تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي الموضوع السوري حيث طالبت سورية بتعريب بعثة المراقبين واحترام سيادة الدولة في الوقت الذي تصاعدت فيه التحذيرات من حرب أهلية.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي الموضوع السوري حيث طالبت سورية بتعريب بعثة المراقبين واحترام سيادة الدولة في الوقت الذي تصاعدت فيه تحذيرات من حرب أهلية سبقت انتهاء المهلة العربية.
السفير :
صحيفة السفير عنونت "سوريا تطالب بتعريب بعثة المراقبين واحترام سيادة الدولة"و"تصاعد التحذير من الحرب الأهلية يسبق انتهاء المهلة العربية"
وكتبت تقول"أصبح مصطلح الحرب الاهلية السورية شائع الاستخدام بين مختلف العواصم، ما بين الترغيب والترهيب، والنفي والتأكيد. تداولته واشنطن وأنقرة وباريس وطهران، أمس، غداة التحذير الذي أطلقته موسكو للاشارة الى احتمالات انزلاق الوضع الامني المتأزم الى حرب أهلية بين السوريين، بعدما تصاعدت العمليات العسكرية التي يشنها مسلحون ضد القوات الأمنية والمراكز الحكومية، وتزايد التقارير حول جرائم قتل وخطف طائفية. وبينما يفترض ان تنتهي اليوم «المهلة» التي حددتها الجامعة العربية للرد على المبادرة العربية حول الازمة السورية، طلبت دمشق من الأمين العام للجامعة نبيل العربي تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة إرسالهم إلى سوريا، مشترطة أن يكون المراقبون من جنسيات عربية فقط، وألا تتعدى مهمتهم سيادة الدولة السورية".
وقال العربي، في بيان، إنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم أول من أمس تضمنت «تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا» الذي أقره مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في 16 تشرين الثاني. وأضاف ان «هذه التعديلات هي محل دراسة الآن».
وكان وزراء الخارجية العرب قد هددوا، خلال اجتماع في الرباط الأربعاء الماضي، بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة أيام بروتوكولا يحدد «الإطار القانوني والتنظيمي» لبعثة المراقبين العرب التي ستُرسل إلى سوريا لحماية المدنيين.
وقال مصدر دبلوماسي لـ«بي بي سي» إن سوريا ردت على ورقة الجامعة العربية بورقة معدلة «تحافظ على روح النص وطبيعة المهمة وتحفظ في الوقت نفسه سيادة سوريا». وأوضح أن «الجانب السوري مستعد للتوقيع فورا على الورقة المعدلة التي تطالب بدرجة أكبر من التنسيق مع الحكومة السورية».
وأضاف المصدر أن «سوريا أبدت استعدادا لاستقبال بعثة من الجامعة العربية، ومن ضمنها مراقبون إذا اتُّفق على التعديلات التي طلبتها دمشق»، موضحا أنه «يجري حاليا العمل على بعض التفاصيل»، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يهدف إلى «عرقلة مهمة» الوفد.
وقال مصدر لـ«السفير» إن سوريا اشترطت أن يكون المراقبون من جنسيات عربية فقط، وألا تتعدى مهمة المراقبين سيادة الدولة السورية. ولم يكن واضحا من تصريحات المصدر إن كانت دمشق تحفظت على أحد نصوص البروتوكول التي تحمل السلطات السورية مسؤولية حماية المراقبين، وذلك في ظل تعرض القوات العسكرية والأمنية السورية للكمائن والقتل.
كلينتون
واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مقابلة مع شبكة «ان بي سي»، أن اندلاع «حرب أهلية» في سوريا أمر ممكن، في وقت أخذ «معارضون يردون على قمع النظام السوري باستخدام السلاح».
وقالت «أعتقد انه يمكن أن تندلع حرب أهلية إذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة جيداً وتتمتع بتمويل كبير». وأضافت أن هذا العمل المسلح «إذا لم يتول قيادته المنشقون عن الجيش فسيؤثرون فيه بالتأكيد. إننا نراه ولا نوافق على ذلك، لأننا نؤيد التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة». وحرصت على القول إن «نظام (الرئيس بشار) الأسد هو الذي دفع الشعب من خلال العنف الذي يمارسه منذ أشهر الى حمل السلاح ضده».
ويتناقض تقويم كلينتون مع رفض المتحدث باسم وزارتها مارك تونر، أول من أمس، التحذير الذي أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن هجمات المعارضين على المباني الحكومية تشبه «حربا أهلية».
وقال تونر امس ان واشنطن لا ترى أي إشارات حول ان الحكومة السورية ستحترم اقتراح الجامعة العربية. وأضاف «لقد خسروا كل مصداقية، ولهذا نعتقد انه يجب على الأسد التنحي والسماح بعملية انتقال ديموقراطية».
بوتين
وانتقد رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين، بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي فرانسوا فييون في موسكو، باريس لتدخلها في شؤون الدول الأخرى، مكررا تحذير موسكو من أي تدخل عسكري في سوريا.
وعما اذا كانت روسيا ستدعم الدعوات للأسد بالتنحي أو قرارا دوليا بإدانته، قال بوتين «نحن على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لكننا ندعو إلى توخي الحذر وضبط النفس»، مضيفا «هذا هو موقفنا» إزاء سوريا. وأضاف «نرى أنه من الضروري عدم استخدام القوة على الإطلاق في حل مسائل من هذا النوع».
ومن جانبه، كان تصريح فييون أشد لهجة ضد دمشق، قائلا «نعتبر ان الوضع يتردى أكثر فأكثر، والاسد صمّ أذنيه بمواجهة الدعوات من جانب الاسرة الدولية ولم يفِ بوعود الاصلاح وما زالت أعمال القتل مستمرة». وتابع «نعتقد انه لا غنى عن زيادة الضغوط الدولية، وتقدمنا بمسودة قرار أمام الامم المتحدة نأمل ان تجد دعما واسعا قدر الامكان».
