ركزت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة يوم السبت 12 - 12 - 2015 لبنانياً على ملف التسوية الرئاسية واللقاء الذي حصل بين الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية .
ركزت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة يوم السبت 12 - 12 - 2015 لبنانياً على ملف التسوية الرئاسية واللقاء الذي حصل بين الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. اما اقليمياً ودولياً فركزت افتتاحيات الصحف على التوغل التركي داخل الاراضي العراقية، وتهديد الرئيس بوتين بسحق اي هدف يشكل خطر على العسكريين الروس في سوريا.
* السفير
«السفير» تنشر وقائع لقاء نصرالله وفرنجية:
عون مرشحنا الأول.. وصوتنا واحد في مجلس النواب
كتب المحرر السياسي:
أن يلتقي الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية على مدى ساعات ليل الخميس ـ الجمعة، هذا ليس بجديد على الرجلين اللذين لطالما التقيا عشرات المرات في الفترة الممتدة منذ العام 2005 حتى يومنا هذا.
أكثر من ذلك، يمكن القول أن سليمان فرنجية هو أحد قلائل من السياسيين اللبنانيين الذين يتواصلون مع السيد نصرالله بصورة دائمة عبر «الهاتف الداخلي»، وثمة قنوات اتصال غير مباشرة مفتوحة بينهما في الكثير من القضايا، ولعل ذلك قد أكسب الزعيم الماروني الشاب مزايا لا تتوفر سوى عند قلة قليلة من حلفاء المقاومة، ناهيك عن علاقته المميزة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهي علاقة تتجاوز البعد الشخصي والعائلي.. الى البعد السياسي الذي جعل فرنجية يقول بصريح العبارة أكثر من مرة في السنوات الخمس الماضية: اذا هزم الأسد في سوريا.. سنعترف بأننا شركاء في الهزيمة، واذا صمد نحن شركاء في الصمود ومن ثم الانتصار.
منذ لحظة عودته من باريس بعد اجتماعه بالرئيس سعد الحريري، تواصل فرنجية مع قيادة «حزب الله» وطلب موعدا للقاء السيد نصرالله، وكان الجواب ايجابيا بطبيعة الحال. بعدها قرر الرجل أن يتواصل أولا مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وفي مرحلة ثانية مع رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون.
تجاوز فرنجية الشكليات، وتوجه هو شخصيا الى البترون حيث التقى باسيل ووضعه في أجواء لقاء باريس، متمنيا عليه أن ينقل لـ»الجنرال» الأجواء تمهيداً للقاء قريب ومباشر بينهما.
افترض فرنجية أنه لو توجه مباشرة من المطار الى الرابية واجتمع بعون بناء على نصيحة بعض المقربين منه، كان يمكن أن يكون أمام نتيجة من اثنتين: ايجابية أو سلبية.. والأرجحية للثانية، وعندها تقفل الأبواب بينهما ويتأزم الموقف.
انتظر زعيم «المردة» فاصلاً زمنياً معيناً وطلب موعداً للقاء «الجنرال» في الرابية، وهذا ما حصل وخرج من لقاء الستين دقيقة بانطباع سلبي، خصوصاً أن العماد عون بدا مصراً على اقفال كل الأبواب أمام احتمال وجود «الخطة باء» (وجود مرشح آخر غيره لرئاسة الجمهورية).
من بنشعي الى الضاحية
مساء يوم الأربعاء الماضي، جاء الاتصال المنتظر. في اليوم التالي، توجه فرنجية مباشرة من بنشعي الى الضاحية الجنوبية لبيروت، ولم يكن أحد على علم بموعد اللقاء بينه وبين السيد نصرالله الا أحد المقربين منه ومعاون الأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا.
وعلى جاري عادة التعامل الأمني الحزبي الاستثنائي مع الزعيم الشمالي، كانت الرحلة للقاء «السيد» سريعة وسهلة ومريحة برغم الاعتبارات الأمنية التقليدية التي ترافق لقاءات سياسية كهذه.
وكعادته، استقبل السيد نصرالله فرنجية بوصفه من «كبار أهل البيت». لطالما كان يردد «حزب الله» أن فرنجية يمثل مشروع المقاومة في بيئته وربما يتفوق أحياناً على المقاومة نفسها. من هذا الباب تحديداً، بدأ «السيد» حواره الطويل مع سليمان فرنجية. قال له إن جمهور «حزب الله» يعرف قيمتك كسليل بيت ماروني وطني وعربي. رحم الله جدك الرئيس الراحل سليمان فرنجية. لقد كان وفيا وأصيلا في علاقته بالقضية الفلسطينية وبسوريا والمقاومة، وهل ننسى وقوفه على منبر الأمم المتحدة مدافعا عن قضية فلسطين باسم كل العرب.
