تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 14-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها حالة الجمود التي تسيطر على مسعى الرئيس سعد الحريري لدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 14-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها حالة الجمود التي تسيطر على مسعى الرئيس سعد الحريري لدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والتخبط السياسي الذي يسيطر على المبادرة، بالاضافة الى الأنجاز الامني الذي تمثل بإلقاء القبض على المخطط والمدبّر لتفجيري برج البراجنة المدعو بلال البقار..
السفير
الجليد بين رئيسي «المستقبل» و«القوات» يُكسر ولا يذوب
عشر دقائق بين الحريري وفرنجية: المبادرة تقاوم.. ولكن
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "إنها مرحلة لملمة الأوراق وترتيبها، بعدما تبعثرت وتناثرت، تحت تأثير قوة العصف التي ترتبت على مبادرة الرئيس سعد الحريري بطرح اسم النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
هي مرحلة «إعادة الانتشار» السياسي. القوى الداعمة للمبادرة تحاول «تعويمها» عبر سياسة النَفَس الطويل، والأطراف المعترضة عليها تسعى الى «قضمها» بالتدريج. والمفارقة ان كلا من المعسكرين يراهن على عامل الوقت للوصول الى حيث يريد.
وبينما تتخبط المبادرة الرئاسية في الرمال السياسية المتحركة، استطاع «فرع المعلومات» تحقيق إنجاز أمني إضافي، من خلال نجاحه في إلقاء القبض مساء أمس الاول على المخطط والمدبّر لتفجيري برج البراجنة المدعو بلال البقار، بعد فترة من التعقب انتهت بوقوعه في قبضة القوة الضاربة في «المعلومات». ويُعتبر البقار (28 عاما) أحد أبرز المنتمين الى تنظيم «داعش» والمتعاملين معه في لبنان.
في المقابل، لا تبدو الظروف مؤاتية بعد لتحقيق إنجاز رئاسي بفعل استمرار التجاذب الداخلي حول ترشيح فرنجية، فيما التقطت الأرصاد السياسية أمس إشارة الى تطور إيجابي في مسار العلاقة السعودية ـ الايرانية، عكسها مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القنصلية حسن قشقاوي في مقابلة مع تلفزيون «العالم»، بقوله إن مستوى من الحوار بدأ بين السعودية وإيران حول العلاقة الثنائية والملفات الإقليمية.
وتجدر الإشارة الى أن الرياض رشحت سفيراً جديداً لها لدى طهران التي تتولى درس أوراقه، تمهيداً لقبول اعتماده.
وفي انتظار تبيان مدى إمكانية انعكاس المناخ الاقليمي المستجد على الملف الرئاسي، أجرى الحريري أمس اتصالاً هاتفياً بفرنجية «تبادلا خلاله الرأي حول مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية».
وخلص الاتصال، وفق البيان الصادر عن مكتب الحريري، الى تأكيد متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية.
وكان لافتا للانتباه في البيان، الذي صدر عن الحريري ويُفترض ان يكون فرنجية قد اطلع عليه قبل نشره، تأكيد «المضي في المسار المشترك لانتخاب الرئيس»، ما يعني أن رئيس «تيار المستقبل» لا يزال متمسكاً بدعم ترشيح فرنجية، على الرغم من الاعتراضات التي تواجه هذا الترشيح على ضفتي «8 و14 آذار».
وعُلم أن الاتصال استمر قرابة عشر دقائق، شدد خلاله الحريري على جدّيته في مواصلة المبادرة، ووضع رئيس «المردة» في أجواء الاتصالات التي يجريها، والمعطيات التي يملكها، كما أطلعه على حصيلة المداولات التي تمت بينه وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر الهاتف، واتفق الرجلان على مواصلة التنسيق بينهما.
وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع «السفير» ان الاهم في اتصال الحريري بفرنجية أنه ينطوي على رسالة بأن المبادرة مستمرة ولو أنها تباطأت، وان رئيس «المستقبل» لا يناور بطرحها.
وفي المعلومات، أن الحريري مصمم على السعي الى إنجاح مبادرته، وهو أبلغ المتحمسين لها أنه يجب الصمود لتجاوز الصعوبات والعوائق التي تواجهها، مراهناً على عامل الزمن لتليين المواقف، خصوصاً أن أحداً لم يقدم بديلاً موضوعياً من اسم فرنجية.
وكان نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري قد التقيا فرنجية ايضا.
محاولة لترميم «8 و14 آذار»
.. أما وان مبادرة الحريري لا تزال عملياً متعثرة، ولو انها لم تسقط، فإن كلا من فريقي «8 و14 آذار» يحاول الدفع في اتجاه إعادة ترميم بيته الداخلي الذي تصدعت جدرانه، تحت وطأة «هزة» ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية.
شعر كل فريق أنه مهدد بأن يفقد تماسكه عبثاً، من دون أن يربح في المقابل رئيساً، فكان لا بد من السعي الى لملمة الجراح في انتظار حسم الخيارات.
بالنسبة الى الحريري، لا ضرورة لخسارة تحالفه مع جعجع، مبكراً، ما دامت القوى الاساسية في «8 آذار» لم تتلقف بعد مبادرته، ولم توافق عليها، وبالتالي فهو يعتقد أنه ليس هناك ما يستحق التضحية المجانية بجعجع في الوقت الضائع.
وتفيد المعلومات بأن الاتصال الهاتفي الذي أجراه جعجع بالحريري، عبر خط آمن محصن ضد التنصت، كسر الجليد لكنه لم يُذبه.