إيران
وحذرت طهران من ان قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا هو «خطأ تاريخي» وسيؤدي الى حرب أهلية في هذا البلد.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن رئيس اللجنة البرلمانية الايرانية للشؤون الخارجية علاء الدين بروجردي قوله، في مؤتمر صحافي في السفارة الايرانية في أنقرة، ان «النهج الذي سلكته الجامعة العربية يهدف الى إلحاق هزيمة بسوريا من الداخل والتسبب بحرب أهلية».
وأضاف «كان ذلك خطأ تاريخيا بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية». واعتبر ان «الحل الافضل لوضع حد للاضطرابات التي تشهدها سوريا راهنا، يكمن في أن يواصل الرئيس بشار الاسد الاصلاحات».
جوبيه وداود أوغلو
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو في أنقرة، أن «الوقت حان لتشديد العقوبات على النظام السوري الذي لم يستجب للمطالب».
وأبدى جوبيه تشاؤمه إزاء إمكان أن يحترم النظام السوري المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوضع حد لأعمال «العنف». وأكد أن «نشوب حرب أهلية سيكون كارثيا»، ودعا المعارضة السورية إلى تفادي «اللجوء إلى التمرد المسلح». وكرر أن فرنسا تعارض «أي تدخل أحادي الجانب» في سوريا، وان مثل هذا التدخل إذا حصل يجب أن يتم في إطار تفويض من مجلس الأمن الدولي.
وحذر داود اوغلو، من ان «المنشقين عن الجيش السوري بدأوا بالتحرك في الفترة الاخيرة ولذلك هناك مخاطر بالانزلاق الى حرب أهلية». وأضاف «انه حتى الآن من الصعب التحدث عن حرب أهلية، لأنه في هذه الحالة هناك جانبان يتحاربان. بينما في الوضع الحالي غالبية السكان يتعرضون لهجمات من قوات الامن. لكن هناك دائما خطر أن يتحول ذلك الى حرب أهلية».
وعما إذا كانت تركيا تعتزم إقامة منطقة عازلة أو فرض منطقة حظر جوي على حدودها مع سوريا، قال داود اوغلو إن مثل هذا الإجراء ليس مطروحا في الوقت الحالي، إلا انه أضاف انه من الممكن اتخاذ «إجراءات» في المستقبل.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان «الهجوم الذي استهدف مقرا للاستخبارات السورية من قبل عناصر منشقين عن الجيش ليس سوى نتيجة للإصرار الأعمى والوحشي للاسد على قمع شعبه». وأضاف «يجب ألا نتعجب في مثل هذه الظروف من ان نصبح في مواجهة اوضاع من هذا النوع، من هنا الضرورة الملحة لكي يتجند الجميع في المجتمع الدولي لكي يتوقف كل ذلك». وحرض الجنود السوريين على النظام، معتبرا انه «كلما اتسع الانشقاق تضاءلت قبضة القمع».
ويبدو أن باريس أصبحت مقر لقاءات بريطانية وأميركية مع أطراف المعارضة السورية. وينتظر وفد من الخارجية الأميركية وصل باريس أمس، إجراء لقاءات، مع شخصيات لم تحدد بعد من المعارضة السورية. وصباح أمس، وفي مقر السفارة البريطانية في باريس، التقت السفيرة البريطانية السابقة في لبنان فرانسيس غاي، وهي المسؤولة حالياً عن الملف السوري في الخارجية البريطانية، سبع شخصيات من المعارضة السورية، لا يضمون أفراداً من المجلس الوطني، وينتمون إلى هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، كحسين كامل، وتيار الدولة كريم تركماني وشخصيات مستقلة كسمير عيطة.
وفي اللقاء الأول من نوعه بين دبلوماسي بريطاني ومعارضين سوريين، عرضت غاي للوفد السوري المعارض اعتراضات مشابهة للاعتراضات الفرنسية على أي تدخل عسكري. وقالت للوفد إن أي تدخل عسكري لن يأتي بحل، وقد يؤدي إلى حرب أهلية لو وقعت فلن تتوقف نيرانها عند الحدود السورية، بحسب ما نسب إلى السفيرة البريطانية السابقة في لبنان.
من جهة اخرى، قال متحدث باسم مجموعة «توتال» النفطية الفرنسية إن السلطات السورية توقفت عن دفع المستحقات المالية للشركة عن أنشطتها لإنتاج النفط. وقال متحدث باسم توتال «لم نعد نتلقى مدفوعات من الحكومة السورية» مضيفا ان الشركة لاحظت انخفاضا طفيفا في انتاج النفط في سوريا.
الأخبار :
صحيفة الأخبار عنونت "سوريا تطلب تعديلات على بروتوكول المراقبين والعالم يتوجس من حرب أهلية"
وكتبت تقول "يوم تحدّيات وتهديدات متبادلة جديدة شهده الملف السوري أمس، ميدانياً وسياسياً، داخلياً وخارجياً. الشارع المنقسم تبلور بوضوح مجدداً، بينما علت التحذيرات الإقليمية والدولية من وقوع حرب أهلية، وإذا صحّت الأنباء، فإنّ الجيش السوري بدأ بالرد على احتمال إقامة منطقة عازلة ازداد عدد المحذّرين الدوليّين من احتمال وقوع حرب أهلية في سوريا، إذ انضمّ إلى التحذير الروسي الذي صدر على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، أول من أمس، كل من نظرائه الأميركية والتركي والفرنسي، وهو ما أعربت ايران عن تخوفها من حصوله أيضاً".
وعلى وقع التسابُق الدولي في تحذير سوريا والتلويح بمعاقبتها بمختلف السبل، أعادت دمشق الكرة مجدداً إلى ملعب الجامعة العربية، عندما طلبت تعديل النص القانوني الذي ينظّم زيارة وفد المراقبين الذين قرر وزراء الخارجية العرب إرسالهم إلى سوريا، علماً أن المهلة العربية التي منحت لسوريا يوم الأربعاء، لكي توافق على اقتراح إرسال المراقبين العرب، تنتهي اليوم.