وقبل أن ينتقل الاثنان ومن معهما الى مأدبة عشاء بيتية أقامها «السيد» على شرف ضيفه، كان لا بد للقاء من أن يشهد استعراضا شاملا لكل التطورات الدولية والاقليمية، وهل من بداية غير تلك التي يختارها «السيد» دائما، أي «البداية اليمنية»؟
خاض الأمين العام لـ»حزب الله» في الملف اليمني بكل تفاصيله وتعقيداته. عرض للمطالب المتواضعة التي كان يرفعها الحوثيون، وهي شبيهة بثقافتها بمطالب «حزب الله» يوم أتى اليه وزيرا خارجية قطر وتركيا في أيار 2008 وسألا عن ثمن تسييل السابع من أيار سياسيا في مؤتمر الدوحة المزمع عقده، فجاءهما الجواب: لتتراجع حكومة فؤاد السنيورة عن قراري فك شبكة الاتصالات واقالة العميد وفيق شقير.. ونقطة على السطر، الأمر الذي أدهش القطري والتركي، خصوصا لناحية لغة الحسم والثقة بالذات.
السيد نصرالله: نراكم انتصارات
من اليمن، انتقل الحاضرون الى ملفات المنطقة، السعودية، البحرين، العراق وأخيرا سوريا، وخصوصا في ضوء القرار الروسي بالانخراط عسكريا في الحرب ضد الارهاب على أرض سوريا (مع وقفة عند التطورات الأخيرة المتصلة بمؤتمر فيينا واجتماع المعارضة في الرياض ومستقبل المسار السياسي).. والأهم الخريطة الميدانية التي يتابع «السيد» أدق تفاصيلها، ويدرك فرنجية الكثير من معالمها من موقع خبرته السورية على مر الزمن وخصوصا بعض رحلات الصيد التي كانت تقوده الى بعض النواحي السورية التي صارت اليوم جزءا من مسرح «الحرب العالمية» هناك.
في المحصلة الاقليمية، بدا «السيد» مطمئنا الى المشهد العام. المحور الذي يضم سوريا وايران وروسيا والمقاومة استطاع أن يقلب المعادلات. هناك المزيد من الانجازات على الطريق. المأزق السعودي والخليجي في اليمن بدأت تعبيراته تتدحرج في أكثر من اتجاه.. والحبل على الجرار.
كيف لنا أن نتصرف نحن في لبنان في موازاة المشهد الاقليمي المتبدل؟
هنا، دخل نصرالله وفرنجية في صلب الموضوع الداخلي. بطبيعة الحال، لم يكن «حزب الله» خارج كل مسار الحوار بين بنشعي و»تيار المستقبل».
المبادرة كيف بدأت؟ أين دور ديفيد هيل؟ أين دور الآخرين؟ وليد جنبلاط، الفرنسيون الخ..
استطاع الاثنان بما يملكان من معلومات استكمال «البازل» ليس بوقائعه بل بالتحليل والأهداف وهذا هو جوهر اللقاء بينهما.
الادارة.. والاتهامات!
وعلى قاعدة أن فرنجية كان يطلع الحلفاء على كل التفاصيل، فإنه كان يدرك أن هذا المسار سيؤدي بطبيعة الحال إلى اللقاء بينه وبين الحريري. صحيح أن بعض الأمور تخللتها هفوات على صعيد الشكل وأحيانا المواعيد، ولكن المفارقة تمثلت بتطور الأمور بأسرع مما كان يتوقع هذا وذاك من ضمن الفريق الواحد. كان تصور سليمان فرنجية أن لقاء باريس مع الحريري ستليه سلسلة لقاءات، ولم يكن يعتقد أن جلسة واحدة يمكن أن تكون كافية لحسم الكثير من الأمور.
اكتشف فرنجية هناك ما وصفها «جدية سعد الحريري»، وفي الوقت نفسه، لمس أن الرجل يستند الى اشارة سعودية واضحة غير قابلة للجدل. ولذلك، عرض الجانبان هواجسهما. طرح الحريري تحديدا أسئلته وتصوراته وحصل على أجوبة أولية قليلة واتفق الجانبان على أن العديد من النقاط تحتاج الى استكمال البحث مستقبلا بين الجانبين.
لعل النقطة المشتركة في تقييم الجانبين الصريح، أن تسارع الأحداث جعل البعض يعتقد أن القطاف يمكن أن يكون سريعا. هناك ادارة خاطئة. من الطبيعي أن يعبّر رجل كسليمان فرنجية عن غضبه عندما يسمع أصواتا توجه اليه اتهامات في السياسة والأخلاق والوطنية، وخصوصا أن بعضها يتظلل بمظلة المقاومة. وهل يعقل أن تتبدل الأدوار فيدافع عني فريد مكاري وفريق 14 آذار بينما أقرب الناس الى الخط يهاجمونني؟! هنا كان جواب «السيد» واضحا بأن «حزب الله» لم يكن جزءا من هذه المنظومة وهو عندما يريد قول شيء يقوله بشجاعة ووضوح وبلسان أمينه العام في معظم الأحيان.
