يتوافد الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الدور الثاني من الانتخابات الجهوية، التي شهدت عودة قويّة لليمين المتطرف بحلوله أولا خلال الدور الأول
يتوافد الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الدور الثاني من الانتخابات الجهوية، التي شهدت عودة قويّة لليمين المتطرف بحلوله أولا خلال الدور الأول. وتشير استطلاعات للرأي بأن سياسة "الجبهة الجمهورية" التي دعا إليها اليسار الحاكم قد تشكل حاجزا أمام "الجبهة الوطنية - اليمين المتطرف".
الإنتخابات "الجهويّة" اليوم تأتي قبل 18 شهرا من الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعد اختبار حقيقي للأحزاب الفرنسية.
ويأمل حزب الجبهة الوطنية - اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبن، بعد نيله أعلى نسبة من الأصوات على المستوى الوطني (28% مع وصول النسبة إلى 40% في الشمال والجنوب)، بالفوز بعدد من المناطق الـ13، مستغلا رفض الفرنسيين للأحزاب السياسية التقليدية العاجزة عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، والخوف الناجم عن اعتداءات باريس الإرهابية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر والتي راح ضحيتها 130 شخصا.
وفي حال صحت توقعات الحزب اليميني المتطرف بفوزه، فستكون هذه سابقة في تاريخه قبل 18 شهرا من الانتخابات الرئاسية عام 2017 التي باتت زعيمة الجبهة الوطنية تعتبرها في متناولها.
إنسحاب بعض المرشحين من اليسار لإعطاء الأصوات لليمين المعتدل
استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال هزيمة مارين لوبن المرشحة لرئاسة منطقة "نور با دو كاليه/بيكاردي" بفارق ضئيل أمام مرشح اليمين عن حزب الجمهوريين كزافييه برتران، الذي يستفيد من انسحاب المرشح الاشتراكي وتنازله له بعد هزيمته في هذه المنطقة ذات التوجه اليساري تاريخيا.
كما أن ماريون ماريشال لوبن ابنة شقيقة مارين، تواجه خطر هزيمة بفارق ضئيل في انتخابات رئاسة منطقة "بروفانس/آلب/كوت دازور" بعد انسحاب المرشح الاشتراكي لصالح مرشح الجمهوريين كريستيان أستروزي.
وقد تسمح سياسة "الجبهة الجمهورية" هذه التي دعا إليها اليسار الحاكم لتشكيل حاجز أمام الجبهة الوطنية، بإنقاذ الأساسيات بالنسبة للأحزاب التقليدية في هاتين المنطقتين اللتين يتجذر فيهما الحزب الشعبوي.
غير أن الجبهة الوطنية حلت في الطليعة في الشرق أيضا، حيث رفض المرشح الاشتراكي الانسحاب رغم توجيهات حزبه، وفي منطقة "بورغونيه/فرانش كونتي" وسط شرق البلاد.
ولم يتمكن اليمين، الذي يطرح نفسه في موقع البديل ليسار خسر مصداقيته بعد ثلاث سنوات ونصف من ولاية فرانسوا هولاند، من تدارك انتقال قسم من ناخبيه إلى الجبهة الوطنية، ويظهر في موقع الخاسر الأكبر في الجولة الأولى مع حصوله على نسبة لم تتعد 27% من الأصوات.
ورفض زعيمه الرئيس السابق بين 2007 و2012 نيكولا ساركوزي فكرة تشكيل "جبهة جمهورية" بين اليسار واليمين ضد حزب الجبهة الوطنية في المناطق التي حلت فيها قوائم الجمهوريين في الموقع الثالث.