تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 10-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها اللقاء الذي انعقد، أمس، بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 10-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها اللقاء الذي انعقد، أمس، بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية...
السفير
«التيار الحر» يتمسك بمعادلة «عون أولاً.. فرنجية ثانياً»
«قمة الرابية»: ثبات في المواقف ولا التزامات
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "ميشال عون وسليمان فرنجية.. وجهاً لوجه، أم جنباً الى جنب؟
يحتمل اللقاء الذي انعقد، أمس، بين الرجلين في الرابية التفسيرين، في انتظار الجواب اليقين الذي يبدو مؤجلا، حتى إشعار آخر، على قاعدة أن الأمور في خواتيمها.
بهذا المعنى، فإن قمة الرابية، أمس، كانت بداية مسار، لا نهايته، وبالتالي فإن «الرئيس» مؤجل، ومبادرة سعد الحريري انتظمت ضمن حجمها الطبيعي بعد فورة التسريب، وما تلاها من قوة عصف.
لقد دارت الرئاسة دورة كاملة في الخارج.. وعادت الى المربع المسيحي، الممتد ما بين بنشعي والرابية، باعتباره ممراً إلزامياً لرئيس الجمهورية المقبل، وهي المعادلة التي عكسها الرئيس نبيه بري بتأكيده خلال لقاء الاربعاء النيابي ان أفضل سيناريو رئاسي يكمن في التفاهم بين رئيسي «التيار الوطني الحر» و«المردة».
أما فرنجية فلم يكن بحاجة أصلاً الى إقناعه بالأسبقية الرئاسية لعون، وهو الذي استمر في طرحها، حتى ما بعد لقاء باريس، وصولا الى اجتماع أمس في الرابية، حيث شدد مجددا على انه سيستمر بدعم خيار الجنرال وإعطائه الأولوية، إذا كان لديه حظ، «أما إذا تبين أن الأبواب موصدة كليا أمامك، فأنا أكون في هذه الحال مرشحاً طبيعياً.. المهم أن يربح الخط في نهاية المطاف».
لكن السؤال الذي لا يزال رئيس «المردة» يبحث عن رد مقنع عليه هو: الى متى يصح الانتظار الذي مضى عليه حتى الآن قرابة سنة ونصف السنة.. وماذا لو خسر عون رهانه في ظل الفيتو المحكم عليه، وضاعت فرصة فرنجية في آن واحد؟
يدرك رئيس «المردة» أن الحسابات يجب أن تكون دقيقة، وأن خيطاً رفيعاً يفصل بين الإنجاز والانتحار.
وإذا كان فرنجية يعتقد أن الحكمة تقتضي الإسراع، لا التسرع، في التقاط الفرصة بالتوافق مع عون، قبل فوات الأوان، إلا ان الأكيد انه ليس واردا لديه، عملا بالحكمة ذاتها، أن يقبل بانتخابه من دون موافقة الجنرال و«حزب الله» معا، حتى لو تأمن النصاب الدستوري.
في كل الحالات، ترك رئيس تيار «المردة» مجالا أمام التأويل والاجتهاد، لـ «هواة النوع»، بعدما قرر أن يلجأ الى الصمت الذي يفتح الباب أمام كل الاحتمالات، رافضا الإدلاء بأي تصريح بعد انتهاء اجتماعه مع الجنرال.
ويؤكد العارفون ان لقاء عون ـ فرنجية لن يكون معزولا في الزمان والمكان، وأن للبحث صلة، خصوصا أن مدة اللقاء القصير التي لم تتجاوز الساعة توحي بأن ما حصل أمس هو التأسيس للنقاش الرئاسي، وليس حسماً له، فالخيارات المطروحة حساسة ومصيرية، وتتطلب إبقاء خطوط التشاور مفتوحة.
ووفق المعلومات، غاص الاجتماع «المفيد» في التسوية المقترحة، سعياً الى إنتاج مقاربة مشتركة لها، وقد حضرت خلال النقاش كل «الهواجس» الرئاسية المتبادلة، فيما ركز الجنرال على مفهومه للسلة المتكاملة، على قاعدة أنه يجب عدم اختزال التسوية بكرسي الرئاسة، وإن كانت حيوية، بل ينبغي ان تكون جزءا من كل، يتضمن قانون الانتخاب والحكومة العتيدة والشراكة الوطنية الفعلية.
وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«السفير» إن عون وفرنجية أكدا حرصهما على حماية علاقتهما السياسية وتثبيت المكتسبات التي تحققت مؤخرا، بعدما أقر الفريق الآخر، عبر مبادرة الحريري، بأمرين جوهريين: الاول، ان رئيس الجمهورية المقبل آت من صفوف تحالف «عون ـ 8 آذار»، والثاني انه يجب ان يكون صاحب صفة تمثيلية على المستوى المسيحي.
وأشارت المصادر الى ان الجانبين اعتبرا أنه يجب البناء على ما تحقق حتى الآن وتحصينه عبر الادارة الجيدة للمعركة، من خلال تحقيق نوع من التكامل بين ترشيحي عون وفرنجية، بدل التنافس، وذلك على قاعدة ان الاولوية تبقى للجنرال ما دامت هناك فرصة لانتخابه، فإذا انتفت وتأكد سقوطها يرشح عون، لا الحريري، رئيس «المردة».
في المقابل، أبلغت أوساط سياسية مطلعة «السفير» ان لقاء الرابية كان صريحا، لكن من دون التزامات مسبقة، ومع ثبات كل طرف على موقفه، فيما عُلم أن فرنجية أسهب في الحديث، عارضا تفاصيل المبادرة التي تطرحه مرشحا رئاسيا منذ لقائه الحريري في باريس.
ولوحظ ان مقدمة نشرة أخبار «أو تي في» مساء أمس ذهبت بعيدا في تعميم أجواء إيجابية، مؤكدة أن اللقاء كان جيداً جداً، وجرى خلاله تأكيد صلابة الحلف بين عون وفرنجية، وبقاء كل منهما إلى جانب الآخر في كل المراحل.