وعندما أقفل الرجلان السماعة، كان كلاهما لا يزال عند رأيه. الحريري مقتنع بجدوى ترشيح فرنجية كخيار وحيد للخروج من المأزق الحالي، وجعجع مصر على أن موازين القوى لا تبرر الذهاب في التنازلات الى حد القبول بانتخاب رئيس «المردة» رئيساً. لم ينجح أي منهما في إقناع الآخر بوجهة نظره، لكنهما اتفقا على تنظيم الخلاف.
وقال مصدر قيادي في «القوات» لـ «السفير» إن الاتصال بين الحريري وجعجع كان عملياً وعلمياً، وجرت خلاله مقاربة الملف الرئاسي من كل النواحي، بسلبياته وإيجابياته، وتم الاتفاق على متابعة التواصل الأسبوع الحالي.
أما بالنسبة الى «المردة»، فالمعادلة باتت واضحة. «حزب الله» لن يتخلى عن العماد ميشال عون، وفرنجية لن يتخلى عن الحزب. والنتيجة: رئيس «المردة» باق الى جانب الجنرال، ما دام يعتقد وحليفه الشيعي أن فرصه لم تنعدم بعد.
لكن هناك جزءاً آخر لهذه المعادلة تتمسك به بنشعي، وهو أن فرنجية ليس بصدد سحب مبدأ ترشيحه من التداول، بل ان أهمية المبادرة الحريرية تكمن في أنها كرّسته مرشحاً أصيلاً وربما الأكثر جدية، بمعزل عن نتائجها الفورية.
ودعت مصادر قيادية في «المردة» الى انتظار الكلمة - الفصل التي سيدلي بها فرنجية في مقابلته التلفزيونية الخميس المقبل، موضحة أنه سيكشف عن التفاصيل المتعلقة بالمبادرة الرئاسية، منذ ولادتها، وسيشرح الخيار الذي سيعتمده في التعامل معها، تبعاً لما أفضت اليه لقاءاته مع السيد نصرالله والعماد عون والرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط.
وأبلغت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات «السفير» أن مبادرة الحريري لم تمت لكنها ليست في صحة جيدة، وهناك حاجة الى مزيد من الوقت والتشاور لإنضاجها، لافتة الانتباه الى أن وتيرتها ضعفت إنما هي مستمرة، كونها الطرح الوحيد الواقعي والقادر على تحقيق خرق في الاصطفافات الداخلية، وسط انعدام البدائل القابلة للتطبيق لدى المعترضين.
وفي سياق متصل، نقل زوار الرئيس تمام سلام عنه قوله انه يتمنى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية من أي فريق كان، مشدداً على ضرورة ألا يكون صدامياً.
وعن إمكانية التوافق على شخصية من خارج الأربعة الكبار اذا لم يتم اختيار فرنجية، اعتبر سلام أن «الطائفة المارونية الكريمة غنية بشخصياتها ولا تُحصر فقط بالأربعة الكبار، والمهم أن يستقر الأمر على اسم توافقي»، وأبدى تخوفه من المزيد من الانهيارات اذا لم يتم انتخاب الرئيس.
النهار
جلسة الانتخاب الـ 33 الأربعاء... ولا رئيس
سلام: قد نذهب فعلاً إلى تصريف الأعمال
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "بات مؤكداً أن الجلسة الثالثة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الأربعاء لن تكون "ثابتة" ولن تشكل نهاية مسار الشغور الطويل، بل رقماً جديداً كمثيلاتها من حيث عدم توافر النصاب، في ظل تعثّر المساعي للتوافق على النائب سليمان فرنجيه رئيساً، ورفض الجهة المعطلة على الدوام هذه التسوية، أي فريق 8 آذار الذي ينتمي اليه، إذ يتركز الرفض لدى تحالف "حزب الله - التيار الوطني الحر".
لكن الرئيس سعد الحريري ماض في مشروع التسوية في ظل استمرار الشغور وعدم تقديم أي من المعترضين مشروعاً بديلاً، أو عرض اسم بديل يكون مقبولاً لدى كل الافرقاء. وقد اتصل الحريري هاتفياً أمس بفرنجيه وتبادلا الآراء في مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية. وخلص الاتصال الى تأكيد متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية.
وكان الحريري أوفد السبت مدير مكتبه السيد نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري الى بنشعي في رد ضمني على الذين ينعون التسوية أقله لجهة استمرار ركنيها الأساسيين الحريري وفرنجيه في التشاور المباشر بينهما.
وقالت أوساط قيادية في 14 آذار لـ"النهار" أن الفترة الحالية تمثّل منعطفاً للمبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس الحريري، فإما ان تستمر بأشكال جديدة وهذا يمثل علامة انفراج، وإما ان تتلاشى وهذه ستكون علامة سلبية في ما يتعلق بالمرحلة المقبلة في لبنان. وأعربت مصادر أخرى عن اقتناعها بأن الرئيس الحريري ومعاونيه ماضون في اتصالاتهم مع الأفرقاء السياسيين في الداخل ومع عواصم التأثير في الخارج لإنجاح المبادرة، في حين أن حزب "القوات اللبنانية" ومَن يرون رأيه ماضون في موقفهم، أما الغاية من اتصال رئيس "القوات" سمير جعجع بالحريري فهي الاتفاق على أن الاختلاف في الرأي يجب ألا يؤدي إلى خلاف، وقد تحققت هذه الغاية، وستكون هناك اتصالات مماثلة بينهما في بحر هذا الأسبوع.