عون مرشحنا وأعطيناه كلمتنا
قال «السيد» كلاما واضحا. أدرك فرنجية أن الأمين العام لـ»حزب الله» عندما يعتلي المنبر ويعلن التزامه على الملأ أن ميشال عون هو مرشحنا وأن «الجنرال» هو الممر الالزامي للاستحقاق الرئاسي، فهذا ليس الا التزاما مبدئيا وأخلاقيا وسياسيا ودينيا أمام جمهورنا وأمام كل من يسمعنا وليس من عادتنا الا أن نكون أوفياء مع الأصدقاء والحلفاء، وما دام الرجل مستمراً بترشيحه فنحن كحزب أعطينا كلمتنا والتزمنا معه وله الأولوية ولن نتراجع وهذا عهدنا وسر ثقة الحلفاء بنا على مر السنوات.
هذا الموقف لم يكن مفاجئا لفرنجية. في الأصل، قال هو كلاما مماثلا أمام «الجنرال». قال له نحن ملتزمون معك وأنت مرشحنا الأول للرئاسة، واذا كان الظرف معك سنكون أمامك لا وراءك، ولكن السؤال اذا انتفى الظرف والفرصة وصرت تملك حظوظا بنسبة واحد في المئة بينما يملك غيرك (فرنجية تحديدا) حظوظا وظروفا أفضل، هل تملك خطة بديلة تستفيد عبرها من ظرف أفضل لأحد حلفائك؟
هنا تحديدا كان جواب العماد عون صادما للوهلة الأولى لفرنجية بتأكيده له أنه ماض في ترشيحه حتى النهاية، لكن مع توضيحات السيد نصرالله وخصوصا تأكيده على خيار «الجنرال» أولا، بدا زعيم «المردة» متفهما الى حد كبير، وهو قال أنه ليس بينه وبين جمهور المقاومة أي زعل بل يدرك أن هذا الجمهور يكن له ودا خاصا ويعتبره جزءا عضويا منه، وقال مخاطبا «السيد» أكثر من مرة: أنا وأنت واحد وما تقوله يسري عليّ وعليك على جمهورنا وفريقنا الواحد.
في اللقاء، لم يكن فرنجية محرجا في كيفية تظهير موقفه. قال انه اتفق مع «المؤسسة اللبنانية للارسال» أن يطل عبر برنامج الزميل مرسيل غانم الخميس المقبل، حيث سيعرض أمام جمهوره خصوصا والجمهور اللبناني عموما كل تفاصيل المبادرة الحريرية وأدوار هذا الطرف أو ذاك وما جرى بينه وبين الحريري وبينه وبين «الجنرال» فضلا عن تفاصيل اللقاء بالسيد نصرالله.
في الخلاصة يمكن القول أن عشاء ليل الخميس ـ الجمعة أفضى الى الآتي:
أولا، العماد ميشال عون هو مرشح فريق 8 آذار أولا.
ثانيا، التزام الجانبين بإدارة سياسية موحدة للملف الرئاسي من قبل أركان فريق 8 آذار.
ثالثا، يلتزم فريق 8 آذار بالنزول موحدا كفريق سياسي الى أية جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
رابعا، إعادة التأكيد على ثوابت فريق 8 آذار السياسية.
خامسا، الرد على مبادرة الحريري غير الرسمية ـ حتى الآن ـ بالتمني عليه التروي وعدم تجاوز السقوف التفاوضية لفريق 8 آذار.
الأهم من هذه النقاط الخمس، «هو قرار التحلي بفضيلة الصبر والتروي ثم التروي في انتظار غد قريب سيكون مختلفا عن يومنا الحالي، ومن صبر وقدّم كبير التضحيات وأغلى الدماء يستطيع الصمود والانتظار ومراكمة المزيد من الانتصارات».
- السيستاني يطلب التحرك والعبادي يحذّر
أنقرة تتجاهل الاحتجاج العراقي
استمرت السلطات التركية في مماطلتها في ما يتعلق باعتدائها على الاراضي العراقية، فيما كذب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، الرواية التركية حول وجود القوات العسكرية التركية في الشمال العراقي، قائلا ان «وجودها لم يتم بطلب رسمي، لا شفهي ولا تحريري». وجاء ذلك فيما طالب المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني الحكومة العراقية بعدم التهاون مع أي مساس بسيادة البلاد، مع استعداد العراقيين للتظاهر اليوم في العاصمة بغداد رفضا للعدوان التركي.
