية خيار ترشيح سليمان فرنجية من دون أن يكون هناك أي إطار رسمي لهذه المبادرة.

إذا كان الأمر «غيبياً»، برغم إصرار المعنيين بالترشيح على تأكيد جدّيته العالية، متى يصبح واقعاً ملموساً، أي متى يبادر رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري على إعلان تبنّيه رسمياً للترشيح لكي يكسبه جدّية تخرجه من حدود المناورة ليصبح أمراً واقعاً أمام الجميع، ولماذا لم يبادر إلى ذلك حتى الآن، وما هي الأسباب التي أدت للتأخير، وهل يمكن حصرها ضمن الحدود وتحديداً ترتيب بيت 14 آذار السياسي، أم أن هناك ما استجدَّ سلباً في الخارج؟

حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كان أهل «بيت الوسط» يتصرفون على أن رئيس «تيار المستقبل» لديه ما يقوله في التوقيت الذي يراه مناسباً وهو لن يكون بعيداً (على الأرجح قبل نهاية الأسبوع الحالي)، وهو يأخذ في الاعتبار إقراره الضمني أنه ربما يكون قد قام بـ «دعسة ناقصة». أقلّه، هذا ما يجاهر به أهل بيته: «كان يجدر به أن «يهندس» المبادرة شكلاً ومضموناً حتى لا يؤذيها ويؤذي نفسه وجمهوره والحلفاء، ومن هنا التريث وأهمية صياغة المبادرة بطريقة تؤدي الى حمايتها مجدداً».

«القوات» تبحث عن حماية ووراثة!
تشمل «الحماية» في الوقت ذاته حلفاء الحريري، وخصوصاً «القوات اللبنانية» التي ناقشت على مدى الأيام الماضية خيارات كانت تصطدم كلها بـ «واقعية» رئيسها سمير جعجع وعدم استعداده للخوض في مغامرات غير محسوبة. طرحت في «القوات» أسئلة كبيرة عن العلاقة مع «المستقبل» ككتلة سياسية وطائفية ومع ظهيرها الخارجي (السعودية). أين أخطأنا وأين أصبنا؟ أين نتحمل المسؤولية وأين يتحملها غيرنا؟

من الواضح أن العقل الاستراتيجي في «القوات» يقارب المسألة الرئاسية والكثير من العناوين السياسية من زاوية مسيحية بالدرجة الأولى، وتحديداً وضع «القوات» على سكة وراثة الحالة العونية بعد ميشال عون. «اعلان النيات» خطوة كبيرة لكن هل يمكن أن تكون هناك خطوات أكبر من نوع تبنّي ترشيح «الجنرال».

حسمت هذه النقطة ووصل الصدى الى الرابية. التبني يتجاوز الشخص الى خياراته منذ عقد من الزمن حتى الآن. هل تكون رسالتنا للمسيحيين أن خيارات ميشال عون الاقليمية (سوريا وايران) والداخلية (تفاهمه مع «حزب الله») كانت في محلها، بينما كانت الخيارات المضادة مخطئة؟

اختارت «القوات» حتى الآن الذهاب الى «المنطقة الآمنة»: أن تنسجم مع خطابها بالذهاب الى اية جلسة رئاسية وأن تصوّت لمرشحها، أي أن تحجب أصواتها الثمانية عن سليمان فرنجية ومحاولة استقطاب «الكتائب» وبعض المستقلين الى الخيار نفسه.

أدركت «القوات» أن خيار ترشيح عون يوازي في مضمونه «حرب الإلغاء». الهدف قطع الطريق على زعيم «تيار المردة» طالما أن وصول «الجنرال» مستحيل ليس بإرادة أحد في الداخل إنما بإرادة خارجية عبّرت عنها دوائر فاعلة في فرنسا والولايات المتحدة أكثر من مرة.. والأهم أن تواصل بث الرسائل الإيجابية باتجاه الجمهور العوني..

بهذا المعنى، صار الثابت الوحيد في سياسة جعجع هو قدرته على التكيّف وتعديل الموقف بما يراعي الخط البياني للوراثة في الشارع المسيحي.

«الكتائب» لا تقفل خياراتها
غير أن حسابات باقي حلفاء «المستقبل» تبدو مختلفة عن «القوات». فـ «الكتائب» حسمت.. ولم تحسم خياراتها وخطوطها مفتوحة بطريقة شبه يومية مع «المردة» ومن غير المستبعد أن تحصل مبادرة من بنشعي باتجاه بكفيا «لملاقاتها في منتصف الطريق»، وتحديداً من فرنجية باتجاه المرشح الرئاسي الرئيس أمين الجميل الذي يلتزم الصمت منذ تسريب خبر ترشيح الزعيم المسيحي الشمالي حتى الآن.

حتى أن بعض رموز مسيحيي «14 آذار» المستقلين، وخصوصاً ممن كان مشكوكا بتصويتهم لمصلحة فرنجية، تجاوبوا مع دعوات «المردة» للحوار، وعقدت لقاءات بالمفرق كانت نتيجة معظمها ايجابية حتى الآن.

فقط قنوات الحوار بين بنشعي ومعراب لا تزال مقفلة، علما أنه قبل فترة قصيرة من لقاء باريس عقد لقاء على مستوى اللجنة الثنائية بين الجانبين كان مضمونه السياسي ايجابياً باعتراف «القوات» و «المردة».

غير أن جعجع الذي أوعز بعدم انعقاد أي اجتماع جديد في هذه المرحلة، ينتظر اشارات تأتيه من الخارج لكي يحصّن موقفه ليس فقط بالاعتراض على فرنجية بل بحصوله على ضمانات خارجية تتعلق بمستقبل حزبه.. في ظل احتمال وصول أحد أبرز خصومه السياسيين مسيحياً الى سدة الرئاسة الأولى بمباركة الراعي الاقليمي والدولي لكل «14 آذار»!

«حزب الله» سيد الصمت!
في المقابل، يسجّل حلفاء فرنجية له أنه لم يخطئ بالاستراتيجيا في أي يوم من الأيام، بل على العكس أثبت في كل محطات ما بعد العام 2005 أنه «حليف استراتيجي فولاذي ولا يربط خياراته بمصلحة سياسية أو شخصية». لا يمنع ذلك من الاستدراك والقول بوجوب عدم الاستعجال وعدم حرق الخيارات والأوراق «طالما أنه جزء عضوي من فريق اقليمي ولبناني لا يخفى على أحد أن موازين القوى تتحرك لمصلحته يوما بعد يوم».