أما عسكرياً، فكان الأبرز ما نقله موقع تلفزيون «المنار» عن «مصادر غير رسمية» ومفاده أن «الجيش السوري بدأ عملية انتشار على كل الحدود مع تركيا، مطلقاً على العملية اسم تحطيم الأوهام»، فيما بدا كردّ على الأنباء والتقارير التي تحدثت عن احتمال قيام تركيا بفرض منطقة حظر جوي تتحول إلى منطقة عازلة تضم مدينة حلب في إطار مخطّط اطاحة النظام. وبحسب «المنار»، فإنّ الجيش «أعلن المنطقة الحدودية بعمق 20 كيلومتراً الفاصلة عن الحدود التركية، منطقة عسكرية مغلقة ممنوع الدخول إليها والخروج منها الا بموافقة الجيش».
وفي القاهرة، كشف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن سوريا طلبت إدخال تعديلات على خطة إرسال مراقبين من الجامعة إلى سوريا لتقييم الوضع هناك. وجاء في بيان العربي أنه تسلّم رسالة أول من أمس الخميس من وزير الخارجية السوري وليد المعلم «تتضمّن تعديلات على مسودة البروتوكول تتعلق بالوضع القانوني ومهام بعثة المراقبة المزمع ايفادها الى سوريا». ونقل البيان عن العربي قوله إن هذه التعديلات «تخضع الآن للدراسة». وكانت وكالة «أسوشييتد برس» قد نقلت عن مسؤول سوري «رفيع المستوى» تأكيده أن سوريا وافقت «من حيث المبدأ» على استقبال وفد المراقبين العرب «ونحن بصدد دراسة التفاصيل». وفي السياق، كشف عضو اتحاد الأطباء العرب، المقررة مشاركته في الوفد العربي المحتمل أن يتوجه إلى سوريا، إبراهيم الزعفراني، لـ«أسوشييتد برس» ايضاً، أن وفد المراقبين الـ500 يضمّ أطباء ومحامين وناشطين حقوقيين وخبراء عسكريين، محدداً هدف لجنة المراقبين بـ«حماية المدنيين».
ورغم أن واشنطن انتقدت التحذير الروسي من نشوب حرب أهلية في سوريا على خلفية الانقسام الحاصل في الجيش، عادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، لتحذّر، أمس، من احتمال أن «تنزلق الأوضاع في سوريا إلى حرب أهلية»، ووجهت اللوم إلى الرئيس بشار الأسد في «استفزاز المنشقين ليحملوا السلاح». وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «أن بي سي» الأميركية، على هامش زيارتها لمدينة بالي الإندونيسية، إنّ الوضع في سوريا «قد يتحول إلى حرب أهلية». وأضافت كلينتون أن بلادها تريد أن ترى «معارضة سلمية وغير عنيفة». ورداً على سؤال بشأن الرد الدولي تجاه ما تشهده سوريا، قالت كلينتون إن جامعة الدول العربية «وجهت إشارة لا تخطئ إلى ضرورة أن يرحل الأسد عن السلطة»، لكنها أشارت إلى أنه لا توجد «شهية» لأي تدخل عسكري أميركي أو من قبل الأمم المتحدة كما حصل في ليبيا.
وفي مقابلة أخرى مع شبكة «سي أن أن» الأميركية، لفتت كلينتون إلى أن الوضع في سوريا «مقلق جداً»، معترفةً بأن المعارضة السورية «تتغير وأصبح جزء منها مسلحاً جيداً ومستعداً للقيام بخطوات ضد الحكومة السورية».
أما في أنقرة، فقد حذّر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أيضاً، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي آلان جوبيه، من «مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية» في سوريا، مشيراً إلى أن «المنشقين عن الجيش السوري بدأوا بالتحرك في الفترة الاخيرة، ولذلك هناك مخاطر بالانزلاق الى حرب اهلية». كذلك نبّه الوزير التركي إلى أن بلاده قد تتّخذ المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري إذا استمر العنف، وهو ما وافقه فيه جوبيه الذي شدد على ضرورة تشديد العقوبات على دمشق. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن داوود أوغلو قوله إن «العقوبات الاقتصادية فضلاً عن الإجراءات الأخرى يجب أن تطرح على الطاولة إذا واصلت الحكومة السورية قمعها». ورداً على سؤال عما إذا كانت تركيا تعتزم اقامة منطقة عازلة أو فرض منطقة حظر جوي على حدودها مع سوريا، أجاب بأن مثل هذا الاجراء «ليس مطروحاً في الوقت الحالي»، محذراً في الوقت نفسه من أنه «من الممكن اتخاذ اجراءات في المستقبل»، من دون أن يعطي ايضاحات اضافية. وتابع «هدفنا الأساسي هو اتخاذ خطوات ضرورية بالتوازي مع مبادرة الجامعة العربية لوقف سيل الدماء. لكن إذا استمرت الهجمات، فستكون هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الإجراءات بدءاً بالعقوبات الاقتصادية كي نتمكّن من وقف المجزرة». وأعرب عن أسفه لفشل «الجهود التركية لأن الإدارة السورية لم تصغ إلى نداءاتنا ونداءات العالم. والأهم أنها رفضت الإصغاء إلى صوت شعبها ووجهت إليهم السلاح بدلاً من ذلك».