وبعد ساعات على تأكيد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مجددا انه لن يسحب القوة العسكرية التركية التي توغلت الى مشارف مدينة الموصل العراقية، متذرعا بأن العراق «يعج بالمنظمات الإرهابية، التي تشكل تهديداً لتركيا، وفي مقدمتها داعش»، قال العبادي «سنتخذ جميع الإجراءات ونلجأ إلى كل السبل المشروعة لحماية أرضنا وسيادتنا الوطنية».
وقال العبادي، في بيان، إن «العراق، وطننا الذي تهون من أجله أرواحنا ودماؤنا، يتعرض لانتهاك فاضح لسيادته من قبل دولة جارة، ومن حقنا، بل وواجب علينا، أن نتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية سيادته ووحدة أراضيه».
وأضاف «سنتخذ جميع الإجراءات ونلجأ إلى كل السبل المشروعة لحماية أرضنا وسيادتنا الوطنية، وان قواتنا المسلحة وأبناءنا من الحشد الشعبي والعشائر، الذين يقدمون التضحيات الجسام بالدفاع عن وطنهم ومقدساتهم من دنس داعش ومن يقف خلفه، إنما يدافعون عن سيادة العراق التي ثلمت، ولا نرضى أن تثلم».
وتابع العبادي «لن نتهاون في أداء واجبنا الدستوري والوطني في حماية البلاد والدفاع عن أمنها وسيادتها وسلامة ووحدة أراضيها، وقد سلكنا، حتى الآن، الطرق السلمية والديبلوماسية، ومنحنا الجارة تركيا مهلة زمنية لسحب قواتها ولم نغلق باب الحوار واستعنا بالدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية، وبيّنا موقفنا من انتهاك سيادتنا بكل وضوح. نجدد التأكيد أن إجراءاتنا ليست موجهة ضد الشعب التركي الجار الشقيق، وكل ما طلبناه هو احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه وانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، لأن وجودها لم يتم بطلب رسمي، لا شفهي ولا تحريري، وسيبقى الأتراك الموجودون في العراق ضيوف الشعب العراقي الكريم، ومن واجبنا حمايتهم وحماية ممتلكاتهم».
وقال العبادي إن «إرسال قوات مدرعة تركية، من دون موافقة الحكومة العراقية، لا يعتبر مساعدة ضد الإرهاب بل هو انتهاك صارخ للسيادة العراقية، وليس على الأراضي العراقية اليوم قوات عسكرية مدرعة لأية دولة عدا تركيا، ومن دون موافقتنا ولا علمنا، وكل ما يقال خلاف ذلك محض افتراء».
وطلب العبادي من وزارة الخارجية تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد أنقرة، ودعوة المجلس لمطالبة تركيا بسحب قواتها من العراق على الفور.
وكان السيستاني قد قال، في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه الشيخ عبد المهدي الكربلائي، «ليس لأي دولة إرسال جنودها إلى أراضي دولة أخرى تحت ذريعة مساندتها في محاربة الإرهاب ما لم يتم الاتفاق على ذلك بين حكومتي البلدين بوضوح وصراحة». وأضاف «الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق، وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات».
وحث السيستاني العراقيين على التحلي بضبط النفس تجاه الأجانب المقيمين في البلاد، بعدما هددت جماعات مسلحة باستخدام القوة ضد تركيا واستهداف مصالحها في العراق لتسحب قواتها.
وقال اردوغان، في اسطنبول، «لا يمكن أن نسحب جنودنا من شمال العراق الآن. جرى نشر (قوات) ليست للقتال لكن لحماية الجنود الذين يقومون بالتدريب هناك، وسنواصل عملية التدريب بحزم».
وأضاف اردوغان ان «التطورات الأخيرة أظهرت أن حكومة بغداد لم تتمكن من فعل أي شيء في مواجهة احتلال داعش لمناطق في العراق، وبناءً على طلب من حيدر العبادي أرسلنا جنودنا (إلى العراق) العام الماضي، ومر عام ونصف العام على ذلك. والسؤال الآن: أين كنتم منذ عام ونصف العام؟».
وتابع إن «العراق يعج بالمنظمات الإرهابية، التي تشكل تهديداً لتركيا، وفي مقدمتها داعش، ونحن نقول للحكومة المركزية في العراق، إذا لم تتمكنوا من اتخاذ التدابير الضرورية إزاء التهديدات الموجهة ضد بلدنا، فنحن سنتخذها».
وكان مكتب رئيس الحكومة العراقية قد ذكر، في بيان، أن العبادي أبلغ وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو ورئيس جهاز الاستخبارات حاقان فيدان، في بغداد، أن حل الأزمة بين البلدين ينحصر بسحب القوات التركية من الأراضي العراقية. وأضاف أن «الجانب التركي أعرب عن التزام تركيا باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه والوقوف معه في محاربة داعش».