وأشارت الى أن فرنجية أكد أنه باق على مواقفه السابقة والمعروفة، لجهة دعمه المعلن لعون، فيما أبدى الجنرال حرصه الكامل على موقع فرنجية والعلاقة التحالفية معه.
الى ذلك، سُجل أمس لقاء بين البطريرك الماروني بشارة الراعي العائد من سوريا، وأمين سر «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان الذي أكد لـ «السفير» ان الزيارة تندرج في إطار التواصل الدائم مع البطريرك، موضحا انها تهدف الى الوقوف عند آخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخل مرحلة الاتصالات المسيحية - المسيحية، وهذا ما يشجعه البطريرك.
النهار
خلوة الرابية: بيت 8 آذار بمرشحَين
جرعة أميركية للتسوية: حان وقت الانتخاب
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "لا تبدو الحصيلة الجدية البعيدة من مجاملات "الاحلاف السياسية" لخلوة الرابية امس بين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون والحليف – الند رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه عامل دفع حقيقياً نحو تسوية لمأزق التسوية التي رشّحت فرنجيه لرئاسة الجمهورية. ذلك ان لقاء الرابية الذي بالكاد شكل تذويباً لجليد العلاقة المتوترة بين الجانبين وإن يكن ساده كلام على استمرار التحالف ضمن خط سياسي واحد، شكل في المقابل واقعاً من شأنه ان يفاقم تعقيدات المأزق الناشئ عن ترشيح فرنجيه من جانب أحادي يتمثل في تكريس ازدواجية المرشحين داخل تحالف 8 آذار مع ما يعنيه ذلك من إضعاف لفرص كليهما. إذ تفيد المعلومات المتوافرة لدى "النهار" عن اللقاء، على رغم ستار الكتمان الذي أحيط به وخصوصاً من جانب فرنجيه وأوساطه، ان أجواء الانفتاح على الحوار والتهدئة بين القطبين الحليفين لم تنعكس تبديلاً في أي من موقفيهما من التسوية الرئاسية وآفاقها، فلا العماد عون أعطى أي انطباع أو أبدى أي استعداد للتراجع عن ترشّحه عقب استماعه الى عرض فرنجيه لظروف التسوية التي عقدها مع الرئيس سعد الحريري، ولا رئيس "تيار المردة" أوحى الى عون بأنه في وارد التسليم باحتراق مبكر لفرصته بل انه أدرج زيارته للرابية في اطار الانفتاح الذي يسعى من خلاله الى تبديد الهواجس ومعالجتها وخصوصاً لدى الحلفاء ولكن من دون التسليم لمنطق رفضها لمجرد طرحه مرشحاً يحظى بفرصة متقدمة لم تتوافر لسواه. وبذلك توضح المعطيات ان الخلوة قد تكون كرست طرح مرشحين اساسيين لدى قوى 8 آذار ما دام الموقف الحاسم والمفصلي لـ"حزب الله" طي الغموض والصمت حيال الخيار بينهما. واذا كان مجمل المعلومات التي تنسب الى الحزب أنه لا يزال متمسكاً بترشيح عون، فان الرئيس الحريري وفريقه لا يزالان ينتظران بلورة موقف الحزب الواضح قبل الاقدام على أي خطوة جديدة، علماً ان لملمة تداعيات التسوية تشمل، الى موضوع موقف "حزب الله"، معالجة مواقف القوى المسيحية أيضاً وهو الأمر الذي وضع تحت العناية المركزة منذ أيام.
وفيما لزم فرنجيه الصمت بعد لقائه عون الذي استمر زهاء ساعة، كما لزمت أوساطه الكتمان، حرصت الاوساط القريبة من الرابية على القول لـ"النهار" أن أجواء اللقاء كانت ايجابية وتخللها تأكيد الحلف بين القطبين وان الدعم قائم ودائم للعماد عون ما دام مرشحاً. وأشارت الى ان عون أبدى حرصه على فرنجيه ضمن التحالف كما تصارحا بمسار الامور والحؤول دون افتعال شرخ بينهما.
وصرح رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الذي شارك في اللقاء لـ"النهار" بأن "سليمان فرنجيه صديق وحليف ولن يستطيع أحد بكل محاولاته أن يخرّب العلاقة بيننا عبر كلام مغلوط، لا بل بالعكس الكلام بيننا فيه دائماً صدق والتزام، وما حصل هو ربح لفريقنا ويعزّز الخط الاستراتيجي، ولن ندع أي خسارة تطاله بل ربح صافٍ نزيد عليه تباعاً".
غير أن مصادر سياسية أخرى مواكبة للقاء قالت إن فرنجيه فوجئ بأن سمع جواباً عن طلبه تأييد ترشيحه بقول عون له إنه يريد منه الإستمرار في تأييده، داعياً إياه الى عدم إحداث شرخ في الخط الاستراتيجي وكذلك عدم الوقوع في فخ المناورة التي دبّرت، خصوصاً أن حليفيه "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" غير مؤيّدين لترشيحه وعندئذ مع من سيحكم؟ وشرح عون لفرنجيه أنه لا ينوي الانسحاب من السباق الرئاسي وأن حظوظه باتت مكتملة. ورد فرنجيه بأن تأييد الفريق الآخر لترشيحه لم يكن مناورة وأن الامر جديّ، فرد عون بالقول بأنه، أي فرنجيه، لا يستطيع أن يحكم مع الحريري وحده.
وتحدثت المصادر عن تدخل جهة حزبية، والمقصود "حزب الله"، لتأمين انعقاد لقاء الرابية بعد مؤشرات لعدم حصوله مما يعني أن الجهة الوسيطة هذه قادرة على أن تمون على عون وفرنجيه معاً، لتخلص المصادر إلى أن الحريص على انعقاد اللقاء حريص أيضاً على استمرار التسوية. ولم تستبعد لقاء قريباً لفرنجيه والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
ورجحت المصادر ألا يتأخر الرئيس الحريري في العودة إلى لبنان من أجل استكمال التسوية خلافاً لانطباعات مناقضة أشاعها بعض السياسيين. ويدعم مسعى الحريري المتجدد النائب وليد جنبلاط، في حين لوحظ تريث الرئيس نبيه بري لتفضيله انتظار وضوح الصورة في ضوء معطيات عن عدم استعداد "حزب الله" حتى اليوم للتراجع عن تأييد ترشيح عون.