وأبلغت مصادر حزب "القوات" "النهار" أن جعجع بادر إلى الاتصال بالرئيس الحريري أول من أمس قرابة الظهر، وناقشا الاستحقاق الرئاسي وكل الخيارات المتعلقة به وسلبيات كل خيار وإيجابياته بطريقة عملية، واتفقا على متابعة الاتصالات.
وعلمت "النهار" ان الرئيس الحريري اتصل أمس أيضاً برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل.
وقالت مصادر في 14 آذار لـ"النهار" على هامش إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد جبران تويني، التي أعادت تحريك الهواجس من انفراط العقد السيادي، "إن ما يجري في الأيام الأخيرة محاولة لتضييق هامش الخلاف بين هذه القوى ورفع قضيتها الى مستوى أرفع من الخلاف على التفاصيل، لأن الفريق الآخر سيحقق انتصاراً بمجرد زرع الشقاق في ما بينها".
من جهة بنشعي، يمتنع المحيطون بفرنجيه عن التصريحات في انتظار ما سيقوله الخميس في إطلالته عبر برنامج "كلام الناس" في "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، لكنهم يشيعون أجواء تفاؤل بمواقف الافرقاء من المبادرة، وأنها ماضية وإن تأخرت.
سلام والحكومة
على صعيد آخر، فهم أن اعتصام رئيس الوزراء تمّام سلام بالصمت لا يعني انه لم يبلغ مرحلة نفاد الصبر، وخصوصاً بعدما دخل التعطيل الحكومي شهره الرابع. وفي حين وصف سلام الأوضاع أمام زواره أمس بأنها غير مريحة، بل ملبّدة، بعدما ظهر ان التسوية الرئاسية قد جمّدت او تعثّرت، قال لـ"النهار" إن لا شيء حتى الآن يدل على أنها توقفت، مشيراً الى ان الرئاسة تحتاج الى التوافق ولا بد من الوصول إليه بين مختلف القوى حتى يصبح الانتخاب ممكناً ومنجزاً. وسئل هل يُعدّ النائب فرنجيه، وهو من فريق ٨ آذار، مرشحاً توافقياً، فأجاب: "عندما يؤيده الرئيس سعد الحريري وهو في قوى ١٤ آذار، فهذا يجعله توافقياً".
وعن إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء قريباً، أكد سلام أنه لن يوجه الدعوة قبل ان تكتمل كل عناصر ملف النفايات، مشيراً الى أنه ليس على استعداد لعقد أي جلسة قبل ان يقفل هذا الملف نهائياً، لأنه لا يمكن التفرّغ لأي أمر آخر أياً تكن أهميته قبل رفع النفايات من الشوارع. وأفاد في هذا السياق ان الحكومة قطعت شوطاً كبيراً وأحرزت تقدماً ملحوظاً في مسألة التصدير، لكنه رفض تحديد مهل قبل ان تكتمل كل العناصر لديه.
أما عن عقد جلسة للبحث في مرسومي النفط، فقال إنه على استعداد لتوجيه الدعوة إذا لمس ان هناك توافقاً على هذا الموضوع، لافتاً الى ان النفايات والنفط ملفان مهمان جداً، وإذا تم التوافق عليهما فهذا إنجاز كبير للحكومة.
ونفى سلام أن يكون متشائماً بالأوضاع، لكنه في الوقت عينه لم يبد تفاؤله، عازياً ذلك الى تلمسه أن كل القوى باتت تدرك أنه لا يمكن الاستمرار في الوضع على ما هو عليه ولأن السلبيات باتت كبيرة جداً ولم يعد في الإمكان الاستمرار فيها.
وعن تحول الحكومة الى تصريف الأعمال بفعل الواقع بعد تعطل جلساتها أربعة أشهر، قال: "قد نذهب الى هناك فعلاً لا واقعاً وأنا سبق لي أن قلت ان الحكومة التي لا تجتمع ولا تنتج، لا حاجة الى بقائها".
موفد أميركي
في غضون ذلك، علمت "النهار" ان مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون السكان واللاجئين آن ريتشارد وصلت الليلة الماضية الى بيروت تمهيداً لإجراء محادثات مع المسؤولين.
توقيف البقّار
أمنياً، أوقفت القوة الضاربة التابعة لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في طرابلس بلال البقار، المطلوب بمذكرات توقيف قضائية على خلفية أعمال إرهابية وتدبيره التفجيرين الإرهابيين في برج البراجنة الشهر الماضي.
الأخبار
الحريري «ثابت» وفرنجية إلى دمشق
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "الجمود هو المسيطر على مسعى الرئيس سعد الحريري لدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بفعل اعتراض رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بشكل أساسي، وتمسّك حزب الله بترشيح عون. وزاد الأمر تعقيداً اللقاء الذي جمع فرنجية بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بعدما تسرّبت أجواء اللقاء، ولا سيّما استمرار حزب الله بالوقوف خلف ترشيح عون طالما بقي الأخير مستمراً في هذا الترشيح.
ومن المقرر أن يكون لدى فرنجية المزيد من التوضيحات من جانب حلفائه، بعد اجتماع قريب مقرر بينه وبين الرئيس بشار الأسد في دمشق. وقالت مصادر مطلعة إن الاجتماع يعوّل عليه لجهة تشديد وحدة فريق 8 آذار، وإن الأسد شخصياً مهتم بهذا الموضوع. وأوضحت المصادر أن الرئيس السوري بعث بأكثر من رسالة في الآونة الأخيرة «تؤكد على احترام سوريا ودعمها للعماد عون».