لذلك يصبح صمت الحلفاء وتحديدا قيادة «حزب الله» هو عنوان المرحلة، ولن يكون هناك كلام قبل أن تصبح المبادرة رسمية «حتى يبنى على الشيء مقتضاه».

قانون الانتخاب حجر الزاوية
في هذه الأثناء، يبقي سليمان فرنجية قنواته مفتوحة مع الحريري ومع الكثير من القوى في الداخل. تأتيه أصداء يومية مرحّبة من الداخل والخارج، لكنه يعوّل على زيارته القريبة الى الرابية ليس من زاوية اعطاء علم وخبر بل من زاوية أن يكون «الجنرال» شريكا في الخيارات والتفاهمات وهما المصطلحان اللذان يكثر من استخدامهما العماد ميشال عون في هذه الأيام بديلا للصفقات واحتمالات الصدام والمواجهة.

بهذا المعنى، سيعيد فرنجية تصويب بعض الأمور انطلاقا من الثوابت التي وضعها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عندما بادر وطرح فكرة التسوية على اساس سلة متكاملة تحت سقف اتفاق الطائف.

لم يعد خافياً على أحد أن حجر الزاوية هو قانون الانتخاب، ليس بما يتضمنه من معادلات حسابية بل بوصفه المدخل لإعادة تكوين السلطة. بطبيعة الحال، يريد فرنجية لـ «الممر الإلزامي» في الرابية أن يكون ممراً للتفاهم بين الطرفين بما يحمي ليس مستقبل هذا أو ذاك، بل حماية للخيارات الاستراتيجية ولما أحدثه ميشال عون من اختراق تاريخي في البيئة المسيحية وتحديدا المارونية. الخرق الذي تبدى في آخر صوره في يوم تنصيب جبران باسيل رئيسا لـ «التيار الحر» في مسرح «البلاتيا» في عمق كسروان معقل موارنة جبل لبنان.

يومها، وصل السفير الايراني محمد فتحعلي متأخرا نحو ربع ساعة، وعندما كان يتقدم نحو مقعده في الصفوف الأمامية، انبرت عاصفة تصفيق استمرت طويلا للضيف الآتي متأخرا وذلك على مرأى من كل الحاضرين هناك وبينهم من كان يمثل «دولا عظيمة» ولم يجد من يصفق له أو يتودد اليه في تلك القاعة الفخمة!

لننتظر زيارة فرنجية الى الرابية!
نعم، يوما بعد يوم، يثبت ميشال عون، أنه ظاهرة سياسية غير مسبوقة في الوجدان المسيحي اللبناني. الوقوف إلى جانب المقاومة و «حزب الله». الدفاع عن المقاومة في فلسطين. القناعة الراسخة بالعلاقة مع سوريا. الانفتاح على إيران. هي ظواهر مسيحية موجودة تاريخيا ولكنها لطالما كانت عاجزة أن تستقطب حالات شعبية كبيرة أو أن تعمر طويلا.

يشعر ميشال عون بأن «حرب الإلغاء»، ضده، لبنانيا وخليجيا وغربيا، لم ولن تتوقف في المرحلة المقبلة، بسبب ثباته على خياراته السياسية، وهي خيارات نجح في استقطاب نصف المسيحيين حولها، في ضوء نتائج كل استطلاعات الرأي حتى الآن.

في مواجهة هذه الحرب، هل يشكل ترشيح سليمان فرنجية في اطار سلة متكاملة حماية للخيارات التي يمثلها «الجنرال» أم أن كل حالة غير ميشال عون ستكون حالة عابرة غير راسخة الجذور مارونيا؟

لننتظر الحوار المقبل بين الرجلين، فاما أن يفتح الأبواب على مصراعيها ويخلط الأوراق ويفاجئ الجميع واما أن يستمر «الجنرال» بترشيحه لمنع وصول غيره وعندها يصبح القول أن سليمان فرنجية سيبقى مرشحا وحيدا حتى اشـعار رئاسي آخر.. ولننتظر بعدها، هل سيكون عامل الوقت المفتوح على مصراعيه، عنصرا ايجابيا أم سلبيا، أو بمعنى آخر، هل سيكون للبنان رئيس في العام 2016 «على البارد» أم «بالدماء» كما قالها أحمد الحريري؟


النهار
التسوية في "عناية الكواليس" بلا مواعيد
لقاء المفاتحة الأولى بين عون وفرنجيه غداً

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "لا يزال "التوازن السلبي" الذي يحكم التسوية الرئاسية المطروحة والذي اشارت اليه "النهار" أمس يبسط معادلته على مجمل التحركات والاتصالات بدليل انحسار موجات التسريبات المتصلة بالسيناريوات الزمنية لجلسة انتخابية تفضي الى انتخاب رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية، الامر الذي عكس اتجاها واضحا الى اخضاع مجمل هذه العملية للتهدئة وترك الاتصالات المحمومة الجارية في الكواليس تأخذ مداها في رسم خريطة التوجهات المقبلة. ولعل العامل البارز الذي واكب بداية الاسبوع السياسي الجديد تمثل في اتجاه فريقي "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" الى نزع فتيل التوتر الذي ساد قواعد الفريقين الاساسيين في تحالف 14 آذار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الامر الذي أبرز رغبة مشتركة ومنسقة بينهما في احتواء التداعيات الحادة التي أثارتها الموجات الاولى من مشروع التسوية. كما تبرز في المقابل ملامح حركة بارزة على خط الرابية حيث تفيد المعلومات ان لقاء حواريا أول عقب طرح ترشيح النائب فرنجيه سيعقد غدا على الارجح في الرابية بين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون والنائب فرنجيه. كما علمت "النهار" ان الرئيس أمين الجميل سيقوم اليوم بزيارة العماد عون .

