اشتريت في ذلك الوقت ستلايت خصيصاً لمتابعتها وتعرضت لسوء فهم، وبما أني طالب علوم شرعية وخطيب الجمعة أحياناً فالعتاب أشد والشائعات أقسى
حميد رزق*
اشتريت في ذلك الوقت ستلايت خصيصاً لمتابعتها وتعرضت لسوء فهم، وبما أني طالب علوم شرعية وخطيب الجمعة أحياناً فالعتاب أشد والشائعات أقسى ولاقت ألسنة المتربصين الكثير من المبررات لإطلاق العنان للشائعات والغمز واللمز (النظرة الشعبية إلى الستالايت).
لم يكن يدرك البعض ما جرى ويجري في لبنان ومن وماذا تمثل قناة المنار خاصة بعد تحرير الجنوب فالوعي الشعبي ازاء الستالايت عموماً ارتبط بما هو مشهور عن الاعلام كونه أداة هدم لا بناء.
كنت أعيش عالماً آخر كمن انتقل من منزله إلى لبنان. برامج المنار في مختلف المجالات شكلت بالنسبة لي مدرسة فاكتشفت قوم يتحركون على الضد من نظرية الهزيمة العميقة التي عمل الاعلام العربي على توطينها في وعينا وتمكنت مع المنار من الخروج من دائرة الفهم الضيق للدين من خلال تكريس قاعدة إما التدين الذي يعني الانغلاق والخوف من تكنلوجيا العصر أو الميوعة على شاكلة روتانا وغيرها .
كان للمنار منذ انطلاقتها تاثير كبير في وعي وثقافة الشارع العربي ولم يكن اليمن استثناء من ذلك.. وليس من قبيل الصدفة أن السيد حسين بدر الدين الحوثي كان متابعاً للمنار وأشاد بدورها في مقارعة الكيان الصهيوني بشجاعة ومهارة.
المهم وحتى لا أطيل عليكم كنت اتلقى سهام النقد واعود لاعتكف واعزي نفسي بمتابعة ممتعة ومفيده لبرامج المنار وكانت ذروة السعادة والفائدة حين يطل امين عام حزب الله في كلمة وبحق كانت نسبة 90 في المائة من الفائدة في الفهم السياسي يستفيدها المتابع من السيد حسن نصر الله وخطاباته اسلوبه في مقاربة القضايا وطريقته المنهجية في قراءة التطورات .. شجاعته قصة لحالها .. فصاحته مدرسة بحد ذاتها .. صوته وقسمات وجهه وحركاته كلها كانت وما زالت ترسم وعيا ..
كادر قناة المنار أيضاً حتى على مستوى الشكل والملبس والهيئة كان وما يزال مدرسة جمع بين الالتزام والجمال المعبر عن قضية وانتماء وبالاضافة الى الرصيد السياسي المقاوم تعرف المتابع العربي من خلال المنار على أبرز الكتاب والمفكرين والباحثين وبدلا عن متابعة القنوات الرسمية التي لا هم لها سوى برامج التسطيح وتزييف القناعات توفر للمواطن العربي من خلال شاشة المنار البديل الجاد الذي يقرأ مختلف الاحداث بعين الانتماء الحقيقي للعروبة والاسلام.
بعد السرد السابق أصل إلى الهدف من الاطالة وهو التضامن مع قناة المنار التي تتعرض لحملة سعودية ظالمة بسبب موقفها الرافض للعدوان على اليمن والمساند للقضايا العربية والاسلامية من المحيط الى الخليج.
*إعلامي يمني