إلّا أن كثرة الاعتراضات والمعترضين داخل فريقي 8 و14 معاً، لم تدفع بتيار المستقبل والحريري إلى العدول عن فكرة السير في ترشيح زعيم المردة. فعلى رغم ما تردّد عن إيجابية طبعت اتصال الحريري بجعجع أمس، إلّا أن مصادر أشارت لـ«الأخبار» الى أن الحريري أكّد لـ«حليفه» استمراره في مبادرته، وأن «جعجع لم يكن سعيداً بهذا الإصرار». واتفق الطرفان على تنظيم الخلافات بعيداً عن السجالات العلنية وضبط جمهورَي الفريقين، لاستمرار الوحدة داخل فريق 14 آذار.
وأكّد الحريري في اتصال آخر أجراه أمس بفرنجية الاستمرار في مسعاه «في معزلٍ عن العرقلة الحاصلة». وأشارت مصادر لـ«الأخبار» إلى أن زيارة النائب السابق غطاس خوري ومستشار الحريري نادر الحريري لفرنجية، هدفت إلى إبلاغه موقف الحريري. وأكد خوري ونادر الحريري لكل من سألهما عن فحوى الزيارة أن «الترشيح مستمر ولا عودة عنه، رغم كل الاعتراضات». فيما قالت مصادر أخرى إن هدف الزيارة كان معرفة أجواء اللقاء مع السيد نصرالله.
كذلك أكدت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار لـ«الأخبار» أن الحريري أبلغ شخصيات في هذه القوى أنه لن يسحب هذا الترشيح ومستمر في مبادرته. وردّاً على سؤال «الأخبار» حول الإصرار على الاستمرار في المسعى في ظلّ الاعتراضات الكثيرة، عبّرت مصادر بارزة في تيار المستقبل عن ثقتها بوجود أجواء إقليمية ودولية مؤاتية للمبادرة في لبنان. واستغربت ما وصفته بـ»تحوّل» في الموقف الإيراني أدى إلى التراجع عن تأييد انتخاب فرنجية، مشيرة الى أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أشار أمام رئيس الحكومة تمام سلام في زيارته الأخيرة لبيروت، قبل أسابيع، الى تسوية بين طهران والرياض تقضي بتحييد لبنان عن الاشتباك الإقليمي. وأقرّت المصادر بأن «تسوية انتخاب فرنجية لا تزال في حاجة إلى وقت لتنضج. فلننتظر شهراً، شهرين أو ثلاثة أشهر. المسعى سينجح في النهاية، برضى العماد ميشال عون أيضاً». وعن المقابل الذي ينوي تيار المستقبل طرحه على عون في مقابل موافقته على التنازل عن ترشّحه والقبول بضمان رئاسة الحكومة للحريري لست سنوات والإبقاء على قانون انتخابات نيابية يضمن حصوله على الأكثرية وغيرها من المطالب، ردّت المصادر بأن «الأمر عند فرنجية، ورئيس الجمهورية المقبل هو من يستطيع أن يقدّم الضمانات للقوى المختلفة وليس تيار المستقبل». ولفتت المصادر إلى وجوب أن يبادر فرنجية إلى مناقشة الرئيس الحريري في شأن قانون الانتخابات النيابية، فضلاً عن أن التسوية ستضمن لقوى 8 آذار والتيار الوطني الحر الحصول على الثلث الضامن في أي حكومة في العهد الجديد.
في المقابل، قالت مصادر نيابية في قوى 8 آذار لـ«الأخبار» إن «أهم ما حصل في لقاء فرنجية بالسيد نصرالله هو التأكيد على وحدة قوى 8 آذار، والاتفاق على استمرار توحيد الموقف، فإما الدخول إلى أي مسعى مجتمعين أو الخروج مجتمعين». وقالت المصادر إن «تيار المستقبل بإصراره الحالي يحاول رمي الكرة في ملعب قوى 8 آذار وترك الأمر كالجرح داخل الفريق الواحد، علّه يحدث شرذمة وانقساماً، وهذا ما لم يحصل، وهذا أيضاً ما اتفق على إفشاله السيد نصرالله وفرنجية».
اللواء
الحريري لفرنجية: لا عودة عن المبادرة المشتركة لإنتخاب الرئيس
الرابية تعتبر ترشيح فرنجية كأنه لم يكن.. ومصدر أمني يستغرب بيان الخارجية الأميركية
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "بات بحكم المسلَّم به أن انتخابات رئيس جديد للجمهورية لن تحصل هذه السنة. لكن رؤية المعنيين بالتسوية الرئاسية مختلفة، إن لم تكن متباعدة، وفق حسابات لا صلة لها «بالبيدر السياسي»، إنما، ربّما، يغلب عليها «المزاج الشخصي» القريب من «الغنائية الرومانطيقية»، مما يعني أن الوقائع لا تكون قائمة إلا بما يخدم الأهداف الشخصية والمزاجية لهذا الفريق السياسي أو ذاك، الأمر الذي دفع بالنائب وليد جنبلاط لاستبدال تغريداته عبر «تويتر»، وباللغات الثلاث التي يعرفها إلى مخاطبة الأموات بدل الأحياء، مردّداً القول المأثور «لا حياة لمَن تنادي»..
في المشهد هذا، تصبّ إتصالات الرئيس سعد الحريري في مجرى ثابت، أن المبادرة التي أطلقها قائمة، وأنه يتولى شخصياً تذليل العقبات، عبر الاتصالات مع الحلفاء والداعمين، وحتى المعارضين، من زاوية أن المبادرة التي تمّ التفاهم عليها مع رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في باريس قبل شهر، هي مبادرة واقعية تأخذ بعين الاعتبار حصيلة السنة ونصف السنة من الفشل في انتخاب الرئيس وطبيعة الاصطفافات الداخلية، والحاجة إلى شراكة وطنية للخروج من المأزق.