واذ بدا واضحا ان ثمة اتجاها بارزا الى نزع طابع الاستعجال عن مجريات التسوية بعدما أثارت الاجواء المشحونة حولها مزيدا من التعقيدات والتفاعلات السلبية داخل كل من تحالفي 14 آذار و8 آذار، قالت مصادر معنية بالمشاورات الجارية على مختلف الصعد والمستويات السياسية ان أي تكهنات في شأن الجلسة النيابية المحددة في 16 كانون الأول الجاري لانتخاب رئيس الجمهورية لن يعتد بها ما دام مصير التسوية وتداعياتها والاحتمالات التي تترتب عليها قد بات رهن ادخال هذه التسوية الى "غرفة العناية الكثيفة" لدى كل الجهات على ما تؤكد المعطيات الجدية. وتبعا لذلك سيكون من المبكر الجزم بأي نتائج سواء حيال جلسة 16 كانون الاول أو حتى حيال موعد الجلسة التي قد تليها وقت بدأ الكلام عن اتجاهات الى اطلاق وتيرة المشاورات بين مختلف الافرقاء وتوسيعها سعيا اما الى تحصين التسوية بتفاهمات واسعة وعريضة واما الى البحث عن مخارج أخرى. وهو امر لا يعود معه ممكنا التقيد نظريا أو مبدئيا بروزنامة زمنية محددة بوقت ضيق ومواعيد مستعجلة لان الامر سيذهب في اتجاه حوارات ومعالجات معقدة تحتاج الى مزيد من الاستمهال.

وفي هذا السياق نفت مصادر بارزة في كتلة المستقبل لـ"النهار" كل ما بني على ضرب مواعيد مشددة على ان لا مواعيد قبل اكتمال عناصر التسوية "التي لا تزال قيد العمل الجدي وهي ليست مزحة وجميع الاطراف يعملون على انضاجها وهي لا تحتمل التبصير ولا الضرب بالمندل". بيد أن هذه المصادر أوضحت ان ثمة معضلتين تواجهان التسوية هما موقف "حزب الله" مع العماد عون وموقف "المستقبل" مع "القوات اللبنانية". ويندرج في الاطار الثاني طلب "تيار المستقبل" أمس من مناصريه "تجنب الانجرار الى السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا مع جمهور القوات اللبنانية وتفادي التعرض لأي من قيادات 14 آذار". كما ان "القوات" طلبت من محازبيها ومناصريها "عدم التعرض لقيادات 14 آذار وتحديدا الرئيس سعد الحريري".

عون وفرنجيه
واذ أكد مصدر وزاري بارز لـ"النهار" ان لقاء سيجمع غداً العماد عون والنائب فرنجيه في الرابية، أفاد ان هذا اللقاء سيستتبع ببدء "حزب الله" باقناع العماد عون بالتسوية التي وصفها بانها "اكبر من الجميع" مضيفا انها "كأس مرة ايضا ولكن لا بد من تجرعها فالبلد ما عاد يحتمل كما لا بد من تفاهم مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على التعامل معها على الاقل". واذ شدد المصدر على ان الرئيس الحريري لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية قبل تفاهم مع جعجع، تحدث عن تعويل على دور سعودي في تقديم ضمانات اليه تتعلق بمستقبل ادارة البلاد وموقع "القوات" الذي يجب عدم تجاوزه.

وفي سياق التحركات المتصلة بمواقف القوى المسيحية من هذه التسوية، كشف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لـ"المؤسسة اللبنانية للارسال" خلال جولته أمس على قرى مسيحية في طرطوس السورية انه دعا الاقطاب الموارنة الاربعة الى اجتماع في بكركي وانه لا يزال في انتظار الجواب.

ولفتت مصادر وزارية الى أن انعقاد لقاء يضم الأقطاب الموارنة في بكركي بناء على رغبة البطريرك الراعي مرتبط بتحضير اتفاق هؤلاء الاقطاب على بديل من النائب فرنجيه فيما لو تقرر الذهاب الى تبني مرشح آخر, وإذا ما اتفق هؤلاء الاقطاب على بديل يلتزمونه حتى النهاية.

في غضون ذلك، تعقد اللجنة النيابية المكلفة اعداد مشروع لقانون الانتخاب اجتماعها الثاني اليوم في مجلس النواب. وقالت مصادر في اللجنة لـ"النهار" ان أجواء الاجتماع ستعكس مناخ النقاش السياسي الجاري في الموضوع الرئاسي وان الامور تتجه اكثر فاكثر الى ربط قانون الانتخاب بالانتخابات الرئاسية.

خلية الازمة
على صعيد آخر، رأس رئيس الوزراء تمّام سلام أمس اجتماعا لخلية الازمة الوزارية الذي ضم الوزراء سمير مقبل ونهاد المشنوق ووائل ابو فاعور والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم. وعرض المجتمعون "الانجاز الاخير الذي تمثل بتحرير العسكريين الـ 16 الذين كانوا محتجزين لدى احد التنظيمات الارهابية وما تركه من ارتياح على كل المستويات"، معتبرين ان هذه الخطوة "التي اكدت مرجعية الدولة ما كانت لتتم لولا تضافر جميع الجهود الوطنية ولولا صلابة الجانب اللبناني وحنكته في المفاوضات التي أدت الى اطلاق العسكريين بالاضافة الى التعاون الرفيع المستوى بين جميع الاجهزة الامنية"، وأكدوا متابعة الجهود للافراج عن العسكريين التسعة الذين ما زالوا محتجزين.

في سياق آخر لم تبرز بعد ملامح نهاية ملف تصدير النفايات الى الخارج الذي يفترض ان ينجز بعد ايام قليلة كما تفيد المعلومات المتوافرة. وفي انتظار استكمال ملف التصدير تتفاقم ازمة النفايات في مختلف المناطق مع اقتراب الازمة من طي شهرها الخامس.


الأخبار
مبادرة الحريري تتجمّد

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "استعجل الرئيس سعد الحريري إمرار تسوية انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، قبل تمهيد الطرق الداخلية والإقليمية أمامها. مبادرة الحريري تتجمّد، من دون أن تسقط، في ظل تصلّب كل القوى، فيما التصعيد سيّد الموقف بين حزب الله والسعودية التي اتهمها الشيخ نعيم قاسم أمس بخدمة قاطعي الرؤوس.