وفي أنقرة، ذكر مكتب داود أوغلو، في بيان، أن تركيا قررت خلال محادثات مع مسؤولين عراقيين «إعادة تنظيم الوجود العسكري في قوة الحماية بمعسكر بعشيقة». ولم يذكر ما ستشمله عملية إعادة تنظيم القوات، لكنه أشار إلى أنه جرى التوصل لاتفاق للبدء في العمل على إقامة آليات لتعميق التعاون مع الحكومة العراقية في القضايا الأمنية.
- بوتين يأمر الجيش بالرد بحزم على أي تهديد في سوريا
كيري يعدّل بيان مؤتمر الرياض لإرضاء موسكو
لم يكد مؤتمر المعارضة السورية يختتم أعماله في الرياض، بإصدار بيان يدعو إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ورموز حكمه عن السلطة مع انطلاق الفترة الانتقالية، حتى تعرض لتشكيك أميركي، مع تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن بعض النقاط، و «تحديداً نقطتين»، بحاجة إلى معالجة إذا كانت مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة ستُستأنف الأسبوع المقبل، فيما كان نظيره الروسي سيرغي لافروف يكرر
رفضه الخروج عن تفاهمات فيينا وبحث موضوع الأسد.
في هذا الوقت، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً ضمنياً إلى تركيا من تكرار جريمة إسقاط الطائرة الروسية فوق سوريا. وقال لقادة وزارة الدفاع، «آمركم بالتصرف بطريقة صارمة إلى أقصى الحدود. أي أهداف تهدد مجموعة روسية أو منشآتنا على الأرض، يجب أن تُدمر على الفور».
وأعلن كيري، في باريس، انه سيتباحث مع نظيره السعودي عادل الجبير لمعالجة النقاط العالقة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض بين المعارضة السورية، السياسية والعسكرية. وأضاف أن «بعض المسائل، وتحديداً نقطتين، في رأينا بحاجة إلى معالجة». وتابع «إني واثق من أنها ستعالج وسأتباحث معهم».
وحول ما إذا كان سينظم في نيويورك في 18 كانون الأول المؤتمر الدولي حول سوريا، قال كيري «سوف نرى. عليّ أن استمع إلى أجوبة على بعض الأسئلة وعندها سنعلمكم بالأمر». وأعلن انه تحادث مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز والجبير منذ توقيع الاتفاق. ولم يحدد كيري للصحافيين النقاط المختلف عليها، لكن واشنطن ترغب في أن تكون موسكو مرتاحة للاتفاق، بعدما شدد الروس مراراً على أن خطوات ستُتخذ، يجب أن تنسجم مع ما حددته تفاهمات فيينا السورية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أن كيري سيلتقي بوتين في موسكو الثلاثاء المقبل للبحث في الملف السوري وسبل مكافحة تنظيم «داعش». وقال «سيبحثان في الجهود الجارية للتوصل إلى انتقال سياسي في سوريا، وفي الجهود المتزامنة لإضعاف وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية».
كما سيلتقي كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته موسكو. وأشار تونر إلى أن كيري سيحضر أيضاً محادثات بشأن سوريا في باريس في 14 كانون الأول الحالي.
ورحبت باريس باجتماع المعارضة السورية في الرياض، داعية إلى «مواصلة الجهود» لبدء مرحلة انتقالية. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن «فرنسا ترحب بمؤتمر المعارضة السورية، الذي خلص إلى تبني وثيقة مشتركة تؤكد على الالتزام بسوريا موحدة وحرة وديموقراطية، تحترم حقوق جميع المواطنين، بالإضافة إلى تشكيل هيئة مكلفة اختيار الوفد التفاوضي للمعارضة». وأضافت «هذه مرحلة مهمة في المسار الذي بدأ في 14 تشرين الثاني في فيينا، بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع السوري».
وتابعت «يجب أن نعمل على إطلاق مفاوضات ذات مصداقية بين المعارضة والنظام السوري بإشراف الأمم المتحدة، بغية الوصول إلى مرحلة انتقالية في سوريا»، والتي ستكون «أحد أهداف» الاجتماع المقرر عقده الإثنين المقبل في باريس حول سوريا.
في هذا الوقت، عُقد في جنيف اجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط آن باترسون، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في جنيف.
وحذر لافروف، في مؤتمر «حوار المتوسط» في روما، من أن «التحالف الغربي قرر عدم التنسيق الكامل مع روسيا، لأنه لا يتقبل مساندتها للأسد. إنه لخطأ فادح القول إنه لا يمكننا أن نحظى بتأييد كل أعضاء التحالف إلا حين يرحل الأسد، وحتى ذلك الحين سنكون انتقائيين في ما يتصل بقتال الإرهابيين». وأضاف «نحن نرى أن مصيره لا يجوز لأحد أن يحدده سوى الشعب السوري نفسه».
