بالقرب من العاصمة السورية دمشق، في مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مهرجانا لذكرى انطلاقتها الثامنة والاربعين،
خليل موسى – دمشق
قبل نصف قرن من الآن كان العالم يشهد ويسمع قصص حركة قومية تناضل في مناطق عديدة من البلدان العربية، والهدف الأساسي لها كان تحرير ومناصرة كل منطقة تعاني الاحتلال بأي شكل من أشكاله أو الظلم الإمبريالي.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الانطلاقة والتأسيس..
مع تتالي الاحداث واشتداد الظلم على فلسطين وشعبها، وتحديدا إبان نكسة حزيران 1967، قررت مجموعة من القياديين، تخصيص نضالهم، صبوا كامل جهدهم لتحرير فلسطين في مواجهة العدو الصهيوني، غيروا الاسم والمهام لحركتهم التي كانت تُعرف حينها بحركة القوميين العرب، حيث تأسست أثر تراكمات الظلم وجريمة العصر المتمثلة بنكبة فلسطين عام 1948، ولتصبح بعد النكسة حركة أقوى وذات تركيز أكبر في عملها، عرفت حينذاك في 11 كانون الأول/ديسمبر عام 1967 بالجبهة الشعبية لتحير فلسطين، وكان أشهر مؤسسيها الدكتور جورج حبش المعروف بحكيم الثورة الفلسطينية ومعه الشهيد وديع حداد وآخرون من رفاقهم المعروفين بنضالهم الأممي والقومي ومن ثم الفلسطيني.
هذه الجبهة التي كتب الكثيرون من المؤرخين والمتخصصين، أنها أعادت للقضية الفلسطينية مسارها الصحيح وعرّفت العالم بالقضية وباللاجئ الفلسطيني، فاشتهر حينها المناضلون بقدرتهم على التخطيط والتنفيذ الدقيق في كل العمليات، عمليات كان أقل تقديراتها أنها نوعية وناجحة، خاصة ما رفعوه من شعار لعملياتهم الخاصة "وراء العدو في كل مكان"، وبدأ معها توجيه ضربات موجعة للعدو الصهيوني.
تزامن الذكرى الثامنة والأربعين مع أحداث الانتفاضة
بالقرب من العاصمة السورية دمشق، في مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مهرجانا لذكرى انطلاقتها الثامنة والاربعين، ما يميزه هذا العام، هو الذكرى التي أتت بالتزامن مع أحداث هامة في المنطقة العربية وأهمها انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.
وحضر المهرجان ممثلين عن فصائل وقوى المقاومة الفلسطينية وممثل للمقاومة الاسلامية في لبنان، إضافة لممثلين عن عدد من الفعاليات السورية، وحشد جماهيري كبير الفلسطينيين من كل مناطق دمشق.
وفي لقاء خاص لموقع قناة المنار مع أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكد ان الجبهة تأسست لتساهم مساهمة فعالة في بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وأكد ايضا أنها شقت طريق المقاومة منذ انطلاقتها وستستمر في المقاومة، وستبقى رائدة كما كانت في نضالها وعملها النضالي وفي مقدمتها الكفاح المسلح حتى تحرير كامل فلسطين.
كما عاهد الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل وفي الشتات، أن تتابع الجبهة نضالها وأن تعمل على إعادة بناء منظمة التحرير على أسس صحيحة لتدعم الانتفاضة حتى تحقق كامل أهدافها في تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي نهاية حديثه لموقعنا توجه بالتحية لكامل بلدان محور المقاومة ولكل قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله.
وندد في كلمته أمام الجماهير بما قوم به النظام السعودي ضد شعبنا العربي في اليمن، وأبدى موقفا يعارض ما قامت به شركة عربسات ضد كل من قناتي المنار والميادين معتبرا ذلك قرارا صهيونيا، وتضامن مع القناتين باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وبدوره اكد أنور عبد الهادي سفير فلسطين في دمشق، خلال لقاء خاص مع موقع المنار أن ذكرى انطلاقة أي فصيل هي مناسبة لكل الشعب الفلسطيني، شعب قرر أن يتحول من لاجئ إلى مقاوم ليحرر بلده من الاحتلال، ونوه إلى دور الجبهة الشعبية خلال تاريخا النضالي لدورها في الكفاح المسلح، ولدورها في الحفاظ على الوحدة الوطنية، واعتبر ذكرى الانطلاقة هذه يوما وطنيا للشعب الفلسطيني كأي انطلاقة لباقي الفصائل الفلسطينية.
كما اكد عبد الهادي في حديثه لموقع المنار أن الانتفاضة هي فعل شعبي مقاوم اتت نتيجة التهرب والانحياز الدولي والعالمي للكيان الصهيوني.
ممثل المقاومة الاسلامية في لبنان، الحاج حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية في حزب الله، اشار في الحديث لموقع المنار الى أهمية الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني اليوم يستخدم كل ما بوسعه ليدافع عن قضيته في وجه الاحتلال، وأضاف أن هذه الانتفاضة يمكن الرهان عليها في تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني ، مشددا على وجوب التجنيد والانخراط لكافة القوى المقاومة فيها، لتحقيق كامل أهدافها ولتحقيق كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وبما أن الجولان وفلسطين لهما درب واحد في التحرير من العدو ذاته أكد طلحت حمدي مسؤول مكتب أبناء الجولان في حديث لموقعنا وجود علاقة عضوية بين الجولان وفلسطين تتمثل بعلاقة اجتماعية ونضالية وإنسانية بشكل كبير جداً، وباعتبار التزامن المصادف للذكرى الرابعة والثلاثين للقرار الصهيوني المشؤوم بضم الجولان السوري المحتل، مع ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية، أكد حمدي لموقعنا، حق الشعب العربي في كل من فلسطين والجولان باستمرار النضال والمقاومة حتى تحريرهما من الكيان الغاشم.
المهرجان أنهى فعالياته بفقرة فنية لفرقة زهرات الشهيد أبو علي مصطفى، ولكنه لم ينهِ ما وعد به الجماهير بمتابعته من عمل نضالي، بل جعل كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذكرى يوم انطلاقتهم، نقطة ارتكاز لتمتين الانتفاضة وتفعيلها بشكل أكبر، ولسان حال كوادرها يقول "إن النصر لناظره لقريب".