"القوات" تتابع بدقة
وقال نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لـ"النهار" إن "القوات تتابع الوضع بكل دقة مع جميع المعنيين وستتفاعل مع كل تطور في حينه". وأضاف: "نسعى على الدوام إلى تسوية حول مشروع ينقذ لبنان ويكون تحت الدستور والقانون ويؤمن الاستقرار بإبعاد بلادنا عن سياسة المحاور والتدخل في شؤون الآخرين".
جونز في بكركي
في غضون ذلك، بدا القائم بأعمال السفارة الاميركية السفير ريتشارد جونز مثابرا في الدعوة الى اغتنام فرصة التسوية لانتخاب رئيس للجمهورية. واعتبر عقب لقائه امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه "حان وقت إجراء الانتخابات الرئاسية ولا يجوز وضع عراقيل على طريق هذه العملية". واسترعى الانتباه ايضا قوله: "نحن نعتقد أنه يجري العمل على تسوية منطقية، فاذا لم يتم القبول بها فاننا نأمل من الاطراف اللبنانيين ان يعملوا جميعا على تسوية تأتي برئيس للجمهورية في أقرب وقت".
جرود عرسال
في غضون ذلك، عادت الحماوة في شكل لافت الى محاور القتال على السلسلة الشرقية لجبال لبنان من جهة جرود عرسال حيث يقصف الجيش يوميا تحركات المسلحين بالمدفعية وراجمات الصواريخ. وسجل تطور بارز امس تمثل في نصب مقاتلي "حزب الله " مكمنا في منطقة وادي الخيل بجرد عرسال استهدف موكبا لعناصر "جبهة النصرة" تعرض للقصف بصواريخ موجهة مما أدى الى مقتل مسؤول "النصرة" في جبهة القلمون ابو فراس الجبة وثلاثة من مرافقيه بحسب مصادر "حزب الله". واستقدمت "النصرة " على الاثر عناصر اخرى حاولت سحب جثث القتلى لكن عناصر الحزب استهدفوا الموكب الثاني بالاسلحة الرشاشة والصاروخية ودارت اشتباكات أدت الى سقوط مزيد من القتلى في صفوف "النصرة" بلغ مجموعهم ثمانية قتلى.
الأخبار
لقاء عون ــ فرنجية: عتاب من طرف واحد
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "بعد جهد بذله أصدقاؤهما المشتركون، التقى العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، بحضور الوزير جبران باسيل في الرابية. اللقاء رمّم بعض ما تضرّر في حلف 8 آذار ــ التيار الوطني الحر، وشهد عتاباً من فرنجية بسبب أداء إعلامي نسبه إلى العونيين. في هذا الوقت، يستمر الحريريون بتفاؤلهم الذي لم يُظهروا بعد أي وقائع صلبة تبرره.
لقاء الرابية أمس، بين المرشحَين الرئاسيين ميشال عون وسليمان فرنجية، رمّم شيئاً من صورة تحالف 8 آذار ــ التيار الوطني الحر المتصدعة بفعل مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية. اللقاء، بحسب مصادر الطرفين، كان إيجابياً. كسر الجليد بينهما، وخاصة أنه لقاؤهما السياسي الأول منذ اجتماع الحريري وفرنجية في باريس الشهر الماضي.
شرح كل منهما موقفه. فرنجية أكّد أنه لم يسعَ إلى «القوطبة» على عون، مكرراً أن «الجنرال لا يزال مرشحنا». لفت إلى أنّ حظوظه الرئاسية أتت إليه من دون أن يسعى إليها، شارحاً لعون تفاصيل المبادرة الحريرية. واتفق الحليفان «المتنافسان» على استمرار التواصل والتنسيق وتأكيد استمرار العلاقة الإيجابية بينهما، مع الاعتراف بأنها تعرضت لنوع من الاهتزاز في القواعد الشعبية. أكد عون أنه مستمر في ترشّحه ولن يتراجع، وأكد فرنجية أن عون يبقى مرشحه ما دام لهذا الترشيح حظوظ تمكّن الجنرال من الوصول إلى بعبدا. لكن رئيس تيار المردة أكد أن الحريري جدي في ترشيحه، وأنه (أي فرنجية) لن يسحب ترشيحه إذا كان ثمة حظوط لوصوله، لأن هذا يعني وصول الفريق الذي يمثله إلى الرئاسة.
في المقابل، أكّد عون لفرنجية حرصه عليه. وشهد الاجتماع عتباً من فرنجية على الجنرال، على خلفية موقف وسائل إعلامية من مبادرة الحريري. ولم يقتصر الأمر على تلفزيون «او تي في»، بل تعداه إلى مؤسسات لا صلة لعون بها. لكن مصادر الطرفين أكّدت أن العتب لم يبدّد إيجابية اللقاء.
على المقلب الآخر، لا يزال المحيطون بالرئيس سعد الحريري يشيعون أجواءً إيجابية حيال التسوية المفترضة. يؤكد الحريريون أن حزب الله سيسير فيها، «لأنه ببساطة لا يمكنه رفض المرشح الرئاسي الأكثر قرباً إليه». في النقاشات مع الحريريين المؤيدين للتسوية، لا يكشفون «سرّ» قناعتهم بأن التسوية ستمر، رغم وجود «نِصاب مسيحيّ» معارض لها، يمثّل غالبية القوى الوازنة شعبياً، ورغم عدم موافقة حزب الله عليها. هل ثمة عرضٌ مغرٍ سيقدمونه للحزب وللجنرال ميشال عون ليقبلا بالتسوية المقترحة؟ يردّ الحريريون بأن هذا الأمر ليس من اختصاصهم، بل يقع على عاتق فرنجية.