بدوره، توقع جوبيه أن يكون الرد السوري على المبادرة العربية بإرسال مراقبين إلى سوريا سلبياً، قائلاً «لا أريد استباق الامور، لكنني أشك في أن يوافق النظام». وخلص رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى أنه «آن الاوان لتوحيد جهودنا من أجل تشديد العقوبات» على دمشق، مجدِّداً الطمأنة إلى أن فرنسا «مستعدة للعمل مع المعارضة السورية». ووصف الوضع في سوريا بأنه بات «لا يحتمل»، داعياً مجلس الامن الدولي إلى التحرك. وعن هذا الموضوع، قال جوبيه «من الجيد أن يتخذ مجلس الامن الدولي موقفاً، اذ ليس من المنطقي أنه لم يتحرك بعد إزاء أزمة بهذا الحجم، وهذا غير مقبول». وفي المؤتمر الصحافي نفسه، ناشد جوبيه المعارضة السورية تفادي اللجوء إلى «التمرد المسلح لأنّ حرباً أهلية ستكون كارثة حقيقية». وفيما كرر جوبيه أن فرنسا تعارض «اي تدخل أحادي الجانب» في سوريا، لفت إلى أن «مثل هذا التدخل، إذا حصل، يجب أن يكون في اطار تفويض من مجلس الامن الدولي». وفي السياق، استبعد مصدر أوروبي أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتحرك منفرد تجاه الأزمة في سوريا. وقال المصدر الأوروبي في بروكسل لوكالة أنباء «آكي» الإيطالية إنه «لا نية للاتحاد بالتحرك بمفرده، وبالنسبة إلى أوروبا، يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بكافة أطرافه معاً من أجل وقف العنف في سوريا وتأمين انتقال هذا البلد نحو الديموقراطية».
النهار:
أما صحيفة النهار فعنونت"كلينتون ترى حرباً أهلية في سوريا ممكنة:المعارضة تتغيّر وجـزء منها بات مسلّحاً"
وكتبت تقول"وافقت دمشق مبدئياً على اقتراح جامعة الدول العربية ارسال مراقبين الى سوريا، على رغم انها اقترحت تعديلات على البروتوكول الخاص بذلك يعمل الامين العام للجامعة نبيل العربي على دراستها". وفي "جمعة طرد السفراء"، أفاد ناشطون ان قوى الامن قتلت 16 متظاهراً في انحاء متفرقة من البلاد، فيما تحدثت السلطات عن مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام بانفجار عبوة ناسفة في حماه. واستمرت الضغوط الغربية في التصاعد على النظام السوري.
وفي تقويم يتناقض والمواقف الاميركية المعتادة، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان نشوب حرب اهلية في سوريا "أمر ممكن" في حال وجود معارضة مسلحة ومدعومة بالاموال. كما حذرت أنقرة من انزلاق الاوضاع الى حرب اهلية مع تصاعد هجمات "الجيش السوري الحر" المنشق عن الجيش السوري على اهداف حكومية. أما موسكو، فكررت الدعوة الى "ضبط النفس والحذر" حيال الوضع السوري. وأبقت باريس ضغوطها، داعية مجلس الامن الى اتخاذ اجراء حيال سوريا، معتبرة انه فات الاوان بالنسبة الى الرئيس السوري بشار الاسد. وفي المقابل اتهمت طهران الجامعة العربية بالرغبة في إشعال حرب اهلية في سوريا.
وقال مسؤول سوري بارز طلب عدم ذكر اسمه ان حكومته وافقت مبدئياً على استقبال بعثة مراقبين من الجامعة العربية، لكنها لا تزال تدرس التفاصيل.
وكان الاقتراح الاولي للجامعة يقضي بارسال 500 مراقب. بيد ان عضو اتحاد الاطباء العرب المصري ابرهيم الزعفراني الذي يتوقع ان يكون في عداد البعثة، أعلن ان عدد المراقبين انخفض الى 40. وأضاف انه ليس معروفاً من أوصى بخفض عددهم. واوضح ان "مهمتنا هناك ستكون حماية المدنيين". واشار الى ان البعثة ستضم اطباء وناشطين ومحامين وخبراء عسكريين.
كلينتون
في واشنطن، اعتبرت كلينتون في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" الاميركية للتلفزيون، ان نشوب "حرب اهلية" في سوريا امر ممكن، وقت اخذ معارضون سوريون يردون على قمع النظام السوري باستخدام السلاح.
وقالت: "اعتقد انه يمكن ان تنشب حرب اهلية اذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة تسليحاً جيداً وتتمتع بتمويل كبير". واضافت ان هذا العمل المسلح "اذا لم يتول قيادته المنشقون عن الجيش فسيؤثرون فيه بالتأكيد. اننا نراه ولا نوافق على ذلك لأننا نؤيد التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة".
وحرصت على القول ان "نظام الاسد" هو الذي دفع الشعب من خلال العنف الذي يمارسه منذ اشهر الى "حمل السلاح ضده".
وسئل عن الرد الدولي على ما تشهده سوريا، فأجابت بأن جامعة الدول العربية وجهت إشارة لا تخطئ إلى ضرورة أن يرحل الأسد عن السلطة، ولكن لا "شهية" لأي تدخل عسكري أميركي أو من الأمم المتحدة كما حصل في ليبيا.
وفي مقابلة أخرى مع شبكة "سي إن إن" الأميركية للتلفزيون ، قالت كلينتون إن الوضع في سوريا "مقلق جداً"، ولاحظت أن المعارضة تتغير وبات جزء منها "مسلحاً جيداً ومستعداً للقيام بخطوات ضد الحكومة السورية".
المستقبل :
من جهتها عنونت صحيفة المستقبل"موسكو مستعدة للتعاون مع المجتمع الدولي حول سوريا"
وكتبت تقول"لم يتأخر الموقف الروسي كثيراً بعد دخول قرار تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية حيز التنفيذ عشية انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي أعطاها الاجتماع الوزاري العربي في الرباط أخيراً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في ما يشبه الفرصة الأخيرة قبل تدويل المسألة السورية التي أعلنت موسكو استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي بشأنها ولكن بحذر وتحفظ كما أوضح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون عقب محادثات أجراها المسؤولان في موسكو أمس".