وتابع «لا يجوز أن نغمض عيوننا عندما تعمل أطراف ما كأعوان لتنظيم الدولة الإسلامية، وتفتح الممرات لتهريب الأسلحة وتوريد النفط بطرق غير شرعية وتقيم روابط اقتصادية مع الإرهابيين. إننا نطالب بوضع حد لكل ذلك. كما أن ذلك يؤكد على ضرورة إغلاق الحدود التركية - السورية فوراً».
واعتبر لافروف أن «إنجاح مهمة مكافحة الإرهاب يتطلب من الجميع التخلي عن اللعبة المزدوجة ودعم المتطرفين والتستر على الإرهابيين، علماً أن حادثة إسقاط القاذفة الروسية من قبل سلاح الجو التركي كانت مثالاً على مثل هذه اللعبة المزدوجة».
ولم يستبعد لافروف أن «تجتمع مجموعة دعم سوريا مجدداً في فيينا الأسبوع المقبل، في حال نجاح الأطراف المشاركة في المفاوضات في تنسيق قوائم التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة الوطنية التي تحارب في سوريا. بعد تنسيق مثل هذه القوائم، يمكن التعويل على إطلاق مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة».
بوتين
وقال بوتين، خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع في موسكو، «أود أن أحذر أولئك الذي سيحاولون مرة أخرى ارتكاب أي نوع من الاستفزازات بحق جنودنا»، في إشارة واضحة إلى تركيا. وقال «إنني آمر بالعمل بأقصى درجات القسوة. ويجب تدمير أي أهداف تهدد المجموعة العسكرية الروسية أو منشآتنا على الأرض في سوريا فوراً».
وكانت روسيا اتخذت تدابير إضافية لحماية طائراتها في سوريا بعد إسقاط تركيا طائرة «سوخوي 24» في 24 تشرين الثاني الماضي ما تسبب بأزمة كبيرة بين البلدين. وباتت القاذفات الروسية تقوم بمهامها في سوريا بحماية المطاردات، وتم نشر منظومة صواريخ «أس 400» في قاعدة حميميم الجوية شمال غرب سوريا ويرسو طراد قاذف للصواريخ منذ الحادث قبالة اللاذقية.
وأعلن بوتين أن القوات الجوية الروسية تدعم عمليات يقوم بها «الجيش السوري الحر». وقال «في الوقت الحالي، هناك عدد من وحدات (الجيش الحر) التي تعد أكثر من خمسة آلاف شخص، تشن إلى جانب قوات الجيش عمليات هجومية ضد الإرهابيين في محافظات حمص وحماه وحلب والرقة، بالإضافة إلى ذلك، نحن نقدم لهم (الجيش الحر) وللجيش السوري دعماً جوياً، وندعمهم بالسلاح والذخيرة والمعدات»، قبل أن يوضح الكرملين أنه كان يقصد أن الدعم بالسلاح يذهب إلى السلطات الشرعية في سوريا.
وشدد بوتين على أن «عملياتنا ليست بهدف تحقيق مصالح جيوسياسية غامضة أو مجردة، ولا تتعلق بالرغبة في التدريب أو اختبار منظومات أسلحة جديدة. الهدف الأهم يتمثل في إزالة الخطر الذي يهدد روسيا نفسها». وأشار إلى أن «هناك عدداً كبيراً من الإرهابيين المتحدرين من روسيا يقاتلون في سوريا، بينهم ممثلون عن مختلف المجموعات الإثنية، ليس من شمال القوقاز فحسب، بل ومن مناطق روسية أخرى».
وكلف بوتين وزارة الدفاع الروسية «تنسيق التحركات مع مركز القيادة لسلاح الجو الإسرائيلي وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة».
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال الاجتماع، إن «داعش يواصل تمدده والاستيلاء على مساحات جديدة من الأراضي»، مضيفاً أن «الإرهابيين يسيطرون اليوم على قرابة 70 في المئة من أراضي سوريا». وكشف أن «عدد الإرهابيين يبلغ نحو 60 ألف شخص»، محذراً من «خطر تمدد أنشطتهم إلى أراضي آسيا الوسطى وشمال القوقاز».
وأعلن أن «الجيش الروسي تمكن من نقل كميات كبيرة من الشحنات المختلفة إلى سوريا باستخدام وسائل النقل الجوية والبحرية، إذ بلغ وزنها الإجمالي 214 ألف طن»، كما ساعد في إعادة تشغيل منشأة عسكرية لتصليح الدبابات في حمص.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو دعا، في تصريح لقناة «أن تي في» التركية، روسيا إلى «التهدئة»، معتبراً أن لصبر تركيا «حدوداً». وأضاف «إذا لم نقم بالرد بعد ما فعلتموه فليس لأننا نخاف أو يعترينا أدنى شعور بالذنب. نحن صابرون أملاً في عودة علاقاتنا إلى سابق عهدها».