لكن الأخير لا يملك أوراقاً يسلّفها لحلفائه: لا في قانون الانتخاب، ولا في العمل الحكومي. ويُحكى في الصالونات السياسية أن رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، سأل الحريري عندما التقاه في باريس، عمّا يمكن أن يحصل عليه حزب الكتائب في مقابل تأمينه غطاءً مسيحياً للعهد الجديد، فرد الحريري بأن هذا السؤال يجب أن يُطرح على الرئيس المقبل.
تبدو نقاشات الحريريين أقرب إلى «العصف الذهني» منها إلى الكلام في السياسة. جوهر موقفهم مبني على أن تسوية إقليمية ما تلوح في الأفق، وأن انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية هو أولى الثمار المبكرة لهذه التسوية. لا يقدّمون أدلة على ما يقولونه، سوى ما يُحكى عن وقف إطلاق للنار في اليمن. أما خريطة طريق وصول فرنجية إلى بعبدا، فيبدون عاجزين عن رسمها، ويعودون إلى العبارة اللازمة: حزب الله سيوافق. كلام مشابه كرّره مستشار الحريري أول من أمس على مائدة السفير الأميركي ريتشارد جونز، الذي لبّى دعوتَه إلى غداء «دوريّ» جمعٌ من السياسيين المتعددي الانتماءات السياسية. يكتفي جونز ونائبه في رئاسة بعثة الولايات المتحدة في عوكر بالاستماع، من دون أن يدليا بأي موقف يمكن الاستناد إليه لتحديد موقف بلادهما مما يدور في لبنان.
التفاؤل الحريري رفع من منسوب «الخوف» لدى حلفائه في فريق 14 آذار، باستثناء الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. أحد سياسيي 14 آذار، من خارج الكتائب والقوات، ومن معارضي المبادرة الحريرية، لم يعد يملك أمام التفاؤل الحريري سوى «التبشير» بأن الأخير آتٍ إلى لبنان قريباً، وسيعلن ترشيح فرنجية، وأن التسوية مستمرة، وأن حزب الله سيعلن بعد ترشيح الحريري دعمه لفرنجية لكن بعد الاتفاق على قانون الانتخاب على أساس النسبية، «لأن البحث عالق حالياً عند هذه النقطة». يردد السياسي الآذاري هذا الكلام رغم أن أحداً من القوى السياسية لم يفتح «بازار» المقايضة بعد، وفيما رئيس القوات سمير جعجع والجميّل مصرّان على معارضة التسوية المقترحة.
اللقاءات السياسية لم تقتصر أمس على عون وفرنجية. فقد زار موفد الاول، النائب إبراهيم كنعان، البطريرك الماروني بشارة الراعي. وقال كنعان إن زيارته هي «لتأكيد التواصل مع الراعي والوقوف عند آخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخل مرحلة الاتصالات المسيحية – المسيحية، وهو ما يشجعه الراعي». وأشار إلى أن «هذه الاتصالات المسيحية ستكون عنواناً أساسياً في الأيام المقبلة». فبعد زيارة الرئيس أمين الجميّل للرابية، واستمرار الاتصالات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، جاءت أيضاً زيارة فرنجية لعون، لتعطي منحىً جديداً للملف الرئاسي، وهو ما تعوّل عليه بكركي، وخاصة أن الراعي شدد على أهمية الإفادة من الأجواء الحالية للدفع في اتجاه إجراء الانتخابات بعد الشغور الرئاسي الطويل، وأهمية التوافق المسيحي حول هذا الاستحقاق.
وكان الرئيس نبيه بري قد أكّد أمس «أن أفضل سيناريو في الشأن الرئاسي هو تفاهم العماد عون والنائب فرنجية». ونقل عنه النواب الذين استقبلهم في إطار «لقاء الأربعاء» قوله إن «استمرار الوضع على ما هو وعدم تعزيز التوافق يفيد الإرهاب الذي يتربص بنا جميعاً».
اللواء
اللقاء الأخير: عون لا يدعم فرنجية
رسالة أميركية للراعي: لإنهاء الشغور الرئاسي الآن
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "من «لقاء الرابية الصامت» بين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، إلى الموقف الأميركي القاطع الذي أعلنه بعد لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي القائم باعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، بدعم المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، إلى «الانتظار الضمني» الذي كشف عنه الرئيس نبيه برّي من عين التينة للتفاهم بين عون وفرنجية، بوصفه «افضل سيناريو رئاسي»، على طريقة «خير الكلام ما قل ودل», كان الموضوع واحد هو إزالة العراقيل من امام ترشيح رئيس تيّار «المردة» للرئاسة الأولى.
وبمعزل عن «الفرمان الاعلامي» الذي بثته محطة O.T.V عن اللقاء الذي وصفته بأنه كان «جيداً جداً وطغت عليه الأجواء الإيجابية في كل دقيقة منه»، فإن معلومات «اللواء» التي تسربت عن اللقاء اشارت إلى ان تسوية انتخاب فرنجية وما بعدها ما تزال قائمة، وأن ثمة دعماً دولياً وعربياً واقليمياً لهذه التسوية، وأن المطروح الآن هو مسألة وقت لمعالجة الاعتراضات الاخذة بالتلاشي، بصرف النظر عن موقف الرابية اوغيرها.
وتوقفت المصادر المطلعة بقوة عند ما أعلنه السفير جونز بأن «موعد اجراء الانتخابات هو الآن»، وأن «وقت اجراء هذه الانتخابات قد حان»، وانه «لا يجوز وضع عراقيل على طريق هذه العملية»، وأن «على الأحزاب المعنية ان تختار رئيسا للبلاد واتمام الحوار للوصول إلى انتخابات رئاسية».
وعزا السفير جونز موقف بلاده إلى ان «الاضطرابات التي تشهدها المنطقة تستدعي بأن يكون هناك رئيس يعمل مع الحكومة، وأن استمرار تعطيل عمل المؤسسات والفراغ لا يناسب احداً».