وفي "جمعة طرد السفراء" أمس، عمت التظاهرات الحاشدة مدن سوريا وواجهتها كالعادة قوات نظام الأسد بالعنف والقتل موقعة الكثير من الضحايا، ليتجاوز عدد شهداء الثورة منذ انطلاقتها في منتصف آذار (مارس) الماضي الخمسة آلاف وفقاً لـ"مركز توثيق الانتهاكات في سوريا"، في وقت حضت فرنسا وتركيا المجتمع الدولي على "توحيد الجهود من أجل تشديد العقوبات" على النظام "لوقف إراقة الدماء" والحؤول دون دفعه البلاد نحو حرب أهلية حذرت منها الولايات المتحدة أمس على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت إن جامعة الدول العربية وجهت إشارة لا تخطئ إلى ضرورة أن يرحل الرئيس السوري عن السلطة.
وفيما كان نظام الأسد يواصل خيار الدم والنار ضد شعبه، فإنه حاول في اليوم الثاني من مهلة الأيام الثلاثة العربية أمس، التذاكي على الموقف العربي عبر إعلان موافقته الشكلية على استقبال بعثة المراقبين العرب مغلّفاً هذه الموافقة بطلب تعديلات ترقى إلى رفض المبدأ من أساسه.
ففي موسكو أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي عقده أمس في أعقاب محادثاته مع زميله الفرنسي فرانسوا فيون أن روسيا تنوي اتخاذ موقف متحفظ وحذر من القضية السورية في مجلس الأمن الدولي.
وقال رئيس الوزراء الروسي مجيباً عن سؤال موجه اليه عما إذا كانت موسكو مستعدة لتأييد قرار يدين النظام السوري: "نحن جاهزون للتعاون مع المجتمع الدولي وسنفعل ذلك، لكننا ندعو الى الحذر والتحفظ. وأظن أن موقفنا من هذه المسألة سينحصر في ذلك"، وأضاف أن موسكو لا تنوي تجنب التعاون في هذه المسألة.
ولفت المراسل الفرنسي الذي وجه هذا السؤال الى أن فرنسا غير جاهزة لدعم تنفيذ عملية عسكرية في سوريا. فقال بوتين: "هذا ما يجعلنا نحب فرنسا التي تفكر فوراً وتقرر كل شيء". وأشار الى أن روسيا تشاطر فرنسا موقفها بشأن ضرورة مراعاة حقوق الإنسان لأنه "من الضروري مراعاة حقوق الإنسان حيثما كان وفي سوريا ضمناً".
وبحسب قول بوتين "نريد أن نغير شيئاً ما في سوريا بشكل عاجل. ويعتبر ذلك أمراً حساساً بالنسبة الينا لأن سوريا قريبة من حدودنا". ولفت الى أن هذه المسألة قد بُحثت في المحادثات مع فيون. وقال: "نعرف أن شركاءنا الأوروبيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا طرحوا قراراً لبحثه في الجمعية العامة للأمم المتحدة"، ثم دعا بوتين الى ضبط النفس قائلاً "لا ننوي في أي حال من الأحوال تجنب التعاون وتجاهل رأي شركائنا. وسنتعاون معهم".
واعترف فيون بوجود بعض الخلافات مع روسيا في المسألة السورية، وقال "من الضروري تشديد الضغط على النظام السوري كيلا يستمر بشار الأسد في الإخلال باستقرار الوضع في هذه المنطقة"، وأضاف فيون "نحن نؤيد كل الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية بهدف حماية السكان المسالمين في سوريا. وأريد أن أكرر أن الحديث لم يدر أبداً ولا يدور الآن حول التدخل العسكري في سوريا"، وهو ما نفته أيضاً وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي حذرت أمس من احتمال أن تنزلق الأوضاع في سوريا إلى حرب أهلية، موجهة اللوم إلى الرئيس السوري في استفزاز المنشقين ليحملوا السلاح.
وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة "إن.بي.سي" الأميركية، على هامش زيارتها لمدينة بالي الأندونيسية، إن الوضع في سوريا قد يتحول إلى حرب أهلية. وأضافت أن الولايات المتحدة تريد أن ترى معارضة سلمية وغير عنيفة، لكنها وجهت اللوم إلى الأسد واتهمته باستفزاز المنشقين ليحملوا الأسلحة.
ورداً على سؤال بشأن الرد الدولي تجاه ما تشهده سوريا، قالت كلينتون إن جامعة الدول العربية وجهت إشارة لا تخطئ إلى ضرورة أن يرحل الأسد عن السلطة، لكنها أشارت إلى أنه لا توجد "شهية" لأي تدخل عسكري أميركي أو من قبل الأمم المتحدة كما حصل في ليبيا.
وفي مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" الأميركية، قالت كلينتون إن الوضع في سوريا "مقلق جداً"، وأشارت إلى أن المعارضة تتغير وأصبح جزء منها "مسلحاً جيداً ومستعداً للقيام بخطوات ضد الحكومة السورية".
وأعلنت الجامعة العربية في بيان أمس أن أمينها العام نبيل العربي تلقى مساء أول من أمس رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت طلبه إجراء تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة المراقبين الى سوريا الذي أقره مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في الرباط، الأربعاء الماضي. وأضافت أن هذه التعديلات هي محل دراسة الآن.
وأبدى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه تشاؤمه إزاء إمكان أن يحترم النظام السوري المهلة العربية. وقال: "لا أريد استباق الأمور لكنني أشك في أن يوافق النظام".
كلام جوبيه جاء في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة، أمس، حيث اتفقا على وجوب قيام الأسرة الدولية بزيادة ضغوطها على النظام السوري من خلال تشديد العقوبات.
وقال جوبيه: "على الرغم من كل النداءات التي وجهت الى هذا النظام ليقوم بإصلاحات (...) إلا أنه لم يستجب للمطالب.. أعتقد أنه آن الأوان لتوحيد جهودنا من أجل تشديد العقوبات" على نظام الأسد.