وكان الأهمّ على هذا الصعيد، هو الإتصال الذي أجراه الرئيس الحريري مع النائب فرنجية، وخلص بنتيجته إلى التأكيد «على متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية»، وهو نفس الموقف الذي التزم به تيّار «المردة».
وجاء الاتصال غداة إتصالين: الأول تلقّاه من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع دام ساعة كاملة، وتناول خلفيات الموقف من ترشيح فرنجية، والخلاف بين تيّار «المستقبل» و«القوات» حول هذا الخيار، على أن ينظّم الفريقان هذا الخلاف، بحيث لا ينعكس سلباً على العلاقة بينهما، وتالياً على مكونات 14 آذار، بمعزل عن مآل ترشيح فرنجية.
وعلمت «اللواء» أن الموقف القواتي لم يكن حادّاً، وأبقى الباب مفتوحاً أمام الأخذ والردّ، وتقليب الاحتمالات والاستفسارات والخيارات البديلة، في ظل وضوح أن لا خيار في الواجهة الآن سوى ترشيح النائب فرنجية ضمن سلّة المبادرة التي أطلقها الرئيس الحريري لإنهاء الشغور الرئاسي، وإبعاد شبهة «الدولة الفاشلة» عن لبنان بتحريك العجلة الاقتصادية، وإنهاء أزمة النفايات، وإعادة الروح إلى مؤسسات الدولة الدستورية، وتغطية الإنجازات الأمنية التي كان آخرها، أمس الأول، باعتقال العقل التنفيذي لتفجيري برج البراجنة بلال البقار، وملاحقة سطام الشتيوي المتواري في جرود عرسال.
ووصف رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» ملحم رياشي الإتصال بأنه «تميّز بالعلمية والوضوح»، معتبراً أن لا شيء يمنع من اللقاء بين الحريري وجعجع سوى الوضع الأمني، لأن الخطر على رئيس القوات قائم وحادّ جداً.
وفيما نفى وزير الثقافة روني عريجي أي ربط بين اتصال الحريري بفرنجية ومع جعجع، كشف مصدر نيابي لـ«اللواء» أن الاتصال بين رئيس تيّار «المستقبل» ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل هو السابع أو الثامن بين الرجلين في إطار المتابعة والتشاور.
وفي تقدير المصدر أن الرئيس الحريري ما زال مقتنعاً بأن التسوية الرئاسية لم تنته بعكس الانطباع الذي تكوّن لدى المراقبين في الأيام الأخيرة، ولذلك فهو حرص من خلال اتصاله بفرنجية من جهة على أن يُؤكّد بأن خياره ما زال قائماً، ومن جهة ثانية، لا يريد كسر الجرّة مع أحد.
الجميّل
وجدّد النائب الجميّل، في احتفال أُقيم في جبيل، في دورة قَسَم منتسبين جدد لحزب الكتائب حملت إسم الرئيس أمين الجميّل، دعوته لكل من يترشح لرئاسة الجمهورية أن يُعلن مشروعه، فإذا التقى مع مشروعنا فأهلاً وسهلاً به.
وساق الجميّل مواقف سياسية على صلة غير مباشرة بالاستحقاق الرئاسي أبرزها: أن المشكلة هي في النظام السياسي الفاشل، فحتى إذا انتخبنا رئيساً للجمهورية لا يمكن أن تشكّل حكومة بعد سنة من إجراء الانتخابات، وكذلك الحال بالنسبة لوضع قانون الانتخاب، وفي السلاح أيضاً والولاء للخارج، رافضاً أن يكون الخيار بين بشار الأسد أو «داعش»، متسائلاً: لماذا بدأت الاجتماعات حول الغاز والنفط عندما بدأ الحديث عن الانتخابات الرئاسية، مؤكداً «كما وقفنا ضد سوكلين سنقف ضد كل الصفقات في المستقبل»، مشيراً إلى أن موضوع النفط والغاز يتعلق بمستقبلنا ولن يمر دون تدقيق دولي وشفافية ومناقصات شفافة. (راجع ص4)
وعلى صعيد التواصل بين «المستقبل» و«التيار العوني الحر» يزور النائب السابق غطاس خوري الرابية غداً، موفدا من الرئيس الحريري لتقديم واجب العزاء باسمه للنائب ميشال عون، ولم يستعبد مصدر مطلع أن يجري التداول في مبادرة التسوية الرئاسية، علماً ان خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري كانا زارا قبل يومين النائب فرنجية في بنشعي، في إطار المشاورات الجارية بين الجانبين.
ومع ان مصادر تيّار «المردة» لم تشأ تأكيد أو نفي هذه المعلومة، وآثرت عدم الإدلاء بأي تعليق حول المعطيات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، وكذلك فعلت مصادر نيابية. وقالت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» أن التيار يتعاطى مع مبادرة ترشيح فرنجية وكأنها لم تكن، وانه ينتظر ما يمكن أن يقوله فرنجية شخصياً في اليومين المقبلين، من دون أن تُشير إلى ظروف خروج فرنجية مجدداً الی الإعلام.
وأكد الوزير السابق ماريو عون لـ«اللواء» ان الأمور عادت الی مجراها الطبيعي، لجهة أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون هو مرشّح قوى الثامن من آذار بشكل نهائي وقوي، وأنه لا يزال الممر الإلزامي للانتخابات الرئاسية، مشدداً على ان جلسة الانتخاب المقبلة المحددة يوم الأربعاء المقبل، لن تعقد، وانه قد لا تكون جلسة أخرى في المدى المنظور.