- ثلاثة شهداء في هبّة فلسطين
في الجمعة الـ 11 للهبَّة الشعبيّة، استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزَّة، فيما قالت عائلة أحد الشهداء إنّه أُعدم ميدانيّاً بعد محاولته تنفيذ عمليّة دهس.
وفي قطاع غزَّة، استشهد سامي ماضي (41 عاماً)، وأصيب العشرات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات وقعت شرق مخيّم البريج وسط القطاع.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أنَّ الشهيد ماضي أصيب بعيار ناري في الصدر ارتقى على إثره مباشرةً.
واندلعت المواجهات بعد مسيرات شارك فيها آلاف الفلسطينيين في مدن عدة بدعوة من حركة «حماس» في الذكرى الثامنة والعشرين لانطلاقها.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد الشاب عدي جهاد أرشيد (22 عاماً) بعد إصابته بالرصاص الحي في الصدر خلال مواجهات شمال الخليل.
وكانت شقيقته دانيا أرشيد (17 عاماً) قد استشهدت في نهاية تشرين الأول الماضي، برصاص الاحتلال بعد تنفيذها عملية طعن قرب الحرم الإبراهيمي.
كما أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد عيسى إبراهيم سلامة الحروب (57 عاماً) برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي ظهر أمس، في منطقة مفرق النبي يونس شمال الخليل، بعد محاولته تنفيذ عملية دهس.
وفيما قالت عائلة الشهيد إنَّه تعرّض لعملية إعدام مقصودة، أكّد جواد الحروب، نجل الشهيد عيسى، أنّ والده لا ينتمي إلى أيّ فصيل، وهو أحد مشايخ الدعوة والتبليغ، لافتاً إلى أنّه كان في زيارة بلدة الشيوخ.
واتسعت دائرة المواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال بعد عصر أمس عقب تشييع جثمان الشهيد أرشيد في منطقة رأس الجورة في الخليل، وذلك على إثر قمع الاحتلال المسيرة التي دعت إليها «حماس»، ما أدّى إلى إصابة عدد من الشّبان بالرصاص الحيّ وحالات الاختناق.
وفي عملية نادرة، قام جنود الاحتلال بعملية توغّل في رام الله مقر السلطة الفلسطينية، وداهم العشرات منهم محلاً يزوّد المختبرات الطبيّة والعلمية بالمعدات، وقاموا بمصادرة كاميرات مراقبة وأجهزة كمبيوتر، وفق ما أفاد شهود.
- الأوروبيون ينصحون الأتراك بـ«الواقعية»: الروس أجهضوا أحلام «المنطقة المغلقة»!
فيما تواصل تركيا جني الأرباح السياسية، بعد المساومة الفجة على ورقة اللاجئين، يجزم مسؤولون أوروبيون بأن إنشاء «منطقة مغلقة» لن يكون ممكناً في الأمد المنظور.
الثمن السياسي لتقليل أنقرة تدفقات اللجوء إلى أوروبا لن يشمل الانخراط في ذلك المشروع التركي، رغم إعلان الولايات المتحدة أنها تتبناه الآن.
الاجتماعات عالية المستوى بين الاتحاد الأوروبي والأتراك كانت نتيجةً مباشرة للصفقة حول اللاجئين. وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو مدعو إلى اجتماع وزراء خارجية التكتل، يوم الاثنين، لمحاولة التنسيق بين توجهات السياسة الخارجية لدى الجانبين. الملف السوري سيكون حاضراً على الطاولة، إضافةً إلى العلاقات مع روسيا واستراتيجية مكافحة الإرهاب.
استثمر الأتراك ارتفاع الطلب العالمي على محاربة «داعش»، ليقوموا أخيراً بإعادة تغليف مطلبهم بـ «المنطقة الآمنة» في الشمال السوري.
صاروا يسمونها الآن «منطقة مغلقة» أمام التنظيم الإرهابي، لمنع استفادته من نقل النفط وتدفق المقاتلين. لكن تسويق المطلب بغلاف جديد لا يبدو أنه غيّر في رفض الأوروبيين شراءه.
سألت «السفير» مسؤولاً أوروبياً رفيع المستوى حول القضية، فقال إنه «في كلتا الحالتين، سواء إذا كانت منطقة آمنة أم مغلقة، فنحن نفهم مشروعية المسألة، لكن نفهم أيضاً الصعوبة العملية» لإنشائها، قبل أن يشير إلى الصعوبة الأساسية التي أوجدها التدخل الروسي: «كما نرى الآن، حينما يكون لديك طائرات مقاتلة كثيرة في المنطقة، ولديها أهداف مختلفة، لذا لا نرى أنه من الواقعي تماماً تخيّل أن منطقة مغلقة سيمكنها أن توجد داخل سوريا في الأسابيع المقبلة.