وشدد جوبيه على أن "الوضع لم يعد محتملاً" وأن "مواصلة القمع غير مقبولة" ودعا مجلس الأمن الى التحرك. وقال: "من الجيد أن يتخذ مجلس الأمن الدولي موقفاً، إذ ليس من المنطقي أنه لم يتحرك بعد إزاء أزمة بهذا الحجم. هذا غير مقبول.. آمل أن يكون المعارضون لصدور قرارات عن مجلس الأمن مدركون للواقع"، في إشارة الى الصين وروسيا. وندد بـ"القمع العنيف" الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين. أضاف: "برأينا ان النظام لم يشأ الالتزام ببرنامج إصلاحات، والآن فات الأوان".
داود اوغلو اعتبر أن "القضية الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي هي تعزيز الضغوط على سوريا لوقف إراقة الدماء". وأعرب عن أسفه لعدم تحقيق جهود الوساطة التي تبذلها تركيا أي نجاح في سوريا. وقال "بدلاً من أن يستمع النظام الى الشعب صوّب أسلحته ضده".
ورأى الوزير الفرنسي أن "نشوب حرب أهلية سيكون كارثياً"، ودعا المعارضة السورية الى تفادي "اللجوء الى التمرد المسلح".
وكان داود اوغلو أعرب في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" أمس عن تخوفه من هذا الاحتمال. وقال إن المنشقين عن الجيش السوري "بدأوا بالتحرك في الفترة الأخيرة ولذلك هناك مخاطر بالانزلاق الى حرب أهلية". أضاف أنه وحتى الآن "من الصعب التحدث عن حرب أهلية لأن في هذه الحالة هناك جانبان يتحاربان. بينما في الوضع الحالي غالبية السكان يتعرضون لهجمات من قوات الأمن. لكن هناك دائماً خطر أن يتحول ذلك الى حرب أهلية".
وكرر جوبيه أن فرنسا التي استدعت سفيرها من دمشق تعارض "أي تدخل أحادي الجانب" في سوريا وأن مثل هذا التدخل إذا حصل فيجب أن يتم في إطار تفويض من مجلس الأمن.
ولدى سؤال داود أوغلو عما إذا كانت تركيا تعتزم إقامة منطقة عازلة أو فرض منطقة حظر جوي على حدودها مع سوريا، أجاب داود اوغلو أن مثل هذا الإجراء ليس مطروحاً في الوقت الحالي، إلا أنه أضاف أنه من الممكن اتخاذ "إجراءات" في المستقبل من دون أن يعطي ايضاحات إضافية.
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت"20 قتيلاً في جُمعة طرد السفراء... وواشنطن وباريس تلمحان إلى الحرب الأهلية"
وكتبت تقول"قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن دمشق طلبت تعديلات على خطة إرسال مراقبين ، بينما طالبت فرنسا وتركيا بضغوط دولية أكبر على النظام السوري لوضع حد لحملة قمع المحتجين المطالبين بالحرية،واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة ان بي سي ان اندلاع حرب اهلية في سوريا امر ممكن".
وفي التطورات الميدانية أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا 20 مدنياً بينهم طفل سقطوا في ريف دمشق وحمص ودرعا برصاص الأمن السوري، وذلك خلال مظاهرات حملت عنوان جمعة طرد السفراء السوريين المعتمدين في الخارج، بالمقابل حشد النظام انصاره في دمشق واللاذقية وطرطوس رفضا للتدخل الخارجي.
وأضاف العربي أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكل بشأن الوضع القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية المزمع إيفادها إلى سوريا،وبحسب العربي فإن الطلب السوري يخضع حاليا للدراسة من جانب الجامعة العربية.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وامهلتها حتى اليوم كي تستجيب للمبادرة العربية التي تتضمن انسحاب قوات الجيش من المدن والبلدات السورية وهددت بفرض عقوبات ما لم يتخذ الاسد خطوات لوقف العنف.
في موقف لافت اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة ان بي سي ان اندلاع حرب اهلية في سوريا امر ممكن، في وقت اخذ معارضون سوريون يردون على قمع النظام السوري باستخدام السلاح.
وقالت كلينتون "اعتقد انه يمكن ان تندلع حرب اهلية اذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة في شكل جيد وتتمتع بتمويل كبير".
واضافت ان هذا العمل المسلح "اذا لم يتول قيادته المنشقون عن الجيش فسيؤثرون فيه بالتأكيد، اننا نراه ولا نوافق على ذلك لأننا نؤيد التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة"،ويتناقض تقويم كلينتون مع الحذر الذي ابدته واشنطن حتى الان.
وحرصت كلينتون على القول ان نظام الاسد هو الذي دفع الشعب من خلال العنف الذي يمارسه منذ اشهر على حمل السلاح ضده.
وكان لافروف قد دعا في تصريحاته الخميس أيضا كافَّة الجهات والأطراف المعنية بالأزمة السورية، بما في ذلك السلطات السورية والمعارضة، إلى وقف أعمال العنف، أيَّاً كان مصدرها.
وكانت شخصيات دولية عدَّة، بمن فيهم وزيرا الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، والفرنسي ألان جوبيه، قد حذَرت خلال الساعات الماضية من خطورة الأوضاع في سورية، واحتمال انزلاق البلاد في أتون حرب أهلية.
وقال جوبيه الذي تحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان فرنسا مستعدة للعمل مع المعارضة السورية وان هناك حاجة الى عقوبات اشد على دمشق.
وقال جوبيه "ندعو المعارضة السورية الى تفادي الحرب الاهلية ونأمل الا تتم تعبئة الجيش هذه ستكون كارثة".
من جهته قال أوغلو إن بلاده تنتظر رد النظام السوري على المبادرة العربية، ملوحا بتأييد بلاده فرض عقوبات اقتصادية ضد دمشق،ودعا أوغلو الى التدخل بمظلة دولية لحماية المدنيين.