وأعرب عن اعتقاده ان الحركة التي حصلت مؤخرا بشأن الملف الرئاسي كان من المفترض ألا تحصل وانها خلقت بلبلة في صفوف الثامن من آذار.
سلام
في غضون ذلك، رأى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية المقبل رئيسا توافقيا أياً يكن، مشددا على ضرورة انتخاب رئيس في اقرب وقت ممكن، معتبراً أن أي رئيس ينتخب خارج التوافق لا يمكن ان ينجح، وهذا الامر لا يمكن ان يحصل لانه لا يجوز ان يغلب فريق فريقٍاً آخر من أي فريقٍ يكن، مؤكدا على اهمية التوافق، خصوصا ان لبنان لا يمكن ان يتحمل رئيسا صداميا او متنازع عليه أو محسوباً على فئة تعمل ضد فئةٍ أخرى.
واكد سلام امام زواره في المصيطبة أمس حاجة البلد لاجراء الانتخابات امس قبل اليوم، ورأى ان البلد انتعش معنويا بمجرد تحريك الملف، فكيف اذا حصلت الانتخابات؟ مبديا تفاؤلا بمستقبل لبنان في حال أنتخب رئيس للجمهورية، وقال بالطبع سنكون في مكان مختلف تماماً.
وإذ شدّد على وجوب أن يقوم كل مسؤول، ولا سيما قادة القوى السياسية ببذل جهود إضافية للوصول إلى نتيجة إيجابية حول الاستحقاق الرئاسي، لفت إلى ضرورة اجتماع القوى السياسية للإتفاق على انتخاب رئيس، متمنياً أن لا يكون هناك قطب مخفية تمنع حظوظ النائب فرنجية من الوصول إلى الرئاسة، مشيراً إلى أن هناك أسماء كثيرة يتم التداول فيها، لكنه شدّد على أهمية أن يكون الإسم توافقياً وغير استفزازي.
ونفى الرئيس سلام أن يكون ملف النفايات بات جاهزاً لطرحه على مجلس الوزراء، مكرراً تأكيده بأنه عند الوصول إلى مكان عملي وإلى مخرج للملف من خلال الترحيل سأدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء فوراً، لكن إلى الآن لم يحن الوقت بعد للدعوة إلى جلسة لأن طبيعة الملف شائك ومعقّد، وفيه تفاصيل وتقنيات ومستلزمات محلية ودولية، واصفاً الملف بأنه ليس بالأمر السهل خصوصاً في مجال التصدير، لافتاً إلى استعداده لعقد جلسة خاصة بملف النفط، لكنه شدّد على أن المطلوب أن يكون هناك جلسات دورية لمجلس الوزراء لتسيير شؤون البلاد والعباد وتحريك الملفات، وليس فقط أن تقتصر الجلسات على بحث ملفّي النفايات والنفط.
إستغراب بيان الخارجية الأميركية
أمنياً، ومع مواكبة التوقيفات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ولا سيما فرع المعلومات، تصدّت مدفعية الجيش اللبناني لتحركات المسلحين في جرود عرسال، فيما تحدثت مصادر أمنية عن اشتباكات وقعت ليلاً في جرود القاع بين عناصر من حزب الله وأخرى من جبهتي «النصرة» و«داعش».
إلى ذلك، استغربت مصادر أمنية بيان الخارجية الأميركية بتحذير رعاياها بالسفر إلى لبنان، مع العلم أن الملحقين العسكريين في السفارات الغربية والأوروبية بشكل خاص يسعون للحصول على معلومات حول الموقوفين المرتبطين بالخلايا «الإرهابية» مع الإشادة المتكررة بقدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية على تفكيك هذه الخلايا وتعطيل محاولات أو خطط كانت موضوعة لتفجيرات في غير منطقة.
البناء
اليوم يبدأ الاختبار اليمني لتموضع السعودية... وغداً كيري في موسكو لـ«سورية»
تركيا بين نارَيْ روسيا والعراق وخطوات انتحارية تلعب بنار الموصل والبوسفور
اتصالات متزامنة ومتلازمة للحريري بفرنجية وجعجع تؤكد التريّث الرئاسي
صحيفة البناء كتبت تقول "اليوم يبدأ العمل بوقف القتال في اليمن ويُفترض أن يعلن الرئيس اليمني من كنف القرار السعودي دعوة لوقف إطلاق النار، دأبت السعودية على رفض التزامن بينه وبين كل محاولة تفاوضية بين الفريقين اليمنيين، ويُفترض أن يتضمن الإعلان عن وقف التحالف الذي تقوده السعودية الغارات وسائر الأعمال الحربية التي تقوم بها في اليمن، ويدعو بالمقابل لشمول وقف النار الحدود السعودية اليمنية، حيث تسبب الضغط الذي يمارسه الحوثيون والجيش اليمني بتغيير نوعي في الموقف السعودي، وسيشكل صمود وقف النار وجدية الالتزام به اختباراً لمدى صدقية التموضع السعودي ضمن خيار التسويات، بعد ممانعة طويلة ارتبطت بالرهان على نجاح الخيار العسكري بتحقيق السيطرة على اليمن.
