23-11-2024 02:08 AM بتوقيت القدس المحتلة

لماذا دعت قطر هيئة التنسيق السورية المعارضة إلى الدوحة وماذا حصل هناك؟

لماذا دعت قطر هيئة التنسيق السورية المعارضة إلى الدوحة وماذا حصل هناك؟

لم تكن مشيخة قطر على استعداد لسماع اسم هيئة سورية معارضة غير المجلس الوطني السوري الذي أنشأته بالتعاون مع تركيا وفرنسا


لم تكن مشيخة قطر على استعداد لسماع اسم هيئة سورية معارضة غير المجلس الوطني السوري الذي أنشأته بالتعاون مع تركيا وفرنسا من مجموعات هجينة من المعارضة السورية لم تجتمع يوما كما اجتمعت هذه الأيام بفضل المال القطري والوعود السياسية الغربية والتركية والخليجية بالفرصة الذهبية لإسقاط النظام في دمشق.

وقد اتخذت المشيخة، سياسيا وإعلاميا، موقفا معاديا حتى التخوين لهيئة التنسيق الوطني، وبرز ذلك في الحملة الإعلامية التي شنتها قناة الجزيرة على الهيئة وبيانات التنديد بها وبشخصياتها فضلا عن المقاطعة الإعلامية من قبل قناة الجزيرة لرموز الهيئة الذين لم يسمح لبعضهم بالظهور على قناة إمارة قطر خلال ثمانية أشهر منصرمة، هي عمر الأزمة الحالية التي تمر بها الجمهورية العربية السورية.

ويعود هذا الموقف القطري من الهيئة إلى كونها تضم كبار الشخصيات السورية المعارضة تاريخيا وهي ترفض بشكل قاطع التدخل الخارجي على الطريقة الليبية الذي تسعى إليه قطر بالتحالف مع فرنسا وتركيا، ما جعل الهيئة عقبة أساسية في وجه السياسة القطرية. وقد أعطت الهيئة حججا كبيرة لروسيا لرفض المشاريع الغربية في مجلس الأمن فضلا عن أن المسؤولين الروس استضافوا شخصيات من الهيئة قبل استضافة برهان غليون ومن معه بأكثر من شهرين.

وقد زاد من حدة العداء القطري للهيئة العلاقات غير الجيدة بين بعض رموز الهيئة والأميرة موزة زوجة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني. ويعود هذا الخلاف إلى سنوات مضت وفي أكثر من مرحلة منها اللجنة الدولية لإغلاق سجن غوانتانامو حيث حاولت قطر عبر الأميرة إنشاء لجنة تبتلع اللجنة المذكورة وفشلت. وأتت الحرب على غزة لتعزز الخلاف عندما حاولت الأميرة مرة أخرى ابتلاع اللجنة الدولية لمحاسبة مجرمي الحرب في غزة عبر إنشاء لجنة موازية، وقد دعت يومها اللجنة للانضمام تحت لوائها ونجحت بشراء احد كبار محامي هذه اللجنة الدولية قبل أن ينقلب ويترك قطر. ومن ثم يتهم القطريون شخصيات في الهيئة بتحريض الفرنسي (روبير مينار) الرئيس السابق لمنظمة صحافيين بلا حدود على دولة قطر بعد أن أنشأ له القطريون اللجنة الدولية للدفاع عن الصحفيين، فالرجل، وبعد أن أخذ الأموال، انقلب على القطريين وعاد إلى فرنسا ليروي عن ديكتاتورية حكام قطر وعدم احترامهم للإنسان وعن اعتقادهم بالقدرة على شراء البشرية جمعاء عبر أموالهم الوفيرة. وفي هذه القضية بالتحديد يتهم القطريون شخصيات منضوية حاليا في هيئة التنسيق السورية المعارضة بالوقوف يومها وراء كلام (روبير مينار).

حسابات الحقل القطري لم تنطبق على حسابات البيدر السوري. فبعد أن ثبت فشل المجلس الوطني في استقطاب كافة أطياف المعارضة رغم الدعم الدولي والخليجي له، وبعد الموقف الروسي الحاد من المجلس والكلام الذي سرّب عن عدم رضا موسكو عن رئيس المجلس بسبب ارتهاناته الفرنسية، اضطرت قطر إلى الاتصال بهيئة التنسيق "بناء على نصيحة مباشرة من عزمي بشارة ومن نبيل العربي" حسب مصادر في المعارضة السورية.

وقد أتت الدعوة القطرية للهيئة ممثلة بشخصيات من الداخل السوري والمقيمين في الخارج أثناء تواجد هذه الشخصيات في القاهرة وبعد الاعتداء الذي تعرضوا له من قبل مناصرين للمجلس الوطني أمام مقر الجامعة العربية والذي انعكس سلبا على صورة المجلس وعلى القيمين الخليجيين والدوليين عليه. وكان برنامج الدعوة يشمل لقاء مع ولي العهد، غير أن الوفد الزائر استبقي  لعقد لقاءات مع شخصيات أخرى في قطر لم تفصح مصادرنا عن هويتها، ولكن يعتقد أنها الأمير. وقد أبلغ المسؤولون في قطر الوفد السوري أنهم يطمحون في هذه المرحلة لتوحيد صفوف المعارضة السورية تحت لواء المجلس الوطني من اجل نجاح المسعى الدولي في تقوية الضغط على سورية حتى يتنحى الرئيس بشار الأسد أو يتم الاستعانة بمجلس الأمن لتنفيذ هذه المهمة. وأبلغ القطريون ضيوفهم أن هذه فرصتكم للتخلص من النظام التي لن تتكرر لوقت طويل. وحسب المعلومات التي تسرّبت، فقد فوجئ بعض أعضاء الوفد السوري أن عروضا مالية قدمت للبعض الآخر للانسحاب من الهيئة غير أن هذا الأمر لم ينجح، كما أن وفد الهيئة أصر على أن لا يكون المجلس هو الوصي على المعارضة.

وتقول مصادرنا إن الهيئة أعدت لائحة شروط أشبه بورقة عمل سوف تعرضها على المجلس خلال الحوار بين أطياف المعارضة السورية، الذي دعت إليه الجامعة العربية في القاهرة. وتضيف مصادرنا أن اجتماعات غير رسمية عقدت خلال اليومين الماضيين بين أعضاء الهيئة المتواجدين في القاهرة حاليا وبسمة قضماني، من المجلس الوطني، بسبب وجود برهان غليون في موسكو، نوقش خلالها كيفية تقريب وجهات النظر بين الطرفين، غير أن الموقف الروسي الرافض لشرط تنحي الرئيس الأسد قبل المفاوضات أعطى الهيئة دفعا قويا للتشبث بشروطها بعد أن تبين عدم جدوى الدعم الغربي للمجلس في جعله في المقدمة، وبعد أن تناهي لسمع الجميع أن مفكراً عربياً معروفاً نصح القطريين باستبدال برهان غليون بعد أن فشل في جمع المعارضة السورية ولمّ شملها.