من جهة أخرى، تلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار تدعمه دول أوروبية وعربية يدين ما وصفها بانتهاكات حقوق الإنسان جراء أحداث العنف المتواصلة التي تشهدها سوريا.
ويطالب مشروع القرار بإنهاء العنف واحترام حقوق الإنسان وتنفيذ الحكومة السورية لخطة العمل التي اقترحتها جامعة الدول العربية.
وقال مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك غرانت إن مشروع القرار جاء "نتيجة مشاورات وثيقة مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، في رد على الأحداث الخطيرة التي تقع على الأراضي السورية".
وقد انضم الأردن والمغرب وقطر والسعودية إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في رعاية مشروع القرار الذي قُدم للجنة حقوق الإنسان بالجمعية العامة.
وفي موسكو قال رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتي أن موسكو تدعو إلى ضرورة ضبط النفيس و توخي الحذر في التعامل مع سوريا، و أكد بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون بموسكو نحن مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي بأكمله وسنقوم بذلك لكننا ندعو إلى ضبط النفس والحذر،هكذا ما أفترض أن يكون موقفنا تجاه هذه المسألة،مضيفاً"لا ننوي تجاهل رأي شركائنا وسنتعاون مع الجميع".
وفي رده على سؤال بشأن إمكانية تأييد روسيا لمشروع القرار بشأن سوريا الذي قدمته بلدان أوروبية لمجلس الأمن الدولي قال بوتين "نرى أنه من الضروري عدم استخدام القوة على الإطلاق في حل مسائل من هذا النوع".
من جهته قال فيون ان فرنسا التي تواجه موقفا اكثر مأساوية في سوريا اصبحت اكثر عزما من اي وقت مضى على اتخاذ تصرف ضد الرئيس الذي فقد كل الشرعية في عيوننا باطلاق النار على شعبه.
البناء :
صحيفة البناء بدورها عنونت"دمشق تطلب تعديلات على بروتوكول الجامعة.. و تنتظر الردّ"
وكتبت تقول "أظهرت كل الضغوطات والعقوبات التي اتخذها الحلف الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي بحق سورية واستمرار تهديده لها، أن الوضع الداخلي يزداد قوة وصلابة بفضل ثبات مواقف القيادة السورية ووقوف الشعب والجيش الى جانبها. وهذا ما فاجأ كل الذين خططوا للمؤامرة وأعدوا السيناريوهات المختلفة لاسقاط النظام السوري، فكانت النتيجة عكس ما تتمناه أطراف هذا الحلف المتعدد الوجوه، وان كان الهدف الوحيد لكل هؤلاء هو دفع سورية نحو العنف والفتنة بعد أن سقطت كل الخيارات التآمرية الأخرى".
انتشار "تحطيم الأوهام"
وفي هذا السياق، نقلت "المنار" أمس عن مصادر غير رسمية ان الجيش السوري بدأ عملية انتشار على كامل الحدود مع تركيا والأردن مطلقا على العملية اسم "تحطيم الأوهام".
وفي التفاصيل، أن الجيش السوري أعلن المنطقة الحدودية بعمق 20 كلم الفاصلة عن الحدود التركية منطقة عسكرية مغلقة ممنوع الدخول والخروج منها إلاّ بموافقة الجيش.
وعلمت "البناء" ان الوحدات العسكرية التي انتشرت في هذه المنطقة هي من نخبة الجيش السوري ضباطاً وأفراداً.
ويأتي هذا التدبير العسكري من جانب القيادة السورية بمثابة الردّ العملي الميداني على كل ما يجري الحديث عنه في خصوص إقامة منطقة عازلة بتنسيق تركي ـ فرنسي وبغطاء أميركي ـ غربي.
حكمة ومرونة
وعلى الرغم من ذلك، فقد تعاطت القيادة السورية بحكمة ومرونة مع مطلب اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في الرباط ارسال مراقبين، فأعلنت سورية عبر مصدر رسمي أمس عن موافقتها من حيث المبدأ على دخول بعثة المراقبين، مع بعض التعديلات على حقيقة عمل هذه البعثة.
لكن اللافت وسط هذه المرونة السورية لجوء كل من باريس وانقره الى رفع وتيرة التصعيد السياسي ضد دمشق إذ تحدث وزيرا خارجية فرنسا وتركيا بعد لقائهما في أنقره امس عن تصعيد الضغوط والعقوبات على سورية، وان كانت مصادر دبلوماسية تحدثت عن ان هدف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من زيارته الى تركيا هو اقناعها باقامة منطقة عازلة، إلا أن أنقره قلقة من ارتدادات هكذا خطوة على وضعها الداخلي، خاصة في غياب مظلة دولية لذلك.
العربي: ندرس رد دمشق
وبالعودة الى رد دمشق "المبدئي" على طلب ارسال المراقبين أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم "تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة المراقبة". واضاف: "ان هذه التعديلات محل دراسة الآن".
لجنة حقوق الإنسان العربية
وفي هذا السياق، قال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان وزير الإعلام المصري الأسبق محمد فائق ان صلاحيات المراقبين ستتضمن دخول المعتقلات، مشددا على ان هؤلاء المراقبين ليسوا لجان تقصي حقائق، وعلى ضرورة الحل العربي للأزمة السورية ومنع التدخل الخارجي، لأن هذا هو المخرج الوحيد للأزمة".
وذكرت قناة "أخبار المستقبل" ان الجامعة العربية تتجه الى رفض التعديلات التي طلبتها سورية؟
بوتين يدعو الى الحذر
توازيا مع ذلك، شهدت موسكو أمس لقاء بين رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا فييون، دعا على اثره بوتين الى "ضبط النفس والحذر" بالنسبة الى الوضع في سورية. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فييون: "ان روسيا تنوي اتخاذ موقف متحفظ وحذّر من القضية السورية في مجلس الأمن الدولي". وقال مجيبا عن سؤال وجه اليه عما اذا كانت روسيا مستعدة لتأييد قرار يدين النظام السوري: "نحن جاهزون للتعاون مع المجتمع الدولي وسنفعل ذلك، لكننا ندعو الى الحذر والتحفظ. وأظن ان موقفنا من هذه المسألة سينحصر في ذلك"،اما فييون فرأى ان الرئيس الأسد لا يزال يتجاهل نداءات الأسرة الدولية لوقف العنف.