واعتبرت مصادر مطلعة على مسار التسوية ان الموقف الأميركي وضع حداً لتسريبات استهدفت الايحاء بأن واشنطن لا تشجّع التسوية التي جرى التفاهم عليها في لقاء باريس بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، وهذا الموقف هو الأكثر وضوحاً بين المواقف الدولية التي صدرت حتى الآن داعمة التسوية، وهو ما أبلغه القائم بالأعمال الأميركي للبطريرك الراعي، وأن بلاده تضع ثقلها بإملاء الفراغ، وهي تتابع يوماً بيوم تطورات التسوية الرئاسية، وهي تشجّع القيادات اللبنانية على عدم إضاعة الفرصة، وتطالب البرلمان باعتبار ان انعقاد جلسة الانتخاب باتت أكثر من ملحة.
وعلمت «اللواء» ان عون أوفد أمين سر تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب إبراهيم كنعان إلى بكركي، قبل اجتماعه إلى فرنجية، للاطلاع من الراعي على طبيعة ما نقله جونز إليه.
لقاء الرابية
على ان الأهم في اللقاء الذي حصل بين عون وفرنجية ليس ما انتهى إليه، بل انعقاده، بعدما كانت احتمالات صرف النظر عنه من قبل بنشعي تقدمت في ساعات ما بعد الظهر، وأن الذين التقوا رئيس تيّار «المردة» لمسوا منه انه لم يعد يرى مبرراً لعقد اللقاء، بعد المعلومات التي وصلت إليه عما قاله رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» من «طعن بالظهر»، وانه لم يكن يتوقع ان يقدم فرنجية على أي خطوة من دون ان يضعه مسبقاً في جوها، باعتباره المرشح المدعوم من فريقه السياسي للرئاسة الأولى.
الا ان اتصالات جرت مع فرنجية انتهت باقناعه بعدم تفويت فرصة اللقاء، وعدم حشر عون في الزاوية، لأن انعقاد اللقاء مهما آل إليه من نتائج يبقى أفضل من عدم انعقاده، وحتى لا يتسبب الترشيح بأزمة داخل فريق 8 آذار، خصوصاً وأن اتصالات جرت داخل فريق 14 آذار أدّت إلى ما يمكن وصفه باحتواء موقف «القوات اللبنانية».
وأفادت مصادر مطلعة على سير الاتصالات، لا سيما بين حارة حريك والرابية وبنشعي، ان الصدمة باحتمال إلغاء الاجتماع ساهمت في تخفيض سقف الموقف العوني من ترشيح فرنجية، خاصة بعد انضمام رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى اللقاء الذي انعقد عند الرابعة وعشر دقائق بعد الظهر، وانتهى قبيل الخامسة والنصف.
وارتأى النائب فرنجية بعد اللقاء الذي لم يرافقه أحد إلى الرابية، أن يخرج من دون الإدلاء بأي موقف، على قاعدة أن الخلافات داخل تكتل «الاصلاح والتغيير» (وفرنجية عضو فيه) يجب أن تُبقي محصورة داخل الجدران الأربعة، وأن ما عرض من استعراض للعلاقة بين التيار العوني وتيار «المستقبل»، ومحاولة الرابية الإيحاء بأن ترشيح فرنجية ليس «بريئاً»، كان يهدف للتأثير سلباً على رئيس «المردة» واتهامه بأنه وقع ضحية مناورة لا تستهدف إنتخابه، بل إحداث شرخ بينه وبين الرابية.
وهذه المقاربة العونية رفضها النائب فرنجية الذي اعتبر أن فترة السماح لقبول عون كمرشح وفاقي انتهت من دون بروز أي تطوّر، وبالتالي فما هي الجدوى من انتظار المزيد من الوقت، وأن فرنجية سيمتنع عن ترشيح نفسه أو قبول ترشيحه في ما لو لمس أن اتفاقاً سيحصل على النائب عون، وهذا «الإلتزام الأدبي» يعني دعم عون فقط وليس أي مرشّح آخر، متسائلاً عن السبب الذي يمنع من توفير ما يلزم من دعم له ليكون هو الممثّل المقبول لفريقه السياسي؟
وتداولت مصادر شمالية ما وصفته بوقائع حصلت خلال اللقاء وفيها أن فرنجية طلب من عون دعمه، موضحاً أن لقاء باريس لم يكن موجهاً ضد الرابية ولا ضد فريقه السياسي، «لكن أتتنا الفرصة للترشح»، وعملاً بتفاهم بكركي الذي أرسى قاعدة دعم المرشح الذي يتفق عليه والسير معه، فهذا يجب أن يحصل، وخاطبه قائلاً: «إذا كان لديك فرصة للفوز فأنا سأسير معك».
فردّ عون: «ترشحت وما زلت مرشحاً وسأبقى».
فقال فرنجية: «وماذا نفعل إذا استمرت هذه الحال لشهر أو شهرين أو ثلاثة ولم يحالفك الحظ؟».
وعندها صمت عون، ففهم فرنجية أن هذا الموقف يعني عدم دعمه.. وعندما همّ بالخروج تمنى له عون التوفيق من دون الاتفاق على لقاء جديد.
غير أن مصادر تكتل «التغيير والاصلاح» عكست أجواء مختلفة، وقالت أن الرجلين تفاهما على الخط الاستراتيجي الواحد الذي يجمعهما، وأن اللقاء سادته أجواء من المصارحة بحيث قدّم كلٌ منهما ما يملك من معطيات، مؤكدة أن الرجلين لم يعلنا أي حسم في المواقف لأن المواقف الأخرى غير محسومة بعد.
وأشارت إلى أن هناك توافقاً جرى على إبقاء خطوط التشاور مفتوحة بعيداً عن التشنج، ومعرفة ما ستكون عليه الأجواء المحيطة، لأن الإشكالية لا تتصل بهما بل بعدد من الأطراف، مذكّرة بأن الإثنين ما زالا مرشحين، وأن أي تنازل لحساب الآخر لم يُتخذ كخيار في اجتماعهما، لأن اللقاء لن يكون الأول ولا الأخير، وأنه إذا لم يتم التشاور بشكل مباشر فقد يحصل عبر موفدين.
