23-11-2024 01:11 PM بتوقيت القدس المحتلة

صناعة السلال لا تزال تحافظ على رمقها الأخير مع "أبي نزار العرجا"

صناعة السلال لا تزال تحافظ على رمقها الأخير مع

"هذه المهنة تكاد تندثر بسبب المنتجات الجاهزة المستوردة التي تباع في المحال التجارية بأسعار زهيدة لذلك أصبحنا نعمل بها حسب الطلابات لا سيما التي تأتي من عشاق التراث الوطني".

في بيته المتواضع المحاذي للطريق العام ببلدة بحنين _ المنية يتابع المواطن خليل العرجا مهنته في صناعة السلال أو ما تعرف بين اهالي المنطقة بتسمية ( القرطل ) محافظا بذلك على مهنة و حرفة عمرها يفوق مئات الاف السنين من الضياع والاندثار فترى يديه التي تركت حروف القصب المسننة الكثر من الندبات عليها لا تزال منهمكة بحياكة عيدان القصب بكل حرفية ونشاط لصناعة لوحاته الفنية من السلال .

منذر عبيد/ عكار

صناعة السلال لا تزال تحافظ على رمقها الأخير مع "أبي نزار العرجا"أبو نزار العرجا صانع السلال هو الحرفي الوحيد المتبقي في منطقة الشمال الذي لا يزال يعمل بهذه الحرفية للمحافظة عليها بعدما غيب الموت عددا ممن كان يعمل بها وعكوف أخرين عن العمل بها نتيجة مردودها المادي البسيط .

يقول: أبو نزار الرجل الخمسيني في العمر الذي ورث هذه المهنة الحرفية عن والده أنه يعمل بها منذ ثلاثين عاما وانه حرص كل الحرص على تعليمها الى اولاده كافة لانه يعتبرها حرفة من التراث والواجب علينا المحافظة على هذا التراث بدل ضياعه رغم قلة مردوده المادي

ويضيف هذه المهنة تكاد تندثر بسبب المنتجات الجاهزة المستوردة التي تباع في المحال التجارية بأسعار زهيدة لذلك أصبحنا نعمل بها حسب الطلابات لا سيما التي تأتي من عشاق التراث الوطني أو وهواة الصيد البحري اللذين لا يزالون يفضلونها على المستورد نظرا لعمرها المديد مقارنة مع البضائع المستوردة

وعن كيفية صناعة سلال القصب، يأتي أبو نزار بأدواته التي هي عبارة عن مقص، و مخرز، وسكينة التقشير القصب، وهي أساس العمل بهذه الحرفة ، بالإضافة إلى أعواد القصب، التي يشتريها من أشخاص محددين يعملون على جمعها عن أطراف الأنهر بسعر 7 الاف ليرة لبنانية لكل ربطة قصب يصنع منها 5 سلال تباع الواحدة فقد ب 5 الاف ليرة لبنانية .

صناعة السلال لا تزال تحافظ على رمقها الأخير مع "أبي نزار العرجا"ويتابع قائلا : أما عن المراحل التي تخضع لها صناعة السلة فهي تبدأ بمرحلة التقشير التي يزيل فيها القشر الزائد عن سطح الساق، بواسطة سكين، ويقطعه إلى نسلات متطابقة، قبل أن ينتقل إلى خطوة التدوير، منطلقا من القاعدة التي يفرشها بأغصان الرمان الطرية، مع أعواد قصب عريض مبلل ومطوع وجدلها بنسلات مفسخة من القصب الطويل، ومن ثم شبك الهيكل الخارجي من خلال نسلات عمودية متفرعة من القاعدة.

وعند الوصول إلى الارتفاع المطلوب، تأتي مرحلة شبك وجدل مسك اليد لتصبح السلة جاهزة للاستخدام.

ويؤكد أبو نزار أنه لا أحد من السؤولين في الدولة  يعير أهمية لهذه الحرفة التراثية التي توارثناها ابا عن جد والتي كانت تعتبر من أهم المهن الحرفية عبر الزمان أملا منهم أعادة تطوير هذه الحرفية اليدوية التراثية عبر تقديم كل الدعم اللازم لمن تبقى من العاملين بها في كل لبنان بهدف استمرارهم للمحافظة عليها .

بدورها أم نزار التي تعمل يدا بيد الى جانب زوجها بهذه المهنة بهدف تحصيل لقمة العيش تؤكد أن المهنة لا تخلو من الصعاب لا سيما لزوجها الذي تركت نسلات القصب الكثير من الندبات على يديه موضحة أن مردودها المالي لهذه المهنة ضئيل جدا لكنه يستر الحال أملتا من المسؤولين في الدولة مد يد العون لها ولزوجها كي يستمروا بهذه الحرفة التي تكاد أن تندثر ..