جوبيه وأوغلو يرفعان وتيرة التصعيد
ومن أنقره، دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو الى تشديد العقوبات ضد سورية وقال: "سنواصل ممارسة الضغوط عليها"، زاعما انه فات الأوان حتى يبقى النظام في الحكم بعدما فشل في تحقيق الإصلاحات التي تطالب بها الأسرة الدولية. وطالب مجلس الأمن بأن يعلن موقفه مما يحدث. كما دعا ما يسمى المعارضة السورية الى تجنّّّب أي تدخل مسلح.
أما الوزير التركي فدعا من جهته الى تشديد الضغط على سورية، وقال: "لا يمكن ان نقف مكتوفي الأيدي أمام المذابح التي ترتكب"، محذرا من الانزلاق الى حرب أهلية.
... لا منطقة عازلة!
وفي سياق المواقف التركية، نقلت قناة العربية عن مستشار الرئيس التركي أرسو هرموزلو قوله: "ان المنطقة العازلة تحتاج الى غطاء دولي".
مشروع قرار في الأمم المتحدة!
الى ذلك، وزعت دول غربية، في اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الانسان، مشروع قرار جديدا ضد سورية "يدين بشدة ـ ما وصفته ـ استمرار الانتهاكات الخطيرة والممنهجة لحقوق الانسان من جانب السلطات السورية."
وقال المشروع ان من بين هذه الانتهاكات "الاعدامات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة وقتل المحتجين والمدافعين عن حقوق الانسان واضطهادهم والحبس التعسفي".
وطالب مشروع القرار بانهاء فوري لكل انتهاكات الحقوق والعنف وحث الحكومة السورية على تنفيذ خارطة الطريق التي اتفقت عليها الجامعة العربية هذا الشهر.
وكان عدد من الدبلوماسيين قد قالوا لـ"رويترز" ان السعودية والاردن وقطر والمغرب والكويت تدرس المشاركة في رعاية القرار غير الملزم بشأن سورية.
لا تحرك أوروبياً منفرداً!
وفي الاطار ذاته، استبعد مصدر أوروبي أن يقوم الاتحاد بتحرك منفرد تجاه الأزمة في سورية، وذلك في أعقاب فشل الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في إقناع الطرف الروسي بتغيير نظرته الى هذه الأزمة والالتحاق بالموقف الدولي.
وفي هذا الإطار، أشار المصدر إلى أنه لا نية للاتحاد بالتحرك بمفرده، فـ "بالنسبة الى أوروبا، يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بكل أطرافه معاً من أجل وقف العنف في سورية وتأمين انتقال هذا البلد نحو الديمقراطية".
يوم الجمعة يتحول إلى يوم "للاعتداء والإرهاب"
إلى ذلك، وفي الداخل السوري، تحولت جمعة طرد السفراء التي دعت اليها ما تسمى المعارضة السورية أمس الى جمعة للاعتداء على المواطنين والقوى الأمنية، إذ نفذت مجموعات إرهابية اعتداءات على قوات حفظ النظام في حماه ودرعا ما أدى الى استشهاد عنصرين واصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط، كما أصيب اثنان آخران من قوات حفظ النظام في درعا برصاص مجموعات مسلحة.
اضافة الى ذلك، فجرت مجموعة ارهابية خط نقل النفط في محافظة دير الزور بواسطة عبوة ناسفة.
وفي المقابل، نجحت القوى الأمنية في القاء القبض على عشرة إرهابيين في معرة النعمان. كما جرى تفكيك عبوة ناسفة تزن سبعة كلغ في درعا زرعتها المجموعات المسلحة.
خطباء المساجد
الى ذلك، عبّر أئمة وخطباء المساجد في سورية أمس عن رفضهم واستنكارهم لقرار الجامعة العربية بحق سورية، كما خرج آلاف المواطنين عقب صلاة الجمعة في الجامع الاموي في دمشق في مسيرة حاشدة تحت عنوان: "المساجد لنا" رفضاً لقرار الجامعة العربية.
وفي السياق ذاته، نفت "سانا" ما بثته "الجزيرة" من أكاذيب حول إطلاق نار على المواطنين في إدلب وحماه وريف دمشق، كما نفت ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن خروج تظاهرات في أحياء القابون والقدم عسالي. وكذلك كذبت ما ادّعته "الجزيرة" من اقتحام جامع الغربي في مدينة جبلة، وأنه لم تحصل أي تظاهرات هناك.
كذلك نفت "سانا" ما زعمته وكالة الصحافة الفرنسية حول اعتقال مدير مكتبها في دير الزور.
وقد واصلت أقنية الفتنة والتحريض خاصة "الجزيرة" و"العربية" بثّ الأكاذيب حيث زعمت "الجزيرة" نقلاً عمن وصفتهم "لجان التنسيق المحلية" إن الأمن السوري اعتقل العشرات في ريف حلب، بينما ادعت "العربية" بدورها عما يسمى "الهيئة العامة للثورة السورية" إن 18 قتيلاً سقطوا يوم أمس.
ضبط محاولات لتهريب أسلحة
وقد رصدت مصادر أمنية متابعة على الحدود اللبنانية مع سورية محاولات لتهريب أسلحة جديدة الى الأراضي السورية، وكشفت في هذا الصدد لـ "البناء" انه جرى ضبط محاولات لتهريب أسلحة ثقيلة الى جانب أسلحة أخرى من أنواع مختلفة خفيفة. وأوضحت المصادر أن وراء هذه المحاولات الجهات نفسها التي عملت في الفترة السابقة على تهريب السلاح الى سورية.