يوماً بعد آخر، تتضاءل فرص التوصل إلى اتفاق سريع على انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. لكن ذلك لا يعني أن مبادرة الرئيس سعد الحريري التي لا تزال «غير رسمية» باتت بلا حظوظ. تظهّرت مواقف مختلف القوى، حتى تلك التي لا تزال تلتزم الصمت. وفيما كان الحريري والنائب وليد جنبلاط يستعجلان إمرار المبادرة، باتا اليوم أمام واقع يصعب تجاوزه، مبني على قاعدتين: لا يمكن عقد جلسة انتخاب رئاسية بلا غالبية مسيحية؛ ولا يمكن انتخاب رئيس من دون مشاركة حزب الله.

في تيار المستقبل، كانت الأجواء تشير في نهاية الأسبوع إلى أن الحريري سيُحجم عن إعلان تشريح فرنجية، لكي لا يخسر حلفاءه، وأولهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومن دون أن يكسب عائدات التسوية.

أما يوم أمس، فعاد المستقبليون إلى «نغمة» قرب خروج رئيسهم بموقف يُعلن فيه ترشيح رئيس تيار المردة إلى رئاسة الجمهورية. الضغوط على رئيس حزب القوات سمير جعجع لم تؤدّ بعد إلى تليين موقفه. يقول مقرّبون منه إن السعودية أبلغته بأنها اختارت ترشيح فرنجية، «وعليك أن تأخذ هذا الخيار في الحسبان». و»هدّد» جعجع الحريري بخيار ترشيح عون في حال إصرار «الشيخ سعد» على السير في ترشيح النائب الزغرتاوي. لكن رئيس القوات لن يُقدّم لعون ترشيحاً مجانياً، مراهناً على إمكان إسقاط خيار فرنجية، من دون الاضطرار إلى تسليف رئيس تكتل التغيير والإصلاح موقفاً بلا مقابل. وفيما يجمع جعجع كوادر حزبه للتباحث معهم في شأن الخيارات المطروحة أمامه، أكّدت مصادر قواتية لـ»الأخبار» أن محازبين كثراً يطالبون رئيس حزبهم بترشيح عون إلى الرئاسة، على أن يكون هذا الخيار جدياً لا على سبيل المناورة في وجه الحريري. بين حليفي 14 آذار، «توازن رعب» لن يكسره إلا إعلان الحريري ترشيح الرجل الأكثر التصاقاً بخيارات 8 آذار إلى الرئاسة الاولى.

على الضفة الأخرى، تستمر محاولات التواصل بين عون وفرنجية، بعدما طلب الأخير موعداً من الأول. ونفى المكتب الإعلامي لعون ما جرى تداوله عن أن اللقاء بينهما كان سيحصل أمس. وفيما أشارت مصادر سياسية من فريق 8 آذار إلى أن اجتماع الحليفين المتنافسين على الرئاسة قد يحصل اليوم أو غداً، نفت مصادر عون علمها بذلك، من دون أن تنفي إمكان عقد الاجتماع قريباً.

وفي صفوف 8 آذار أيضاً، لا يزال حزب الله «الصامت الأكبر». الصمت هذا أعاده الحزب على مسمع الحزب التقدمي الاشتراكي، في لقاء «دوريّ» بين الوزراء وائل بو فاعور وأكرم شهيب وحسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله ليل أول من أمس. خرج وزيرا «الاشتراكي» من اللقاء بانطباع مفاده أن حزب الله يسعى إلى الحفاظ على فريقه السياسي، عبر فتح خطوط التواصل بين عون وفرنجية، لكنه لن يتعامل مع مبادرة ترشيح رئيس المردة بجدّية قبل تحوّلها إلى إعلان رسمي. كذلك لن يتبنى الحزب هذه المبادرة ليحاول إقناع عون بها.

أما الرئيس نبيه بري، فنقل عنه زواره أمس تشاؤمه من قرب إنجاز التسوية، وخاصة بعدما وصل إلى مسامعه كلام رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الذي شدّد على أن «المضي بمراحل انتخاب المرشحين وإجراء الانتخابات في لبنان ينبغي أن يكون بحيث لا يؤدي إلى اتساع نطاق المشاكل». وهذا التصريح صدر بعدما استقبل لاريجاني المعاون السياسي لبري، الوزير علي حسن خليل في طهران أمس. وغمز لاريجاني من قناة السعودية، من دون أن يسميها، قائلاً إن «هنالك دولاً، ولا سيما في المنطقة تمد الإرهابيين بالسلاح والمعدات»، مؤكداً أن «على هذه الدول الانتباه إلى خطئها وأن لا تؤدي إلى تصعيد حالة الاضطراب الأمني في المنطقة». كذلك زار خليل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الذي تمنى «على كل الأطراف اللبنانية اختيار الشخص الأفضل لمنصب رئاسة الجمهورية وخدمة البلد». وندّد شمخاني بالقرار السعودي القاضي بوقف قناتي الميادين والمنار عن البث عبر قمر «عربسات»، «بسبب عرضهما لحقيقة الإرهاب».

وفي موضوع وقف بث «المنار»، صدر عن حزب الله موقف شديد اللهجة ضد السلطات السعودية، على لسان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي اتهم السعودية بخدمة «قُطاع الرؤوس وقتلة البشر من القاعدة وداعش». وقال الشيخ قاسم: «هل السعودية ضعيفة إلى الحد الذي تخاف فيه من صوت قناة المنار والمقاومة؟ هل حقيقة السعودية مخزية إلى درجة عدم احتمال الصورة التي تعكسها قناة المنار والمقاومة؟ كنا نتمنى أن نرى للسعودية موقفاً مناصراً للشعب الفلسطيني ضد إسرائيل، وأن لا تقتل الشعب اليمني والشعب السوري، وأن لا تعتدي على شعب البحرين، وأن لا تكون أموالها وسياساتها في خدمة قُطاع الرؤوس وقتلة البشر من القاعدة وداعش والنصرة وغيرها. تحية إلى قناة المنار التي ربحت معركة الحرية والكلمة والحقيقة، فلم تخضع للابتزاز والتزوير، وعلا صوتها وشعَّت صورتها نصرة لمقاومة الشعوب للعدوان والاحتلال، وستبقى المنار شعلة المقاومة والحق. كما لا ننسى التحية إلى قناة الميادين التي عوقبت لأنها تنقل الواقع كما هو».