في قلب مسار التسويات يصل غداً وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو في محاولة للتفاهم على صياغة قواعد وضع لائحتَيْ التنظيمات الإرهابية والوفد السوري المعارض في العملية السياسية، بعدما سقطت محاولة الرياض الاستئثار بهذه المهمة، وأدى تفردها عبر مؤتمر الرياض إلى تهديد لقاء نيويورك الذي دعا إليه كيري ليوم الجمعة، وعارضته موسكو وطهران، وتستبعد مصادر إعلامية روسية نجاح المباحثات بتعويم لقاء نيويورك، لأن حدوث تفاهم روسي أميركي سيترتّب عليه مشاورات مع الأطراف المختلفة بصدد اللائحتين، تستغرق أكثر من الوقت المتبقي لموعد نيويورك المفترض.
وعكس مسار التسويات، تمارس حكومة أنقرة لعبة العبث بالنار مع الجيران بلا استثناء، من روسيا إلى العراق ومعهما طبعاً سوريا وإيران، والعبث التركي يبدو إلى المزيد من لعب الأوراق الخطرة، فمن جهة شكل إعلان الرئيس التركي رجب أردوغان عن نيته الحفاظ على وجود قواته متزامناً مع إعلان عزمه على ضمّها لقوات التحالف الدولي، بينما وزير الخارجية العراقية يعلن أن لا وجود عسكرياً منفصل لا لقوات التحالف ولا لإيران، وكل المستشارين العسكريين للتحالف وإيران يقيمون في معسكرات للجيش العراقي والحكومة العراقية ليست بوارد قبول أي نقاش لتغيير هذا المبدأ بينما على ضفة العلاقة مع روسيا فقد شكلت استفزازات ومواقف تركية إشارة لفتح ملف العبور الروسي في مضيق البوسفور، حيث اقترب زورق تركي من منطقة أمان مدمّرة روسية ما اضطرها لإطلاق النار تحذيراً، وتحدثت أوساط في الخارجية التركية علناً عزمها إعادة تقييم العبور الروسي العسكري والتجاري في مضيق البوسفور، ما يعني تصعيداً انتحارياً، معلوم أنه سيذهب بالمنطقة نحو حرب أوسع مما يمكن تخيّل أبعاده، بينما قالت أوساط إعلامية في موسكو إن خطوات روسية احتياطية قيد الدرس في حال دخول أنقرة مرحلة الجنون السياسي الكامل.
لبنان بين هذه وتلك، مسار التسويات ومسار التصعيد، يختار التجميد، فذلك أشد أمناً حتى تتبلور المؤشرات، فقد شهدت الاتصالات التي أجراها الرئيس سعد الحريري صاحب مبادرة التسوية الرئاسية القائمة على ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، إعلاناً ضمنياً عن تجميد المبادرة دون سحبها، فالأكيد صار أن الحريري لن يعلن ترشيح فرنجية قريباً بانتظار ضمان نجاح المبادرة، كما قالت أوساطه، بدلاً من إعلان كان يفترض أن يساهم في النجاح. واتصل الحريري بفرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للتداول في مبادرته وتأكيد استمرارها، لكن دون مفاعيل عملية بانتظار المزيد من المشاورات، مبدياً الحرص على علاقته بفرنجية وتمسكه به مرشحاً رئاسياً من جهة، ومبدياً الحرص على علاقته بجعجع من جهة مقابلة وتمسكه به حليفاً ثابتاً.
الحريري يتّصل بفرنجية
لا تزال مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية تدور في حلقة مفرغة وفي دائرة المراوحة من دون أن تسجّل خرقاً يذكر، على رغم حركة الاتصالات التي سجلت أمس بين الحريري والوزير سليمان فرنجية وبين الحريري ورئيس «القوات» سمير جعجع وتمّ خلالها بحث الملف الرئاسي.
وفي السياق، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، أن الأخير أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية تبادل خلاله الرجلان الرأي حول مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية.
وفي بيان، لفت إلى أن الاتصال خلص «إلى تأكيد متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية».
وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى أن «الحريري أبلغ فرنجية أنه مستمر في عرضه وينتظر من فرنجية أن يذلل العقبات أمام الترشيح لدى فريق 8 آذار»، ولفتت المصادر إلى أن «الحريري لن يُقدِم على ترشيح فرنجية رسمياً قبل أن تتغير الظروف ويطمئن إلى أن الانتخاب يمكن أن يحصل من دون فيتوات».
وتشير المصادر إلى أن «الاتصال هو نوع من احتفاظ الحريري بورقة فرنجية كاحتياط وتبرير عدم التزامه بإعلان الترشيح رسمياً، كما كان متفقاً عليه لا سيما وأن الكرة بالنسبة لفرنجية هي في ملعب الحريري الذي كان عليه أن يأتي إلى بيروت ويعلن الترشيح وفقاً لاتفاق باريس».
..واتصال بين الحريري وجعجع
وفي محاولة لرأب الصدع في فريق 14 آذار الذي أحدثته مبادرة الحريري، سجل اتصال هاتفي بين الحريري وجعجع، تم خلاله البحث في الملف الرئاسي.
وأكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» ملحم رياشي أن «الاتصال بين رئيس الحزب سمير جعجع ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كان ودياً وتفاعلياً وديمقراطياً، حيث كان هناك احترام لآراء الجانبين»، مشيراً إلى أن «الاتصال كان مطولاً جداً، وعلى خط آمن، حيث ليس باستطاعة أحد أن يتنصّت على الاتصال».
وأوضحت مصادر «قواتية» لـ«البناء» أن «الاتصال لم يحمل أي جديد وأن الأمور لا تزال في مكانها وأن جعجع لا زال على موقفه الرافض لترشيح فرنجية». وأضافت المصادر أن الاتصال كان جيداً ولم تستبعد المصادر أن يعقد لقاء بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وجعجع».