ماذا بعد اللقاء؟
مصادر معنية اعتبرت أن فرنجية قام بواجب وضع حليفه عون في صورة اجتماعات باريس وطلب دعمه، وهو غير معني إلا بخوض معركته، وتوفير الحلف اللازم له، أما المسائل المتعلقة بالحكومة وقانون الانتخاب فهي تُبحث في وقتها، وإن كان جرى التطرّق إلى الخطوط العريضة لها.
وكشفت هذه المصادر أن خط الاتصالات مفتوح بين الرئيس الحريري وفرنجية والكتل الحزبية والنيابية الداعمة لسلّة التسوية المطروحة بانتظار موقف «حزب الله» الذي سيتظهر في الفترة الفاصلة عن الجلسة الثانية عشرة للحوار الوطني التي ستنعقد في 14 الشهر الحالي، والتي تصادف في اليوم نفسه لجولة الحوار الثنائي الثانية والعشرين بين «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة.
وقالت هذه المصادر ان الرئيس برّي الذي على تنسيق تام مع حزب الله حول الملف الرئاسي قد يصبح طليق اليدين في الإقدام على أي خطوة يراها مناسبة لوضع التسوية موضع التنفيذ، بعد انتهاء فترة السماح التي أعطت النائب عون المجال ليكون شريكاً، ومن دون أن يشعر بأنه مستهدف.
فتفت
من جهته، لاحظ عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت لـ«اللــواء» أن لقاء عون - فرنجية هو أول تحرك جدي لرئيس تيّار «المردة» كمرشح جدي للرئاسة، على اعتبار ان زيارته الأخيرة للنائب وليد جنبلاط كانت من باب ردّ الجميل، مشيراً إلى ان فرنجية سيستمر في ترشيحه ولا يمكن التراجع، لأن في ذلك نهاية سياسية له.
وقال فتفت انه لمس في زيارته الأخيرة للرياض ان الرئيس الحريري مقتنع بخيار فرنجية، ويعتبره المخرج الوحيد للخروج من الفراغ الرئاسي، لكنه (أي فتفت) عزا العرقلة إلى «حزب الله» الذي قال انه لا يريد رئيساً في هذه المرحلة.
وكشف مصدر نيابي انه خلافاً للمعلومات فإن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على علم منذ ثلاثة أشهر بالتسوية الجاري طبخها في المحافل الدولية والإقليمية وكذلك الأمر بالنسبة لحزب الله، لكن فوجئ بالحملة عليه من خلال وضعه على لائحة الإرهاب وحجب «المنار» عن الفضاء الخارجي، عبر قمر «عربسات».
معارضة مارونية
مسيحياً، تبقى الساحة خارج دائرة تأثير بكركي ناشطة في الاتصالات بين التيار العوني و«القوات اللبنانية» في محاولة لوضع مرتكزات معارضة مارونية «لتسوية فرنجية - الحريري».
واستبعد وزير الاقتصاد الان حكيم في اتصال مع « اللواء» ان تجري الانتخابات الرئاسية قبل نهاية هذا العام، واعتبر ان التسوية الرئاسية لم تنته ولكنها بحاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات لتبيان نتائجها، مذكرا بالمدة التي استغرقتها تسوية انتخاب الرئيس ميشال سليمان، واشار الى ان العقدة الاساسية هي عند رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون.
ملف النفايات
في هذا الوقت، توقع وزير الزراعة اكرم شهيب « للواء» الانتهاء من دراسة ملف النفايات هذا الاسبوع، مؤكدا العمل ليلا ونهارا لمتابعته والوصول الى افضل نتيجة يمكن الوصول اليها بالنسبة لخيار التصدير الذي نعمل عليه, وشدد شهيب على ان العمل جاد جاد في هذا الملف، وتوقع ان يتم رفع تقريره الذي يعمل عليه مع فريقه الى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نهاية الاسبوع الحالي على ان يحدد سلام جلسة لمجلس الوزراء لبحث الملف واقراره.
ومن ناحيتها أكدت مصادر السراي الحكومي «للواء» استعداد الرئيس سلام للدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء فور تسلمه التقرير لبت هذا الملف الذي لم يعد يحتمل اي تأخير، مبدية تفاؤلا حول الانتهاء منه قريبا جدا.
«أبو فراس» الجبة
ميدانياً، أعلن «حزب الله» أمس انه استهدف موكباً لجبهة «النصرة» في جرود عرسال الحدودية مع سوريا ما أدى إلى مقتل مسؤول قيادي في هذا التنظيم وثمانية عناصر آخرين، وفق ما ذكرت قناة المنار التلفزيونية التي نشرت مشاهد حصرية للعملية، بأن «مجاهدي المقاومة استهدفوا موكب المسؤول في جبهة النصرة المدعو أبوفراس الجبة والملقب بـ«الاسمر» لدى مرور موكبه في وادي الخيل في جرود عرسال (...) بعد رصد دقيق لتحركة»، ما أسفر عن مقتله وثلاثة من مرافقيه. وأضافت انه بعدما «حاول مسلحو النصرة سحب جثثهم»، استهدف عناصر حزب الله الموكب مجدداً «ما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين آخرين».
وبالتزامن مع اشتباكات دارت بين عناصر حزب الله ومسلحي «النصرة»، قام الجيش اللبناني باستهداف تجمعات «النصرة» في جرود عرسال بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ محققاً اصابات مباشرة.
يذكر أن «أبوفراس الجبة» كان يتزعم سابقاً ما يسمى بـ«لواء أحرار القلمون»، وقد بايع جبهة «النصرة» مؤخراً، وينضوي تحت إمرته ما لا يقل عن 70 مسلحاً.