ورأى عدد من السياسيين في القرار السعودي وقف بث «المنار» وفي رد حزب الله مؤشرين إضافيين على صعوبة التوصل إلى تسوية سياسية تنتج انتخاباً لرئيس قريباً. ويُضاف إليهما «اصطفاف أكثرية مسيحية» رافضة لمبادرة الحريري. ولا يبدو أن القوى السياسية، وتحديداً تيار المستقبل، تنتظر جدياً غطاءً من البطريرك الماروني بشارة الراعي لمبادرة انتخاب فرنجية، وخاصة أن الراعي لم يحسم موقفه في هذا الصدد. وبدأت بعض قوى 14 آذار التحريض على الراعي، بعدما انتشرت له صورة وهو يلقي خطاباً في سوريا (زار أول من أمس مدينة طرطوس لسيامة مطران جديد على حلب، وزار اللاذقية أمس) من على منبر تغطيه صورة للرئيس السوري بشار الأسد ببزته العسكرية. كذلك تتحدّث هذه القوى عن عدم وضوح موقف الراعي من اقتراح التسوية الرئاسية، وخاصة بعد حديثه أمس الذي تضمّن اقتراحين: أولاً، دعوته «جميع الكتل السياسية إلى أخذ المبادرة الرئاسية بجدية، خصوصاً أن وراء هذه المبادرة دولاً خارجية»؛ وثانياً، مطالبته «القوى السياسية والمسيحية بالاجتماع على طاولة والتشاور للخروج بقرار وطني داخلي بالشخص الذي يريدون ترشيحه لموقع الرئاسة».


اللواء
تمسُّك عون بترشيحه يفرمل مبادرة تبنِّي فرنجية
إمتعاض في بكركي من عدم تجاوب الأربعة مع الدعوة للإجتماع.. والسراي تطلق خارطة التفاوض مع «داعش»

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "أكدت مصادر سياسية رفيعة لـ«اللواء» ان الاندفاعة الرئاسية تراخت سرعتها، مع مطلع هذا الأسبوع، في ضوء تفاعل التأزم داخل فريقي 8 و14 آذار، وإن كانت قيادات الطرفين تعمل على احتواء تظهير الخلافات، سواء في اللقاءات أو على الشاشات، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما قضت التعليمات المعلنة لمناصري كل من تيّار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» بالابتعاد عن السجالات وتجنب الانجرار بالتعرض لقيادات 14 آذار.

وعلمت «اللواء» ان النائب ميشال عون الذي ما يزال يستقبل في الرابية القيادات السياسية التي تعزيه بوفاة شقيقه الأصغر، ما يزال ايضاً مرشحاً للرئاسة.

وهو يلتقي اليوم تباعاً النائب محمّد الصفدي، والرئيس أمين الجميل عند الظهر، على ان يترأس الاجتماع الأسبوعي لتكتل «الاصلاح والتغيير» عند الثالثة والنصف بعد الظهر، مما يعني ان لا موعد اليوم للنائب سليمان فرنجية في الرابية، بعد ان كان، وفي سابقة إعلامية، أشار المكتب الإعلامي للعماد عون ان لا موعد لزيارة فرنجية أمس، وأن لا إلغاء لأي من المواعيد المقررة، من دون ان يُشير إلى موعد غداً أو في أي وقت آخر.

وكان من أبرز زوّار الرابية أمس، الرئيس نجيب ميقاتي الذي قدم واجب العزاء، وكانت مناسبة جرى فيها التطرق إلى الأوضاع العامة في البلاد.

ووفقاً لقطب سياسي فإن الأجواء المحيطة بالمبادرة الرئاسية تعطي انطباعاً ان لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور لا في جلسة 16 كانون الحالي، ولا قبل نهاية هذه السنة.

وهذه الأجواء المتشائمة في الرابية، لم تكن مشابهة للأجواء في بنشعي، حيث ما يزال الزوار الذين يذهبون للقاء المرشح فرنجية يعودون بانطباع يتضمن المشهد التالي:
1- ان النائب فرنجية لا يزال يُبدي ارتياحاً لمبادرة الرئيس سعد الحريري، ويعتبر ان ترشيحه له جدي ومستمر.
2- ان عودة الرئيس الحريري إلى بيروت قائمة، وقد تكون قريبة لاستكمال المشاورات مع الكتل كافة ومع رؤسائها تمهيداً للاعلان رسمياً عن نتائج هذه المشاورات.
3- ان هذه الاتصالات والمشاورات لا بد ان تأخذ وقتاً، وأن الاتصالات قائمة بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، وأن التعجل قد ينعكس سلباً على الخطوات المدروسة التي يمكن ان تسير المبادرة عليها.
4- ان مبادرة الانقاذ الرئاسية لم تنطلق من فراغ، فهي مبنية على تناغم عربي ودولي، واتفاق سعودي - إيراني ضمني على حماية الاستقرار اللبناني وعدم تعريض البلد للانفجار.

وكان من أبرز زوّار بنشعي أمس وزير الزراعة اكرم شهيب الذي، ولئن كانت زيارته جاءت اساساً لتفقد محمية حرج اهدن، والتي زرع فيها 70 ازرة لمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس «الميدل ايست»، فإن الغداء الذي أقامه النائب فرنجية على شرفه كان مناسبة للتداول في مبادرة الرئيس الحريري التي يدعمها «اللقاء الديمقراطي» الذي ينتمي إليه وزير الزراعة، وأن لا بديل لهذه المبادرة لملء الشغور في الرئاسة الأولى، معرباً عن أمله (أي شهيّب) في أن تصل إلى خواتيمها السعيدة في أقرب وقت (راجع ص2).

بكركي غير مرتاحة
مسيحياً، أعربت أوساط مقرّبة من بكركي عن عدم ارتياحها لتأخر إجابات القادة الموارنة الأربعة، أو على الأقل إجابات كل من الرئيس الجميّل والنائب عون والدكتور سمير جعجع في ما خصّ الدعوة لاجتماع في بكركي لتقريب المواقف من الفرصة المتاحة لإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى والتي وفّرتها مبادرة الرئيس الحريري.