إذا حصل ذلك فسنرحب به، لكن لنكن واقعيين، نحن لا نعتقد أن هذا يمكنه الحدوث في الأسابيع المقبلة».
هذا التقدير يخالف ما أشاعته واشنطن مؤخراً، عن قرب تطبيق «منطقة مغلقة» بطول 90 كيلومتراً شمالي سوريا.
وزير خارجيتها جون كيري قال إن هناك «اتفاقاً كاملاً» مع تركيا حول ذلك، لافتاً إلى أن من سيشارك في إنشاء تلك المنطقة هم الجيش التركي وقوات معارضة «معتدلة» بتغطية جوية من واشنطن ودول في «التحالف».
لكن ديبلوماسياً غربياً نفى وجود أي رغبة لدى دول أوروبية، منخرطة في عمليات «التحالف» الجوية، بالمشاركة في تغطية «منطقة مغلقة».
متحدثاً عن بريطانيا، الأقرب إلى واشنطن، والتي دخلت الأجواء السورية أخيراً، قال الديبلوماسي لـ«السفير» إن «الغارات البريطانية تستهدف داعش على وجه التحديد، ولا يوجد أي خطط من أجل توسيع ذلك للمساهمة في إنشاء منطقة مغلقة».
المصدر الديبلوماسي أعاد التشديد على القرار الأوروبي برفض دعم المطلب التركي، رغم التغليف الجديد له، قبل أن يقول بلهجة حاسمة إنه «لا يوجد الكثير من الدعم بين حكومات الاتحاد الأوروبي لإنشاء مناطق آمنة في سوريا».
في السياق ذاته، لا يبدو أن التأزم بين تركيا وروسيا سينعكس في تشكيل أنقرة تحالف ضرورة «جيوسياسية» مع الأوروبيين، رغم كونهم متصادمين مع موسكو بخصوص الأزمة الأوكرانية. أحد المسؤولين المطلعين على تلك الأجواء قال إن سقف الموقف الأوروبي سيكون تمديد العقوبات الحالية على روسيا، كما أشار إلى عدم رغبة الأوروبيين في أي تصعيد مع موسكو لأن «الهدف يبقى التهدئة لمحاولة تطبيق اتفاق السلام في أوكرانيا».
استبعاد «حزب الاتحاد الديموقراطي» من لقاء مجموعات معارضة في الرياض سيكون أحد مواضيع النقاش الأوروبي مع الأتراك. دول أوروبية عديدة شددت على أهمية الإنجازات التي حققها المقاتلون الأكراد في وجه «داعش». خلال إطلاعه الصحافيين في بروكسل على أجواء الاجتماع المرتقب، سألت «السفير» المسؤول الأوروبي عن موقفهم، فأكد عدم موافقتهم على ما جرى، مع الحرص على عدم التصادم مع أنقرة والرياض.
قال بعد تردد «نريد عملية شاملة في سوريا، وهذا يتضمن أيضاً المعارضة»، قبل أن يضيف «هذا يعني أن الأكراد يجب أن يشاركوا في النقاش حول الانتقال في سوريا، هذه هي رغبتنا وعلينا مناقشة ذلك مع الأتراك».
القضية بالنسبة لديبلوماسي متابع للنقاش تتعلق بمجاملات ديبلوماسية أكثر من كونها مسألة مقرّرة. قال معلقاً على ما جرى إن «هناك فرقاً بين عدم دعوة الرياض للأكراد إرضاءً لأنقرة، وبين أن يكونوا موجودين على الطاولة» للتفاوض مع النظام السوري.
رغم محاولة اجتماع الرياض تهميش عملية فيينا، لكن وزراء أوروبيين أكدوا أن ما جرى هو في صلبها. وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير أصدر بياناً اعتبر فيه الاجتماع ومخرجاته «الخطوة الملموسة الأولى نحو تنفيذ خريطة طريق فيينا لحل سياسي في سوريا»، معتبراً أن الاتفاق المنجز لفصائل المعارضة التي حضرت «أكثر مما كنا نجرؤ على توقعه».
* الاخبار
- السيد نصرالله يستقبل فرنجية: أسئلة عن الخلفية والتوقيت والهدف
زار النائب سليمان فرنجية، أول من أمس، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعقد معه اجتماعاً طويلاً، بحضور مساعدين للطرفين.
وعلمت «الأخبار» أن فرنجية عرض خلال اللقاء كل ما سبق أن قام به من اتصالات سياسية، بما فيها اللقاء مع العماد عون، وآخر المشاورات مع فريق 14 آذار، ولا سيما الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط.
وأكد فرنجية التزامه &l