البناء
موسكو تسحب المبادرة من واشنطن وتستجلب كيري... وتُسقط شرعية «الرياض»
اليوم لبنان يتضامن مع «المنار»: يوم للمقاومة والإعلام والدفاع عن الحريات
الرابية: ترشيح فرنجية يحجز له مقعد البديل... لكن معركة عون لم تنته
صحيفة البناء كتبت تقول "بينما تجرجر السعودية خيبتها وتسير نحو وقف النار في اليمن على قدم واحدة عرجاء تستند إلى عصا الأمم المتحدة، بعدما صارت حدودها ملعباً للجيش اليمني واللجان الشعبية وفشل تحالفها في التقدّم نحو صنعاء، وحفظ السيطرة على عدن واضطر إلى تسليم مناطق شاسعة لتنظيم «القاعدة»، وقعت عليها فضيحة مقتل أربعة عشر من كبار الضباط المتقاعدين البريطانيين والأستراليين والكنديين والكولومبيين العاملين كمرتزقة في شركة «بلاك ووتر» الذائعة الصيت بعملها لحساب المخابرات الأميركية، بعدما كشفتهم اللجان الشعبية وهم يحاولون زرع مُعَدَّات تنصّت ومراقبة قرب باب المندب بحماية قوات التحالف، لتثبت اليد العليا لحساب الحوثيين وحلفائهم في اليمن، رغم شهور الحرب والخراب والدمار، لذلك لم تنفع كلّ الهالة الإعلامية التي حشدت لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض لمنحه الشرعية، فالضوضاء لا تصنع جملة مفيدة، والغبار لا ينفع لصناعة حجارة البناء، فكان يكفي أن تعلن روسيا وإيران رفض حصر تشكيل الوفد المعارض في الحوار السوري – السوري ليسقط الغطاء عن مؤتمر الرياض إلا بصفته فرعاً ومكوّناً أعجز من أن يختصر المعارضة، وقد استُبعد المكوّن الكردي كلياً، وضمّ تنظيمات لم يحسم أمر استبعادها عن لوائح الإرهاب، والبتّ بهذا التصنيف لا يملكه السعوديون، وهم متهمون من حلفائهم بالتعامل مع جماعات إرهابية، كـ»جيش الإسلام» و»أحرار الشام» و»النصرة» من خلال تسمية «جيش الفتح»، هذا علماً أنّ المؤتمر نفسه يتشقق وينقسم على نفسه وينسحب منه مشاركون.
الخيبة السعودية سورياً ويمنياً، تلاقيها خيبة تركية مزدوجة أيضاً في العراق وسورية، حيث بات التموضع التركي العسكري في العراق مكشوفاً بلا غطاء بعد موقف الحكومة العراقية، الحاسم والواضح، وصار الملف محرجاً للأميركيين وحلفاء تركيا بوضعه على طاولة مجلس الأمن من قبل روسيا، ما اضطر أنقرة إلى التوسط من أجل قبول بغداد بحوار ثنائي لحلحلة الخلاف، بينما على الضفة السورية كانت الصفعة أقوى للرئيس التركي رجب أردوغان الذي وقف يتبجّح بالتمسك بإقامة ما يسمّيه بـ»المنطقة الآمنة» في شمال سورية ليأتيه الردّ بلسان البيت الأبيض حازماً، لا منطقة آمنة شمال سورية.
واشنطن المرتكزة على قدمين تركية وسعودية حاولت التعويض عن ضعف حلفائها بالإمساك بالمبادرة السياسية والديبلوماسية باستثمار ترؤسها لمجلس الأمن هذا الشهر لنقل اجتماعات مسار فيينا إلى نيويورك، وتحديد الموعد دون التشاور مع المشاركين، خصوصاً موسكو وطهران، فكان الإصرار والمثابرة من الحليفين الروسي والإيراني على إفشال الاجتماع ما لم ترضخ واشنطن لمنطق الشراكة، ما رتب عقد اجتماع ثلاثي روسي – أميركي – أممي في جنيف غداً، وزيارة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو خلال الأسبوع المقبل، بينما في الميدان العسكري تقدّم نوعي للجيش السوري في كلّ اتجاه، خصوصاً في أرياف حلب الجنوبية والشرقية، وإمساك بحيّ الوعر في حمص بعدما خرج منه المسلحون وصارت حمص بأحيائها الستة والثلاثين بيد الجيش السوري، فيما كانت صواريخ كاليبر الروسية الصاعدة من تحت الماء من البحر المتوسط من الغواصات الروسية التي قال الرئيس فلاديمير بوتين إنها قادرة على حمل رؤوس نووية آملاً أنه لن يحتاج الصواريخ النووية في الحرب على الإرهاب.
لبنان الذي يحضر في قلب هذه التحوّلات، بقوة مقاومته وشراكتها كقيمة مضافة في الانتصارات المحققة في سورية والعراق واليمن، يجتمع اليوم حول هذه المقاومة وتحت رايتها متضامناً مع شاشتها المقاومة المستهدفة بقرار شركة «عربسات» حجب بث قناة «المنار»، فيجتمع السياسيون والإعلاميون لإحياء يوم من أيام المقاومة والإعلام والحريات في فندق «كورال بيتش» الواحدة ظهراً تلبية لدعوة «المنار» استنكاراً لقرار العدوان عليها.
وفي لبنان كانت دارة العماد ميشال عون في الرابية وجهة زيارة منتظرة للنائب سليمان فرنجية، للبحث في التسوية الرئاسية التي أطلقها تبنّي الرئيس سعد الحريري لترشيح فرنجية، ليخرج الاجتماع بصمت دون تصريحات، وفقاً لاتفاق الزعيمين على ذلك، مؤكدين تماسك جبهة تحالفهما، وحلفائهما المحليين والإقليميين، بينما التصدّع والتشقق وتبادل الاتهامات سمات العلاقات الجديدة بين الحريري وحلفائه، ووفقاً لمصادر متابعة للقاء الرابية أنّ ما خلص إليه لقاء عون وفرنجية، أنّ ترشيح فرنجية إثبات لفاعلية الصبر في خوض معركة ترشيح عون، ولذلك يجب الحفاظ على هذا المكتسب، وتثبيت فرنجية مرشحاً بديلاً وحيداً، لكن معركة فرنجية لم تبدأ لأنّ معركة ترشيح عون لم تنته بعد، ولأنّ الصبر لا يزال مطلوباً وفعّالاً.
لقاء فرنجية ـ عون والتمسّك بالثوابت
لم تحسم الأمور لمصلحة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، فالعقد لا تزال موجودة وبناء على ذلك سيؤجل البت بهذا الملف إلى ما بعد الأعياد، وإن كانت أجواء لقاء الرابية بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية التي خيّم عليها التكتم، كسرت الجليد وعكست ارتياحاً واسعاً في صفوف فريق 8 آذار بمختلف مكوناته.