وكان البطريرك بشارة الراعي الذي يعود إلى بكركي الأربعاء من زيارته الراعوية إلى كل من طرطوس واللاذقية، قد دعا «جميع الكتل السياسية إلى أخذ المبادرة الرئاسية بجدية خصوصاً وأن وراء هذه المبادرة دولاً خارجية»، معتبراً انه «على القوى السياسية والمسيحية الاجتماع إلى طاولة والتشاور للخروج بقرار وطني داخلي بالشخص الذي يريدون تشريحه  لموقف الرئاسة»، كاشفاً انه دعا «الاقطاب الموارنة الأربعة إلى اجتماع في بكركي وانه لا يزال في انتظار الجواب».

وفسّرت أوساط على خط المتابعة اليومية استنكاف القادة الثلاثة عن إبداء الاستعداد للمشاركة في اللقاء، بأنه يعبّر عن عدم استعداد هؤلاء لتوفير الغطاء الذي تريده بكركي لترشيح النائب فرنجية، علماً أن جعجع كشف عن رفض مبطّن لهذا الترشيح خلال العشاء السنوي لمصلحة القطاع العام في القوات، حيث أعلن أن «أي خطوة تخدم مشروعنا السياسي نسير بها، والعكس صحيح»، مؤكداً أنه «رغم كل ما يُطرح لن نسير إلا بما نحن مقتنعون به، وفي شكل يخدم قضيتنا والمشروع الذي نؤمن به».

ومع أن جعجع طمأن إلى أنه مهما حصل فـ14 آذار باقية مع أن البعض نعاها منذ الآن»، فإن عضو كتلة «القوات» النائب أنطوان زهرا قال أنه إذا انتخب فرنجية رئيساً فإننا سنعيد النظر في أهداف تحالف 14 آذار، مشيراً إلى أننا ننتظر التوضيحات التي بناء عليها نعلن تأييدها أو رفضنا لفرنجية.

مخطوفو داعش
أما في السراي، فتركز الاهتمام على ثلاثة مواضيع أبرزها، وضع خارطة طريق لإطلاق المفاوضات بشأن استعادة العسكريين التسعة المخطوفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، والمعلومات المتوافرة، لدى خلية الأزمة الوزارية عن استعداد أطراف إقليمية للمساعدة في هذا الملف، فضلاً عن المعلومات عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عن أماكن تواجد هؤلاء العسكريين، بالإضافة إلى معلومات وزير الصحة وائل أبو فاعور التي تلقاها من نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي الذي أجرى اتصالات أو لقاءات مع وسطاء أو قنوات لها علاقة مع تنظيم «داعش».

وتعهدت خلية الأزمة متابعة الجهود في كل الاتجاهات للافراج عن العسكريين التسعة الذين ما زالوا محتجزين، مشيرة إلى ان «الانجاز الوطني الذي تمثل بتحرير العسكريين الـ16 الذين كانوا محتجزين لدى أحد التنظيمات الإرهابية (النصرة) ما كان ليتم لولا تضافر جميع الجهود الوطنية، ولولا صلابة وحنكة الجانب اللبناني في المفاوضات التي أدّت إلى إطلاق سراح العسكريين إضافة إلى التعاون الرفيع المستوى بين جميع الأجهزة الامنية».

إشارة إلى ان جرود عرسال التي تأوي تجمعات ومراكز المسلحين تعرّضت أمس إلى غارات شنّها الطيران الحربي الروسي للمرة الأولى، واستهدف القصف الجوي مناطق وادي الخيل ووادي العويني والزمراني والعجرم على الحدود اللبنانية - السورية.

وقبل اجتماع خلية الأزمة، التقى الرئيس تمام سلام الوزيرين محمّد فنيش وجبران باسيل اللذين نقلا له موقفاً مشتركاً من قضية عقود الخليوي بعد قرار مجلس شورى الدولة برد المناقصات التي أجراها وزير الاتصالات بطرس حرب.

اما الأمر الثالث الذي استحوذ على اهتمام الرئيس سلام فكان بمتابعة قضية النفايات استناداً إلى الأجوبة التي تلقتها السلطات المعنية من الشركات التي أعربت عن استعدادها لترحيل النفايات، وفي ضوء الدراسة التي يعكف عليها الوزير شهيب مع الخبراء البيئيين، سيُصار إلى عقد اجتماع وزاري ربما يعقد اليوم لتقييم أجوبة الشركات واتخاذ الموقف المناسب منها، تمهيداً لعقد الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء.


البناء
لافروف: شروط لقاء نيويورك تصنيف الإرهاب والوفد المعارض وقبول إيران
تركيا تفصل أكراد سورية والعراق... ودعم إيراني للردّ... وحزب العمال يستعدّ
الحريري متردّد في إعلان التسوية... وحزب الله في انتظار ثلاث مراحل

صحيفة البناء كتبت تقول "رغم المحاولات الحثيثة لاسترداد زمام المبادرة من قوى حلف الحرب على سورية بالجملة أو بالمفرّق، بتنسيق وبدون تنسيق، لا زالت المحاولات تُمنى بالفشل، وتتثبّت المبادرة بيد حلفاء سورية. هذا هو المشهد الذي رسمه ديبلوماسي مخضرم، تعليقاً على مبادرة واشنطن الدعوة لنقل اجتماع فيينا إلى نيويورك واستثمار رئاستها لمجلس الأمن لترؤس الاجتماع، بعد الردّ الروسي على المبادرة، وتعليقاً على التموضع العسكري التركي في العراق والردّ العراقي المدعوم إيرانياً، وتعليقاً على تعثر الرئيس سعد الحريري في القيام بالنقلة الثانية من مبادرته التسووية للملفّ الرئاسي اللبناني.