وتشير مصادر في 14 آذار لـ«البناء» إلى أن «الحريري كان جافاً خلال الاتصال مع جعجع على غير عادته، في المقابل كانت نبرة جعجع عالية أيضاً إلى أن بتر الاتصال قبل إنهاء النقاش ليترك لكل طرف الوقت لإعادة تكييف وقته قبل أي اتصال جديد، بخاصة أن اتجاه الاتصال كان تفجيرياً وهذا ما لا يريده الطرفان».
وحدة الصف والموقف
وفي السياق، بقي اللقاء الذي جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والوزير سليمان فرنجية في دائرة الضوء، فقد أكد مصدر في 8 آذار لـ«البناء» أن «اللقاء الذي تم بين السيد نصرالله والوزير فرنجية، أكد وحدة فريق 8 آذار والتزام جميع أقطاب هذا الفريق بوحدة الصف والموقف وعطّل الفخ الذي كان منصوباً له، وقطع الطريق على محاولات الالتفاف على طرح السلة الكاملة المتكاملة الذي عرضه السيد نصرالله منذ أسابيع وبالتالي صحيح أن الفريق الآخر لا زال يعتبر أن هناك صعوبات لوصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة، لكن مجرد طرحه ترشيح فرنجية يكون فريق 8 آذار قد قطع نصف الطريق أمام إيصال عون، لأن ترشيح فرنجية يفرض أمرين، الأول أن يكون الرئيس من 8 آذار والثاني تسهيل الاتفاق على عون لكون هذا الفريق وافق على ترشيح فرنجية ويبقى عليه أن يرضخ للخيار الثاني ويوافق على عون وتحل أزمة الرئاسة، خصوصاً أن عون يحظى بدعم فريق 8 آذار».
جنبلاط: التسوية تعطّلت أو تأخّرت
وأعلن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، في سلسلة تغريدات على «تويتر»، أن «تسوية انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية تعطلت أو تأخرت «بفضل تلاقٍ عجيب وغريب لقوى متناقضة شكلياً على الأقل».
.. والراعي: لن أسمّي أحداً
وجدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته الرعوية إلى أبرشية مصر والسودان المارونية، تأكيد أنه «على مسافة واحدة من كل المرشحين وأنه لن يسمّي أحداً، لأنه مقتنع بأنه لا يحق لأحدٍ تسمية الرئيس أو إقصاء أحد، وأن ترشيح الرئيس يعود إلى الكتل السياسية والنيابية ونحن نعيش في ظل نظام ديمقراطي».
تحذيرات ذات طابع سياسي
أمنياً، تردّدت معلومات نسبت إلى مرجعٍ أمني، تتحدث عن «مراجعات دورية تتلقاها السلطات الأمنية اللبنانية من سفارات خليجية وغير خليجية لرفع مستوى الحماية الأمنية في ضوء معلومات تتلقاها هذه السفارات عن احتمالات تعرّضها لاستهدافات، إضافة إلى استمرار وجود خطر العمليات الإرهابية، خصوصاً في فترة الأعياد».
وعلقت مصادر واسعة الإطلاع على ما نُسب إلى هذا المرجع الأمني، وأكدت أنه «ذو طابعٍ سياسي أكثر من أمني وعسكري، لأن الجميع يعلم أن أحداً من الدول لا يستطيع أن يحكم السيطرة الأمنية مئة في المئة، بل تبقى بعض الخروق كما حصل في أميركا وفرنسا وبريطانيا».
وطمأنت المصادر إلى أن «الوضع الأمني في لبنان، كما يصفه الخبراء، هو وضع متماسك وتحت السيطرة مع عدم استبعاد حصول بعض الخروق الأمنية المحدودة التي تعتبر بمثابة لسعات أمنية»، أما سبب التهويل الغربي الخليجي، فترده المصادر إلى أمرين: «الأول مرتبط بفشل التسوية الرئاسية»، ويذكر المصدر بتهديد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الذي هدّد بالدم إذا لم يتم انتخاب رئيس وفقاً لإخراج سعد الحريري، و»الأمر الثاني مرتبط بمؤتمر الرياض وما أعقبه من تصريح لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن على الرئيس بشار الأسد أن يرحل سلماً أم حرباً. وقد ترجم التهديد السعودي في دمشق قذائف أطلقها مسلحون من دوما على العاصمة، لتؤكد السعودية أنها قادرة على ارتكاب جرائم بحق المدنيين السوريين».
وفي السياق، يرى الخبير العسكري الدكتور العميد أمين حطيط في حديث لـ«البناء» أن «تهديد الوضع الأمني والإشاعات في لبنان تشبه إلى حدٍ ما القذائف التي تساقطت على دمشق، ما يعني أن هناك ضغطاً على محور المقاومة في لبنان من الباب الأمني لانتزاع تنازلات سياسية».
توقيف البقار في طرابلس
على صعيد آخر، استمر مسلسل التوقيفات لإرهابيين متورطين بعمليات إرهابية، فقد أوقفت القوة الضاربة التابعة لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، في طرابلس مساء السبت المدعو بلال البقار، المطلوب بمذكرات توقيف قضائية على خلفية أعمال إرهابية لا سيما مشاركته في التخطيط لتفجيري برج البراجنة.
.. وتفكيك جهاز تجسّس «إسرائيلي»
أمنياً أيضاً، استهدف الجيش اللبناني، تحرّكات للمسلحين في جرود عرسال، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، وحقق إصابات مباشرة في صفوفهم. كما فكك فوج الهندسة في الجيش جهاز تجسس «إسرائيلياً» في محيط بلدة تولين في قضاء مرجعيون.