وإذا كان فرنجية غادر من دون إدلاء بأي تصريح، وكذلك التزمت أوساطه الصمت ورفضت التعليق في حديث لـ«البناء» على الزيارة، فإن قناة الـ«أو تي في» أشارت إلى أنه «تم تأكيد صلابة الحلف بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، وأكد فرنجية خلال اللقاء أنه باق على ثوابته السابقة حيث جدد دعمه للعماد عون». وأضافت «جرى الاتفاق على متابعة مجريات انتخابات رئاسة الجمهورية والتنسيق الدائم في هذا المجال».
وعلمت «البناء» من مصادر المجتمعين «أنه جرى الاتفاق على استمرار التواصل وعلى عدم طرح المسائل في الإعلام»، ولفتت المصادر إلى «أن الطرفين أكدا الثوابت التي تجمعهما».
وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى أنه «خلافاً لما كان البعض ينتظره أن يكون فرنجية في موقف الندّ المتحدّي، فقد ظهر فرنجية في اللقاء هو نفسه الذي لم يتغير». وأشارت المصادر إلى «أنه لم يحصل خلال اللقاء الذي دام ساعة ونيفاً أي مواجهة أو تصعيد كلامي، بل كان النقاش موضوعياً».
وذكرت المصادر بـ «كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن العماد عون هو المرشح الأساس والمدخل الأساس للرئاسة»، مشيرة إلى «أنه لا يمكن لشخصية بحجم العماد عون أن تكون خارج المشهد».
وأكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن أفضل سيناريو للموضوع الرئاسي هو في تفاهم رئيس تكتل التغيير والإصلاح ورئيس تيار المردة. ونقل النواب الذين التقاهم في إطار لقاء الأربعاء النيابي عنه أن المطلوب من اللبنانيين أن يعملوا جادين للاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان اليوم أكثر البلدان القادرة أو المهيأة لمعالجة مشاكله وإنجاز الاستحقاقات التي يواجهها.
جونز: يجري العمل على تسوية منطقية
وفي موقف أميركي جديد ولافت من الاستحقاق الرئاسي، أعلن القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريشارد جونز بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي التوافق تماماً على أن وقت إجراء الانتخابات الرئاسية حان، وأن على الأحزاب المعنية أن تعمل معاً وتختار رئيساً، قائلاً: «لا يجوز وضع العراقيل على طريق هذه العملية».
وأضاف «نحن نعتقد أنه يجري العمل على تسوية منطقية، فإذا لم يتم القبول بها، فإننا نأمل من جميع الأطراف اللبنانية أن يعملوا معاً على تسوية تأتي برئيس للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت».
إنجاز جديد للمقاومة: مجزرة مباركة في «النصرة»
أمنياً، شهدت جرود وادي الخيل في جرود عرسال شرق لبنان، إنجازاً ميدانياً للمقاومة، حيث تمكّن رجال المقاومة بعد معارك عنيفة مع إرهابيين من جبهة النصرة من قتل ثلاثة قادة في «النصرة»، في كمين محكم في وادي الخيل أدّى إلى مقتل القائد العسكري الميداني في «النصرة» المدعو «أبو فراس الجبة» مع ثلاثة من معاونيه إثر استهداف سيارته بشكلٍ مباشر صباح أمس.
وبعد وقوع الاستهداف، حاول إرهابيون من «النصرة»، سحب جثث قتلاهم، لكن المقاومة كانت لا تزال تكمُن في المنطقة، حيث فتح المقاومون نيرانهم باتجاه المجموعة ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى، فكانت «ضربة معلم» مزدوجة من المقاومة.
وفق مصادر ميدانية خاصة لـ«البناء»، «فإن رجال المقاومة وبعد رصد دقيق ومتابعة على مدى 24 ساعة متواصلة ليل نهار، تمكنوا من تعقب موكب المدعو أبو فراس الجبة الملقب بالأسمر، والمؤلف من ثلاث سيارات رباعية الدفع، بينما كان يسلك طريق وادي الخيل باتجاه أحد المواقع الأمنية داخل مناطق النصرة، لعقد اجتماع أمني عسكري على مستوى قادة النصرة العسكريين والأمنيين كانوا بانتظاره. وأشارت المصادر إلى «أن رجال المقاومة تمكّنوا من استهداف موكب «الأسمر عند الثامنة والدقيقة الخامسة والأربعين من صباح أمس»، مشيرة إلى «أن العملية نفّذت بدقة وحرفية بواسطة شَرَكٍ من العبوات الناسفة والصواريخ الموجّهة، أصابت هدفها بدقة، وبعد تدمير السيارة بواسطة الصاروخ الموجّه موضع الهدف ومقتل مَن بداخلها الأسمر وثلاثة من معاونيه. حاولت سيارتي الحماية سحب الجثث فكانت العبوات الناسفة تتبعها بصاروخين موجهين ووابل من الأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف المدفعية المباشرة ما أدّى إلى مقتل خمسة من عناصر الحماية وجرح خمسة آخرين».
وعقب العملية الناجحة دارت اشتباكات بين مجاهدي المقاومة ومسلحي النصرة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف المدفعية المباشرة عقب محاولات متكررة من مسلحي النصرة لسحب جثث قتلاهم وجرحاهم التي باءت بالفشل ما أدى لوقوع عدد إضافي من القتلى والجرحى في صفوف إرهابيي النصرة.
ومعلوم أن أبو فراس الجبة يتزعّم سابقاً ما يسمى «لواء أحرار القلمون»، وبايع جبهة النصرة مؤخراً، وينضوي تحت إمرته ما لا يقلّ عن 70 مسلحاً.
تزامنت الاشتباكات، مع محاولات حثيثة لتحركات مسلحي النصرة في جرود عرسال فقامت الوحدات المدفعية والصاروخية في الجيش اللبناني باستهداف تحركات وتجمّعات مسلحي النصرة بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ محققة إصابات مباشرة.