تصرّف وزير الخارجية الأميركي جون كيري باعتبار الكلام الذي قاله عن دور الرئيس السوري بشار الأسد في التسوية السياسية، ثمناً كافياً لوضع اليد على قيادة المسارين المتلازمين للحرب على الإرهاب والحلّ السياسي في سورية وسرقتهما من يد روسيا، فقدّم بمناسبة ترؤس بلاده لمجلس الأمن هذا الشهر مقترحاً بعقد الجلسة المقبلة للدول المشاركة في مسار فيينا في نيويورك ليترأسها ويتولى القيادة من هناك، فكان الردّ الروسي مثلثاً، فموسكو أولاً لا ترى عجلة للقاء مقبل ما لم يتمّ نزع صلاحية تسمية الوفد السوري المعارض من يد أيّ دولة تتفرّد بذلك، كما تفعل السعودية، ويتمّ استرداد الصلاحية للقاء فيينا حيثما يُعقَد، ويكون جاهزاً للقيام بذلك. وثانياً تعتبر موسكو أنّ تصنيف التنظيمات الإرهابية التي تستهدفها الحرب قد طال كثيراً، ولا مبرّر للانتظار أكثر، وأيّ اجتماع مقبل في نيويورك وغيرها يجب أن يحسم هذا الأمر. وثالثاً تصرّ موسكو على عدم التفرّد بتحديد مكان الاجتماع من دون موافقة المشاركين. وفي شأن نيويورك يجب الوقوف على رأي إيران ورؤية رغبتها وقدرتها على قبول المشاركة في لقاء يُعقَد في نيويورك. ولم ينسَ لافروف أنّ يملّح الردّ بكلامه عن ادّعاءات كيري بأنّ كلامه عن دور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية يستند إلى ثقته بموافقة روسيا على تنحّيه بعد نهاية هذه المرحلة، ليكون كلام لافروف من عيار أقلّه اتهام كيري بالكذب وعدم اللياقة وتزوير كلام الرئيس الروسي يُعتَبَر عيباً على وزير خارجية دولة عظمى وخطأ ديبلوماسياً جسيماً.

على الجبهة التركية العراقية، استمرّ الجوّ المتوتر وتواصل التصعيد السياسي بين الحكومتين، على خلفية ما كشفته التقارير العراقية عن حجم التوغل التركي على مجرى نهر دجلة قرب الموصل، بصورة تتيح إقامة منطقة عازلة تفصل أكراد تركيا عن أكراد سورية وكليهما عن أكراد العراق، وهذا الهدف غير المعلن للتموضع الذي ضمّ ثلاثة أفواج تركية وعشرات المدرّعات وعدد من بطاريات المدفعية بذريعة ملفقة هي تدريب البيشمركة ومواطنين متطوّعين من الموصل لقتال «داعش»، تحوّل إلى أزمة إقليمية بسبب ما ينطوي عليه من عبث بالجغرافيا السياسية للمنطقة الأشدّ حساسية في المنطقة الواقعة في قلب مربّع تركي عراقي سوري إيراني، يجعل الصمت عليها تساهلاً مع أمر واقع يغيّر التوازنات ويقلبها، وهذا ما دفع إيران لدعم العراق في الردّ الرادع على هذا الدفرسوار التركي الخطير، ليأتي كلام رئيس الحكومة العراقية ومعه الحشد الشعبي ووزير الدفاع بمستوى التحذير من حالة حرب، بينما يستشعر حزب العمال الكردستاني خطورة الخطوة وتتحدّث مصادره عن الاستعداد لقطع الطريق على عملية إقامة منطقة عازلة تقطع أوصال أكراد سورية والعراق وتركيا.

في لبنان، بعدما جاءت الحصيلة الوحيدة الناجمة عن ترشيح النائب سليمان فرنجية من قبل الرئيس سعد الحريري، كمرشح تسوية جدّي، هي حصر الرئاسة بمرشحين من حلفاء المقاومة وسورية، هما العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، وإسقاط مشروع الرئيس الوسطي إلى غير رجعة، وبالتالي صبّ الماء في طاحونة حزب الله كقوة محورية في الثامن من آذار تختصر تحالف سورية والمقاومة، وتثبيت رصيد إضافي في حسابه، صار الاستحقاق الرئاسي عاجلاً أم آجلاً محكوماً بوصول أحد حليفَي حزب الله الرئيسيّين، بينما ظهرت الآثار الجانبية للترشيح في حلف الحريري الذي تصدّع تحت تأثير الصدمة، وصارت العين على ثنائية الحريري وسمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، ضمن معادلة: هل يتردّد الحريري في إعلان الترشيح، مراعاة لحلفائه المسيحيين الذين أربكهم الترشيح وأصاب قواعدهم بالاهتزاز، وفي هذه الحالة يضع الحريري نقطة في رصيد حزب الله الذي بقي هادئاً منتظراً إعلان الترشيح ليبني عليه، أم يكمل الحريري مهمّته ويعلن الترشيح فيقف حلفاؤه في وجهه ويفضلون السير بالعماد عون حفظاً لماء وجههم المسيحي فيضعون نقطة في رصيد حزب الله الذي يتبنّى ترشيح عون والذي سيكون عندها سهلاً على فرنجية تبنّي ترشيحه تحت عنوان الإجماع المسيحي، أم ينضبط الحلفاء المسيحيون للحريري بقراره رغم امتعاضهم، وفي هذه الحالة يصير سهلاً على عون السير بفرنجية ضمن سلة التفاهمات التي تصير استحقاقاً يبحثانه ويضعانه معاً على طاولة التفاوض، وفي هذه الحالة يضع الحريري وحلفاؤه المسيحيون نقطتين في رصيد حزب الله، واحدة بوصول رئيس من كنفه وثانية بسلة تفاهمات تحفظ تماسك حليفيه المسيحيّين.

.. ألا تؤدي الانتخابات لاتساع المشاكل
لا تزال البلاد منشغلة بالتسوية الرئاسية وترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لسدة الرئاسية، فيما لا يزال حزب الله يتريَّت في اتخاذ أي موقف من طرح الرئيس سعد الحريري بانتظار أن يعلن الأخير تبني فرنجية رسمياً.

وبرز أمس موقف إيراني لافت، حيث أشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني إلى أن المضي بمراحل انتخاب المرشحين وإجراء الانتخابات في لبنان ينبغي أن يكون بحيث لا يؤدي إلى اتساع نطاق المشاكل. وأكد خلال استقباله وزير المال علي حسن خليل أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون داعمة للبنان على الدوام وتعتبر أن من واجبها الدفاع عن لبنان أمام الكيان الصهيوني.

وشدّدت مصادر في 8 آذار لـ«البناء» على أن «العماد ميشال عون لا يزال مرشح حزب الله للرئاسة حتى الآن، ولن يعلن موقفاً من التسوية المطروحة قبل إعلان الرئيس سعد الحريري و14 آذار رسمياً ترشيح الوزير فرنجية وأنّه لن يسير بالتسوية قبل موافقة عون». وأوضحت المصادر «أنه عند إعلان الحريري الترشيح رسمياً سيعلن حزب الله تأييده لفرنجية، لكن بعد موافقة العماد عون وسيطلب حزب الله من فرنجية الاتفاق مع عون والوقوف عند مطالبه في تسوية السلة المتكاملة».

إلى ذلك، لم تحصل زيارة فرنجية إلى الرابية أمس، إلا أن مصادر مطلعة رجّحت لـ«البناء» أن تحصل الزيارة خلال الساعات 48 المقبلة»، متوقعة أن لا يتضمّن البيان الذي سيصدر اليوم عقب اجتماع التكتل أي إشارة إلى التسوية على غرار مواقف مسؤولي حزب الله، بخاصة أن الطرفين يلتزمان الصمت بانتظار أن يعلن الحريري رسمياً الترشيح ليبنى على الشيء مقتضاه». وتحضر التسوية الرئاسية في اللقاء الذي سيجمع الجنرال عون بالرئيس أمين الجميل اليوم في الرابية.

وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ«البناء» أن قرار وتوقيت عودة الرئيس الحريري إلى لبنان يعود له. وأشارت إلى أنه إذا نضجت التسوية الرئاسية ولمس قبولاً لدى الفريق الآخر بالسير بها وحددت جلسة للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس، سيحضر الحريري إلى بيروت ويشارك وكتلته النيابية في عملية الانتخاب الذي نتمنى أن تكون في السادس عشر من الحالي.

ودعا البطريرك الماروني بشارة الراعي «جميع الكتل السياسية إلى أخذ المبادرة الرئاسية بجدية، خصوصاً أن وراء هذه المبادرة دولاً خارجية»، معتبراً أنه «على القوى السياسية والمسيحية الاجتماع على طاولة والتشاور للخروج بقرار وطني داخلي بالشخص الذي يريدون ترشيحه لموقع الرئاسة». هذا ولا يزال البطريرك الراعي ينتظر جواب الأقطاب الموارنة الأربعة في لبنان على دعوته إلى اجتماع في بكركي.

هل يخرج جعجع عن طَوْع السعودية
ودعت مصادر مطلعة لانتظار موقف رئيس حزب القوات سمير جعجع إن كان سيخرج عن طوع السعودية وسيعلن ترشيح الجنرال عون، مشيرة في حديث لـ«البناء» إلى «أن طرح الحريري جدي، لكن كل مكوّن من المكوّنات المسيحية يريد أن يحافظ على حصته من «تقاسم الجبنة»، بمعنى الحصول على ضمانات أن تكون له حصة وازنة داخل الحكومة وفي التعيينات وقيادة الجيش وفي النفط والغاز وملء الشواغر في الإدارات العامة».

أكد حزب الكتائب في بيان إثر اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، في «المداولات الرئاسية الحاصلة، أنه يبني مواقفه على المشروع الذي يعلنه المرشحون، وليس على شخص المرشح شرط أن تكون الرؤية شاملة للمبادئ الوطنية والتوافق الذي ينسجم مع مبادئ الحزب وسياسته».

لا ثقة بين القوات وتيار المستقبل
وبعد أزمة اللاثقة بين القوات وتيار المستقبل التي عززتها جدية طرح الحريري لفرنجية كمرشح للرئاسة، وتخوين جمهور القوات على مواقع التواصل الاجتماعي للرئيس سعد الحريري، بسبب تخلّيه عن ترشيح جعجع، حذرت كل من الأمانة العامة للقوات اللبنانية وتيار المستقبل، في خطوة لافتة، مناصريهما من التعرض لقيادات فريق الرابع عشر من آذار عبر تعليقات على حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

لجنة قانون الانتخاب تجتمع اليوم
وتعقد لجنة إعداد قانون الانتخاب اجتماعاً اليوم في ساحة النجمة، برئاسة منسق اللجنة النائب جورج عدوان، بعدما وضعت اللجنة الأسبوع الماضي في اجتماعها الأول آلية عملها، وتشاورت في الصيغ والمشاريع لإيجاد قواسم مشتركة ما بين الأفكار والطروحات الانتخابية. وعلمت «البناء» أن النقاش سيكون مفتوحاً مع تركيز النواب على القانون المختلط.

الحوار الثنائي الاثنين المقبل
وعشية مرور عام على الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل في 16 من كانون الأول الماضي، تُعقد الجولة الثانية والعشرين بين وفدي حزب الله وتيار المستقبل، وبحضور المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن الخليل، الاثنين في 14 الجاري، لاستكمال البحث في الاستحقاق الرئاسي ومحاولة تذليل العقبات من أمام التسوية التي طرحها الرئيس سعد الحريري.

«خلية الأزمة»: مرجعية الدولة
إلى ذلك، ترأس رئيس الحكومة تمام سلام اجتماعاً لخلية الأزمة الوزارية، وعرض المجتمعون «الإنجاز الوطني الأخير الذي تمثل بتحرير العسكريين 16 الذين كانوا محتجزين لدى أحد التنظيمات الإرهابية، وما تركه هذا الإنجاز من ارتياح على كل المستويات»، معتبرين أن «هذه الخطوة التي أكدت مرجعية الدولة في كل ما يمسّ شؤون لبنان واللبنانيين، ما كانت لتتم لولا تضافر جميع الجهود الوطنية، ولولا صلابة وحنكة الجانب اللبناني في المفاوضات التي أدت إلى إطلاق سراح العسكريين، إضافة إلى التعاون الرفيع المستوى بين جميع الأجهزة الأمنية». وأكدوا «متابعة الجهود في كل الاتجاهات للإفراج عن العسكريين التسعة الذين ما زالوا محتجزين».